منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   الأدب و مكر السياسة (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=8188)

مصطفى معروفي 02-26-2012 10:28 PM

الأدب و مكر السياسة
 
في فترة من الفترات التحق بعض الأدباء تعاطفا أو أعضاء ببعض الأحزاب السياسية ،و بخاصة اليسارية منها، معتقدين ان تلك الأحزاب هي التي يمكن أن تساعدهم على طرح أفكارهم و إيصالها إلى القراء و إلى كل من يعنيهم الأمر من خلال منابرها الإعلامية ، لكن بعد مضي فترة من الزمن وجدنا ثمة فريقين من هؤلاء الأدباء ،فريق تسلق سلم المناصب و صارت له قناعات أخرى تولدت عن الوضعية الجديدة التي هو فيها ، و التي وصلها بمساعدة الحزب،و فريق بقي على الهامش يتجرع كؤوس المرارة حين اكتشف بعد فوات الأوان أنه كان منخدعا ،و أن الحزب الذي انضم إليه إنما كان يرفع شعارات مزيفة هدفها هو اكتساب قاعدة شعبية عريضة تتيح له تحقيق طموحاته السياسية فيما بعد.وهذا الفريق انقسم بدوره إلى فريقين ،فريق انسحب من الساحة الأدبية لكنه بقي يعيش على أطلال أحلامه و طموحاته،و فريق غير رأيه و ركب موجة أخرى لدرجة أن البعض منه بدا بوجه نقيض للوجه الذي كان يظهر به سابقا.
و هكذا رأينا أن الأدباء الذين كانوا يحملون الشعارات البراقة من قبيل الالتزام و النضال و الوقوف في صفوف الجماهير و (يتحفون)نا بين الوقت و الآخر بنصوص لا يشك القارئ في نية صاحبها السليمة لم تكن في واقع الأمر إلا تكتيكا يستخدمونه من أجل تحقيق ما يسعون إليه من طموحات بعيدة كل البعد عن طموحات الجماهير التي كانوا يزعمون أنهم يخدمونها و يقفون معها ضد الحيف الاجتماعي الذي تعاني منه في مجتمعها.
و إذا كانت الجهات الرسمية قد جنت على الأدب و جعلته مدجنا لا يهتف إلا باسمها و بما هو في صالحها لإدامة سطوتها و نفوذها ، فالجهات غير الرسمية و بالتحديد أحزاب اليسار جعلت من الأدب بوقا لبرامجها و أيديولوجياتها بما يخدم الأهداف المسطرة التي تروم الوصول إليها،فتحجم – أعني الأدب – و تقزم دوره بحيث صار مختزلا فقط في الإشادة بالحزب و تمجيد مذهبه الأيديولوجي،فلم نعد نقرأ أدبا بقدر ما عدنا نقرأ منشورات سياسية دعائية مصنفة قسرا في خانات الشعر و القصة القصيرة و الرواية و النقد الأدبي.
و حتى لا نبخس الناس أشياءهم ،فثمة مجموعة من الأدباء و الكتاب انخرطوا في أحزاب يسارية ،بحيث دخلوا بأقلامهم حلبة الصراع عن حسن نية ظانين أنهم يقدمون خدمة للمجمتع و للأدب،ثم فجأة اكتشفوا أنهم ذهبوا ضحية النصب عليهم و أنهم كانوا مجرد بيادق في رقعة شطرنج شرذمة من دهاقنة تلك الأحزاب،و ذلك بعد أن تغيرت المعاطف و أصبح اليساري يمينيا أكثر من اليميني التقليدي نفسه .
إنها مأساة الأدب في زمن مكر السياسة و ثعالبها التي تبشم في كل أقرب فرصة متاحة لها بعد أن تنام النواطير عنها.

اسماعيل حماد 02-27-2012 05:31 PM

الأخ /مصطفى معروفى


لقد أثرت فينى شئ ,لا أرغب الخوض فيه ..!!لانه بلغ البشاعة منتهاها..فطفح الكيل...


الأدب هو فى الحقيقة إبداع رصين صادق وليس مجرد أداة للكسب الرخيص...!!..ولكن هناك من باع القضية وقبض الثمن..!!


السؤال هو:متى ستعود الأقلام الحرة الجريئة؟


لاننسى قول الشاعر عن أدب الشعر بآصالته:



يموت رديء الشعر من قبل أهله وجيّده يبقى وإن مات قائله











وجيّده يبقى وإن مات قائله

ريم بدر الدين 08-09-2012 08:42 PM

لا أرى أن الايديولوجيا تضير الأديب إذا تبناها في فكره أولا ثم انعكست على أدبه
و لعل خير مثال على هذا الأدب الروسي الذي تبنى قضية الاشتراكية و دافع عنها و كان ادبا متميزا
ما يختلف به الأدباء الروس عن أدباءنا اليساريين هو أنهم كان مؤمنين بقضيتهم و يدافعون عنها بينما غالبية أدباءنا اليساريين اتخذوا القضية مطية للوصول إلى مآربهم و هذا ما يبرر انتقالهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في لمحة زمن
في نفس الوقت لا يمكننا أن نتبنى نظرية الأدب من أجل الأدب بشكل بحت فبالرغم من أن بعض النقاد الكبار دافعوا عنها باعتبار ان الغاية العظمى من الأدب خلق السعادة في نفس المتلقي
برأيي إيمان الأديب بقضيته التي يطرحها أيا كانت هي سر خلوده و بقاءه في ذاكرة القراء
أ. مصطفى معروفي
عرض متميز للفكرة
تحيتي لك

أمل محمد 08-10-2012 05:57 PM

ربّما كان لبعض الأدباء توجّهات سياسيّة وتوظيفٌ سيءٌ للأدب خدمةً لأغراض سياسيّة بحتة ..

ولكن على الضفّة الأخرى من جمع بين الاثنين وارتقى بهما وخُلّد ذكره ..

~ أ. مصطفى معروفي

لكَ الشكر والتقدير ~

محمد سالم المصري 08-28-2012 02:09 AM

الأدب فن فشعره ونثره وخطابته فن ورسائله فن كل ما فيه فن
فطالما اتفقنا على كونه فن فالفن لفظة رقيقة تستسيغها القلوب قبل العقول وتنطق بها المشاعر قبل الأفكار فهو ذوق قبل كل شيئ
لكن مثله مثل أي فن ومن جماله أنه يمكن أن يدخل في أي شيئ فيحليه ويعطيه بريقا
لكن الذي يفقده رونقه أن يخرج من الإطار الذي خصص له فيصبح مستخدما في أغراض السياسة وكسب لقمة العيش
لكن لا مانع أن نستخدمه في السياسة مثلا لكن لا يكون بشكل دائم دون سائر المجالات التي هي موطنه

ما أجمل طرحك أستاذ مصطفى أعجبني موضوعك حقا

مصطفى معروفي 08-11-2019 09:54 PM

رد: الأدب و مكر السياسة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماعيل حماد (المشاركة 107183)
الأخ /مصطفى معروفى
لقد أثرت فينى شئ ,لا أرغب الخوض فيه ..!!لانه بلغ البشاعة منتهاها..فطفح الكيل...
الأدب هو فى الحقيقة إبداع رصين صادق وليس مجرد أداة للكسب الرخيص...!!..ولكن هناك من باع القضية وقبض الثمن..!!
السؤال هو:متى ستعود الأقلام الحرة الجريئة؟
لاننسى قول الشاعر عن أدب الشعر بآصالته:

يموت رديء الشعر من قبل أهله وجيّده يبقى وإن مات قائله
وجيّده يبقى وإن مات قائله

تحية طيبة لك أهي الأستاذ إسماعيل حماد،
يبدو أن الكاتب أو الأديب الذي يبيع القضية هو أديب لا يعطي لأدبه قيمة ،و لو أعطاها لأدرك أن الكاتب إنما هو قضية بمعنى آخر هو موقف ،فالكتابة بدون مواقف هي كتابة لاغية ،هي هراء في التحليل الأخير.
و جوابا عن سؤالك أقول بأن الأقلام الحرة الجريئة قد تعود و قد لا تعود بينما هي ستولد حتما ،فشعلة الإنسان في الأديب تولد معه و معها يولد الادب الملتزم صاحب القضية.
شكرا لك أخي إسماعيل و معذرة إن جاء ردي عليك متأخرا.

مصطفى معروفي 08-11-2019 10:04 PM

رد: الأدب و مكر السياسة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريم بدر الدين (المشاركة 124584)
لا أرى أن الايديولوجيا تضير الأديب إذا تبناها في فكره أولا ثم انعكست على أدبه
و لعل خير مثال على هذا الأدب الروسي الذي تبنى قضية الاشتراكية و دافع عنها و كان ادبا متميزا
ما يختلف به الأدباء الروس عن أدباءنا اليساريين هو أنهم كان مؤمنين بقضيتهم و يدافعون عنها بينما غالبية أدباءنا اليساريين اتخذوا القضية مطية للوصول إلى مآربهم و هذا ما يبرر انتقالهم من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين في لمحة زمن
في نفس الوقت لا يمكننا أن نتبنى نظرية الأدب من أجل الأدب بشكل بحت فبالرغم من أن بعض النقاد الكبار دافعوا عنها باعتبار ان الغاية العظمى من الأدب خلق السعادة في نفس المتلقي
برأيي إيمان الأديب بقضيته التي يطرحها أيا كانت هي سر خلوده و بقاءه في ذاكرة القراء
أ. مصطفى معروفي
عرض متميز للفكرة
تحيتي لك

تحية طيبة لك أستاذة ريم بدر الدين،
أتفق معك في وجهة نظرك لأنها تبدو لي منطقية و وجيهة.
إن الكاتب يبقى بدون مصداقية إذا كان لا يملك موقفا ،فنحن كقراء نحترم صاحب الموقف و إن كنا نختلف معه ،بل حتى و لو كنا على النقيض منه شريطة أن يكون هذا الشخص صادقا مع نفسه في موقفه،إما إذا لم يكن فلا.فنحن ـ أختي الفاضلة ـ لو كنا نقرأ فقط لمن نتفق معه في موقفه أو مواقفه لضاقت دائرة قراءتنا و لوجدنا أنفسنا أمام كتّاب قلائل و لكانت قراءتنا محدودة.
تسلمين و شكرا لك على الرد الكريم.

مصطفى معروفي 08-11-2019 10:06 PM

رد: الأدب و مكر السياسة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل محمد (المشاركة 124641)
ربّما كان لبعض الأدباء توجّهات سياسيّة وتوظيفٌ سيءٌ للأدب خدمةً لأغراض سياسيّة بحتة ..

ولكن على الضفّة الأخرى من جمع بين الاثنين وارتقى بهما وخُلّد ذكره ..

~ أ. مصطفى معروفي

لكَ الشكر والتقدير ~

أعتقد أنه لا يخلو مجتمع من هؤلاء،و المجتمع العربي ليس بدعا من مجتمعات الدنيا.
شكرا لك أمل محمد على الرد الكريم.

مصطفى معروفي 08-11-2019 10:11 PM

رد: الأدب و مكر السياسة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سالم المصري (المشاركة 125745)
الأدب فن فشعره ونثره وخطابته فن ورسائله فن كل ما فيه فن
فطالما اتفقنا على كونه فن فالفن لفظة رقيقة تستسيغها القلوب قبل العقول وتنطق بها المشاعر قبل الأفكار فهو ذوق قبل كل شيئ
لكن مثله مثل أي فن ومن جماله أنه يمكن أن يدخل في أي شيئ فيحليه ويعطيه بريقا
لكن الذي يفقده رونقه أن يخرج من الإطار الذي خصص له فيصبح مستخدما في أغراض السياسة وكسب لقمة العيش
لكن لا مانع أن نستخدمه في السياسة مثلا لكن لا يكون بشكل دائم دون سائر المجالات التي هي موطنه
ما أجمل طرحك أستاذ مصطفى أعجبني موضوعك حقا

تحية جميلة لك أخي محمد المصري،
ليكتب الكاتب ما شاء كيف شاء،لكن عليه أن يتقيد بموقف معين لا يحيد عنه،إذ بهذا سيعطي لكتابته مصداقية أمام القارئ.فالكاتب إذا كان بدون موقف لأو كان متذبذبا فهو سيسحب البساط من تحت قدميه و سيكون عرضة للانتقاد و الإهمال.
محبتي الدائمة أخي العزيز.

مالك عدي الشمري 08-12-2019 01:18 PM

رد: الأدب و مكر السياسة
 
للكاتب قضية إن لم يتبناها بصدق في كتاباته ويدعو لها ولمبادئها فليس للكتابة حاجة له

طرح مميز أستاذي وتشكراتي لك


الساعة الآن 02:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team