![]() |
http://www8.0zz0.com/2017/11/02/08/368717661.gif
[marq="2;right;1;scroll"]اللقاء في جوف الليل [/marq]إن جوف الليل هو موعد اللقاء الخاص بين الأولياء وبين ربهم .. ولهذا ينتظرون تلك الساعة من الليل - وهم في جوف النهار - بتلهّف شديد .. بل إنهم يتحملون بعض أعباء النهار ومكدراتها ، لانتظارهم ساعة ( الصفاء ) التي يخرجون فيها عن كدر الدنيا وزحامها .. وهي الساعة التي تعينهم أيضا على تحمّل أعباء النهار في اليوم القادم .. وبذلك تتحول صلاة الليل ( المندوبة ) عندهم ، إلى موقف ( لا يجوز ) تفويت الفرصة عنده ، إذ كيف يمكن التفريط بمنـزلة المقام المحمود ؟ ! .. ----------------------------------------------------------------- الخميس 12 صفر 1439هـ 2 / 11 / 2017 http://www8.0zz0.com/2017/11/02/08/585111747.gif |
http://www5.0zz0.com/2017/11/03/05/673375496.gif
[marq="2;right;1;scroll"]الانبهار والتفاعل[/marq]تنتاب الإنسان حالة من الإعجاب عند رؤيته لمشاهد من دقة الصنع في الخلق ، وينتهي الأمر عند هذا الحد والمطلوب من العبد تجاوز حالة الانبهار الذهني من ( دقّـة ) المخلوق إلى حالة التفاعل النفسي مع ( عظمة ) الخالق . هذا التفاعل بدوره يفيض على الإنسان حالة من ( الاطمئنان ) في حاضره ومستقبل أموره لما يرى من أن نواصي الخلق طراً بيد ذلك المدبر للكون المترامي الأطراف . ومن ( الخشوع ) لما يرى من أن من يقف بين يديه هو صاحب هذا الملك الواسع المتقن . ------------------------------------------------------- الجمعة 13 صفر 1439هـ 3 / 11 / 2017 http://www5.0zz0.com/2017/11/03/05/679101207.gif |
http://www10.0zz0.com/2017/11/05/08/865716279.gif
[marq="2;right;1;scroll"]شهوة الشهرة [/marq] إن من الشهوات التي تستهوي الخواص من العباد هو حب الشهرة ، فيبذلون لأجلها الكثير ، فضلاً عن إيقاع أنفسهم في موجبات الردى ، وارتكاب ما لا يمكن التكفير عنه .. والحال أن واقع الشهرة هو ميل الإنسان لانطباع صورته الحسنة في قلوب الآخرين .. فالأجدر به أن يسأل نفسه : أنه ما قيمة ( رضا ) القلوب قياسا إلى رضا رب القلوب ، فضلا عن ذلك ( الاعتبار ) النفسي فيها ؟! وهل ( يمتلك ) هذه الصور الذهنية لتكون جزءاً من كيانه يلتذ بوجدانها ؟! وهل ( يضمن ) بقاء هذه الصور المحسَّنة في قلوب العامة الذين تتجاذبهم الأهواء ، فلا ضمان لقرارهم ولا ثبات لمواقفهم ؟!.. والحل الجامع هو الالتفات إلى حقيقة فناء ما هو دون الحق ، وبقاء وجه الرب الذي ببقائه يبقى ما هو منتسب إليه ، مصداقا لقوله تعالى : { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } . -------------------------------------------------------------- الأحد 15 صفر 1439هـ 5 / 11 / 2017 http://www10.0zz0.com/2017/11/05/08/835462244.gif |
http://www8.0zz0.com/2017/11/06/18/776630982.gif
[marq="2;right;1;scroll"]موطن المعاني هو القلب [/marq]إن الكثير من المعاني التي تستوطن ( القلب ) نحبسها في سجن عالم ( الألفاظ ) .. وكأنّ تلك المعاني تتحقق بإمرار مضامينها على اللسان لقلقة لا تدبر فيها .. فمن هذه المعاني : الاستعاذة ، والشكر ، والاستغفار ، والدعاء ، والرهبة ، وغير ذلك مما بنبغي صدورها من القلب ، تحقيقا لماهيتها الواقعية لا الإدعائية .. فالخوف المستلزم للاستعاذة والندم المستلزم للاستغفار والخجل المستلزم للشكر والافتقار المستلزم للدعاء كلها معانٍ ( منقدحة ) في القلب .. والألفاظ إنما تشير إلى هذه المعاني المتحققة في رتبة سابقة أو مقارنة ، فالحق : إن الكلامَ لفي الفؤاد ِوانما جُعِلَ اللسان ُعلى الفؤاد ِدليلا --------------------------------------------------- الاثنين 16 صفر 1439هـ 6 / 11 / 2017 http://www8.0zz0.com/2017/11/06/18/894341257.gif |
http://www14.0zz0.com/2017/11/07/18/311556259.gif
[marq="2;right;1;scroll"]السفر الهادف[/marq] إن في السفر مجالاً خصباً للتدبر وتقويم مسيرة العبد وتقييمها ، وذلك لما فيه من ( الانقطاع ) عن البيئة المألوفة ، و( الخروج ) عن أسر القيود المتعارفة ، أضف إلى ( الراحة ) النفسية التي يوفّرها السفر ، وبالتالي سكون النفس إلى ما ينبغي العيش فيه من المعاني التي لا يمكن استحضارها في زحمة الحياة .. وهذه الراحة بدورها عامل مساعد لانطلاقة النفس بشكل أيسر وأسهل في استكشاف أغوارها ، ونقاط ضعفها ، بدلا من التفرج على مظاهر العمران في البلاد فحسب .. فإن الأمر بالسير في الأرض ، قد تعقّـبه الأمر بالنظر في العواقب ، إذ قال سبحانه : [ قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين ] .. ومن المعلوم أن المرء يكتشف قدر نفسه والآخرين ، في السفر والجوار والمعاملة . ---------------------------------------------------- الثلاثاء 17 صفر 1439هـ 7 / 11 / 2017 http://www14.0zz0.com/2017/11/07/18/375307930.gif |
http://www8.0zz0.com/2017/11/08/21/113167354.gif
[marq="3;right;1;scroll"]حب التوابين [/marq] إن ( الاشمئزاز ) الذي ينتاب العبد بعد المعصية ، قد يكون - في بعض الحالات - من دواعي ( القرب ) إلى الحق .. ومن هنا كان الحق يحب التوابين ، وهو الملفت حقا في هذا المجال ، إذ قد علمنا أن الحب إنما هو للمطيعين ، فكيف صار للتوابين ؟! وخاصة مع ما يوحيه هذا التعبير من تكرر وقوع ما يوجب التوبة ، إذ التّواب هو كثير الرجوع عما ينبغي الرجوع عنه .. ومن هنا نجد حالات ( الطفرة ) في القرب عند بعض ذوي المعاصي ، الذين هجروا السيئات إلى الحسنات هجرة لا عودة فيها .. والتاريخ يروي قصص الكثيرين منهم ، مما يبعث الأمل في القلوب اليائسة . ---------------------------------------------------------------- الأربعاء 18 صفر 1439هـ 8 / 11 / 2017 http://www8.0zz0.com/2017/11/08/21/436040018.gif |
http://www3.0zz0.com/2017/11/11/18/584007773.gif
[marq="2;right;1;scroll"]الصراع مع الشيطان[/marq] إن الشيطان في كل يوم ينصب للمؤمن فخا، وتجاوز هذا الفخ يحتاج إلى معاملة جديدة في كل يوم.. ولهذا، فإن المؤمن لا ينفك عن الصراع اليومي.. ------------------------------------------- السبت 21 صفر 1439هـ 11 / 11 / 2017 http://www3.0zz0.com/2017/11/11/18/795250565.gif |
http://www13.0zz0.com/2017/11/13/21/987226361.gif
[marq="2;right;1;scroll"]الطائع والتائب[/marq] قد ورد أن ( التائب ) من الذنب كمن لا ذنب له لكـن ذلك لا يعني المساواة في جميع الجهات لمن ( لم يذنب ) أصلا مع التعرض لمثيرات الذنوب وخاصة بعد طول مجاهـدة في عدم الوقوع في منـزلقاتها . وعليه فـلابد من التفات العبد إلى أن بعض الدرجات ( التفضّلية ) قد يُحرمها العبد بعد ممارسة الذنب وان قبلت توبته . ----------------------------------------------------- الاثنين 23 صفر 1439هـ 13 / 11 / 2017 http://www13.0zz0.com/2017/11/13/21/863284667.gif |
http://www10.0zz0.com/2017/11/14/19/474002278.gif
[marq="2;right;1;scroll"]الإبتعاد عن الغفلة في الصلاة[/marq] إن نسيان الله عزّ وجلّ، سوف يدعو الإنسان إلى نسيان نفسه بترك المراقبة.. الإنسان الذي لا يراقب نفسه، قد نسي نفسه.. ولهذا، فإن الإنسان المصلي الذي يصلي بقلب غافل، هو إنسان نسي نفسه.. -------------------------------------------------------- الثلاثاء 24 صفر 1439هـ 14 / 11 / 2017 http://www10.0zz0.com/2017/11/14/19/547368676.gif |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الذاكر الغافل[/marq] إن مَثَل الذاكر بلسانه مع عدم مواطأة قلبه للذكر باللسان كمَثَل من ( يتظاهر ) بالإصغاء إلى جليسه وهو ( شارد ) عنه . فلو اطلع الجليس على شروده لأعرض عنه بل لعاقبه على سوء أدبه معه . فهذا الذاكر بلسانه يجعل نفسه في موضع المتحدث مع الحق فلو أعرض بقلبه لكان عمله نوع استهتار و نفاق يستحق معه العتاب . وعليه لو أثاب المولى - المطلع على الضمائر - عبده على هذا الذكر المقترن بالشرود والذهول لعُدّ ذلك ( تفضّلا ) منه وكرما . ------------------------------------------------------ 15 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] النفس الحاكمة [/marq] إن مَثَل ( النفس ) في مملكة الوجود ، ( كحاكمٍ ) أصمّ ، أبكم ، أعمى ، بيده المقدرات كلها ، ولا يطلب إلا المزيد من الشهوات . وعليه فإن على من حوله من الوزراء والرعية ، أن يعاملوه بما يجنّبهم التبعات الفاسدة متمثلا : أولاً في تقليص قدراته ، وسلب ما بحوزته من عناصر اقتداره . وثانياً بعدم الاعتناء ما أمكن بأوامره الباطلة . وثالثاً بالسعي إلى ترشيده وتفهيمه بخطورة موقفه . ورابعاً بتهديده من مغبّة التمادي في ظلمه . وهكذا الأمر في النفس ، فإن العقل وجنوده هم وزراء مملكة الوجود ، فطوبى لمن استبدل الحاكم الطالح ، بمثل هذا الوزير الناصح ! . -------------------------------------------------------- 16 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العلماء هم أهل الخشية [/marq]
----------------------------------------------------------- 17 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العلماء هم أهل الخشية [/marq] إن القرآن الكريم يحصر الخشية من الله تعالى بعباده العلماء ، فمن يرى نفسه في زمرة العلماء أو يعتبره الخلق كذلك ، ولا يجد في نفسه شيئا من هذه ( الخشية ) ، فما عليه إلا أن يراجع حسابه بقلق واضطراب شديد ، لئلا يعيش ( الوهم ) طول دهره ، فيرى أنه على شيء وليس بشيء . ومن المعلوم أن هذه الخشية لو تحققت في نفس صاحبها ، لكانت خشية مستمرة ، إذ أنها من لوازم الصفة الثابتة ، وإلا فإن الخشية المتقطعة قد تنتاب غير العالم بما لا ثبات له في النفس ، ومن المعلوم أن العلم الذي يحمله أهل الخشية ، هو نوع علمٍ يورث تلك الخشية مع اجتماع أسبابها الأخرى . ----------------------------------------------------------- 21 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الطريق المغري [/marq] إن السائر في ساحة الحياة بأهوائها المبثوثة في كل جنباتها ، كمثل من يسير في طريق ( مزدحم ) بألوان المغريات في : مطعم أو مشرب أو جمال منظر ، والحال أنه مأمور بالوصول إلى مقصده في نهاية ذلك المسير . فالغافل عن الهدف قد يدخل كل ( مُدخَل ) في ذلك الطريق ، لـيُشبع فضول نظره ويسد فوران شهوته ، بما يجعله متشاغلاً طول عمره في ذلك الطريق ذهابا وإيابا ، غير واصل حتى إلى مقربةٍ من هدفه . وعليه فإن على العبد في مثل هذه الحياة المليئة بزينة المغريات ، أن ( يغض ) الطرف عن كثير مما يصده عن السبيل ولو كان حلالاً ، فإن الحلال الشاغل كالحرام في الصدّ عن السبيل . فأفضل المشي ما كان على منتصف الجادة ، بعيداً عن طرفيها بما فيها من فتن وإغراء . ----------------------------------------------------------- 22 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]مَثَل الذاكر باللسان [/marq] إن مَثَل من ينشغل عن الحق في صلاته ، كَمَثل من يجلس إلى جليس تثقل عليه محادثته ، فيتركه بين يدي آلة تحدثه ، ويذهب هو حيث الخلوة بمن يهوى ويحب . فإن بدنه الذاكر في الصلاة ، بمثابة تلك ( الآلة ) المتحدثة ، التي لا تلتفت إلى مضامين ما تتحدث عنها ، وإن روحه المشتغلة بالخواطر المذهلة ، بمثابة ( المنصرف ) عن ذلك الجليس ، والمتشاغل عنه بمن يحب ممن هو أقرب إلى نفسه من ذلك الجليس . ولنتصور قبح مثل هذا العمل لو صدر في حق ( عظيم ) من عظماء الخلق ، فكيف إذ صدر مثل ذلك في حق جبار السموات والأرض ؟! . ----------------------------------------------------------- 23 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]النشاطان الصادق والكاذب [/marq] تنتاب العبد حالة من ( النشاط ) ، منشؤه ارتياحٌ في البدن ، أو إقبالٌ لدنيا ، أو اكتفاءٌ بلذة أو بشهوة ، أوجبت له مثل هذا الاستقرار والنشاط ، ولكن هذا النشاط نشاط ( كاذب ) لا رصيد له ، إذ أنه حصيلة ما لا قرار له ، ولا يستند إلى مادة ثابتة في نفسه ، ولهذا سرعان ما ينقلب إلى كآبة وفتور ، لأدنى موجبٍ من موجبات القلق والتشويش ، وهو ما نلاحظه بوضوح في أهل اللذائذ الذين تتعكر أمزجتهم بيسير من كدر الحياة . وهذا كله بخلاف النشاط ( الصادق ) ، المستند إلى إحساس العبد برضا الحق المتعال ، عند مطابقة أفعاله وتروكه لأوامره ونواهيه ، بما يعيش معه برد رضاه في قلبه . ولا غرابة في ذلك ، إذ كان من الطبيعي سكون النفس واستشعارها للنشاط الصادق ، عند تحقيق مطلوبها في الحياة ، وأي مطلوب أعزّ وأغلى من حقيقة : { رضي الله عنهم ورضوا عنه } . -----------------------------------------------------------24 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]القرين من الشياطين [/marq] إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته . فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء . فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً . ------------------------------------------------------ 25 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المسخ الباطني [/marq] إن من المعلوم ارتفاع عقوبة المسخ والخسف في أمة النبي الخاتم ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) إكراماً لمن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، فكان مثَلَه في هذه الأمة كمثل البسملة للبراءة في أنهما لا يجتمعان . فلم نعهد انقلاب العباد إلى قردة وخنازير كما في القرون السالفة ، كما لم نعهد إمطار الأرض بالحجارة ، وقلب الأرض عاليها سافلها كما في قوم لوط . إلا أن هناك عقوبة أخرى شبيهة بتلك العقوبات وهي المسخ في ( الأنفس ) ، والخسف في الأفئدة و( العقول ) وهو ما يتجلى لنا في حياة بعض المنتسبين إلى الشريعة الخاتمة ، فنرى ( مسخاً ) واضحاً في النفوس يجعلها لا ترى الصواب في العقيدة والعمل ، ولا ترى المنكر منكراً ، ولا المعروف معروفاً ، بل ترى المنكر معروفاً والمعروف منكراً . كما نرى ( خسفاً ) بيّناً في القلوب ، لافتقاد سلامتها في ترتيب طبقات القلب ، منشؤه الخطايا العظام . ومن المعلوم أن أثر هذا الخسف في القلوب ، هو جهلها ما فيه رداها ، وبغضها ما فيه حياتها . ------------------------------------------------------ 26 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الشوق إلى الموت[/marq] فالذي يرى الموت جسراً بين العناء والسعادة المطلقة ، لا يمكن أن يستوحش منه وهو على مشارفه ، وهذا خلافاً لمن لا يعلم ما وراء ذلك الحد ، بل يعلم بما هو أسوأ من حاضره . ولهذا جعل الحق المتعال تمنيّ الموت من دلائل الصدق في دعوى الولاية للحق ، وذلك في قوله تعالى : { إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } . وقد أفصحَ أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) عن شدّة ( شوقه ) إلى الموت في مواقف عديدة منها قوله ( عليهِ السلام ) : { والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه ، ومن الرجل بأخيه وعمه } والسر في ذلك واضح ، إذ الموت عنده ( عليهِ السلام ) سفر من ( الضيق ) إلى عالم لا يعرف الحدود ، ومن ( مصاحبة ) الخلق إلى التفرغ لمجالسة الحق في مقعد الصدق عند المليك المقتدر . ------------------------------------------------------ 27 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العجب من سلامة البدن[/marq] إن من موجبات العَجَب - وما أكثرها في هذا الوجود العجيب - هو بقاء الإنسان على سلامة في أداء أعضائه لوظائفها المعقدة ، ما يقارب القرن أو أكثر من الزمان ، وما هو إلا لحمٌ وعظم ، ولو كان حديداً لتآكل . ومن المعلوم أن هذه السلامة في البدن فضلاً عن الروح تتوقف على ( سلامة ) ملايين المعادلات في هذا الكيان ، بأنسجته وعصبه وإفرازاته المعقدة ، كما تتوقف على ( انتفاء ) العوامل الخارجية الموجبة للعطب ، كالجراثيم القاتلة المبثوثة في الفضاء ، والتي طالما عبرت الأبدان بسلام . فكيف لا يستشعر العبد بعد هذا كله دقة الصنع المذهلة ، التي تجعله ( يخشع ) بإكبار أولاً ، ثم ( يخضع ) باختيار ثانياً ، بما يوجب له الإحساس العميق بالعبودية المستوعبة لكل أركان الوجود ؟! . ------------------------------------------------------ 28 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الـحُمقاء في الدين [/marq] إن ما يثير التحيّـر والتحسّر ، هو هذا السعي الحثيث للعباد في شؤون دنياهم ، إذ أن ( ثلث ) حياتهم في اليوم والليلة ، وقف على النشاط اليومي لكسب المال ، لـيَمضي ( الثلثان ) الباقيان في صرف ذلك المال المكتسب في الاستمتاع والاسترخاء ، وفيما لا يُـعدّ زاداً للحياة الأبدية . أما السعي في ما يورث له سعادة الأبد ، فلا موقع له في نشاطهم ، أو له موقع لا ( يعبأ ) به متمثل في صلاة لا يُـقبلون فيها بقلوبهم ، ولا تُغيـّر شيئاً من واقعهم . ------------------------------------------------------ 29 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]قطع العلائق [/marq] إن على طالبي الكمال الالتفات إلى أن العبد لو قطع كل تعلقاته بما سوى الحق ، وأبقى علقة واحدة ، فإن تلك العلقة الواحدة كافية لأن تجعله متثاقلاً إلى الأرض ، بما يمنعه من الطيران في الأجواء العليا للعبودية . فإن مَثَله كمثل الطير المشدود إلى الأرض ، سواء كان ذلك ( الإنشداد ) بحبل واحد أو بحبال شتى ، فالنتيجة في الحالتين واحدة ، وهي الارتطام بالأرض كلما حاول الصعود . ولهذا حذّرت النصوص القرآنية والروايات المتعددة من الشرك : خفيّـه وجلـيّه ، إذ أن الالتفات إلى غير الحق - ولو في مورد واحد - لهو صورة من صور الشرك في التوجه والالتفات ، وهو الذي يمثل روح العبادة . ومن هنا يمكن القول - بقطع - أنه لا مجال ( للخلاص ) والكمال ، إلا بإتباع أسلوب ( المراقبة ) المستوعبة للجوارح والجوانح معاً ، لنفي كل صور الشرك المهلكة بجليّـها ، والمانعة من التكامل بخفيّـها . ------------------------------------------------------ 30 / 11 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]محطات الاستراحة [/marq] إن الحالات الروحية العالية التي تنتاب السائر إلى الله تعالى و( المتمثلة ) بالطمأنينة والارتياح والسكون ، مما لا تتيسّر لأهل الدنيا في ملذاتهم ، وهي بمثابة ( محطات ) استراحة للعبد وتشجيع له على إدامة السير . ولكن ليس معنى ذلك ، أن ( يركن ) إلى هذه الحالات ، ويغتـرّ بها ويطلبها كهدف . فالأمر في ذلك كمن يمشي إلى سلطان تنـثر له في الطريق الرياحين والزهور ، فليس له الانشغال بالتقاطها ، لتفوت عليه فرصة اللقاء بالسلطان . ------------------------------------------------------ 4 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]شعب الخير والشر [/marq] إن طريق الخير طريقٌ ذو ( شعب ) يدل بعضه على بعض ، فمن دخل في مجال الإحسان انفتح له السبيل بعد السبيل ، وكذلك في مجال العلم وإرشاد العباد وغير ذلك . والأمر كذلك في الشر ، فإن الشر بعضه دليل بعض ، وكأنه سلسلة يشد بعضها بعضاً . والشيطان إنما يطلب الزلل من العبد فيوقعه في شراكه ، إذا رأى فيه ( قابلية ) الانسياق وراء الشر خطوة بعد خطوة . وقد رتّب القرآن الكريم عمل الشيطان من طلبه لزلل العبد ، على كسب العبد نفسه ، فقال : { إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا } .ومن ذلك يعلم أن الضلالة يكون مردّها إلى العبد نفسه ، وإن استثمر الشيطان كسب العبد في تحقيق الضلالة . ------------------------------------------------------ 5 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الهواجس والخواطر [/marq] إن مَثَل بعض الأخطاء التي قد لا ترقى إلى حد المعصية ، كمَثَل النار التي تستتبع دخاناً كثيفاً يحجب الرؤية ولو لم تحرق الدار ، ومثالها الهواجس الانتقامية أو الخواطر الشهوانية ، إذ أنها قد لا تنتقل إلى الجارحة وبالتالي لا يقع العبد في دائرة المعصية ، إلا أن أثرهما واضح في ( حجب ) الرؤية الصحيحة للحقائق ، والاتزان النفسي في الأمور ، فيعيش العبد بعدهما حالة من الانقلاب والغثيان الداخلي ، يجعله يفتقد التركيز في العبادة أو في ما يحسن التفكير فيه . ومن الواضح أن ترادف هذه الحالات النفسية يجعلها تتعدى - ولو لم يشأ صاحبها - إلى الجوارح ، فيغتاب مثلاً من دون قصد ، عند اشتداد ( الهواجس ) الانتقامية ، وينظر إلى ما لا يحل له عند فوران ( الخواطر ) الشهوانية . ------------------------------------------------------ 6 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]مَثَل الذاكر باللسان [/marq] إن مَثَل من ينشغل عن الحق في صلاته ، كَمَثل من يجلس إلى جليس تثقل عليه محادثته ، فيتركه بين يدي آلة تحدثه ، ويذهب هو حيث الخلوة بمن يهوى ويحب . فإن بدنه الذاكر في الصلاة ، بمثابة تلك ( الآلة ) المتحدثة ، التي لا تلتفت إلى مضامين ما تتحدث عنها ، وإن روحه المشتغلة بالخواطر المذهلة ، بمثابة ( المنصرف ) عن ذلك الجليس ، والمتشاغل عنه بمن يحب ممن هو أقرب إلى نفسه من ذلك الجليس . ولنتصور قبح مثل هذا العمل لو صدر في حق ( عظيم ) من عظماء الخلق ، فكيف إذ صدر مثل ذلك في حق جبار السموات والأرض ؟! . ------------------------------------------------------ 7 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تواصل الغيث [/marq] إن ساعات الإقبال التي تتفق للعبد الغافل بين فترة وأخرى ، كالمطر في الأرض ( القاحلة ) سرعان ما يجف بما لا يستنبت شيئاً من الحياة ، خلافاً للخصبة من الأرض ، فإن كل قطرة غيث لها دورها في سرعة نمو ما فيها من البذور ، ووفرة ما ينبت عليها من الزروع . نعم إن من الممكن أن ( ينـقّي ) الغيث المتواصل الأرض من سبَخِها ، وبالتالي ( يُعـدّها ) للزرع لو شاء ذلك صاحبها . وهكذا الأمر في النفوس التي تتعرض للنفحات المتلاحقة ، فإنها قد تكتسب قابلية الخصب بعد طول الجدب . ------------------------------------------------------ 8 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الغناء وتحريك الشهوات [/marq] إن هناك ارتباطاً واضحاً بين الغناء والشهوة ، إذ أن الطرب في حكم ( الخمرة ) في سلب التركيز وتخدير الأعضاء وخفّتها ، ولهذا تعارف اجتماعهما في مجلس واحد ، فترى المشغول باستماع المطرب من الألحان ، يعيش حالة من الخـفّة كالسكارى من أصحاب الخمور . هذا السكر والطرب المتخذ من الغناء ، يجعل صاحبه يعيش في عالم الأحلام والأوهام الكاذبة ، فيصور له ( متع ) الدنيا - ومنها متعة النساء - وكأنها غاية المنى في عالم الوجود ، ويصور له ( المرأة ) التي يتشبّب بها في الغناء ، وكأن الوصل بها وصل بأعظم لذة في الحياة ، حتى إذ جاءه لم يجده شيئاً ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه . ------------------------------------------------------ 14 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الْقربُ بالمصيبةِ والمراقبةُ [/marq] إن سرعة الوصول إلى الدرجات العالية من التكامل ، يتحقق غالبا إما : بالوقوع في ( المصائب ) - ولو في برهة من الزمن - واما ( بالمراقبة) الشديدة للحق والسبب في ذلك أن العبد لا يستغني عن مدد المولى في كل مراحل سيره ، هذا المدد المتمثل بالرحمة الإلهية تأتي لذوي المصائب ، كما يشعر به قوله تعالى : { أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة } كما تأتي لذوي الذكر الدائم ، كما يشعر به قوله تعالى : { اذكروني أذكركم } ومما ذكر يعلم خطورة موقف ( الغافل) و( المعافى ) من البلاء ، فهو أبعد ما يكون من هذه( الرحمة) بشقّيها . ------------------------------------------------------ 15 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]القرين من الشياطين [/marq] إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته . فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء . فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً . ------------------------------------------------------ 17 / 12 / 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الطريق المغري [/marq] إن السائر في ساحة الحياة بأهوائها المبثوثة في كل جنباتها ، كمثل من يسير في طريق ( مزدحم ) بألوان المغريات في : مطعم أو مشرب أو جمال منظر ، والحال أنه مأمور بالوصول إلى مقصده في نهاية ذلك المسير . فالغافل عن الهدف قد يدخل كل ( مُدخَل ) في ذلك الطريق ، لـيُشبع فضول نظره ويسد فوران شهوته ، بما يجعله متشاغلاً طول عمره في ذلك الطريق ذهابا وإيابا ، غير واصل حتى إلى مقربةٍ من هدفه . وعليه فإن على العبد في مثل هذه الحياة المليئة بزينة المغريات ، أن ( يغض ) الطرف عن كثير مما يصده عن السبيل ولو كان حلالاً ، فإن الحلال الشاغل كالحرام في الصدّ عن السبيل . فأفضل المشي ما كان على منتصف الجادة ، بعيداً عن طرفيها بما فيها من فتن وإغراء . ------------------------------------------------------ 18 / 12 / 2017 |
|
|
اقتباس:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخت الطيبة نشوة شوقي تحية طيبة طال الغياب وانتظرناك كثيراً واشتقنا لكتاباتك القيمة متمنيا ً أن لا يتكرر الغياب ثانيةً بإذن الله تعالى . تقبلي شكري و تقديري . حميد 19 / 12 / 2017 |
شكرا لك أخي الغالي ربنا يسهل ويبعد عنا الغياب إن شاءالله
لكم مني كل الاحترام والتقدير |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]مَثَل الذاكر باللسان [/marq] إن مَثَل من ينشغل عن الحق في صلاته ، كَمَثل من يجلس إلى جليس تثقل عليه محادثته ، فيتركه بين يدي آلة تحدثه ، ويذهب هو حيث الخلوة بمن يهوى ويحب . فإن بدنه الذاكر في الصلاة ، بمثابة تلك ( الآلة ) المتحدثة ، التي لا تلتفت إلى مضامين ما تتحدث عنها ، وإن روحه المشتغلة بالخواطر المذهلة ، بمثابة ( المنصرف ) عن ذلك الجليس ، والمتشاغل عنه بمن يحب ممن هو أقرب إلى نفسه من ذلك الجليس . ولنتصور قبح مثل هذا العمل لو صدر في حق ( عظيم ) من عظماء الخلق ، فكيف إذ صدر مثل ذلك في حق جبار السموات والأرض ؟! . ------------------------------------------------------ 19 / 12 / 2017 |
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]النفس الحاكمة [/marq] إن مَثَل ( النفس ) في مملكة الوجود ، ( كحاكمٍ ) أصمّ ، أبكم ، أعمى ، بيده المقدرات كلها ، ولا يطلب إلا المزيد من الشهوات . وعليه فإن على من حوله من الوزراء والرعية ، أن يعاملوه بما يجنّبهم التبعات الفاسدة متمثلا : أولاً : في تقليص قدراته ، وسلب ما بحوزته من عناصر اقتداره . وثانياً : بعدم الاعتناء ما أمكن بأوامره الباطلة . وثالثاً : بالسعي إلى إرشاده وتفهيمه بخطورة موقفه . ورابعاً : بتهديده من مغبّة التمادي في ظلمه . وهكذا الأمر في النفس ، فإن العقل وجنوده هم وزراء مملكة الوجود ، فطوبى لمن استبدل الحاكم الطالح ، بمثل هذا الوزير الناصح ! . ------------------------------------------------------ 20 / 12 / 2017 |
لله درك ما أروعك !!!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]إلقاء الرعب[/marq] إن من مظاهر تصرف الحق في القلوب ، هو ما ألقاه من الرعب في نفوس المشركين بعد انتصارهم في غزوة أحد ، فلم يكن بينهم وبين القضاء على الإسلام إلا قتل النبي ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) ودخولهم المدينة واستباحة أهلها وإعادة الأمر جاهلية أخرى . ولكن الحق قذف في قلوبهم ( الرعب ) وحال دون قيامهم بذلك كله ، فقفلوا راجعين مع هزيمتهم من المسلمين إلى مكة ، وهم يقولون وكأنهم استيقظوا بعد سبات : { لا محمداً قتلنا ، ولا الكواعب أردفنا } . وهذا هو سبيل الحق في ( نصرة ) المؤمنين طوال التأريخ ، سواءً في حياتهم الخاصة ، أو في معركتهم مع أعداء الدين . ------------------------------------------------------ 31 / 12 / 2017 |
الساعة الآن 05:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.