منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الشعر العمودي (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=5)
-   -   قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=7005)

محمد حمدي غانم 11-11-2011 06:39 AM

قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها)
 
قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها)

هذه هو إلقائي للقصيدة:
http://www.youtube.com/watch?v=JU8hC...layer_embedded

حِكـايَـةُ البَحْــر
شعر: م. محمد حمدي غانم

أزِِفَ الصّباحُ ولمْ تَبِنْ ... والموجُ يعْوي، والرّياحُ بلا وَطَنْ
يومانِ: لا نومٌ يُظلّلُ مُقْلتيَّ، ولا صُراخٌ أو سَكَنْ
[ ثاوٍ على صخْرٍ أصمَّ و ليتَ لي قلبًا] يُفتّتُه الشَّجَنْ
لا دمعَ لي، وظننْتُ أنّ فِراقَها طوفانُ دمعٍ من مِحَنْ
والبحْرُ نزْفُ دَمِي، وعينايَ المُسَمَّرتانِ جُرْحٌ لا يئِنّْ
يومانِ: يقبسُ موجُه من عطرِها، ويَضِنُّ هذا البحْرُ أنْ...!
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ


قالتْ بأحْرفِها الصّغيرةِ: "أنتَ تُكْملُ غُنْوةَ الشّطِّ البعيدْ"
"عيناكَ كالأصْدافِ: فيها وشْوشاتُ البحْرِ للقلبِ العَميدْ "
"هيّا نقولُ حكـايةً للرّمْلِ، نبني قصْرَنا، ونُقيمُ عيدْ"
وتبعْتُها، والرّيحُ تمْزجُ في ضفائرِ عُمْرِها حُلْمي الوليدْ
وتشُدُّني للبحْرِ ضاحكةً، وأصْرخُ خائفًا: "لا .. لا أريدْ"
كانتْ عروسَ البحْرِ، تعْشقُ عمْرَه المطْويَّ في السّرِّ الشّريدْ
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ


يومانِ مرّا: ربّما صارتْ أميرةَ أغْنياتِ البحْرِ
أو لؤلؤًا .. أو ربّما صارتْ خشوعَ البحْرِ عندَ الفجْرِ
يومانِ: والوقْتُ البليدُ يلوحُ للمذبوحِ مثلَ الدّهْرِ
وأظنُّ أنّي صرتُها: عينايَ نايُ الأمنياتِ البِكْرِ
ثغْري حُسامٌ حاسمٌ، مُتألِّقٌ ببريقِ بَرْقِ الشِّعْرِ
رُوحي رياحٌ تقْلعُ الطّغيانَ، تصْفعُ قهْقهاتِ القهْرِ
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ

كانتْ تُحبُّ اللهَ، والتاريخَ، والوطنَ المُعذّبَ، والجِراحْ
لا تنْحني، لا تعْرفُ الصّمْتَ الغبيَّ، ولا يُزلزلُها الصّياحْ
بَرِقتْ لليلِ الخائفينَ الصّامتينَ، وزيّنتْ ثوبَ الصّباحْ
وسخرْتُ من إيمانِها: "لِمَ ترْكضينَ وحيدةً ضدَّ الرِّياحْ؟"
"كوني معي".. قالتْ: "أنا كالبحرِ شُطآني تُحاصرُها الرّماحْ"
"حرّيّتي مَوْجي، ولو أخْمدتُه كلُّ المعاني تُستباحْ"
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ

يومانِ مرّا: لمْ تُبارحْ رُوحيَ المطْعونةُ الجسدَ السَّقيمْ
كنّا بهذا الشّطِّ نعدو ضاحِكَيْنِ وبينَ نجْوانا نهيمْ
وتعانقتْ أرواحُنا وأَكُفُّنا، بَيْنَا يُبعْثرُنا النّسيمْ
وتشدَّني للبحرِ ضاحكةً، فأصْرخُ خائفًا: "لا.. لا أرومْ"
والبحْرُ يجْذبُ ثوبَها، وتمدُّ كفّيها إليَّ ولا أقومْ
في لحظةٍ مجنونةٍ مدّتْ وحوشُ البحْرِ أذْرُعَها تَزومْ
في البحرِ غابتْ لمْ تَبِنْ


أَزِفَ الصّباحُ ولمْ ... ولمْ ... ماذا أرى يخْتالُ فوقَ الماءِ؟
نَبَضَتْ جَوَانِحُ عمريَ المطْعونِ في صدري بِدَفْقِ دمائي
بانتْ أخيرًا، ترتدي ثوبَ الزّفافِ ووجْهُها كسمائي
ومشيْتُ كالمسْلوبِ ، خُضْتُ البحْرَ في ترنيمةِ الأضْواءِ
قالتْ بعينيها: "أُحبُّكَ"، فابتدا عمْرُ الأماني، وابتديتُ غِنائي
وتشدُّني للبحْرِ ضاحكةً ، فأُذْعِنُ ـ باسمًا ـ لندائي
أزِِفَ الصّباحُ ولمْ نَبـِنْ

محمد حمدي غانم
5-12-1999

حمود الروقي 11-11-2011 03:14 PM

الله عليك ..

حـرف بهـيّ وصوت شجـي ، وترنيمـة مُـعـذّب !

وصـف للحالــة ، وحـديث مع البحـر وللبحـر ، و ذكـرى الطـلل ..

كأنّ قـلبك يرثـو نفـسه ويروي حكـاية الألــم على شاطـئ البحـر ..

أخي الشـاعر محمد حمـدي ..

لم تبـق ِ شـيئـًا من حـنيـن ..


لله در حرفك الثمـين ، وصوتـك الجميـل ..





محمد حمدي غانم 11-11-2011 03:59 PM

أسعدني إطراؤك أ. حمود..
شكرا لك.
تحياتي

سعيد العواجي 11-11-2011 06:25 PM

الشاعر/ محمد وجدي غانم
نص بديع نحتفل به هنا في المنابر
ولهذه القصيدة جمالياتها المدهشة في التراكيب وفي الحوار الحالم
الإلقاء رائع وجمييييييييييييييل
نثبت النص إجلالا له ولصاحبه

محمد حمدي غانم 11-11-2011 11:20 PM

أ. سعيد العواجي:
شكرا لتقديرك وترحيبك، وتثبيتك الموضوع..
تحياتي

نبيل أحمد زيدان 11-12-2011 12:20 AM

الأخ الفاضل محمد حمدي غانم الموقر
جميلة وحروفها رقيقة
وصورها شاعرية
وجرسها لطيف
دمت بألق

محمد حمدي غانم 11-12-2011 01:32 AM

أ. نبيل زيدان:
شكرا لتقديرك.
تحياتي

خالدحامدالبار 11-12-2011 04:21 AM

لعمري انك الجمال ورب البيت
عذبةٌ كصاحبها
فهي اريج حروفه
المتألقة
.....
قالتْ بعينيها: "أُحبُّكَ"،......وأحب همس العيون من كل قلبي
شكرا لهذا الشهد
تلميذكم خالدالبار
عيدكم مبارك

محمد حمدي غانم 11-12-2011 05:25 AM

أ. خالد حامد:
شكرا جزيلا لتقديرك.
تحياتي

غادة قويدر 11-12-2011 05:39 PM

القدير محمد حمدي غانم
موءودٌ هو البحر حين لا يحضن حكايات المحبين..
ومقرّحٌ هو الجرحُ حين يطوى مع السنين..
هنـــــــــــا تغوص الأظافر لتنهش نزف الأنين..
أيها الشاعر الشاعر
قد جعلت الوجدان يتنفس شعرا
وسافرت الكلمات مع صدى صوتك الحزين
لتؤلف جزرا من الجمال..
وقطفت من الصور المدهشة أجملها فأتت عنادل الروح يسكبها المطر
دمت بخير لبيقى الشعر بخير
تحياتي وفائق احترامي

محمد حمدي غانم 11-12-2011 06:15 PM

أ. غادة:
شكرا على كلماتك الجميلة.
تحياتي

هشام الصباح 11-13-2011 09:04 PM

قصيدة كموج البحر تحملك إلى شواطيء الحنين
تركبها فيستحيل الموج رذاذا منعشا ، وتارة وفي لحظة مجنونة يسحبك إلى أعماقه
قصيدة فيها من المشاعر الجارفة التي لا رادع لها إلا أن تكون جزءا منها.
والآن يا صاحبي : أليس الأصح أن تقول : هيا نقل ونبن ونقم . وأنا قمت بقياسها على هيا نغن مع الطيور
"هيّا نقولُ حكـايةً للرّمْلِ، نبني قصْرَنا، ونُقيمُ عيدْ"

وهناك كلمتان : أروم وتزوم ، أما أروم فمعناها واضح أما تزوم فلا أدري ما المقصود بها . ولكن حتى لو كان معناها مناسبا فإنني أشعر أن هاتين الكلمتين قد أقحمتا في القصيدة لغرض القافية .
هو رأي يا أخي يحتمل الصواب والخطأ
لك خالص أمنياتي بالخير والبركة

محمد حمدي غانم 11-14-2011 12:53 AM

أ. هشام الصباح:
شكرا جزيلا لتقديرك..
بالنسبة لملاحظاتك:
* هيّا اسم فعل وليست فعلا، وجزم ما يليها جائز وليس واجبا.. قال ابنُ جني -رحمه الله- في « الخصائص 3/51 »:
( فأما الجزم في جواباتها؛ فجائزٌ حسنٌ، وذلك قولك: صهٍ تسلمْ، ومهٍ تسترحْ، ودونَكَ زيدًا تظفرْ بِسَلَبِه )
كما أن عندي حساسية من جزم أي فعل تابع لهيا ودعنا بدون أن يكون جواب الطلب فعلا.. فأنا أفرق بين دعني أكن لك شاكرا، وبين دعني أموت في عشقك.. ففي الجملة الأولى هناك من يقيدك أو يعيقك أو تطلب منه تركك ونتيجة لذلك ستكون له شاكرا.. وفي الثانية، دعني هو مجرد فعل يدل على الالتماس، و أموت في عشقك هو الطلب نفسه وليس جواب الطلب.. والمفروض أن تقول: دعني أموت في عشقك، أكن أسعد الناس (مثلا).. ويفرق الإنجليز بين الحالتين بالاستخدام Let us للأمر، و Let's للالتماس..
في النهاية الإعراب فرع المعنى، لهذا أنا حساس جدا أين أجزم وأين أرفع.. وفي الجملة: "هيا نقول"، نقول هو الطلب وليس الجواب، ويمكنك تقدير جوابه بأي فعل مناسب.

أروم: بمعنى أطلب أو أريد.. وهي ليست مجلوبة للقافية، بل على العكس، هي قمة التناسق اللغوي، لأن هذا البيت محوري في القصيدة، ويتكرر ثلاثة مرات بتنويعات مختلفة:
وتشدني للبحر ضاحكة، وأصرخ خائفا لا لا أريد
وتشدني للبحر ضاحكة، فأصرخ خائفا لا لا أروم
وتشدني للبحر ضاحكة، فأذعن باسما لندائي
* الكلمة تزوم عندنا في مصر تعطي معنى الزمجرة الغاضبة التي يطقها الكلب.. هذه المادة موجودة في لسان العرب لكنها زام الرجل بمعنى مات، وربما تحمل في طياتها صوت الغرغرة.. هناك أيضا زام الرجل يزيم، بمعنى أطلق كلمة غاضبة فأسكته..
بالنسبة لي، أفضل اعتبارة كلمة يزوم من الكلمات الدالة على الأصوات.
تحياتي

هشام الصباح 11-14-2011 08:48 AM

أخي محمد حمدي
سلام الله عليك وصباح الخير
أولا أشكر لك حسن خلقك وأدبك وردك
وثانيا لم أعلم أني تورطت مع خبير في اللغة . ولكنها ورطة محببة
حقيقة لم أكن أعلم بجواز الجزم من عدمه بعد هيا فشكرا لك على هذه المعلومة وعلى الشرح .
سعيد بردك وشرحك مرة ثانية
وتقبل من أخيك تمنياته لك بالخير

محمد حمدي غانم 11-14-2011 11:06 AM

أ. هشام:
مرحبا بك وشكرا لحوارك المثمر..
أنا أعشق اللغة، ولكني لم أصل بالتأكيد إلى درجة الخبرة.. كل ما في الأمر أن المعاجم وكتب النحو صارت رقمية هذه الأيام، والبحث فيها صار سهلا جدا، وهذا يساعد الإنسان على تطوير معلوماته بسرعة.
كما أني استفدت من إشارتك إلى الكلمة تزوم، وأحاول أن أبحث عن بديل لها، لأنها غريبة على غير المصريين.. وإن كنت لم أصل إلى بديل مريح حتى الآن.. ربما كلمة تحوم، لكنها ليست قوية.
شكرا لك مرة أخرى.
تحياتي

محمد حمدي غانم 12-01-2011 03:29 AM


هذا هو تعليق الصديق م. نزار شهاب الدين على القصيدة، وقد نشره منذ عدة أعوام على موقعنا أدباء دوت كوم، المتوقف حاليا:
من أروع أعمال الشاعر والقاص محمد حمدي غانم.. عمل متكامل شعريًا: موسيقى فياضة وصور أخاذة وسرد مشهدي جميل.
لم نعرف القصة هنا في شكل سرد تقليدي، بل كانت فيما يشبه لقطات السينما وهذا من أمثلة استخدام فنون أخرى داخل الشعر.. أضف إلى ذلك أن القصيدة يدور أغلبها في الزمن الماضي، لكننا نرى ذلك من خلال استدعاء الشاعر له وهو ما يسمى بالفلاش باك (الاستدعاء)، وهو فن آخر من فنون السينما.
من الجميل أيضًا استخدام جملة مكررة بعد كل مقطع ثم تتغير مرة واحدة بشكل طفيف ثم تفجر المفاجأة في نهاية القصيدة.
استفاد الشاعر من الأسلوبين السينمائيين ليقدم خاتمة سينمائية أخرى، يخرج بها من الفلاش باك، مقدمًا مفاجأة النهاية في مشهد سينمائي، تتوّجه الجملة المكررة المتغيرة كما أسلفنا.. ويستدعي الشاعر في هذا المشهد مشهدين آخرين سردهما من قبل ليربط هذا بذاك، في لفتة دائمًا ما تثير الإعجاب وتبرز التطور الدرامي، فالمشهد الأخير تكرار لمشهدين سابقين تدعوه فيهما حبيبته إلى البحر/الحرية لكنه يأبى.. وعبر الشاعر عن تغير الموقف عن طريق تكرار نصف البيت "وتشدُّني للبحْرِ ضاحكةً" والذي انتهى من قبل بـ "وأصرخ خائفًا: لا.. لا أريد" ثم مرة أخرى بـ "فأصرخ خائفًا: لا.. لا أروم" لينتهي هذه المرة بـ "فأذعن باسمًا لندائي".
أعجبني بشكل خاص البيت القائل "كانت تحب الله و التاريخ والوطن المعذب والجراح" فهو يعطف أشياء لا علاقة بينها ظاهريًا ليستفز تفكير القارئ ليربط بينها معبرًا عن أزمة الأمة (في رأيي).
القصيدة موسيقيًا جاءت من بحر الكامل ولكن في شكل غير كلاسيكي ابتكره ـ على حد علمي ـ الشاعر الراحل محمود حسن إسماعيل وهو يتكون من خمس تفعيلات بدلاً من ست (في الصورة الكاملة للبحر) أو أربع (في الصورة المجزوءة) أو اثنتين (في الصورة المنهوكة).. وهذا القالب يذكرنا بأول من عرّفنا به وهو الشاعر محمد حسام عباس الذي أدين له شخصيًا ويدين كثير من شعراء كلية الهندسة له بفضل كبير بعد الله عز و جل.. وقد كان هو أول من عرّفنا بهذا القالب الشعري وأبدع فيه.. نعد بأن نستأذنه في نشر أعماله قريبًا إن شاء الله.
مما يستوجب التعليق في النص، الغموض الشفيف واستخدام الرمز بلا إغراب.. والنص قد يفهم على أكثر من مستوى، مستوى القارئ العادي ومستوى القارئ المثقف الذي سيلتفت للرمز ويسقطه على المرموز إليه، وكلا القارئين سيستمتع.
القصيدة بها الكثير من لمحات الإبداع ولعل بقية كتابنا وقرائنا يشاركونني في استقراء هذا النص الممتع الذي أعدت اكتشافه بعد سنوات طويلة من قراءته للمرة الأولى.
تحياتي العطرة للجميع.


الساعة الآن 06:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team