منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 02-17-2017 09:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الذهول في أول الطريق [/marq]تنتاب السائر إلى الحق في أول الطريق المعبر عنه - بمرحلة اليقظة - حالة من ( الذهول ) والمحو ، لإدراكه بعض الحقائق الجديدة على عالمه ، فيميل إلى ( العزلة ) عن الخلق لشدة ما هو فيه ، بل لما يراه من ثقل معاشرة الغافلين عن الحق ..إلا أنه ينبغي تجاوز هذه المرحلة ، ليصل إلى مرحلة الجمع بين مختلف جهات التكليف حفظا لما هو فيه ..بل يسعى لتعريف الآخرين بما منّ عليه الحق تعالى من المعرفة الخاصة ..وعندئذ فلا الخلق يحجبونه عن الحق كما هو حال ( المحجوبين ) ، ولا الحق يصير حجابا له عن الخلق كما هو حال ( الواصلين ) .
-----------------------------------------------------
الجمعة
21 جمادى الأولى 1438هـ
17 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-18-2017 01:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]رتبة قرب النوافل [/marq]إن من الروايات التي تمثل ( قاعدة ) كبرى في السير إلى الحق ، هي ما يعبر عنه برواية قرب النوافل وهي: { ما يتقرب إليّ عبدٌ بأحب إلي مما افترضته عليه ، وإنه يتقرب إليّ بالنافلة حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ولسانه الذي ينطق به ، ويده الذي يبطش بها ، إن دعاني أجبته ، وإن سألني أعطيته} ..
فمن هذه الرواية وأشباهها يُعلم أن نقطة ( الانقلاب ) الجوهري في حياة العبد هي هذه النقطة ، وهي ( محبة ) الحق للعبد ..إذ عندها تنحسر الخصائص البشرية للعبد ، ليحل محلها تجليات الأسماء الربوبية ، فتـندك الإرادة البشرية في الإرادة الربوبية ..ومن هنا ينبغي التعامل مع هؤلاء - وإن قلّوا - بحذر شديد ، لأن مواجهتهم مواجهة لرب العالمين ، والحق سريع الانتصار لهم ، كما ورد التعبير بإرصاد المحاربة للحق عند التعرّض لهم

---------------------------------------------------------
السبت
22 جمادى الأولى 1438هـ
18 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-19-2017 05:41 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]دفع المقتضي قبل المانع [/marq]ينبغي الالتفات إلى قاعدة المقتضي والمانع في ارتكاب المحرمات ..فبدلا من أن نسعى ( لمنع ) تحقق المعصية بعد استكمال مقتضياتها ، فإنه ينبغي أن نسعى ( لقطع ) روافد الخطيئة أو ( دفع ) مقتضياتها ..فما يفرضه العقل هو أن لا يعرّض المرء نفسه لمثيرات الشهوات - حساً وفكراً - لئلا يتورط بالمواجهة ، بعد اشتعال نيران الشهوات في النفس ، بما لا يطفئها أعظم الزّواجر .
----------------------------------------------------
الأحد
23 جمادى الأولى 1438هـ
19 - 2 - 2017

نشوة شوقي 02-20-2017 08:01 PM

آية في غاية البلاغة حيث جمعت أصناف البشر الثلاث:
(صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين),,
ــ الذين أنعمت عليهم:هم الذين سلكوا الصراط المستقيم
وعرفوا الحق وعملوا بمقتضاه,,
ــ المغضوب عليهم :الذين عرفوا الحق وخالفوه..
قسم من المفسرين قالوا (العصاة)..
ــ الضالين :الذين لم يعرفوا الحق أصلاَوضل سعيهم في الحياة
وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا,,
ولا يخرج المكلفون عن هذه الأصناف الثلاثة,فكل الخلق
ينتمي إلى واحد من هذه الأصناف..

حميد درويش عطية 02-20-2017 08:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العذر عند التعب والمرض [/marq]قد يرى العبد نفسه معذورا في ( ترك ) الإقبال على الحق في ساعات المرض ، أو التعب الشديد ، أو اضطراب الحال في سفر أو غيره ، والحال أن وفاء العبد وشدة ولائه لمولاه يتـبين في المواقف المذكورة ..فلا يطلب من العبد أن ( يحرز ) الإقبال الفعلي في تلك المواطن الحرجة ، بمقدار ما يطلب منه أن يكون في ( هيئة ) المقبلين ..ومن المعلوم أن هذا السعي من العبد - في تلك الحالات الطارئة - مما يوجب له الهبات العظمى في الساعات اللاحقة لها ..كما أن التوجه إلى المخلوقين في مثل تلك الحالات ، مما يشكر من قِـبَلِهم أيضا ..كمن يذكر صديقه في حال سفره أو مرضه أو تعبه .
------------------------------------------------------
الاثنين
24 جمادى الأولى 1438هـ
20 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-21-2017 11:37 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]حقيقة الركوع والسجود [/marq]روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : { لا يركع عبد لله ركوعا على الحقيقة ، إلا زيّنه الله تعالى بنور بهائه ، وأظله في ظلال كبريائه وكساه كسوة أصفيائه ، وفي الركوع أدب وفي السجود قرب ، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب } فالركوع والسجود حركتان بدنيّتان يراد بهما إظهار الخضوع والتواضع ( القلبي ) ، فمع خلوهما من الدلالة المذكورة استحالتا إلى حركة لا قيمة لهـا ، شأنهـا شأن الحركات التي يمارسها البدن في رياضة أو لهو أو غير ذلك ..ومن الملفت ذلك التدرج من الركوع وهو ( الأدب ) إلى السجود وهو ( القرب ) ، فمن لم يركع لا يؤذن له بالسجود لعدم امتثاله لقواعد الأدب ..ومن هنا يعلم ضرورة مراعاة المتقرب إلى الحق ، لآداب المثول بين يديه في كل آن من آناء حياته .
--------------------------------------------------
الثلاثاء
25 جمادى الأولى 1438هـ
21 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-22-2017 02:26 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]القلب كالمسجد [/marq]إذا لم يرض الشارع بإبقاء الخبائث ( الخارجية ) في المسجد وحكم بفورية إزالتها ، فكيف يرضى ببقاء الخبائث ( الباطنية ) في قلب عبده المؤمن الذي يفترض فيه أن يكون عرشا للرحمن ؟!..
فكما ينبغي المسارعة في طهارة ( المسجد ) ، فإنه كذلك ينبغي المسارعة في طهارة ( القلب ) قبل أن تتراكم الخبائث فيها بما يصعب معه إزالتها ، وبالتالي يتبدل ما خلق للطهارة والصفاء ، إلى مجمَع للرجس والأدناس .

---------------------------------------------------------
الأربعاء
26 جمادى الأولى 1438هـ
22 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-23-2017 07:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] اجتياز حدود الحق [/marq]ورد التحذير في آياتٍ عديدةٍ من اجتياز حدود الله تعالى ، فكما أن اجتياز الحدود في البلاد يتم بخطوة واحدة توجب له العقوبة المغلّظة ، فكذلك فإن ما يتجاوز به العبد حدود ربه ، قد يكون أمرا ( يسيرا ) إلا أنه قد يوجب له العقوبة الشديدة ، عندما يكون العبد قاصداً لمثل ذلك التجاوز ..ومن هنا تأكد النهي عن ( المحقرات ) من الذنوب - وهي التي يستهين بها صاحبها - والحال أنها قد تكون بمثابة الخطوة الأخيرة التي تخرجه عن حدود مملكة الرب المتعال ، بكل ما يحمله الخروج: من تبعات الحرمان من حماية مملكة الحق له ، والدخول في مملكة الطاغوت ..وقد حذر الحق مرات عديدة في آية: { الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان }من تعدي حدوده ، وخاصة أنها تتعلق بالخلاف بين الزوجين ، الذَّين يسهل عليهما تجاوز الحدود ، لعدم وجود ( الرقيب ) بينهما ..أضف إلى جوّ الخصومة التي تلفهما بما ينسيهما الحدود الإلهية .
----------------------------------------------------------------
الخميس
27 جمادى الأولى 1438هـ
23 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-25-2017 11:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العناية الخاصة [/marq]إن العبد الذي يود الدخول في دائرة العناية الخاصة التي تجعله يلتحق بركب الأنبياء والشهداء ، لا بد له من الإتيان بما يحقق له ( الترجيح ) من بين الخلق ، لئلا تكون الهبات الإلهية جزافاً بلاحكمة ظاهرة فيها ..فهذا النبي المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم )لم يُبتعث في أعلى درجات المرسلين ، إلا بعد أن وجده الحق كما يصفه الحديث القائل : { فلما استكمل أربعين سنة ونظر الله عز وجل إلى قلبه ، فوجده أفضل القلوب وأجلها وأطوعها وأخشعها وأخضعها ، أذن لأبواب السماء ففتحت }
--------------------------------------------------------------
السبت
29 جمادى الأولى 1438هـ
25 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-26-2017 02:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الاستهزاء بالنفس [/marq]إن العبد قد لا ( يقصّر ) في الدعاء لإنجاح مهامه - وخاصة الأخروية منها - إلا أنه ( يتقاعس ) في مقام العمل ، حتى في القيام بالمقدمات البسيطة المحققّة لحاجته ،
كمن يطلب مقام القرب وجوار الحق المتعال وهو لا يعلم تفصيل أحكام شريعته حلالاً وحراماً ، فضلا عن العمل المستوعب لجزئيات تلك الأحكام ..
ولطالما ( عتب ) على الحق - في نفسه - لتأخر الإجابة ، والحال أن غيره ممن أحرز الرتب العالية ، جمع بين الدعاء المتواصل والعمل الكامل ..

-------------------------------------------------------------------
الأحد
30 جمادى الأولى 1438هـ
26 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-27-2017 11:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]فضول النظر [/marq]
كما أن الإكثار من القول من موجبات ( بعثرة ) الفكر وسد أبواب الحكمة في القلب ، فكذلك الأمر في فضول ( النظر ) ، فإنه من دواعي تكثّر الصور الذهنية التي توجب تفاعل النفس مع بعضها تفاعلاً ، يكدر صفو الفكر بل سلامة القلب ، ومن هنا كان المحروم من نعمة البصر أبعد من بعض دواعي الغفلة عند من أعطي نعمة الإبصار ..وقد ورد في الخبر: { إياكم وفضول النظر ، فإنه يبذر الهوى ، ويولد الغفلة }..
وينبغي الالتفات إلى دقة التعبير بـ( يـبذر ) ، فإن فيه إشعارا بأن الهوى المستنبَت من النظر يتدرج في النمو كالبذرة ، ليعطي ثماره الفاسدة من الوقوع في المعاصي العظام .

----------------------------------------------------------------------
الاثنين
1 جمادى الثانية 1438هـ
27 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-28-2017 07:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]ذكرى الدار [/marq]إن الحق المتعال يصف مجموعة من الأنبياء السلف وهم: إبراهيم واسحق ويعقوبـ ــ عليهم السلام ــ بأنهم ذو ( الأيدي ) أي القوة في العبادة أو الحكم أو كليهما ، و( الأبصار ) أي البصيرة في الدين والدنيا ..ثم يعقّب ذلك بأنهم أخلِصوا بصفة خالصة ، وهي ذكرى ( الدار ) وهي الآخرة ..ومن ذلك يُعلم أهمية هذه الصفة الخالصة - وهي ذكرى الموت - في مسيرة الأنبياء عليهم السلام ، ولا شك في أنها مهدت السبيل لكونهم من المصطفَين الأخيار ، وهي غاية المنى من بين الغايات ..وما قيمة الاصطفاء والاصطباغ بصبغة الأخيار عند غير الحق المتعال ؟!.
------------------------------------------------------------------------
الثلاثاء
2 جمادى الثانية 1438هـ
28 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 03-01-2017 05:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]عدم الاسترسال المذهل [/marq]إن من الصفات المطلوبة للمؤمن ، هو ( الإقبال ) على الخلق بشرط: عدم الاسترسال أولاً ، والهادفية ثانياً ..فلا يُقبل على الخلق إلا حيث يرى في إقباله ( خيراً ) في دنيا العباد أو في آخرتهم ، ثم لا يُقبل في مورد الخير إلا بمقدار ما يتحقق به الخير ، فإن الإحسان إلى الخلق وخاصة إذا جمعه بهم جامع الإيمان والتقوى ، لمن أعظم صور العبودية للحق ، إذ الحق هو المحسن إلى خلقه ويحب من يكون سبباً لذلك الإحسان ، ومن أحب شيئاً أحب أسبابه ..
------------------------------------------------------------
الأربعاء
3 جمادى الثانية 1438هـ
1 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-02-2017 08:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الموت المتكرر [/marq]لو تأمل العبد في النظام الأحسن البديع في بدنه ، لرأى أنه يعيش ( موتاً ) متكرراً في كل آن من آناء حياته ..فصعود نَفَسه بعد الشهيق إنما هو حياة بعد موت ، ولولا ذلك الشهيق لقتله الزفير ..ورجوع الدم النقي إلى شرايينه كذلك حياة بعد موت ، ولولا ذلك الرجوع لقتله الدم الفاسد الذي نقله الوريد ..وعودة روحه إليه بعد المنام كذلك حياة بعد موت ، ولولا ذلك الرجوع لبقي العبد في برزخه إلى يوم يبعثون ، هذا كله فضلاً عن ( الحوادث ) القاتلة التي صُرفت عنه ولم يحط بها علماً ..إن مجموع هذه الأحاسيس ، يدعو العبد للشكر المتواصل من أعماق وجوده ، شكر من استوهب الحياة بعد الممات ، بكل ما يلزمه الشكر من شعور بالخجل ولزوم العمل بما يرضى به المنعم ..وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
{ والذي نفس محمد بيده ، ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفراي لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي }
----------------------------------------------------------------
الخميس
4 جمادى الثانية 1438هـ
2 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-03-2017 11:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] منحة الانقطاع إلى الحق [/marq]إن العبد عندما يُعطى منحة الانقطاع إلى الحق في فترات من حياته ، فإنه يستشعر حالة من ( الثقل ) المرهق في معاشرة الخلق ، والتوجه إلى جزئيات شؤونه اللازمة في الحياة ..
وهذا شأن المستغرق في أي أمرٍ من الأمور ، فإن ذلك يذهله عما سواه ، كما نلاحظ ذلك كثيراً في أبناء الدنيا عندما يستهويهم متاع من متاعها ، أو يعشقون جمالاً من جمالها ، فيشغلهم ذلك عما سواه من المتاع أو الجمال ، إلى حد الوله والافتتان المستوجب للخبط والذهول ..ومن هنا يلطف الحق بأوليائه في ( تخـفيف ) هذه الهبات المتميزة ، لئلا ( ينفرط ) عقد حياتهم ، ويختل نظام معاشهم ، مما لا يحتمله العباد عادة ، لانسحاب أثر ذلك على المحيطين به من أهله وعياله .

----------------------------------------------------------------------------
الجمعة
5 جمادى الثانية 1438هـ
3 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-04-2017 08:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]أهل التأمل والتفكير [/marq]إن من يمارس عملية ( التفكير ) والتأمل في المجال العلمي - ولو الدنيوي - يمتلك ( قابلية ) التركيز والسيطرة على الذهن في مجمل حياته ..وبذلك يكون أقرب من غيره للتأمل في ما يحسن التفكير فيه مما يتصل بأمر آخرته ، كما أنه يكون أقدر من غيره على التركيز الذهني في العبادة ، وهو بدوره عامل مساعد للتفاعل النفسي معها ..فعند انتفاء الصورة المزاحمة والمنافرة لما تقتضيه العبادة -كالصلاة مثلاً - فإن النفس تكون ( أقدر ) على الالتفات إلى الجهة الواحدة التي أمِـر بالالتفات إليها ..ومن هنا كان أهل الفكر والنظر ، أقدر من غيرهم على السير الفكري والنفسي إلى الحق المتعال .
------------------------------------------------------------------------
السبت
6 جمادى الثانية 1438هـ
4 - 3 - 2017

نشوة شوقي 03-04-2017 07:10 PM

«وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون»
(وسيعلم) السين للقريب فالنهاية قريبة .
(الذين ظلموا) الموصول للتعيين فهم معروفون.
(أي) للتهويل فالنهاية قاسية

حميد درويش عطية 03-05-2017 09:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الشغف العلمي [/marq]يعيش بعضهم حالة من ( الشغف ) العلمي وحب الاستطلاع ، فيطرق أبواب العلوم المختلفة من دون النظر إلى مدى ( جدوى ) انشغاله بتلك العلوم من جهة دنياه أو آخرته ، وبذلك يعيش حالة من ( الانشغال ) الكاذب ، وخاصة أن بعض العلوم تستهوي العبد ، فتشغل بعض لبه أو كله ، بما يصرفه عن الاهتمام فيما خلق من أجله ..والقاعدة العامة التي يسير عليها العبد في مجمل حياته ، هي أن كل حركة في علم أو عمل ، لا بد وأن تكون منسجمة مع هدف الخلقة وهو عبودية الواحد القهار
------------------------------------------------------------------------
الأحد
7 جمادى الثانية 1438هـ
5 - 3 - 2017

نشوة شوقي 03-05-2017 10:00 PM

" وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ " :

" أشد أنواع العقوبات أن تنحرف
ويوهمك الشيطان باستقامتك !! "


حميد درويش عطية 03-06-2017 09:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التمكين بالتصرف في القلوب [/marq]إن مما يعول عليه المؤمن في حياته هو ( التصرف ) الإلهي في قلوب العباد حباً وبغضاً ..ومثال ذلك في حياة الأنبياء (عليهم السلام) هو تصرف الحق المتعال في قلب العزيز ، بما جعله يهوى يوسف الصديق ويكرم مثواه إلى درجة اتخاذه ولداً مع ما يستلزمه من العطف والحنان ، ثم يعقّب ذلك بقوله تعالى: { وكذلك مكّنا ليوسف في الأرض }..فهذا ( تمكين ) منتسب للحق وإن كان تصرفاً في قلب العزيز ، وعليه فإن من يرغب في العزة والملك ، فعليه أن يعلم أن ( أسباب ) ذلك كله بيد القدير المتعال ، فهو الذي يسوق الأسباب في هذا المجال - وما أكثرها - لمن يريد له العزة والملك ..وشتان بين عزة وملك يعطيهما الحكيم الخبير ، وبين ما يتكلفه العبد تسلطاً على رقاب الآخرين ، بما يؤول أخيراً إلى الذل في الدنيا والعذاب في الآخرة .
-------------------------------------------------------------------
الاثنين
8 جمادى الثانية 1438هـ
6 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-07-2017 08:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المفاهيم الخاطئة [/marq]هنالك بعض المفاهيم التي يخطئ فهمها من لم يؤت حظاً من العلم ، والإلمام بالنصوص الواردة عن حملة الوحي الإلهي ، فمن تلك المفاهيم: الزهد ، والعزلة ، والتوكل ، والصمت ، والذكر ، والانتصار للحق ، والأنس بالغير ، والانقطاع بترك الأسباب ، والكرامة ، والواردات الغيبية وما شابه ذلك ، لأنها مفاهيم ( متأرجحة ) عند الخلق بين جانبي الإفراط والتفريط مفهوماً وتطبيقاً ، فقد يأخذ العبد بأحد جانبيه ليجلب لنفسه ما لا يحمد عقباه ..وقد يُـوفق ( للاعتدال ) في تطبيق بعض المفاهيم دون بعضها الآخر ، فينمو نمواً غير متزنٍ ، كما لو نما بعض أجزاء بدنه دون الآخر ، مما يجعله موجوداً غير مستوي الخلقة في تكوينه النفسي ..
ومن هنا لزم أن يكون ( الإمام ) على الأمة الوسط ، هو من اعتدلت فيه كل صفات الكمال - فهماً وتطبيقاً - ومن بعده الأقرب فالأقرب إلى مثل هذا الاعتدال .

-----------------------------------------------------------
الثلاثاء
9 جمادى الثانية 1438هـ
7 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-08-2017 05:53 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]استقلالية الذكر الكثير [/marq]إن العبد لا يستغني عن ( ذكر ) الحق ولو كان في حال ممارسة عملٍ ( قربيّ ) كالجهاد الذي هو - كما روي - فوق كل برّ ..فقد يكون العبد مجاهداً بنفسه وماله وبدنه ، متقرباً إلى الحق المتعال بمجمل نيّته ، إلا أنه لا ( يستحضر ) رقابة الحق في كل خطوة من خطواته ..ولهذا ورد في القرآن الكريم ما يؤكد هذا المعنى بقوله: { يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً }..فقد طلب الحق الذكر الكثير حتى بعد اللقاء والثبات في مجاهدة الأعداء ، رغم أن الموقف أبعد ما يكون عن الغفلة ، لأنه قتال في سبيل الحق المتعال بما فيه من معاناة واصطبار ..ومن ذلك يُعلم أن للذكر الكثير قيمة كمالية مستقلة ، قد تفوق حتى الجهاد على عظمة تأثيره في تكامل الفرد والأمة .
----------------------------------------------------------------------------
الأربعاء
10 جمادى الثانية 1438هـ
8 - 3 - 2017

نشوة شوقي 03-08-2017 10:59 PM

( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك!) قوة الذاكرة ليست العامل الوحيد لحفظ القرآن،،العامل الأساسي هل يريده الله في قلبك أم لا،،؟

حميد درويش عطية 03-09-2017 09:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الانطباع الأولي للعبد [/marq]إن الانطباع ( الأولي ) للعبد عند مواجهة أهل المعاصي ، هو الإحساس ( بالتعالي ) والنفور ، بما قد يؤدي إلى العجب بالنفس والاحتقار للغير ، واليأس من هداية الخلق ..والمطلوب من العبد أن يعيش شعوراً ( بالشفقة ) والأسى ، وخاصة تجاه المستضعفين من الرجال والولدان الذين لم تكتمل حلومهم ، بل وأحاطتهم ما يسلبهم القليل مما بقي من عقولهم ..وإن التأمل في هذه الآيات مما يعكس حالة الشفقة والحسرة التي كانت تعتلج في نفس من بعثه الحق المتعال رحمةً للعالمين وهي: { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات }و{ لعلك باخع نفسك على آثارهم }و{عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم } .
--------------------------------------------------------------
الخميس
11 جمادى الثانية 1438هـ
9 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-10-2017 10:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الشوق إلى الموت [/marq]إن أمير المؤمنين (عليه السلام) يفصح عن شدّة ( شوقه ) إلى الموت في مواقف عديدة منها قوله (عليه السلام): { والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه ، ومن الرجل بأخيه وعمه }..
والسر في ذلك واضح ، إذ الموت عنده (عليه السلام) سفر من ( الضيق ) إلى عالم لا يعرف الحدود ، ومن ( مصاحبة ) الخلق إلى التفرغ لمجالسة الحق في مقعد الصدق عند المليك المقتدر ..
فالذي يرى الموت جسراً بين العناء والسعادة المطلقة ، لا يمكن أن يستوحش منه وهو على مشارفه ، وهذا خلافاً لمن لا يعلم ما وراء ذلك الحد ، بل يعلم بما هو أسوأ من حاضره ..ولهذا جعل الحق المتعال تمنيّ الموت من دلائل الصدق في دعوى الولاية للحق ، وذلك في قوله تعالى: { إن زعمتم أنكم أولياء لله من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين } .

----------------------------------------------------------
الجمعة
12 جمادى الثانية 1438هـ
10 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-11-2017 09:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]طمع القلوب [/marq]إن ( التفاعلات ) السيئة - كالتأثر بشهوة بالنساء - فرع صفة سيئة في ( نفس ) المتفاعل ، كما يعبر عنه القرآن الكريم بمرض القلب ، إذ هو الذي يدعوه للطمع عند خضوع النساء بالقول ، فيقول تعالى محذراً : { فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض }..وليعلم أن الأمر كذلك في كل موارد الرذيلة ، إذ أن هناك ( استعداداً ) نفسياً مسبقاً للتفاعل مع السيئة ، ومن دون القضاء على مرض القلب ، فإن الطمع سينقدح بين فترة وأخرى ، لارتكاب السيئة كالتلذذ المحرم ، وإن منع تحققها صاحبها:لخوف من العرف ، أو العقاب ، أو الطمع في منـزلة دنيوية ، أو أجر أخرويّ .
-------------------------------------------------------------
السبت
13 جمادى الثانية 1438هـ
11 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-12-2017 06:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المـنّة على العباد [/marq]تنتاب البعض حالة لا شعورية من ( الـمنّة ) على العباد عند الإحسان إليهم ، وهو شعور لا يليق بالعبد ، سواء إذا كان العطاء من مال غيره ، أو من مال نفسه في حقٍ واجبٍ :كالخمس والزكاة ..فإن على العبد - حتى في الإحسان التبرعي - أن يدرك أن ذلك كله من ( عطاء ) المولى الذي جعله مُستخلفاً فيه ..فالـمنّة للحق على المعطي ، وعلى المعُطَى له أولاً وآخراً ، فهو مالكهما ومالك ما وصل من أحدهما إلى صاحبه .
-----------------------------------------------------------------------
الأحد
14 جمادى الثانية 1438هـ
12 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-13-2017 11:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تذكّر الفضل [/marq]يذّكر الحق الزوجين المتخاصمين اللذّين وصلا إلى مرحلة الطلاق بقوله:
{ وإن تعفوا أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم }..
ففي ( الخصومة ) يحيد العبد عن جادة الصواب بما يلائم مزاجه الثائر ، ومن هنا كان بحاجة ماسة إلى ما ( يبطل ) مقتضيات ذلك الطبع المنحرف ، وذلك بالالتزام النفسي بالعفو ، والتغاضي عن مصلحته وإن كان حقاً له ، وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { يأتي على الناس زمان عضوض ، يعض كل إمرءٍ على ما في يديه وينسون الفضل بينهم }

-----------------------------------------------------------------
الاثنين
15 جمادى الثانية 1438هـ
13 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-15-2017 08:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الإصرار القبيح [/marq]يعيش الإنسان حالة من ( الإصرار ) الداخلي الذي لا مبرر له عند طلبه لبعض حوائج الدنيا ، ومن المعلوم أن هذا الإصرار لا يتناسب مع زيّ العبودية للحق ، إذ قد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال :
{ ما أقبح بالمؤمن أن تكون لـه رغبة تذله }..وقد يخلو العبد من إصرار ( بظاهره ) ولكنه يبقى مصراً بباطنه ، فيعيش حالة من ( الضيق ) الشديد عندما يرى تأخيراً في قضاء حاجته ، والحال أنه لو رجــع إلى رشده ، لما رأى شيئاً من موجبات اليقين بصلاح أصل حاجته أو تعجيلها ..وعليه فما الوجه في إصرار العبد الذي ليس له من اليقين ما يوجب له ذلك الإصرار ؟! .

-------------------------------------------------------------------------
الأربعاء
17 جمادى الثانية 1438هـ
15 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-16-2017 02:37 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]اختلاف الحيثيات [/marq]إن محبة العبد وكراهيته إنما يتوجه إلى الفرد بلحاظ الصور الذهنية المنتزَعة من الخارج ، بما يحمله من موجبات الحب والبغض ..وعليه فقد يتأذى العبد من حب شخص آخر لعدوه ، أو عداوة آخر لصديقه ، فيبذر الشيطان بينهما بذور الشقاق والبغضاء ، مستغلا اختلاف العباد في تقييم الأصدقاء والأعداء ..وإن إبطال كيده في حالته تلك ، إنما يكون بالالتفات إلى أن الحب المنقدح في النفوس ليس بلحاظ ( واقع ) العباد ، وإنما هو بلحاظ الصور ( الذهنية ) التي تطابق الواقع حيناً وتخالفه أحياناً أخرى ..وعليه فإن الالتفات إلى هذه الحقيقة الواضحة يرفع الخلاف بين العباد ، وذلك لاختلاف ( الحيثيات ) الموجبة لتعدد الموضوعات حكماً وإن اتحدت واقعاً ..فيتبين من مجموع ما ذكر: إن محبة عبدٍ لعبدٍ إنما هي لحيثية ، تغاير حيثية بغض الآخر للعبد نفسه ، وعليه فلا خلاف بينهما يستحق معه الشقاق والبغضاء .
-----------------------------------------------------------------
الخميس
18 جمادى الثانية 1438هـ
16 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-17-2017 07:38 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]كفران نعمة الملكات [/marq]إن بعض المَلَكات التي تعطى للعبد ، إنما هي بمثابة ( الوسيلة ) للتكامل: كرقة القلب ، وقوة الفهم ، وسرعة الانتقال ، وحسن الاستيعاب ، وسرعة البديهة ، وحسن التخلص ..هذا كله إضافة إلى ( العلوم ) الحقة المكتسبة من عالم المعرفة الذي يرفده الوحي والعقل والتجربة..ولكن العبــد - مع ذلك كله - قد يكفر بتلك النعم ، فتنقلب إلى ( حجة ) للرب على العبد ، بدلاً من أن تكون وسيلة لقرب العبد من الرب ..وقد قال تعالى : { ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض }..ومنه يعلم سر السقوط وهو الإخلاد إلى الأرض ، معرضاً عن موجبات الرفعة والعلوّ ، التي لو شاء الحق المتعال لرفعه بها ، وبذلك يتجلى لنا مدى خسران أصحاب تلك الملكات .
-----------------------------------------------------------------------
الجمعة
19 جمادى الثانية 1438هـ
17 - 3 - 2017

حميد درويش عطية 03-18-2017 03:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]حسرة الفاقدين [/marq]إن الحسرة والألم اللّذين يعتصران قلب الفاقد لما يهوى ، لمن أجلى ( دلائل ) المحبة والارتباط ..وكلما عظمت هذه العلقة كلما عظمت حسرة الفقدان ، ولهذا ابيضت عينا يعقوب من الحزن لفقد من كان يحبه أشد الحبّ ..فإذا كانت الحسرة تنتاب الفاقدين لما هو مصيره إلى الفقد والزوال أولاً وآخراً ، فكيف بحسرة من يرى نفسه ( فاقدا ) لمن يعود إليه كل موجود ومفقود ؟!..ومن هنا كانت حسرة وأنين العارفين بالله تعالى ، من أعظم حالات الحسرة والأنين في حياة البشر ، لعظمة من فقدوه ذكرا في النفوس ، وتجلياً في القلوب ..وهذه الحسرة تعكسها هذه الفقرة من دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما يبدي لواعج صدره بقوله: { ولأبكين عليك بكاء الفاقدين }..والمهم في العبد أن ينتابه مثل هذا البكاء قبل ( انكشاف ) الغطاء في أهوال القيامة ، إذ لا ينفعه شيء من البكاء يوم القيامة .
-----------------------------------------------------------------------
السبت
20 جمادى الثانية 1438هـ
18 - 3 - 2017
http://www12.0zz0.com/2017/03/18/15/375568500.gif

حميد درويش عطية 03-19-2017 09:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التيسير في حياة العبد [/marq]إن العبد الذي يوكِل أموره إلى الحق المتعال ، يجد بوضوح مدد التيسير والتسديد من الحق ، في كل شأن من شؤون حياته ..فاليسير من ( السعي ) قد يستنـزل الواسع من الرزق ، وهو من الرزق الذي يطلب الإنسان ولا يطلبه ، وبذلك لا يقع في عناء طلب ما لم يُـقدّر له فيه رزقاً ، وقد ورد فيمن يؤثر هوى الحق على هواه ، أن الحق تعالى له من وراء تجارة كل تاجر ..والقليل من ( العلم ) النافع يفتح له الآفاق الواسعة لمعرفة ما ينبغي عليه فعله في أمر معاشه ومعاده ..والقليل من ( الذرية ) يوجب له خلود الذكر ..والقليل من ( العبادة ) يجلب له حالة الأنس والاطمئنان ، إذ من أحبه الله تعالى رضي منه باليسير ، وهكذا الأمر في باقي شؤون حياته .
----------------------------------------------------------------
الأحد
21 جمادى الثانية 1438هـ
19 - 3 - 2017
http://www2.0zz0.com/2017/03/19/09/156973724.gif

حميد درويش عطية 03-20-2017 02:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]نور القرآن [/marq]يطلب العبد من ربه - في دعاء زمان الغيبة - أن يريه الحق نور القرآن سرمداً ..إذ لا شك أن للقرآن نوراً يهدي الله به من يشاء من عباده ، وهو نور محجوب عمن لم يرد الحق أن يهديه ، لخلل في العبد نفسه ..والدليل على ذلك ، هو ( إنفكاك ) هذا النور- في حالات كثيرة - عمن حفظ القرآن بألفاظه ، بل وعى كثيراً من معانيه ، بل فسر كثيراً من لطائفه ... والشاهد على إنفكاك ذلك النور عنهم أمران ، الأول: وهو ( بقاؤهم ) في الظلمات المستلزم للحَـجْب عن كثير من المعارف الواضحة ، والثاني: وهو ( التعمد ) في المخالفة العملية لصريح القرآن الكريم ، الذي حفظوا رسومه بل فسروا كثيراً من معانيه ..ومن خصائص هذا النور إنارة الطريق بوضوح ، مما يهيـئ العبد للسير الحثيث في سبيل طاعة الحق ، ومن هنا كلما زادت تلاوته له ، زادته إيماناً راسخاً في القلب ، لا علماً مجرداً في الذهن . .
------------------------------------------------------------
الاثنين
22 جمادى الثانية 1438هـ
20 - 3 - 2017
http://www5.0zz0.com/2017/03/20/14/807957010.gif

حميد درويش عطية 03-21-2017 09:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]خطورة النفور من الداعي [/marq]إن من موجبات المحاسبة الشديدة للعبد يوم القيامة - قد يصل إلى حد مقت الحق له - هو دعوته للعباد إلى الطاعة مع عدم العمل بما يدعو الناس إليه ، بل وارتكابه ما يخالف ذلك ..فإن الخلق بطبيعتهم ( الساذجة ) يخلطون بين الدعوة والداعي ، وبين المبدأ وبين من ينتسب إليه ، فيـرون شبه ( امتزاج ) فيهما مع وجود المفارقة الشاسعة بينهما ..ويتعاظم الخطب عندما يتحقق ( النفور ) من ذلك الداعي ، فيعمد المدعو إلى مخالفة الداعي ولو كان محقاً في دعوته ، لمجرد النفور منه بل لرغبة المدعو في تحدي الداعي ولو أوجب مخالفة للحق وسخطاً للرب الجليل ..وهذا الأصل مما ينبغي مراعاته بدقة ، وخاصة في تعامله مع أهله وعشيرته الأقربين ، وذلك لإطلاعهم - بحكم معاشرتهم اللصيقة - على هفواته ، التي قد توجب لهم النفور المانع من قبول الموعظة والنصيحة .
-----------------------------------------------------------
الثلاثاء
23 جمادى الثانية 1438هـ
21 - 3 - 2017
http://www12.0zz0.com/2017/03/21/09/987506972.gif

حميد درويش عطية 03-22-2017 01:25 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العطش الذي لا رواء له [/marq]إن الدنيا كماء البحر الذي كلما شرب منه الإنسان ازداد عطشاً ..وهناك صورة أخرى يذكرها القرآن الكريم ، فيها موعظة وتقريع ، فيشبّه المقبل على الدنيا بالكلب الذي يلهث على كل حال ، سواء حمل عليه أو ترك بحاله ، وهذه هي حالة الحيوان الذي يعيش العطش الذي لا رواء له ..وهكذا فإن أبناء الدنيا يعيشون حالة من الولع والميل المفرط ، الذي لا يشبعه شيء من الدنيا وإن بلغ مداه ما بين المشرق والمغرب ..وعليه فإن العاقل يعلم أن الحل الجامع لذلك كله ، هو ( إزالة ) العطش الكاذب الذي يزهّده في ما يشبه الماء ، لا ( البحث ) وراء الماء الكاذب الذي لا يروي الغليل .
-------------------------------------------------------------------
الأربعاء
24 جمادى الثانية 1438هـ
22 - 3 - 2017
http://www3.0zz0.com/2017/03/22/13/780930970.gif

حميد درويش عطية 03-23-2017 10:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]إطفاء النور [/marq]أن بعض الذنوب لا تنحصر آثارها في ( العقوبة ) البرزخية أو الأخروية ، وإنما تسلب ( النور ) من العبد ، ومن المعلوم أن ذهاب النور يلازم حلول الظلمة التي تجعل العبد لا يهتدي إلى سبيله في الحياة ..ومن هنا تأكد الدعاء بطلب ذلك النور الذي يمشي به العبد في النشأتين ، إذ طالما تتعثر مسيرة العبد نتيجة خطئه في تمييز الصالح من الأفعال ، وخاصة في الموضوعات المبهمة التي لم يرد فيها أمر أو نهي بالخصوص ، فهو وإن لم يكن مسؤولاً عن الخطأ - جهلاً - في ( تشخيص ) الموضوع ، إلا أن ذلك مستلزم لتفويت منافع كثيرة كان من الممكن أن يحوز عليها ، لو كان ماشياً على بصيرة من ربه .
--------------------------------------------------------
الخميس
25 جمادى الثانية 1438هـ
23 - 3 - 2017
http://www9.0zz0.com/2017/03/23/10/939930127.gif

حميد درويش عطية 03-24-2017 11:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] فتور همة العبد [/marq]إن الذكر ( القلبي ) للحق المتعال ، وإن كان من أعظم صور الذكر ، إلا أنه في الوقت نفسه ينبغي الالتفات إلى أن ذلك قليل أيضاً فيما لو قيس بعظيم حق المولى على عبده ، لأن هذا الذكر القلبي - على جلالته - لا يستلزم حركة في الخارج بما فيها من ( جهاد ) ومنافرة ، فهذا الذكر قد يجتمع حتى مع انشغال العبد الظاهري بلذائذه ..وعليه فإن ترك الذكر القلبي في أدنى مراتبه ، لمن الصور القبيحة ( للكسل ) ، وفتور همة العبد ، الذي يبخل بما لا يستلزم منه جهداً في الخارج ..فليشتغل العبد نفسه بما يريد ، مع الاحتفاظ بتلك اليقظة التي تمنعه من التورّط فيما يوجب له غضب المولى الجليل .
-----------------------------------------------------
الجمعة
26 جمادى الثانية 1438هـ
24 - 3 - 2017
http://www5.0zz0.com/2017/03/24/11/311580446.gif

حميد درويش عطية 03-25-2017 02:10 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تعصّب المحب [/marq]إن العبد عندما يستغرق في محبة عبدٍ من العباد - لشهوة أو لحكمة - يجد في نفسه نفوراً و( استيحاشاً ) ممن لا يشاطره ذلك الحب ، فكيف إذا أحس بعداوة أحد تجاه من يحبّ ؟!..كل ذلك من صور ( التعصب ) الذي يفيده ذلك الحب المستغرق لشغاف القلب ..وقياسا على ذلك نقول: إن محبة الحق تتغلغل في نفس العبد المطيع إلى درجة يصل إلى المرحلة نفسها ، فيجد استيحاشاً بل نفوراً من الغير الذي لا يلتفت إلى الحقيقة التي استشعرها هو بكل وجوده ، وأحبها بمجامع قلبه ، ولو كان ذلك الغير من أقرب الخلق إليه ..ولهذا {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر ، يوادّون من حاد الله ورسوله ، ولو كان آباءهم أو أبناءهم أو أخوانهم أو عشيرتهم } .
------------------------------------------------------------------------
السبت
27 جمادى الثانية 1438هـ
25 - 3 - 2017
http://www8.0zz0.com/2017/03/25/14/794688629.gif

حميد درويش عطية 03-26-2017 09:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الناصح القائد [/marq]إن مَثَل الناصح الداخلي ( أي العقل ) ، والخارجي ( أي الموعظة والوحي ) ، كمثل من يقود الدابة التي لا تهتدي إلى سبيلها بنفسها ..وعليه فلو لم يكن للسائس سلطة القيادة ، وللدابة قابلية الانقياد ، لسقطا في الهاوية ، وخاصة لو اقترن ذلك بهياج الدابة ، وسرعة سيرها ، ووعورة طريقها ، بل وغياب سائسها بعد طول مخالفة ..وبناء على ذلك فليس مجرد وجود السائس البصير من موجبات الاهتداء إلى السبيل ، بل إن فعلية الهداية مترتبة على فعلية القيادة ، فالعقل والشرع هاديان لمن اتبعهما ، لا لمن وجدهما في نفسه فحسب ، فيكون ممن أضلّـه الله على علم .
---------------------------------------------------------------
الأحد
28 جمادى الثانية 1438هـ
26 - 3 - 2017
http://www11.0zz0.com/2017/03/26/09/604785229.gif


الساعة الآن 08:11 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team