منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية. (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=6821)

ايوب صابر 02-24-2013 01:52 PM

وألان مع عناصر القوة في رواية 13- - الرجع البعيدفؤادالتكرليالعراق

- ادبه مرتبط في مكان طفولته على شاكلة ابرهمي الكوني على الرغم انه رحل عنه والمكان هومحلة "باب الشيخ" حيث يقول عنها ( محلة باب الشيخ مسكونة في نفسي لحد اليوم، وقد تجاوز عمري الثمانين، مسكونة فيحياتي كلها، بمعنى أني ما زلت عائشا فيها رغم مغادرتي لها، وقد كتبت عنها وأنا بعيدعنها، كانت هاجسي الأول والأخير في التعبير عما يشبه رمزها، وجذرها المعنوي فينفسي(.

- ويقول لقد كتبت " الرجع البعيد" بدءاً من مكان بيتنا القديم، أنك عندما تختارالمكان فإنك تختار، ضمنه أو معه، عناصر كثيرة: الشخصيات ، المشاكل التي يعيشونها ،الأحداث التي تمر من خلالهم .. وهو يشكل أهم عناصر الرواية أوالقصة.

- عندما ولدت كان أبي في الرابعة والستين، وحين أصبح عمري 6 سنوات كان قد اقترب أبي من السبعين ، تلك كانت مفارقة، وكانعندي خشية من المستقبل، فقد شعرت أن الحياة أوقعتني بين عجوزين : والدي الهرموبيتنا القديم ، وقد كان والدي يدللني ويحبني كثيراً، وكان احساسي أن هذا الوضع لنيدوم لفترة طويلة.

- كنت الأصغر في الأسرة، وأبي متزوج مناثنتين، أنجب منالأولى أخوين لي، ثم تزوجوالدتي عام 1902 لكنها لم تنجب إلا بعد عشرينعاماً، ولذلك فان الفارق بيننا نحن وبين أخوتنا من الأولى يصللأكثر من 30 عاماً ، تلك كانت مفارقة أخرى ..

- المفارقة الثالثة أنني وجدت نفسي وسطعائلة كبيرة ، أنا وأخي نهاد ، وشقيقتان وأمي، وجدتي وآخرون من أقارب قريبين ،بعبارة أخرى أن البيت كان مليئاً بالبشر، وكان والدي قد تقاعد من عمله كمأمور كمركفي العهد العثماني، وبراتب بسيط 5-6 دنانير شهرياً ،ومعيشتنا كانت أقل منمتوسطة، لكنني لمأكن أشعر وأنا صغير بالمشاكل المالية التي تواجهها الأسرة ، على العكس كنت أحسأحياناً برفاهية غريبة .

- لكن عندما بدأت الحرب العالمية الثانية أخذت حياتنا تضيقشيئا فشيئا , وحين توفي والدي عام 1942 ضربنا سيف الفقر والحرمان كثيرا.( توفي والده وعمره 15 سنة).


- حسب آخر مقابلة له لقد كشفالتكرلي بوضوح عن سر عبقريته الادبية فهو هذا الطفل الذي يولد لاب في عمر الرابعةوالستين بعد عشرين عام زواج ، كان الموت ينتظر على الباب في تصور التكرلي الطفليترصد والده، وكانت الحياة اقرب الى العدم وعندما سقط الوالد وعمر الولد 15 عاما ،اصبحت الحياة اكثر قساوة فصهره البؤس كما صهر غيره من المبدعين، وليس من الغريبوالحال كذلك ان تكون اول روايه " بصقه في وجه الحياة".
- التكرلي يتيمفي سن الخامسة عشرة.

انتهى الحديث عن التكرلي الى اللقاء مع راوية اخرى وعناصر الجمال فيها وهي :

رواية رقم - 14- الشراع والعاصفة – حنا مينه سوريا

ايوب صابر 02-26-2013 03:23 PM

وألان مع عناصر القوة والجمال فيرواية 14-الشراع والعاصفةحنا مينهسوريا


- الشراع والعاصفة، قصة مدينة سورية ساحلية أثناءالحرب العالمية الثانية.
- صور فيها حنا مينا ببراعة مدهشة اثر الحرب وما تركتهمن عواصف في بلاد يحتلها الفرنسيون.
- ابرز فيها التناقضات التي كانت تفترس مجتمعا غيرمتجانس.
- لكنها أولا قصة رجال البحر .
- قصة الانتصار على الطبيعة القاسية.
- قصة الإرادةالبشرية والمغامرة.
- في الرواية العربية، لا يذكر البحر إلا ويذكر حنامينه، وكأنهما توأمان بل هما كذلك، انبثقا من رحم الساحل السوري، ليبلورا معاًأدباً خالداً في الزمان.
- حنا مينه يعتبر أن البحر كان دائما مصدرإلهامه، وهو يقول "لحمي سمك البحر، دميماؤه المالح،صراعي مع القروش كان صراع حياة، أما العواصف فقدنقشت وشما على جلدي لا أدعي الفروسية، المغامرة نعم".
- روايته الأولى "المصابيح الزرق" كانت شيئاً جديداً في الأدب السوري،خط فيها الأسس الواقعية للرواية السورية.

- الشراع والعاصفة "هي قصة رجال البحر المردة،فيصراعهم اليومي المرير مع الموتالمتمثل في البحر الهائج، والعواصف الغادرة،يقابلونها بأشرعتهم الممزقة، وقواربهم العتيقة، وعزمهم المستمد من صخور الشطآن.

- إنفيها لروحاً أسطورياً حنوناً، ولكنه غائص الجذور بالأرض "البحر ملك" تلك هي صيحةالاحترام العميقة التي يطلقها كل بحار، والطروسي، بطل القصة الأول يؤمن بسلطنةالبحر كما يؤمن بسلطنة المرأة، ولكنه، في عنفوان شعوره برجولته، يعرف كيف يكونترويض النمور.

- تمتاز روايات حنا مينه بالواقعية.

- يقول عن نفسه " "أنا كاتب الكفاح والفرحالإنسانيين"...فالكفاح له فرحه، له سعادته، له لذّته القصوى.

- ويقول" الأدباء العرب، أكثرهم لم يكتبوا عن البحرلأنهم خافوا معاينة الموت في جبهة الموج الصاخب".

- لقد أبدع في الكتابة عن البحر بروايات فيها الكثير من الصدق والعمق والمعاناة والكفاح والواقعية والحب والجمال.

ايوب صابر 02-26-2013 09:20 PM

وألان مع عناصر القوة والجمال فيرواية 14-الشراع والعاصفةحنا مينهسوريا

- يقول حنا مينه "لقد كتبت عنمصادفات في حياتي كنت فيها قريباً من البحر وقادراً أن أكون بجواره.

- من المعروف عنه اختراقه للمألوف.
- يقول " عشت عمري كلّه مع المغامرة، كنت علي موعد مع الموت ولمأهبه، الموت جبان لمن ينذر له نفسه.
- حنا مينا خريج جامعة الفقر الأسود! كم يقول.
- يقول ما عانيته في السجون الفرنسية، وحتىالسجون الوطنية، على امتداد عهد الإقطاع، بعد الاستقلال، كان يؤرقها. اذا ادبه ينتمى إلى ادب السجون أيضا .
- ويقول "عملت على المراكب الشراعية، التي تنتقل بين مرافئ المتوسط العربية،وعلى هذه المراكب، خلال العواصف، عاينت الموت، في نظرات باردة، لأفعى اللجة، ومنهنا كان ولعي بالبحر، ثم الكتابة عنه، عندما تعاطيت مهنة الحرف الحزينة، القذرةواللذيذة، حسب تعبير ارنست همنغواي، والتي لا انفكاك منها سوى بالموت.
- ويقول " إن العمل في البحر،افادني في كتابة الشراع والعاصفة" .

- يقول ولدت عليلاً،ونشأت عليلاً، وكان الموت والحياة يحومان حول فراشك، الذي كان طراحة على حصيرة فيبيت فقير الى حد البؤس الحقيقي..

- ويقول " بدأت رحلة التشرد وأنا في الثالثة من عمري، وهذه الرحلة من حيث هي ترحالمأساوي في المكان، عمرها الآن ثمانون عاماً، أما رحلتي في الزمان فهي أبعد من ذلكوستبقي ما بقيت .



ايوب صابر 02-27-2013 01:17 PM

وألان مع عناصر القوة والجمال في رواية 14-الشراع والعاصفةحنا مينهسوريا


- في روايته ( الشراع والعاصفة) استطاع الروائي السوري حنا مينه رصد إحدى المراحل التاريخية القاسية التي عاشتها البلاد العربية أثناء الحرب العالمية الثانية، وخصوصاً على طول السواحل السورية.
- إذ ندخل معه عبر روايته (الشراع والعاصفة) إلى حكاية مدينة سورية يختلط فيها مجموعة من الأحداث المحيطة بالواقع تعكس أبرز التناقضات التي كانت تسود مجتمعنا غير المتجانس.
- ذلك من خلال يوميات رجال البحر في صراعهم المفاجئ مع العاصفة، متجاوزين ظروفهم الاجتماعية المتقلبة متسلحين بإرادة البشر بالعيش الكريم والمغامرة.. ‏
- موضوع الرواية جاذب درامياً وفيها أساس لعمل سينمائي كبير
- شخصية (الطروسي) التي يجسدها الفنان جهاد سعد تمثل شخصاً يحمل في داخله روح الثورة لأنه رومانسي وابن بيئة فقيرة واستطاع بفقره أن يحقق شيئاً ما، هذا الحلم الذي حققه في أن يرحل عبر سفينة تخالف في مسارها رغبة الأقدار فتتحطم في الطريق إلى الحلم ولكن رغم ذلك لا يتحطم أمل (الطروسي) في أن يحقق ذاته كما رسمها حنا مينه في الرواية (الأمل موجود دائماً عبر الأفعال). ‏
- أغنى حنا مينه فضاءاته السردية في حبكة الرواية،.
- يتميز الطروسي عن باقي الشخصيات الأخرى بالاستمرارية على مستوى السرد وعلى مستوى القصة. فكل الأحداث المسجلة في الرواية لها مرجع واحد هو هذه الشخصية : كمشارك، أو متفرج، أو صاحب مصلحة، أو موضوع لفعل ما.
- روايته " الشراع والعاصفة" وهي رواية تمجد الفعل الإنساني وتبارك روح التحدي والمغامرة لأجل الآخرين الكامنة في شخص الطروسي .
- والبحر إذا صار رمزا وواقعا مثار تحدي، ومصهر تنصهر فيه الإرادة الانسانية متخلصة من الأدران فتغدو أكثر قوة وديمومة والإنسان الحقيقي هو الذي يمارس إنسانيته بلا تكلف أو رياء فهو كالماء ينبجس تلقائيا من جوف الأرض، والاستجابة لنداء الضمير في مساعدة الآخرين وهم في لحظة حرجة – حتى ولو كانوا من المسيئين إلينا- هي صفات الطروسي .
- إن سردية رواية (الشراع والعاصفة) كانت بنت مرحلتها ظاهرياً، لكنها في المضمر، كانت بنت هذا الوقت وما يليه، مادام الكلام على البحر- وأدبنا العربي القديم والحديث خال منه تقريباً!-يعد جديداً في مفرداته وتعبيراته، فقبل (الشراع والعاصفة) لم تكن ثمة رواية بحرية، رغم أن العرب جميعاً يعيشون على شواطئ البحار وكل ما كان في القديم نتف من حكايات بحرية سندبادية. ‏
- حين صدرت (الشراع والعاصفة): فكانت ملحمة البحر، أو قصيدة البحر، كما سماها النقاد، وقد نُحت بطلها محمد بن زهدي الطروسي (من أندر المعادن) حسب تعبير الناقد الكبير المرحوم غالي شكري، في كتابه (الرواية العربية في رحلة العذاب). ‏
- ذلك أن سردية (الشراع والعاصفة) تبدو عادية، في القراءة الاطلاعية، وهذه السردية العادية يتوفر لها شرطان، يجعلانها في غير العادية، حتى بالنسبة للقراءة لأجل المطالعة وهذان الشرطان هما: الإيقاع والتشويق، ففي الإيقاع يظهر السرد رهواً حيناً متوتراً حيناً، هادئاً تارة، هادراً طوراً، وفق نمو السياق الروائي، دونما تعسف أو افتعال أو صراخ، هذه الآفات التي تقتل الإبداع لأنها قبلاً تقتل سويته الفنية، أما التشويق فإنه يشد القارئ إلى ما يقرأ، يأخذه إليه، كما الفيلم السينمائي الجيد، ويروضه ما أن تبدأ أحداث الصراع مع البحر، خلال العاصفة التي تنبثق من الصمت جاعلة المركب أو السفينة مثل طاسة مفرغة، مدورة يلهو بها الموج قبل أن تغيبها اللجة في القاع، أو تكتب لها النجاة بشكل ما، خارق غير مألوف وغير مسبوق أيضاً. ‏
- حتى مع استعمال واو العطف، تبقى السردية في هذه الرواية مغايرة للسردية في الروايات المجايلة لها، ومرد ذلك إلى أن رشاقة السرد أو شاعريته، تخفف كثيراً من أثر واو العطف هذه

ايوب صابر 02-28-2013 09:53 AM

والان مع العناصر التي صنعت الروعة في رواية-15 - الزيني بركاتلـ جمال الغيطانيمصر


- تعد رواية" الزيني بركات لجمال الغيطاني من الروايات البارزة في الرواياتالعربية التي عالجتظاهرةالقمع والخوف واتكأت على أسبابها وبينت مظاهرها المرعبةفي الحياة العربية.
- فالغيطاني حين يحاصره الراهن بقمعه واستبداده وقهره، حينيمارس أقسى أشكال العنف والرعب والقهر في السجن المعاصريعود بنا مستنطقاً تاريخ ابن إياسبدائع الزهور ليجدصورة مرعبة لكبير البصاصين الشهاب الأعظم زكريا بن راضي ووالي الحسبةالزيني بركات.
- ويكفي أن نقرأ عن تعذيب التاجر علي أبي الجود وتدرج الزيني في التفننبتعذيبه ليحصل منعلى المال، والأدهى أن وسيلة إرغامه على الإقرار كانت بتعذيبالفلاحين أمامهعذاباً منكراً بغية إخافته وترويعه،على مدى سبعة أيام منها تعذيب فلاحأمام عينيه.
- يسقط هذه الصورة على الحاضر بل يسقط الحاضر عليها فيبني منهاما هو أقل إيلاماً من الحاضر فقدمت لنا نماذج مرعبة ولكنها مشوهة منخورة فيالوقت نفسه لأنها من وجهة نظر الرواية فيما أحسب لا تتسلح بقيم تجعلها قادرة على مواجهةالتغيرات المحتملة.


- يذكر د. محمد رضوان : الزيني بركات"، تستخلص عبرةً منمرحلة تاريخية،أسّست لهزيمةٍ محققة، نتيجة للعسف والقمع والاستبداد،إنما أنتجتْ بنية روائية خاصة بها، تدخل في عداد التجارب الروائية العربية المتميزة،والمغايرة للتجربة الروائية وخبراتها، المكتسبة من الغرب، مما يعيد إثارة السؤالالمزمن حول الشكل الروائي للرواية العربية.
- ولعلّ رواية الغيطاني هذه- إلى جانب بعضأعماله الروائية الأخرى- قد ساهمت في تقديمإجابة ما، عملية، على أسئلة الرواية العربية، التي بدأت تش قطريقها نحو شكل متميز، يواكب الروايةالعالمية، وربما يتفوق عليها.‏

- إن موضوع القمع الذي تناوله الغيطاني في "الزينيبركات" ليسجديداً في الرواية العربية ، وإنّما الجديد المتميز الذي بناهالغيطاني، هو الشكلالذي يستعيد تاريخاً ثقافياً وسياسياً، يقرأ فيه الماضي بوعي راهن،أي يجعل من ثقافةالماضي، بعد تحويلها فنياً، ثقافة راهنة، من أجلالحاضر.‏

- أخيراً، يمكن القول أن الغيطاني قدأنجز رواية تاريخيةتثير الحاضر، كما ترهّن الماضي.

- وهو بذلك يعيد ترتيب السلسلة التاريخيةأو الاجتماعية،والثقافية، عبر المأساة الوجودية للراهن العربي، وطقوس القمعالشمولية التييخضع لها، لتكون حافزاً استفزازياً، لتغيير هذا الوجود وآلياتهالقاهرة.‏

- يتحدث عنها كاتبها (جمـال الغيـطـاني ) فيقول : جاءت (( الزينيبركات)) نتيجة لعوامل عديدة. أهمها فيتقديري, تجربةمعاناة القهر البوليسي في مصر خلال الستينيات.كانت هناك تجربة ضخمة تهدف إلى تحقيق العدالةالاجتماعية. تهدفإلى تحقيق أحلامالبسطاء. يقودها زعيم كبير هو جمال عبد الناصر. ولكن كان مقتلهذه التجربة فيرأيي, هو الأسلوب الذي تعاملت به مع الديمقراطية. وأحيانا كنا نحجمعن الحديث بهذاالشكل لأن هذه التجربة بعد انتهائها, تعرضت وما تزال تتعرض لهجومحاد من خصومالعدالة الاجتماعية, ومن خصوم إتاحة الفرص أمام الفقراء. ولكن أنا أتصورأن الشهادة يجب أنتكون دقيقة الآن, خاصة وأن جيلنا, جيل الستينات الذي ننتمي إليهأنا والأستاذالبساطي قد بدأ يدنو من مراحله الأخيرة. لذا يجب أن نترك كلمة حق حتىلا تتكرر تلكالأخطاء.

- عانينا من الرقابة في الستينيات. وأسلوب التعامل البوليسي. وأتصور أن هذا كان أحد أسباب علاقتي القوية بالتاريخ. كنت مهموما بالبحث في تاريخ مصر, وبقراءة هذاالتاريخ خاصة الفترة المملوكية, التي وجدت تشابها كبيرا بين تفاصيلها وبينالزمن الراهن الذي نعيش فيه. وأنا عندما أقول الفترة المملوكية, أعني الفترة المملوكيةالتي كانت مصر فيها سلطنة مستقلة تحمي البحرين والحرمين. وقد انتهت هذه السلطنة فيعام 1517 بهزيمة عسكرية كبيرة في مرج دابق شمال حلب. وعندما طالعت مراجع شهودالعيان الذين عاشوا هذه الفترة, ذهلت منتشابه الظرف بين هزيمة 67 والأسباب التي أدت إليها وبينهزيمة القرنالسادس عشر.

- وأوصلني هذا فيما بعد, إلى ما يمكن أنيسمى باكتشاف وحدة التجربة الإنسانية في مراحل كثيرة من التاريخ حتى وإن بعدتالمسافة. على سبيل المثال : الألم الإنساني واحد. فالشعوربالحزن هو نفسه الذي كان يعبر عنهالمصري القديم أوالبابلي القديم.

- ومصرنتيجةلاستمراريةتاريخها وعدم انقطاعه تتشابه فيها الظروف من فترة إلى أخرى. سياحتي في التاريخ استقرت في العصرالمملوكي. وكنتمهموما بهاجس الرقابة وهاجس المطاردة قبل أن أدخل المعتقل إلى درجةأنني كتبت عددا من القصص القصيرة عن السجن, نشرت منها قصة ؛ رسالة فتاة من الشمال« في مجلة الآداب في يوليو 1964, وقصة أخرى اسمها ؛القلعة« في مجلة الأديب اللبنانية أيضاعام 1964. وكتبت رواية كاملة عن فكرة المطاردة وظروف المطاردة, ف ق د تعندما اعتقلت في عام 1966. والغريب أنني عندما دخلت المعتقل لم أفاجأ بالتفاصيل. فقدكنت أسمعها من زملائي الذين سبقوني في تلكالتجربة.

- ولكن عندما خرجت قبل وقوع الهزيمةبشهرين عام 1967 مع زملائي, الذين يمثلون جيل الستينيات من الكتاب — فأكبركتاب الستينيات كانوا في هذه الحبسة –, كتبت قصة اسمها »هداية أهل الورى لبعض ما جرىفي المقشرة« وقد افترضت فيها أنني عثرت على مذكرات آمر سجن المقشرة. وهو منالسجون الشديدة البشاعة في العصر المملوكي. وكنت قد وصلت بعض قراءة طويلة — بل لاأقول قراءة ولكن معايشةلابن إياس وابن زمبل الرمال والمقريزي وابن تغري بردي إلىاكتشاف بلاغة جديدة, لم يكن الأدب العربي يتعامل معها. بلاغة يمكن الآن أن أقولإنها بلاغة مصرية, تجمع مابين الفصحى وخلفية العامية المصرية في التراكيب اللغوية. وهذه نجدها عند المؤرخين وليس عند الأدباء. عند المقريزي وابن إياس ثم الجبرتيفيما بعد. وربما يرجع ذلك إلى أنهم كانوا يكتبون الأحداث بسرعة, فلا يتأنقون ولا يغوصونفي أساليب البلاغة المستقرة من زمن قديم. هذه البلاغة شعرت أنها تمسكبالواقع أكثر من الأساليب السرديةالسائدة.

ايوب صابر 03-07-2013 05:07 PM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية-15 - الزيني بركاتلـ جمال الغيطانيمصر


- يتخذ جمال الغيطاني الشكل التاريخي نمطا للإبداع و التخييل لسد الثغرات ومساءلة الواقعوالبحث عن الأسباب و النتائج بالغوص في أعماق الزمن واستقراء لحظات التاريخ و نبشأغواره العميقة واستنطاق ملامح الخارجية.

- ترتكز الرواية ذات العنونة الشخوصية على الزيني بركات باعتباره شخصية مركزية تحوم حولها الشخصيات الأخرى وتلتقي عندهاالأحداث المتشابكة لتصوغ بنية روائية متوترة .

- يحمل عنوان الرواية مفارقة بين الشعار الاسمي (الزينيبركات) و الممارسة الفعلية .

- بني المتن الروائي على سبع سرادقات و مقدمة و خاتمة. والسرادق هو المكان الذي تعقد فيه الحفلات مثل خيمة يجمع فيها الناس، وهذا إن دلعلى شيء فإنما يدل على التركيب السينمائي لهذه الرواية ، إذ يمكن توزيعها إلى سبعمناظر مشهدية أو فصول درامية إما أنها متعلقة بالمكان (كوم الجارح في السرادقالسابع ) أو الشخوص (ظهور الزيني بركات في السرادق الثاني و السرادق الأول والسرادق الرابع ) أو الأحداث (انعقاد مؤتمر البصاصين في القاهرة في السرادق الخامس ...

- تبلغ عدد صفحات الرواية مائتين و سبعا و ثمانين (287) صفحة من الحجم المتوسط. و يتبين لنا أن الغيطاني لم يقسم روايته إلى فصول ، بلاختار السرادقات بمثابة لوحات فنية مستقلة يمكن بسهولة تقطيعها و تركيبها في مونتاجروائي يخلخل السرد ويكسر خطية الزمن واستمراريته الرتيبة لخلق أفق جديد لقارئ الرواية.

- أخذ الغيطاني طريقة تقسيم المتن إلى السرادقات منابن إياس الذي وزع كتابه تاريخ مصر المشهور بـــاسم"بدائع الزهور في عجائب الدهور" حسب السرادقات .

- أما لماذا اختار الغيطاني ابن إياس دون غيره من المؤرخين لمحاكاتهو التخييل من خلال ما كتبه؟ فيرجع ذلك إلى سببين ، الأول : إن ابن إياس كان يتمتعباستقلال الرأي نظرا لأنه ميسور الحال، كما أنه لم يتقلد وظيفة من وظائف السلطنة ،كما أنه كان ينحدر من أصل جركسي ما سهل له الاتصال برجال الدولة وكبرائها.2 و الثاني : أن ابن إياس " ينفرد عنغيره من مؤرخي ذلك العصر في أنه عاش عصرين وشهد أحداث جيلين : أواخر العصر المملوكيو مستهل العصر العثماني . و كان شاهد عيان لما وقع فيهما من أحداث، و تمتد الفترةالتي أرخ وقائعها من سنة 872 م /1468هــ إلى سنة 928م/1522هــ "

- اختارالغيطاني كتاب ابن إياس للتفاعل معه حوارا ومساءلة قصد بناء تاريخ حقيقي لفهمالحاضر و ذلك بالسفر إلى قلب الزمن المملوكي لتصوير المجتمع و الإنسان و التاريخ فيعلاقة بالسلطة لمعرفة أوجه التشابه و الاختلاف بين الماضي والحاضر . ومن هنا، يسقطالمبدع الماضي على الحاضر و يقرأ الماضي بالحاضر و العكس صحيح أيضا ما دامت هناكجدلية الأزمنة و تقاطعها وظيفيا و فنيا.

- يستعير جمال الغيطانيمن ابن إياس المادة التاريخية المتعلقة بالهزيمة و معركة مرج دابق كما يأخذ منهالبنية السردية التراثية لغة و بناء و تركيبا و تفضية و تزامنا .

- يقوم التفاعلبين النصين : النص الأصلي ( كتاب ابن إياس حول تاريخ الديار المصرية )، و النصالفرعي ( الزيني بركات لجمال الغيطاني ) على المحاكاة الساخرة والباروديا والتهجينو التناص و الحوارية و المفارقة والمعارضة و السخرية و التحويل و التشربالإيديولوجي من خلال استعارة التركيب و الصيغ المسكوكة للبنية السردية التراثية .

- هو بذلك لا يعيد كتابة تاريخ مصر المملوكية بل يسائل هذا التاريخ و يبين فجواته و ثغراته و يقرأ لا شعور السلطة و خلفيات الاستبداد و يفترض الأسئلة و الأجوبة من خلال منطق الافتراض و التصور و التقدير على الرغم من حقيقة الأحداث و الشخصيات التاريخية و دقة صحة المعلومات الواردة في متن الرواية

- يختلف هذا النمط منالكتابة عن الرواية التاريخية المعروفة كما تقول سيزا قاسم في أن هذا النص : " يقيمموازاة نصية من خلال المعارضة الشكلية اللغوية للنص التاريخي، فجمال الغيطاني يحاكيقول ابن إياس التاريخي ، أي إنه لا يلجأ إلى استخدام " محتوى" تاريخي يصوغه في لغةعصره ، بل ينتقل بنصه الخاص إلى الحقبة التاريخيةالسالفة"

- ترى سامية أحمد أن"الزيني بركاترواية – لا رواية تاريخية – (....) تتناول أحداثا وقعت في عهد السلطان قنصوه الغوري.

- يصرح الغيطانيفي شهاداته أنه لم يكتب " زيني بركات" كرواية تاريخية ، و هي لم تعتبر كذلك روايةتاريخية " في كل اللغات التي ترجمت إليها هذه الرواية سواء في الروسية أم الفرنسيةأم الانگليزية، لم يعاملها أحد على أنها رواية تاريخية ، إنما عوملت على أساس أنهارواية ضد القمع و ضد قمع الإنسان في أي زمان و مكان "

- من ثم ، فرواية ( الزيني بركات ) رواية التخييل التاريخي تستعير التاريخ مادة و صياغة لتحويله إلى أسئلة و أجوبةباستقراء العلاقة الموجودة بين المتسلط والمحكوم من النواحي النفسية و الاجتماعية والإنسانية و افتراض مجموعة من العلاقات خاصة ما يتعلق بالجوانب الجنسية و الشذوذ والحب و الإجرام وزيف الدين ، و فهم النواحي الخفية عند السلاطين والأمراءوالمستبدين و نقط ضعفهم إلى غير ذلك من الأمور التي لا تذكر في التاريخ الرسمي ، ويركز عليها التاريخ الشعبي والمجتمعي على حد سواء .

- رواية "الزيني بركات" لجمال الغيطاني رواية تراثية تندرج ضمن التخييل التاريخي، وتتخذ منزمن المماليك قناعا رمزيا لإدانة حاضر الستينيات في مصر .

- وهي رواية طليعية و جديدة لبنيتها السردية التراثية التي تقوم على خلخلة البناء المنطقيوالزمني للأحداث و اللجوء إلى تعدد الرواة و الرؤى السردية والإثراء اللغويالأسلوبي لخلق رواية بوليفونية ، وتوظيف الوثائق و الخطابات السردية و عتاقةالأسلوب التراثي لخلق حداثة سردية و صوت فني متميز .

- يبدو لنا أن الغيطاني لم يكتب روايةتاريخية حرفية أو موثقة من أجل التوثيق الموضوعي، بل استحضر التاريخ ليسائله ويحاوره ويبرز نقط ضعفه و يحدد الأسباب و يشخص المظاهر ليصل إلى النتائج بطريقةجمالية و فنية رائعة

ايوب صابر 03-09-2013 09:27 AM

تابع ....العناصر التي صنعت الروعة في رواية-15 - الزيني بركاتلـ جمال الغيطانيمصر


- تظنه معمارياً لو قرأت "شطح المدينة" أو "المسافر خانة" وفي كتابٍ ثانٍ متصوفاً وفيكتابٍ آخر تشكيلياً.

- يبدو هو البلديٌّ الصعيدي المنبت مزيج من شغف وحنين ورغباتوحارات جمالية في الحسين وصندوق كتب جده..

- أشياءٌ حولته إلى متأمل ونثّار نثر عمرهفي تجارب عديدة، وصرف جلّه في الكتاب حتى تظن إن دخلت بيته أنك في مكتبةٍ عامةشديدة الأناقة وعالية القيمة والنوع والتنوّع تحتوي على نفائس الأعمال، هي خلاصةحياته بما ضمته، خصّص جانباً منها لمؤلفاته الكثيرة.

- هذا هو جمال الغيطاني متعددٌفي الكتابة والحكايات.

- يقول جمال الغيطانيانه اكتشف ان الكتابة كانت مجاهدة ضد النسيان، ضدالمحو ضد الطيّ لأنه لا شيء يبقى، والآن في حقب كاملة أنا عشتها أنا أحياناً أنظرإلى بعض الصور التي التقطت في لحظات حميمة فأتعرف على بعض الوجوه التي كنت أرتبط بهابعلاقات، فيه ستائر بتنزل مع الزمن الزمن يطوي ما هو الشيء الوحيد الذي توصل إليهالإنسان لكي يحتفظ باللحظة التي تفنى هي الكتابة، الفوتوغرافيا هي نوع من الكتابةطبعاً الانشغال بالزمن بيقود إلى الانشغال بأمور أخرى منها قضية الموت دهعرض من أعراض الزمن يعني.. وأنا أعني الموت الطبيعي أو الموت.. لكن الكتابة هناقيمتها تبرز أنها تسجّل مضمون اللحظة التي تفنى وبالتالي هي فعل مقاومة ضدالنسيان..

- كان رائد في اسلوبه فرفض ما كان سائدا من قوانين تشترط أن يختفي المؤلف طيب وقد تمكن من تبني اسلوب في هامش اكبر من الحرية في التعبير وكانت الانطلاقة في الزيني بركات.

- اصبح لا يعنيه اي قانون مسبّق عند الكتابة، العمل يولد قانونه معه، فأحياناً..



ايوب صابر 03-10-2013 09:37 AM

وألان مع عناصر القوة التي صنعت الأفضلية في رواية(16) ثلاثية سأهبك مدينة أخرىأحمدإبراهيم الفقيهليبيا

- صدرت هذه الرواية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ..الروايةعبارة عن كتاب واحد في 516 صفحة يضمثلاثة أجزاء: سأهبك مدينة أخرى، هذه تخوم مملكتي ، نفق تضيئه إمرأة واحدة.

- الحكايات في هذه الرواية تسبح في عالم الخيال .

- تطيب ليالمتعة الروحية والبهجة التي أستمدها منها بالرغم من إنها لا تقدم أية فائدة أو ثقافةعلى خلاف الروايات التي تستند على خلفية واقعية من أحداث سابقة أوحالية.

- وجدتها شاعرية وحالمة .. تتغذى على موائد الحلم ..تسكن مُدن الأساطير.. ترتدي حُلة الخرافة.. تعدو خلف السراب.. تخاطب الخيال.

- خليل بطل الحكاية مسكون بهاجس البحث عنالمرأة الحلم ..

- مُشبعة إلى حد ما .. هي الأحلام عندما نقتات عليها لحينبزوغ فجر الواقع عندما يأتي كما نحب ونشتهي ..

- أحببت جانب الحُلم فيالحكاية لكن بطلها خذلني وشعرت بالخيبة كنت أظن بأنه سيكون رجل مختلف .. وفي .. رومانسي.. كون خط الرواية في جزء كبير منها قد نُقش بأحرف حالمة ..

- لم يعجبني خليل لمأتعاطف معه .. رجل يقنعك بأنه متشبث بصورة جميلة لفتاة أحلامه وحتى عندما يجدها يخونهامع أية فتاة عابثة تطفىء نيران حاجاته البيولوجية كما يقول.

- رأيته شخص حسي لأبعدحد وصورة الحب لديه بروازها الجسد ثم الجسد ثم الجسد ..

- عندما يتحدث ويقولأحببت أعلم بأن حبه يتمحور في تضاريس الجسد ليس إلا ..

- ربما هذا فقط هو الحب في نظر خليل أو في نظر معظم الرجال أو بالتحديد في نظر الكاتب أحمد الفقية.

ايوب صابر 03-11-2013 09:35 AM

تابع ألان مع عناصر القوة التي صنعت الأفضلية في رواية(16) ثلاثية سأهبك مدينة أخرىأحمدإبراهيم الفقيهليبيا

- يعد الاغترابوالحلم ملمحين بارزين فى أدب أحمد إبراهيم الفقيه القصصى .

- وقد جاء الاغتراب تعبيراعن تصدع الذات فى مواجهتها الواقع المعيش خاصة الجيلالذى نشأ بين زمنين - يمثله خليل الأمام فى الثلاثية.

- يجسد خليل الإمام فىالثلاثيةظاهرة اغتراب المثقفالعربىفى وطنه وخارجه لأنه كماتروى الأحداث عاش بين زمنين زمن الماضى بمفاهيم وقيمة البالية هذه التقاليد والقيمشكلت وجدانه واستعداده النفسى بمفاهيم معينة وزمن الحاضر بمبادئه التى شكلتهاالمعطيات الفكرية والحضارية والأخلاقية.

- هنا كان التصدع حيث التردى الاخلاقى والتمزقالاجتماعى وقد وجد (خليل الامام) فى الحلم الهروب من الواقع علاجا وإن كان غير ناجعلأنه يتجاوز عمل المسكن فالحلم لا يدوم ولابد من العيش فى الواقع بكل ضراوته وبحثاعن حل لعدم الانسجام وتجاوزا للاغتراب كان الهروب من هذا الواقع فى صور ثلاثة فىثلاثيته لتأخذ كل رواية صورة من هذه الصور ما بين الابحار فى ذاكرة الماضى أو الحلمبعالم مثالى او قصة حب تغسل أدران النفس.

- هكذا اقترن الاغتراب بالحلم وإضافةإلى هويس أبطال قصص الفقيه بالبحث عن المرأة المثالية والمثال موضوعه عالم الحلم لاالواقع فأبطال قصص الفقيه يلهثون فى عالم الواقع جريا رواء المرأة (المثال) التيتشبه المرأة الحلم في أعماق وجدانهم ولهوسهم تصوروا أنه بإمكان نقل الحلم إلى واقع (نقل امرأة الحلم فى عالم الواقع) ولكن هيهات بين الحلم والواقع فلم يتحقق لهم ماكانوا يتمنونه ليعود البطل من أوهامه مهزوما مكسورالوجدان.

- تعتبر الثلاثية تحفه أديبة بحق .

- أنها تجسد لنا أزمة المفكر العرب فى مجتمع تفسحت فيهالقيم وضاعت فيه المبادئ وسط الزحف الاقتصادى الذى ترك أثارا سلبية فى طباع الناسومشاعرهم تجمدت ومات النبع الجميل فى نفوسهم انها أزمة فكرية وحضارية وأخلاقيةأفقدت الإنسان الانسجام مع نفسه ومع مجتمعه مما ادى إلى شيوع الأمراض النفسية ومواتالروح حتى الذين تظاهروا بالانسجام كان انسجامهم ظاهريا لم يتجاوز القشور إلىاللباب.

- إننى لا أبالغ حيث أقول إن ثلاثية الفقيه من أفضل الأعمال الروائية التىصورت أزمة المفكر وأمراضه فى عصرنا كل ذلك فى بناء فنى ونسيج قصصى محكم تتآزرعناصره فى منظومة متجانسة شخصيات وأحداث وحبكه ولغة شاعرية تجعلنا نشيد بصاحبهاكفنان أصيل متميز.

ايوب صابر 03-11-2013 04:46 PM

تابع ألان مع عناصر القوة التي صنعت الأفضلية في رواية(16) ثلاثية سأهبك مدينة أخرىأحمدإبراهيم الفقيهليبيا



- صدرت ثلاثية الدكتور الفقيه (سأهبك مدينة أخرى – هذه تخوم مملكتي – نفقتضيئه امرأة واحدة ) عن دار (رياض الريس ) عام (1991 ) .

- قرأت الرواية للمرة الأولىوأنا بالصف الثاني الثانوي ..وعاودت قرأتها ثلاث مرات متتالية ..وفي كل مرة كنت أجدفيها رؤية إنسانية جديدة..وكانت هديتي المفضلة في تلك الفترة للأشخاص المميزين عندي.

- تمتاز الرواية بالسرد الممتع والسلس ..المليء بالأحداث المترابطة ..المشوقة ,,التي ترغمك على عدم ترك الكتب الثلاثة حتى تلتهما كوجبة لذيذة منالبداية للنهاية .

- تحصل خلال ذلك على متعة لا نظير لها تماثل متعتك بالنظر إلى لوحةجميلة تحمل من المشاعر والملامح والأفكار ما تحمل من جمال وفن وذوق.

- لا تشعر خلالقراءتك لها بأي ملل أو سأم .

- تجد في الرواية انسيابية تامة وشفافية مطلقة.

- رواية تجعلك بعمقها ..تحلل وتفكر وتستنتج وتتعاطف ..وتحب …وأحيانا وتبكي؟؟؟؟!!!!

- ظهرت في هذه الثلاثية قدرة الفقيه في السرد الروائي الحديث

- تمكنالكاتب من شدنا لشخصية خليل الإمام وبحثه عن الزمن الذي لا يأتي تارة في الغوص فياسترجاع ذكريات رحلته لأوربا للحصول على الدكتوراه في رواية (سأهبك مدينة أخرى )وتارة أخرى في الحلم باليوتوبيا والمدينة الفاضلة المثالية في رواية ( هذه تخوممملكتي ) وتارة ثالثة بالحلم بقصة حب مختلفة في رواية ( نفق تضيئه امرأة واحدة ) .

- في الجزء الأول من الثلاثية نقرا في نفسية خليل الإمام ذلك الرجل الشرقي الذيذهب للغرب بمفاهيم وأفكار وقيم معينة …ثم هناك يظهر الجانب الخفي من شخصيته ..الجزءالمخبئ خلف قناع فرضه عليه المجتمع …ونرى في سرد مشوق ماذا يحدث عندما ظهرت شخصيةهذا الرجل على حقيقتها ونرى خلال هذه الأحداث الصراع وأوجه الخلاف بين الشرقالمحافظ والغرب الذي يصل لحد الانحلال غالبا

- تمتلئ الرواية بجمل عميقة تغوصفي النفس البشرية وتحللها وتكتشف مواطن القبح والجمال ..الخير والشر ..الضعف والقوة ..مثل ..(تسطع فى قلب الظلام أضواء مدينة بعيدة . وأستعيد مع تراتيل الموجذكرى تلك الأيام التي حاولت أن أمحوها من تاريخي . فإذا بها تطفو على سطحالذاكرة ، حلقة من حلقات زمن بهيج تقوض وانتهى . أملأ صدري من هواء البحر وأنا أحسبشيء من الارتياح لأنني منحت ذاكرتي مدينة أخرى تهرب إليها، من قسوة المدن التيتطاردها رياح الصحراء))

- ويصف البطل ليندا ..المرأة الغربية التي أحبها بدفءوعاطفة العربي ..وحرارته السوية . وما أن جاءت ليندا ، حتى أذابت هذا الإحساس . كشطت كل الأتربة التي تراكمت فوق الأنسجة والخلايا ، وطردت الأشباح التي تنوحفي خرائب الروح . عاطفة ساخنة ،تبخرت معها الهواجس والتحفظات ، وتهاوت تلك الأسوارالتى نقيمها حول أنفسنا لكى لا ينتهك الآخرون شيئاً ثميناً.


الساعة الآن 02:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team