منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الآداب العالمية. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=38)
-   -   {{ احدب نو تردام }} (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=4518)

ساره الودعاني 05-01-2011 11:06 AM

{{ احدب نو تردام }}
 

ساره الودعاني 05-01-2011 11:27 AM

فيكتور هوجو (26 فبراير 1802م -22 مايو 1885 ) هو أديب وشاعر ورسام فرنسي، من أبرز أدباء فرنسا في الحقبة الرومانسية، ترجمت أعماله إلى أغلب اللغات المنطوقة.



أثّر فيكتور هوجو في العصر الفرنسي الذي عاش فيه وقال "أنا الذي ألبست الأدب الفرنسي القبعة الحمراء" أي قبعة الجمال.



وتعتبر روايته الشهيرة "أحدب نوتردام" التي كتبها وهو في التاسعة والعشرين من العمر واحدة من أكثر الروايات شهرة في القرن التاسع عشر وبقيت مؤثرة في الثقافة المعاصرة.

لقد تُرجمت رواية "أحدب نوتردام" إلى جميع لغات العالم، كما أخرجت على شاشة السينما مرات ومرات، وكذلك مثّلت في مسلسلات تلفزيونية بكل لغات العالم.
استلهم هوجو شخصية أحدب نوتردام من الأحدب الذي كان يوقظه هو وسائر
الطلبة كل صباح عندما كان يدرس بإسبانيا.

ساره الودعاني 05-01-2011 11:29 AM

نوتردام باريس



تتكون رواية "أحدب نوتردام" من ستة و ثلاثين فصلاً، و يصور فيها هوجو عدة أدوار بطولية

تتراوح بين الشر والخير، وبين الجمال والقبح والبؤس، بين البرجوازية والشقاء والفقر.

إن الرواية تزخر بالأبطال لكن أهمها الأسميرالدا، التي كانت منذ طفولتها فائقة الجمال. وفي يوم ما أتت مجموعة من الغجر إلى المدينة وسرقوا أسميرالدا واستبدلوها بكوازيمودو القبيح.

كبرت الطفلة عندهم وتعلمت عاداتهم وتقاليدهم وطرقهم في المعيشة، أمها اعتقدت أن الغجر قد قتلوا طفلتها، صامت وصلت بقية حياتها كناسكة، وأصبحت توقر فردة الحذاء الذي أضاعته أسميرالدا عندما اختطفت. فردة الحذاء الثانية حملتها أسميرالدا كميدالية صغيرة حول عنقها لاعتقادها أنها ستجد أمها يوما ما. قبل إعدام أسميرالدا بقليل تجتمع الأم بابنتها من جديد.

بابا المجانين، كوازيمودو ذلك الرجل الذي لم يكن سوى كتلة قبحٍ وشقاء، لم يكن يعرف المشاعر الإنسانية إلا بعدما منحته الأسميرالدا جرعةً من ماء وشيئاً من عطف وقدراً من نبلْ.

الكاهن كلود فروللو رمز التعنت الكهنوتي والشر والخبث والأنانية والإجرام والفساد، الذي لم يتردد في القيام بأية جريمة لإشباع نهمه وأنانيته.

كوازيمودو هو بالنسبة له أداة بدون إرادة تؤدي الأوامر فحسب. قلبه يحترق من من حبه لأسميرالدا، فقد أحبها من النظرة الأولى.

المعلم بطرس جرانجوار الفنان في زمنٍ لا يعبأ بالفن والثقافة والإبداع، فكان له الفقر والبؤس قدر لا مفر منه.

ولا ننسى تلك الأم جودول التي فقدت ابنتها الوحيدة (إيناس/الأسميرالدا) فحبست نفسها في حجرٍ صغير وظلت تصلي طوال خمسة عشر عقد حتى رأت ابنتها إيناس وعانقتها قبل أن تتلقفها المشنقة.
أيضاً القائد الوسيم فوبوس الذي عانى صراعاً مريراً بين القلب وبين الاعتبارات الطبقية، لقد أحبته الأسميرالدا حباً صادقاً وعنيفاً، لكنه لم يعرف من الحب سوى لحظات قليلة.


ساره الودعاني 05-01-2011 11:35 AM

تبدأ الرواية بانتخاب كوازيمودو، قارع الأجراس باباً للمجانين، هذا الأحدب الذي قال عنه هوجو في روايته على لسان

الحشود التي اجتمعت لتنتخبه "لقد كانت التكشيرة هي وجهه، بل شخصه ككل رأس كبير تكاثف فيه شعر أحمر، وبين الكتفين حدبة كبيرة، فخذاه وساقاه تكونت بشكل غريب بحيث لا تتلامس إلا بالركبتين، اللتين تبدوان وكأنهما منجلان تلاقيا عند القبضتين، قدماه كبيرتين، ويداه مخيفتان بشعتان.

عينه اليسري صغيرة يسدها حاجب أشعث وعينه اليمني مختفية اختفاء كاملا وراء ورم شديد وأسنانه منخورة متكسرة ما عدا واحد برز إلى الخارج وكأنه ناب فيل وهو مع هذا التشويه كان يملك حيوية مرعبة وخفة وشجاعة كبيرة".

عندما ظهر هذا الوحش عرفه الجمهور فوراً فصرخ في صوت واحد: "إنه كوازيمودو! إنه قارع الأجراس! إنه كوازيمودو الأعور!".

إنه الأحدب الشريد الذي لم يقبل به سوى الكاهن كلود فروللو حيث جعله قارعا للأجراس في أبراج نوتردام باريس، فلم يكن يعرف ويحب سوى تلك الأجراس التي أودت بسمعه فجعلته أصماً، كان قبيحاً وحشاً لم يعرف لنفسه قيمة..

في صباح أحد الأيام وضع طفل حي علي سرير خشبي في كنيسة نوتردام، وقد بعث هذا الكائن الحي الفضول الكبير في العديد من الناس الذين تجمعوا بكثرة حول السرير.

"ما هذا يا أختاه؟" سألت إحدى السيدات.

"إنه ليس طفلا،" أجابت أخرى، "إنه قرد مسخ ناقص."

" إن هذا الطفل وحش حقيقي، مقيت ويجب أن نرمي به في النار أو في الماء.." علقت امرأة ثالثة.

والواقع أن هذا الوحش الصغير لم يكن طفلاً حديث الولادة. كان كتلة صغيرة مشوهة، متحركة، محبوسة في كيس من القماش يظهر منها رأس هذه الكتلة، وقد كان الرأس بالغ التشوه، لم يكن يري فيه غير غابة كثيفة من الشعر الأحمر، وعين واحدة وفم وأسنان.

وكان ثمة كاهن شاب يصغي منذ فترة من الزمن إلى تعليقات النساء، أبعد الجمهور صامتاً وتفحص "الساحر الصغير" وقال:

"أنا أتبني هذا الطفل".

فقالت إحدى السيدات:

"لقد سبق وقلت لك يا أختاه إن هذا الكاهن الشاب كلود فروللو، هو رجل ساحر".

ويصف هوجو علاقة الأحدب بكنيسة نوتردام قائلا: "كانت نوتردام بالنسبة إليه البيضة والعش، المنزل والوطن بل العالم بأسره".

" لقد أحب الأجراس ومع ذلك فقد كانت هذه الأجراس سبباً في صممه، ولكن الأمهات يبالغن في الغالب في حب من هو أشد إيذاء لهن من أبنائهن".
ومع ما سبق ذكره، فإن مخلوقاً بشرياً واحداً كان كوازيمودو يحبه كما كان يحب كاتدرائيته أو أكثر، إنه كلود فروللو، إنه هو الذي علمه النطق والقراءة والكتابة، والأهم من ذلك كله، هو الذي جعله قارع الأجراس. ليس من سلطان في العالم يضاهي سلطان الكاهن على قارع الأجراس فإشارة منه كانت كافية لكي يلقي كوازيمودو بنفسه من أعلى أبراج كنيسة نوتردام.


ساره الودعاني 05-01-2011 11:38 AM

محاكمة هزلية

ذات يوم تعرض للتعذيب بقرارٍ صادر عن المحاكم الكنسية ومحاكم التفتيش، تلك المحاكم الهزلية، لقضية تتهم بها، "أحضر كوازيمودو مربوطاً إلى مؤخرة عربة مقيداً بالحبال والأحزمة، ووضع فوق العجلة فارتفعت قهقهات الجماهير وتعليقاتهم الساخرة".

رفع الجلاد يده بسوط به قطع معدنية حادة ثم هوى عاصفاً فوق ظهر البائس المسكين وتحرك كوازيمودو كمن يستيقظ من حلم بصورة مفاجئة، لقد بدأ يفهم ما يجري.

واستسلم الأحدب لقدره وسقط منهك القوى، وأغلق عينه الوحيدة، وأحنى رأسه فوق صدره ولم يبد حراكاً، ورفع الشرطي يده إشارة لوقف التعذيب، فتوقفت العجلة.. وفتح كوازيمودو عينه ببطء شديد.

كان كوازيمودو موضع كره عام، وكان الجمهور قاسيا دون رحمة أو شفقة، وكان مشهد التعذيب مصدر فرح عام وفرصة لإشباع نقمة الجماهير. ومر الوقت وأمضى كوازيمودو ساعة ونصف الساعة فوق وتد التعذيب.

وفجأة صرخ بقوة..

"إلي بالماء!"


ساره الودعاني 05-01-2011 11:40 AM

زززز

وظل الكل يضحكون ورمى إليه بوسيان بإسفنجة مغموسة بالوحل قائلا: "إشرب هذه، إنها لك!"

ثم أتت سيدة وقذفته بحجر في رأسه ثم كرر كوازيمودو وهو يتهاوى: "إلي بالماء!".

وفي هذه البرهة بالذات رأى فتاة تقترب، وأبرقت عين كوازيمودو. لقد عرف فيها الفتاة التي حاول بالأمس أن يختطفها، وها هو يعاقب في سبيل ذلك، فلم يشك لحظة في أنها آتية لتنتقم لنفسها منه.

واقتربت منه دون أن تنطق بكلمة واحدة، ثم نزعت من حزامها قربة صغيرة ووضعتها برقة فوق شفتي البائس المسكين.

وهنا رؤيت في عينيه الجامدة المحترقة دمعة كبيرة تنسكب، قد تكون هي الدمعة الأولي التي أرسلها البائس منذ أن بلغ مبلغ الرجال.

اغتيال
كان فوبوس الشاب الجميل على موعد مع سيدة الجمال الأسميرالدا/ إيناس، الفتاة التي تبحث عن أمها جودول وتبحث عن موطنٍ لحبها وقائدٍ يمتطي صهوة جوادها نحو أحلامها فكانت تدرك به معنى الحب وصدق المشاعر وصفاء النية، لكن فوبوس لم يكن ليرقى لهذا، ولم يكن يدرك سر الحب العنيف.



ساره الودعاني 05-01-2011 11:42 AM

الحب الجنوني، أو العشق أو التيم، فكيف للمرء أن يعشق تمثالاً لإنسان،لا يتحسس الحب ولا يدرك معنى العشق!.



بعدما تسامر الليل كله في حانة من حانات باريس توجه فوبوس نحو قدره، إذ كان الكاهن كلود فروللو في انتظاره، طلب منه مرافقته (حيث كان ذلك الكاهن الشرير يضمر له الشر لأنه يريد الفتاة له) .. رافقه إلى حيث يرى الأسميرالدا واختبأ في زاوية من البيت بحيث لا يراه أحد..


اقترب فوبوس ليجلس أقرب إليها مما كان من قبل


" اسمعي يا عزيزتي "


فوضعت إيناس يدها فوق شفتي فوبوس وقالت:


"لا ! لا ! لا أريد الاستماع إليك. فهل تحبني أريد أن تقول لي ما إذا كنت تحبني"


" ماذا تقولين يا ملاكي الجميل، إنني أحبك بالطبع"


" أوه هذه هي الساعة التي يحلو فيها الموت"


وصرخ الضابط:


" الموت! إنها ساعة الحياة"


عرضت عليه الزواج فأظهر تعجبه واستغرابه، كأنه لا يريدها سوى للحظات قليلة..



وفجأة رأت فوق رأس فوبوس وجهاً أصفر متشنج العضلات، ذا نظرات ملعونة شيطانية، وإلى جانب هذا الوجه تمتد يد تحمل خنجراً مسنوناً، لقد كان الكاهن بوجهه ويده! استطاع أن يكسر الباب ويدخل دون أن يتمكنا من رؤيته.



لقد عجزت الفتاة حتي عن الصراخ، ورأت الخنجر يهبط فوق رأس فوبوس ثم يرتفع وهو ينزف من جراح ضحيته.

"يا للعنة



ماجد جابر 05-01-2011 11:43 AM

تحيّاتي
أشكركِ أستاذة سارة الودعاني على هذا الموضوع الماتع الهادف.
بوركتِ وبورك المداد.

ساره الودعاني 05-01-2011 11:43 AM

"



صرخ فوبوس ثم سقط على الأرض.



أما هي فقد أغمي عليها وحين استعادت وعيها وجدت نفسها محاطة بجنود الحراسة وحمل القائد غريقاً بدمائه واختفى الكاهن.



وسمعت الرجال من حولها يقولون:



"إنها ساحرة طعنت قائداً من رجال الحرس".



وفاء للأبد



سيقت إيناس للمحاكمة، أجبرت على الاعتراف تحت تأثير ذلك الكاهن نفسه، كلود الذي انفجر غيظاً عندما وجدها تحب ذاك الشاب الوسيم فوبوس.

كانت جسداً هامداً نحيفاً أضناه الظلم والضياع وسياط الجلادين والأصفاد التي أدمت جسدها الناعم الرقيق، لا ترى سوى الشمس وهي ترسل أشعتها الأخيرة متجهة نحو الغروب، فتنادي: فوبوس أين أنت؟ هل مات فوبوس؟

ثم يرتد الصوت عليها: لقد مات فوبوس ... وما إن قيل لها أنه مات، رغم نجاته، حتى باتت تنتظر حبال المشنقة.



"وضعت الأسميرالدا في قبو، لقد كان في الحقيقة كهفاً، وكانت الأسميرالدا ضائعة في الظلام، مطمورة، مسجونة، كانت باردة كالليل، بل كالموت، لم تكن قادرة علي التمييز بين اليقظة والنوم، بين الحلم والحقيقة، بين الليل والنهار. لقد فقدت القدرة على الشعور، فلم تعد تشعر أو تفكر أو تعرف".



أودعت في ذلك قبو بغيض بعدما صدر عليها حكم بالإعدام شنقاً، في ذلك القبو المظلم جاء إليها الكاهن القاتل كلود وفي حواره معها قال:



"أصغي إلي، قبل أن أعرفك كنت أشعر بالسعادة، لقد كنت سعيداً، نعم وكنت طاهراً، لا يرتفع رأس أشد فخراً من رأسي، لقد كان كبار العلماء والأطباء يأتون إلي ليستشيروني. وكان العلم هو كل شيء عندي وفي يوم من الأيام، كنت مستنداً إلى نافذة حجرتي وكنت أقرأ، سمعت صوت الدف، فنظرت إلى الساحة، أما ما رأيت، فلم يكن مشهداً مصنوعاً لعيون بشرية، هناك وسط الميدان كانت فتاة ترقص، فتاة بلغت من الفتنة درجة تؤهلها لأن تكون مثلاً أعلى لكل ما هو جميل".



وتراجعت السجينة خوفاً ورعباً، فقال:



"أوه: أتوسل إليك أن ترحميني. أنت لا تعرفين معنى الشقاء، إنه أن تقع في حب امرأة – أن تكون كاهناً، أن تحب بكل جوارحك، أن تشعر أنك على استعداد لتقديم حياتك لقاء ابتسامة منها، أن تقدم دمك، حياتك، خلاصك، ثم تعرف انها مغرمة برجل آخر، إنه العذاب والألم!، إنها كماشة سخنت في نار جهنم".



وكانت الفتاة المسكينة تردد في صوت منخفض:



"آه! يا فوبوس العزيز."



فزحف الكاهن نحوها علي ركبتيه وقال:



"إنني أحبك! وإذا ذهبت إلي الجحيم سأتبعك. لقد فعلت كل ما فعلت لكي أكون معك. فإن قبلت سنكون سعداء جداً، سوف أساعدك علي الهرب. دعينا لا نخسر الوقت. سيكون لك من الوقت ما تشائين لتحبينني بعد أن أنقذك. غداً! غداً! المشنقة! انقذي نفسك وانقذيني."

ساره الودعاني 05-01-2011 11:45 AM

"ماذا أصاب فوبوس؟"



"لقد مات!"



"مات! فلم تحدثني عن الحياة إذن؟".



وقالت:



"إذهب! اغرب عن وجهي أيها الوحش! اغرب عن وجهي أيها القاتل! دعني أموت. لن أكون لك أبداً، أبداً."



لحظة الإعدام




حانت ساعة الانتظار، وكل شيء أعد بإحكام لإعدام هذه الفتاة الجميلة البائسة، قال لها الكاهن كلود: هل أنت مستعدة للموت، فلم تعره أي اهتمام، ثم قال لها بصوت خافت: هل تكونين لي؟ ما زلتُ قادراً على تخليصك!

" ماذا فعلت بالحبيب فوبوس؟"

" حسن جداً، إذن موتي، فلن تكوني لأحد أبداً"

في هذه اللحظات وهي تساق لحبل المشنقة، جاء كوازيمودو لينتشلها من هذا الظلم ويهرب نحو الكاتدرائية في الكنيسة، وهو يصرخ: الملجأ، الملاذ، بلكمات من ساعديه أخذ الفتاة وهرب نحو الملجأ، وكررالجمهور معه: الملجأ .. الملاذ .. ثم صفق يحيي هذه الروح العظيمة لبابا المجانين كوازيمودو.




وعندما أفاقت الأسميرالدا سألت الأحدب قائلة: "لم أنقذتني؟"



ونظر إليها بقلق محاولاً أن يحذر ما تقوله، فرددت سؤالها، فنظر إليها نظرة عميقة الحزن ثم ابتعد.



وبعد قليل عاد إليها يحمل صرة من الثياب احتوت على رداء أبيض مع برقع أبيض أيضاً، وترك الغرفة حتي تتمكن من ارتداء ملابسها. ثم عاد كوازيمودو يحمل سلة وفراشاً. وكان في السلة قنينة، وقطع من الخبز وشئ من المؤونة وقال:



"كلي". ثم ناولها البساط وقال:



"نامي".



لقد قدم لها قارع الأجراس طعامه الخاص، وفراشه الخاص أيضاً.



ورفعت الفتاة عينيها لتشكره، ولكنها لم تستطع أن تنبس ببنت شفة، فقد خفضت رأسها في قشعريرة من الخوف والرهبة. فقال المسكين:



" آه لقد أخفتك. إنني قبيح جداً، أعرف ذلك. لا تنظري إلي فقط استمعي.



إنك ستبقين هنا أثناء النهار، ولكن لا تخرجي منها أبداً فإن فعلت، سيلقون القبض عليك وستموتين، وسيكون ذلك موتي أيضاً."



ورفعت رأسها لتجيب ولكنه كان قد خرج.



كانت الأسميرالدا تكتشف فيه كل لحظة قبحاً جديداً، ومع ذلك فقد كان في هذه الكتلة من القبح والبشاعة قدر كبير من الحزن والألم والرقة، بحيث أنها بدأت تعتاد النظر إليها وتألفها.



وحين سألته: لم أنقذتني؟.



أجاب قائلاً: "هل نسيت بائساً لم تترددي في نجدته فوق وتد التعذيب، جرعة من الماء، وقليل من الشفقة، هذا دين لا أستطيع أن أوفيه بحياتي كلها، انظري إلي، إن لنا هنا أبراجاً عالية جداً، عندما ترغبين في التخلص مني أخبريني لأرمي بنفسي من قمة البرج".



ونهض ثم قال:



"يجب أن لا أبقي طويلاً هنا، سأبحث عن مكان آخر حيث يكون بوسعي أن أنظر إليك دون أن تريني، خذي هذه، وعندما تحتاجين إلي، انفخي فيها وسوف أسمع صداها."



قال ذلك وأخرج من جيبه صافرة معدنية وناولها إياها.



بقت إيناس في ذلك الملجأ حتى استطاع الكاهن كلود أن يجد حيلة أخرى للضغط عليها، فقد أصدر البرلمان تشريعاً يخول محكمة الكنيسة بتنفيذ الحكم عليها وإن كانت لاجئة في الكنيسة ذاتها.

خيرها الخيار الأخير، لكنها أبت إلا أن تكون وفيةً لحبها وقلبها وعشقها.. باءت كل محاولاته بالفشل، وانقلب مهزوماً منهار القوى، وقال: إما أن تكون لي أو تموت ..

سيقت مرة أخرى للموت، وقارع الأجراس لم يذخر جهداً لإنقاذها، لكنها شنقت وهو ينظر إليها، الحب الأول والأخير، والعشق الذي طالما أحياه وجعل منه إنساناً حياً بعدما كان مجرد كائن قبيح يعيش بلا حياة..

ماتت الأسميرالدا، واتكأ كوازيمودو على الحاجز وراح ينظر إلى ساحة جريف مكان الإعدام نظر إلى الساحة، ونظر إلى الغجرية، ثم نظر إلى المشنقة. كان صامتاً لا يتحرك كما لو أصيب بصاعقة، وكانت دموعه تسقط سخية في صمت عميق من تلك العين التي لم تكن بعد قد ذرفت دمعة واحدة.



نظر كوازيمودو إلى الغجرية، ثم إلى الكاهن، وتنهد بحزن عميق ثم قال باكياً:



"لقد فقدت كل ما كنت أحبه".



في اليوم نفسه الذي مات فيه الكاهن والغجرية، اختفى كوازيمودو من نوتردام، والواقع أن أحداً لم يره أو يعرف عنه شيئاً بعد ذلك اليوم.



"أخيراً، وجد بين الهياكل البشعة، هيكلان في مكان واحد، كان أحدهما هيكل امرأة، أما الآخر فهو هيكل رجل، وقد لوحظ أن في عموده الفقري انحناء ظاهراً، وأن جمجمته غائرة بين عظام الكتفين، وأن إحدى الساقين أقصر من الأخرى.



ولم يكن في عظام العنق أية كسور، مما يثبت أن هذا الرجل لم يشنق، بل إنه قد أتى إلى هنا ومات. وحينما حاول الذين وجدوا تلك الهياكل فصل هيكل الرجل عن الهيكل الآخر الذي كان يضمه إليه، تناثرت عظامه كالغبار المنثور".

ساره الودعاني 05-01-2011 11:47 AM

هوجو في سطور قصيرة

[justify]ولد فيكتور هوجو في بيسانسون بمنطقة الدانوب شرقي الثالث، من عام 1855 حتى عام 1870.[/justify]
[justify]أسس ثم أصبح رئيساً فخرياً لجمعية الأدباء والفنانين العالمية عام 1878م.[/justify]
توفي في باريس في 22 مايو 1885م.



كان يتحدث عن طفولته كثيراً قائلاً "قضيت طفولتي مشدود الوثاق إلى الكتب".

[justify]
الحرية هي أيضاً من أهم الجوانب في حياة كاتب أحدب نوتردام الشهير فهي الكلمة التي تتكرر كثيراً بالنسبة لهوجو. "إذا حدث وأعقت مجرى الدم في شريان فستكون النتيجة أن يصاب الإنسان بالمرض. وإذا أعقت مجرى الماء في نهر فالنتيجة هي الفيضان، وإذا أعقت الطريق أمام المستقبل فالنتيجة هي الثورة"
[/justify]

[justify]
كان يرى في نفسه صاحب رسالة، كقائد للجماهير، قائد لا بالسيف أو المدفع وإنما بالكلمة والفكرة. فهو أقرب إلى زعيم روحي للنفس البشرية أو صاحب رسالة إنسانية.
[/justify]

[justify]
مثّل هوجو الرومانسية الفرنسية بعيونه المفتوحة على التغيرات الاجتماعية مثل نشوء البروليتاريا الجديدة في المدن وظهور قراء من طبقة وسطى والثورة الصناعية والحاجة إلى إصلاحات اجتماعية، فدفعته هذه التغيرات إلى التحول من نائب محافظ بالبرلمان الفرنسي مؤيد للملكية إلى مفكر اشتراكي ونموذج للسياسي الإشتراكي الذي سيجيء في القرن العشرين، بل أصبح رمزا للتمرد على الأوضاع القائمة.
[/justify]

تم نشر أكثر من خمسون رواية ومسرحيات لفيكتور هوجو خلال حياته وتلتها أيضاً عشرون رواية أخرى من آخر أعماله.


من أقواله:

لا قوة كقوة الضمير ولا مجد كمجد الذكاء

ليس هناك جيش أقوى من فكرة حان وقتها.

أعظم سعادة في الدنيا أن نكون محبين

الحب هو أجمل سوء تقدير .. بين الرجل والمرأة !

في قلبي زهرة .. لايمكن لأحد أن يقطفها

قد يكتب الرجل عن الحب كتاباً . . ومع ذلك لا يستطيع أن يعبر عنه . . ولكن كلمة عن الحب من المرأة تكفي لذلك كله.

عندما تتحدث إلى امرأة . . أنصت الى ما تقوله عينيها.

من الممكن مقاومة غزو الجيوش، ولكن ليس من الممكن مقاومة الأفكار.


إن أجمل فتاة هي التى لا تدري بجمالها.


[justify]
وكان يصف الشرق بقوله: "الشرق عالم ساحر مشرق وهو جنة الدنيا، وهو الربيع الدائم مغموراً بوروده، وهو الجنة الضاحكة، وأن الله وهب أرضه زهوراً أكثر من سواها، وملأ سماءه نجوماً أغزر، وبث في بحاره لآلئ أوفر"
[/justify]


[ بتصرف ]

ساره الودعاني 05-01-2011 11:49 AM


شكرا لكل من مر من هناzhrh123qw

ساره الودعاني 05-01-2011 12:14 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ماجد جابر (المشاركة 69969)
تحيّاتي
أشكركِ أستاذة سارة الودعاني على هذا الموضوع الماتع الهادف.
بوركتِ وبورك المداد.

أهين وسهلين أستاذ ماجد

حضورك مشرق كما كلماتك

تبارك الموضوع بوجود

لا عدمت تواجدك..

ساره الودعاني 05-01-2011 04:54 PM

طبعاً هذا موجز للرواية فقط


ويوجد نسخة مدبلجة إلى العربية

من الفيلم..

رقية صالح 05-01-2011 11:46 PM




سلام الله على الأديبة الفاضلة
أ.سارة الودعاني

مرحباً بك للمرة الأولى في منبر الآداب
لهذا العبور العابق الذي سرّني بحق
وهذا الحضور الذي أتقلد به عقد من نور
ومع فيكتور هوغو الغني عن التعريف
بلمساتك نقلتني على ضفاف البهجة والسرور
شكراً لقلمك لأحدب نوتردام
الذي قرأته مئات المرات
وفي كل مرة أشعر نفسي أنها المرة الأولى
تقديري لإعطائنا بضع لحظات من وقتك الثمين
أهلاً بك ومرحباً مرة ثانية لتجميلك الآداب
بحضورك وقلمك الزاهي

عظيم شكري وفائق تقديري
مودتي




ساره الودعاني 05-08-2011 03:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية صالح (المشاركة 70016)


سلام الله على الأديبة الفاضلة
أ.سارة الودعاني

مرحباً بك للمرة الأولى في منبر الآداب
لهذا العبور العابق الذي سرّني بحق
وهذا الحضور الذي أتقلد به عقد من نور
ومع فيكتور هوغو الغني عن التعريف
بلمساتك نقلتني على ضفاف البهجة والسرور
شكراً لقلمك لأحدب نوتردام
الذي قرأته مئات المرات
وفي كل مرة أشعر نفسي أنها المرة الأولى
تقديري لإعطائنا بضع لحظات من وقتك الثمين
أهلاً بك ومرحباً مرة ثانية لتجميلك الآداب
بحضورك وقلمك الزاهي

عظيم شكري وفائق تقديري
مودتي




أهلاً وسهلاً بكِ أستاذتي .. رقية صالح

إن قلّ تواجدي في هذا المنبر فهذا ليس لأني لا أجد نفسي فيه

بل لأني لا أجيد تناوله بشكل يصل إلى مستوى ذائقتكم الراقية

وكما أسلفتِ أنتِ عن فيكتور هيجو وحبكِ لأدبه

فقد كان هو نفسه بوابتي لدخول هواية القراءة بالنسبة لي

أذكر حين قرأت له الــــ بؤساء ] وأنا عمري عشر سنين قرأتها كلها

ولكن لم أستوعبها إلا حين كبرت

تعلمت أن أقرأ الروايات الطويلة بفضله

كنت أقرأ ما يتواجد في مكتبة أبي وأخوتي وليس ما يناسبني..

أستاذة رقية

ممتنة لترحيبكِ العطر ورقة حروفكِ

أنا مثلك أتمنى أن أستطيع اللحقاق بكم ..

مودتي لكِ خالصة

ريم بدر الدين 05-08-2011 04:54 PM

الرائعة سارة الودعاني
نبراس يحتذى به في مثابرتها و متابعتها المميزة
أشكرك ياسارة أنك كنت هنا
محبتي ياغالية

ساره الودعاني 05-10-2011 12:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 70446)
الرائعة سارة الودعاني
نبراس يحتذى به في مثابرتها و متابعتها المميزة
أشكرك ياسارة أنك كنت هنا
محبتي ياغالية

مرحبا بكِ أستاذتي ريم

كنتِ أنتِ أولا فمشيت في خطاكِ

أنتِ معلمتي أولا ودائما

لا حرمني الله من وجودكِ الى جانبي يا راقية..

ايوب صابر 06-07-2011 12:05 PM

أديب آخر صنعته مآسي حياته

المدقق في حياة فيكتور هوجو يجد أن عبقريته الأدبية هي في الواقع صنيعة أحداث طفولته وباقي حياته المأساوية والتي يمكن تلخيصها بما يلي:
- ولد في عام 1802.
- هو الابن غير الشرعي الثالث.
- أتفرقت أمه عن أبيه عام 1803 وهو في عامه الأول...لأسباب: الاختلاف في المعتقدات الدينية وبسبب السفر لأبيه كونه عسكري وبسب علاقة حب كانت تربط الأم بضابط آخر.
- ماتت ألام عام 1821 وعمره 19 سنة.
- مات ابنه الأول عام 1823 وهو رضيع.
- مات الأب عام 1828 وعمره 26 سنة.
- تعرض فيكتور هوجو لصدمة عنيفة عندما ماتت ابنته الكبيرة ليوبولدين في سن الـ 19 بعد زواجها بمدة قصيرة حيث غرقت بعد أن انقلب القارب الذي كانت فيه ومات زوجها الصغير في السن وهو يحاول إنقاذها وكان فيكتور هوجو أثناء ذلك مسافرا مع خليلته في جنوب فرنسا وعلم بموت ابنته من خلال الجريدة وهو يجلس في مقهى، وقد كتب فيكتور هوجو بعد ذلك عدة قصائد عن حياة ابنته وموتها ويقول احد كتاب السيرة انه لم يصحو من تلك الصدمة أبدا. ويقال إن أشهر قصيده له هي Demain, dès l'aube وهي التي يصف فيها زيارته لقبر ابنته.

إن مجموع الأحداث في حياة فيكتور هوجو لهي دليل آخر على اثر الأحداث المأساوية في التأثير على كيمياء الدماغ مما يؤدي إلى حدوث الانفجاز البوزيتروني الذي يولد طاقة هائلة تكون مصدر للإبداع أو الجنون إذا لم تفرغ بصورة إبداعية.

فيكون فيكتور هوجو عبقري آخر صنعته مآسي حياتة.

Hugo was the third illegitimate son of Joseph Léopold Sigisbert Hugo (1774–1828) and Sophie Trébuchet (1772–1821); his brothers were Abel Joseph Hugo (1798–1855) and Eugène Hugo (1800–1837). He was born in 1802 in Besançon (in the region of Franche-Comté) and lived in France for the majority of his life. However, he went into exile as a result of Napoleon III's Coup d'état at the end of 1851. Hugo lived briefly in Brussels (1851) then moved to the Channel Islands, firstly to Jersey (1852–55) and then to the smaller island of Guernsey (1855–1870). Although a general amnesty was proclaimed by Napoleon III in 1859; Hugo stayed in exile, only ending it when Napoleon III was forced from power as a result of the French defeat in the Franco-Prussian War. Hugo returned again to Guernsey (1872–73), after suffering through the Siege of Paris, before finally returning to France for the remainder of his life.
Hugo's early childhood was marked by great events. Napoléon was proclaimed Emperor two years after Hugo's birth, and the Bourbon Monarchy was restored before his thirteenth birthday. The opposing political and religious views of Hugo's parents reflected the forces that would battle for supremacy in France throughout his life: Hugo's father was an officer who ranked very high in Napoleon's army. He was an atheist republican who considered Napoléon a hero; his mother was an extreme Catholic Royalist who is believed to have taken as her lover General Victor Lahorie, who was executed in 1812 for plotting against Napoléon. Since Hugo's father, Joseph, was an officer, they moved frequently and Hugo learned much from these travels. On his family's journey to Naples, he saw the vast Alpine passes and the snowy peaks, the magnificently blue Mediterranean, and Rome during its festivities. Though he was only nearly six at the time, he remembered the half-year-long trip vividly. They stayed in Naples for a few months and then headed back to Paris.
Sophie followed her husband to posts in Italy (where Léopold served as a governor of a province near Naples) and Spain (where he took charge of three Spanish provinces). Weary of the constant moving required by military life, and at odds with her husband's lack of Catholic beliefs, Sophie separated temporarily from Léopold in 1803 and settled in Paris. Thereafter she dominated Hugo's education and upbringing. As a result, Hugo's early work in poetry and fiction reflect a passionate devotion to both King and Faith. It was only later, during the events leading up to France's 1848 Revolution, that he would begin to rebel against his Catholic Royalist education and instead champion Republicanism and Freethought.
Young Victor fell in love and against his mother's wishes, became secretly engaged to his childhood friend Adèle Foucher (1803–1868).
Unusually close to his mother, he married Adèle (in 1822) only after his mother's death in 1821. They had their first child Léopold in 1823, but the boy died in infancy. Hugo's other children were Léopoldine (28 August 1824), Charles (4 November 1826), François-Victor (28 October 1828) and Adèle (24 August 1830). Hugo published his first novel the following year (Han d'Islande, 1823), and his second three years later (Bug-Jargal, 1826). Between 1829 and 1840 he would publish five more volumes of poetry (Les Orientales, 1829; Les Feuilles d'automne, 1831; Les Chants du crépuscule, 1835; Les Voix intérieures, 1837; and Les Rayons et les ombres, 1840), cementing his reputation as one of the greatest elegiac and lyric poets of his time.
Victor Hugo was devastated when his oldest and favorite daughter, Léopoldine, died at age 19 in 1843, shortly after her marriage. She drowned in the Seine at Villequier, pulled down by her heavy skirts, when a boat overturned. Her young husband died trying to save her. Victor Hugo was traveling with his mistress at the time in the south of France, and learned about Léopoldine's death from a newspaper as he sat in a cafe. He describes his shock and grief in his poem À Villequier:
Alas! turning an envious eye towards the past,
unconsolable by anything on earth,
I keep looking at that moment of my life
when I saw her open her wings and fly away!
I will see that instant until I die,
that instant—too much for tears!
when I cried out: "The child that I had just now--
what! I don't have her any more!"
He wrote many poems afterwards about his daughter's life and death, and at least one biographer claims he never completely recovered from it. His most famous poem is probably Demain, dès l'aube, in which he describes visiting her grave

* الى المهتمين : انتظرو لطفا مقالي الجديد في رواق المقاله عن سر العبقرية!!

ساره الودعاني 06-09-2011 07:47 PM

اقتباس:

* الى المهتمين : انتظرو لطفا مقالي الجديد في رواق المقاله عن سر العبقرية!!

اقتباس:







مساء الخير أستاذ أيوب صابر..


سعدت بتواجدك واهتمامك بهذا العبقري

الذي أسعدني التعرف عليه اكثر عن طريقك

سأنتظر على حر الجمر سر العبقرية الذي ستبوح بها ألينا...

يخيل إلي اننا سندخل في مغارة مليئة بالسرح الشيق عن هذا الفيكتور المحير..

دمت بعافية ..




الساعة الآن 09:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team