منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الاسلامي ( الخنساء ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1660)

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:01 AM

يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مُهْراقِ
( الخنساء )


يا عَينِ جودي بدَمعٍ منكِ مُهْراقِ
اذا هدى النَّاسُ أو همُّوا باطراقِ
انّي تذكّرني صخراً اذا سجعتْ
على الغُصُونِ هَتُوفٌ ذاتُ أطْواقِ
وكلُّ عبرى تبيتُ اللَّيلَ ساهرة ً
تبكي بكاءَ حزينِ القلبِ مشتاقِ
لا تَكْذِبَنّ فإنّ المَوْتَ مُخْتَرِمٌ
كلَّ البريَّة ِ غيرَ الواحدِ الباقي
انتَ الفتى الماجدُ الحامي حقيقتهُ
تعطي الجزيلَ بوجهٍ منكَ مشراقِ
والعودَ تعطي معاً والنَّابَ مكتنفاً
وكلَّ طرفٍ الى الغاياتِ سبَّاقِ
انّي سابكي ابا حسَّانَ نادبة ً
ما زلتُ في كلِّ امساءٍ واشراقِ

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:01 AM

يا عَينِ جودي بدَمْعٍ غَيرِ مَنْزُورِ
( الخنساء )


يا عَينِ جودي بدَمْعٍ غَيرِ مَنْزُورِ
مثلِ الجُمانِ على الخَدّينِ مَحدورِ
وابكي اخاً كانَ محموداً شمائلهُ
مثلَ الهِلالِ مُنيراً غيرَ مَغمورِ
وفارسَ الخيلِ وافتهُ منيَّتهُ
ففي فؤاديَ صدعٌ غيرُ مجبورِ
نِعْمَ الفتى كنتَ إذ حَنّتْ مُرَفرِفَة ً
هُوجُ الرّياحِ حَنينَ الوُلّهِ الحُورِ
والخَيْلُ تَعْثُرُ بالأبْطالِ عابِسَة ً
مثلَ السّرَاحين من كابٍ ومَعفورِ

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:02 AM

يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ
( الخنساء )


يا عَينِ جودي بدَمْعٍ منكِ مِدرارِ
جهدَ العويلِ كماءِ الجدولِ الجاري
وابكي اخاكِ ولاتنسي شمائلهُ
وابكي اخاكِ شجاعاً غيرَ خوَّارِ
وابكي اخاكِ لا يتامٍ وارملة ٍ
وابكي اخاكِ لحقِّ الضَّيفِ والجارِ
جَمٌّ فواضِلُهُ تَنْدَى أنامِلُهُ
كالبدرِ يجلو ولا يخفى على السَّاري
ردَّاد عارية ٍ فكَّاكُ عانية ٍ
كضَيغَمٍ باسِلٍ للقِرْنِ هَصّارِ
جَوّابُ أوْدِيَة ٍ حَمّالُ ألوِيَة ٍ
سَمْحُ اليَدَينِ جوَادٌ غيرُ مِقتارِ

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:03 AM

يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟
( الخنساء )


يا عَينِ ما لَكِ لا تَبكينَ تَسكابا؟
اِذْ رابَ دهرٌ وكانَ الدّهرُ ريَّاباَ
فابْكي أخاكِ لأيْتامٍ وأرْمَلَة ٍ،
وابكي اخاكِ اذا جاورتِ اجناباَ
وابكي اخاكِ لخيلٍ كالقطاعُصباً
فقدْنَ لَّما ثوى سيباً وانهاباَ
يعدُو بهِ سابحٌ نهدٌ مراكلهُ
مجلببٌ بسوادِ الَّليلِ جلباباَ
حتى يُصَبّحَ أقواماً، يُحارِبُهُمْ،
أوْ يُسْلَبوا، دونَ صَفّ القوم، أسلابا
هو الفتى الكامِلُ الحامي حَقيقَتَهُ،
مأْوى الضّريكِ اذّا مَا جاءَ منتابَا
يَهدي الرّعيلَ إذا ضاقَ السّبيلُ بهم،
نَهدَ التّليلِ لصَعْبِ الأمرِ رَكّابا
المَجْدُ حُلّتُهُ، وَالجُودُ عِلّتُهُ،
والصّدقُ حوزتهُ انْ قرنهُ هاباَ
خطَّابُ محفلة ٍ فرَّاجُ مظلمة ٍ
انْ هابَ معضلة ً سنّى لهاَ باباَ
حَمّالُ ألويَة ٍ، قَطّاعُ أوديَة ٍ،
شَهّادُ أنجيَة ِ، للوِتْرِ طَلاّبا
سُمُّ العداة ِ وفكَّاكُ العناة ِ اذَا
لاقى الوَغَى لم يكُنْ للمَوْتِ هَيّابا

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:03 AM

يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ وقد لهِفَتْ
( الخنساء )


يا لهفَ نَفسي على صَخرٍ وقد لهِفَتْ
وهل يَرُدّنّ خَبْلَ القَلبِ تَلهيفي
ابكي اخاكِ اذا جاورتهمْ سحراً
جودي عليه بدمعٍ غيرِ منزوفِ
ابكي المهينَ تلادَ المالِ ان نزلتْ
شَهْباءُ تَرْزَحُ بالقَوْمِ المَتارِيفِ
وابكي اخاكِ لدهرٍ صارَ مؤتلفاً
والدّهرُ، ويحكِ، ذو فَجْعٍ وتجليفِ

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:04 AM

يا لهْفَ نَفسي على صَخْرٍ وقد فزِعتْ
( الخنساء )


يا لهْفَ نَفسي على صَخْرٍ وقد فزِعتْ
خَيْلٌ لخَيْلٍ وأقْرَانٌ لأقْرَانِ
سَمْحٌ إذا يَسَرَ الأقْوَامُ أقْدُحَهُمْ
طَلْقُ اليَدَينِ وَهُوبٌ غَيرُ مَنّانِ
حلاحلٌ ماجدٌ محضٌ ضريبتهُ
مِجْذامَة ٌ لهواهُ غَيرُ مِبْطانِ
سمحٌ سجيَّتهُ جزلٌ عطيَّتهُ
وللأمانَة ِ راعٍ غَيرُ خَوّانِ
نعمَ الفتى أنتَ يوْمَ الرّوْعِ قد علموا
كفءٌ اذا التفَّ فرسانٌ بفرسانِ
سَمْحُ الخَلائِقِ مَحمودٌ شَمائِلُهُ
عالي البناءِ إذا ما قَصّرَ الباني
مأوَى الاراملِ والايتامِ انْ سغبُوا
شَهّادُ أنجيَة ٍ مِطْعامُ ضِيفانِ
حلفُ النَّدى وعقيدُ المجدِ ايَّ فتى
كاللّيثِ في الحرْبِ لا نِكسٌ ولا وانِ

ناريمان الشريف 10-02-2010 11:05 AM

يُؤرّقُني التّذَكّرُ حينَ أُمْسي
( الخنساء )


يُؤرّقُني التّذَكّرُ حينَ أُمْسي
فأُصْبحُ قد بُليتُ بفرْطِ نُكْسِ
على صَخْرٍ، وأيُّ فتًى كصَخْرٍ
ليَوْمِ كَريهَة ٍ وطِعانِ حِلْسِ
وللخصمِ الالدِّ اذا تعدَّى
ليأخُذَ حَقّ مَظْلُومٍ بقِنسِ
فلمْ ارَ مثلهُ رزءًا لجنٍ
ولم أرَ مِثْلَهُ رُزْءاً لإنْسِ
اشدَّ على صروفِ الدَّهرِ ايداً
وأفْصَلَ في الخُطوبِ بغَيرِ لَبسِ
وضيفٍ طارقٍ أو مستجيرٍ
يروَّعُ قلبهُ منْ كلِّ جرسِ
فاكرمهُ وآمنهُ فامسى
خلياً بالهُ منْ كلِّ بؤسِ
يُذَكّرُني طُلُوعُ الشمسِ صَخراً
وأذكرُهُ لكلّ غُروبِ شَمْسِ
ولَوْلا كَثرَة ُ الباكينَ حَوْلي
على اخوانهمْ لقتلتُ نفسي
ولكنْ لاازالُ ارى عجولاً
وباكيَة ً تَنوحُ ليَوْمِ نَحْسِ
أراها والهاً تَبكي أخاها
عشيَّة َ رزئهِ اوْ غبَّ امسِ
وما يَبكونَ مثلَ أخي ولكِنْ
اعزّي النَّفسَ عنهُ بالتَّأسي
فلا واللهِ لا انساكَ حتَّى
افارقَ مهجتي ويشقَّ رمسي
فقَدْ وَدّعْتُ يوْمَ فِرَاقِ صَخْرٍ
أبي حَسّانَ لَذّاتي وأُنْسِي
فيا لهفي عليهِ ولهفَ اُمّي
ايصبحُ في الضَّريحِ وفيهِ يمسي


الساعة الآن 08:55 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team