![]() |
|
رد: مَجْمعُ الأمثال
3539
.... لَا تَقْسِطْ عَلَى أبي حِبَالٍ .... كان حِبال بن طُلَيْحة بن خُويلد لقي ثابت بن الأفرم وعُكَاشة بن مِحْصِن، وكان طليحة تنبأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل ثابت وعكاشة حِبَالًا، فجاء الخبر إلى طليحة، فتبعهما وقتلهما، وقَال: فَإنْ تَكُ أذَوَادٌ أصِبْنَ وَنِسْوَةٌ فَلَنْ يَذْهَبُوا فَرْغًا بِقَتْلِ حِبَالِ وَمَا ظنكم بالقَوْمِ إذْ تَقْتُلُونَهُ ألَيْسُوا وَإنْ لَمْ يُسْلِمُوا بِرِجَالِ عَشَيَّةَ غَادَرْتُ ابنَ أفْرَمَ ثَاوِيًا وَعُكَّاشَةَ الغنمى عَنْهُ بِحَالِ فلما رأت بنو أسد صنيعَ طليحة وطلبه بثأر ابنه قَالوا: لا تَقْسِطْ على أبي حبال، فذهبت مَثَلًا. يضرب لمن يُحْذَر جانبُه ويُخْشَى وِتْرُه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3540
.... لَا يَكْظِمُ عَلَى جِرَّتِهِ .... الكَظُوم: السَّكُوت، وكَظَم البعيرُ يَكْظِم كُظُومًا، إذا أمْسَكَ عن الجِرَّة. يضرب لمن يعجز عن كتمان ما في نفسه، ومثلُه: |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3541
.... لَا يَخْنُقُ عَلى جِرَّتِهِ .... يُقَال: خَنَقَه يخْنُقُه خَنِقًا، بكسر النون من المصدر. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3542
.... لَا فِي العير ولَا في النَّفيرِ .... قَال المفضل: أولُ من قَال ذلك أبو سُفْيان بن حَرْب، وذلك أنه أقْبَلَ بعِير قريش، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تَحَّيَنَ انصرافَهَا من الشأم فَنَدَب المسلمين للخروج معه، وأقبل أبو سفيان حتى دنا من المدينة وقد خاف خوفًا شديدًا، فَقَال لمجديّ بن عمرو: هل أحْسَسْتَ من أحدٍ من أصحاب محمد؟ فَقَال: ما رأيت من أحد أنكره إلا راكبين أَتَيَا هذا المكَانَ، وأشار له إلى مكان عديٍّ وبسبس عَيْنَيْ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ أبو سفيان أبْعَارًا من أبعار بعيريهما ففَتَّها فإذا فيها نَوًى، فَقَال: علائفُ يَثْرب، هذه عيونُ محمد، فضرب وجوهَ عِيْرِهِ فسَاحَلَ بها وترك بَدْرًا يسارًا، وقد كان بَعَثَ إلى قريش حين فَصَلَ من الشأم يخبرهم بما يخافه من النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبلت قريش من مكة، فأرسل إليهم أبو سفيان يخبرهم أنه قد أحرز العير، ويأمرهم بالرجوع، فأبَتْ قريش أن تَرْجِع ورَجَعَتْ بنو زهرة من ثَنِيَّة أجدى، عدلوا إلى الساحل مُنْصَرِفين إلى مكة، فصادفهم أبو سفيان، فَقَال: يا بني زهرة لا في العير ولا في النفير، قَالوا: أنت أرْسَلْتَ إلى قريش أن ترجع، ومضت قريش إلى بدر، فواقعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأظفره الله تعالى بهم، ولم يشهد بدرًا من المشركين من بني زهرة أحد. قَال الأَصمَعي: يضرب هذا للرجل يحطُّ أمره ويصغر قدره. وروي أن عبد الله بن يزيد بن معاوية أتى أخاه خالدًا فَقَال: يا أخي لقد هممت اليوم أن أفْتِكَ بالوليد بن عبد الملك، فَقَال له: والله بئسما هممت به في ابن أمير المؤمنين وولي عهد المسلمين، فَقَال: إن خيلي مَرَّتْ به فتعبث بها وأصغرها وأصغرني، فَقَال خالد: أنا أكْفِيكَهُ، فدخل خالد إلى عبد الملك والوليد عنده فَقَال: يا أمير المؤمنين إن الوليد مَرَّتْ به خيلُ ابن عمه عبد الله بن يزيد بن معاوية فتعبث بها وأصغره، وعبدُ الملك مُطرِق، فرفع رأسَه وقَال: إن المُلُوك إذا دخَلوا قريةً أفْسَدُوها، وجَعَلُوا أعِزَّةَ أهلها أذلَّةً، إلى آخر الآية، فَقَال خالد: وإذ أرَدْنَا أن نُهْلِكَ قريةً أمرنا مُترفيها، إلى آخر الآية، فَقَال عبد الملك: أفي عبد الله تكلمني؟ والله لقد دَخَلَ عَلَيَّ فما أقام لسانه لحنًا، فَقَال خالد: أفَعَلَى الوليدِ تعول؟ فَقَال عبد الملك: إن كان الوليد يلحن فإن أخاه سليمان لا، فَقَال خالد: وإن كان عبدُ الله يلحن فإن أخاه خالدًا لا، فَقَال له الوليد: اسكُتْ يا خالدُ فوالله ما تعدُّ في العيرِ ولا في النَّفير، فَقَال خالد: اسْمَعْ يا أمير المؤمنين، ثم أقبل عليه فَقَال: ويْحَكَ!مَنْ في العير والنفير غيري؟ جَدِّي أبو سفيان صاحبُ العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النَّفِير، ولكن لو قلت "غُنَيْمات وحُبَيْلاَت والطائف ورحم الله عثمان" قلنا: صدقت، عَنَى بذلك طَرْدَ رسول صلى الله عليه وسلم الحكَم إلى الطائف إلى مكان يدعى غُنَيمات، وكان يأوي إلى حُبْلةَ وهى الكَرْمة، وقوله "رَحِمَ الله عثمان" لردِّهِ إياه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3543
.... لَا أفْعَلُ كَذَا مَا أَرْزَمَتْ أُمُّ حائِلٍ .... أرْزَمَتِ الناقَةُ؛ إذا حَنَّتْ، والحائل: الأنثى من أولادها، أي لا أفعلُه أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3544
.... لَا تُرَاهِنْ عَلَى الصَّعْبَةِ وَلاَ تَنْشِدِ القَرِيضَ .... هذا المثل للحُطَيئة، لما حَضَرَته الوَفَاة اكْتَنَفَهُ أهلُهُ وبنو عمه، فقيل: يا حُطَيءُ أوْصِ، قَال: وبِمَ أوصِى؟ مالي بين بنيَّ، قَالوا: قد علمنا أن مالك بين بنيك فأوْصِ، فقال: وَيْل للشِّعْر من راوية السوء، فأرسلها مَثَلًا، فَقَالوا: أوصِ، فَقَال: أخبِرُوا أهلَ ضابئ بن الحارث أنه كان شاعرًا حيث يقول: لكُلِّ جَدِيدٍ لَذَةٌ، غيرَ أنَّنِي وَجَدْتُ جَدِيدَ المَوْتِ غيرَ لذيذِ ثم قَال: لا تُرَاهِن على الصَّعبة ولا تنشد القريض، فأرسلها مَثَلًا. يضرب في التحذير. وفي بعض الروايات أنه قيل له: يا أبا مُلَيْكَةَ أوْصِهْ، قَال: مالي للذكور دون الإناث، قَالوا: إن الله لم يأمر بذا، قَال: فإني آمر، قَالوا: أوْصِهْ، قَال: أخبروا آل الشماخ أن أخاهم أشْعَرُ العرب حيث يقول: وظلت بأعراف صِيامًا كأنَّهَا رمَاحٌ نَحَاهَا وجهة الريح رَاكِزُ قَالوا: أوْصِيهْ فإن هذا لا يُغْنِي عنك شيئًا، قَال: أبلِغُوا كِنْدَة أن أخاهم أشْعَرُ العرب حيث يقول: فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كأنَّ نُجُومَهُ بأمْرَاسِ كتَّان إلى صُمِّ جَنْدَلِ يعني امرأ القيس، قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغني عنك شيئًا، قَال: أخْبِرُوا الأنصارَ أن أخاهم أمْدَحُ العرب حيث يقول: يُغْشُونَ حَتَّى مَا تَهِرُّ كِلاَبُهُمْ لَا يَسْأَلُونَ عَنِ السَّوَادِ المُقْبِلِ قَالوا: أوصه فإن هذا لا يغني عنك شيئًا قَال: أوصيكم بالشعر خيرًا، ثم أنشأ يقول: الشِّعْرُ صَعْبٌ وَطَوِيلٌ سُلَّمُهْ إذا ارْتَقَى إلى الَّذِي لاَ يَعْلَمُه زَلَّتْ بِهِ إلَى الحَضِيضِ قَدَمُهْ وَالشِّعْرُ لاَ يُطيعُهُ مَنْ يَظْلِمُهْ يُرِيدُ أَنْ يُعْرِبَهُ فَيُعْجِمُهْ وِلَمْ يَزَلْ مِنْ حَيْثُ يأتي يَخْرِمُهْ *مَنْ يَسِمِ الأعْدَاء يبقى مِيسَمُهُ* قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يبقى عنك شيئًا، قَال: [قد] كُنْتُ أحْيَانًا شَدِيدَ المُعْتَمَدْ وَكُنْتُ أحيانًا عَلَى خَصْمِي ألَدْ *قَدْ وَرْدَتْ نَفْسِي وَمَا كَادَتْ تَرِدْ* قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغني عنك شيئًا، قَال: واجَزَعَاهُ على المديح الجيد يُمْدَح به من ليس من أهله، قَالوا: أوْصِهْ فإن هذا لا يغني عنك شيئًا، فبكى، قَالوا: وما يبكيك؟ قَال: أبكي الشعرَ الجيدَ، من راوية السوء، قَالوا: أوص للمساكين بشَيء، قَال: أوصيهم بالمسألة وأوصِ الناسَ أن لا يُعْطُوهم، قَالوا: أعتِقْ غُلامك فإنه قد رَعَى عليك ثلاثين سنة، قَال: هو عبد ما بقى على الأرض عَبْسيّ، ثم قَال: احملوني على حماري ودُورُوا بي حول هذا التل فإنه لَم يَمُتْ على الحمار كريم، فعسى ربي أن يرحمني، فحمله ابناه وأخذا بضبْعَيْه ثم جَعَلَا يسوقان الحمار حول التل، وهو يقول: قَدْ عَجَّلَ الدَّهْرُ والأحْدَاثُ يتمكما فَاسْتَغْنَيَا بوشَيِكٍ إنَّني عَانِ [وَ] دَلِّيَانِيَ في غَبْرَاءَ مُظْلِمَةٍ كَمَا تدلى دلاءٌ بَيْنَ أشْطَانِ قَالوا: يا أبا مليكة، مَنْ أشْعَرُ العرب؟ قَال: هذا الجُحَير، إذا طمع بخير، وأشار بيده إلى فِيهِ، وكان آخر كلامه، فمات وكان له عشرون ومئة سنة، منها سبعون في الجاهلية، وخمسون في الإسلام. ويروى أنه أراد سَفَرًا، فلما قَدَّم راحلته قَالت له امرأته: متى ترجع؟ فَقَال: عُدِّي السِّنِينَ لَغِيَبَتِي وَتَصَبَّرِي وَدَعي الشُّهورَ فَإنَّهُنَّ قِصَارُ فَقَالت: اِذْكُرْ صَبَابَتَنَا إلَيْكَ وَشَوْقَنَا وَارْحَمْ بَنَاتِكَ إنَّهُنَّ صِغَارُ قَالوا: وما مدح قومًا إلا رفَعهم، وما هجا قومًا إلا وضعهم. وقال يهجو نفسه وقد نظر في المرآة، وكان دَميمًا: أبَتْ شَفَتَايَ اليَوْمَ إلاَّ تَكَلُّمًا بِسُوء، فَمَا أدْرِي لِمَنْ أنَا قَائِلُهْ أرَى ليَ وَجْهًا شَوَّهَ الله خَلْقَهُ فَقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ وَقُبِّحَ حَامِلُهْ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3545
.... لَا تَكُنْ أَدْنَى العَيْرَيْنِ إلَى السَّهْمِ .... أي لا تكن أدنى أصحابك من التَّلَفِ. يضرب في التحذير. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3546
.... لَا يَأْبَى الكَرَامة إلَّا حِمَارٌ .... قَال المفضل: أولُ من قَال ذلك أميرُ المؤمنين علي رضي الله عنه، وذلك أنه دخل عليه رجلان، فرمى لهما بوِسَادتين، فقعَدَ أحدُهما على الوِسَادة، ولم يقعد الآخَر، فَقَال علي: اقْعُد على الوِسَادة، لا يأبى الكرامة إلا حمار، فقعد الرجل على الوسادة. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3547
.... لَا أَفْعَلُ ذلِكَ مَا جَبَحَ ابْنُ أتانٍ .... قَاله عدي، يُقَال: جَبَح وجَبَخَ - بالحاء، والخاء - وابن الأتَانِ: الجحشُ، أي لا أفعل كذا أبدًا. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
3548
.... لا تَحْبِقُ فِي هذا الأمْرِ عَنَاقٌ حَوْلِيَّةٌ .... قَاله عدي بن حاتم حين قُتل عثمان رضي الله عنه، فلما كان يومُ الجمل فقُئت عين عدي وقُتل ابنه بِصِفِّين، فقيل له: يا أبا طريف، ألم تزعُمْ أنه لا تحبق في هذا الأمر عَنَاقٌ حولية؟ فَقَال: بَلَى والله، التَّيْسُ الأعظَم قد حَبَق فيه، قَالوا: ولما كان بعد ذلك دخَلَ على معاوية وعنده عبد الله بن الزبير، فَقَال ابن الزبير: يا أمير المؤمنين هِجْهُ فإنَّ عنده جوابًا، فَقَال معاوية: أما أنا فلا، ولكن دونك إن شِئت، فَقَال له ابن الزبير: أي يوم فقئت عينك ياعدي، قَال: في اليوم الذي قُتلَ فيه أبوك مُدْبِرًا وضُرِبْتَ على قفاك مُوَلِّيًا، فأفِحَمَهُ. يضرب المثل في الأمر لا يُعْبَأَ به ولا غِيَرَ له، أي لا يدرك فيه ثأر. ومثلُه قولهم: |
الساعة الآن 04:31 AM |
|
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.