منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من روائــع ( المتنبي ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1420)

أسامة المهدي 09-21-2010 09:54 AM




القَلْبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بدائِهِ * * * وَأحَقُّ مِنْكَ بجَفْنِهِ وبِمَائِه

فَوَمَنْ أُحِبُّ لأعْصِيَنّكَ في الهوَى* * * قَسَماً بِهِ وَبحُسْنِهِ وَبَهَائِهِ

أأُحِبّهُ وَأُحِبّ فيهِ مَلامَةً؟ * * * إنّ المَلامَةَ فيهِ من أعْدائِهِ

عَجِبَ الوُشاةُ من اللُّحاةِ وَقوْلِهِمْ * * * دَعْ ما نَراكَ ضَعُفْتَ عن إخفائِهِ

ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ * * * وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ

إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى * * * أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ

مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ * * * وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ

وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى * * * مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ

لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ* * * حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ

إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ * * * مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ

وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ * * * للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ

لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ * * * مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه

وُقِيَ الأميرُ هَوَى العُيُونِ فإنّهُ * * * مَا لا يَزُولُ ببَأسِهِ وسَخَائِهِ

يَسْتَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بنَظْرَةٍ * * * وَيَحُولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ

إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً * * * لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ

فأتَيْتَ مِنْ فَوْقِ الزّمانِ وَتَحْتِهِ * * * مُتَصَلْصِلاً وَأمَامِهِ وَوَرائِهِ

مَنْ للسّيُوفِ بأنْ يكونَ سَمِيَّهَا * * * في أصْلِهِ وَفِرِنْدِهِ وَوَفَائِهِ

طُبِعَ الحَديدُ فكانَ مِنْ أجْنَاسِهِ * * * وَعَليٌّ المَطْبُوعُ مِنْ آبَائِهِ


ناريمان الشريف 09-21-2010 08:32 PM

كعادتك ..
إضافة جميلة وذائقة !!

أشكرك


.... ناريمان

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:35 PM

أين أزمعت أيهذا الهمام؟



أيْنَ أزْمَعْتَ أيّهذا الهُمامُ؟

نَحْنُ نَبْتُ الرُّبَى وأنتَ الغَمامُ

نَحْنُ مَن ضايَقَ الزّمانُ له فيـ

ـكَ وخانَتْهُ قُرْبَكَ الأيّامُ

في سَبيلِ العُلى قِتالُكَ والسّلْـ

ـمُ وهذا المُقامُ والإجْذامُ

لَيتَ أنّا إذا ارْتَحَلْتَ لكَ الخَيْـ

ـلُ وأنّا إذا نَزَلْتَ الخِيامُ

كُلَّ يَوْمٍ لكَ احْتِمالٌ جَديدٌ

ومَسيرٌ للمَجْدِ فيهِ مُقامُ

وإذا كانَتِ النّفُوسُ كِباراً

تَعِبَتْ في مُرادِها الأجْسامُ

وكَذا تَطْلُعُ البُدورُ عَلَيْنَا

وكَذا تَقْلَقُ البُحورُ العِظامُ

ولَنَا عادَةُ الجَميلِ منَ الصّبْـ

ـرِ لَوَ انّا سِوَى نَوَاكَ نُسامُ

كُلُّ عَيْشٍ ما لم تُطِبْهُ حِمامٌ

كلُّ شَمسٍ ما لم تكُنْها ظَلامُ

أزِلِ الوَحْشَةَ التي عِندَنَا يا

مَن بِهِ يأنَسُ الخَميسُ اللُّهامُ

والذي يَشهَدُ الوَغَى ساكِنَ القَلـ

ـبِ كَأنّ القِتالَ فيها ذِمَامُ

والذي يَضرِبُ الكَتائِبَ حتى

تَتَلاقَى الفِهاقُ والأقدامُ

وإذا حَلّ ساعَةً بمَكانٍ

فأذاهُ عَلى الزّمانِ حَرامُ

والذي تُنْبِتُ البِلادُ سُرُورٌ

والذي تَمْطُرُ السّحابُ مُدامُ

كُلّما قيلَ قَد تَناهَى أرانَا

كَرَماً ما اهتَدَتْ إليهِ الكِرامُ

وكِفاحاً تَكِعُّ عَنْهُ الأعادي

وارْتِياحاً تَحارُ فيهِ الأنامُ

إنّما هَيْبَةُ المُؤمَّلِ سَيْفِ الـ

ـدوْلَةِ المَلْكِ في القلوبِ حُسامُ

فكَثيرٌ مِنَ الشّجاعِ التّوَقّي

وكَثيرٌ مِنَ البَليغِ السّلامُ

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:36 PM

أينفع في الخيمة العذل



أيَنفع في الخَيْمَةِ العُذّلُ

وَتَشْمَلُ مَن دَهرَها يَشمَلُ

وَتَعْلُو الذي زُحَلٌ تَحْتَهُ

مُحالٌ لَعَمْرُكَ مَا تُسألُ

فَلِمْ لا تَلُومُ الذي لامَهَا

وَمَا فَصُّ خاتَمِهِ يَذْبُلُ

تَضِيقُ بشَخْصِكَ أرجاؤهَا

وَيَركُض في الواحِدِ الجَحفَلُ

وَتَقصُرُ ما كُنتَ في جَوفِهَا

وَيُركَزُ فيها القَنَا الذُّبَّلُ

وَكَيفَ تَقُومُ على راحَةٍ

كَأنّ البِحارَ لَهَا أُنْمُلُ

فَلَيْتَ وَقَارَكَ فَرّقْتَهُ

وَحَمّلْتَ أرضَكَ مَا تَحْمِلُ

فَصارَ الأنَامُ بِهِ سَادَةً

وَسُدْتَهُمُ بالّذي يَفْضُلُ

رَأت لَونَ نُورِكَ في لَونِهَا

كَلَونِ الغَزَالَةِ لا يُغْسَلُ

وَأنّ لَهَا شَرَفاً بَاذِخاً

وَأنّ الخِيامَ بِها تَخجَلُ

فَلا تُنْكِرَنّ لَها صَرعَةً

فَمِن فَرَحِ النّفسِ ما يَقتُلُ

وَلَو بُلّغَ النّاسُ ما بُلّغَت

لخانَتْهُمُ حَولَكَ الأرجُلُ

وَلمّا أمَرتَ بتَطْنيبِهَا

أُشيعَ بأنّكَ لا تَرحَلُ

فَمَا اعْتَمَدَ الله تَقْويضَهَا

وَلَكِنْ أشارَ بِما تَفْعَلُ

وَعَرّفَ أنّكَ مِن هَمّهِ

وَأنّكَ في نَصْرِهِ تَرفُلُ

فَمَا العَانِدُونَ وَما أثّلُوا

وَمَا الحَاسِدُونَ وما قَوّلُوا

هُمُ يَطْلُبُونَ فَمَا أدرَكُوا

وَهُمْ يَكْذِبُونَ فمَن يَقْبَلُ

وَهُمْ يَتَمَنّوْنَ مَا يَشْتَهُونَ

وَمِن دونِهِ جَدُّكَ المُقْبِلُ

وَمَلْمُومَةٌ زَرَدٌ ثَوبُهَا

وَلَكِنّهُ بالقَنَا مُخْمَلُ

يُفاجىءُ جَيْشاً بِهَا حَيْنُهُ

وَيُنْذِرُ جَيْشاً بِهَا القَسطَلُ

جَعَلْتُكَ في القَلْبِ لي عُدّةً

لأنّكَ في اليَدِ لا تُجْعَلُ

لَقَد رَفَعَ الله مِن دَولَةٍ

لهَا مِنْكَ يا سَيفَها مُنصُلُ

فإن طُبِعَت قَبلَكَ المُرهَفَاتُ

فإنّكَ مِن قَبْلِها المِقْصَلُ

وَإن جادَ قَبْلَكَ قَومٌ مَضَوا

فإنّكَ في الكَرَمِ الأوّلُ

وَكَيْفَ تُقَصّرُ عَن غايَةٍ

وَأُمّكَ مِن لَيْثِهَا مُشْبِلُ

وَقَد وَلَدَتْكَ فَقَالَ الوَرَى

ألم تَكُنِ الشّمسُ لا تُنْجَلُ

فَتَبّاً لِدِينِ عَبيدِ النّجومِ

وَمَن يَدّعي أنّهَا تَعْقِلُ

وَقَد عَرَفَتْكَ فَمَا بَالُهَا

تَراكَ تَراهَا ولا تَنْزِلُ

وَلَو بِتُّمَا عِنْدَ قَدْرَيْكُمَا

لَبِتَّ وأعْلاكُمَا الأسْفَلُ

أنَلْتَ عِبادَكَ مَا أمّلَت

أنَالَكَ رَبُّكَ مَا تَأمُلُ

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:38 PM

إثلث فإنا أيها الطلل



إثْلِثْ! فإنّا أيّهَا الطّلَلُ

نبْكي وَتُرْزِمُ تَحْتَنَا الإبِلُ

أوْ لا فَلا عَتْبٌ عَلى طَلَلٍ

إنّ الطّلُولَ لمِثْلِهَا فُعُلُ

لَوْ كُنْتَ تَنْطِقُ قُلتَ مُعتَذِراً

بي غَيرُ ما بكَ أيّهَا الرّجُلُ

أبكاكَ أنّكَ بَعضُ مَن شَغَفُوا

لم أبكِ أنّي بَعضُ مَن قَتَلُوا

إنّ الذينَ أقَمْتَ وَارْتَحَلُوا

أيّامُهُمْ لِدِيَارِهِمْ دُوَلُ

الحُسْنُ يَرْحَلُ كُلّمَا رَحلوا

مَعَهُمْ وَيَنْزِلُ حَيثُمَا نَزَلُوا

في مُقْلَتيْ رَشَإٍ تُديرُهُمَا

بَدَوِيّةٌ فُتِنَتْ بهَا الحِلَلُ

تَشكُو المَطاعِمُ طولَ هِجرَتِها

وَصُدودَها وَمَنِ الذي تَصِلُ

ما أسْأرَتْ في القَعْبِ مِن لَبَنٍ

تَرَكَتهُ وَهوَ المِسكُ وَالعَسَلُ

قالَتْ ألا تَصْحُو فَقُلتُ لَهَا

أعْلَمْتِني أنّ الهَوَى ثَمَلُ

لَوْ أنّ فَنّاخُسْرَ صَبّحَكُمْ

وَبَرَزْتِ وَحْدَكِ عاقَهُ الغَزَلُ

وَتَفَرّقَتْ عَنكُمْ كَتَائِبُهُ

إنّ المِلاحَ خَوَادِعٌ قُتُلُ

مَا كُنتِ فَاعِلَةً وَضَيْفُكُمُ

مَلِكُ المُلُوكِ وَشأنُكِ البَخَلُ

أتُمَنّعِينَ قِرىً فتَفْتَضِحي

أمْ تَبْذِلينَ لَهُ الذي يَسَلُ

بَلْ لا يَحِلّ بحَيْثُ حَلّ بِهِ

بُخْلٌ وَلا خَوَرٌ وَلا وَجَلُ

مَلِكٌ إذا مَا الرُّمحُ أدرَكَهُ

طَنَبٌ ذَكَرْنَاهُ فَيَعْتَدِلُ

إنْ لم يَكُنْ مَن قَبلَهُ عَجَزُوا

عَمّا يَسُوسُ بهِ فَقد غَفَلُوا

حتى أتَى الدّنْيَا ابنُ بَجدَتِهَا

فَشكَا إلَيْه السّهلُ وَالجَبَلُ

شكوَى العَليلِ إلى الكَفيلِ لَهُ

أنْ لا تَمُرَّ بجِسْمِهِ العِلَلُ

قالَتْ فَلا كَذَبَتْ شَجاعَتُهُ

أقْدِمْ فنَفْسُكَ مَا لهَا أجَلُ

فَهُوَ النّهَايَةُ إنْ جَرَى مَثَلٌ

أوْ قيلَ يَوْمَ وَغىً منِ البَطَلُ

عُدَدُ الوُفُودِ العَامِدينَ لَهُ

دونَ السّلاحِ الشُّكلُ وَالعُقُلُ

فَلِشُكْلِهِمْ في خَيْلِهِ عَمَلٌ

وَلِعُقْلِهِمْ في بُخْتِهِ شُغُلُ

تُمْسِي على أيْدي مَوَاهِبِهِ

هِيَ أوْ بَقِيّتُهَا أوِ البَدَلُ

يُشْتَاقُ مِنْ يَدِهِ إلى سَبَلٍ

شَوْقاً إلَيْهِ يَنْبُتُ الأسَلُ

سَبَلٌ تَطُولُ المَكْرُماتُ بِهِ

وَالمَجْدُ لا الحَوْذانُ وَالنَّفَلُ

وَإلى حَصَى أرْضٍ أقَامَ بهَا

بالنّاسِ مِنْ تَقبيلِهِ يَلَلُ

إنْ لم تُخَالِطْهُ ضَوَاحِكُهُمْ

فَلِمَنْ تُصَانُ وَتُذخَرُ القُبَلُ

في وَجْهِهِ مِنْ نُورِ خَالِقِهِ

غُرَرٌ هيَ الآيَاتُ وَالرّسُلُ

فإذا الخَميسُ أبَى السّجودَ لهُ

سَجَدَتْ لَهُ فيهِ القَنَا الذُّبُلُ

وَإذا القُلُوبُ أبَتْ حُكُومَتَهُ

رَضِيَتْ بحُكمِ سُيُوفِهِ القُلَلُ

أرَضِيتَ وَهشُوذانُ ما حكَمَتْ

أمْ تَسْتَزِيدَ لاُِمّكَ الهَبَلُ

وَرَدَتْ بِلادَكَ غيرَ مُغْمَدَةٍ

وَكَأنّهَا بَينَ القَنَا شُعَلُ

وَالقَوْمُ في أعيانِهِمْ خَزَرٌ

وَالخَيْلُ في أعيانِهَا قَبَلُ

فأتَوْكَ لَيسَ بمَنْ أتَوْا قِبَلٌ

بهِمِ وَلَيسَ بمَنْ نَأوْا خَلَلُ

لم يَدْرِ مَنْ بالرّيّ أنّهُمُ

فَصَلُوا وَلا يَدري إذا قَفَلُوا

وَأتَيْتَ مُعْتَزِماً وَلا أسَدٌ

وَمَضَيْتَ مُنهَزِماً وَلا وَعِلُ

تُعْطي سِلاحَهُمُ وَرَاحَهُمُ

مَا لمْ تَكُنْ لِتَنَالَهُ المُقَلُ

أسخَى المُلُوكِ بِنَقْلِ مَملَكَةٍ

مَنْ كادَ عَنْهُ الرّأسُ يَنتَقِلُ

لَوْلا الجَهَالَةُ مَا دَلَفْتَ إلى

قَوْمٍ غَرِقْتَ وَإنّمَا تَفَلُوا

لا أقْبَلُوا سِرّاً وَلا ظَفِرُوا

غَدْراً وَلا نَصَرَتْهُمُ الغِيَلُ

لا تَلْقَ أفرَسَ منكَ تَعْرِفُهُ

إلاّ إذا ما ضاقَتِ الحِيَلُ

لا يَسْتَحي أحَدٌ يُقَالُ لَهُ

نَضَلُوكَ آلُ بُوَيْهِ أوْ فَضَلُوا

قَدَرُوا عَفَوْا وَعدوا وَفَوْا سُئلوا

أغنَوْا عَلَوْا أعْلَوْا وَلُوا عَدَلوا

فَوْقَ السّمَاءِ وَفَوْقَ ما طلَبوا

فإذا أرادوا غايَةً نَزَلُوا

قَطَعَتْ مكارِمُهُمْ صَوَارِمَهمْ

فإذا تَعَذّرَ كاذِبٌ قَبِلُوا

لا يَشْهَرُونَ عَلى مُخالِفِهِمْ

سَيْفاً يَقُومُ مَقَامَهُ العَذَلُ

فأبُو عَليٍّ مَنْ بهِ قَهَرُوا

أبُو شُجَاعٍ مَنْ بِهِ كمَلُوا

حَلَفَتْ لِذا بَرَكاتُ غُرّةِ ذا

في المَهْدِ أنْ لا فَاتَهُ أمَلُ

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:39 PM

إذا اعتل سيف الدولة اعتلت الأرض



إذا اعتلَّ سيفُ الدوْلةِ اعتلّتِ الأرْضُ

وَمَنْ فوْقَها والبأسُ وَالكرَمُ المَحضُ

وكيفَ انْتِفاعي بالرّقادِ وَإنّمَا

بعِلّتِهِ يَعْتَلّ في الأعْيُنِ الغُمْضُ

شَفَاكَ الذي يَشفي بجُودِكَ خَلقَهُ

فإنّكَ بَحْرٌ كلُّ بَحْرٍ لهُ بَعضُ

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:41 PM

إذا غامرت في شرف مروم



إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ

فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ

كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

ستَبكي شَجوهَا فَرَسي ومُهري

صَفائحُ دَمْعُها ماءُ الجُسُومِ

قُرِينَ النّارَ ثمّ نَشَأنَ فيهَا

كمَا نَشأ العَذارَى في النّعيمِ

وفارَقْنَ الصّياقِلَ مُخْلَصاتٍ

وأيْديهَا كَثيراتُ الكُلُومِ

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ

وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ

وكلّ شَجاعَةٍ في المَرْءِ تُغني

ولا مِثلَ الشّجاعَةِ في الحَكيمِ

وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً

وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ

ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ

على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:42 PM

إذا كان مدح فالنسيب المقدم



إذا كانَ مَدحٌ فالنّسيبُ المُقَدَّمُ

أكُلُّ فَصِيحٍ قالَ شِعراً مُتَيَّمُ

لَحُبّ ابنِ عَبدِالله أولى فإنّهُ

بهِ يُبدَأُ الذّكرُ الجَميلُ وَيُختَمُ

أطَعْتُ الغَواني قَبلَ مَطمَحِ ناظري

إلى مَنظَرٍ يَصغُرنَ عَنهُ وَيَعْظُمُ

تَعَرّضَ سَيْفُ الدّولَةِ الدّهرَ كلّهُ

يُطَبِّقُ في أوصالِهِ وَيُصَمِّمُ

فَجازَ لَهُ حتى على الشّمسِ حكمُهُ

وَبَانَ لَهُ حتى على البَدرِ مِيسَمُ

كأنّ العِدَى في أرضِهِم خُلَفاؤهُ

فإن شاءَ حازُوها وإن شاءَ سلّمُوا

وَلا كُتْبَ إلاّ المَشرَفيّةُ عِنْدَهُ

وَلا رُسُلٌ إلاّ الخَميسُ العَرَمْرَمُ

فَلَم يَخْلُ من نصرٍ لَهُ مَن لهُ يَدٌ

وَلم يَخْلُ مِن شكرٍ لَهُ من له فَمُ

ولم يَخْلُ من أسمائِهِ عُودُ مِنْبَرٍ

وَلم يَخْلُ دينارٌ وَلم يَخلُ دِرهَمُ

ضَرُوبٌ وَما بَينَ الحُسامَينِ ضَيّقٌ

بَصِيرٌ وَما بَينَ الشّجاعَينِ مُظلِمُ

تُباري نُجُومَ القَذفِ في كلّ لَيلَةٍ

نُجُومٌ لَهُ مِنْهُنّ وَردٌ وَأدْهَمُ

يَطَأنَ مِنَ الأبْطالِ مَن لا حَملنَهُ

وَمِن قِصَدِ المُرّانِ مَا لا يُقَوَّمُ

فَهُنّ مَعَ السِّيدانِ في البَرّ عُسَّلٌ

وَهُنّ مَعَ النّينَانِ في المَاءِ عُوَّمُ

وَهُنّ مَعَ الغِزلانِ في الوَادِ كُمَّنٌ

وَهُنّ مَعَ العِقبانِ في النِّيقِ حُوَّمُ

إذا جَلَبَ النّاسُ الوَشيجَ فإنّهُ

بِهِنّ وَفي لَبّاتِهِنّ يُحَطَّمُ

بغُرّتِهِ في الحَربِ والسّلْمِ والحِجَى

وَبَذلِ اللُّهَى وَالحمدِ وَالمجدِ مُعلِمُ

يُقِرُّ لَهُ بالفَضلِ مَن لا يَوَدُّهُ

وَيَقضِي لَهُ بالسّعدِ مَن لا يُنَجِّمُ

أجَارَ على الأيّامِ حتى ظَنَنْتُهُ

يُطالِبُهُ بالرّدّ عَادٌ وَجُرهُمُ

ضَلالاً لهذِي الرّيحِ ماذا تُرِيدُهُ

وَهَدياً لهذا السّيلِ ماذا يُؤمِّمُ

ألم يَسألِ الوَبْلُ الذي رامَ ثَنْيَنَا

فَيُخبرَهُ عَنْكَ الحَديدُ المُثَلَّمُ

وَلمّا تَلَقّاكَ السّحابُ بصَوبِهِ

تَلَقَّاهُ أعلى منهُ كَعْباً وَأكْرَمُ

فَبَاشَرَ وَجْهاً طالَمَا بَاشَرَ القَنَا

وَبَلّ ثِياباً طالَمَا بَلّهَا الدّمُ

تَلاكَ وَبَعضُ الغَيثِ يَتبَعُ بَعضَهُ

مِنَ الشّأمِ يَتْلُو الحاذِقَ المُتَعَلِّمُ

فزارَ التي زارَت بكَ الخَيلُ قَبرَها

وَجَشّمَهُ الشّوقُ الذي تَتَجَشّمُ

وَلمّا عَرَضتَ الجَيشَ كانَ بَهَاؤهُ

على الفَارِسِ المُرخى الذؤابةِ منهُمُ

حَوَالَيْهِ بَحْرٌ للتّجافيفِ مَائِجٌ

يَسيرُ بهِ طَودٌ مِنَ الخَيلِ أيْهَمُ

تَسَاوَت بهِ الأقْطارُ حتى كأنّهُ

يُجَمِّعُ أشْتاتَ الجِبالِ ويَنْظِمُ

وكُلُّ فَتًى للحَربِ فَوقَ جَبينِهِ

منَ الضّربِ سَطْرٌ بالأسنّةِ مُعجَمُ

يَمُدُّ يَدَيْهِ في المُفاضَةِ ضَيْغَمٌ

وَعَيْنَيْهِ من تَحتِ التّريكةِ أرقَمُ

كَأجْنَاسِهَا راياتُهَا وَشِعارُهَا

وَمَا لَبِسَتْهُ وَالسّلاحُ المُسَمَّمُ

وَأدّبَهَا طُولُ القِتالِ فَطَرفُهُ

يُشيرُ إلَيْهَا مِن بَعيدٍ فَتَفْهَمُ

تُجاوِبُهُ فِعْلاً وَما تَسْمَعُ الوَحَى

وَيُسْمِعُها لَحْظاً وما يَتَكَلّمُ

تَجانَفُ عَن ذاتِ اليَمينِ كأنّهَا

تَرِقّ لِمَيّافَارَقينَ وَتَرحَمُ

وَلَو زَحَمَتْهَا بالمَناكِبِ زَحْمَةً

دَرَت أيُّ سورَيها الضّعيفُ المُهَدَّمُ

على كُلّ طاوٍ تَحْتَ طاوٍ كَأنّهُ

من الدّمِ يُسقى أو من اللّحم يُطعَمُ

لها في الوَغَى زِيّ الفَوارِسِ فَوقَهَا

فكُلّ حِصانٍ دارِعٌ مُتَلَثّمُ

وما ذاكَ بُخْلاً بالنّفُوسِ على القَنَا

وَلَكِنّ صَدْمَ الشّرّ بالشّرّ أحزَمُ

أتَحْسَبُ بِيضُ الهِندِ أصلَكَ أصلَها

وَأنّكَ منها؟ سَاءَ ما تَتَوَهّمُ

إذا نَحْنُ سَمّيْناكَ خِلْنَا سُيُوفَنَا

منَ التّيهِ في أغْمادِها تَتَبَسّمُ

وَلم نَرَ مَلْكاً قَطّ يُدْعَى بدُونِهِ

فيَرضَى وَلكِنْ يَجْهَلُونَ وتَحلُمُ

أخَذْتَ على الأرواحِ كُلّ ثَنِيّةٍ

من العيشِ تُعطي مَن تَشاءُ وَتحرِمُ

فَلا مَوتَ إلاّ مِن سِنانِكَ يُتّقَى

وَلا رِزقَ إلاّ مِن يَمينِكَ يُقْسَمُ

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:43 PM

إذا لم تجد ما يبتر الفقر قاعدا



(إذَا لَمْ تَجِدْ ما يَبْتُرُ الفَقْرَ قاعِداً

فَقُمْ وطلُبِ الشَّىْءَ الَّذي يَبتر العُمرا)

(هُمَا خَلَّتانِ: ثَرْوَةٌ أوْ مَنِيَّةٌ

لَعَلَّكَ أنْ تُبْقى بِوَحِدَةٍ ذِكْرَا)

ناريمان الشريف 09-21-2010 08:44 PM

إذا ما الكأس أرعشت اليدين



إذا ما الكأسُ أرْعشَتِ اليَدَينِ

صَحَوْتُ فلم تَحُلْ بَيْني وبَيني

هجَرْتُ الخَمرَ كالذّهبِ المُصَفّى

فخَمري ماءُ مُزْن كاللُّجَينِ

أغارُ مِنَ الزّجاجَةِ وهْيَ تَجري

على شَفَةِ الأميرِ أبي الحُسَينِ

كأنّ بَياضَها والرّاحُ فيها

بَياضٌ مُحْدِقٌ بسَوادِ عَيْنِ

أتَيْناهُ نُطالِبُهُ بِرِفْدٍ

فَطالَبَ نَفْسَهُ منهُ بدَينِ


الساعة الآن 02:48 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team