![]()  | 
	
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		يُخاصِمُنِي الحَرْفُ.. فَيَنْزِفُ مَعْنًى 
	وَيَبْكِي كَطِفْلٍ تَاهَ فِي الزَّحْمَةِ! يَأْبَى أَنْ يُكَذِّبَ.. فَيَكْتُبُ صِدْقَهُ عَلَى جَبِينِ الوَرْقَةِ.. البَيْضَاءِ.. العَمْرَةِ! يَأْبَى.. كَصَمْتِي حِينَ يَجْرَحُنِي الوَجَعُ وَيَأْبَى.. كَدَمْعِي حِينَ يَخْنُقُنِي الضَّحِكُ! يَأْبَى أَنْ يَكُونَ سِوَى شَرِيدِ لَفْظَةٍ تَهْرُبُ مِنَ الفَمِ.. وَتَمْكُثُ فِي المِحْبَرَةِ! نَحْنُ الغُرَبَاءُ.. نَحْنُ الأَحْلامُ الجَرِيحَةُ نَحْنُ الخُطُوطُ الَّتِي تَخْطُفُهَا الرِّيحُ! نَكْتُبُ كُلَّ اليَأْسِ.. ثُمَّ نَمْزُقُهُ لِكَيْ نَعُودَ.. كَالسَّقْفِ.. نَحْمِلُ كُلَّ الكَلِمَةِ! سَنَظَلُّ نَرْقُصُ فِي مَهَاوِي الحُرُوفِ وَنَخْبِئُ فِي الأَسْطُرِ.. أَسْرَارَنَا المَخْبُوءَةَ! سَنَظَلُّ نَصْغُرُ.. كَيْ تَكْبُرَ حُرُوفُنَا وَنَبْقَى.. كَالظِّلِّ.. نُعَانِقُ كُلَّ الكِتَابَةِ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		يُخاصِمُني الحرفُ.. لَكِنَّهُ يَبْكيني، 
	يَفرُّ كَالشِّتاءِ.. ثُمَّ يَعودُ يَغْزيني! يَقْسو فَأَستَسْلِم.. يَلينُ فَأَتَمَرَّدُ.. هَذَا حِوارُنا.. لا يَمَلُّ وَلا يَمَلُّ! يَأبَى.. كَصَديقٍ خانَهُ الوَقْتُ فَانْسَحَبْ، وَيَأبَى.. كَلَحْنٍ فِي الوِتارِ اِخْتَنَقْ! يَأبَى.. كَخَيالٍ لَمْ يَكْتَمِلْ.. وَيَأبَى أَنْ يَكونَ سِوَى الحَرفِ.. المُعَتَّقْ! نَحْنُ الغُرَبَاءُ.. نَحْنُ الأَحْزَانُ المُغَلَّفَهْ، نَكْتُبُ دَمْعاً.. وَنَخْطُّهُ ضَحِكَهْ! نَخْفِي الوَجَعَ.. وَفِي الكَلِمَاتِ انْفِجَارُ، وَنَمْزُقُ الصَّمْتَ.. لِكَيْ لا نَنْتَحِرْ! سَنَظَلُّ كَالنَّهْرِ.. يُرَنِّمُ لِلصَّخْرِ، وَيَحْمِلُ الأَوْجَاعَ.. إِلَى بَحْرِهِ القَاسِي! سَنَظَلُّ نَكْتُبُ.. وَالحُرُوفُ تَسِيرُ.. تَتْرُكُنَا.. كَالرِّيحِ.. تُغَنِّي وَتَنْسَى!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		رسائلُ حُبٍّ خططتُها بحروفِ الوجدِ، ولكنّني خبّأتُها في جيوبِ الصّمتِ.. ابتساماتٌ كتمتُها خلفَ ستائرِ الخجلِ، ودموعٌ حبستُها كي لا يرحمَني أحدٌ! 
	أحببتُ أناسًا في صمتِي، فغادروني في ضجيجِ الوداعِ.. واكتشفتُ حقيقةً مرّةً: كلُّ تحوُّلٍ في حياتي كان يُسبقُه فراقٌ.. فراقٌ لصورةٍ قديمةٍ، أو لظنٍّ زائفٍ، أو لحلمٍ ميّتٍ ظللتُ أسحبهُ كجرحٍ لا يندملُ! ظننتُ أنّ الزّمنَ هو من غيّرني.. ولكنّ الحقيقةَ كانت أقوى: الذّكرياتُ كانت تضغطُ عليَّ كالرّيحِ العاتيةِ، تدفعُني لأن أخلعَ عنّي قشورَ الماضي، وأرتدي جلودًا جديدةً تُشبهُني! الذّكرياتُ ليست فقط ما نحملهُ في العقلِ.. بل أيضًا ما نخجلُ من حملهِ في القلبِ! ذلكَ اليومُ الذي خذلتُ فيهَ صديقًا بِجُبنِي.. تلكَ اللّحظةُ التي تظاهرتُ فيها بالقوّةِ وأنا أتهاوى تحتَ وطأةِ الضّعفِ.. كلمةٌ جارحةٌ ألقيتُها على أمّي ثمّ ندمتُ كأنّني ألقيتُ حجرًا على مرآةٍ! أصدقاءُ تركتُهم ظنًّا منّي أنّني سأجدُ نفسي في مكانٍ آخرَ.. كلُّ ذلكَ يعودُ الآنَ.. لا لِيُؤلِمَني، بل لِيُعلّمَني! التحوُّلُ الحقيقيُّ بدأ حينَ توقّفتُ عن الهربِ من ذاكرتي.. حينَ فتحتُ صندوقَ الماضي، لا لأبكي عليهِ، بل لأقرأهُ ككتابٍ مقدّسٍ! وحينَ قلتُ لنفسي: "نعم، هذا ما كنتُ عليهِ.. وهذا ما صرتُ إليهِ.. وبينَ الاثنينِ.. طريقٌ طويلٌ مِنَ الخيباتِ، والدّروسِ، والانكساراتِ، والانتصاراتِ!" نعم.. ما زالتْ هناكَ أيّامٌ لا أفهمُها.. وقراراتٌ أندمُ عليها.. وأشخاصٌ أشتاقُ إليهم.. لكنّي الآنَ أعرفُ.. أنّ الذّكرى ليستْ سجنًا، بل جسرٌ.. وأنّ التّحوّلَ ليسَ أن تصبحَ شخصًا آخرَ، بل أن تعودَ إلى نفسِك الحقيقيّةِ بعدَ أنْ تُجرّدَكَ الحياةُ من الأقنعةِ! وهذا ما أفعلهُ كلَّ يومٍ.. أتذكّرُ لأتغيّرَ.. أتغيّرُ لأتّزنَ.. وأمضي.. لا مَلَكًا ولا شيطانًا.. بل إنسانًا يحملُ تناقضاتِهِ بِصدقٍ! اليومَ، وأنا أنظرُ إلى الماضي، أعرفُ أنّ الرّحلةَ لم تنتهِ.. فما زلتُ أتعلّمُ، وأكتشفُ، وأسقطُ، وأنهضُ.. الماضي ليسَ مجرّدَ ذكرياتٍ.. بل هو دمٌ يسري في عروقِ حاضري، ونورٌ يُضيءُ دربي إلى مستقبلي.. فيا أيّها الماضي.. أنت لستَ عدوًّا.. بل أنتَ المُعلّمُ الذي لا يتعبُ، والدّليلُ الذي لا يضلّ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		في قَفْرَةِ الْهَجْرَانِ، تَاهَ الْوَفَاءُ..   
	وَأَضَاعَتْنِي دُمُوعٌ لَا تُنْثَرُ.. صَمْتَ وَجْرًا لَا يُفَهِمُ غَيْرَ الْجُرُوحِ، وَسَأَلْتُ الرِّيحَ: أَيْنَ الْعَهْدُ؟ فَمَا نَطَقَتْ.. إِلَّا بِصَوْتِ الْفِرَاقِ: "انْسَاكَ مَنْ كَانَ لَكَ سَمْعٌ وَمَرْعىٰ!"  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		كَلِمَاتِي؟   
	لَيْسَتْ حُرُوفًا.. وَلَكِنَّهَا بَصَمَاتُ الرُّوحِ.. إِذَا سَقَطَتْ عَلَى صَفْحَةِ الْوُجُودِ.. أَنْبَتَتْ زَهْرَ الْأَسْرَارِ.. كَلِمَاتِي؟ لَيْسَتْ حُرُوفًا.. وَلَكِنَّهَا بَصَمَاتُ الرُّوحِ.. إِذَا سَقَطَتْ عَلَى صَفْحَةِ الْوُجُودِ.. أَنْبَتَتْ زَهْرَ الْأَسْرَارِ..  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		وقد غشّى واقعي سراب الأماني..   
	فما زلت أسفُّ في قفار الرحيل.. حتى يسلمني العناء لسبات عميق.. ليخفف عني بذاك تباريح السنين.. هذيان يعمّق الجرح.. ويلهب الصدر الحزين..  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		إلى كل المارين هنا...   
	هنا سؤال يبحث عن إجابة يكون لنا فيها مدخل، لنغوص في عمق القضية لنستخلص علة معاناتنا في هذه الدنيا؛ هذه الدنيا... هل نحن فيها مُسيرون أم مُخيرون؟  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		اقتباس: 
	
 ألتزمُ التزامًا أدبيًّا بالمشاركة والرد، ولأنه موضوع يروقني الإدلاء فيه، بدلوي الصغير أتمنى أن يكون الوقتُ صديقي وأن أعود إلى هذه الواحة الأدبية الحواء تحياتي لشاعر يجوب بنا الآفاق على بساطٍ من سحر شاعريته: جراحًا ونزفًا وضِماداتٍ ناصعة الصدق، تسعى نحو الالتئام وقبل المغادرة أقول: كلنا في رحلة الحياة: نتألم لنتعلم واللام هنا هي لامُ العاقبة؛ وليست لام التعليل فلستَ وحدكَ شاعرنا المبدع وابقَ بخير عميم  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		يَا مُعَلِّمَتِيَ الحَكِيمَةَ ؛ 
	يَا مَنْ تَحْمِلِينَ بَيْنَ السُّطُورِ رِقَّةَ اللَّيْلِ وَحِكْمَةَ النَّهَارِ! لَقَدْ نَثَرْتِ كَلِمَاتِكِ كَالنَّدَى عَلَى أَرْضِ القَلْبِ الْجَرِيحِ، فَأَنْبَتَتْ زَهْرَ الأَمَلِ بَيْنَ شَوْكِ الأَسَى.. "كُلُّنَا فِي رِحْلَةِ الحَيَاةِ: نَتَأَلَّمُ لِنَتَعَلَّمَ".. جُمْلَةٌ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا مِفْتَاحَ السَّلْوَةِ، وَتَنْطِقُ بِحِكْمَةِ الأَوَابِدِ! فَإِذَا كَانَتِ "اللَّامُ" فِي حَيَاتِنَا هِيَ لَامَ العَاقِبَةِ لَا لَامَ التَّعْلِيلِ، فَاعْلَمِي — يَا رَائِحَةَ الطُّمَأْنِينَةِ — أَنَّ كُلَّ جُرْحٍ سَيَكُونُ ذِكْرَى، وَكُلَّ دَمْعَةٍ سَتَصِيرُ حِكْمَةً، وَكُلَّ لَحْظَةِ أَلَمٍ سَتَنْطَوِي عَلَى بُشْرَى اللِّقَاءِ بِنَفْسٍ أَرْحَبَ، وَقَلْبٍ أَصْفَى! لَسْتِ وَحْدَكِ يَا مُنَارَةَ الفَضَاءِ الأَدَبِيِّ تَحْمِلِينَ أَسَى التَّجَارِبِ، فَنَحْنُ — مَعْشَرَ العَابِرِينَ — نَمْشِي عَلَى جَسْرٍ مِنَ الزُّجَاجِ المَكْسُورِ، لَكِنَّ أَقْدَامَنَا تَتَعَلَّمُ — بِكُلِّ خُطْوَةٍ — أَنْ تَصِيرَ أَقْوَى! فَلَا تَنْظُرِي إِلَى الأَلَمِ إِلَّا كَمُعَلِّمٍ قَاسٍ، وَلَا تَرَيِ الدُّمُوعَ إِلَّا كَنَدًى يُنْبِتُ زَهْرَ الصَّبْرِ! وَإِذَا كَانَ القَلْبُ قَدِ انْكَسَرَ مَرَّةً، فَاعْلَمِي أَنَّهُ سَيَعُودُ — بَعْدَ اللِّقَاءِ بِالحِكْمَةِ — أَصْلَبَ مِنَ الصَّخْرِ، وَأَنْقَى مِنَ الشَّفَقِ! فَكُلُّ عَاصِفَةٍ تَمُرُّ عَلَى الرُّوحِ لَيْسَتْ إِلَّا دَرْسًا لِتَعْلِيمِهَا كَيْفَ تَبْنِي سَفِينَتَهَا مِنْ جَدِيدٍ.. فَاصْبِرِي يَا بَانِيَةَ المَعَانِي، فَمَا أَجْمَلَ الأَلَمَ إِذَا صَارَ قِصَّةً، وَمَا أَعْظَمَ الدَّمْعَ إِذَا صَارَ شِعْرًا! وَاذْكُرِي دَائِمًا: أَنَّ العُقُولَ الكَبِيرَةَ تَحْتَاجُ إِلَى جِرَاحٍ كَبِيرَةٍ، لِتُنْتِجَ حِكَمًا كَبِيرَةً.. وَسَتَأْتِي أَيَّامٌ تَنْظُرِينَ فِيهَا إِلَى مَا مَرَرْتِ بِهِ فَتَقُولِينَ: "لَوْلَاهُ.. مَا كُنْتُ أَنَا!" كونوا بخير وحسب  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		يحتاج الواحدُ منا نَفَسا عميقا ، وبعدها يصرخ صرخة يدفع بها ما تكلس في داخله ، وليت شِعري...أيبقى من درنه شيء؟! 
	 | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		هُنَاكَ مِنَ البَشَرِ 
	كَرَبِيعِ العُمُرِ عَزَّ أَنْ يُعِيدَهُ الزَّمَنُ، وَلَا تَمْحُوهُ ذَاكِرَةُ النِّسْيَانِ، وَلَنْ تَلِدَ مِثْلَهُ النِّسَاءُ.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		رَأَيْتُ فِي حُبِّ الدُّنْيَا...   
	"قَبْرًا لِكُلِّ وَفَاءٍ"!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		إِذَا مَا شَكَاكَ الوَجْعُ يَوْمًا   
	لِقَاضِي العَقْلِ، فَاعْلَمْ أَنَّكَ حَبِيسٌ فِي زِنْزَانَةِ القَدَرِ.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		عوامل البحث ، قد تأخذ منا مدد الوقت ، 
	غير أن التريث ، يقينا مصائب الدهر ، تقع المصيبة... حين تغلب العاطفة ، جرس إنذار العقل ، وما تكون نتيجة ذاك التعجل ، غير البكاء على ماض قد رَحل!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		على ضريح الحزن ...   
	أزهار فرح ... تنتظر معنا الفرج.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		مِنْ مَنَافِذِ الحَيَاةِ...   
	تَتَسَلَّلُ كَلِمَاتُ البَقَاءِ... لِتُذِيبَ جَلِيدَ الأَلَمِ.. بِنَارِ الأَمَلِ.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		راحة البال ؛ 
	تأتيك من منافذ اليقين ، حين تعلم بأن ما خطه القدر ، ستراه العين حتما ، وبأنك ستُدرك _ متأخرا _ بأن ما كان يُقلقُك بالأمس ، ما هو إلا بواعث وساوس ، وتراتيل الأوهام ، التي كانت تُرددها ألسن الحِرص الباهِت.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		من جوامع السعادة؛   
	العيش في حاضر الحال، والرحيل عن ماضٍ قد فات، وذلك الأمل بمستقبلٍ آت.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		ومن جوامع الغباء؛   
	أن تفني حياتك، في البكاء على الأطلال، وأن تجلد ذاتك، على مَن ولّى وجهه عنك شاحذًا! وأن ترتجي عودته... وأنت... كمن ينتظر عودة الأموات!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		على حوافِّ الواقعِ...   
	عوالقُ حديثٍ... وتلكَ الحقيقةُ... التي أخفتْها يدُ الحظِّ العاثرِ.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		لا تَزالُ زَوَارِقُ الحَنِينِ ...   
	تَرْسُو عَلَى شَاطِئِ الخِذْلَانِ ... هُوَ حَدِيثٌ: مَنْ أَدْمَنَ الحُزْنَ ... فَسَالَ بِذَاكَ مِدَادَ حَرْفِهِ ... لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ رَسُولَ قُنُوطٍ وَإِحْبَاطٍ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		"أَيُّهَا الْمُحْبَطُونَ، تَنَفَّسُوا صُعُدًا، فَوَرَاءَ الْغَمَاءِ يَنْشَقُّ فَجْرُ الْفَرَجِ، وَتَحْتَ أَثْقَالِ الْهُمُومِ تَخْفِقُ أَنْفَاسُ النَّصْرِ، فَاصْبِرُوا يَسِيرًا.. سَيُزْهِرُ يَوْمُكُمْ بِالْأَمَلِ، وَيَنْطِقُ صَمْتُكُمْ بِالْفَلَجِ، وَيَعُودُ رَجَاؤُكُمْ بِالْعَزَاءِ.. فَاللهُ مَعَ الصَّابِرِينَ!" 
	 | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		" وَاللهِ، كُلَّمَا تَكَالَبَ العُسْرُ وَالبَلَاءُ بِجَحَافِلِهِ، وَحَامَتِ النِّهَايَةُ وَاقْتَرَبَتْ بِشِدَّتِهَا، وَقَعَ الفَرَحُ فِي قَلْبِي حَتَّى عَمَّ كُلَّ كِيَانِي، لِأَنَّ الفَرَجَ وَاليُسْرَ صَارَا أَقْرَبَ إِلَيَّ مِنْ أَنْفَاسِي! فَذَاكَ الوَعْدُ مِنَ اللهِ الَّذِي لَا يُخْلِفُ الوَعْدَ، وَهُوَ أَصْدَقُ قِيلًا.." 
	 | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		وَكَمْ لِي فِي جَيْبِ الغَيْبِ دَعْوَةٌ   
	أَعِيشُ بِرَيْقِهَا عُمْرِي وَدَهْرِي أَقْتَحِمُ عرينَ الصِّعَابِ بِوَثْبَةٍ فَتَهونُ وَأَدْنُو مِنْ سَمَا غَايَتِي  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		أَبِيتُ عَلَى وَقْعِ الهُمُومِ فأصطلي 
	وَأُصْبِحُ بِالعَزْمِ أُسْرِجُ خَيْلَ هِمَّتِي أَرُومُ الصِّعَابَ .. بِضَرْبَةِ صَارِمٍ فَتَهوِى هَامَةُ البَاطِلِ مِنْ صَرْخَتِي  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		"الوعيُ بحرٌ زاخرٌ، وعلمُه غامضٌ مُبهم،   
	فيهِ العقولُ تحارُ، والفلسفةُ تَعتَمِدُ على الدليلِ وتُحكِم. هو نورُ الإدراكِ يَشفُّ، وسرُّ الذاتِ يَخفُ، بينَ الشكِّ واليقينِ يتردَّد، وبينَ العقلِ والقلبِ يتأرجح."  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		الكَلِمَاتُ كَالنَّبَاتِ، بَعْضُهَا بِذَارٌ وَبَعْضُهَا ثَمَرٌ، 
	فَمَا نُسْقِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكْبُرُ بِالمَعْنَى وَيَنْتَشِرُ! أَمَّا الحَقِيقَةُ فَهِيَ: أَنَّنَا نَنْسُجُ الْخُطُوبَاتِ بِفِكْرِنَا، وَنَصْبَغُهَا بِأَلْوَانِ التَّجَارِبِ وَالذِّكْرَى وَالِاسْتِبْصَارِ! فَإِذَا رَأَيْتَ كَلَامًا يُشْبِهُ نَبْضَ الْقَلْبِ، فَاعْلَمْ أَنَّهُ مِنْ فُؤَادٍ، وَإِنْ وَجَدْتَهُ كَالشَّمْسِ تُضِيءُ، فَهُوَ لِلْجَمِيعِ وَلَيْسَ حِكْرًا! لَكِنَّنَا — كَالنَّحْلِ — نَجْمَعُ رُحُوقَ الْحِكَمِ مِنْ بُسْتَانِ الْعُلُومِ، ثُمَّ نَصْهَرُهَا فِي قَوَالِبَ جَدِيدَةٍ بِأَلْسِنَةٍ تُنَاسِبُ الْأَفْكَارِ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		لعل في الدعوة للنهوض بالوعي تَبِعةً لا يتصورها ذو لُبٍٍّ 
	لأنه سيعيش في أتون الصراع الفكري من غير أن يخلص إلى حل! ما لم يُرافق ذلك قاعدةٌ ينطلق منها ليصل بسلام إلى ذلك البَرِّ.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		وجدتُ _من جملة الجرائم_ أعظمَ الجرائمِ 
	التي يرتكبها الإنسانُ في حق نفسه، حين يكون الصمتُ ملاذًا له، في أحلكِ اللحظاتِ التي يكون فيها مصيرُه على المحكِّ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		في معمعة الأحداث...   
	يغيب اليقين بأنَّ الدائرَ في فلكِها حكمةُ الله، التي تغيب عن عقول المارين بها، ففي ضجيج المعاناة هناك انبلاجُ فجرٍ يتهيَّأُ كي يتنفَّس.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		صَعبٌ أن تُضيءَ في عُتمةٍ لا تُبصرُ ضوءَكْ، 
	أقسى أن تُنيرَ فلا يَرَوا إلا ظِلالَ حُجُبِهمْ! تَحملُ عبءَ اليقينِ في ديارِ الجَهالةِ، وتسيرُ ضدَّ التيارِ فَتُكسرُ أضلاعُ قاربِكَ! * * * كُلَّما ارتقيتَ جبلاً، أرسلوا حجارةَ السُّخريةْ، كُلَّما ناجيتَ بالحِكمةِ، صاحوا: "هذا شَطَطٌ وَخُرافةْ!" تُصارعُ الوَحلَ لِتُزهِرَ وَردةً، فإذا بها تذوي بينَ أنيابِ العواصفِ! * * * تجرعُ كأسَ العزلةِ: رحيقُ المُخالفِ للمألوفْ، وتحملُ جراحَ الغُربةِ: سِمَةُ العاقِلِ في زَمنِ الجَهْلِ! حينَ يَنثني ظهرُكَ، تُدركُ أنَّ الزمنَ خانَكْ: لحظةُ العودةِ ماتتْ، وبَقيتَ أسيرَ ميدانِ المعركةِ! * * * الهزيمةُ هنا ليستْ انكسارَ السَّيفِ، بلْ انكسارَ الرُّوحِ بينَ أنقاضِ اليَأسِ! الطعنةُ ليستْ من خَلفٍ، بلْ من صَدْرٍ ظننتَهُ حِصناً! هذا الموتُ البطيءُ: ثمنٌ لفِكرٍ تجرَّأَ أنْ يَكون! * * * أنْ تُسَلِّمَ بالهزيمةِ: اعترافٌ بأنَّكَ حَاولْتَ، ألا تُسلِّمَ: وَقوفٌ على حافةِ الهاويةِ! هنا المفارقةُ: الاستسلامُ نَصرٌ مَدفونٌ، والمقاومةُ هزيمةٌ مُتوجةٌ! * * * فَخُّ المُثقفِ أنَّهُ يَرى المَصيرَ قبلَ وُقوعِهِ، ويَسيرُ إليهَ بعينينِ مفتوحتين! فإذا نجا مِنْ وَحلِ الجَهالةِ، غَرِقَ في نهرِ الوَحدةِ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		ضاع الفكرُ بين خافقينْ 
	جزءٌ مني يُريدُ نهلةً والآخرُ الخفيُّ يُحاربهْ نفسٌ تشتهي الوصلَ شوقًا ونفسٌ كالجدول تركضُ لمحاربهْ كلٌّ يختال في مملكة الوجدِ والضياعُ سلطانٌ يُناجيهْ  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		نصفِي يُناجي: ها أنا ذا! 
	ونصفِي الخفيُّ يُحاور رغبتي ضِعتُ بين نارين: شوقٌ يُرنحني وعقلٌ يرفض دفني في سجن رغبتي  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		تتجافى جنوب الحروف فرقًا، 
	وتنهزم العزائم ألمًا، وتنزاح الإرادة خوفًا... سوابق التجارب أثخنت الهمم جرحًا... وأشباح الماضي تتدافع قدمًا... تباعد الزمان... وتباعدت الأجساد... وتقادمت الأحداث... لم تشفع... ولم تداوِ الأدواء... أيكون العيب فينا؟! أيكون الحل بأيدينا؟! أيكون الغوص في مآسينا يجعلنا نقيم الطقوس في معابد ماضينا! أوراد الخلاص نأتيها... نصائح الشفاء تنادينا... مآلات الهلاك تهادينا! في تيه التخبط نسبح... والسؤال عن الخلاص يطرح... والنهاية... تجارب الماضين لنا تشرح!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		يا طيفَ الأحبةِ في خيالي، 
	كم يضجُّ القلبُ شوقًا في الليالي، أهيمُ بنجمةٍ، وأسألُ القَمرَ: متى يأذنُ الغيابُ بالزوالِ؟ تؤرجحني الذكرى على وترِ الحنين، فأغدو طفلًا يركضُ صوبَ الحنين، أبحثُ عن دفءِ صدرٍ طالَ افتقادي له، وعن يدٍ كانت تمسحُ وجعي بلا أنين. هناك... حيثُ العيونُ تبتسمُ قبلَ الشفاه، وحيثُ الحديثُ صمتٌ... لكنه أقربُ للنجاة، أحنُّ إلى موطنٍ ليسَ في الأرضِ... بل في الوجدان، إلى لحظةٍ تمحو الغربةَ، وتغسلُ القلبَ من الأشجان. فيا نسيمَ المساء، إن مررتَ بهم، أخبرهم أنني ما زلتُ أحلمُ كلَّ فجرٍ بهم، وأن العودةَ وإن طالت، قدرٌ لا مفرَّ منه، فالقلوبُ إن اشتاقت، دلتها الأيامُ على طريقِ السكن.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		عِنْدَمَا يَصِيرُ النُّقَاءُ قَفَصًا 
	كُلَّمَا اشْتَدَّ البَيَاضُ.. رَأَى الظِّلَّ خَطِيئَةً! سَقَطَتْ مِنسَأَتِي.. لَمْ تَكْسِرْهَا الأَيْدِي.. إِنَّمَا اِنْكَسَرَتْ حِينَ لَمْ تَحْتَمِلْ ثِقَلَ السَّمَاءِ! *** (1) مَاذَا يَفْعَلُ المَاءُ إذَا تَجَمَّدَ؟ يُحَوِّلُ نُقَاءَهُ إلَى سَيْفٍ.. يَقْطَعُ مَجْرَاهُ بِنَفْسِهِ.. هَكَذَا الطُّهْرُ المُطْلَقُ: صَمْتٌ يَقْتُلُ الأَنْهَارَ فِي أَعْمَاقِنَا.. *** (2) كُنْتُ أَحْمِلُ مِفْتَاحَ الجِنَانِ.. فَلَمَّا صَرَخُوا: "المَطَارِدُ تَدَنِّسُ الحَقِيقَةَ!" رَمَيْتُهُ فِي البِحَارِ.. غَرِقَ المِفْتَاحُ.. وَبَقِيَتِ الأَبْوَابُ تَصْرُخُ: "أَيْنَ الحَمَاقَةُ؟ أَلَيْسَ النُّورُ يُوَلِّدُ الظِّلَّ؟!" ------------ (3) فِي مُتْحَفِ التَّطَهُّرِ: هَذِهِ عَظْمَةٌ مِنْ ظَهْرِي.. تُمْسِكُهَا يَدٌ مِنْ خَزَفٍ.. كَتَبُوا تَحْتَهَا: "انْكَسَرَتْ حِينَ أَرَادَتْ أَنْ تَمْسَحَ الغُبَارَ عَنِ المَرَايَا".. أَتُرَاهُمْ يَفْهَمُونَ أَنَّ المَرَايَا لَا تُنْظَفُ.. إِلَّا بِأَنْ تَتَشَظَّى؟ _________ (4) لَيْسَ الخَطَرُ فِي أَنْ تَأْكُلَ الذِّئَابُ لَحْمِي.. الخَطَرُ أَنْ أَصِيرَ ذِئْبًا.. أَمْضَغُ أَضْلَاعِي خَوْفًا مِنْ أَنْ تَلْتَوِثَ بِرُوحِي! مَتَى يَفْهَمُ المُتَطَهِّرُونَ أَنَّ: الحَيَاةَ غَيْمَةٌ تَمْطُرُ طِينًا.. لَيْسَ بَرَدًا نَقِيًّا؟ _______________ الخَاتِمَةُ لَا تَلُومُوا المِنسَأَةَ.. فَالَّذِينَ اِحْتَرَقُوا بِشَمْسِ نَقَائِهِمْ لَمْ يَكُونُوا يَحْمِلُونَ عَصًا.. إِنَّمَا كَانُوا يَحْمِلُونَ مِرْآةً.. رَأَوْا فِيهَا وَجْهَ الأَرْضِ.. فَظَنُّوهُ شَائِبَةً فِي السَّمَاءِ! _________________ الخاطرةُ تَعْبَثُ بالسُّؤالِ: أَلَيْسَ النقاءُ المُفرطُ انتحارًا للروح؟!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		ألا تعرفُ..؟ 
	أنَّ كِياني طَرْقٌ على بابِكْ؟ أدقُّ كَمَا يدقُّ اللحنُ في أوتارِهِ.. ويَخْفِقُ كَمَا يخفقُ الحُلمُ في عُمرِ الغُروبِ.. حتَّى صِرْتُ أسمعُ صَوتَ العَطَشِ.. فِي كُلِّ ارْتِجَافَةٍ تَتَسَرَّبُ مِنْ أَصَابِعِي.. كَأنَّنِي نَدًى يَخَافُ أَنْ تُطْبِقَ الزَّهْرَةُ جُفُونَها.. قَبْلَ أنْ يَلْثمَها! ألا تعرفُ..؟ أنَّ البُعْدَ عَنْكِ.. لَمْ يَكُنْ إلاَّ رَكْضًا نَحْوَ غُيُوبِكْ؟ أطوي المَسَافَاتِ.. كَمَا يَطْوِي الشِّتاءُ صَدَاهُ.. حِينَ يُنَادِيهِ الرَّبِيعُ.. فَيَعُودُ شَذًا يَتَعَلَّقُ بِأَجْنِحَةِ الرِّيحِ.. وَيَغْسِلُ آثَارَ الْبَرْدِ! ألا تعرفُ..؟ أنَّك صِرْتَ فِي دَاخِلِي.. مثلما يَتَسَرْبَلُ الْمَطَرُ بِذَاكِرَةِ الطِّيْنِ.. حَتَّى إِذَا جَفَّتْ أَرْضُ الْعُمُرِ.. بَقِيَ فِيهَا اخْضِرَارُكْ؟ مثلما يَبْقَى الْجَمَالُ فِي وَرْدَةٍ.. حِينَ تَذْبُلُ.. وَيَبْقَى الْعِطْرُ سِرًّا يُنَادِي: أَنَا لَمْ أَرْحَلْ بَعْدُ».. --- وَسَطَ هَذَا الْعَطَشِ الْمُقَدَّسِ.. لَوْ تَدري: أَنَّنِي أَصْبَحْتُ أَرْهَبُ الْفَرَاغَ.. فَمَا الْعَدَمُ إلاَّ حُضُورٌ لِغَيَابِكْ.. وَمَا الظَّلامُ إلاَّ نُورٌ يَنْتَظِرُ عَوْدَتَكْ!  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		لا تزال الحروفُ تراوحُ مكانَها، 
	والبوحُ يختبئ خلفَ أستارِ الخجل... والعجزُ باتَ سيّدَ الموقفِ، ينثرُ صمتَه على سُطورِ الأمل! تبقى خُطىً خجلى، تترددُ بينَ ماضٍ يأبى الرحيل، وحاضرٍ يُقاسي من الترحالِ الطويل... وقلوبٌ تتفطّر شوقًا، تذوبُ لهفةً، وتشتعلُ وجْدًا، كأنَّها عاشت الدهرَ انتظارًا، وانتهى الانتظارُ إلى لا شيء! ومشاعرُ تكتوي صبابةً، تُغنّي لذكرى، وتنوحُ على غدٍ مجهول، تتعلّقُ بطيفٍ، وتخشى الفقدَ بلا حلول! نسير نحو المجهول... نُلقي بأنفسنا في لجّةِ الصمتِ المملوءِ بالحكايات، نُخفي جُرحَنا خلفَ أقنعةٍ بالية، نُرجي بها إشباعَ لهفةٍ، ونرتجي من ضبابِها كرمَ صدفةٍ، علّ الحظَّ يحنو، أو الرحمةَ تمطرُ دونَ موعد! وباتَ القدرُ شمّاعةَ العاجزين، نُعلّقُ عليه خيباتِنا، ونُحمّله أوزارَنا، ونُواسي به خذلانَ من أحببناهم، كأنَّ القَدرَ من كسرَنا، لا مَن خذلَنا! يا لوجعِ القلوبِ حينَ تُحبُّ بصِدق، ولا تلقى إلّا المدى البعيد، وحينَ تُنادي، ولا يُجابُ النداء، وتنتظرُ، ولا يعودُ الرجاء! فيا ليلَ الحائرين، وياسَفرَ التائهين، ويا أنينَ العاشقين، أما آنَ للقلوبِ أن تستريح؟ أما آنَ للمشاعرِ أن تهدأ؟ أما آنَ لِحبرِ الصبرِ أن يجف؟  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		يا صاحِ، اسمع لنداء الحكمة إذا تجلّت، وتأمّل في مَصارع من استكبر وتجبّر، فما سقط جبارٌ إلا بعد عُلوٍ غرّه، ولا طغى طاغٍ إلا وسُلِبَ ملكه حين توهّم أن الدهر خادمه. 
	أين من قال: "أنا ربكم الأعلى"؟ خرّ صريعاً في البحر، لا مَن أنقذه، ولا مَن عنه دافع. أين من تجبّر في الأرض، يُحكِّم السيف في رقاب الضعفاء؟ باتت قصورهم أطلالاً، وعروشهم غباراً، ونُقِشت أسماؤهم في سجلّات الهالكين. والمظلوم؟ والله ما خاب من رفع يديه إلى السماء يشكو بثّه وحزنه، وما ضاع دمعٌ سُكِبَ في ظلمة القهر، بل جُمِعَ عند الحقّ وادّخر، حتى إذا شاء العزيز المنتقم، جاءه النصر على قدر، لا يُبطئ إذا حان، ولا يخطئ حين يُقَدَّر. الحياةُ دارُ ابتلاء، تكسِر ثم تجبُر، تُدهِش ثم تُعلِّم، تُسقِطُك لترفعك، وتريك في الناس صنفين: من صَبر فظفر، ومن بغى فاندحر. والحوادث؟ هي المِحكّ، هي التي تَعرِض الوجوه على مرآة الصدق، فتُميّز بين الطيّب والخبيث، وبين من زُيِّن له غروره، ومن صقلته نيران المحن فصار كالذهب، لا يزيده اللهب إلا لمعانًا. فلا تحزن إن تهاويتَ يومًا، فإن السقوط لا يُهين إلا من قبِل الهوان، وكم من عثرة كانت بداية مجد، وكم من جَلدٍ على الابتلاء ختم بنصرٍ لا يخطر على بال. تأمّل، واذكر: كم من جبارٍ طغى، فصار حديث العابرين، وكم من مظلومٍ بكى، فصار علَماً في جبين المنتصرين.  | 
		
 رد: مُهاجر 
		
		
		بارقةُ الأملِ يا صاحِ، لا تغيبُ عن سماءِ الصابرين، وإن حجبتها غيومُ الهموم حيناً، فإنها لا تموت، بل تختبئُ لتعود أبهى وأقوى. 
	فاسمع: إذا ضاقت بك السُبل، وتكالبت عليك الخطوب، فاذكر أن الفجر لا يولد إلا بعد أظلم ساعات الليل، وأن الجَمر لا يُنضِج الذهب إلا إذا اشتدّت ناره. ولك في يوسفَ مثلٌ، رُميَ في الجُبّ، وبِيعَ بثمنٍ بخس، وسُجِن مظلوماً… ثم خرج عزيزاً، يُؤتمن على خزائن الأرض. ولك في موسى نَجاة، شُقَّ له البحرُ، وهو المُلاحق، لأنه قال: "كلا إن معي ربي سيهدين." ولك في الحبيبِ محمد ﷺ صبرٌ، أوذي، وهُجِّر، وقُوتِل… ثم عاد إلى مكةَ فاتحًا، رحيمًا، عزيزًا لا كبر فيه. فيا أيها المنكسر، لا تظن أن جُرحك عبث، ولا أن دمعك ضياع… ربما تُهيَّأ الآن لرفعةٍ لا تَخطرُ لك على بال، ولعلّك تُصقل لتكون من أولي العزم، ممن تصنعهم الشدائد لا الراحة. وقل لنفسك إذا ادلهمّت: إنّ الذي كتب الحزن، هو نفسه الذي وعد بالفرج، وإن الذي أمهلك في البلاء، يدّخر لك نصرًا لا يخيب. فابسم، وإن ثقل الفؤاد، فما أضيقَ العيش لولا فسحةُ الأمل… وما أقربَ الفرج لمن عَلِم أن الله لا يُخيب من رجاه.  | 
| الساعة الآن 06:37 AM | 
	Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.