منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1651)

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:26 PM

من شعراء العصر الأندلسي ( ابن زيدون )
 
أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟
( ابن زيدون )



أأسلبُ، من وصالِكِ، ما كسيتُ؟

وَأُعزَلُ، عَنْ رِضَاكِ، وَقد وَليتُ؟

وكيفَ، وفي سبيلِ هواكِ طوعاً،

لَقِيتُ مِنَ المَكَارِهِ مَا لَقِيتُ!

أسرّ عليكِ عتباً ليسَ يبقَى ،

وَأُضْمِرُ فِيكِ غَيْظاً لا يَبِيتُ

وَمَا رَدّي عَلى الوَاشِينَ، إلاّ:

رَضِيتُ بِجَوْرِ مَالِكَتي رَضِيتُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:27 PM

أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،
( ابن زيدون )



أأُجفى بلا جُرْمٍ، وَأُقْصَى بلا ذَنْبِ،

سوَى أنّني مَحْضُ الهَوى ، صَادقُ الحبَّ

أغاديكَ بالشكوى ، فأضْحي على القِلى ،

وأرجوك للعُتبَى ، فأظفرُ بالعتْبِ

فديتُكَ، ما للماء، عذباً على الصّدى ،

وَإنْ سُمتَني خَسفاً، مَحَلُّكَ من قلبي

وَلَوْلاَكَ، ما ضَاقتْ حشايَ، صَبابة ً،

جَعلتُ قِرَاها الدّمعَ سكباً على سكبِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:28 PM

أبا الوليدِ، وما شطتْ بنا الدارُ،
( ابن زيدون )



أبا الوليدِ، وما شطتْ بنا الدارُ،

وَقَلّ مِنّا وَمِنْكَ اليَوْمَ زُوّارُ

وَبَيْنَنا كُلُّ ما تَدْرِيهِ مِنْ ذِمَمٍ،

وللصبا ورق خضرٌ ونوارُ

وكلُّ عتبٍ وإعتابٍ جرى ، فله

مَوَاقِعُ حُلْوَة ٌ، عِندِي، وآثَارُ

فاذكر أخاكَ بخيرٍ، كلما لعبتْ

به الليالي، فإن الدهرَ دوارُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:29 PM

أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ،
( ابن زيدون )



أتَتْكَ بِلَوْنِ المُحِبّ الحجِلْ،

تُخالِطُ لَوْنَ المُحِبّ الوَجِلْ

ثمارٌ، تضمّنَ إدراكَهَا

هَواءٌ، أحاطَ بها مُعْتَدِلْ

تأتَّى لإلطافِ تدريجِهَا،

فمِنْ حَرّ شمْسٍ إلى بَرْدِ ظِلّ

إلى أنْ تَناهَتْ شِفاءَ العَلِيلِ،

وأنسَ المشوقِ، ولهوَ الغزلْ

فلوْ تَجْمُدُ الرّاحُ لم تَعْدُهَا؛

وإنْ هيَ ذابَتْ فخَمْرٌ تَحِلّ

لها منظرٌ حسنٌ في العيونِ،

كدُنْياكَ لَكِنّهُ مُنْتَقِلْ

وطعمٌ يلذّ لمنْ ذاقَهُ،

كلذّة ِ ذكرَاكَن لوْ لمْ يملّ

ورَيّا، إذا نَفَحَتْ خِلْتُها

تُمِلّ ثَناءَكَ، أوْ تَسْتَهِلّ

يمثِّلُ ملمَسُها، للأكُفّ،

لينَ زَمانِكَ أوْ يَمْتَثِلْ

صفوْتُ، فأدلَلتُ في عرضِها؛

ومنْ يصفُ منهُ الهوَى فليدِلّ

قَبُولُكَها نِعْمَة ٌ غَضّة ٌ،

وفضلٌ، بمَا قبلَهُ، متّصِلْ

ولوْ كنتُ أهدَيتُ نفسِي اختصرْ

تُ، على أنّها غاية ُ المحتفِلْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:30 PM

أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟
( ابن زيدون )



أتَهْجُرُني وَتَغْصِبُني كِتابي؟

وَمَا في الحَقّ غَصْبي وَاجتِنَابي

أيَجْمُلِ أنْ أُبِيحَكَ مَحضٍ وُدّي

وأنتَ تسومُني سوءَ العذابِ

فديتُكَ، كم تغضّ الطّرفَ دوني؛

وكمْ أدعوكَ من خلفِ الحجابِ

وَكَمْ لي مِنْ فُؤادِكَ، بَعدَ قُرْبٍ،

مكانَ الشّيْبِ في نفسِ الكعابِ

أعدْ، في عبدِكَ المظلومِ، رأياً

تنالُ بهِ الجزيلَ منَ الثّوابِ

وَإنْ تَبْخَلْ عَلَيْهِ، فَرُبّ دَهْرٍ

وَهَبْتَ لَهُ رِضَاكَ بِلا حِسَابٍ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:31 PM

أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،
( ابن زيدون )



أثرتَ هزبْرَ الشّرَى ، إذْ ربضْ،

ونبّهْتَهُ، إذْ هدا فاغتمضْ

وما زلْتَ تبسُطُ، مسترسلاً،

إليه يدَ البغْيِ، لمّا انقبضْ

حذارِ حذارِ، فإنّ الكريمَ،

إذا سيمَ خسفاً، أبَى ، فامتعضْ

فإنّ سُكُونَ الشّجاعِ النَّهُوسِ،

ليسَ بمانعِهِ أنْ يعضْ

وَإنّ الكَواكِبَ لا تُسْتَزَلّ؛

وَإنّ المَقَادِيرَ لا تُعْتَرَضْ

إذا رِيغَ، فَلْيَقْتَصِدْ مُسْرِفٌ،

مساعٍ يقصِّرُ عنها الحفضْ

وهلْ واردُ الغمرِ، منْ عدّهِ،

يُقَاسُ بِهِ مِسْتَشِفُّ البَرَضْ؟

إذا الشّمْسُ قابلْتَهَا أرمداً،

فَحَظُّ جُفُونِكَ في أنْ تُغَضّ

أرَى كُلّ مِجْرٍ، أبَا عَامِرٍ،

يُسَرّ إذا في خَلاءٍ رَكَضْ

أُعِيذُكَ مِنْ أنْ تَرَى مِنْزَعي،

إذا وَتَرِي، بِالمَنَايَا، انْقَبضْ

فإنّي ألينُ لمنْ لانَ لي،

وَأتْرُكُ مَنْ رَامَ قَسْرِي حَرَضْ

وَكمْ حَرّكَ العِجْبُ مِنْ حَائِنٍ،

فغادرْتُهُ، ما بِهِ منْ حبضْ

أبَا عامرٍ، أيْنَ ذاكَ الوفاءُ،

إذِ الدّهرُ وسنانُ، والعيشُ غضّ؟

وَأينَ الذِي كِنْتَ تَعْتَدّ، مِنْ

مصادقَتي، الواجبَ المفترضْ؟

تَشُوبُ وَأمْحَضُ، مُسْتَبْقِياً؛

وهيهاتَ منْ شابَ ممّنْ محضْ !

أبنْ لي، ألمْ أضطلِعْ، ناهضاً،

بأعباء برّكَ، فيمنْ نهضْ؟

ألَمْ تَنْشَ، مِنْ أدَبي، نَفْحَة ً،

حسبْتَ بهَا المسكَ طيباً يفضّ؟

ألَمْ تَكُ، مِنْ شِيمَتي، غَادِياً

إلى تُرَعٍ، ضَاحَكْتُها فُرَضْ؟

ولولا اختصاصُكَ لمْ ألتفتْ

لحالَيْكَ: مِنْ صِحّة ً أوْ مَرَضْ

ولا عادَني، منْ وفاءٍ، سرورٌ؛

وَلا نَالَني، لِجَفَاءٍ، مَضَضْ

يعزّ اعتصارُ الفتى ، وارداً،

إذا البَارِدُ العَذْبُ أهْدَى الجَرَضْ

عمدْتَ لشعري، ولمْ تتّئبْ،

تُعَارِضُ جَوْهَرَهُ، بِالعَرَضْ

أضَاقَتْ أسالِيبُ هَذا القَرِيضِ؟

أمْ قَدْ عَفَا رَسْمُهُ فَانْقَرَضْ؟

لعمرِي، لفوّقْتَ سهمَ النّضالِ

وَأرسَلْتَهُ، لَوْ أصَبْتَ الغَرَضْ

وَشَمّرْتَ للخَوْضِ في لُجّة ٍ،

هي البحرُ، ساحلُها لمْ يخضْ

وَغَرّكَ، مِنْ عَهْدِ وَلاّدَة ٍ،

سَرَابٌ تَرَاءى ، وَبَرْقٌ وَمَضْ

تَظُنّ الوَفَاءَ بِهَا، وَالظُّنُونُ

فِيهَا تَقُولُ عَلى مَنْ فَرَضْ:

هيَ الماءُ يأبَى على قابضٍ،

وَيَمْنَعُ زُبْدَتَهُ مَنْ مَخَضْ

ونبّئتُها، بعديَ، استحمِدَتْ

بسرّي إليكَ لمعنى ً غمضْ

أبَا عامرٍ ! عثرة ً فاستقِلْ،

لتبرِمَ، منْ ودّنا، ما انتقضْ

وَلا تَعْتَصِمْ، ضَلّة ً، بالحِجَاجِ؛

وسيِّمْ، فربّ احتجاجٍ دحضْ

وَإلاّ انْتَحَتْكَ جُيُوشُ العِتَابِ،

مُنَاجِزَة ً، في قَضِيضٍ وَقَضّ

وأنذرْ خليلَكَ، منْ ماهِرٍ

بطبّ الجنونِ، إذا ما عرضْ

كَفِيلٌ بِبَطّ خُرَاجٍ عَسَا؛

جريءٌ على شقّ عرقٍ نبضْ

يُبَادِرُ بالكَيّ، قَبْلَ الضّمادِ،

وَيُسْعِطُ بالسّمّ لا بِالحُضَضْ

وأشعرْهُ أنّي انتخبْتُ البديلَ؛

وأعلمهُ أنّي استجدْتُ العوَضْ

فلا مشربي، لقلاهُ، أمرَّ؛

وَلا مَضْجَعي، لِنَوَاهُ، أقَضّ

وإنّ يدَ البينِ مشكورة ٌ

لعارٍ أماطَ، ووصمٍ رحضْ

وحسبيَ أنّي أطبْتُ الجنَى

لإبّانِهِ، وأبحْتُ النّفضْ

وَيَهْنِيكَ أنّكَ، يا سيَدِي،

غَدَوْتَ مُقَارِنَ ذاكَ الرّبَضْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:32 PM

أجلْ، إنّ ليلى حيثُ أحياؤها الأسدُ،
( ابن زيدون )



أجلْ، إنّ ليلى حيثُ أحياؤها الأسدُ،

مهاة ٌ حمتها، في مراتعِها، أسدُ

يَمانِيَة ٌ تَدْنُو ويَنْأى مَزَارُهَا؛

فسِيّانِ منها في الهوَى القُرْبُ والبُعْدُ

إذا نحنُ زرنَاها تمرّدَ ماردٌ،

وعزّ فلم نظفرْ به، الأبلقُ الفردُ

تحولُ رماحُ الخطّ دونَ اعتيادِها،

وخَيْلٌ، تَمَطّى نحوَ غاياتِها، جُرْدُ

لحيٍّ لقاحٍ، تأنفُ الضّيمَ منهمُ

جحاجحة ٌ شيبٌ، وصيّابة ٌ مردُ

أبٌ ذو اعتزامٍ، أوْ أخٌ ذو تسرّعٍ؛

فشَيخانُ ماضي الهَمّ، أوْ فاتكٌ جَلدُ

فما شيمَ، من ذي الهبّة الصّارم، الشَّبا؛

ولا حُطّ، عن ذي المَيعة السابح، اللِّبْدُ

وفي الكلّة ِ الحمراء، وسطَ قبابهمْ،

فَتاة ٌ، كَمِثلِ البَدرِ، قابَلهُ السّعدُ

عقيلة ُ سربٍ، لا الأراكُ مرادُهُ؛

ولا قمنٌ منهُ البريرُ ولا المردُ

تَهادى ، فيُضْنيها الوِشاحُ، غَرِيرَة ٌ،

تأوّهُ مهما ناسَ، في جيدها، العقدُ

إذا استحفِظتْ سرَّ السُّرَى جنحَ ليلها

تَناسَى النّمومانِ: الأُلُوّة ِ، والنَّدّ

لها عدة ٌ بالوصلِ، يوعدُ غبَّها

مصاليتُ، ينسَى ، في وعيدهم، الوعدُ

عَزِيزٌ عَلَيْهِمْ أنْ يَعُودَ خَيالُها،

فيُسعِفَ منها نائِلٌ، في الكَرى ، ثَمْدُ

كفَى لوعة ً أنّ الوصالَ نسيئة ٌ،

يُطيلُ عَناءً المُقْتَضِي، والهَوَى نَقدُ

ستبلغُها عنّا الشَّمالُ تحيّة ً،

نَوافِحُ أنْفاسِ الجَنُوبِ لها رَدّ

فَما نُسِيَ الإلْفُ، الذي كانَ بيننا،

لطولِ تنائينَا، ولا ضيّعَ العهدُ

لئن قيلَ: في الجدّ النّجاحُ الطالبٍ؛

لقَلّ غَنَاءُ الجِدّ ما لمْ يكُنْ جَدّ

ينالُ الأماني، بالحظيرة ِ، وادعٌ،

كما أنّه يُكدي، الذي شأنُهُ الكَدّ

هوَ الدّهرُ، مهما أحسنَ الفعلَ مَرَّة ً،

فعنْ خطإٍ، لكنْ إساءتُهُ عمدُ

حذارَكَ أنْ تغترّ منهُ بجانبٍ،

ففي كلّ وادٍ، من نوائبِهِ، سعدُ

ولَوْلا السَّراة ُ الصِّيدُ من آلِ جَهوَرٍ

لأعوزَ منْ يعدى عليه، متى يعدُو

مُلوكٌ لَبِسْنَا الدّهرَ في جَنَباتهمْ،

رقيقَ الحواشي، مثلما فوّفَ البردُ

بحَيثُ مَقِيلُ الأمنِ، ضَافٍ ظِلالُه؛

وفي منهلِ العيشِ العذوبة ُ والبردُ

همُ النّفرُ البيضُ، الذينَ وجوهُهمْ

تَروقُ فتَستشفي بها الأعينُ الرُّمْدُ

كِرَامٌ يَمُدّ الرّاغِبُونَ أكْفّهُمْ

إلى أبْحُرٍ مِنْهُمْ، لها باللُّهَامَدّ

فلا يُنْعَ مِنْهُم هالِكٌ، فَهوَ خالِدٌ

بِآثارِهِ؛ إنّ الثّناءَ هُوَ الخُلْدُ

أقِلّوا عَلَيْهِمْ، لا أبَا لأبِيكُمُ،

من اللّوم، أوْ سدّوا المكان الذي سدّوا

أُولئكَ، إنْ نِمْنَا سَرى ، في صَلاحِنا،

سِجاعٌ عَلَينا، كُحلُ أجفانهمْ سُهدُ

أليسَ أبو الحَزْمِ، الذي غِبَّ سَعيهِ،

تبصّرَ غاوينَا، فبانَ لهُ الرُّشدُ

أغرُّ تمهّدْنا بهِ الحفضَن بعدما

أقضّ عَلَينا مَضْجَعٌ، وَنَبا مَهْدُ

لَشَمّرَ حتى انْجابَ عارِضُ فِتنَة ٍ،

تألّقَ منها البرقُ، واصطخبَ الرّعدُ

فسالمَ من كانتْ لهُ الحربُ عادة ً؛

ووافقَ منْ لا شكّ في أنّهُ ضدّ

هوَ الأثرُ المحمودُ، إنْ عادَ ذكرُهُ

تَطَلّعَتِ العَلياءُ، وَاستَشرَفَ المَجدُ

تولّى ، فلولا أنْ تلاهُ محمّدٌ،

لأوْطَأ، خَدَّ الحُرّ أخمَصَه، العَبْدُ

مَلِيكٌ يَسُوسُ المُلكَ منه مُقَلِّدٌ،

رَوَى عَنْ أبيهِ فِيه مَا سَنّهُ الجَدّ

سجيّتُهُ الحُسنى ، وشيمَتُهُ الرّضَى ،

وسيرتُهُ المثلى ، ومذهبُهُ القصدُ

همامٌ، إذا زانَ النّديَّ بحبوة ٍ

تَرَجّحَ، في أثْنائِها، الحَسَبُ العِدُّ

زعيمٌ، لأبناء السّيادة ِ، بارعٌ،

عليهمْ به تثنى الخناصرُ، إنْ عدّوا

بعيدُ منالِ الحالِ، داني جنى النّدى ،

إذا ذُكِرَتْ أخلاقُهُ خَجِلَ الوَرْدُ

تهلّلَ، فانهلّتْ سماءُ يمينِهِ

عَطايا، ثَرى الآمال، من صوْبَها، جَعْدُ

ممرٌّ، لمنْ عاداهُ، إذْ أولياؤُهُ

يلذُّ لهمْ كالماء، شيبَ بهِ الشّهدُ

إذا اعترفَ الجاني عفَا عفوَ قادرٍ،

عَلا قَدْرُهُ عَنْ أنْ يَلجّ بهِ حِقْدُ

ومتّئدٌ لوْ زاحمَ الطّودَ حلمُهُ

لحاجَزَهُ رُكنٌ، من الطّوْدِ، مُنَهَدّ

لهُ عزمة ٌ مطويّة ٌ، في سكينة ٍ،

كما لانَ متنُ السّيفِ، واخشوشن الحدّ

يوكِّلُ بالتّدبيرِ خاطرَ فكرة ٍ،

إنِ اقتدحتْ، في خاطرٍ، أثقبَ الزَّنْدُ

ذِرَاعٌ لِمَا يأتي بهِ الدّهرُ، وَاسِعٌ؛

وباعٌ، إلى ما يحرزُ الفخرَ ممتدّ

إذا أسْهَبَ المُثْنُونَ فيهِ، شأتْهُمُ

مراتبُ عليا، كلَّ عن عفوِها الجهدُ

هوَ الملكُ المشفوعُ، بالنّسكِ، ملكُه،

فيا فَضْلَ ما يَخفي ويا سَرْوَ ما يَبدُو

إلى اللَّهِ أوّابٌ، وللَّهِ خائفٌ،

وبِاللَّهِ مُعْتَدٌّ، وَفي اللَّهِ مُشتدّ

لقد أوْسعَ الإسلامَ، بالأمسِ، حِسبة ً،

نحَتْ غَرضَ الأجرِ الجَزِيل، فلم تَعْدُ

أبَاحَ حِمَى الخَمْرِ الخَبِيثَة ِ، حائِطاً

حمَى الدّينِ، من أنْ يستباحَ لهُ حدّ

فَطَوّقَ بِاستِئْصالِها المِصْرَ مِنّة ً،

يكادُ يُؤدّي، شكرَها، الحجرُ الصَّلدُ

هيَ الرِّجسُ، إنْ يُذهبه عنه، فمِحسنٌ

شَهِيرُ الأيادي، ما لآلائهِ جَحْدُ

مَظِنَّة ُ آثَامٍ، وَأُمُّ كَبائِرٍ،

يُقَصِّرُ، عَن أدنَى مَايِبها، العَدّ

رَأى نَقصَ ما يَجبيهِ منها زِيادَة ً،

إذِ العِوَضُ المَرْضِيّ، إلاّ يَرُحْ يَغْدو

غنيٌّ، فَحُسْنُ الظنّ بِاللَّهِ مالُهُ؛

عَزِيزٌ، فصُنعُ اللَّهِ، من حوْله، جُنْدُ

لَنِعْمَ حَديثُ البِرّ تُودِعُهُ الصَّبا،

تبثّ نثاهُ، حيثُ لا توضعُ البردُ

تغلغلَ في سمعِ الرَّبابِ، وطالعتْ

له صورة ً، لم يعمَ، عن حسنها، الخلدُ

مَساعٍ أجَدّتْ زِينة َ الأرضِ، فالحَصى

لآلىء ُ نَثْرٌ، وَالثّرَى عَنْبرٌ وَرْدُ

لدى زَهَراتِ الرّوْضِ عنها بِشارَة ٌ؛

وفي نفحاتِ المسكِ، من طيبها، وفدُ

فديتُكَ، إنّي قائلٌ، فمعرِّضٌ

بأوطارِ نفسٍ، منك، لم تقضِها بعدُ

منى ً كالشَّجا دونَ اللّهاة ِ تعرّضتْ،

فلمْ يكُ للمَصْدُودِ، من نَفثِها، بُدّ

أمثليَ غفلٌ، خاملُ الذّكرِ ضائعٌ،

ضَياعَ الحُسامِ العَضْبِ، أصْدأه الغِمدُ

أبَى ذاكَ أنّ الدّهرَ قَدْ ذَلّ صَعْبُهُ

فسنّيَ منْهُ، بالذي نشتَهي، العقدُ

أنا السّيفُ لا يَنْبو معَ الهَزّ غَرْبُهُ،

إذا ما نبا السّيفُ، الذي تطبعُ الهندُ

بَدَأتَ بنُعْمَى غَضّة ٍ، إنْ تُوَالِها،

فحسنُ الألى ، في أنْ يواليَها سردُ

لَعَمْركَ! ما للمَالِ أسعى ، فإنّما

يَرى المالَ أسنى حظّهِ، الطَّبِعُ الوَغْدُ

ولكنْ لحالٍ، إنْ لبستُ جمالَها،

كسوْتُكَ ثوبَ النُّصحِ، أعلامه الحمدُ

أتَتكَ القَوَافي، شاهِداتٍ بما صَفَا

من الغَيبِ، فاقبلَها فمَا غرّكَ الشّهدُ

ليحظى وليٌّ، سرُّهُ وفقُ جهرِهِ،

فظاهرُهُ شكرٌ، وباطنُهُ ودّ

يُمَيّزُهُ، مِمّنْ سِوَاهُ، وَفاؤهُ

وإخلاصُهُ، إذْ كلُّ غانية ٍ هندُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:33 PM

أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛
( ابن زيدون )



أجِدُّ، وَمَن أهوَاهُ، في الحُبّ، عابثُ؛

وأوفي له بالعهدِ، إذْ هوَ ناكثُ

حَبيبٌ نأى عني، مَعَ القُرْبِ وَالأسَى ،

مقيمٌ له، في مضمرِ القلبِ، ماكثُ

جفاني بإلطافِ العِدَا، وأزالَهُ،

عنِ الوصلِ، رأيٌ في القطيعة ِ حادثُ

تغيّرْتَ عن عهدي، وما زلتُ واثقاً

بعهدكَ، لكنْ غيّرتْكَ الحوادثُ

وَما كنتِ، إذْ مَلّكتُكَ القلبَ، عالِماً

بأنّيَ، عَنْ حَتْفي، بكَفّيَ باحثُ

فديتُكَ، إنّ الشّوقَ لي مذ هجرْتني

مميتٌ فهلْ لي من وصالكَ باعثُ؟

ستبلَى اللّيَالي، والودادُ بحالِهِ

جَديدٌ وتَفنى وَهْوَ للأرْضِ وَارِثُ

ولوْ أنّني أقسمتُ: أنّكَ قاتِلي،

وأنّي مقتولٌ، لمَا قيلَ: حانثُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:34 PM

أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ،
( ابن زيدون )



أحمدْتَ عاقبة َ الدّواءِ،

وَنِلْتَ عَافِيَة َ الشّفَاءِ

وَخَرَجْتَ مِنْهُ مِثْلَمَا

خَرَجَ الحُسَامُ مِنَ الجِلاء

وَبَقِيتَ الدُّنْيَا، فَأنْـ

ـتَ دواؤهَا منْ كلّ داء

وَوَرِثْتَ أعْمَارَ العِدَى ،

وقسمْتَهَا في الأولياء

يا خيرَ منْ ركبَ الجيَا

د، وسَارَ في ظِلّ اللّواء

واجتالَ يومَ الحربِ قدْ

ماً، وَاحْتَبَى يَوْمَ الحِبَاء

بشرَاكَ عقبَى صحّة ٍ،

تجرِي إلى غيرِ انتهاء

في دولة ٍ تبقى بقا

ء الدّهرِ، آمنة َ الفناء

وَمَسَرّة ِ يُفْضِي بِهَا

زَمَنٌ، كَحاشِيَة ِ الرّداء

وَاشْرَبْ فَقَدْ لَذّ النّسيمُ،

وَرَقّ سِرْبَالُ الهَوَاء

لَنَرى بِكَ البَهْوَ المُطِلّ،

يَمِيسُ في حُلَلِ البَهَاء

وَبَقِيتَ مَفْدِيَاً بِنّا؛

إنْ نحنُ جزْنا في الفداء

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:35 PM

أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛
( ابن زيدون )



أحِينَ عَلِمْتَ حَظّكَ من وِدادي؛

وَلَمْ تَجْهَلْ مَحَلّكَ منْ فُؤادِي

وَقادَنِي الهَوى ، فانقَدْتُ طَوْعاً،

وَمَا مَكّنْتُ غَيرَكَ مِنْ قِيَادِي

رضيتَ ليَ السّقامَ لباسَ جسْمٍ،

كَحَلْتُ الطَّرْفَ مِنْهُ بِالسُّهَادِ

أجِلْ عينَيْكَ في أسطارِ كتبي،

تجدْ دمْعي مزَاجاً للمِدادِ

فدَيْتُكَ ! إنّني قدْ ذابَ قلْبي

مِنَ الشّكْوَى إلى قَلْبٍ جَمَادِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:36 PM

أخطُبْ، فمُلكُكَ يَفقِدُ الإملاكَا؛
( ابن زيدون )



أخطُبْ، فمُلكُكَ يَفقِدُ الإملاكَا؛

وَاطُلُبْ، فسَعدُكَ يَضْمنُ الإدراكا

وَصِلِ النّجومَ بِحَظّ مَن لَوْ رامَها

هجرَتْ إليهِ زهرُهَا الأفلاكَا

وَاستَهْدِ، مَن أحمى مَراتِعَها، المَها،

فالصّعبُ يسمحُ في عنانِ هواكَا

يا أيّها المَلِكُ، الّذِي تَدْبِيرُهُ

أضحى ، لَمَلَكة ِ الزّمانِ، مِلاكا

هذِي اللّيالي بالأماني سمحة ٌ،

فمَتى تَقُلْ: هاتي! تَقَلْ لَك: هاكَا

فاعْقِلْ شَوَارِدَها، إزاءَ عَقِيلَة ٍ،

وَافَتْ مُبَشِّرَة ً بنَيْلِ مُنَاكَا

أهدَى الزّمانُ إلَيْكَ مِنها تُحْفَة ً،

لمْ تَعدُ أنّ قَرّتْ بِهَا عَيْناكَا

شَمْسٌ تَوَارَتْ، في ظَلامِ مَضِيعة ٍ،

ثمّ استطارَ لهَا السّنَا بسنَاكَا

قرنَتْ ببدرِ التِّمّ، كافلة ً لهُ

أنْ سَوفَ تُتْبِعُ فَرْقَدينِ سِماكا

هيَ والفقيدة ُ، كالأديمِ اخترتَهُ،

فقدَدْتَ إذْ خلقُ الشّراكُ شرَاكَا

فاصْفحْ عن الرُّزْء المعاوِدِ ذكرُهُ؛

واستأنِفِ النُّعْمَى فتلكَ بذاكَا

لمْ يَبقَ عُذْرٌ في تَقسُّمِ خاطِرٍ،

إلاّ الصُّبابة ُ، منْ دماء عداكَا

كُفّارُ أنْعُمِكَ، الأُلى حَلّيْتَهُمْ

أطْوَاقَهُمْ، سَيُطَوَّقُونَ ظُبَاكا

أعرِضْ عنِ الخَطَراتِ، إنّك إن تشأ

تكنِ النّجومُ أسنّة ً لقناكَا

هصرَ النّعيمُ بعطفِ دهرِكَ فانثنى ،

وجرَى الفرنْدُ بصفْحَتيْ دنْيَاكَا

وبَدَا زمَانُكَ لابِساً ديباجَة ً،

تَجْلُو، لعَيْنِ المُجْتَلي، سِيماكَا

دنْيا لزهرَتِهَا شعاعٌ مذهبٌ،

لَوْ كانَ وَصفاً كانَ بعضَ حُلاكَا

فَتَمَلَّ في فُرُشِ الكَرَامَة ِ ناعِماً؛

واعقدْ بمرتبة ِ السّرورِ حباكَا

وأطلْ، إلى شدوِ القيانِ، إصاخة ً؛

وتَلَقّ مُتْرَعَة َ الكُؤوسِ دِرَاكَا

تَحْتَثُّهَا، مَثْنَى مَثاني غادَة ٍ،

شَفَعَتْ بِحَثّ غِنائِهَا الإمْساكَا

ما العَيشُ إلاّ في الصَّبُوحِ بسُحرَة ٍ،

قَدْ جاسَدَتْ أنْوَارُها الأحْلاكَا

لكَ أرْيَحِيّة ُ ماجِدٍ، إنْ تَعتَرِضْ

في لهوِ رَاحِكَ، تَسْتَهِلَّ لُهاكا

منْ كانَ يعلقُ، في خلالِ ندامه،

ذمٌّ ببعضِ خلالِهِ، فخلاكَا

أُسبُوعُ أُنْسٍ، مُحدِثٌ لي وَحْشَة ً،

عِلْماً بِأنّي فيهِ لستُ أرَاكَا

فأنَا المُعَذَّبُ، غَيرَ أنّي مُشْعَرٌ

ثِقَة ً بأنّكَ ناعِمٌ، فَهَناكا

إنّي أقُومُ بشُكْرِ طَوْلِكَ، بَعْدَما

ملأتْ منَ الدّنْيَا يديّ يداكَا

بردَتْ ظلالُ ذراكَ، واحلوْلى جنى

نعماكَ لي، وصفَتْ جمامُ نداكَا

وأمِنْتُ عَادِيَة َ العِدا الأقْتالِ مُذْ

أعْصَمْتُ في أعلى يَفَاعِ حِماكَا

جهدَ المقلّ نصيحة ً ممحوضة ً

أفْرَدْتَ مُهْدِيَها، فلا إشْرَاكا

وَثَناءَ مُحْتَفِلٍ، كأنّ ثَناءهُ

مِسْكٌ، بِأرْدانِ المَحافِلِ صَاكا

ولتدْعُني، وعدوَّكَ الشّاني، فإنْ

يَرُمِ القِراعَ يَجِدْ سِلاحيَ شاكا

لا تَعْدَمَنّ الحَظَّ غَرْساً، مُطْلِعاً

ثَمَرَ الفَوائِدِ، دَانِياً لِجَنَاكا

والنّصْرَ جاراً لا يُحاوِلُ نُقْلَة ً؛

والصُّنعَ رهنَاً، لا يريدُ فكَاكَا

وإذا غَمامُ السّعدِ أصْبَحَ صوْبُهُ

دركَ المطالبِ، فليصلْ سقياكَا

فالدّهْرُ مُعتَرِفٌ بأنّا لمْ نكُنْ

لِنُسَرّ مِنهُ، بساعَة ٍ، لَوْلاَكا

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:37 PM

أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛
( ابن زيدون )



أدِرْهَا! فَقَدْ حَسُنَ المَجْلِسُ،؛

وَقَدْ آنَ أنْ تُتْرَع الأكْؤسُ

ولا بأسَ، إنْ كانَ ولّى الرّبيعُ،

إذا لمْ تجدْ فقدَهُ الأنْفُسُ

فَإنّ خِلالَ أبي عَامِرٍ،

بِهَا يَحْضُرُ الوَرْدُ وَالنَّرْجِسُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:38 PM

أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،
( ابن زيدون )



أذكرْتني سالفَ العيشِ، الذي طابا،

يا ليتَ غائبَ ذاكَ العهدِ قدْ آبَا

إذْ نحنُ في روضة ٍ، للوصلِ، نعّمَها،

منَ السّرورِ، غمامٌ، فوقَها صابا

إني لأعجبُ منْ شوقٍ يطاولُني،

فكلّما قيلَ فيهِ: قَد قضَى ، ثَابَا

كمْ نظرة ٍ لكَ في عيني علمتَ بها،

يَوْمَ الزّيارَة ِ، أنّ القَلبَ قَدْ ذَابَا

قلبٌ يطيلُ مقاماتي لطاعتِكُمْ،

فإنْ أكلّفْهُ عنكُمْ سلوة ً يَابَى

ما تَوْبَتي بنَصُوحٍ، مِنْ مَحَبّتِكُمْ،

لا عَذّبَ اللَّه، إلاّ عَاشِقاً تَابَا

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:42 PM

أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،
( ابن زيدون )



أرخصتني، من بعدِ ما أغليتنِي،

وحططتني، ولطالمَا أعليْتنِي

بادرتِني بالعزلِ عن خططِ الرّضَى ،

وَلَقد مَحضْتِ النّصْحَ، إذْ وَلّيْتِني

هَلاّ، وَقَدْ أعْلَقْتِني شَرَكَ الهَوَى

عَلّلْتِني بِالوَصْلِ، أوْ سَلّيْتِني؟

الصّبرُ شَهْدٌ، عِنْدَمَا جَرّعْتِني،

وَالنّارُ بَرْدٌ، عِنْدَمَا أصْلَيْتِني

كنتِ المُنى ، فأذقتنِي غصصَ الأذى ،

يا لَيْتَنِي ما فُهْتُ فِيكِ بِلَيْتَني

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:42 PM

أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،
( ابن زيدون )



أسقَيطُ الطّلّ فَوقَ النّرجِسِ،

أمْ نَسيمُ الرّوضِ تحتَ الحِندِسِ؟

أمْ نِظامٌ للآلٍ نسَقٍ،

جامِعٍ كُلَّ خَطِيرٍ مُنْفِسِ

أمْ قَرِيضٌ جَاءني عَنْ مَلِكٍ،

مَالِكٍ بالبِرّ رِقَّ الأنْفُسِ

دَلّهَتْ فِكْرِيَ، مِنْ إبْدَاعهِ،

حَيرَة ٌ في مَنطِقٍ ليَ مُخْرِسِ

بِتُّ مِنْهِ بينَ سَهْلٍ مُطْمِعٍ،

خادعٍ، يتلَى بحزنٍ مؤيسِ

يا نَدَى يمْنَى أبي القاسمِ غمْ؛

يا سنَا شمسِ المحيّا أشْمِسِ

يا بَهِيجَ الخُلُقِ العَذْبِ ابتَسِمْ؛

يا مهيجَ الأنفِ الصّعبِ اعبِسِ

يا جمالَ الموكبِ الغادي، إذا

سارَ فيهِ، يا بهاء المجلسِ

أنْتَ لمْ يُقْنِعْكَ أنْ ألبَسْتَني

نعمة ً، تذْكِرُ عهدَ السُّنْدُسِ

فتَلطّفُتَ لأنْ حَلّيْتَني،

مولياً طوْلَيْ محلّى ً ملبسِ

داكَ تنويهٌ ثناني فخرُهُ،

ساميَ اللّحظِ أشمَّ المعطِسِ

شَرّفتْ بِكْرَ المَعَالي خِطْبَة ٌ

منكَ، فانْعَمْ بسرورِ المعرَسِ

تمنحُ التّأبيدَ، يجلَى لكَ عنْ

ظفرٍ حلوٍ وعزٍّ أقعسِ

وارتَشِفْ مَعسُولَ نَصرٍ أشْنَبٍ،

تجتنيهِ منْ عجاجٍ ألعَسِ

وارتَفِقْ بالسّعْدِ في دَسْتِ المُنى ،

تصبحِ الصُّنْعَ دهاقَ الأكؤسِ

فاعتراضُ الدّهرِ، فيما شئْتَهُ،

مرتقى ً، في صدرِهِ، لمْ يهجِسِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:44 PM

أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ
( ابن زيدون )



أسْتَوْدِعُ اللَّه مَنْ أُصْفَي الوِدَادَ لَهُ

مَحضاً، وَلامَ به الوَاشِي، فلم أُطِعِ

إلفٌ، ألذُّ غرورَ الوعدِ يصفحُ لي

عَنْهِ، وَيُقْنِعُني التّعليلُ بالخُدَعِ

تجلو المُنى شخصَهُ لي، وهو محتجبٌ

عني، فما شئتَ من مرْأًى وَمُستَمَعِ

يا بدرَ تمٍّ بدَا في أفْقِ مملكة ٍ،

فراقَ مطّلعاً منْ خيرِ مطّلعِ

أفدي بَدائعَ شَكْلٍ منكِ، مُضْمِرَة ً،

لقتلِ نفسي عمداً، أشنعَ البدعِ

تاللَّهِ، أكرَمُ ما أمضَى اليَمِينُ بهِ،

منْ دانَ في حبّهِ بالصّدقِ والورعِ

ما لذّ لي قربُ أنسٍ أنتِ نازحة ٌ

عَنْهُ، وَلا ساغَ عَيشٌ لستِ فيه معي

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:45 PM

أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛
( ابن زيدون )



أشمتِّ، بي فيكِ، العدا؛

وَبَلَغْتِ، مِنْ ظُلْمي، المَدَى

لوْ كانَ يملكُ فدية ً،

مِنْ حُبّكِ، القَلْبُ افْتَدَى

كنتِ الحياة َ لعاشقٍ،

مُذْ حُلْتِ، أيْقَنَ بِالرّدَى

لَمْ يَسْلُ عَنْكِ، وَلَوْ سَلا

لَعَذَرْتُهُ، فَبِكِ افْتَدى

ضَيّعْتِ عَهْدَ مَحَبّة ٍ،

كالوردِ سامرَهُ النّدَى

أينَ ادّعاؤكِ للوفاء،

وَمَا عَدّا مِمّا بَدَا؟

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:46 PM


أصخ لمقالَتي، واسمعْ؛
( ابن زيدون )



أصخ لمقالَتي، واسمعْ؛

وخذْ، فيما ترَى ، أوْ دعْ

وأقصِرْ، بعدَها، أو زدْ؛

وَطِرْ، في إثْرِهَا، أوْقَعْ

ألمْ تعلمْ بأنّ الدّهْـ

ـرَ يُعطي، بعدَما يَمْنعْ؟

وأنّ السّعيَ قدْ يكدي؛

وأنّ الظّنّ قدْ يخدَعْ؟

وكمْ ضرّ امرَأً أمرٌ،

تَوَهّمَ أنّهُ يَنْفَعْ؟

فإنْ يُجْدِبْ، مِنَ الدّنْيا،

جَنابٌ طَالَما أمْرَعْ

فَما إنْ غاضَ لي صَبْرٌ؛

وما إنْ فاضَ لي مَدْمَعْ

وكائنْ رامَتِ الأيّا

مُ تَرْوِيعي، فَلَمْ أرْتَعْ

إذا صابَتْنِي الجُلّى ،

تجلّتْ عنْ فتى ً أروعْ

على ما فاتَ لا يأسَى ؛

وممّا نابَ لا يجزعْ

تَدِبّ إليّ، ما تَألُو،

عقاربُ ما تني تلسعْ

كأنّا لمْ ؤُالِفْنَا

زمانٌ ليّنُ الأخدَعْ

إذِ الدّنْيَا، متى نقتَدْ

أبيَّ سرورِها يتبعْ

وإذْ للحظّ إقبالٌ؛

وإذْ في العيشِ مستمتعْ

وإذْ أوْتارُنَا تَهْفو؛

وإذْ أقداحُنَا تترَعْ

وأوطارُ المُنى تقضَى ؛

وأسْبابُ الهَوى تَشْفَعْ

فمنْ أدمانة ٍ تعطُو؛

ومنْ قمريّة ٍ تسجعْ

أعدْ نظراً، فإنّ البغْـ

ـيَ مِمّا لَمْ يَزَلْ يَصْرَعْ

وَلا تُطِعِ الّتي تُغْوِيـ

ـكَ، فَهْيَ لِغَيّهِمْ أطْوَعْ

تَقَبّلْ إنْ أتَى خَطْبٌ،

وَأنْفُ الفَحْلِ لا يُقْرَعْ

ولا تكُ منكَ تلكَ الدّا

رُ بِالمَرْأى ، وَلا المَسْمَعْ

فإنّ قصارَكَ الدّهْليـ

ـزُ، حِينَ سِوَاكَ في

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:47 PM

أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،
( ابن زيدون )



أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا،

وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا

ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا

حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا

مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ،

حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا

غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا

بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدّهرًُ آمينَا

فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛

وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا

وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا،

فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا

يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم،

هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا

لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ

رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا

ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ

بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا

كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه،

وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا

بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا

شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا

نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا،

يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا

حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ

سُوداً، وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا

إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛

وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا

وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً

قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا

ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما

كُنْتُمْ لأروَاحِنَ‍ا إلاّ رَياحينَ‍ا

لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛

أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا!

وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً

مِنْكُمْ، وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا

يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به

مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا

وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا

إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟

وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا

مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا

فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً

مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا

رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ

مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا

أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ

مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا

إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً،

تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا

كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته،

بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا

كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ،

زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا

ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً،

وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟

يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا

وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا

ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا،

مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا

ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ،

في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا

لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛

وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا

إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ،

فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا

يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها

والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا

كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا،

وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا

إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ

في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا

سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا،

حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا

لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ

عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا

إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً

مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ يكفينا

أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ

شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا

لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ

سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا

وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ،

لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا

نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً،

فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا

لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا

سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا

دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً،

فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا

فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا

وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا

وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه،

بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا

أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً،

فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا

وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ

بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا

إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ

صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:48 PM

أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟
( ابن زيدون )



أعرفُكِ راحَ في عرفِ الرّياحِ؟

فهزّ، منَ الهوى ، عطفَ ارتياحي

وذكرُكِ ما تعرّضَ أمْ عذابٌ؟

غصصتُ عليهِ بالعذبِ القراحِ

وهَلْ أنا مِنْكَ في نَشَواتِ شوْقٍ،

هفَتْ بالعَقْلِ، أو نشَواتِ راحِ؟

لعمرُ هواكِ! ما وريَتْ زنادٌ،

لوَصْلٍ مِنكِ، طالَ لها اقتداحي

وكمْ أسقمْتِ، منْ قلبٍ صحيحٍ،

بِسُقمِ جُفُونِكِ المَرْضَى الصّحاحِ

متَى أخْفِ الغَرامَ يَصِفْهُ جِسمي

بألسنة ِ الضّنى الخرسِ، الفصاحِ

فَلَوْ أنّ الثّيابَ فُحِصْنَ عَنّي

خَفِيتُ خَفاءَ خَصْرِكِ في الوِشاحِ

للقِّينَا من الواشين، حتى

رضينَا الرُّسلَ أنفاسَ الرّياحِ

وربّ ظلامِ ليلٍ جنّ فوقي،

فَنُبْتِ، عَنِ الصّباحِ، إلى الصّباحِ

فَهلْ عَدَتِ العَفافَ هُنَاكَ نَفسي،

فديتُكِ، أو جنحتُ إلى الجناحِ؟

وكيفَ ألِجّ، لا يثْني عناني

رَشَادُ العَزْمِ عَنْ غَيّ الجِماحِ؟

ومنْ سرِّ ابنِ عبّادٍ دليلٌ،

بهِ بَانَ الفَسادُ مِنَ الصّلاحِ

هوَ الملكُ، الذي برّتْ، فسرّتْ

خِلالٌ مِنْهُ طاهِرَة ُ النّواحي

همامٌ خطّن بالهمَمِ السّوامي،

مِنَ العَلْياء في الخِططِ الفِسَاحِ

أغرُّ، إذا تجهَّمَ وجهُ دهرٍ،

تَبَلّجَ فِيهِ كالقَمَرِ اللِّيَاحِ

سَميعُ النّصْرِ لاسْتِعْداء جَارٍ؛

أصمُّ الجودِ عنْ تفنيدِ لاحِ

ضرائبُ جهمة ٌ، في العتبِ تتْلى

بأخلاقٍ، لدَى العتبَى ، ملاحِ

إذا أرِجَ الثّناءُ الرَّوْعُ مِنْهَا،

فكمْ للمسكِ عنهُ منِ افتضاحِ

هوَ المبقي ملوكَ الأرضِ تدْمَى

قلوبُهُمُ، كأفواهِ الجراحِ

رآهُ اللهُ أجودَ بالعطايا؛

وأطعنَ بالمكايدِ والرّماحِ

وَأفْرَسَ للمَنَابِرِ وَالمَذَاكِي؛

وأبْهَى في البُرُودِ وفي السّلاحِ

وأمنعَهُمْ حمى عرضٍ مصونٍ؛

وَأوْسَعَهُمْ ذُرَا مَالٍ مُباحٍ

فَراضَ لهُ الوَرى ، حتى تأدّتْ

إليهِ إتاوة ُ الحيّ اللَّقاحِ

لِمُعْتَضِدٍ بهِ أرْضاهُ سَعْياً،

فأقبلَ وجهَهُ وجهَ الفلاحِ

فَمَنْ قَاسَ المُلُوكَ إلَيهِ جَهْلاً،

كمنْ قاسَ النّجومَ إلى براحِ

وَمُعْتَقِدُ الرّياسَة ِ في سِوَاهُ،

كمعتقدِ النّبوّة ِ في سجاحِ

أبحرَ الجودِ، في يومِ العطايا،

وليثَ البأسِ، في يومِ الكفاحِ

لقَدْ سَفَرتْ، بعِلّتِك، اللّيالي

لَنَا عَنْ وَجْهِ حادِثَة ٍ وَقَاحِ

ألَسْتَ مُصِحّهَا مِنْ كُلّ داءٍ

وَمُبدِيَ حُسْنِ أوجُهِها الصِّباحِ؟

ولو كشَفتْ عنِ الصّفحاتِ، شامتْ

بروقَ الموتِ منْ بيضِ الصِّفَاحِ

وقاكَ اللهُ ما تخشَىن ووَالى

عليكَ بصنعِهِ المغْدَى المراحِ

فَلَوْ أنّ السّعادَة َ سوّغَتْنَا

تجارَتَها، الملثّة َ بالرَّباحِ

تجافَيْنَا عبيدَكَ عنْ نفوسٍ،

عَليكَ منَ الضّنى ، حَرّى شِحاحِ

تُهَنّأُ فِيكَ بِالبُرْء المُوَفّى ؛

وتبهجُ منكَ بالألمِ المزاحِ

فدَيْتُكَ كمْ لعيني منْ سموٍّ،

لَدَيْكَ، وكَمْ لنَفسِي من طَماحِ

ألا هلْ جاء، منْ فارَقْتُ، أنّي

بساحاتِ المُنى رفلُ المراحِ؟

وأنّي، منْ ظلالِكَ، في زمانٍ

ندي الآصالِ، رقراقِ الضّواحي

تحيّيني بريحانِ التّحفّي؛

وَتُصْبِحُني مُعَتَّقَهِ السّمَاحِ

فهَا أنَا قدْ ثملْتُ منَ الأيادي،

إذا اتّصلَ اغْتِبَاقي في اصْطِباحي

فإنْ أعجزْ، فإنّ النُّصحَ ثقفٌ،

وإنْ أشكرْ، فإنّ الشّكْرَ صاحِ

لمَا أكسَبتَ قدرِي منْ سناءٍ؛

وَما لَقيْتَ سَعْيي مِنْ نَجَاحِ

لقدْ أنفذْتَ، في الآمالِ، حكمي؛

وَأجْرَيْتَ الزّمانَ علَى اقْتِراحي

وهلْ أخشَى وقوعاً، دونَ حظٍّ،

إذا ما أثَّ رِيشُكَ مِنْ جَنَاحي؟

فما استسقيْتُ منْ غيمٍ جهامٍ؛

ولا استورَيْتُ من زندٍ شحاحِ

وَواصَلَني جَمِيلُكَ، في مَغِيبي،

وَطالَعَني نَدَاكَ مَعَ انْتِزاحي

ولمْ أنفكّ، إذْ عدَتِ العوادي،

إليكَ رهينَ شوقٍ والتياحِ

فحسبي أنتَ، منْ مسدٍ لنعمَى ؛

وَحَسْبُكَ بي بِشُكْرٍ وَامْتِداحِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:50 PM

أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !
( ابن زيدون )



أغائبة ً عنّي، وحاضرة ً معي !

أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ، فاسمعي

أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ، أوْ أرَى

حَرِيقاً بأنفاسي، غَرِيقاً بأدمُعي؟

ألا عَطْفَة ٌ تَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ

جَعلتِ الرّدى منه بمرْأًى وَمَسمَعِ؟

صليني، بعضَ الوصلِ، حتى تبيّني

حقيقة َ حالي، ثمّ ما شئتِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:51 PM

أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛
( ابن زيدون )



أفاضَ سَماحُكَ بَحرَ النّدَى ؛

وَأقْبَسَ هَدْيُكَ نُورَ الهُدَى

وَردَّ، الشّبابَ، اعتِلافُكَ، بعَدَ

مُفَارَقَتي ظِلَّهُ الأبْرَدَا

وما زالَ رأيُكَ، فيّ، الجَميلَ،

يفتِّحُ لي الأملَ الموصَدَا

وحسْبيَ منْ خالدِ الفخْرِ أنْ

رضيتَ قبوليَ، مستعبَدَا

وَيا فَرْطَ بأوِي، إذا ما طلَعْتَ،

فَقُمْتُ أُقَبّلُ تِلكَ اليَدا

ورَدّدْتُ لَحظِيَ في غُرَّة ٍ،

إذا اجْتُلِيَتْ شَفَتِ الأرْمدَا

وطاعة ُ أمْرِكَ فرضٌ أرَا

هُ مِنْ كُلّ مُفْتَرَضٍ، أوكَدَا

هيَ الشّرْعُ أصبحَ دِينَ الضّميرِ،

فلوْ قَدْ عَصاكَ لقَدْ ألْحَدَا

وحاشاي منْ أنْ أضلّ الصّرَاطَ،

فَيَعْدُونيَ الكُفْرُ عَمّا بَدَا

وأخلِفَ موعدَ منْ لا أرَى

لدَهرِيَ، إلاّ بهِ، موعِدَا

أتاني عِتابٌ متى أدّكِرْ

هُ، في نشواتِ الكرَى ، أسهدَا

وَإنْ كانَ أعقبَهُ ما اقْتَضى

شفاءَ السّقامِ، ونقعَ الصّدَى

ثناءٌ ثنَى ، في سناء المحـ

ـلّ، زُهْرَ الكواكِبَ لي حُسَّدا

قريضٌ متى أبغِ للقرضِ منْهُ

أدَاءً أجِدْ شأوَهُ أبْعَدَا

لوِ الشّمسُ، من نَظمهِ، حُلّيتْ،

أوِ البدرُ قامَ لهُ منشِدَا

لضاعفَ، منْ شرفِ النّيِّرَيْـ

ـينِ، حَظّاً بهِ قارَنَ الأسْعَدُا

فديْتُكَ مولى ً: إذا ما عثرْتُ

أقالَ، ومَهْمَا أزِغْ أُرشَدَا

رَكنْتُ إلى كرمِ الصّفْحِ منهُ،

فآمَنَني ذَاكَ أنْ يَحْقِدَا

وآنسْتُ سُوقَ احْتِمالٍ أبَى

لمستبضعِ العذرِ أن يكسدَا

شَفيعي إلَيْهِ هَوَى مُخْلِصٍ،

كَما أخْلَصَ السّابِكُ العَسْجَدَا

ومنْ وصلي هجرة ٌ لا أعدُّ،

لحالي، سِوَى يَوْمِهَا مَوْلِدَا

وَنُعْمَى ، تَفَيّأتُهَا أيْكَة ً،

فشكْرِي حمامٌ بهَا غرّدَا

تباركَ منْ جمعَ الخيرَ فيكَ،

وأشعرَكَ الخلقَ الأمجدَا

مضاءُ الجنانِ، وظرفُ اللّسانِ،

وَجُودُ البَنَانِ بِسَكْبِ الجَدَا

رأى شيمتَيكَ لمَا تستحقّ،

وقفّى ، فأظفرَ إذْ أيّدَا

ليهنِكَ أنّكَ أزكَى الملوكِ

بفيءٍ، وأشرفُهُمْ سودَدَا

سوى ناجلٍ لكَ سامي الهمو

مِ، داني الفواضلِ، نائي المَدَى

همامٌ أغرُّ، رويْتَ الفخارَ

حديثاً، إلى سروِهِ مسندَا

سَلَكْتَ إلى المَجْدِ مِنْهاجَهُ،

فقدْ طابقَ الأطرَفُ الأتْلَدَا

هوَ اللّيْثُ قلّدَ منْكَ النِّجَادَ،

ليَوْمِ الوَغَى ، شِبْلَهُ الأنْجَدَا

يعدُّكَ صارمَ عزمٍ ورأيٍ،

فترضِيهِ جرّدَ أوْ أغمِدَا

وما استبهمَ القفلُ في الحادثَا

تِ، إلاّ رآكَ لَهُ مِقْلَدَا

فأمطاكَ منكبَ طرفِ النّجومِ؛

وأوْطَأَ أخمصَكَ الفرْقَدَا

فلا زلتُمَا، يرفعُ الأوْلِيَا

ءَ ملكُكُمَا، ويحطّ العِدَا

وَنَفْسِي لِنَفْسَيْكُمَا البَرّتَيْـ

ـنِ، من كلّ ما يتوقّى ، الفدَا

فَمَنْ قال: أنْ لَسْتُمَا أوْحَدَيْـ

ـنِ في الصّالِحاتِ، فَما وَحّدَا

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:51 PM

أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،
( ابن زيدون )



أفَدْتَني، مِنْ نَفائسِ الدُّرَرِ،

ما أبْرَزَتْهُ غوائصُ الفكرِ

مِنْ لفْظَة ٍ قارَنَتْ نَظِيرَتَهَا،

قرانَ سقمِ الجفونِ للحورِ

أبْدَعَها خاطِرٌ، بَدائِعُهُ،

في النّظْمِ، حازَتْ جَلالَة َ الخطَرِ

العِطْرُ مِنْها سَرَى لهُ نَفَسٌ،

منْ نفسِ الرّوْضِ، رقّ في السّحرِ

يا رَاقِمَ الوَشْيِ، زَانَهُ ذَهَبٌ،

رَقْرَقَ إذْ رَفّ مِنهُ في الطُّرَرِ

وناظِمَ العقدِ، نظمَ مقتدرٍ،

يفصِلُ، بينَ العيونِ، بالغُرَرِ

لي بالنّضالِ، الذي نشطَتْ لهُ،

عَهْدٌ قَدِيمٌ، مُعَجِّمُ الأثَرِ

هلْ أنصِلُ السّهْمَ في الجفيرِ، وقد

تعطّلَتْ فوقُهُ منَ الوتَرِ

ما الشّعرُ إلاّ لِمَنْ قَرِيحتُهُ

غَرِيضَهُ النَّورِ، غَضَّهُ الثّمَرِ

تَبْسِمُ عَنْ كُلّ زاهِرٍ أرِجٍ،

مثلَ الكمام ابتسمْنَ عنْ زهرِ

إنّ الشّفِيعَ الهُمّامَ، سَوّغَهُ اللّـ

ـهُ اتّصَالَ التّأييدِ بالظّفَرِ

الفَاضِلُ الخُبْرِ في المُلُوكِ، إذا

قَصّرَ خُبْرٌ عَنْ غايَة ِ الخبَرِ

نجلُ الّذي نصحُهُ وطاعَتُهُ

كَالحَجّ، تَتْلُوة ُ بَرّهُ العُمَرِ

شاهدُ عهدِي لكَ الصّحيحُ، بإخـ

ـلاصٍ نأى صفوُهُ عنِ الكدرِ

مشيتُ في عذليَ البرَازَ لمَنْ

لمْ يَرْضَ، في العُذْرِ، مِشية َ الخَمَرِ

وقُلْتُ: مَطْلُ الغَنيّ وِرْدٌ مِنَ الـ

ـظُّلْمِ، يلقّى ملاوِمَ الصَّدرِ

وَلي مَعاذِيرُ، لَوْ تَطَلّعُ في

ليلِي سرارٍ، أغْنَتْ عنِ القمرِ

منْهَا اتّقائي لأنْ أكونَ أنَا الـ

ـجالِبَ، مَا قلتُهُ، إلى هجرِ

لكنْ سيأتيكَ مَا يجوِّزُهُ

سَرْوُكَ، دأبَ المُسامِحِ اليَسَرِ

فاكتَفِ منْهُ بنظرة ٍ عننٍ،

لا حظّ فيه لكرّة ِ النّظَرِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:53 PM

أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،
( ابن زيدون )



أقدَمْ، كما قَدِمَ الرّبيعُ الباكرُ،

واطْلُعْ، كما طَلعَ الصّباحُ الزّاهِرُ

قسماً، لقد وفّى المُنى ، ونفى الأسَى ،

مَنْ أقْدَمَ البُشرَى بِأنّكَ صَادِرُ

ليُسَرّ مُكْتَئِبٌ، وَيُغْفَى ساهِرٌ،

ويراحَ مرتقبٌ، ويوفيَ ناذرُ

قَفَلٌ وإبْلالٌ، عَقِيبَ مُطِيفَة ٍ

غشيَتْ، كمَا غشيَ السّبيلَ العابرُ

إنْ أعنَتَ الجسمَ المكرَّمَ وعكُها؛

فلَرُبّما وُعِكَ الهِزَبْرُ الخَادِرُ

ما كانَ إلاّ كانجلاء غيابة ٍ،

لبِسَ، الفِرِنْدَ بها، الحُسامُ الباترُ

فلتغْدُ ألسنة ُ الأنامِ، ودأبُهَا

شكرٌ، يجاذبُهُ الخطيبَ الشّاعرُ

إن كان أسعدَ، من وصولكَ، طالعٌ،

فكذاكَ أيمنَ، من قُفُولِكَ، طائرُ

أضْحَى الزّمانُ، نَهارُهُ كَافُورَة ٌ،

وَاللّيلُ مِسْكٌ، منْ خِلالِكَ، عاطرُ

قَد كانَ هجري الشّعرَ، قبلُ، صَريمة ً،

حَذَرِي، لذلكَ النّقدِ فيها، عاذِرُ

حتى إذا آنسْتُ أوْبَكَ بارئاً،

صفَتِ القريحة ُ واستنارَ الخاطرُ

عيٌّ، قلبْتَ إلى البلاغة ِ عيَّهُ؛

لولا تقاكَ لقلتُ: إنّكَ ساحرُ

لقّحتَ ذهني، فاجنِ غضّ ثمارِه؛

فالنّخلُ يحرزُ مجتناهُ الآبرُ

كم قد شكرْتُك، غبّ ذكرِك، فانتشَى

متذكّرٌ مني، وغرّدَ شاكرُ

يَا أيّهَا المَلِكُ، الّذِي عَلْياؤهُ

مثلٌ، تناقَلُهُ اللّيالي، سائرُ

يا منْ لبرْقِ البشرِ منهُ تهلّلٌ،

ما شِيمَ إلاّ انْهَلّ جُودٌ هَامِرُ

أنتَ ابنُ مَن مجدَ المُلوكَ، فإن يكُنْ

للمجْدِ عينٌ، فهوَ منْها ناظرُ

ملكٌ أغرُّ، ازدانَتِ الدّنيا بهِ،

أبْنَاكَ في ثبجِ المجرّة ِ قبّة ً؛

فَهَنَاكَ أنّكَ للنّجُومِ مُخاصِرُ

وَتَلَقّ، من سِيمَتك، صِدْقَ تَفاؤلي،

فهمَا المؤيَّدُ بالإلهِ الظّافرُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:54 PM

أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ
( ابن زيدون )



أكْرِمْ بِوَلاّدَة ِ ذُخْراً لِمُدّخِرٍ

لوْ فَرَّقتْ بَينَ بَيْطارٍ وعَطّارِ

قالوا: أبُو عامِرٍ أضْحَى يُلِمُّ بها،

قلتُ: الفراشة ُ قد تدنو من النّارِ

عَيّرْتُمُونا بأنْ قَد صارَ يَخْلُفُنا

فِيمَنْ نُحِبّ وما في ذاكَ مِنْ عارِ

أكلٌ شهيٌّ أصبْنَا منْ أطايبِهِ

بَعْضاً وبَعْضاً صَفَحْنَا عَنهُ للفَارِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:54 PM

ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً
( ابن زيدون )



ألا ليتَ شعري هلْ أصادِفُ خلوة ً

لَديكِ، فأشْكو بعضَ ما أنا وَاجِدُ؟

رعى اللهُ يوماً فيهِ أشكُو صبابَتي،

وأجفانُ عيني، بالدّموعِ، شواهدُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:55 PM

ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ
( ابن زيدون )



ألا هَلْ لَنا مِنْ بَعدِ هذا التّفَرّقِ

سَبيلٌ فَيشكو كُلُّ صَبٍّ بما لَقي؟

وقدْ كُنتُ أوْقاتَ التّزَاوُرِ في الشّتا

أبِيتُ على جَمرٍ من الشّوقِ مُحرِقِ

فكيفَ وقد أمسيتُ في حالِ قطعة ٍ

لقدْ عجلَ المقدارُ ما كنت أتقي

تَمُرُّ الليالي لا أرى البَينَ يَنقَضِي

ولا الصبر من رقِ التشوق معتقي

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:56 PM

ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛
( ابن زيدون )



ألمْ ترَ أنّ الشّمس قد ضمّها القبرُ؛

وأنْ قَد كفانا، فقدنَا القمرَ، البَدرُ

وأنّ الحيَا، إنْ كان أقلع صوبُهُ،

فَقَدْ فاض للآمالِ في إثْرهِ البحرُ

إساءة ُ دَهْرٍ أحسنَ الفِعلَ بَعدَها،

وَذنْبُ زمانٍ جاء يَتْبَعُهُ العُذْرِ

فلا يَتَهنّ الكَاشِحونَ، فما دَجا

لنَا اللّيلُ، إلاّ رَيْثما طلعَ الفجرُ

وإنْ يكُ ولّى جهورٌ، فمحمّدٌ

لعمرِي لنعمَ العلقُ أتلفَهُ الرّدى

فبانَ، ونعمَ العلقُ أخلفَهُ الدّهرُ

هَزَزْنَا بهِ الصّمصامَ، فالعزْمُ حَدُّهُ،

وحليتُهُ العليا، وإفرنْدُهُ البشرُ

فَتًى يَجْمَعُ المَجدَ المُفَرَّقَ هَمُّهُ،

وينظَمُ، في أخلاقه، السّودَدُ النّثرُ

أهابَتْ إلَيهِ بالقُلوبِ مَحبّة ٌ،

هيَ السِّحرُ للأهوَاء، بل دونها السّحرُ

سرتْ حيثُ لا تسرِي من الأنفسِ المُنى

ودَبّتْ دَبِيباً لَيسَ يُحسِنهُ الخَمرُ

لبسنا لدَيْهِ الأمنَ، تندى ظلالُهُ،

وزهرة َ عيشٍ مثلَما أينعَ الزّهرُ

وعَادَتْ لَنا عاداتُ دُنيا، كأنّها

بها وسنٌ، أوْ هزّ أعطافَها سكرُ

مَلِيكٌ، لَهُ منّا النّصيحة ُ والهَوى ؛

ومنهُ الأيادي البيضُ والنِّعمُ الخضرُ

نُسِرّ وَفاءً، حِينَ نُعلِنُ طاعَة ً،

فَما خانَهُ سِرٌّ، ولا رابَهُ جَهْرُ

فقُلْ للحَيارى : قد بدا علَمُ الهُدى ؛

وللطّامعِ المغرورِ: قد قضيَ الأمرُ

أبا الحزمِ! قد ذابَتْ عليكَ من الأسَى

قلوبٌ مُناها الصّبرُ، لو ساعدَ الصّبرُ

دَعِ الدّهرُ يَفجعْ بالذّخائرِ أهلَهُ،

فما لنفيسٍ، مذ طواكَ الرّدى ، قدرُ

تَهُونُ الرّزَايا بعَدُ، وهيَ جَلِيلَة ٌ؛

ويُعرَفُ، مُذْ فارَقْتَنَا، الحادثُ النُّكرُ

فقدْ ناكَ فِقْدانَ السّحابَة ، لم يَزلْ

لها أثرٌ يثني بهِ السّهلُ والوعرُ

مساعيكَ حليٌ لليّالي مرصَّعٌ؛

وذكْرُكَ، في أردانِ أيّامها، عطرُ

فلا تبعدَنْ ! إنّ المنيّة َ غاية ٌ،

إلَيها التّناهي طالَ، أوْ قَصُرَ، العُمْرُ

عَزَاءً، فدَتْكَ النّفسُ عنه، فءن ثوَى

فإنّك لا الواني، ولا الضَّرَعُ الغُمْرُ

ومَا الرّزْءُ في أن يودَع التُّرابَ هالكٌ،

بلِا لرّزْء كلّ الرّزْء أن يهلكَ الأجرُ

أمامَك، من حِفْظِ الإلَهِ، طَليعَة ٌ؛

وَحَوْلَكَ، من آلائِه، عَسكرٌ مَجرُ

ومَا بِكَ مِنْ فَقْرٍ إلى نَصْرِ نَاصرٍ،

كفَتكَ، مِنَ اللَّهِ، الكلاءة ُ وَالنّصرُ

لكَ الخيرُ، إنّي واثقٌ بكَ شاكرٌ

لمَثنى أياديكَ، التي كفرُها الكفرُ

تَحامَى العِدا، لمّا اعتَلَقْتُكَ، جانبي،

وقَالَ المُناوِي: شبّ عن طوْقه عَمرُو

يلينُ كلامٌ، كان يخشنُ منهمُ،

ويفتُرُ نحوِي ذلكَ النّظرُ الشّزرُ

فصَدّقُ طُنوناً لي وَفيّ، فإنّني

لأهْلُ اليَدِ البَيضاء مِنكَ، ولا فخرُ

ومنْ يكُ، للدّنيا وللوفْرِ، سعيُهُ،

فتقريبُكَ الدّنيا، وإقبالُكَ الوفْرُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:57 PM

ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،
( ابن زيدون )



ألمْ يأنِ أنْ يبكي الغمامُ على مثلي،

ويطلبَ ثأرِي البرقُ منصلتَ النصلِ

وَهَلاّ أقَامَتْ أنْجُمُ اللّيلِ مَأتماً،

لتندبَ في الآفاقِ ما ضاعَ من نثلي

ولَوْ أنصَفتَني، وهيَ أشكالُ همّتي،

لألقَتْ بأيدي الذّلّ لمّا رأتْ ذلّي

ولافترقَتْ سبعُ الثّريّا، وغاضَها،

بمطلعِها، ما فرّقَ الدّهرُ من شملي

لعمرُ اللّيالي ! إنْ يكنْ طال نزْعُها

لقد قرطَستْ بالنَّبلِ في موضعِ النُّبلِ

تَحَلّتْ بآدابي، وإنّ مآرِبي

لسانحة ٌ في عرضِ أمنيّة ٍ عطلِ

أُخَصُّ لفَهمي بالقِلى ، وكأنّما

يبيتُ، لذي الفهمِ، الزّمانُ على ذحلِ

وأجفَى ، على نظمي لكلّ قلادة ٍ،

مُفَصَّلَة ِ السِّمطَينِ، بالمَنطقِ الفصْلِ

ولوْ أنّني أسطيعُ، كيْ أرضِيَ العدا،

شَريْتُ ببعضِ الحلمِ حظّاً من الجهلِ

أمَقْتُولَة َ الأجفْانِ! مَا لكَ وَالهاً؟

ألمْ تُرِكِ الأيّامُ نجْماً هوَى قَبْلي؟

أقِلّي بُكاءً، لستِ أوّلَ حُرّة ٍ

طوتْ بالأسَى كشحاً على مضض الثّكلِ

وَفي أُمّ مُوسى عِبْرَة ٌ أنْ رَمَتْ بهِ

إلى اليَمّ، في التّابوتِ، فاعتَرِي وَاسلى

لعلّ المليكَ المجملَ الصُّنعِ قادراً

له بعد يأسٍ، سوفَ يجملُ صنعاً لي

وللهِ فينا علمُ غيبٍ، وحسبُنا

به، عند جوْرِ الدّهرِ، من حَكَمٍ عَدْلِ

هُمَامٌ عَريقٌ في الكِرَامِ، وقَلّما

ترَى الفرعَ إلاّ مستمدّاً من الأصلِ

نَهُوضٌ بِأعْباء المُرُوءة ِ وَالتّقَى ؛

سحوبٌ لأذيالِ السّيادة ِ والفضْلِ

إذا أشْكَلَ الخَطْبُ المُلِمُّ، فءنّهُ،

وَآراءهُ، كالخَطّ يُوضَحُ بالشّكلِ

وذو تدرإٍ للعزمِ، تحتَ أناتِهِ،

كمُونُ الرّدى في فَترة ِ الأعينِ النُّجلِ

يرفُّ، على التّأميلِ، لألاءُ بشرِهِ،

كما رَفّ لألاءُ الحُسامِ على الصّقْلِ

محاسنُ، ما للحسنِ في البدرِ علة ٌ،

سِوى أنّها باتَتْ تُمِلّ فيَسْتَملي

تغِصُّ ثنائي، مثَلما غصّ، جاهداً،

سِوارُ الفتاة ِ الرّادِ بالمِعصمِ الخَدلِ

وتغنى عنِ المدحِ، اكتفاءً بسروِها،

غنى المقلة ِ الكحلاء عن زينة ِ الكحلِ

أبَا الحزمِ ! إنّي، في عتابِكَ، مائلٌ

على جانبٍ، تأوِي إليهِ العُلا سهلِ

حمائمُ شكوى صبّحتكَ، هوادِلاً،

تنادِيكَ منْ أفنانِ آدابيَ الهدْلِ

جوادٌ، إذا استنّ الجيادُ إلى مدى ً

تمطّرَ فاستولى على أمدِ الخصلِ

ثَوَى صَافِناً في مَرْبطِ الهُونِ يشتكي،

بتصهالِهِ، ما نالَهُ من أذى الشّكْلِ

أفي العَدْلِ أنْ وافَتكَ تَتْرَى رَسائلي

فلمْ تتركَنْ وضعاً لها في يديْ عدلِ؟

أعِدُّكَ للجلّى ، وآملُ أنْ أرَى ،

بنعماكَ، موسوماً، وما أنا بالغفْلِ

وما زالَ وَعدُ النّفسِ لي منكَ بالمُنى ،

كأنّي به قد شمتُ بارقة َ المحلِ

أأنْ زعمَ الواشونَ ما ليسَ مزعماً

تعذِّرُ في نصرِي وتعذرُ في خذلي؟

وأصدى إلى إسعافكَ السّائغِ الجَنى ؛

وأضحى إلى إنصافِكَ السّابغِ الظلّ

ولو أنّني واقعتُ عمداً خطيئة ً،

لما كانَ بدعاً من سجاياكَ أن تُملي

فلمْ أستَترْ حَرْبَ الفِجارِ، ولم أُطعْ

مُسَيلمة ً، إذ قالَ: إنّي منَ الرُّسْلِ

ومثليَ قدْ تهفو بهِ نشوة ُ الصِّبَا؛

وَمثلُكَ قد يعفو، وما لكَ من مثلِ

وإنّي لتنهَاني نهايَ عنِ الّتي

أشادَ بها الواشي، ويعقلُني عقلي

أأنكُثُ فيكَ المدحَ، من بعدِ قوّة ٍ،

ولا أقتدي إلاّ بناقضة ِ الغزْلِ !

ذمَمْتُ إذاً عهدَ الحياة ِ، ولم يزَلْ

مُمِرّاً، على الأيّامِ، طَعمُهَا المحَلي

وما كنتُ بالمُهدي إلى السّودَدِ الحَنَا

ولا بالمُسيء القولِ في الحسنِ الفعلِ

ما ليَ لا أُثني بِآلاء مُنْعِمٍ،

إذا الرّوْضُ أثنى ، بالنّسيمِ، على الطّلّ

هيَ النّعلُ زلّتْ بي، فهل أنتَ مكذبٌ

لقيلِ الأعادي إنّها زَلّة ُ الحِسْلِ؟

وهلْ لكَ في أن تشفعَ الطَّولَ شافعاً

فتُنجحَ مَيمونَ النّقِيبة ِ، أوْ تُتْلي؟

أجرِ أعدْ آمِن أحسنِ ابدأ عُدِ اكفِ

حُط تحفّ ابسطِ استألِفْ صُن احم اصْطنع أعلِ

منى ً، لوْ تسنّى عقدُها بيدِ الرّضَا

تيسّرَ منها كلُّ مستصعبِ الحلّ

ألا إنّ ظَني، بَينَ فِعلَيكَ، وَاقِفٌ

وُقوفَ الهوَى بينَ القَطيعة ِ وَالوَصْلِ

فإنْ تمنَ لي منكَ الأماني، فشيمة ٌ

لذَاكَ الفَعالِ القَصْدِ والخُلقِ الرَّسلِ

وإلاّ جنيتُ الأنسَ من وحشة ِ النّوَى

وَهَولِ السُّرَى بينَ المَطيّة ِ والرّحلِ

سيُعْنَى بِمَا ضَيّعتَ مِنّي حافِظٌ؛

ويلفى لما أرْخَصْتَ من خطرِي مغْلي

وأينَ جوابٌ عنكَ ترضَى به العُلا،

إذا سألَتْني بعدُ ألسنة ُ الحفلِ؟

ناريمان الشريف 10-01-2010 06:58 PM

أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ
( ابن زيدون )



أما في نسيمِ الرّيحِ عرفٌ معرِّفُ

لنا هل لذاتِ الوَقفِ بالجِزْعِ مَوْقِفُ

فنَقضِيَ أوْطَارَ المُنى مِنْ زِيَارة ٍ،

لنَا كلفٌ منها بما نتكلّفُ

ضَمَانٌ عَلَيْنَا أنْ تُزَارَ، وَدُونَها

رقاقُ الظُّبَى والسّمهرِيُّ المثقَّفُ

غيارى يعدّونَ الغرامَ جريرة ً

بها، والهوى ظلماً يغيظُ ويؤسفُ

يَوَدّونَ لَوْ يَثْنِي الوَعيدُ زَمَاعَنا؛

وهيهاتَ ريحُ الشّوقِ من ذاكَ أعصفُ

يسيرٌ لدى المشتاقِ، في جانبِ الهوى ،

نوى غربة ٍ أو مجهلٌ متعسَّفُ

هلِ الرَّوعُ إلاّ غمرة ٌ ثمّ تنجلي؛

أمِ الهولُ إلاّ غمّة ٌ ثمّ تكشفُ ؟

وَفي السِّيَرَاء الرّقْمِ، وَسطَ قِبَابِهمْ،

بعيدُ مناطِ القرطِ أحورُ أوطفُ

تَبَايَنَ خَلْقاهُ، فَعَبْلٌ مِنَعَّمٌ،

تأوّدَ، في أعلاهُ، لدنٌ مهفهفُ

فللعانكِ المرتجّ ما حازَ مئزرٌ؛

وَللغُصُنِ المِهْتَزّ ما ضَمّ مِطْرَفُ

حَبِيبٌ إلَيْهِ أنْ نُسَرّ بِوَصْلِهِ،

إذا نحنُ زرنَاهُ، ونهْنا ونسعَفُ

وَلَيْلَة َ وَافَيْنَا الكَثيبَ لِمَوْعِدٍ،

سُرَى الأيمِ لمْ يُعْلَمْ لمَسرَاهُ مُزْحَفُ

تَهَادى أناة َ الحَطْوِ، مُرْتَاعَة َ الحَشا،

كمَا رِيعَ يَعْفُورُ الفَلا المُتَشَوِّفُ

فَما الشّمسُ رَقّ الغَيمُ دون إياتها،

سوَى ما أرَى ذاكَ الجَبِينُ المُنْصَّفُ

فديتُكِ ! أنّى زرتِ نورُكِ واضحٌ،

وعطرُكِ نمّامٌ وحليُكِ مرجفُ

هبيكِ اعتررْتِ الحيّ، واشيكِ هاجعٌ،

وفرعُكِ غربيبٌ، وليلُكِ أغضفُ

فأنّى اعتسفَت الهولَ خطوُكِ مدمجٌ

وَرِدْفِكِ رَجرَاجٌ وَخَصرُكِ مُخطَفُ

لجاجٌ، تمادي الحبّ في المعشرِ العِدا،

وَأَمٌّ الهَوَى الأفقَ الذي فيه نُشْنَفُ

وَأنْ نَتَلَقّى السّخْطَ عانينَ بالرّضَى

لغيرَانَ أجْفَى ما يُرَى حينَ يَلطُفُ

سَجايا، لمَنْ وَالاهُ، كالأرْى تُجنى ،

فَيُومىء طَرْفٌ، أوْ بَنَانٌ مُطَرَّفُ

خليليّ ! مهلاً لا تلومَا، فإنّني،

فؤادي أليفُ البثّ، والجسمُ مدنفُ

فأعْنَفُ ما يَلقَى المُحبُّ لحَاجَة ً

على نفسهِ في الحبّ، حينَ يعنَّفُ

وإنّي ليستهوينيَ البرقُ صبوة ً،

إلى برقِ ثغرٍ إنْ بدَا كاد يخطفُ

وما ولعي بالرّاحِ إلاّ توهّمٌ

لظَلْمٍ، بهِ كالرّاحِ، لوْ يُترَشّفِ

وتذْكرُني العقدَ، المرنَّ جمانُهُ،

مُرِنّاتُ وُرْقٍ في ذُرَى الأيك تهتِفُ

فما قيلَ من أهوَى طوى البدرَ هودجٌ

ولا صانَ ريمَ القفرِ خدرٌ مسجَّفُ

ولا قبلَ عبّادٍ حوى البحرَ مجلسٌ،

ولا حملَ الطّودَ المعظَّمَ رفرَفُ

هوَ الملكُ الجعدُ، الذي في ظلالِهِ

تكفّ صروفُ الحادثاتِ وتصرفُ

هُمَامٌ يَزِينُ الدّهْرَ مِنْهُ وَأهلَهُ؛

مليكٌ فقيهٌ، كاتبٌ متفلْسفُ

يَتِيهُ بِمَرْقَاهُ سَرِيرٌ وَمِنْبَرٌ،

وَيَحْمَدُ مَسْعَاهُ حُسامٌ وَمُصْحَفُ

رويتُهُ في الحادثِ الإدّ لحظة ٌ؛

يذلّ لهُ الجبّارُ، خيفة َ بأسِهِ،

ويعنو إليهِ الأبلجُ المتغطرِفُ

حذارَكَ، إذْ تبغي عليهِ، من الرّدى ،

وَدُونَك فاستَوْفِ المُنى حينَ تُنصِفُ

ستعتامُهمْ في البرّ والبحرِ، بالتّوَى ،

كتائبُ تزجى ، أو سفائنُ تجدَفُ

أغرُّ، متى نَدرُسْ دَوَاوِينَ مَجدِهِ

يَرْقْنَا غَرِيبٌ مُجمَلٌ أوْ مُصَنَّفُ

إذا نحنُ قرّطناهُ قصّرَ مطنبٌ،

ولمْ يتجاوزْ غاية َ القصدِ مسرفُ

وأروَعُ؛ لا الباغي أخاهُ مبلَّغٌ

مناهُ، ولا الرّاجي نداهُ مسوَّفُ

ممرُّ القوَى ، لا يملأ الخطبُ صدرَه،

وليسَ لأمرٍ فائتٍ يتلهّفُ

لهُ ظلُّ نعمَى ، يذكرُ الهمُّ عندهُ

ظِلالَ الصِّبا، بل ذاكَ أندى وَأوْرَفُ

جحيمٌ لعاصيهِ، يشبّ وقودُه،

وجنّة ُ عدنٍ للمطيعينَ تزلفُ

مَحاسِنُ، غَرْبُ الذّمّ عَنها مُفَلَّلٌ

كَهامٌ، وَشَملُ المَجدِ فيها مؤلَّفُ

تَنَاهَتْ، فعِقدُ المَجدِ مِنها مُفصَّلٌ

سَنَاءً، وَبُرْدُ الفَخرِ منها مُفَوَّفُ

طَلاقَة ُ وَجْهٍ، في مَضَاءٍ، كمِثلِ ما

يروقُ فرندُ السيفِ والحدُّ مرهفُ

على السّيفِ مِن تِلكَ الشّهامة ِ مِيسَمٌ،

وَفي الرّوْضِ من تلكَ الطّلاقَة ِ زُخرُفُ

تعودُ لمنْ عاداهُ كالشرْيِ ينقفُ

يراقبُ منهُ اللهَ معتضدٌ، بهِ

يَدَ الدّهْرِ، يَقسو في رِضَاه وَيَرْأفُ

فقُل للمُلوكِ الحاسِديهِ: متى ادّعى

سِباقَ العَتِيقِ الفائِتِ الشأوِ مُقِرفُ

ألَيْسَ بَنُو عَبّادٍ القِبْلَة َ الّتي

عليها لآمالِ البريّة ِ معكفُ؟

مُلوكٌ يُرَى أحيائهم فَخَرَ دَهرِهمْ،

وَيَخْلُفُ مَوْتَاهُمْ ثَنَاءٌ مُخَلَّفُ

بِهمْ باهَتِ الأرْضُ السّماءَ فأوْجُهٌ

شموسٌ، وأيدٍ من حيا المزن أوكفُ

أشارحَ معنى المجدِ وهو معمَّسٌ

وَمُجْزِلَ حظّ الحمد وَهوَ مُسفَسِفُ

لعمرُ العدا المستدرجيكَ بزعمهمْ

إلى غِرَّة ٍ كادَتْ لها الشمسُ تُكسَفُ

لَكالُوكَ صَاعَ الغَدرِ، لُؤمَ سجيّة ٍ،

وكيلَ لهمْ صَاعُ الجزَاء المُطَفَّفُ

لقد حاولوا العظمى التي لا شوَى لها،

فأعجلهُمْ عقدٌ من الهمّ محصفُ

وَلَمّا رَأيتَ الغَدْرَ هَبّ نَسِيمُهُ،

تلقّاهُ إعصارٌ لبطشِكَ حرجَفُ

أظَنّ الأعادي أنّ حَزْمَكَ نَائِمٌ؟

لقد تعدُ الفسلَ الظُّنونُ فتخلفُ

دواعي نفاقٍ أنذرتْكَ بأنّهُ

سيشرَى ويذوِي العضوُ من حيثُ يشأفُ

تحمّلتَ عبءْ الدّهرِ عنهم، وكلّهمْ

بنعماكَ موصولُ التّنعّمِ، مترفُ

فإنْ يكفُرُوا النّعْمَى فتِلكَ دِيَارُهمْ

بسيفِكَ قاعٌ صفصَفُ الرّسْمِ تنسفُ

وطيَّ الثّرَى مثوى ً يكون قصارهُمْ،

وَإنْ طالَ منهُمْ في الأداهمِ مَرْسَفُ

وَبُشرَاكَ عِيدٌ بالسّرُورِ مُظَلَّلٌ،

وبالحظّ، في نيلِ المُنى ، متكنَّفُ

بَشِيرٌ بِأعْيَادٍ تُوَافِيكَ بَعْدَهُ،

كما يَنسُفُ النّظمَ المُوالي، وَيَرْصُفُ

تُجَرِّدُ فِيهِ سَيْفَ دَوْلَتِكَ، الّذي

دماءُ العِدَى دأباً بغربَيْهِ تظلَفُ

هُوَ الصّارِمُ العَضْبُ الذي العَزْمُ حدُّه،

وحليتُهُ بذلُ النّدى والتعفّفُ

همامٌ سمَا للملْكِ، إذْ هوَ يافعٌ،

وتمّتْ لهُ آياتُهُ، هوَ مخلِفُ

كرِيمٌ، يَعُدّ الحَمدَ أنْفَسَ قِينَة ٍ،

فيُولَعُ بالفِعلِ الجَميلِ، وَيُشغَفُ

غدَا بخميسٍ، يقسِمُ الغيمُ أنّهُ

لأحفَلُ منها، مكفهرّاً، وأكثفُ

هوَ الغَيمُ من زُرْقِ الأسِنّة ِ بَرْقُهُ،

وللطّبْلِ رعدٌ، في نواحيهِ، يقصِفُ

فَلَمّا قَضَيْنَا مَا عَنَانَا أدَاؤهُ،

وَكلٌّ بما يُرْضِيكَ داعٍ، فَمُلْحِفُ

قَرَنَا بحَمْدِ اللَّهِ حَمْدَكَ، إنّهُ

لأوْكَدُ ما يُحْظى لدَيْهِ، وَيُزْلَفُ

وَعُدْنَا إلى القَصْرِ، الذي هوَ كَعبة ٌ،

يُغادِيهِ مِنّا نَاظِرٌ، أوْ مُطَرَّفُ

فإذْ نَحنُ طالَعْنَاهُ، وَالأفقُ لابِسٌ

عجاجتَهُ، والأرضُب بالخيلِ ترجُفُ

رَأيْناكَ في أعْلى المُصَلّى ، كَأنّمَا

تَطَلّعَ، من محْرَابِ داودَ، يُوسُفُ

ولمّا حضرْنا الإذْنَ، والدّهرُ خادمٌ،

تُشِيرُ فيُمضِي، وَالقَضَاءُ مُصَرِّفُ

وصلْنا فقبّلْنا النّدى منكَ في يدٍ،

بها يُتْلَفُ المَالُ الجسيمُ، ويُخلَفُ

لقد جُدتَ حتى ما بنَفسٍ خَصَاصَة ٌ،

وأمّنْتَ حَتى ما بِقَلْبٍ تَخَوُّفُ

وَلَوْلاَكَ لم يَسهُلْ من الدُّهرِ جانبٌ؛

وَلا ذَلّ مُقْتَادٌ، وَلا لانَ مَعطِفُ

لكَ الخيرُ، أنّى لي بشكركَ نهضة ٌ؟

وَكيفَ أُودّي فرْضَ ما أنتَ مُسلِفُ؟

أفَدْتَ بَهِيمَ الحالِ مِنّيَ غُرَّة ً،

يُقَابِلُها طَرْفُ الجَمُوحِ فيُطرَفُ

وبوّأتَهُ دنيْاكَ دارَ مقامة ٍ،

بحَيْثُ دَنا ظِلٌّ وَذُلّلَ مَقْطِفُ

وكمْ نعمة ٍ، ألبستُها، سندسيّة ٍ،

أُسَرْبَلُها في كلّ حِينٍ وأُلْحَفُ

مَوَاهِبُ فَيّاضِ اليَدَيْنِ، كَأنّمَا

من المُزْنِ تُمرَى أوْ من البحرِ تُغزَفُ

فإنْ أكُ عبداً قد تملّكْتَ رقَّهُ،

فأرفَعُ أحوالي، وأسْنى وأشرفُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:00 PM

أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ،
( ابن زيدون )



أما وألحاظٍ مراضٍ، صحاحْ،

تُصْبي، وَأعطافٍ نَشاوَى ، صَوَاحْ

لفاتنٍ بالحسنِ، في خدّهِ

وردٌ، وأثناءَ ثناياهُ راحْ

لمْ أنسَ، إذْ باتَتْ يدِي، ليلة ً،

وشاحَهُ اللاّصقَ دونَ الوشاحْ

ألممْتُ بالألطفِ منهُ، ولمْ

أجنحْ إلى ما فيه بعضُ الجناحْ

لأُصْفِيَنّ المُصطَفَى ، جَهْوَراً،

عهداً، لروضِ الحسنِ عنه انتضاحْ

جَزَاءَ مَا رَفّهَ شُرْبَ المُنَى ؛

وأذّنَ السّعْيُ بوشْكِ النّجَاحْ

يَسّرَتُ آمَالي بِتَأمِيلهِ،

فَمَا عَدَانِيَ مِنْهُ فَوْزُ القِدَاحْ

لَمْ أشِمِ البَرْقَ جَهَاماً، وَلَمْ

أقتدحِ الصُّمَّ ببيضِ الصِّفَاحْ

مَنْ مِثْلُهُ، لا مِثْلَ يُلْفَى لَهُ،

إنّ فَسَدَتْ حَالٌ، فَعَزّ الصَّلاحْ

يا مرشِدي، جهلاً، إلى غيرِهِ،

أغنى ، عنِ المصباحِ، ضوءُ الصّباحْ

يَهْفِو بِهِ، نَحْوَ الثّنا، ارْتِيَاحْ

يهفُو بهِ، نحوَ الثّناء، ارتياحْ

ذِو بَاطِنٍ أُقْبِسَ نُورَ التّقَى ؛

وَظاهِرٍ أُشْرِبَ مَاءَ السَّمَاحْ

انظرُ ترَ البدرَ سناً، واختبِرْ

تَجِدْهُ كَالمِسْكِ، إذا مِيثَ فاحْ

إيهِ أبَا الحَزْمِ! اهْتَبِلْ غِرّة ً،

ألسنة ُ الشّكرِ عليهَا فصاحْ

لا طارَ بي حظٌّ إلى غاية ٍ،

إنْ لمْ أكُنْ مِنْكَ مَرِيشَ الجَنَاحْ

عتباكَ، بعدَ العتبِ، أمنيّة ٌ

مَا لي، على الدّهْرِ، سوَاها اقترَاحْ

لمْ يَثْنِي، عَنْ أمَلٍ، مَا جَرَى ،

قدْ يرقَعُ الخرقُ وتؤسَى الجراحْ

فاشحذْ، بحسنِ الرّأيِ، عزمي يرَعْ

مني العِدَا، أليسَ شاكي السّلاحْ؟

وَاشْفَعْ، فَلِلشّافِعِ نُعْمَى بِمَا

سَنَاهُ مِنْ عَقْدٍ، وَثِيقِ النَّوَاحْ

إنّ سَحابَ الأفقِ مِنْها الحَيَا؛

والحمدُ في تأليفِهَا للرّيَاحْ

وقاكَ، ما تخشَى منَ الدّهرِ، منْ

تعبْتَ، في تأمينِهِ، واستراحْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:01 PM

أمولاي بلّغْتَ أقصَى الأمَلْ،
( ابن زيدون )



أمولاي بلّغْتَ أقصَى الأمَلْ،

وسُوّغْتَ دأباً نَساءَ الأجَلْ

وعُمّرْتَ، ما شِئْتَ، في دَوْلَة ٍ

تقصِّرُ عنْهَا طوالُ الدّولْ

فأنْتَ الّذِي غرُّ أفعالِهِ

تَحلّى بها الدّهرُ، بعدَ العَطَلْ

يُشَرِّفُ، مَمْلُوكَكَ المُسْتَرَقَّ،

نَظْمٌ مِنَ الكَلِمِ المُنْتَخَلْ

وراحٌ تعيدُ، إلى مَنْ أسنّ،

طيبَ زمانِ الصِّبَا المقتبلْ

فأخْجَلَني البِرُّ مِنْ فَرْطِهِ،

وإنّ الجوابَ ليبدِي الخجلْ

وقَدْ يَقْبَلُ، الدّهرَ، مَوْلى الأنا

مِ جهدَ العبيدِ، إذا ما أقلّ

سَعِدْتَ كَما سَعِدَ المُشْتَرِي؛

ونِلْتَ عُلاً لَمْ يَنَلْها زُحَلْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:02 PM

أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،
( ابن زيدون )



أمَا علمَتْ أنّ الشّفيعَ شبابُ،

فَيَقْصُرَ عَنْ لَوْمِ المُحبّ عِتَابُ؟

علامَ الصِّبا غضٌّ، يرفّ رواؤهُ،

إذا عنّ من وصلِ الحسانِ ذهابُ؟

وَفيمَ الهَوَى مَحضٌ يَشِفّ صَفاؤهُ

إذا لم يكنْ منهنّ عنهُ ثوابُي؟

وَمُسْعِفَة ٍ بالوَصْلِ، إذ مَرْبَعُ الحمى

لها، كلّما قظنا الجنابَ، جنابُ

تَظُنّ النّوَى تَعدو الهَوَى عن مَزَارِها؛

وداعي الهوَى نحوَ البعيدِ مجابُ

وَقَلّ لها نِضْوٌ بَرَى نَحْضَهُ السُّرَى ،

وَبَهْمَاءُ غُفلُ الصَّحصَحَانِ، تُجابُ

إذا ما أحَبّ الرّكْبُ وَجهاً مَضَوْا لهُ

فَهانَ عَلَيْهِمْ أنْ تَخُبّ رِكَابُ

عَرُوبٌ ألاحَتْ من أعارِيبٍ حِلّة ٍ،

تَجَاوَبُ فِيهَا بِالصّهيلِ عِرَابُ

غيارَى من الطّيفِ المعاودِ في الكرَى ،

مشيحونَ من رجمِ الظُّنونِ غضابُ

وماذا عليهَا أنْ يسنّيَ وصلَهَا

طَعانٌ، فإنْ لمْ يُغْنِينَا، فَضِرابُ

ألَمْ تَدْرِ أنّا لا نَرَاحُ لِرَبيبَة ٍ،

إذا لَمْ يُلَمَّعْ بالنّجِيع خِضَابُ

وَلاَ نَنْشَقُ العِطْرَ النَّمُومَ أرِيجُهُ،

إذا لمْ يِشَعْشَعْ بالعَجاجِ مَلابُ

وكمْ راسلَ الغيرانُ يهدي وعيدَه،

فَمَا رَاعَهُ إلاّ الطُّرُوقَ جَوَابُ

ولمْ يثنِنَا أنّ الرّبابَ عقيلة ٌ،

تَسَانَدُ سَعْدٌ دُونَهَا وَرِبَابُ

وأنْ ركزَتْ حولَ الخدورِ أسنّة ٌ،

وَحَفّتْ بِقُبّ السُابِحاتِ قِبَابُ

وَلَوْ نَذَرَ الحَيّانِ، غِبَّ السُّرَى ، بنا

لَكَرّتْ عُظالى ، أوْ لَعَادَ كُلابُ

وَلَيْلَة َ وَافَتْنَا تَهَادَى فَنَمْتَرِي،

أيسمُو حبابٌ، أو يسيبُ حبابُ؟

يُعَذّبُها عَضّ السّوَارِ بِمِعْصَمٍ،

أبانَ لهَا أنّ النّعيمَ عذابُ

لأبرَحْتُ من شيحانَ، حطّ لثامُهُ،

إلى خَفَرٍ مَا حُطّ عَنْهُ نِقَابُ

ثَوَى مِنْهُمَا ثِنَى النّجادِ مِشَيَّعٌ،

نجيدٌ، وميلاءُ الوشاحِ كعابُ

يُعَلَّلُ مِنْ إغْرِيضِ ثَغْرٍ، يَعُلهُ

غَرِيضٌ كمَاء المُزْنِ، وَهوَ رُضَابُ

إلى أن بَدَتْ في دُهْمَة ِ الأفقِ غُرَّة ٌ،

ونفّرَ، من جنحِ الظّلامِ، غرابُ

وقد كادتِ الجوزاءُ تهوي فخلتُها

ثنَاهَا، من الشِّعرَى العبورِ، جنابُ

كأنّ الثّرَيّا رَاية ٌ مُشْرِعٌ لَهَا

جبانٌ، يريدُ الطّعنَ، ثمّ يهابُ

كأنّ سهيلاً، في رباوة ِ أفقهِ،

مُسِيمُ نُجُوم، حَانَ مِنْهُ إيَابُ

كأنّ السُّهَا فَاني الحُشَاشَة ِ، شَفَّهُ

ضنى ً، فخفاتٌ مرّة ً ومثابُ

كأنّ الصباحَ استقبسَ الشّمسَ نَارَها،

فجاء لهُ، من مشترِيهِ، شهابُ

كأنّ إياة َ الشّمسِ بشرِ بنِ جهورٍ،

إذا بذَلَ الأموَالَ، وهيَ رغابُ

هوَ البشرُ، شمنا منهُ برقَ غمامة ٍ

لَها باللُّهَا، في المُعْتَفِينَ، مَصَابُ

جوادٌ متى استعجلْتَ أولى هباتِهِ

كَفَاكَ مِنَ البَحْرِ الخِضَمِّ عُبَابُ

غَنيٌّ، عَنِ الإبْساسِ، دَرُّ نَوَالِه،

إذا استَنزَلَ الدَّرَّ البَكيءَ عِصَابُ

إذا حسبَ النَّيلَ الزّهيدَ منيلُهُ،

فمَا لعطايَاهُ الحسابِ حسابُ

عَطَايَا، يُصِيبُ الحاسِدونَ بحَمْدِه

عَلَيْها، وَلَمْ يُحْبِوْا بها فَيُحَابُوا

موطَّأُ أكنافِ السّماحِ، دنَتْ بهِ

خَلائِقُ زُهْرٌ، إذْ أنَافَ نِصَابُ

فزُرْهُ تزُرْ أكْنافَ غنّاءَ طلّة ٍ،

أربّتْ بهَا للمكرمَاتِ ربَابُ

زعيمُ المساعي أنْ تلينَ شدائدٌ

يُمَارِسُها، أوْ أنْ تَلِينَ صِعَابُ

مَهِيبٌ يِغَضّ الطَّرْفُ مِنْهُ لآذِنٍ،

مهابَتُهُ دونَ الحجابِ حجابُ

لأبلَجَ موفورِ الجلالِ، إذا احتَبَى ،

علا نظرٌ منهُ وعزّ خطابُ

وَذِي تُدَرإ، يَعدُو العِدا عن قِرَعِهِ،

غلابٌ، فمهمَا عزّهُ، فخلابُ

إذا هوَ أمضَى العزمَ لم يكُ هفوة ً،

يُؤثِّرُ عَنْها، في الأنَامِلِ، نَابُ

عَزَائِمُ يَنْصَاعُ العِدَا عَنْ مُمَرّهَا،

كمَا رُهِبْتَ يَوْمَ النّضَالِ رِهَابُ

صَوَائِبُ، رِيشُ النّصْرِ في جَنَبَاتِها

لؤامٌ، وريشُ الطائشاتِ لغابُ

حليمٌ، تلافَى الجاهلِينَ أناتُهُ،

إذِ الحلمُ عن بعضِ الذّنوبِ عقابُ

إذا عَثَرَ الجاني عَفَا عَفْوَ حَافِظٍ،

بنعمى لهَا في المذنبِينَ ذنابُ

شَهَامَة ُ نَفْسٍ في سَلامة ِ مَذْهَبٍ،

كما الماءُ للرّاحِ الشُّمولِ قطابُ

بَني جَهوَرٍ! مهما فخَرْتُمْ بِأوّلٍ،

فسرٌّ منَ المجدِ التّليدِ لباب

حَطَطتم بحيثُ اسلَنطحتْ ساحة ُ العلا،

وأوْفَتْ لأخطارِ السّناء هضابُ

بكمْ باهَتِ الأرضُ السّماءَ، فأوجُهٌ

شموسٌ، وأيدٍ، في المحولِ، سحابُ

أشارِحَ معنى المجدِ وهوَ معمَّسٌ،

وعامرَ مغنى الحمدِ وهوَ خرابُ

مُحَيّاكَ بَدْرٌ، وَالبُدُورُ أهلَّة ٌ،

ويُمْنَاكَ بَحْرٌ، وَالبُحورُ ثِعابُ

رَأيْتُكَ جارَاكَ الوَرَى ، فغلَبَتْهُمْ،

لِذَلِكَ جَرْيُ المُذْكِياتِ غِلابُ

فقرّتْ بهَا، من أوليائكَ، أعينٌ

وَذَلْتْ لَها، مِنْ حاسِديكَ، رِقابُ

فتحْتَ المُنى ، منْ بعدِ إلهامنا بها،

وَقَدْ ضَاعَ إقْلِيدٌ وَأُبْهِمَ بَابُ

مددتَ ظلالَ الأمنِ، تخضرّ تحتَها،

من العيشِ في أعْذى البقاعِن شعابُ

حمى ً، سالَمتْ فيه البغاثَ جوارحٌ،

وَكَفّتْ، عَنِ البَهمِ الرِّتاعِ، ذئابُ

فلا زِلتَ تَسعى سَعيَ مَن حَظُّ سَعيهِ

نَجاحٌ، وحظُّ الشّانِئِيهِ تَبَابُ

فَإنّكَ للدِّينِ الشَّعِيبِ لَمِلأمٌ؛

وإنّكَ للملكِ الثَّئي لرئابُ

إذا معشرٌ ألهاهُمُ جلساؤهُمْ،

فَلَهْوُكَ ذِكْرٌ، وَالجَلِيسُ كتابُ

نِعَزّيكَ عن شهرِ الصّيامِ الذي انقضى ،

فإنّكَ مَفْجُوعٌ بِهِ فَمُصَابُ

هوَ الزَّوْرُ لوْ تعطى المُنى وضعَ العصَا

ليزدادَ، منْ حسنِ الثّوابِ، مثابُ

شَهِدْتُ، لأدّى منكَ وَاجِبٌ فَرْضِهِ

عَلِيمٌ بِما يُرْضِي الإلَهَ، نِقَابُ

وجاوَرْتَ بيتَ اللهِ أنساً بمعشرٍ،

خشوهُ، فخرّوا ركّعاً وأنابوُا

لَقَدْ جَدّ إخْبَاتٌ، وَحَقَّ تَبَتّلٌ،

وبالغَ إخلاصٌ، وصحّ متابُ

سيخلدُ في الدّنْيَا بهِ لكَ مفخرٌ،

وَيَحْسُنُ في دارِ الخُلُودِ مَآبُ

وَبُشْرَاكَ أعيادٌ، سَيَنْمي اطّرَادُهَا،

كما اطّردَتْ في السّمهرِيّ كعابُ

ترى منكَ سروَ الملكِ في قشفِ التّقى

فيبرُقُها مرأى هنكَ عجابُ

فأبْلِ وَأخْلِف، إنّمَا أنْتَ لابِسٌ

لهذي اللّيالي الغرّ، وهيَ ثيابُ

فديتُكَ كمْ ألقَى الفواغرَ من عداً،

قراهُمْ، لنيرانِ الفسادِ، ثقابُ

عَفَا عنهُم قَدرِي الرّفيعُ، فأهْجَرُوا،

وَبَايَنَهُمْ خُلقي الجَميلُ، فَعَابُوا

وقد تسمعُ اللّيثَ اجحاشُ نهيقَها،

وتعلي إلى البدْرِ النّباحَ كلابُ

إذا رَاقَ حُسنُ الرّوْضِ أوْ فاحَ طيبُهُ

فَما ضَرّهُ أنْ طَنّ فِيهِ ذُبَابُ

فَلا بَرِحَتْ تِلْكَ الضّغائِنُ، إنّها

أفاعٍ، لها، بينَ الضّلوعِ، لصابُ

يَقُولُونَ شَرِّقْ، أوْ فَغَرّبْ صَرِيمة ً

إلى حيثُ آمالُ النّفوسِ نهابُ

فأنْتَ الحسامُ العضْبُ أصدئ متنُهُ

وعطّلَ منْهُ مضربٌ وذبابُ

وَمَا السّيفُ مِمّا يُستبَانُ مَضاؤهُ،

إذا حازَ جَفْنٌ حَدَّهُ، وَقِرابُ

وإنّ الذي أمَّلتُ كدّرَ صفْوُهُ،

فأضْحَى الرّضَا بالسّخطِ منهُ يشابُ

وَقَدْ أخْلَفَتْ ممّا ظَنَنتُ مَخايِلٌ؛

وَقَدْ صَفِرَتْ مِمّا رَجَوْتُ وِطَابُ

فَمَنْ لي بسُلْطانٍ مُبِينٍ عَلَيْهِمُ،

إذا لجّ بالخصْمِ الألدّ شغابُ

ليُخْزِهِمْ إنْ لَمْ تَرِدْنيَ نَبْوَة ٌ،

يُساء الفَتى مِنْ مِثْلِها وَيُرَابُ

فَقَدْ تَتَغَشّى صَفحة َ الماء كُدْرَة ٌ،

ويغطُو على ضوء النَّهارِ ضبابُ

سرورُ الغِنى ، ما لم يكن منك، حسرة ٌ،

وَأرْيُ المُنى ، ما لم تُنَلْ بك، صَابُ

وإنْ يكُ في أهلِ الزّمانِ مؤمَّلٌ،

فأنْتَ الشَّرابُ العذبُ، وهوَ سرابُ

أيُعْوِرُ، من جارِ السِّماكَينِ، جانِبٌ،

وَيُمْعِزُ، في ظلّ الرّبيعِ، جَنَابُ؟

فأينَ ثَنَاءٌ يَهْرَمُ الدّهْرُ كِبْرَة ً،

وحليتُهُ، في الغابرينَ، شبابُ؟

سأبكي على حظّي لَدَيكَ، كَما بَكَى

رَبِيعَة ُ لمّا ضَلّ عَنهُ دُؤابُ

وَأشكُو نُبوّ الجَنبِ عن كلّ مَضْجَعٍ،

كمَا يَتَجَافَى بِالأسيرِ ظِرَابُ

فثقْ بهزبرِ الشّعرِ واصفح عن الورَى ،

فَإنّهُمُ، إلاّ الأقَلَّ، ذُبَابُ

ولا تعدلِ المثنينَبي، فأنا الّذي

إذا حضرَ العقمُ الشّواردُ غابُوا

ينوبُ عنِ المدّاحِ منّيَ واحدٌ،

جَميعُ الخِصَالِ، ليسَ عنهُ مَنابُ

وردْتُ معينَ الطّبعِ، إذ ذيدَ دونَهُ

أُناسٌ، لهُمْ في حَجْرَتَيهِ لُوَابُ

وَنَجّدَني عِلْمٌ تَوَالَتْ فُنُونُهُ،

كمَا يتوَالى في النّظامِ سخابُ

فعُدْ بِيَدٍ بَيْضاء يَصْدَعُ صِدْقِها،

فإنّ أرَاجِيفَ العُداة ِ كِذَابُ

وحاشاكَ منْ أنْ تستمرّ مريرة ٌ،

لعَهْدِكَ، أوْ يَخفَى عَليك صَوَابُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:04 PM

أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،
( ابن زيدون )



أمّا رِضَاكَ، فعِلْقٌ ما لَهُ ثَمَنُ،

لوْ كان سامحَني، في وصْله، الزّمَنُ

تبكي فراقَكَ عينٌ، أنتَ ناظرُها،

قد لَجّ في هَجرِها عن هجرِكَ الوَسنُ

إنّ الزّمانَ الذي عهدي بهِ حسنٌ،

قد حالَ مذ غابَ عني وجهُكَ الحسنُ

أنتَ الحَياة ُ، فإنْ يُقْدَرْ فِرَاقُكَ لي،

فليُحفَرِ القبرُ، أوْ فليُحضَرِ الكفنُ

واللهِ ما ساءني أنّي جفيتُ ضنى ً،

بلْ ساءني أنّ سرّي، بالضّنى ، عَلَنُ

لوْ كانَ أمرِيَ، في كَتْمِ الهَوَى ، بيدي

ما كانَ يَعلمُ، ما في قلبيَ، البَدَنُ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:04 PM

أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ
( ابن زيدون )



أنا ظَرْفٌ لِلْهوِ كُلّ ظَريفِ

أنَا مُستوْدَعٌ لِعِلْقٍ شريفِ

أنا كالصّدرِ في الإحاطة ِ بالرّا

حِ إذا الرّاحُ كالضّميرِ اللّطيفِ

سَلْ عنِ الطّيّباتِ فَهيَ فُنونٌ

أُلْفَتْ فيّ أحسَنَ التأليفِ

أيُّ حسنٍ يفي بحسنيَ محمُو

لا بِكفّيْ وصَفْيَة ٍ أوْ وَصِيفِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:06 PM

أنتَ المُسَبِّبُ لِلْوُلُوعْ،
( ابن زيدون )



أنتَ المُسَبِّبُ لِلْوُلُوعْ،

ومثيرُ كامنة ِ الدّموعْ

يتمنّيانِ لو اعفيَا،

مهما طلعْتَ، من الطّلوعْ

وَالظّافِرُ المَلِكُ المُؤَيَّـ

ـدُ واحدٌ، عدلُ الجموعْ

البَدرُ في سُحُبِ البُرُو

دِ، اللّيثُ في لبدِ الدّروعْ

عَنَتِ الأصُولُ لأصْلِهِ،

وتقاصرَتْ عنهُ الفروعْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:06 PM

أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،
( ابن زيدون )



أنتِ معنى الضّنَى ، وسرُّ الدّموعِ،

وسبيلُ الهوى ، وقصدُ الولوعِ

أنْتِ وَالشّمسُ ضُرّتَانِ، وَلَكِنْ

لكِ، عندَ الغُروبِ، فَضْلُ الطُّلوعِ

ليسَ بالمؤيسي تكلّفُكِ العتْبَ،

دَلالاً، منَ الرّضَى المطبوعِ

إنّما أنتِ، والحسودُ معنّى ،

كوكبٌ يستقيمُ بعدَ الرّجوعِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:07 PM

أنّى أضيّعُ عهدكْ؟
( ابن زيدون )



أنّى أضيّعُ عهدكْ؟

أمْ كيفَ أخلِفُ وعدَكْ

وقدْ رأتْكَ الأماني

رِضى ً، فَلَمْ تَتَعَدّكْ

يا ليتَ ما لكَ عنْدي

منَ الهوى ، ليَ عندَكْ

فَطَالَ لَيْلُكَ بَعْدِي،

كطولِ ليْليَ بعدَكْ

سَلْني حَيَاتي أهَبْها،

فلسْتُ أملكُ ردّكْ

الدّهْرُ عَبْدِيَ، لَمّا

أصْبَحتُ، في الحبّ، عَبدَكْ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:10 PM

أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،
( ابن زيدون )



أهْدي إليّ بَقِيّة َ المِسْوَاكِ،

لا تظهرِي بخلاً بعودِ أراكِ

فَلَعَلّ نَفْسِي، أنْ يُنَفَّسَ ساعَة ً

عَنْهَا، بِتَقْبِيلِ المُقَبِّلِ فَاكِ

يا كوكباً، بارَى سناه سناءه،

تزهى القصورُ بهِ على الأفلاكِ

قرّتْ وفازَتْ، بالخطيرِ من المُنى ،

عينٌ تقلِّبُ لحظَها، فترَاكِ

ناريمان الشريف 10-01-2010 07:12 PM

أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،
( ابن زيدون )



أيُوحِشُني الزّمانُ، وَأنْتَ أُنْسِي،

وَيُظْلِمُ لي النّهارُ وَأنتَ شَمْسي؟

وَأغرِسُ في مَحَبّتِكَ الأماني،

فأجْني الموتَ منْ ثمرَاتِ غرسِي

لَقَدْ جَازَيْتَ غَدْراً عن وَفَائي؛

وَبِعْتَ مَوَدّتي، ظُلْماً، ببَخْسِ

ولوْ أنّ الزّمانَ أطاعَ حكْمِي

فديْتُكَ، مِنْ مكارهِهِ، بنَفسي


الساعة الآن 10:26 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team