ألقصة القصيرة جداً.. بدايات وأسس
ألقصة القصيرة جداً.. بدايات وأسس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ عمر مصلح في بداية القرن العشرين، وتحديداً في فرنسا.. ولدت القصة القصيرة جداً، حين كتبت "ناتالي ساروت" بهذا الجنس، ووضعت أسسها، ولبنات اشتراطات كتابتها. إلا ان البعض يعتبر "فيلكس فينون" المولود في نهاية القرن التاسع عشر هو رائد هذا الجنس، ويؤكد القاص والناقد "حمدي مخلف" أن قصص "فيلكس فينون" أكثر ضغطاً ونضجاً من قصص "ساروت". وللناقد "يوسف نمر ذياب" رأي في امتدادات القصة القصيرة جداً الزمانية والمكانية والفكرية أيضا.. إذ لاتاتي عن طريق السرد المباشر وإنما بتكثيف ذكي لحدث القصة البسيط. وأن القصة القصيرة جداً هي إشارة لحالة إنسانية من خلال رؤية القاص للحدث. أما عن رسوخ القصة القصيرة جداً في المنجز الأدبي فيقول الناقد "حمدي مخلف" من العسير أن نحسم أمر هذا الجنس، ما إذا كان قد ترسخ أم أنه مازال في طور التجريب.. وذلك لسبب بسيط، هو تباين وتضارب الآراء النقدية بصدده.. حيث يرفض البعض الاعتراف به أصلاً، إذ يعتبرونه غير مفيد. لكننا نقول؛ على أي حال هو واقع وقائم وله تأثيراته، وله قاعدة قرائية واسعة. ومن اشتراطاته التي استبطناها من خلال عدة آراء نقدية، متباينة: ألطول: تتراوح بين السطر الواحد والخمسمائة كلمة.. إلا ان "ترنتوبل ميسيون وايت" يؤكد على أن الطول يتراوح بين الخمسمائة والألف وخمسمائة حرف، بما في ذلك الفواصل والعلامات. البناء: قد تتحمل بعض النصوص وجود المقدمة والصلب والخاتمة، ولكن هذا ليس ضرورياً، إذ أنها تعتمد على الخاتمة / الصعقة أكثر من أيٍ من باقي الأسس البنائية. ألوحدات: ليس هنالك ثمة ضرورة لوجود الزمان والمكان، فقد تعتمد على الزمان أو على المكان. ألحبكة: تختلف عن القصة القصيرة، التي يمكن من خلالها تطور الحبكة، اما هنا فلا بد من أن تكون سريعة. ألوصف: يكون معدوماً أحياناً، خاصة في القصص التي لاتتجاوز الثلاثة أسطر. ألمضمون: ومضة أو لقطة من الحياة اليومية. ألسرد: يكاد يكون معدوماً. العقدة: هي العمود الفقري للقصة القصيرة جداً. أللغة: يتوجب ان تكون لغة شعرية وبعيدة عن التعقيد والتوعير. ألخاتمة: يجب ان تكون مبهرة أو مدهشة، كونها الصعقة التي تشي بحكمة الفكرة. من أهم الأدباء الذين كتبوا القصة القصيرة جداً في العراق محمود أحمد السيد، غائب طعمة فرمان، عبدالملك نوري، عبدالمجيد لطفي، عبدالحق فاضل، ذنون أيوب، أدمون صبري، محمد الأديب، جعفر الخليلي، خالد حبيب الراوي عبدالوهاب الأمين، يعقوب يوسف حداد، غانم الدباغ، نزار عباس، محمد خضير، عبدالرحمن مجيد الربيعي، جليل القيسي، موسى كريدي، نوئيل رسام، غازي العبادي، عبدالستار ناصر، هيثم بهنام، حمدي مخلف، وارد بدر السالم، أمجد توفيق، نجمان ياسين، ميسلون هادي، شوقي كريم حسن، وآخرون لا تسعفني الذاكرة لذكرهم. |
أستاذي الكريم / عمر مصلح أشكرك على هذا التقديم الجميل والموجز لفن القصة القصيرة جداً ... والذي أصبح لوناً أدبياً له رواده ومبدعيه .. وأود أن أضيف إضافة بسيطة ، وهي أنه في كثير من الأحيان تتكون في مخيلتك فكرة بسيطة ،أو جملة أو عبارة ما ، فتكتبها في دفتر مذكراتك ، ثم تتفاجأ أن هذه العبارة باتت تندرج ضمن أحد الأجناس الادبية ، وهو تماماً ما حصل معي في فن القصة القصيرة جداً .. بل إن تلك العبارة التي كتبتها فازت بإحدى المسابقات الثقافية للقصة القصيرة جداً ، علماً بأنني كتبتها كعبارة عادية لا تندرج تحت مسمى قصة.... وهذا الأمر ربما يحتم علينا عدم الدخول في متاهات أول من كتب هذا اللون الادبي او ذاك ... والإكتفاء بوضع قاعدة عامة لهذا النوع من الفن القصصي ... بارك الله بك ... متمنياً أن تفيدنا من علمك وأدبك ... مع الإحترام ... |
اقتباس:
ألأستاذ الموقر عمر مسلط.. طابت أوقاتك شكراً لتواصلك واهتمامك وأتفق معك تماماً بما أسلفت.. حيث أن النص الحرفي أو اللوني، هو نتاج شعور، حفزته بعض الحواس أو كلها. لكن يبقى الجنس الأدبي محكوم بقوانين وأَحكام.. رغم كون الإبداع منفلت أصلاً. إذ تبقى الأسس قائمة، ومن حق المبدع التجريب أو الانفلات. مع بالغ تقديري. |
أستاذ عمر، شكرا على التوضيحات التي سطرتها هنا
فالقصة القصيرة جدا كثيرا ما اكتنفها الغموض فيما يتعلق بخصائصها وهذه النقاط التي وضعتها من شأنها أن تميط بعض اللبس عنها وترسم الطريق الصحيح أمام مرتاديها، وإن كانت الكلمة الفصل حولها لم توضع بعد... بورك الجهد وسلم اليراع... تحياتي تقديري... |
اقتباس:
ألأستاذة العَطِرة آية أحمد شكراً لمتابعتكم، وتعضيداً لما أشرتم، حول الغموض الذي يحيط خصائص هذا الجنس.. أقول.. أن ضبابية الصورة، جعلت من أنصاف الادباء، والطارئين استسهاله وصار البعض يهرف بمالايعرف وأتفق مع جنابكم المكرم، حول عدم اتفاق محسوم من حيث الأهمية لا التجنيس, إذ أن الجنس قائم منذ النصوص البابلية، والتوراة، وماتلتها من نصوص. دمتم بألق ومغانم. |
روعة وجمال وبوركت أستاذ عمر مصلح.
|
اقتباس:
الروعة والجمال تكمن بمرورك أيها المبارك محبتي واعتزازي. |
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
نتمنى منك أستاذ عمر مصلح منك ومن إبداعاتك المزيد. |
اقتباس:
معذرة أ. جابر الموقر، عن تأخر ردي تواصلكم شرف لي، ومنكم نتعلم. مع اسمى اعتباري. |
مقال قيم يستحق التقدير , شكراً لك أستاذنا و دمت بخير . |
اقتباس:
|
حضرة الأستاذ عمر مصلح
أشكر حضرتك على هذه المعلومات القيمة عن فن القصة القصيرة جداً ولك خالص تحياتي د. سناء عطاري |
اقتباس:
أشكر لك دكتورة سناء عطاري مرورك الكريم وجمال تعليقك. |
الساعة الآن 07:40 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.