منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 01-14-2017 08:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] الصور الجميلة الفانية [/marq]إن الأحداث التي تمر على الإنسان - حلوُها ومرّها - ما هو إلا تبدّل مستمر لما هو واقع في ( الخارج ) إلى ما هي ( الصورة ) في الذهن ، وعليه فإن المستمتع بأنواع المتع في الحياة ، لديه كمّ هائلٌ من الصور الجميلة المختزنة في ذهنه والمنعكسة من الواقع الذي عاشه ، ولطالما كلّفته هذه الصور صرف المال وتجاوز الحدود الإلهية ..مَثَله في ذلك كمَثَل من يجمع الصور الجميلة للذوات الجميلة ، من دون أن يتمثّـل شيءٌ من الواقع بين يديه ..كما أن الأمر كذلك في الحوادث المحزنة ، إذ تذهب آلام الماضي ، لتحل محلها ذكريات لا أثر لها لولا تذكّرها ..إن تصوّر هذا الواقع للحياة ، ( يهوّن ) على الإنسان كثيرا من المآسي ، كما يخفّف من اندفاعه المتهور نحو اقتناء اللذات التي وصفناها بما ذكر ، من التبدل المستمر من الواقع الخارجي إلى الصورة الذهنية .
-------------------------------------------------------------------------
السبت
16 ربيع الثاني 1438هـ
14 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-15-2017 01:02 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المتهجدون هم أولو النهى [/marq]روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { خياركم أولو الـنّهى }فقيل يا رسول الله ومن أولو الـنّهى ؟ ، فقال : { المتهجدون بالليل والناس نيام }
..فالملاحظ أن الـنّهى أمر مرتبط بعالم التعقل واللب ، ومن هنا كان هو المُدرك للآيات والعلامات الدالة على الحق ، وقد ورد في القرآن الكريم: { إن في ذلك لآيات لأولي الـنّهى }..والتهجد حالة عبادية يتمثل في توجه القلب إلى الحق المبين ، فما الارتباط إذن بين النـّهى والتهجد ؟!..ودفعا للاستغراب نقول إن للعبادة دوراً أساسياً في تكميل العقل من جهات: فالعبادة - في نفسها - لا تخلو من ( تـدبر ) وخاصة في الأسحار ، أضف إلى أنها ( مـانعة ) لغلبة الشهوات القاضية على ازدهار العقل في الوجود البشري ، أضف إلى ( مِنَـح ) الحق الموجبة لتكميل أحب ما خلق وهو العقل في هؤلاء العباد ..فكما أنه يكسو أصحاب الليل من أنوار جلاله ، جزاء خلوتهم به - ولهذا صاروا كما روي من أحسن الناس وجها - فإنه كذلك يكسو عقولهم من أنوار المعارف الحقة ، ما لا يُـعطاها جهابذة الفكر البعيدين عنه .

--------------------------------------------------------------------------------
الأحد
17 ربيع الثاني 1438هـ
15 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-16-2017 06:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]مصادر المعرفة [/marq]إن من مصادر المعرفة:( الوحي ) وهو كشف الحقيقة كشفا مباشرا مجاوزا للحس ومقصورا على من اختارته يد العناية الإلهية ..و( العقل ) وهو في اللغة الحَجْر والـنَّهْي ، وصار شبيها بعقال الناقة في أنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل ، كما يمنع العقال الدابة من الشرود ..و( الإلهام ) وهو إلقاء الحق في نفس الإنسان أمراً يبعثه على الفعل أو الترك ، بلا اكتسابٍ أو فكرٍ وهو وارد غيبـي ..و( الحس ) وهو إعمال أدوات المعرفة الطبيعية في كشف مجاهل عوالم المحسوسات المرئية وغير المرئية ..والمصادر الثلاثة الأخيرة للمعرفة ، متاحةٌ للجميع بشروطها المتناسبة مع كل واحدة منها .
--------------------------------------------------------------------------
الاثنين
18 ربيع الثاني 1438هـ
16 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-17-2017 09:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]همزات الشياطين [/marq]يستعيذ العبد بربه من همزات الشياطين ، والهمز هو النخس ، شُـبّه ذلك بهمز الدواب عند المشي ، والمهمزة عصا في رأسها حديدة مدببة ينخس بها الحمار ونحوه ، فكأن الشيطان جعل نفسه ( كالراعي ) للقطيع الذي يملكه ، فله الحق متى شاء أن يهمز من يسوقه إذا تباطأ في السير ، وفي ذلك غاية ( الـمذلة ) والهوان لمن خُلق في ( أحسن ) تقويم ..فالالتفات إلى هذه الحقيقة المـرّة - وما أكثر تحققها في حياة البشرية - يجعل العاقل يتمرد على سلطان الشيطان الذي يوصله إلى مستوى البهائم ، التي تفقد حريتها في انتخاب السبيل الأصلح .
--------------------------------------------------------------------
الثلاثاء
19 ربيع الثاني 1438هـ
17 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-18-2017 10:40 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]وضوح السبيل [/marq]قد يتحيّر بعضهم في سلوك أقرب سبيلٍ إلى الحق ، والحال أن الأمر ( واضح ) في كلياته التي يعرفها الجميع ، وإن ( أبهم ) في جزئياته التي تنكشف له أثناء سيره في ذلك الطريق ..فالمطلوب من العبد هو العمل بما يعلمه ، لـيُفتح له الطريق إلى ما لا يعلمه ، إذ{ من عمل بما يعلم ، رزقه الله علم ما لايعلم }..فالمهم في المقام أن ينفي موانع الوصول ، وإلا فإن اليسير من المقتضيات كافٍ لعناية الحق في حقه ..وليعلم أن الاستغراق في ( الوجوديات ) مع عدم الالتفات إلى ( العدميات ) ، من سبل إغواء الشيطان .
--------------------------------------------------------------------
الأربعاء
20 ربيع الثاني 1438هـ
18 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-19-2017 10:45 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تقويم القلب وسياسته [/marq]روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلَّم) أنه قال : { قال الله تعالى لا أطلع على قلب عبد ، فأعلم فيه حب الإخلاص لطاعتي لوجهي ، وابتغاء مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته ، ومن اشتغل بغيري فهو من المستهزئين بنفسه ، ومكتوب اسمه في ديوان الخاسرين }.
فمن الحقائق التي كشفت عنها هذه الرواية الشريفة ، أن الحق تعالى ( يتبنى ) بعض القلوب بالرعاية والتقويم ، كتبنيه لقلوب الأنبياء مع اختلاف الرتب ..ومن هنا نرى بعض حالات الاستقامة الشديدة لمن أحاطته دائرة المفاسد من دون أن يقع فيها ، وكأنّ هناك من ( يحوطه ) بالرعاية والتسديد في كل خطوة من خطوات حياته ، تزييناً للخير تارة وتكريهاً للفسوق تارة أخرى ..وقد أشارت الرواية إلى أن من ( مفاتيح ) هذه المنـزلة ، هو حب الإخلاص لطاعة الحق .

-----------------------------------------------------------------
الخميس
21 ربيع الثاني 1438هـ
19 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-20-2017 01:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]في خدمة المخدوم [/marq]إن مَثَل النفس بين يدي الحق ، كمَثَل الخادم الذي كلما ( قـلّ ) ارتباطه بغير المخدوم ، كلما ( تمحّض ) في خدمة مولاه ..بل إن العبد المطيع لمولاه ، يتمنى أن لا يرسله المولى في حوائجَ بعيدة - وإن كانت فيها مصلحته - لئلا يحرم النظر إلى وجه مولاه الذي أنس به ..فالمؤمن يتمنّى الفراغ الذي يؤهله للتفرغ في عبادة الحق ، ويستوحش من إقبال الدنيا عليه وإن كان فيها خير، كما ( يستوحش ) من تفرّق بالـه في الصالحات ، لئلا ( يذهل ) عن الإحساس الدائم بالمثول بين يدي الحق ، وقد روي أن الإمام الكاظم (عليه السلام) شكر ربه عند دخوله السجن ، إذ رزق مكانا خاليا للعبادة .
-------------------------------------------------------------------------
الجمعة
22 ربيع الثاني 1438هـ
20 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-21-2017 11:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الضمور في الكمال [/marq]إن لكل من عالم العلم والعمل كماله وسعيه اللائق به ..فالمستغرق في كماله العلمي ( ينمو ) لديه الجانب العلمي مجردا عن البعد الآخر فيما لو أهمله وكذلك العكس ..ومن هنا نرى بعض المتوغّلين - حتى في العلوم الحقة - قد ( ضَمُر ) لديهم التوجه القلبي نحو ما يوجب لهم الخشوع والخشية ، فلا بد لطالب الكمال من الجمع بين العالمين بالسعي اللازم لكل منهما ..وهناك صورٌ متكررة من المزالق الكبيرة طول التأريخ لمن أوتي نصيبا من العلم ..وقد تكرّرت النصوص المحذّرة من هذه ( المفارقة ) القاتلة بين العلم والعمل .
-------------------------------------------------------------------
السبت
23ربيع الثاني 1438هـ
21 -1 - 2017

حميد درويش عطية 01-22-2017 02:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الغد خير من الأمس [/marq]ورد في الدعاء: { واجعل غدي وما بعده ، أفضل من ساعتي ويومي }..فلو التفت العبد إلى هذا المضمون وهو أن يكون كل يوم خيراً من سابقه ، وسعى إلى تحقيق هذا المضمون في حياته ، وطلب من المولى التوفيق في ذلك ، لأحدث ( تغييرا ) في حياته و( لاشتدّت ) سرعته نحو الكمال والخروج عن دائرة الخسران الذي نسبه الحق للجميع ..
وقد رُوي: { أن المغبون من تساوى يوماه }.

---------------------------------------------------------------------------
الأحد
24 ربيع الثاني 1438هـ
22 - 1 - 2017

نشوة شوقي 01-22-2017 05:42 PM

(وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ )
فهى على حسنها وبهائها واشتهاء الأنفس وتطلعها لها ..هى من تقترب ﻷهلها الذين عاشوا فى شوق لها

حميد درويش عطية 01-23-2017 10:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تحاشي موجبات التشويش [/marq]إن من الضروري لمن يريد الصلاة الخاشعة ، أن يتحاشى موجبات التشويش قبل الصلاة مباشرة .. فيتحاشى ( الجدل ) في القول ، والذهاب إلى الأماكن التي ( تسلبه ) بعض لـبّه ، ومواجهة من تبقى صورته في ( البال ) أثناء الصلاة حبا أو بغضا ..فمن اللازم على العبد المهتم بلقاء المولى ، أن يفرّغ نفسه قبل الصلاة من كل هذه الشواغل المذهلة ، وخاصة في الصلاة الوسطى - وهي صلاة الظهر على قول - إذ أنها تمثل قمة تشاغل العباد بأمور دنياهم
--------------------------------------------------------------------------------
الاثنين
25 ربيع الثاني 1438هـ
23 - 1 - 2017

حميد درويش عطية 01-24-2017 11:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]استثقال العبادة [/marq]إن الأداء الظاهري للعبادة مع استثقالها ، قد لا يعطي ثماره الكاملة ، كالصائم نهاراً والقائم ليلاً - مستثقلا لهما - ومرغما نفسه عليهما ..إما ( تخلصاً ) من تبعات الإثم في ترك الواجب ، أو ( طلباً ) للأجر في المندوب ، أو ( التزاما ) بما اعتاد عليه ..والحال أن العبادة أداةٌ لتقرب المحب إلى حبيبه ، بل هو التقرب بعينه ، والمفروض أن لا يرى المحب مشقةً في طاعة محبوبه ، ما دامت سبيلا إلى ما فيه لذته وبغيته من الوصل واللقاء ..وعليه فينبغي علاج موجبات ذلك الاستثقال المذكور ، ليستطعم حلاوة العبادة كما يتذوقها أهلها .
------------------------------------------------------------------
الثلاثاء
26 ربيع الثاني 1438هـ
24 - 1 - 2017

حميد درويش عطية 01-26-2017 06:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]اجتذاب الأنظار [/marq]إن للنفس الأمّارة بالسوء الرغبة في اجتذاب أنظار الخلق إليها ، بل قد يرتكب صاحبها الشاذ من الأقوال والأفعال ، لمجرد ( التميّز ) الموجب لِلَفت الأنظار ، بل قد يعرّض حياته للمخاطر للرغبة نفسها ، كالسفر إلى مجاهل الأرض من قمم الجبال وأعماق البحار ..وقد يرتكب ما هو محمود في نفسه ، فينقل واقعة نافعة ، أو يتحمس في حديث هادف ، أو يقضي حاجة أخيه المؤمن ، رغبة في أن يكون هو بشخصه ( مجرىً ) لتصريف شؤون العباد ، فيتلذذ بجريان الأمور المهمة على يديه ..ومن المعلوم أن كل ذلك بعيد كل البعد عما يطلبه الحق من نفي ( الإنـيّة ) ، وحصر الأعمال كلها فيما يرضي المالك على الإطلاق .
---------------------------------------------------------
الخميس
28 ربيع الثاني 1438هـ
26 - 1 - 2017

حميد درويش عطية 01-27-2017 09:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]خاصية الجذب الأنفسي [/marq]إن التأثير في نفوس الخلق غير منحصرٍ في أسلوب الوعظ والإرشاد والكتابة ، بل إن بعض النفوس العالية قد تؤثر في النفوس المحيطة بها تأثيرا ( مباشرا ) من دون خطاب أو كتاب ..وكأنّ الحق جعل في وجودهم خاصية الجذب ( الأنفسي ) كما جعل خاصية الجذب ( الطبيعي ) في بعض الأحجار ..
-----------------------------------------------
الجمعة
29 ربيع الثاني 1438هـ
27 - 1 - 2017

نشوة شوقي 01-28-2017 09:57 AM

قـال تـعـالى في سورة الـتـوبـة :
( ألـم يـعـلمـوا أن الـلهَ هـو يقبل الـتـوبة عـن عـبـاده ..)
لم يـقـل (يقبل التوبة *مـن *عباده )
بل عــدل إلى قــولــه (عـن عـبــاده )
المعنى العام : وجـودالتـوبة أي أن هناك ذنب ..والذنب يستوجب
العقوبة ,فإن قَبِل الـلـه سـبحانه تـوبـة عـبـده تـجاوز عن العـقـوبة ..
فـالمعنى إذاً :
أنّ الله هـو يـقـبـل الـتـوبة مـتـجاوزاً "بـقـبـول الـتـوبة "عن عـقـوبـة
عـبـاده الذين تـابـــوا ...

حميد درويش عطية 01-28-2017 10:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الحيوان الهائج [/marq]إن عناصر الشر المقوّمة للنفس الأمارة بالسوء ، بمثابة الحيوان ( الهائج ) في ساحة النفس ..فقد يقيده صاحبه بالسلاسل فيأمن شره ، إلا أنه يباغت صاحبه عند قوته وضعف صاحبه ، ليحطّم تلك الأغلال و لينقض على صاحبه بعد طول أمان ..والخلاص الكامل مما هو فيه يتمثل: إما ( بطرد ) ذلك الحيوان الهائج من ساحة النفس ، أو ( بقتله ) مما يجعل صاحبه في أمان دائم وراحة لا انقطاع لهـا .
-------------------------------------------------
السبت
1 جمادى الأولى 1438هـ
28 - 1 - 2017

نشوة شوقي 01-28-2017 10:43 AM

النفـــس ثلاثــــــــة : ( نفس أمّارة .. ونفس لوّامة .. ونفس مطمئنة )
النفس الأمارة:
هى التى لا تأمر إلا بكل سوء
ومن ثم فهي مصدر الشر كله
والنفس اللوامة:
هي التي تبث الندم علي فعل الشر داخل القلب
ولذلك فهي صحوة ضمير العبد
والنفس المطمئنة:
هي التي تعبد الله علي احسان
فلا تطمئن إلا بالخير وذكر الله
فاستعن بنفسك اللوامة علي جهاد نفسك الأمارة لتصل إلي نفسك المطمئنة

حميد درويش عطية 01-29-2017 10:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الأحكام المسبقة [/marq]إن النفوس التي لم تخضع للتربية والتهذيب ، لديها أحكام مسبقة على الأمور والأشخاص ، من دون تحقق للملاكات الشرعية في تلك الأحكام النفسية ، فتميل إلى من تميل لمجرد ( الاستئناس ) النفسي الخالي من أي ملاكٍ كالتقوى التي جعلت ملاكا للتفاضل بين الخلق ..وقد تميل إلى فرد ( لانسجامه ) مع مسلكه الخاص في الحياة ، بل قد يكون ذلك لأسباب واهية ، كالاجتماع في بلد واحد أو الاشتراك في مصلحة واحدة ..وقد تعادي من تعادي لمجرد ( النفور ) الذي لا موجب له ، أو له موجب باطل ، كتصديق المقالات الكاذبة عن العباد ، والتي أمر الشارع بالتثبّت والتبـيّن لئلا يصاب قومٌ بجهالة ..فعلى المؤمن أن يلغي كل أحكامه المسبقة في الأمور والعباد ، مستلهما من الحق الصواب في واقع الأشياء كما هي ، ليكون على نور من الله تعالى يمشي به في الناس .
----------------------------------------------
الأحد
2 جمادى الأولى 1438هـ
29 - 1 - 2017

نشوة شوقي 01-29-2017 12:49 PM

في القرآن كلّه أسلوب محدد إذا استعمل (يدريك) بصيغة المضارع لا يفصّل بعدها ولا يجيب على السؤال ويبقيه مبهماً (وما يدريك لعلّه يزّكى) لم يأتِ بعدها تفصيل أو إجابة وإنما بقي مبهماً، وإذا استعمل (أدراك) بصيغة الماضي يتبعها بالتفصيل كما في قوله تعالى (والسماء والطارق * وما أدراك ما الطارق* النجم الثاقب) وقوله (وما أدراك ما العقبة* فك رقبة* أو إطعام في يوم ذي مسغبة)

نشوة شوقي 01-30-2017 11:29 AM

قوله تعالى (وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا)
بين جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه إذا أنعم على الإنسان بالصحة والعافية والرزق أعرض عن ذكر الله وطاعته ، ونأى بجانبه ، أي تباعد عن طاعة ربه ، فلم يمتثل أمره ، ولم يجتنب
نهيه . وإذا مسه الشر كان شديد اليأس
وقد استثنى الله من هذه الصفات عباده المؤمنين في قوله " في سورة هود " ( إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير )

حميد درويش عطية 01-30-2017 04:55 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]مخادعة النفس [/marq]إن من الضروري - في بعض الحالات - ( مخادعة ) النفس في جلبها إلى طريق الخير ، فيأتي إليها من حيث ترغب ..فمثلا من يرى نفسه ( مولعاً ) بلذائذ البطن والفرج ، فله أن يعطي نفسه سؤلهـا منها ، بشرط القيام بطاعة مهمة قبل استيفاء اللذة أو بعدها ..ومن يرغب في ( معاشرة ) الخلق يوجّـه نفسه إلى المجالس التي تذكّره بالحق ..ومن يرغب في السفر و ( السياحة ) في البلاد ، يوجّـه نفسه إلى البلاد التي رغّب الشارع في شـّد الرحال إليها ، ومن ( تثقل ) عليه صلاة الليل يرغّب نفسه في أبعاضها ، ثم يجدد العزم على الباقي منها ..وهكذا الأمر في صيام الأيام المندوبة وما شابـهها .
------------------------------------------------
الاثنين
3 جمادى الأولى 1438هـ
30 - 1 - 2017

حميد درويش عطية 01-31-2017 10:56 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]القوانين الطبيعية والاجتماعية [/marq]إن الآيات المتعرضة للحالات الاجتماعية في القرآن الكريم تجري مجرى الآيات المتعرضة للآيات الطبيعية ، فكما أن إرادة الحق لا تتخلف في ( التكوينيات ) فكذلك أمره في ( الاجتماعيات ) ..فمن ذلك قوله تعالى{ إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }، فينبغي التعامل مع هذا القانون كأيّ قانونٍ من قوانين الطبيعة ، فالمقنّـن فيهما واحد ..ومن ذلك قوله تعالى: { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما }، ( فإرادة ) الإصلاح المتحققة من الزوجين ، يوجب ( مباركة ) الحق لهما في حياتهما بالتوفيق بينهما ، مهما بلغ الفساد مبلغه .
--------------------------------------------------------
الثلاثاء
4 جمادى الأولى 1438هـ
31 - 1 - 2017

حميد درويش عطية 02-01-2017 02:44 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]أكثرهم لا يعقلون [/marq]وردت آيات متعددة تصف أكثر الخلق بأنهم لا يعلمون ، ولا يشكرون ، ولا يؤمنون ، ولا يعقلون ..و الالتفات إلى هذا المضمون ، ( يسهّل ) على العبد الإخلاص في العمل ، والتعالي على الجاه ، وعدم التزلّف إلى المخلوقين ، وذلك لشعوره أن كل ذلك إنما هو بالنسبة إلى من وصفهم القرآن بالأوصاف المذكورة ، ومن المعلوم أن رغبة الناس في الجاه وحُبّ ثناء الخَلْق ، إنما هو لاعتدادهم بما يسمى ( بالرأي ) العام و( ميل ) الجمهور ..وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ما يدل على عدم اعتداده بمن حوله فيقول:
{ لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة }

-------------------------------------------------
الأربعاء
5 جمادى الأولى 1438هـ
1 - 2 - 2017

نشوة شوقي 02-01-2017 02:50 PM



قال تعالى في سورة عبس (يوم يفر المرء من أخيه (34) وأمه و أبيه (35) وصاحبته وبنيه (36))
وقال في سورة المعارج (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه{11} وصاحبته و أخيه{12}وفصيلته التي تؤيه {13} ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه {14}).
وهذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات
ففي سورة عبس المشهد هو مشهد الفرار يخلو المرء بنفسه ويفرّ المرء أولا من الأبعد إلى الأقرب إلى قلبه يفرّ أولاً من أخيه ثم من أمه وأبيه ثم من صاحبته وبنيه الذين هم أقرب الناس إلى قلبه.

أما في سورة المعارج فالمقام مقام عذاب وليس فرار فيرى المرء مشهد عذاب فوق ما تصوره ولا يقبل المساومة فيبدأ يفدي نفسه بالأقرب إلى قلبه ثم الأبعد لذا بدأ ببنيه أعز ما عنده ثم صاحبته وأخيه ثم فصيلته ثم من في الأرض جميعاً والملاحظ أنه في حالة الفداء هذه لم يذكر الأم والأب إكراماً لهما.

حميد درويش عطية 02-02-2017 11:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تحمل مشقة العبادة [/marq]قد ( يستغرب ) البعيدون عن أجواء العبودية ، من تحمّل بعضهم للعبادات الشاقة ، كصيام النهار في الحرّ وكقيام الليل في القرّ وأمثال ذلك ..والحال أن أصحابها ( يتلذذون ) بما يراه غيرهم مشقّة وعناء ، مصداقا لقوله (عليه السلام): {
واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون
}
-----------------------------------------------------
الخميس
6 جمادى الأولى 1438هـ
2 - 2 - 2017

نشوة شوقي 02-03-2017 10:11 AM

قال تعالى(وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68))
قالَ جلَ جلالُهَ (مِنَ الْجِبَال) ولم يقُل (في الجبال)؟لِأنّ النّحلَ تَبني لِنفسها بُيوتا وتُشَيّدها بهندسةٍ دقيقةِ الصّنع، ولا تأوِي وتَرْكَنُ إلى بُيُوتٍ جاهِزَةٍ ٍفي جُحُورِ الجِبال، ولا تَجْعَلُ بُيُوتَها الأغْصانَ والأوراقَ في الأشجارِ ولا أعوادَ العَرِيش، فناسبَ ذلكَ (مِنَ الْجِبالَ) دونَ (في الجبال).

حميد درويش عطية 02-03-2017 11:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]فائدة الاستخارة [/marq]
إن من ( فوائد ) العمل بالاستخارة ، فيما تحسن فيه الاستخارة من موارد التحير التي لا تستقر فيها النفس إلى شئ ، هو إحساس العبد وكأنه جنديّ في معركة القتال ، لا يتحرك في الميدان إلا بأمر من قائده ، فهو لا ينظر إلى إرشاد المولى له ( كطريق ) إلى حيازة المنافع العاجلة ، بل ( كإئتمار ) بأمرِ من تجب طاعته في كل صغيرة وكبيرة ..ومن هنا يدعو الداعي فيقول في استخارته: { أستخير الله برحمته خيرة في عافية }، إذ العافية هنا تعم ما تتحقق في الدنيا أو الآخرة ، في العاجل والآجل .
-----------------------------------------------
الجمعة
7 جمادى الأولى 1438هـ
3 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-04-2017 01:28 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] منغصات معيشة المؤمن [/marq]إن من الضروري الالتفات إلى أن ( المنغصّات ) في حياة المؤمن لمن دواعي ( تكامله ) وصعوده إلى الدرجات العليا ، إذ أن أدنى ما في تلك المنغصات - سوى الأجر الأخروي - أنها لا تدع مجالا ( للاستئناس ) بالدنيا والركون إلى متعها ..فهي بمثابة أشواك نابتة على الأرض ، تمنع الطير من الإخلاد إلى الأرض ، تاركا للتحليق في أجوائه العليا ..ولهذا تشبّه الروايات تعاهد المولى لعبده بالبلاء ، كتعاهد الرجل أهله بالهدية .
--------------------------------------------------
السبت
8 جمادى الأولى 1438هـ
4 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-06-2017 02:50 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]السيئات من صفة واحدة [/marq]قد يعيش العبد حالة اليأس ممن كُـلّف برعايته كالزوجة والأولاد ، فيما لو رأى منهم أفعالا قبيحة ..والحال أن بعض هذه الأفعال قد ترجع إلى صفةٍ سيئةٍ ( واحدة ) ، فيسهل علاج جميع ذلك بعلاج تلك الصفة السيئة ..وهذا خلافا لمن اجتمعت فيه أفعال قبيحة منتسبة إلى صفات قبيحة ( شتىّ ) ، فيعسر علاجه قياسا إلى سابقه .
--------------------------------------------------------
الاثنين
10 جمادى الأولى 1438هـ
6 - 2 - 2017

نشوة شوقي 02-06-2017 02:55 PM

"وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَت تَّزَاوَرُ عَن كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَت تَّقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِّنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً [الكهف : 17]
"حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً [الكهف : 86]


نلاحظ مع أصحاب الكهف بدأت الآية ( وترى الشمس إذا طلعت وانتهت وإذا غربت عكس قصة ذي القرنين بدأ مغرب الشمس وانتهى ب مطلع الشمس فلماذا ؟؟
والله تعالى أعلى وأعلم أصحاب الكهف فروا بدينهم وتخفوا فالنهار يكشفهم فبدأ الله عز وجل إن طلوع الشمس تحيد عن الكهف فلا يدخل الضوء إلى الكهف فيكشفهم وانتهى بغروب الشمس لإن الليل ساتر فبدأ بالأهم
ما فى قصة " ذو القرنين " ذوالجاه والسلطان والقوة والمنعة ليلا إو نهارا سيان فبدأ بالأصل

اليوم يبدأ بعد المغرب وينتهى عند العصر

حميد درويش عطية 02-07-2017 03:22 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تلهف النفس [/marq]قد تتوجه النفس - بشوق شديد - إلى بعض الأمور: كقدوم مولود ، أو مجيء مسافر ، أو حصول فائدة ، أو إقتراب موعد لذة أو غير ذلك ..كل هذه الحركات المنقدحة من النفس ، لا تليق بالعبد الملتفت إلى نفسه ، إذ كلما ( اشتد ) الشوق إلى الأغيار ، كلما ( ضعف ) الالتفات إلى الحق المتعال ..والعقوبة الطبيعية لذلك هي عدم ( اعتناء ) الحق به ، كما هدد به في بعض الموارد فقال عز وجل: { قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم }، وهي عقوبة قاسية لأهلها ..فلو قال السلطان لأحد رعيته ، أو الأب لولده مثل هذه المقولة ، لانتابه شعور بالفزع والجزع شديدٌ ، لمعرفته بفداحة آثار الحرمان المترتب عليه ، فكيف إذا صدر مثل ذلك ممن بيده مقاليد الأمور ؟!.
-----------------------------------------------------
الثلاثاء
11 جمادى الأولى 1438هـ
7 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-08-2017 03:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]عدم الالتهاء بالجمال [/marq]إن حالة العبد مع الرب ، كالجالس بين يدي السلطان في قاعة لقائه التي زينت بأنواع الجمال في كل جَنَباته ..فليس له أن ( يلهو ) عنه بالنظر إلى ما حوله من متاع وزينة ، إذ أن ذلك مستلزم ( للطرد ) أو الاحتجاب ..فالحق وإن جعل ما على الأرض زينة لها ، وجعل ما في السماء زينة للناظرين ، إلا أن ذلك لا يعني أن يجعل العبد الالتفات إلى كل هذه الزينة في السماوات والأرض ، ( حجابا ) يشغله عن التوجه إلى ربه ، ومانعا لتحقيق أدب المثول بين يديه ، بل يجعل ذلك مقدمةً للالتفات إلى عظمة سلطان من هو بحضرته .
------------------------------------------------
الأربعاء
12 جمادى الأولى 1438هـ
8 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-09-2017 06:40 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]حرمان بعض الشهوات [/marq]إن من سبل تقوية السيطرة على النفس وكبح جماحها ، هو حرمانها من بعض الشهوات ( الملحّة ) عليها ..فإن من قدر على الأقوى قدر على الأضعف بطريق أولى ..ولكن ينبغي التعامل مع النفس - في هذا المجال - بحذر لئلا تتمرد على صاحبها ، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
{ ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى }..
وحالات الانتكاس لدى بعض من أراد ترويض نفسه ، بغير ( وعي ) من نفسه ، أو ( استرشادٍ ) من ذوي المعرفة لخير شاهد على ذلك .

----------------------------------------------------
الخميس
13 جمادى الأولى 1438هـ
9 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-10-2017 09:56 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]تمني الخير للغير [/marq]أكدت روايات أهل البيت (عليهم السلام) على تمني الخير للآخرين كما يتمناه العبد لنفسه ، فلو عمل العباد بهذه الروايات ( لانقلبت ) أنماط حياتهم الاجتماعية من دون تكلف ، و( لذابت ) كثير من المشاكل المترتبة على الحسد والحقد والتنافس على فضول الحطام ، بل وتأكّدت حالة ( الشفقة ) والتكافل الاجتماعي بين العباد ..فإن آثار القيم الأخلاقية تتجاوز السلوك الفردي للإنسان ، ليحوّل المجتمع إلى مجتمع ذي قلب سليم ، تتحقق من خلاله سلامة قلب الفرد الذي يعيش فيه .
--------------------------------------------------
الجمعة
14 جمادى الأولى 1438هـ
10 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-11-2017 09:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]بين الباقي والفاني [/marq]ينبغي الالتفات دائما إلى قاعدة دوران الأمر في حياة الإنسان بين الباقي وهوما ( عند الله ) تعالى والفاني وهو ما ( عند العبد ) ..فيدور الأمر - في كل لحظة من العمر- بين صرفه فيما يحقق العندية للحق كذكره تعالى والعمل بطاعته ، وبين ما يحقق العندية للخلق كالاشتغال بغير الواجب والمندوب ، فضلا عن الحرام ..فلو عمل العبد بهذه القاعدة في كل مرحلة من حياته ، لرأى أن كل نظرة ليست فيها عبرة فهي ( سهو ) ، وكل قول ليست فيه حكمة فهو ( لغو ) ، وكل فعل ليست فيه طاعة فهو ( لـهو ) .
----------------------------------------
السبت
15 جمادى الأولى 1438هـ
11 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-12-2017 07:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]السعي لا النتيجة [/marq]ليس من المهم أن يحقّق العبد حالة الخشوع والإقبال في الصلاة ، وإنما المهم بذل ( السعي ) الحثيث في ذلك ، و( دفع ) ما ينافيه ، و( التعرّض ) للنفحات في تلك المواطن ..ومن ثم ( يسلّم ) أمره للحق الذي لو شاء منحه الإقبال بكرمه ، أو حرمه بلطفه ، لما يراه من المصالح الخفية عن العباد ..فإن تمني حالة الخشوع في العبادة مع عدم تحققها من موجبات اليأس والإحباط ..
فعلى العبد أن يسعى بهمّتـه ويوكل أمر النتائج إلى ربّـه ، إذ العبد مأمور بالسعي لا بالنتيجة ..

--------------------------------------------------------
الأحد
16 جمادى الأولى 1438هـ
12 - 2 - 2017

نشوة شوقي 02-13-2017 05:36 PM

*(وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ (2) النساء) حقيقة الأكل أن تتناول طعاماً فتدخله في جوفك فكيف أتى النهي عن أكل المال؟ وهل يستطيع الإنسان أن يأكل الدراهم؟

نهيُ المؤمن عن أكل مال اليتيم ولم يأت النهي عن الأخذ لأن الأكل هو أشد دلالة وأقوى تعبيراً من حالة الأخذ فهذه الكلمة (تأكلوا) توحي بأن الشخص قد أحرز ما أكله في داخل جسده وعندها لا مطمع في إرجاعه ولا دليل على أنه أخذ هذا المال.

حميد درويش عطية 02-13-2017 06:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]العناد بالمعصية [/marq]إن المعصية حالة من ( التمرّد ) المقصود أو غير المقصود مع الحق مباشرة ، ولهذا تنتاب العبد حالة من الخجل والوجل ، عندما يريد الحديث مع من عصى في حقه ، وخاصة عندما تكبر حجم المعصية ..ومن هنا كان من الطبيعي أن يخلق الحق شفعاء بينه وبين خلقه ، وهم المعصومون (ع) الذين أمر باتخاذهم الوسيلة إليه ..فإن المعصية وإن كانت ( مخالفة ) لهم أيضا ، إلا إنها ( متوجهة ) للحق قبل أن تتوجه إليهم ..
ولهذا جعل الحق توبته متفرعة على استغفار الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)

--------------------------------------------------
الاثنين
17 جمادى الأولى 1438هـ
13 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-14-2017 01:31 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]صعوبة الإخلاص [/marq]إن ( صعوبة ) الإخلاص - وهو عماد هيكل القرب إلى الحق - ( تكمن ) في صعوبة التفتيش في خبايا النفس وخاصة في مواضع الهوى منها ..أضف إلى أن الإخلاص لا يتحقق بكل أبعاده بمجرد التلفظ بل ولا عقد النية المجردة ..بل الأمر يحتاج إلى انقلاب ماهوي في كيان العبد ، لا ينقدح معه الميل إلى غير الحق وذلك لاستصغاره إياه ، بما لا يستحق أن يجعل في نفسه ( اعتبارا ) لذلك الغير ، حتى يدعوه إلى غير الإخلاص .
----------------------------------------------------
الثلاثاء
18 جمادى الأولى 1438هـ
14 - 2 - 2017

حميد درويش عطية 02-15-2017 02:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]جريمتان في آن واحد [/marq]إن العبد بمخالفته للحق يرتكب جريمتين في آن واحد: الأولى وهي ( التحدي ) العملي للحق فيما أمر به أو نهى عنه ، فلا ينظر إلى المعصية وحدها ، بل إلى من عصي بحقه ..وهذا التجاوز لو أخذ به المولى ، ما ترك على ظهرها من دابة ، بل أخذهم بألوان العذاب ..والثانية هي ( استعمال ) عنصر من عناصر الخلق كأداة لارتكاب المعصية ، وفي ذلك تصّرف عدواني فاضح في ملك الحق ..أضف إلى ( التضييع ) المتعمد لموقع الأشياء في عالم الوجود .. فالعنب - مثلاً - خُـلِق ليكون قوتا للعبد يعينه على طاعته ، فيحوّله العبد الآثم إلى خمرة ، تسلب العقل بما يعينه على خلاف الطاعة ..فهو جريمة في حق الخالق ، وفي حق المخلوق الصامت والناطق معاً .
---------------------------------------------------------------
الأربعاء
19 جمادى الأولى 1438هـ
15 - 2 - 2017


الساعة الآن 01:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team