منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   مَجْمعُ الأمثال (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5075)

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 08:06 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

2576

.... العَجْزُ وَطِئٌ ....


يُقَال‏:‏ وَطُؤ فهو وطئ بين الوَطَاءة، وفراشٌ وَطِئ‏:‏ أي وَثير.
يضرب لمن استوطأ مركب العجز وقعد عن طلب المكاسب
والمحامد، ولمن ترك حقه مخافة الخصومة.

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 08:17 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 



2577

.... العَجْزُ رِيبَةٌ ....

يعني أن الإنسان إذا قَصَدَ أمرًا وجدَ إليه طريقًا، فإن
أقرَّ بالعجز على نفسه ففي أمره ريبة، قال أبو الهيثم:
هذا أحَقُّ مثلٍ ضربته العرب.

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 08:23 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2578

.... عَهْدُكَ بِالْفَالِياَتِ قَدِيمُ ....

يضرب لما فات ويُتَعَذَّر تداركُه.
وأصله في الرأس يَبْعد عهدُه بالدهن والفَلْيِ.

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 10:15 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 


2579

.... عُرْفُطَةٌ تُسْقَى مِنَ الغَوادِقِ ....

الْعُرْفُطة‏:‏ شجرة من العَضَاه خَشِنةُ المسّ، والغَدَق‏: ‏الماء
الكثير، وهو في الأصل مصدر يُقَال‏:‏ غَدقَتْ عين الماء، أي
غَزُرت، ثم يوصف به فيقَال‏:‏ ماء غَدَق، ويقَال‏:‏ سحابة
غَادِقَة، والغوادق‏:‏ السحاب الكثير الماء.
يضرب للشرير يكرم ويبجل.

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 10:19 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 



2580

.... عَوْرَاءُ جَاءَتْ وَالنَّدِيُّ مُقْفِر ....

العَوْراء‏:‏ الكلمة الفاحشة، والنَّدِيُّ والنادي:
‏‏المجلس، والمقفر‏:‏ الخالي.
يضرب لمن يؤذي جليسه بكلامه وتعظمه عليه
من غير استحقاق.

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 10:24 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 



2581

‏ .... عَرْجَلَةٌ تَعْتَقِلُ الرِّمَاحَ ....

العَرْجَلَة: الرَّجَّالة في الحرب، والاعتقال: أن يُمْسِكَ
الفارسُ رمحه بين جنب الفرس وفخذه.
يضرب لمن يخبر عن نفسه بما ليس في وُسْعِه.

عبد السلام بركات زريق 04-07-2021 10:26 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

2582

.... أُعْتُوبَةٌ بَيْنَ ظِمَاءٍ جُوَّعِ ....

يُقَال ‏:‏ بينهم أُعْتُوبَة يتعاتَبُون بها، أي إذا تعاتبوا أصلح
ما بينهم العتاب.
يضرب لقوم فقراء أذلاء يفتخرون بما لا يملكون.

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:55 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2861- قَرُبَ طِبٌّ

ويروى ‏"‏قَرُبَ طِبَّا‏"‏ وهو مثل ‏"‏نِعْمَ رَجُلاً‏"‏ وأصل المثل - فيما يُقَال - أن رجلا تزوج امرَأة، فلما هديت إليه وقعد منها مقعد الرجال من النساء قَال لها‏:‏ أبكر أنتِ أم ثيب‏؟‏ فَقَالت‏:‏ قَرُبَ طِبٌّ، ويقَال أيضاً في هذا المعنى‏:‏ أنتَ عَلَى المُجَرَّبِ، أي على التجربة، و‏"‏على‏"‏ من صلة الإشْرَافِ، أي مُشْرف عليه قريبٌ منه ومن علمه‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:55 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2862- قَدْ صَرَّحَتْ بِحِلْذَانَ

هو حِمىً قريبٌ من الطائف لين مُسْتَوٍ كالراحة لا خَمَرَ ‏(‏الخمر - بالتحريك - ما واراك من شجر أو غيره‏)‏ فيه يتوارى به‏.‏

يضرب للأمر الواضح البين الذي لا يخفى على أحد‏.‏

وقد مر ما ذكر فيه من الخلاف

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:55 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2863- قَدْ بَيَّنَ الصُّبْحُ لِذِى عَيْنَينِ

بَيَّنَ هنا‏:‏ بمعنى تَبَيَّنَ

يضرب للأمر يظهر كلَّ الظهور‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:55 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2864- قَدْ سِيلَ بِهِ وَهْوَ لاَ يَدْرِى

ويقَال أيضاً ‏"‏قد سال به السيل‏"‏ يضرب لمن وقع في شدة

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:56 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2865- اقْدَحْ بِدِفْلَى فِي مَرْخٍ، ثمَّ شُدَّ بَعْدُ أرْخِ

قَال المازنى‏:‏ أكثر الشجر ناراً المَرْخُ ثم العفَار ثم الدَّفْلَى‏.‏

قَال الأحمر‏:‏ يُقَال هذا إذا حملت رجلاً فاحشاً على رجل فاحش، فلم يَلْبَثَا أن يقع بينهما شر‏.‏

وقَال ابن الأعرابى‏:‏ يضرب للكريم الذي لا يحتاج أن تكدَّه وتُلِحَّ عليه

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:56 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2866- القَيْدُ وَالرَّتْعَةُ

قَال المفضل‏:‏ أولُ من قَال ذلك عمرو ‏[‏ص 100‏]‏ ابن الصَّعِقَ بن خُويلَد بن نُفَيل بن عمرو بن كلاب، وكانت شاكر من هَمَدان أسَرُوه فأحْسَنُوا إليه ورَوَّحُوا عنه، وقد كان يوم فارقَ قومه نحيفاً، فهربَ من شاكر، فبينما هو بقئ من الأرض إذا اصطاد أرنباً فاشتواها فلما بدأ يأكل منها أقبل ذئبٌ فأقْعَى غيرَ بعيدٍ فنبذ إليه من شِوَائِه، فولَّى به، فَقَال عمرو عند ذلك‏:‏

لقَدْ أوعَدَتْنِى شَاكِرٌ فَخَشِيتُهَا * ومن شعب ذي همدان في الصدر هَاجِسُ

ونَارِ بِمَوْمَاةٍ قَليل أنيسُها * أتاني عَلَيهَا أطْلَسُ اللَّوْنِ بَائِسُ

قَبَائِل شَتَّى ألَّفَ الله بينَهَا * لَهَا حَجَفٌ فَوْقَ المَنَاكِبِ يَابِسُ

نَبَذْتُ إليهِ حِزَّةً مِنْ شِوَائِنَا * فَآبَ وَمَا يَخشى عَلَى مَنْ يُجَالِسُ

فَوَلَّى بِهَا جِذْلاَنَ يَنْفَضُ رَأسَهُ * كَمَا آضَ بِالنَّهْبِ المُغَيرُ المخَالِسُ

فلما وصل إلى قومه قَالوا‏:‏ أي عَمْرو خرجت من عندنا نحيفاً وأنت اليوم بَادِن، فَقَال‏:‏ القَيْد والرَّتْعَة، فأرسلها مَثَلاً، وهذا كقولهم ‏"‏العز والمَنَعة‏"‏ و ‏"‏النجاة والأمنة‏"‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:57 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2867- قَدْ أَنْصَفَ القَارَةَ مَنْ رَامَاهَا

القَارة‏:‏ قبيلة، وهم عُضَل والديش ابنا الهُون بن خُزَيمة، وإنما سُمُّوا قارة لاجتماعهم والتفافهم، لمَّا أراد الشَّدَّاخُ أن يفرقهم في بنى كنانة، فَقَال شاعرهم‏:‏

دَعُونَا قارَةٌ لا تَنْفِرُونَا * فَنُجْفِلَ مِثْل إجْفَالِ الظَّلِيمِ

وهم رُماة الحدقَ في الجاهلية، وهم اليوم في اليمن، ويزعمون أن رجلين التَقَيَا أحدهما قارىّ، فَقَال القرى‏:‏ إن شِئت صارَعْتُكَ، وإن شِئت سابقك، وإن شِئت رَامَيْتك، فَقَال الآخَر‏:‏ قد اخترت المراماة، فَقَال القارىُّ‏:‏ قد أنصفتني، وأنشأ يقول‏:‏

قد أنْصَفَ القَارَةَ مَنْ رَامَاهَا * إنَّا إذَا ما فِئَةٌ نَلْقَاهَا

نَرُدُّ أولاَهَا عَلَى أخْرَاهَا*

ثم انتزع له بسهم فَشَكَّ به فؤاده قَال أبو عبيد‏:‏ أصل القارة الأكَمَةُ، وجمعها قُور، قَال ابن واقد‏:‏ وإنما قيل ‏"‏أنصفَ القارَةَ من راماها‏"‏ في حَرْبٍ كانت بين قريش وبين بكر بن عبد مناف بن كنانة، قَال‏:‏ وكانت القارة مع قريش، وهم قوم رُماة، فلما التقى الفريقان راماهم الآخَرون، فقيل‏:‏ قد أنصَفَهُم هؤلاء إذ ساووهم في العمل الذي هو شأنهم وصناعتهم، وفي بعض الآثار‏:‏ ألا أخبركم بأعدل الناس‏؟‏ قيل‏:‏ بلى، قَال‏:‏ مَنْ أنْصَفَ مِنْ نفسه، وفي بعضها أيضاً‏:‏ أشَدُّ الأعمالِ ثلاثة‏:‏‏[‏ص 101‏]‏

إنصافُ الناس من نفسك، والمواساة بالمال، وذكر اللَه تعالى كل حال‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:57 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2868- قَبْلَ الرِّمَاءِ تُمْلأ الكَنَائِنُ

‏(‏الكنائن‏:‏ جمع كنانة، وهى وعاء السهم‏)‏

قَال رؤبة

قبل الرِّمَاء يُمْلأ الجَفيرُ

أي تؤخذ أُهبَةَ الأمر قبل وُقوعه

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:58 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2869- قَلَبَ لَهُ ظَهْرَ المَجَنِّ

يضرب لمن كان لصاحبه على موَدَّة ورعاية ثم حَالَ عن العَهْد

كتب أمير المؤمنين على كرم الله وجهه إلى بن عباس رضي الله عنه حين

أخذ من مال البصرة ما أخذ‏:‏ أني شَرَكْتُكَ في أمانتي ولم يكون رجل من أهل أوثق منك في نفسي فلما رأيتَ الزمان على ابن عمك قد كَلِبَ، والعدو قد حَرِبَ، قَلبْتَ لابن عمك ظَهْرَ المِجَنِّ لفراقه مع المفارقين، وخَذْله مع الخاذلين، واختطَفْتَ ما قدرت عليه من أموال الأمة أختطاف الذئبِ الأزَلَّ رابيةَ المِعْزَى، اصْحُ رُويداً فكأنْ قد بَلَغْتَ المَدَى، وعُرْضَتْ عليك أعمالُكَ بالمحل الذي يُنادى به المغتَرُّ بالحسرة، ويتمنَّى المضيِّعُ التَّوْبَةَ والظالِمُ الرَّجْعَةَ‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:59 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2870- قَبْلَ الرَّمْىِ يُرَاشُ السَّهْمُ

يضرب في تهيئة الآلة قبل الحاجة إليها وهو مثل قولهم ‏"‏قَبْلَ الرِّمَاءِ تُمْلأ الكَنَائِنُ‏"‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 10:59 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2871- قَدْ رَكِبَ رَدْعَهُ

يُقَال به رَدْع من زَعفران أوْدَمٍ، أي لَطْخ وأثر، ثم يُقَال للقتيل‏:‏ رَكِبَ رَدْعة، إذا خَرَّ لوجهه على دمه، ويقَال‏:‏ معنى ‏"‏ركب رَدْعة‏:‏ أي دخَلَ عنقُه في جوفه، من قولهم ‏"‏ارتَدعً السهمُ‏"‏ إذا رجَعَ نَصْلُه في سِنْخِه

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:00 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2872- قَدْ ألقى عَصَاهُ

إذا استقرَّ من سَفَر أو غيره، قَال جرير‏:‏

فلَمَّا التَقَى الحَيَّانِ ألقَيتِ العَصَا * وَمَاتَ الهَوَى لمَّا أصِيبَتْ مَقَاتِلُهْ

وحكى أنه لما بُولع لأبي العباس السفَّاحِ قام خطيباً، فسقط القضيبُ من يده، فَتَطَيَّرَ من ذلك، فقام رجل فأخذ القضيبَ ومَسَحه ودَفَعه إليه وأنشد‏:‏

فألقتْ عَصَاهَا وَاسْتَقرَّتْ بِهَا النَّوَى * كَمَا قَرَّ عَيْنَاً بِالأيَابِ المُسَافِرُ

وقال علي بن الحسن بن أبي الطيب

الباخَرْزِىُّ في ضده‏:‏

حَمْلُ العَصَا لِلمُبْتَلَى * بالشَّيْبِ عُنْوَانُ البَلَى

وُصِفَ المسافِرُ أنَّهُ * ألْقَى العَصَا كيْ يَنْزِلاَ ‏[‏ص 102‏]‏

فَعَلَى القِيَاسِ سَبِيلُ مَنْ * حَمَلَ العَصَا أنْ يَرْحَلاَ

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:00 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2873- قَشَرْتُ لَهُ العَصَا

يضرب في خُلُوص الود‏.‏

أي أظهرت له ما كان في نفسي، ويقَال‏:‏ أقْشِرْ له العَصَا، أي كاشِفْهُ وأظْهِرْ له العداوة

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:00 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2874- قَتْلُ ما نَفْسٍ مُخَيَّرُها

‏"‏ما‏"‏ صلة، تخييرها، قَال عطاء بن مصعب‏:‏ معناه أنه كان بين رجلين مالٌ فاقتسما، فَقَال أحدهما لصاحبه‏:‏ اختر أي القسمين شئت ،فجعل ينظر إلى هذا القسم مرة وإلى هذا أخرى، فيرى كلَّ واحد جيدا، فيقوا صاحبه‏:‏ قَتْلُ ما نفسىٍ مخيرها، أي قتلت نفسك حين خيرتك‏.‏

يوضع في الشره والشجع‏.‏

ويروى ‏"‏قتلَ‏"‏ نفساً مخيرُها، أي إذا جعلْتَ الحكْمَ إلى مَنْ تسأله الحاجَةَ حمل لك على نفسه‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:00 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2875- قَدْ عَلقَتْ دَلوَكَ دلوٌ أخْرَى

أصله أن الرجل يُدْلِى دَلْوَه للاستقاء فيُرْسِلُ آخرُ دلوه أيضاً، فتتعلق بالأولى حتى تمنع صاحبها أن يستقى‏.‏

يضرب في الحاجة تطلب فيحول دونها حائل أي قد دَخَلَ في أمرك داخلٌ‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:01 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2876- قَدْ نَهَيْتك عَنْ شَرْبةٍ بالوَشَلِ‏.‏

الوَشَلُ‏:‏ الماء القليل، أي قد نهيتُكَ عن سُؤَال اللئيم‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:01 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2877- قَلَّ خِيسُهُ

قَال أبو عمرو‏:‏ الخِسُ اللَّبَنُ، يُقَال في الدعاء على الإنسان ‏"‏قَلَّلَ الله خيسُهُ‏"‏ أي لبَنَه‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:02 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2878- قَدْ قِيلَ ذَلِكَ إنْ حَقَاً وإنْ كَذِباً

قَالوا‏:‏ إن أولَ من قَال ذلك النعمانُ بن المنذر اللَّخمىُّ للربيع بن زياد العبسي، وكان له صديقاً ونديماً، وإن عامراً مُلاَعِبَ الأسِنَّةِ وعَوف بن

ابن الأحوص وسُهَيلَ بن مالك ولبيدَ بن رَبيعةَ وشَمَّاساً الفَزَاري وقلابة الأسَدِى قَدِمُوا على النعمان، وخَلَّفُوا لَبِيداً يرعى إبلهم، وكان أحْدَثهم سِنّاً، وجعلوا يَغْدُونَ إلى النعمان ويرحون، فأكرمَهُم وأحْسَنَ نُزُلَهم، غيرَ أن الربيع كان أعظمَ عنده قَدْراً، فبَينما هم ذاتَ يوم عند النعمان إذ رجز بهم الربيعُ وعابَهُم وذكرهم بأقبح ما قَدَرَ عليه، فلما سمع القومُ ذلك انصرفوا إلى رِحَالهم، وكل إنسانٍ ‏[‏ص 103‏]‏ منهم مُقْبِلٌ على بَثِّه، ورَوَّحَ لبيد الشَّوْل، فلما رأى أصحابه وما بهم من الكآبة سألهم‏:‏ مالكم‏؟‏ فكتَمُوه، فقال لهم‏:‏ والله لا أحفظُ لكم مَتَاعاً ولا أسْرَحُ لكم إبلاً أو ْتُخْبِرُونى بالذي كنتم فيه، وإنما كَتَمُوا عنه لأن أم لبيدٍ امرَأة من عَبْس، وكانت يتيمة في حَجْرِ الرَّبيع، فَقَالوا‏:‏ خَالُكَ قد غَلَبَنَا على الملك وصَدَّ بوجهه عنا، فَقَال لبيد‏:‏ هل فيكم مَنْ يكفيني وتُدْخِلُونني على النعمان معكم‏؟‏ فواللاَّتِ والْعُزَّى لأَدَعَنَّهُ لا ينظر إليه أبداً، فخلفوا في إبلهم قلابة الأسدى، وقَالوا لبيد‏:‏ أوْعندك خير‏؟‏ قَال‏:‏ سترون، قَالوا‏:‏ نَبُلُوك في هذه البَقْلضة، لبَقْلَةٍ بين أيديهم دَقِيقَة الأغصان قليلة الأوراقَ لاصقة بالأرض تدعى التَّرَبَةُ صِفْهَا لنا واشْتُمْهاَ، فقال‏:‏ هذه التربة التي لا تُذْكِى ناراً، ولا تؤهل داراً، ولا تَسُرُّ جاراً، عودها ضئيل، وفرعها كَليل، وخيرها قليل، شَرُّ البقول مَرْعى، وأقصرها فَرْعا، فَتَعْساً لها وجَدْعا، القَوابى أخا عبس، أردُه عنكم بتَعس، وأدعه من أمره في لَبْس، قَالوا‏:‏ نُصْبِحُ فنرى رَأينَا، فَقَال لهم عامر‏:‏ انظر هذا الغلام، فإن رأيتموه نائما فليس أمره بشَيء، وإنما يتكلم بما جاء على لسانه، ويَهْذِى بما يَهْجِس في خاطره، وإن رأيتموه ساهراً فهو صاحبكم، فرمَقُوه، فرأوه قد رَكِبَ رَحْلا حتى أصبح، فخرج القومُ وهو معهم حتى دخلوا على النعمان وهو يتغدَّى والربيعُ يأكل معه، فَقَال لبيد‏:‏ أبيتَ اللَّعن‏!‏ أتأذن لي في الكلام‏؟‏ فأذن له، فأنشأ يقول‏:‏

يَارُبَّ هَيْجَا هيَ خَيْرٌ مِنْ دَعَهُ * أكُلَّ يَوْمٍ هامتي مُقَرَّعَهْ

نَحْنُ بَنُو أمِّ البَنِينَ الأرْبَعَةْ * وَنَحْنُ خَيْرُ عامر بنِ صَعْصَعهْ

المُطْعِمُونَ الجَفْنَةَ المُدَعْدَعَهْ * وَالضَّارِبُونَ الهَامَ تَحْتَ الخَيضَعَهْ

يا واهبَ الخَيْرِ الكَثِيرِ مِنْ سَعَهْ * إليكَ جَاوَزْنَا بلاداً مَسْبَعَهْ

نُخْبر عَنْ هذَا خَبِيراً فَاْسمَعَهْ * مَهْلاً أبيْتَ اللَّعْنَ لاَ تَأْكُلْ مَعَهْ

إنَّ اسْتَهُ مِنْ بَرَصٍ مُلَمَّعَهْ * وَإنَّهُ يُدْخِلُ فِيهَا إصْبَعَهْ

يُدْخِلُها حَتَّى يُوارِى أشْجَعَهْ * كأنَّهُ يَطْلُبُ شَيئاً أْطْمَعَهُ

ويروى ‏"‏ضَيَّعَهْ‏"‏ فلما سمع النعمانُ الشعرَ أفَّفَ، ورفع يَدَه من الطعام، وقَال للربيع‏:‏ أكذاك أنت‏؟‏ قَال‏:‏ لا، واللاتِ لقد كَذَبَ ابنُ الفاعلة، قَال النعمان‏:‏ لقد خَبُثَ علىَّ طعامي، فغضب الربيع وقام وهو يقول‏:‏ ‏[‏ص 104‏]‏

لئن رَحَلْتُ رِكَابِى إنَّ لي سَعَةً * مَا مِثْلُها سَعَةٌ عَرْضَاً وَلا طُولاَ

وَلَوْ جَمَعْتُ بنى لخمٍ بأسْرِهم * مَا وَازَنُوا رِيشةً مِنْ ريشِ سَمْوِيلاَ

فَابْرقَ بأرضكَ يانعمانُ مُتَكِئاً * مَعَ النَّطَاسِىِّ طَوْرَاً وَابنِ توفيلا

وقَال‏:‏ لا أبرحُ أرضَكَ حتى تبعثَ إلىَّ مَنْ يفتشني فتعلم أن الغلام كاذب، فأجابه النعمان‏:‏

شَرِّدْ بِرَحْلِكَ عَنِّى حَيثُ شِئت وَلاَ * تُكْثِرْ عَلَىَّ وَدَعْ عَنْكَ الأبَاطِيلاَ

فَقَدْ رٌميتَ بِداءٍ لسْتَ غاسِلَهُ * مَا جَاوَزَ النِّيلَ يَوْماً أهْلُ إبليلاَ

قَدْ قيلَ ذلِكَ إن حَقّاً وإنْ كَذِباً * فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ شَيء إذا قيلاَ

قوله ‏"‏بنو أم البنين الأربعة‏"‏ هم خمسة‏:‏ مالك بن جعفر مُلاعب الأسنة، وطُفيل بن مالك أبو عامر بن الطفيل، وربيعة بن مالك، وعُبَيْدة بن مالك، ومُعَاوية بن مالك، وهم أشراف بنى عامر، فجعلهم أربعة لأجل القافية‏.‏

و ‏"‏سمويل‏"‏ أحَدُ أجداد الربيع، وهو في الأصل اسم طائر‏.‏

وأراد بالنطاسى روميا يُقَال له سرحون ‏"‏وابن توفيل‏"‏ رومى آخر كانا يُنَادمان النعمان‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:02 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2879- قد اتَّخَذَ البَاطِلَ دَغَلاً

الدَّغَل‏:‏ أصله الشجر الملتفُّ، أي قد اتَّخذ الباطلَ مأوىً يأوى إليه، أي لا يخلوا منه‏.‏

يضرب لمن جَعَلَ الباطلَ مَطِية لنفسه

ياسَمِين الْحُمود 04-07-2021 11:02 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2880- قَدْ أحْزِمُ لَوْ أعْزمُ

أي إن عَزَمْتُ الرأي فأمضيتُه فأنا حازم، وإن تركت الصواب وأنا أراه وضيَّعْتُ العزم لم ينفعنى حَزْمِى كما قَال سَعْدُ بن ناشب المازنى‏:‏

إذا هَمَّ ألْقَى بَيْنَ عَينيَهِ عَزْمَهُ * وَنَكَّبَ عَنْ ذكرِ العَوَاقِبِ جَانِبا

عبد السلام بركات زريق 04-08-2021 08:14 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 


2583

.... عَارِيَةُ الفَرْجِ وَبَتٌّ مُطَّرَحٌ ....


البَتُّ‏:‏ كِساء غليظ النسج، ويقَال‏:‏ هو طيلسان من خز.
يضرب لمن رضي بالتقشف وهو قادر على ضده.
أي هي عارية الفرج وعندها بَتٌّ مطروح، ويحتمل أن
يعني به أنها تتجمل وقد عجزت عما يستر عورتها.

عبد السلام بركات زريق 04-08-2021 08:20 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2584

.... عَشِيرَةٌ رِفَاغُها تُوَسَّعُ ....

يعني أن أفْنِية العشيرة أوسَعُ وأحمل لجناياته.
يضرب لمن يرجع بجنايته إلى العشيرة ويؤذيهم
بالقول والفعل.

عبد السلام بركات زريق 04-08-2021 08:26 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 


2585

.... عَيْنٌ بِذَاتِ الْحَبَقَاتِ تَدْمَعُ ....

العين‏:‏ عين الماء، والحَبَق‏:‏ بَقْل من بقول السهل
والحزن، وتدمع‏:‏ كناية عن قلة الماء فيها.
يضرب لمن له غنى وخيره قليل، ولا ينتفع به
إلا الأخسَّاء، لأنه قَال فيما بعد:

* وارِدُهَا الذئْبُ وكَلْبٌ أبْقَعُ *

عبد السلام بركات زريق 04-08-2021 08:31 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2586

.... عَيْشُ المُضِرِّ حُلْوُهُ مُرٌّ مَقِرٌ ....

المضر‏:‏ الذي له ضرائر، والمقِر‏:‏ الشديد المرارة.
يُقَال‏:‏ إنه يضرب لمن كان له كَفَاف فطلب عيشًا
أرفع وأنفع فوقع فيما يتعبه.

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:51 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2881- قَدْ بَلَغَ مِنْهُ البُلَغين

أي الداهية، قَالت عائشة لعلي رضي الله عنهما يوم الجمل حين أخذت‏:‏ قد بلغت منا البُلَغِينَ، ويُراد بالجمع على هذه الصيغة الدَّوَاهى العظام، وأصله من البلوغ، أي داهية بلغت النهاية في الشر‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:52 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2882- قَدْ ألْنَا وإيلَ عَلَيْنَا

الإيالة‏:‏ السياسة، أي قد سُسْنَا وسَاسَنا غيرُنا، وهذا المثل يروى أن زيادا قَاله في خطبته‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:52 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2883- قَدْ حَمِى الوَطِيسُ

قَال الأَصمَعي وغيره‏:‏ الوَطِيس حِجَارة ‏[‏ص 105‏]‏ مُدوَّرة، فإذا حميت لم يمكن أحدا أن يطأ عليها‏.‏

يضرب للأمر إذا اشتدَّ‏.‏

ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفِعَتْ له أرض مُؤتَةَ فرأى معترك القوم، فَقَال‏:‏ الآنَ حمَى الوطيسُ، آي أشتدَّ الأمر

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:52 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2884- قَدْ تَقَطَعُ الدَّوَّيةُ النَّابَ

الدَّوُّ والدَّوِّيَّة‏:‏ المفازة، والناب‏:‏ الناقة المُسِنَّة‏.‏

يضرب للشيخ فيه بقية‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:53 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2885- اقْتُلُونى ومَالِكاً

أولُ من قَال ذلك عبدُ الله بن الزبير، وذلك أنه عانَقَ الأشْتَرَ النَّخَعِى فسَقَطَا عن جَوَاديهما إلى الأرض، واسم الأشتر مالك، فنادى عبدُ الله بن الزبير‏:‏

اقْتُلُونى وَمَالِكَاً * واقْتُلُوا مَالِكاً معي

فضرب مَثَلاً لكل مَنْ أراد بصاحبه مكروها وإن ناله منه ضرر‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:53 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2886- قَدْ كَانَ ذَلِكَ مَرَّةً فَاليَوْمَ لاَ

أولُ من قَال ذلكَ فاطمة بنت مُرٍّ الخَثْعَمية، وكانت قد قرأت الكُتُبَ، فأقبل عبدُ المطلب ومعه ابنه عبدُ الله يريد أن يزوِّجه آمنة بنت وَهَب بن عبد مناف بن زُهْرَة بن كلاب، فمرَّ على فاطمة وهى بمكة، فرأت نُورَ النبوة في وَجْه عَبْد الله، فَقَالت له‏:‏ مَنْ أنت يافتى‏؟‏ قَال‏:‏ أنا عبدُ الله بن عبد المطلب ابن هاشم، فَقَالت‏:‏ هَلْ لك أن تَقَع على وأعطيك مائةً من الإبل‏؟‏ فَقَال‏:‏

أمَّا الحَرَامُ فَألمَمَاتُ دُونَهُ * وَالحِلُّ لاَ حِلَّ فأستَبِينَهُ

فَكَيفَ بِالأمْرِ الَّذي تَنْوِينَهُ * يَحْمِى الكَرِيمُ عِرْضَهُ وَدِينَهُ

ومضى مع أبيه، فزوَّجه آمنة، وظل عندها يومَه وليلته، فاشتملت بالنبي صلى الله عليه وسلم، ثم انصَرَفَ وقد دَعَتْه نفسه إلى الإبل، فأتاها فلم ير منها حِرْصاً، فَقَال لها‏:‏ هل لك فيما قلت لي‏؟‏ فَقَالت‏:‏ قد كان ذلك مرة فاليوم لا، فأرسلتها مَثَلاً‏.‏

يضرب في الندم والإنابة بعد الأجترام ثم قَالت له‏:‏ أي شَيء صَنعْتَ بعدي، قال‏:‏ زوجني أبي آمنة بنت وهب، فكنت عندها، فَقَالت‏:‏ رأيتُ في وجهك نورَ النبوة فأردت أن يكون ذلك في فأبى الله تعالى إلاَّ أنْ يَضَعه حيث أحَبَّ، وقَالت‏:‏

بَنِى هاشمٍ قَدْ غَادَرَتْ مِنْ أخِيكُمُ * أمِينَةُ إذ للبـاه يَعتَلِجَانِ

كَمَا غَادَرَ المِصْبَاحُ بَعْدَ خُبُوِّهِ * فَتَائِلَ قَدْ مِيثَتْ لَهُ بِدِهَان ‏[‏ص 106‏]‏

ومَا كُلُّ ما نالَ الفتَى مِنْ نَصِيبِهِ * بِحَزْم، ولاَ مَافَاتَهُ بِتَوَانِ

فأجْمِلْ إذا طالَبْتَ أمْراً فَإنَّهُ * سَيَكْفِيكَهُ جَدَّانِ يَصْطَرِعَانِ

وقَالت في ذلك أيضاً‏:‏

إنِّى رَأيْتُ مَخِيلَةً نَشَأتْ * فَتَلألأتْ بِخَاتِمِ القَطْرِ

لله مَا زُهْرِيَّة سَلَبَتْ * ثَوْبَيْكَ مَا اسْتلَبَتْ وَمَا تَدْرِى

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:53 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2887- قَصِيرَةٌ عَنْ طَويلَةٍ

قَال ابن الأعرابى‏:‏ القصيرة التمرة، والطويلة النخلة‏.‏

يضرب لاختصار الكلام

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:54 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2888- قَمْقَمَ الله عَصَبَهُ

يُقَال في الدعاء على الإنسان، قَال ابن الأعرابى وغيره‏:‏ معناه جَمَعَ الله

تعالى بعضَه إلى بعض، وقبض عَصَبه، مأخوذ من القَمقَام وهو الجيش يَجْمَعُ من ههنا وههنا حتى يَعْظُم‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-08-2021 11:54 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
2889- القَوْمُ طَبُّونَ

ويروى ‏"‏ما أطبون‏"‏ أي ما أبصرهم يُقَال ‏"‏رجلٌ طَبٌّ‏"‏ أي عالم حاذق، و ‏"‏ما أطَبَّهم‏"‏ أي ما أحذقَهم، فأما رواية مَنْ روى ‏"‏ما أطبون‏"‏ فلا أعلم لها وجها، إلا أن يُقَال‏:‏ رجل طَبُّ وأطَبُّ كما يُقَال‏:‏ خَشِن وأخشَن ووجِل وأوْجل ووَجِر وأوجَر، و ‏"‏ما‏"‏ صلة فيكون كقوله‏:‏ القوم طَبُّون‏.‏


الساعة الآن 12:41 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team