![]()  | 
	
		
 عجب الذنب 
	أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الجنين ينشأ من شريط دقيق للغاية يسمى "بالشريط الأولي" ، هذا الشريط يتخلق في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغرازها بجدار الرحم ، ونتيجة لظهور هذا الشريط يبدأ تكون الجهاز العصبي ، وبدايات العمود الفقري ، وبقية أعضاء الجسم ، أما عند غياب أو عدم تكون الشريط الأولي فإن هذه الأعضاء لا تتكون ، وبالتالي لا يتحول القرص الجنيني البدائي إلى مرحلة تكون الأعضاء بما فيها الجهاز العصبي . ولأهمية هذا الشريط الأولي جعلته لجنة وارنك البريطانية - المختصة بالتلقيح الإنساني والأجنة - العلامة الفاصلة بين الوقت الذي يُسمح فيه للأطباء و الباحثين بإجراء التجارب على الأجنة المبكرة الناتجة عن فائض التلقيح الصناعي في الأنابيب ، فقد سمحت اللجنة بإجراء هذه التجارب قبل ظهور الشريط الأولي ، ومنعته منعاً باتاً بعد ظهوره ، على اعتبار أن ظهور هذا الشريط يعقبه البدايات الأولى للجهاز العصبي . وما أن ينتهي الشريط الأولي من تلك المهمة في الأسبوع الرابع ، حتى يبدأ في الاندثار ويبقى منه جزء يسير في نهاية العمود الفقري ، وهو ما يعرف بالعصعص ، ولا يكاد يرى بالعين المجردة . وقد حاول مجموعة من علماء الصين من خلال عدد من التجارب المختبرية إفناء هذا الجزء (نهاية العصعص ) ، عن طريق إذابته في أقوى الأحماض ، أو حرق ، أو سحقه ، أو تعريضه للأشعة المختلفة ، فلم يستطيعوا ذلك . هذا الجزء من الإنسان هو عجب الذنب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث ، قبل ألف وأربعمائة سنة ، وبين أنه يركب منه أول مرة ، و أنه هو الذي يبقى بعد وفاته وفناء جسده ، ومنه يعاد خلقه مرة أخرى إذا أراد الله بعث العباد للحساب والجزاء ، حيث ينزل الله عز وجل مطراً من السماء فينبت كل فرد من عجْب ذنبه ، كما تنبت النبتة من بذرتها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما بين النفختين أربعون قالوا: يا أبا هريرة أربعون يومًا؟ قال: أبيت ، قالوا: أربعون شهرًا ؟ قال: أبيت ، قالوا: أربعون سنة ؟ قال: أبيت ، قال: ثم يُنْزِل الله من السماء ماء فينبتون ، كما ينبت البقل ، ليس من الإنسان شيء إلا يبلى ، إلا عظمًا واحدًا وهو عجب الذنب ، ومنه يركب الخلق يوم القيامة ) رواه مسلم ، وأخرج أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب ) ، وأخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد قوله عليه الصلاة والسلام : ( يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجبَ ذنبه ، قيل : ومثل ما هو يا رسول الله ؟ قال : مثل حبة خردل منه تَنْبُتون )ـ . فهذه الأحاديث النبوية قد بينت هذه الحقيقة العلمية التي لم يتوصل إليها العلم الحديث إلا في السنوات الأخيرة ، وهو ما يؤكد صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وتلقيه ذلك عن الخالق سبحانه وتعالى ، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ، أظهرها الله عز وجل في هذا العصر ، إعجازاً وتحدياً لكل جاحد ومكذب ، وذلك مصداقاً لقوله سبحانه :( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق)ـ //  | 
		
 فضل مكة على سائر البقاع 
	قال صلى الله عليه وسلم : ( إن مكة هي أحب بلاد الله إلى الله )ـ الاكتشاف العلمي الجديد الذي كان يشغل العلماء والذي أعلن في يناير 1977 يقول : إن مكة المكرمة هي مركز اليابسة في العالم , وهذه الحقيقة الجديدة استغرقت سنوات عديدة من البحث العلمي للوصول إليها , واعتمدت على مجموعة من الجداول الرياضية المعقدة استعان فيها العلماء بالحاسب الآلي . ويروي العالم المصري الدكتور حسين كمال الدين قصة الاكتشاف الغريب فيذكر : أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفا تماما , حيث كان يجري بحثا ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم , على معرفة وتحديد مكان القبلة , لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة , أو يكون في بلاد غريبة , كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج , لذلك فكر الدكتور حسين كمال الدين في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس , ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته .. فقد وجد العالم المصري أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم .. وأمسك بيده ( برجلا ) وضع طرفه على مدينة مكة , ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعا منتظما .. ووجد مكة - في هذه الحالة - هي مركز الأرض اليابسة . وأعد خريطة العالم القديم قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا - وكرر المحاولة فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضا مركز الأرض اليابسة , حتى بالنسبة للعالم القديم يوم بدأت الدعوة للإسلام .. ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين : لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض , عن مدينة مكة , ثم وصلت بين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة , وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط , واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة , بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة , وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي لرسم خطوط الطول وخطوط العرض , لهذا لإسقاط الجديد .. وبالصدفة وحدها اكتشفت أنني أستطيع أن أرسم دائرة يكون مركزها مدينة مكة وحدودها خارج القارات الأرضية الست , ويكون محيط هذه الدائرة يدور مع حدود القارات الخارجية . مكة إذن - بتقدير الله - هي قلب الأرض , وهي بعض ما عبر عنه العلم في اكتشاف العلماء بأنه مركز التجمع الإشعاعي للتجاذب المغناطيسي , يوائمه ظاهرة عجيبة قد تذوقها كل من زار مكة حاجا أم معتمرا بقلب منيب , فهو يحس أنه ينجذب فطريا إلى كل ما فيها .. أرضها .. وجبالها وكل ركن فيها .. حتى ليكاد لو استطاع أن يذوب في كيانها مندمجا بقلبه وقالبه .. وهذا إحساس مستمر منذ بدء الوجود الأرضي .. والأرض شأنها شأن أي كوكب آخر تتبادل مع الكواكب والنجوم قوة جذب تصدر من باطنها .. وهذا الباطن يتركز في مركزها و يصدر منه ما يمكن أن نسميه إشعاعا .. ونقطة الالتقاء الباطنية هي التي وصل إليها عالم أمريكي في علم الطوبوغرافيا بتحقيق وجودها وموقعها جغرافيا , وهو غير مدفوع لذلك بعقيدة دينية , فقد قام في معمله بنشاط كبير مواصلا ليله بنهاره وأمامه خرائط الأرض وغيرها من الآلات وأدوات فإذا به يكتشف - عن غير قصد - مركز تلاقي الإشعاعات الكونية هو مكة .. ومن هنا تظهر حكمة الحديث الشريف المبنية على قول الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ ) ومن ثم يمكن التعرف على الحكمة الإلهية في اختيار مكة بالذات ليكون فيها بيت الله الحرام , واختيار مكة بالذات لتكون نواة لنشر رسالة الإسلام للعالم كله .. وفي ذلك من الإعجاز العلمي في الحديث الذي أظهر أفضلية مكانها عن سائر البقاع المصدر "الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد //  | 
		
 علة تحريم أكل لحم الجوارح وكل ذي ناب   
	قال صلى الله عليه وسلم : ( حرم على أمتي كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من السباع ) رواه أبو داود أثبت علم التغذية الحديثة أن الشعوب تكتسب بعض صفات الحيوانات التي تأكلها لاحتواء لحومها على سميات ومفرزات داخلية تسري في الدماء وتنتقل إلى معدة البشر فتؤثر في أخلاقياتهم.. فقد تبين أن الحيوان المفترس عندما يهم باقتناص فريسته تفرز في جسمه هرمونات ومواد تساعده على القتال واقتناص الفريسة .. ويقول الدكتور ( س ليبج ) أستاذ علم التغذية في بريطانيا : إن هذه الإفرازات تخرج في جسم الحيوان حتى وهو حبيس في قفص عندما تقدم له قطعة لحم لكي يأكلها .. ويعلل نظريته هذه بقوله : ما عليك إلا أن تزور حديقة الحيوانات مرة وتلقى نظرة على النمر في حركاته العصبية الهائجة أثناء تقطيعه قطعة اللحم ومضغها فترى صورة الغضب والاكفهرار المرسومة على وجهه ثم ارجع ببصرك إلى الفيل وراقب حالته الوديعة عندنا يأكل وهو يلعب مع الأطفال والزائرين وانظر إلى الأسد وقارن بطشه وشراسته بالجمل ووداعته وقد لوحظ على الشعوب آكلات لحوم الجوارح أو غيرها من اللحوم التي حرم الإسلام أكلها - أنها تصاب بنوع من الشراسة والميل إلى العنف ولو بدون سبب إلا الرغبة في سفك الدماء .. ولقد تأكدت الدراسات والبحوث من هذه الظاهرة على القبائل المتخلفة التي تستمرئ أكل مثل تلك اللحوم إلى حد أن بعضها يصاب بالضراوة فيأكل لحوم البشر كما انتهت تلك الدراسات والبحوث أيضا إلى ظاهرة أخرى في هذه القبائل وهي إصابتها بنوع من الفوضى الجنسية وانعدام الغيرة على الجنس الآخر فضلا عن عدم احترام نظام الأسرة ومسألة العرض والشرف .. وهي حالة أقرب إلى حياة تلك الحيوانات المفترسة حيث إن الذكر يهجم على الذكر الآخر من القطيع ويقتله لكي يحظى بإناثه إلى أن يأتي ذكر آخر أكثر شبابا وحيوية وقوة فيقتل الذكر المغتصب السابق وهكذا .. ولعل أكل الخنزير أحد أسباب انعدام الغيرة الجنسية بين الأوربيين وظهور الكثير من حالات ظواهر الشذوذ الجنسي مثل تبادل الزوجات والزواج الجماعي ومن المعلوم أن الخنزير إذا ربى ولو في الحظائر النظيفة - فإنه إذا ترك طليقا لكي يرعى في الغابات فإنه يعود إلى أصله فيأكل الجيفة والميتة التي يجدها في طريقة بل يستلذ بها أكثر من البقول والبطاطس التي تعوّد على أكلها في الحظائر النظيفة المعقمة وهذا هو السبب في احتواء جسم الخنزير على ديدان وطفيليات وميكروبات مختلفة الأنواع فضلا عن زيادة نسبة حامض البوليك التي يفرزها والتي تنتقل إلى جسم من يأكل لحمه .. كما يحتوي لحم الخنزير على أكبر كمية من الدهن من بين جميع أنواع اللحوم المختلفة مما يجعل لحمه عسير الهضم.. فمن المعروف علميا أن اللحوم التي يأكلها الإنسان تتوقف سهولة هضمها في المعدة على كميات الدهنيات التي تحويها وعلى نوع هذه الدهون فكلما زادت كمية الدهنيات كان اللحم أصعب في الهضم وقد جاء في الموسوعة الأمريكية أن كل مائة رطل من لحم الخنزير تحتوي على خمسين رطلا من الدهن .. أي بنسبة 50 % في حين أن الدهن في الضأن يمثل نحو 17 % فقط وفي العجول لا يزيد عن 5 % كما ثبت بالتحليل أن دهن الخنزير يحتوي على نسبة كبيرة من الأحماض الدهنية المعقدة .. وأن نسبة الكولسترول في دهن الخنزير إلى الضأن وإلى العجول 9:7:6 ومعنى ذلك بحساب بسيط أن نسبة الكولسترول في لحم الخنزير أكثر من عشرة أضعاف ما في البقر .. ولهذه الحقيقة دلالة خطيرة لأن هذه الدهنيات تزيد مادة الكولسترول في دم الإنسان وهذه المادة عندما تزيد عن المعدل الطبيعي تترسب في الشرايين وخصوصا شرايين القلب .. وبالتالي تسبب تصلب الشرايين وارتفاع الضغط وهي السبب الرئيسي في معظم حالات الذبحة القلبية المنتشرة في أوروبا حيث ظهر من الإحصاءات التي نشرت بصدد مرض الذبحة القلبية وتصلب الشرايين أن نسبة الإصابة بهذين المرضين في أوروبا تعادل خمسة أضعاف النسبة في العالم الإسلامي وذلك بجانب تأثير التوتر العصبي الذي لا ينكره العلم الحديث ومما هو جدير بالذكر أن آكلات اللحوم تعرف علميا بأنها ذات الناب التي أشار إليها الحديث الشريف الذي نحن بصدده لأن لها أربعة أنياب كبيرة في الفك العلوي والسفلي .. وهذا لا يقتصر على الحيوانات وحدها بل يشمل الطيور أيضا إذ تنقسم إلى آكلات العشب والنبات كالدجاج والحمام .. وإلى آكلات اللحوم كالصقور والنسور وللتمييز العلمي بينهما يقال : إن الطائر آكل اللحوم له مخلب حاد ولا يوجد هذا المخلب في الطيور المستأنسة الداجنة ومن المعلوم أن الفطرة الإنسانية بطبيعتها تنفر من أكل لحم الحيوانات أو الطيور آكلة اللحوم إلا في بعض المجتمعات التي يقال عنها إنها مجتمعات متحضرة أو في بعض القبائل المتخلفة كما سبق أن أشرنا . ومن الحقائق المذهلة أن الإسلام قد حدد هذا التقسيم العلمي ونبه إليه منذ أربعة عشر قرنا من الزمان المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد //  | 
		
 ثبات الشخصية 
	قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رفع القلم عن ثلاثة : عن النائم وعن المبتلي حتى يبرأ وعن الصبي حتى يكبر ) صحيح الجامع ثبت في الطب الحديث أن خلايا الإنسان في الجلد والعضلات والعظام والعيون كلها تتجدد كل سبع سنوات مرة واحدة ما عدا الخلايا العصبية فإنها تتوقف عن النمو للإنسان عن السنة السابعة تقريبا حيث إن 9 / 10 من المخ ينمو في تلك الفترة . و إلاّ فلو تغيرت الخلايا العصبية لتغيرت شخصية الإنسان ولكان له عدة تصرفات في يوم واحد . وهذا من بديع صنع الله ورحمته إذ إن الله سبحانه رفع التكليف عن غير المكلف وهو الذي لم يكتمل نموه بعد .. فإذا كبر الصبي ثبتت شخصيته من خلال ثبات خلاياه العصبية التي لا تزيد ولا تنقص بسبب تلف أو مرض و إلاّ لتعطلت وظائفه عن الحركة .. فسبحان الله جلّت قدرته قال تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) , ألا يستحق ذلك سجودا لله وشكرا ؟ المصدر " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " أنس بن عبد الحميد القوز //  | 
		
 تحديد النسل 
	قال رسول صلى الله عليه وسلم : ( تزوجوا الودود الولود ) رواه أبو داود والنسائي هذا الحديث يدعو بصورة غير مباشرة إلى عدم تحديد النسل أو ما شابه ذلك ثبت علميا أن استخدام أي نوع من وسائل تحديد النسل يعود بآثار وخيمة على الحالة الصحية للأم .. فالجهاز التناسلي للمرأة يهيمن على وظيفة مجموعة من هرمونات التناسل تفرز من الفص الأمامي للغدة النخامية والمبيض .. وفي الحالة الطبيعية تفرز هذه الهرمونات بنسب مقدرة ومعينة , بحيث إذا حدث فيها أي زيادة أو نقص أدى ذلك إلى حدوث حالة مرضية .. ومن هنا تعترف الأوساط الطبية بأن الوسائل المستخدمة لمنع الحمل لها أضرار على من يتعاطونها , وذلك نتيجة أبحاث كثيرة خرجت بهذه النتائج : اختلال في التوازن الهرموني بالجسم .. زيادة وزن الجسم وتجمع كميات كبيرة من السوائل به .. حدوث التهابات شديدة بالجهاز التناسلي للأم .. زيادة احتمالات التعرض للنوبات القلبية المميتة لمن تجاوزن الثلاثين من العمر ولا سيما من تخطين الأربعين .. وقد نقلت وكالات الأنباء خبر موت إحدى السيدات البريطانيات نتيجة تعاطيها لحبوب منع الحمل , فقد ظلت تتناول حبوب فالدان طيلة ثماني سنوات , ثم استبدلت بها صنفا آخر هو ميثو كلور وذلك بتوصية طبية ومرضت بعد أسابيع مرضا شديدا مما اضطرها لملازمة الفراش ثم انهارت صحتها وتوفيت بعد ذلك .. ثبت أخيرا أن استعمال موانع الحمل , ولا سيما الحبوب , وقد يؤدي إلى حدوث بعض الحالات السرطانية .. ولكن الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم هو إرضاع الطفل إذا حملت أمه .. لأن ذلك يؤثر على الرضيع تأثيرا سيئا , مما يجعله ضعيف البنية .. ولو تأملنا هذا الهدى النبوي لوجدنا المسافة بين الحمل والآخر تستغرق ثلاث سنوات .. ولا سيما إذا رجعنا لقوله تعالى( وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَة ) سورة البقرة : 223 ومن ذلك نجد أن تنظيم النسل وإعطاء الفرصة للأم لاستعادة صحتها , أمر يدعو إليه الدين , وهذا بخلاف منع الحمل بصورة مطلقة .. الغريب أن معظم البلدان الإسلامية تكتسحها دعوة تحديد النسل بحجة مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية , وترصد لهذه الحملة أموالا طائلة كان من الممكن توظيفها في مشاريع اقتصادية واجتماعية أكثر جدوى .. فتؤكد التقارير السرية في احد البلدان العربية أن ما يصرف على إنجاح حملة تحديد النسل في عام واحد من سيارات وأطباء وممرضين وممرضات وأدوية ومهمات وعمليات جراحية ومستشفيات وغيرها يكفى لرعاية أكثر من مليون طفل في حين أن زيادة الأطفال في البلد لاتتجاوز ربع مليون طفل .. ثم إن في البلاد الإسلامية أقطارا فيها المشروعات ومجالات العمل , وليس فيها العمال , ومما يضطرها لاستيراد العمالة من خارج البلاد , حتى من آسيا وأوربا لتنفيذ العمران في هذه الأقطار .. وهناك أقطار أخرى فيها زيادة سكانية تئن منها ولا تملك رأس المال لبناء المشروعات التي تتسع لهؤلاء أو إيجاد أعمال لهم تعود عليهم وعلى الوطن بالنفع فماذا لو استفاد هؤلاء من سكان أولئك ليستمر الإخاء الإنساني فضلا عن ذلك كله فإن الثروة البشرية هي أساس التقدم والرقى لو أحسن استغلالها بدلا من التذرع بعدم وجود الإمكانيات المتاحة .. وهذا ما أثبتته تجارب الحياة اليومية من واقع البلدان المتحضرة الغنية كاليابان وغيرها ومن هنا كانت أهمية النسل البشري الذي يأتي من المرأة الودود الولود كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم المصدر " الإعجاز العلمي الإسلام السنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد //  | 
		
 الوقاية 
	قال صلى الله عليه وسلم : ( غطوا الإناء وأوكئوا السقاء , فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء , لا يمر بإناء ليس عليه غطاء , أو سقاء ليس عليه وكاء , إلا نزل فيه من ذلك الوباء ) رواه مسلم لقد أثبت الطب الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الواضع الأول لقواعد حفظ الصحة بالاحتراز من عدوى الأوبئة والأمراض المعدية , فقد تبين أن الأمراض المعدية تسرى في مواسم معينة من السنة , بل إن بعضها يظهر كل عدد معين من السنوات , وحسب نظام دقيق لا يعرف تعليله حتى الآن .. من أمثلة ذلك : أن الحصبة , وشلل الأطفال , تكثر في سبتمبر وأكتوبر , والتيفود يكثر في الصيف أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات .. والجدري كل ثلاث سنين وهذا يفسر لنا الإعجاز العلمي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن في السنة ليلة ينزل فيها وباء ) أي أوبئة موسمية ولها أوقات معينة . كما أنه صلى الله عليه وسلم قد أشار إلى أهم الطرق للوقاية من الأمراض في حديثه : ( اتقوا الذر ( هو الغبار ) فإن فيه النسمة ( أي الميكروبات ) ) فمن الحقائق العلمية التي لم تكن معروفة إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب , أن بعض الأمراض المعدية تنتقل بالرذاذ عن طريق الجو المحمل بالغبار , والمشار إليه في الحديث بالذر .. وأن الميكروب يتعلق بذرات الغبار عندما تحملها الريح وتصل بذلك من المريض إلى السليم .. وهذه التسمية للميكروب بالنسمة هي أصح تسمية , فقد بين - الفيروز ابادي – في قاموسه أن النسمة تطلق على أصغر حيوان , ولا يخفى أن الميكروب متصف بالحركة والحياة .. أما تسمية الميكروب بالجرثوم فتسمية لا تنطبق على المسمى لأن جرثومة كل شيء أصله حتى ذرة الخشب وهذا من المعجزات الطبية التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم //  | 
		
 الغضب والانفعال 
	ركب الله في الإنسان العديد من الغرائز والأحاسيس ، فهو يتأثر بما يجري حوله ، ويتفاعل بما يشاهد ويسمع من الآخرين ، فيضحك ويبكي ، ويفرح ويحزن ، ويرضى ويغضب ، إلى آخر تلك الانفعالات النفسية . ومن الأمور التي نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الاسترسال فيها الغضب ، فقد يخرج الإنسان بسببه عن طوره ، وربما جره إلى أمور لا تحمد عقباها ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم : أوصني ، قال : ( لا تغضب ، فردد مرارا ، قال : لا تغضب ) رواه البخاري . ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالنهي عن هذه الآفة ، وبيان آثارها ، بل بين الوسائل والعلاجات التي يستعين بها الإنسان على التخفيف من حدة الغضب ، وتجنب غوائله ، ومن هذه الوسائل السكوت وعدم الاسترسال في الكلام ، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( علِّموا ويسروا ولا تعسروا ، وإذا غضبت فاسكت ، وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت ) رواه الإمام أحمد . ومن وسائل تخفيف الغضب الوضوء ، فعن عطية السعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الغضب من الشيطان ، وإن الشيطان خلق من النار ، وإنما تُطْفأ النار بالماء ، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ ) رواه أبو داود وحسنه بعض العلماء . ومن الأدوية الهامة التي أرشد إليها النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج الغضب ، والتخفيف من حدته ، وجاء الطب الحديث بتصديقها ، أن يغير الإنسان الوضع الذي كان عليه حال الغضب من القيام إلى القعود ، أو الاضطجاع ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) رواه أبو داود . فقد كشف الطب الحديث أن هناك العديد من التغيرات التي يحدثها الغضب في جسم الإنسان ، فالغدة الكظرية التي تقع فوق الكليتين ، تفرز نوعين من الهرمونات هما هرمون الأدرينالين ، وهرمون النور أدرينالين ، فهرمون الأدرينالين يكون إفرازه استجابة لأي نوع من أنواع الانفعال أو الضغط النفسي ، كالخوف أو الغضب ، وقد يفرز أيضاً لنقص السكر ، وعادة ما يُفْرَز الهرمونان معاً . وإفراز هذا الهرمون يؤثر على ضربات القلب ، فتضطرب ، وتتسارع ، وتتقلص معه عضلة القلب ، ويزداد استهلاكها للأكسجين ، والغضب والانفعال يؤدي إلى رفع مستوى هذين الهرمونين في الدم ، وبالتالي زيادة ضربات القلب ، وقد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم . ولذلك ينصح الأطباء مرضاهم المصابين بارتفاع ضغط الدم أو ضيق الشرايين ، أن يتجنبوا الانفعالات والغضب وأن يبتعدوا عن مسبباته ، وكذلك مرضى السكر لأن الأدرينالين يزيد من سكر الدم . وقد ثبت علمياً - كما جاء في كتاب هاريسون الطبي - أن كمية هرمون النور أدرينالين في الدم تزداد بنسبة ضعفين إلى ثلاثة أضعاف عند الوقوف وقفة هادئة لمدة خمس دقائق ، وأما الأدرينالين فإنه يرتفع ارتفاعاً بسيطاً بالوقوف ، وأما الضغوط النفسية والانفعالات فهي التي تسبب زيادة مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فإذا كان الوقوف وقفة هادئة ولمدة خمس دقائق ، يضاعف كمية النور أدرينالين ، وإذا كان الغضب والانفعال يزيد مستوى الأدرينالين في الدم بكميات كبيرة ، فكيف إذا اجتمع الاثنان معاً الغضب والوقوف ، ولذلك أرشد النبي صلى الله عليه وسلم الغضبان إن كان قائماً أن يجلس فإن لم يذهب عنه فيلضطجع . فكان هذا السبق العلمي منه - صلى الله عليه وسلم - من أوجه الإعجاز التي لم تظهر إلا في هذا العصر ، وإلا فما الذي أدراه بأن هذه الهرمونات تزداد بالوقوف ، وتنخفض بالجلوس والاستلقاء ، حتى يصف لنا هذا العلاج النبوي ؟ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر الأنبياء والمرسلين . ::  | 
		
 الصفات الوراثية في المولود 
	من الملاحظ أن المولود ذكراً كان أم أنثى يميل في الشبه إلى أحد أبويه ، وربما امتد هذا الشبه إلى بعض أقاربه من جهة الأم أو من جهة الأب ، وقد قررت السنة النبوية وجه التشابه والاختلاف بين المولود وأبويه ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : (جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن امرأتي ولدت غلاماً أسود ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هل لك من إبل ؟ قال : نعم ، قال : فما ألوانها ؟ قال : حُمْر ، قال : هل فيها من أورق ؟ قال : إن فيها لوُرْقا ، قال : فأنى أتاها ذلك ؟ قال عسى أن يكون نزعه عرق ، قال : وهذا عسى أن يكون نزعه عرق ) أخرجاه في الصحيحين وهذا لفظ مسلم والأورق هو الأسمر المائل إلى السواد . ففي هذا الحديث أشار النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى قوانين الوراثة التي اكتُشفت حديثاً ، و التي اكتشف كثيراً منها ( مندل ) ، ففيه شرح للصفات الكامنة المحمولة على المُوَرِّثات ، والتي لم توضع موضع التنفيذ ، لكونها قد سُبقت أو غُلِبَت بمورثات أخرى ، فقد يرث الإنسان صفة من جد أو جدة بينه وبين أحدهما مئات السنين . فمن المعلوم أن سر الحياة في هذا الكائن هو الخلية ، وعندما درس العلماء الخلية وتركيبها وجدوا أن مركز الخلية هي النواة التي تمثل الجزء الأهم فيها ، بحيث إن غياب النواة ، يجعل استمرار الحياة مستحيلا ، ثم ذهبوا يستكشفون أسرار هذه النواة في الخلية ، فوجدوا فيها أشكالاً غريبة ، تحب وتتعطش للألوان بشكل كبير ، هذه الأشكال الغريبة هي أشبه بالمقصات أو إشارة ( x ) ، وهي المعروفة باسم الصبغيات أو الكروموسومات ، وهي التي تتحكم في الصفات الفردية في الإنسان ، ووظائف الخلايا وتخصصها ، وتحتوي النواة على ( 23) زوجاً من الكروموسومات . والصفات الوراثية التي يأخذها الجنين من أمه أو أبيه ترجع إلى التزاوج الذي يكون بين هذه الأزواج من الموروثات التي تحمل صفات كل الآباء وكل الأمهات ، وهي تظهر في الوليد حسب مشيئة الله تعالى ، فبغلبة الكروموسومات الموجودة في الأب يأتي المولود أكثر شبها به ، وبغلبة كروموسومات الأم تكون صفاتها الموروثة أظهر في المولود . وقد يكون المولود بعيداً كل البعد عن مشابهة أحد أبويه ، وذلك لأن الصفات الوراثية - كما يقول علماء الوراثة - نوعان : سائدة ومتنحية ، فإذا كانت متنحية وورثها الولد من الأبوين معاً ظهرت هذه الصفات فيه ، وإن لم تكن ظاهرة في أبويه ، وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( نزعه عرق ) أي اجتذبه وأظهر لونه عليه . وفي حديث آخر بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى أيضاً ، فعن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : هل تغتسل المرأة إذا احتلمت وأبصرت الماء ؟ فقال : نعم ، فقالت لها عائشة : تربت يداك وأُلَّت ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دعيها ، وهل يكون الشبه إلا من قِبَل ذلك ؟! إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله ، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه ) رواه مسلم . وتعبير النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر بالعلو تعبير دقيق ، لأن هذه الصفات إنما تثبت بالغلبة ، فإذا غلبت هذه المورثات ظهرت خصائصها و آثارها في المولود . وبهذا تكون هذه الأحاديث قد قررت حقيقة علمية لم تعرف إلا في العصر الحديث ، فإن العلماء لم يتأكدوا من حقيقة الحيوان المنوي و البويضة ، واشتراكهما في الخلق الجديد إلا حديثاً ، بعد اكتشاف المجهر ، وبعد اكتشاف و زرع الصبغيات أو ( الكروموسومات ) ، فصلوات الله وسلامه على من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى .ـ //  | 
		
 الحمى 
	قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ) رواه البخاري وقوله عندما ذكرت الحمى فسبها رجل : ( لا تسبها فإنها تنقى الذنوب كما تنقى النار خبث الحديد ) رواه مسلم لقد تبين أنه عند الإصابة بالحمى ذات الحرارة الشديدة التي قد تصل إلى 41 درجة مئوية والتي وصفها عليه الصلاة والسلام بأنها من فيح جهنم وقد يؤدي ذلك إلى هياج شديد ثم هبوط عام وغيبوبة تكون سببا في الوفاة ... ولذا كان لزاما تخفيض هذه الحرارة المشتعلة بالجسم فورا حتى ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ وليس لذلك وسيلة إلا وضع المريض في ماء أو عمل كمادات من الماء البارد والثلج حيث إنه إذا انخفضت شدة هذه الحرارة عاد الجسم كحالته الطبيعية بعد أن ينتظم مركز تنظيم الحرارة بالمخ ويقلل هذه الحرارة بوسائله المختلفة من تبخير وإشعاع وغيرهما ولذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا حم دعا بقربة من ماء فأفرغها على رأس فاغتسل ولما كانت الحمى يستلزمها حمية عن الأغذية الرديئة وتناول الأغذية والأدوية النافعة وفي ذلك إعانة على تنقية البدن وتصفيته من مواده الرديئة التي تفعل فيه كما تفعل النار في الحديد في نفي خبثه وتصفية جوهره كانت أشبه الأشياء بنار الكير التي تصفى جوهر الحديد وقد ثبت علميا أنه عند الإصابة بالحمى تزيد نسبة مادة( الأنترفيرون ) لدرجة كبيرة كما ثبت أن هذه المادة التي تفرزها خلايا الدم البيضاء تستطيع القضاء على الفيروسات التي هاجمت الجسم وتكون أكثر قدرة على تكوين الأجسام المضادة الواقية ... فضلا عن ذلك فقد ثبت أن مادة ( الأنترفيرون ) التي تفرز بغزارة أثناء الإصابة بالحمى لا تخلص الجسم من الفيروسات والبكتريا فحسب ولكنها تزيد مقاومة الجسم ضد الأمراض وقدرتها على القضاء على الخلايا السرطانية منذ بدء تكوينها وبالتالي حماية الجسم من ظهور أي خلايا سرطانية يمكن أن تؤدى إلى إصابة الجسم بمرض السرطان ولذا قال بعض الأطباء إن كثيرا من الأمراض نستبشر فيها بالحمى كما يستبشر المريض بالعافية فتكون الحمى فيها أنفع من شرب الدواء بكثير مثل مرض الرماتيزم المفصلي الذي تتصلب فيه المفاصل وتصبح غير قادرة على التحرك ولذلك من ضمن طرق العلاج الطبي في مثل هذه الحالات الحمى الصناعية أي إيجاد حالة حمى في المريض يحقنه بمواد معينة ومن هنا ندرك حكمة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفض سب الحمى بل والإشادة بها بوصفها تنقى الذنوب كما تنقى النار خبث الحديد كما أشار الحديث الشريف الذي نحن بصدده المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد ::  | 
		
 الحـَجر الصحي 
	يعتبر الحجر الصحي من أهم الوسائل للحَدِّ من انتشار الأمراض الوبائية في العصر الحاضر ، وبموجبه يمنع أي شخص من دخول المناطق التي انتشر فيها نوع من الوباء ، والاختلاط بأهلها ، وكذلك يمنع أهل تلك المناطق من الخروج منها ، سواء أكان الشخص مصاباً بهذا الوباء أم لا . وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث ، مبادئ الحجر الصحي ، بأوضح بيان ، فمنع الناس من الدخول إلى البلدة المصابة بالطاعون ، ومنع كذلك أهل تلك البلدة من الخروج منها ، بل جعل ذلك كالفرار من الزحف الذي هو من كبائر الذنوب ، وجعل للصابر فيها أجر الشهيد . روى البخاري في صحيحة قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، حين خرج إلى الشام ، فلما وصل إلى منطقة قريبة منها يقال لها : ( سرغ ) ، بالقرب من اليرموك ، لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه ، فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام ، فقال عمر ادع لي المهاجرين الأولين ، فدعاهم فاستشارهم ، وأخبرهم أن الوباء قد وقع بالشام ، فاختلفوا ، فقال بعضهم : قد خرجتَ لأمر ولا نرى أن ترجع عنه ، وقال بعضهم : معك بقية الناس وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا نرى أن تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادعوا لي الأنصار ، فدعاهم فاستشارهم ، فسلكوا سبيل المهاجرين ، واختلفوا كاختلافهم ، فقال : ارتفعوا عني ، ثم قال : ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من مهاجرة الفتح ، فدعاهم فلم يختلف منهم عليه رجلان ، فقالوا : نرى أن ترجع بالناس ولا تُقْدِمَهم على هذا الوباء ، فنادى عمر في الناس إني مُصَبِّحٌ على ظَهْرٍ فأَصْبِحوا عليه ، فقال أبو عبيدة بن الجراح : أفراراً من قدر الله ؟ فقال عمر لو غيرُك قالها يا أبا عبيدة نعم ، نفرُّ من قدر الله إلى قدر الله ، أرأيتَ لو كان لك إبل هبطت واديا له عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة ، أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله ، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله ؟ قال : فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته ، فقال : إن عندي في هذا علما ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه ) قال : فحمد الله عمر ثم انصرف . وروى الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تفنى أمتي إلا بالطعن والطاعون ، قلت : يا رسول الله هذا الطعن قد عرفناه ، فما الطاعون ؟ قال : غدة كغدة البعير ، المقيم بها كالشهيد ، والفار منها كالفار من الزحف ) ، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الفار من الطاعون كالفار من الزحف ، والصابر فيه كالصابر في الزحف ) رواه أحمد . والإعجاز النبوي يتجلى في هذه الأحاديث في منع الشخص المقيم في أرض الوباء أن يخرج منها حتى وإن كان غير مصاب ، فإن منع الناس من الدخول إلى أرض الوباء قد يكون أمراً واضحاً ومفهوماً ، ولكن منع من كان في البلدة المصابة بالوباء من الخروج منها ، حتى وإن كان صحيحاً معافى ، أمر غير واضح العلة ، بل إن المنطق والعقل يفرض على الشخص السليم الذي يعيش في بلدة الوباء ، أن يفر منها إلى بلدة أخرى سليمة ، حتى لا يصاب بالعدوى ، ولم تعرف العلة في ذلك إلا في العصور المتأخرة التي تقدم فيها العلم والطب . فقد أثبت الطب الحديث - كما يقول الدكتور محمد على البار - أن الشخص السليم في منطقة الوباء قد يكون حاملاً للميكروب ، وكثير من الأوبئة تصيب العديد من الناس ، ولكن ليس كل من دخل جسمه الميكروب يصبح مريضاً ، فكم من شخص يحمل جراثيم المرض دون أن يبدو عليه أثر من آثاره ، فالحمى الشوكية ، وحمى التيفود ، والزحار ، والباسيلي ، والسل ، بل وحتى الكوليرا والطاعون قد تصيب أشخاصاً عديدين دون أن يبدو على أي منهم علامات المرض ، بل ويبدو الشخص وافر الصحة سليم الجسم ، ومع ذلك فهو ينقل المرض إلى غيره من الأصحاء . وهناك أيضاً فترة الحضانة ، وهي الفترة الزمنية التي تسبق ظهور الأعراض منذ دخول الميكروب وتكاثره حتى يبلغ أشده ، وفي هذه الفترة لا يبدو على الشخص أنه يعاني من أي مرض ، ولكن بعد فترة من الزمن قد تطول وقد تقصر - على حسب نوع المرض والميكروب الذي يحمله - تظهر عليه أعراض المرض الكامنة في جسمه . ففترة حضانة الأنفلونزا - مثلاً - هي يوم أو يومان ، بينما فترة حضانة التهاب الكبد الفيروسي قد تطول إلى ستة أشهر ، كما أن ميكروب السل ، قد يبقى كامناً في الجسم عدة سنوات دون أن يحرك ساكناً ، ولكنه لا يلبث بعد تلك الفترة أن يستشري في الجسم . فما الذي أدرى محمداً صلى الله عليه وسلم بذلك كله ؟ ومن الذي علمه هذه الحقائق ، وهو الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب ؟! ، إنه العلم الرباني ، والوحي الإلهي ، الذي سبق كل هذه العلوم والمعارف ، ليبقى هذا الدين شاهداً على البشرية في كل زمان ومكان ، ولتقوم به الحجة على العالمين ، فيهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حي عن بينة . فصلوات الله وسلامه على خاتم النبيين وإمام المرسلين //  | 
		
 الحجامة 
	قال صلى الله عليه وسلم : ( نعم العبد الحجام يذهب الدم ويجفف الصلب ويجلو عن البصر ) رواه الترمذي وقد روي أيضا ( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى الحجام أجرة ) البخاري ومسلم لقد أثبت العلم الحديث أن الحجامة قد تكون شفاء لبعض أمراض القلب وبعض امراض الدم وبعض أمراض الكبد .. ففي حالة شدة احتقان الرئتين نتيجة هبوط القلب وعندما تفشل جميع الوسائل العلاجية من مدرات البول وربط الأيدي والقدمين لتقليل اندفاع الدم إلى القلب فقد يكون إخراج الدم بفصده عاملا جوهريا هاما لسرعة شفاء هبوط القلب كما أن الارتفاع المفاجئ لضغط الدم المصحوب بشبه الغيبوبة وفقد التمييز للزمان والمكان أو المصاحب للغيبوبة نتيجة تأثير هذا الارتفاع الشديد المفاجئ لضغط الدم - قد يكون إخراج الدم بفصده علاجا لمثل هذه الحالة كما أن بعض أمراض الكبد مثل التليف الكبدي لا يوجد علاج ناجح لها سوى إخراج الدم بفصده فضلا عن بعض أمراض الدم التي تتميز بكثرة كرات الدم الحمراء وزيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم تلك التي تتطلب إخراج الدم بفصده حيث يكون هو العلاج الناجح لمثل هذه الحالات منعا لحدوث مضاعفات جديدة ومما هو جدير بالذكر أن زيادة كرات الدم الحمراء قد تكون نتيجة الحياة في الجبال المرتفعة ونقص نسبة الأوكسجين في الجو وقد تكون نتيجة الحرارة الشديدة بما لها من تأثير واضح في زيادة إفرازات الغدد العرقية مما ينتج عنها زيادة عدد كرات الدم الحمراء .. ومن ثم كان إخراج الدم بفصده هو العلاج المناسب لمثل هذه الحلات ومن هنا جاء قوله صلى الله عليه وسلم : ( خير ما تداويتم به الحجامة ) ورد في الطب النبوي : ابن قيم الجوزية . وهو قول اجتمعت فيه الحكمة العلمية التي كشفتها البحوث العلمية مؤخرا المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد ::  | 
		
 الجذام 
	قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فر من المجذوم كما تفر من الأسد ) رواه البخاري لقد أثبت علم الطب الحديث أن مرض الجذام من أخطر الأمراض الجلدية التي تنتقل بالعدوى من خلال ميكروب الجذام الذي أمكن مشاهدته والتعرف عليه أخيرا منذ أكثر من مائة عام ومع ذلك لم يستطع العلم الحديث السيطرة عليه حتى الآن ومرض الجذام يصيب أطراف الأعصاب مثل أطراف أعصاب الذراعين ويجعل المريض يفقد الإحساس فلا يحس بالألم والحرارة والبرودة بل ويمكن أن تدخل الشوكة في قدمه دون أن يشعر فضلا عن إصابة المريض بضمور في عضلات اليدين والساقين وقروح في الجلد خاصة في القدمين واليدين وتتآكل عظامهما وتفقد بعض أجزاء منهما كالأصابع ويمكن أن يصيب القرنية فيؤثر على الإبصار . كما أن مرض الجذام يصيب أيضا الخصيتين .. وهذا يعني أن مريض الجذام يفقد القدرة الجنسية وبالتالي لا تكون له ذرية من أولاد والجذام نوعان النوع العقدي : وهو الذي يصيب ذوى المناعة الضعيفة ويظهر على هيئة عقيدات مختلفة الحجم تصيب الجسم وخاصة الوجه فتكسبه شكلا خاصا يشبه وجه الأسد .. كما يسبب هذا النوع سقوط شعر الحاجبين وقد يصيب الغشاء المخاطي للأنف ويسبب نزيفا منه النوع البقعي الخدرى : وهو يصيب الجلد على هيئة بقع باهتة مختلفة الأشكال والأحجام .. وتتميز هذه البقع بفقدان الحساسية والعرق ونقص في كمية صبغة خلايا الجلد وهذا النوع يصيب المرضى ذوي المناعة الجيدة نسبيا ومن عظمة التوجيه النبوي الشريف للذين أنعم الله عليهم بنعمة الصحة وعدم الابتلاء بهذا المرض اللعين قول صلى الله عليه وسلم :( لا تديموا النظر إلى المجذومين ) إرشاد الساري لشرح البخاري : باب الجذام فلقد أثبت علم النفس الحديث أن المجذوم إذا رأي صحيح البدن يديم النظر إليه فتعظم مصيبة وتزداد حسرته .. ومن ثم فقد جاء النهى عن النظر إليهم رعاية لمشاعرهم هكذا أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم خطورة العدوى من مريض الجذام فأمر الأصحاء بالابتعاد عن المصابين به على الفور كما يبتعد الشخص عن الأسد المفترس ولا سيما أن ميكروب الجذام إذا تمكن من الشخص الصحيح افترسه لقد قيل هذا الحديث منذ أكثر من أربعة عشر قرنا .. ويجئ العلم الحديث ليثبت صحته وينصح بالتوجيه النبوي الشريف . المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد :::  | 
		
 البدانة 
	قال صلى الله عليه سلم ( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما وقوله ( المعدة بيت الداء ) قد توصل العلم إلى أن السمنة من الناحية الصحية تعتبر خللا في التمثيل الغذائي وذلك يرجع إلى تراكم الشحوم أو اضطراب الغدد الصماء .. والوراثة ليس لها دور كبير في السمنة كما يعتقد البعض وقد أكدت البحوث العلمية أن للبدانة عواقب وخيمة على جسم الإنسان وقد أصدرت إحدى شركات التأمين الأمريكية إحصائية تقرر أنه كلما طالت خطوط حزام البطن قصرت خطوط العمر فالرجال الذين يزيد محيط بطونهم أكثر من محيط صدورهم يموتون بنسبة أكبر كما أثبتت البحوث أيضا أن مرض البول السكري يصيب الشخص البدين غالبا أكثر من العادي كما أن البدانة تؤثر في أجهزة الجسم وبالذات القلب حيث تحل الدهون محل بعض خلايا عضلة القلب مما يؤثر بصورة مباشرة على وظيفته وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين حذر من السمنة والتخمة فقال : ( المعدة بيت الداء ) وحذرت تلك البحوث من استخدام العقاقير لإنقاص الوزن لما تسببه من أضرار وأشارت إلى أن العلاج الأمثل للبدانة والوقاية منها هو إتباع ما أمرنا به الله سبحانه وتعالى بعد الإسراف في تناول الطعام وإتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تناول الطعام كما أوضح الحديث الذي نحن بصدده ... وجاء تطبيقا لقوله تعالى : ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) سورة الأعراف : 31 وبهذا سبق الإسلام العلم الحديث منذ أكثر من أربعة عشر قرنا إلى أهمية التوازن في تناول الطعام والشراب وحذر من أخطار الإسراف فيهما على صحة الإنسان وقاية الجهاز الهضمي : قال صلى الله عليه وسلم ( أصل كل داء البردة ) البردة : التخمة : أخرجه الحافظ السيوطي في الجامع الصغير هذا الحديث يعد علامة بارزة في حفظ صحة الجهاز الهضمي , وبالتالي وقاية الجسم كله من التسمم الذاتي الذي ينشأ عن ( التخمة ) وامتلاء المعدة وتحميلها فوق طاقتها من الأغذية الثقيلة , وعن تناول الغذاء ثانية قبل هضم الغذاء الأول , الأمر الذي يحدث عسر هضم وتخمرات .. وبالتالي التهابات معدية حادة تصير مزمنة من جراء توطن الجراثيم المرضية في الأمعاء التي ترسل سمومها إلى الدورة الدموية , فتؤثر على الجهاز العصبي والجهاز التنفسي , وعلى الجهاز البولي الكلوي وغيره ذلك من أجهزة حيوية في الجسم , الأمر الذي يسبب اختلال وظائفها . ومن هنا كانت المعجزة الطبية في إمكان التوصل إلى السبب الأساسي لكل داء وهو الإسراف في تناول الطعام الذي يسبب تخمة تؤدي إلى أمراض عديدة كما كشفتها البحوث الطبية الحديثة المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد ::  | 
		
 الاختلاط 
	قال صلى الله عليه سلم : ( لا يخلوّنّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم ) متفق عليه لقد أثبتت التجارب والمشاهدات الواقعية , أن اختلاط الرجال بالنساء يثير في النفس الغريزة الجنسية بصورة تهدد كيان المجتمع ... كما ذكر أحد العلماء الأمريكيين جورج بالوشي في كتاب الثورة الجنسية .. وقال بأن الرئيس الأمريكي الراحل كنيدي قد صرح عام 1962 بأن مستقبل أمريكا في خطر لأن شبابها مائع منحل غارق في الشهوات لا يقدر المسئولية الملقاة على عاتقه وأن من بين كل سبعة شبان يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير صالحين لأن الشهوات التي أغرقوا فيها أفسدت لياقتهم الطبية والنفسية ... ونتيجة للاختلاط الكائن بين الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات ذكرت جريدة لبنانية : أن الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة .. وأن أكثر من ستين في المائة من الطالبات سقطن في الامتحانات , وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن .. وهذا مصداق لما يذهب إليه الدكتور ألكس كارليل إذ يقول : عندما تتحرك الغريزة الجنسية لدى الإنسان تفرز نوعا من المادة التي تتسرب في الدم إلى دماغه وتخدره فلا يعود قادرا على التفكير الصافي .. ولذا فدعاة الاختلاط لا تسوقهم عقولهم , وإنما تسوقهم شهواتهم , وهم يبتعدون عن الاعتبار بما وصلت إليه الشعوب التي تبيح الاختلاط والتحرر في العلاقات الاجتماعية بين الرجل والمرأة .. من ذلك ما أورده تقرير لجنة الكونجرس الأمريكية عن تحقيق جرائم الأحداث , من أن أهم أسبابها الاختلاط بين الشباب من الجنسين بصورة كبيرة .. وغير ذلك من شواهد يومية تقرر الحكمة العلمية والعملية للحديث الشريف , مما يعد إطارا منهجيا في تحديد مجالات العلاقات الاجتماعية بوجه عام , وبين الرجل والمرأة بوجه خاص .. ثم إن الاختلاط من أعظم آثاره تلاشى الحياء الذي يعتبر سياجا لصيانة وعصمة المرأة بوجه خاص , ويؤدى إلى انحرافات سلوكية تبيح تقليد الغير تحت شعار الحضرية والتحرر , ولقد ثبت من خلال فحص كثير من الجرائم الخلقية أن الاختلاط المباح هو المسئول الأول عنها .. وماذا يقول أنصار الاختلاط عن فضيحة وزير الصناعة في إنجلترا مع سكرتيرته التي أشارت إحدى الصحف إليها بأنها تنتظر مولودا منه , الغريب أن صحيفة التايمز البريطانية قد أشارت إلى أن مارجريت تاتشر , قد لعبت دورا رئيسيا في إقناع وزير الصناعة باركتسون بعدم الزواج من سكرتيرته والاستمرار مع زوجته على أمل ألا يحط زواجه من السكرتيرة من قدره ... وهذا الخبر يحمل في مضمونه أثر الاختلاط بين وزير وسكرتيرته بدون محرم ... هذا من ناحية , من ناحية أخرى يحمل عدم الاعتراف بما نجم عن هذا الاختلاط , وهذا يعنى بصورة غير مباشرة عدم الاعتراف بالاختلاط والاستمرار فيه فالاختلاط في عمومه يحمل من الآثار السيئة ما يجعل كثيرا من الدعاة المخلصين يدعون إلى تنظيمه في إطار محدد يمنع شروره ... مما يعد رجوعا إلى الهدى النبوي الشريف منذ أربعة عشر قرنا .. المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام السنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد //  | 
		
 التنفس 
	إذا دخل الهواء انتفخ الصدر و إذا خرج الهواء ضاق الصدر ( الشهيق و الزفير ) و جدوا أن الإنسان إذا صعد إلى السماء ( كصعود الجبال العالية ) ، و جدوا أن الهواء ينقص ، و عندما ينقص الأكسجين ، فتكون الكمية من الهواء التي ستدخل الصدر ستقل ، و لذلك الذين يطيرون في الطائرات على الارتفاعات العالية لابد من وجود أجهزة تعبئ كبائن الطائرات بما يلزمها من هواء ، فإلى 10 آلاف قدم تتنفس بشكل عادي ، من 10 آلاف قدم إلى 16 ألف قدم يمكن أن تتنفس و لكن إذا بذلت مجهوداً ستتعب ، من 16 ألف قدم إلى 25 ألف قدم يحدث ضيق شديد في الصدر ، سعال حاد جداً ، إغماء ، تتمدد الغازات الموجودة في المعدة فتضغط على الصدر ، فكلما ارتفع الإنسان في الطبقات العليا حدث له هذا الضيق و هذه الحالة إلى 25 ألف قدم ، و لنتبين هذه الحقيقة في النص القرآني التالي و الذي يوضح الحرج و الضيق في الصدر ، و لكن ماذا بعد 25 ألف قدم ؟ إن علماء الفضاء في حيرة ؟ لأن جميع رواد الفضاء يصابون بالكئابة النفسية و الضيق من بقائهم في الفضاء ، ما سببها ؟ الله أعلم . من سطح البحر إلى أعماق السماء ظاهرة واحدة تبينها و توضحها هذه الآية : ( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) سورة الأنعام:125 //  | 
		
 موج من فوقه موج 
	هذه حقيقة تم الوصول إليها بعد إقامة مئات من المحطات البحرية .. والتقاط الصور بالأقمار الصناعة .. والذي قال هذا الكلام هو البروفيسور شرايدر .. وهو من أكبر علماء البحار بألمانيا الغربية .. كان يقول : إذا تقدم العلم فلا بد أن يتراجع الدين .. لكنه عندما سمع معاني آيات القرآن بهت وقال : إن هذا لا يمكن أن يكون كلام بشر .. ويأتي البروفيسور دورجاروا أستاذ علم جيولوجيا البحار ليعطينا ما وصل إليه العلم في قوله تعالى : ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ )سورة النور : 40 .. فيقول لقد كان الإنسان في الماضي لا يستطيع أن يغوص بدون استخدام الآلات أكثر من عشرين مترا .. ولكننا نغوص الآن في أعماق البحار بواسطة المعدات الحديثة فنجد ظلاما شديدا على عمق مائتي متر .. الآية الكريمة تقول :( بَحْرٍ لُّجِّيٍّ ) كما .. أعطتنا اكتشافات أعماق البحار صورة لمعنى قوله تعالى : ( ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ) فالمعروف أن ألوان الطيف سبعة ...منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقالي إلى آخرة .. فإذا غصنا في أعماق البحر تختفي هذه الألوان واحدا بعد الآخر .. واختفاء كل لون يعطي ظلمة .. فالأحمر يختفي أولا ثم البرتقالي ثم الأصفر .. وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق على عمق مائتي متر .. كل لون يختفي يعطي جزءا من الظلمة حتى تصل إلى الظلمة الكاملة .. أما قوله تعالى : ( مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ ) فقد ثبت علميا أن هناك فاصلا بين الجزء العميق من البحر والجزء العلوي .. وأن هذا الفاصل ملئ بالأمواج فكأن هناك أمواجا على حافة الجزء العميق المظلم من البحر وهذه لا نراها وهناك أمواج على سطح البحر وهذه نراها .. فكأنها موج من فوقه موج .. وهذه حقيقة علمية مؤكدة ولذلك قال البروفيسور دورجاروا عن هذه الآيات القرآنية : إن هذا لا يمكن أن يكون علما بشريا المصدر " الأدلة المادية على وجود الله " لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي //  | 
		
 مصافحة المرأة الرجل 
	قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ قال علم التشريح : هناك خمسة ملايين خلية في الجسم تغطى السطح .. كل خلية من هذه الخلايا تنقل الأحاسيس فإذا لامس جسم الرجل جسم المرأة سرى بينهما اتصال يثير الشهوة وأضاف قائلا علم التشريح : حتى أحاسيس الشم فالشم قد ركب تركيبا يرتبط بأجهزة الشهوة فإذا أدرك الرجل أو المرأة شيئا من الرائحة سرى ذلك في أعصاب الشهوة وكذلك السماع وأجهزة السمع مرتبطة بأجهزة الشهوة فإذا سمع الرجل أو سمعت المرأة مناغمات من نوع معين كأن يحدث نوع من الكلام المتصل بهذه الأمور أو يكون لين في الكلام من المرأة فإن كله يترجم ويتحرك إلى أجهزة الشهوة ! وهذا كلام رجال التشريح المادي من الطب يبينونه ويدرسونه تحت أجهزتهم وآلاتهم ونحن نقول سبحان الله الحكيم الذي صان المؤمنين والمؤمنات فأغلق عليهم منافذ الشيطان وطرقه فساده قال تعالى : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) النور 30 المصدر " وغدا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني //  | 
		
 عرش بلقيس 
	قال تعالى : ( قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ) قصة سليمان عليه السلام وبلقيس ملكة سبأ وموضوع نقل العرش لم يكن إلا ضربا من ضروب السحر فكيف يتمكن مخلوق من إحضار عرش ملكة سبأ في ذلك العصر من على بعد آلاف الكيلو مترات في جزء من ثانية أي قبل أن يرتد إلى سليمان طرفه ؟ ولكن العلم الحديث يخبرنا بأن هذا لا يتحتم أن يكون سحرا ! فحدوثه ممكن من الناحية العلمية أو على الأقل من الناحية النظرية بالنسبة لمقدرتنا في القرن العشرين . أما كيف يحدث ذلك فهذا هو موضوعـنا .. الطاقة والمادة صورتان مختلفتان لشيءٍ واحد , فالمادة يمكن أن تتحول إلى طاقة والطاقة إلى مادة وذلك حسب المعادلة المشهورة وقد نجح الإنسان في تحويل المادة إلى طاقة وذلك في المفاعلات الذرية التي تولد لنا الكهرباء ولو أن تحكمه في هذا التحويل لا يزال يمر بأدوار تحسين وتطوير , وكذلك فقد نجح الإنسان - ولو بدرجة أقل بكثير - من تحويل الطاقة إلى مادة وذلك في معجلات الجسيمات ( Particle accelerator ) ولو أن ذلك مازال يتم حتى الآن على مستوى الجسيمات . فتحول المادة إلى طاقة والطاقة إلى مادة أمر ممكن علميا وعمليا فالمادة والطاقة قرينان , ولا يعطل حدوث هذا التحول على نطاق واسع إلا صعوبة حدوثه والتحكم فيه تحت الظروف والإمكانيات العلمية والعملية الحالية , ولا شك أن التوصل إلى الطرق العلمية والوسائل العملية المناسبة لتحويل الطاقة إلى مادة والمادة إلى طاقة في سهولة ويسر يستدعي تقدما علميا وفنيا هائلين . فمستوى مقدرتنا العلمية والعملية حاليا في هذا الصدد ليس إلا كمستوى طفل يتعلم القرأة فإذا تمكن الإنسان في يوم من الأيام من التحويل السهل الميسور بين المادة والطاقة فسوف ينتج عن ذلك تغيرات جذرية بل وثورات ضخمة في نمط الحياة اليومي وأحد الأسباب أن الطاقة ممكن إرسالها بسرعة الضوء على موجات ميكرونية إلى أي مكان نريد , ثم نعود فنحولها إلى مادة ! وبذلك نستطيع أن نرسل أي جهاز أو حتى منزلا بأكمله إلى أي بقعة نختارها على الأرض أو حتى على القمر أو المريخ في خلال ثوان أو دقائق معدودة . والصعوبة الأساسية التي يراها الفيزيائيون لتحقيق هذا الحلم هي في ترتيب جزئيات أو ذرات المادة في الصورة الأصلية تماما , كل ذرة في مكانها الأول الذي شغلته قبل تحويلها إلى طاقة لتقوم بوظيفتها الأصلية . وهناك صعوبة أخرى هامة يعاني منها العلم الآن وهي كفاءة والتقاط الموجات الكهرومغناطيسية الحالية والتي لاتزيد على 60% وذلك لتبدد أكثرها في الجو كل هذا كان عرضا سريعا لموقف العلم وإمكانياته الحالية في تحويل المادة إلى طاقة والعكس .. فلنعد الآن لموضوع نقل عرش الملكة بلقيس , فالتفسير المنطقي لما قام به الذي عنده علم من الكتاب - سواء أكان انسي أو جني - حسب علمنا الحالي أنه قام أولا بتحويل عرش ملكة سبأ إلى نوع من الطاقة ليس من الضروري أن يكون في صورة طاقة حرارية مثل الطاقة التي نحصل عليها من المفاعلات الذرية الحالية ذات الكفاءة المنخفضة , ولكن طاقة تشبه الطاقة الكهربائية أو الضوئية يمكن إرسالها بواسطة الموجات الكهرومغناطيسية . والخطوة الثانية هي أنه قام بإرسال هذه الطاقة من سبأ إلى ملك سليمان , ولأن سرعة انتشار الموجات الكهرومغناطيسية هي نفس سرعة انتشار الضوء أي 300000 كم - ثانية فزمن وصولها عند سليمان ثلاثة آلاف كيلوا مترا .. والخطوة الثالثة والأخيرة أنه حول هذه الطاقة عند وصولها إلى مادة مرة أخرى في نفس الصورة التي كانت عليها أي أن كل جزئ وكل ذرة رجعت إلى مكانها الأول !. إن إنسان القرن العشرين ليعجز عن القيام بما قام به هذا الذي عنده علم من الكتاب منذ أكثر من ألفي عام . فمقدرة الإنسان الحالي لا تتعدى محاولة تفسير فهم ما حدث . فما نجح فيه إنسان القرن العشرين هو تحويل جزء من مادة العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم إلى طاقة بواسطة الانشطار في ذرات هذه العناصر . أما التفاعلات النووية الأخرى التي تتم بتلاحم ذرات العناصر الخفيفة مثل الهيدروجين والهليوم والتي تولد طاقات الشمس والنجوم فلم يستطع الإنسان حتى الآن التحكم فيها . وحتى إذا نجح الإنسان في التحكم في طاقة التلاحم الذري , لا تزال الطاقة المتولدة في صورة بدائية يصعب إرسالها مسافات طويلة بدون تبديد الشطر الأكبر منها . فتحويل المادة إلى موجات ميكرونية يتم حاليا بالطريقة البشرية في صورة بدائية تستلزم تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانيكية ثم إلى طاقة كهربائية وأخيرا إرسالها على موجات ميكرونية . ولهذا السبب نجد أن الشطر الأكبر من المادة التي بدأنا بها تبددت خلال هذه التحويلات ولا يبقى إلا جزء صغير نستطيع إرساله عن طريق الموجات الميكرونية . فكفاءة تحويل المادة إلى طاقة حرارية ثم إلى طاقة ميكانية ثم إلى طاقة كهربائية لن يزيد عن عشرين في المائة 20 % حتى إذا تجاوزنا عن الضعف التكنولوجي الحالي في تحويل اليورانيوم إلى طاقة فالذي يتحول إلى طاقة هو جزء صغير من كتلة اليورانيوم أما الشطر الأكبر فيظل في الوقود النووي يشع طاقته على مدى آلاف وملايين السنيين متحولا إلى عناصر أخرى تنتهي بالرصاص . وليس هذا بمنتهى القصد ! ففي الطرف الأخر يجب التقاط وتجميع هذه الموجات ثم إعادة تحويلها إلى طاقة ثم إلى مادة كل جزئ وكل ذرة وكل جسيم إلى نفس المكان الأصلي , وكفاءة تجميع هذه الأشعة الآن وتحويلها إلى طاقة كهربائية في نفس الصورة التي أرسلت بها قد لا تزيد عن 50 % أي أنه ما تبقى من المادة الأصلية حتى الآن بعد تحويلها من مادة إلى طاقة وإرسالها عن طريق الموجات الكهرومغناطيسية المكرونية واستقبالها وتحويلها مرة أخرى إلى طاقة هو 10 % وذلك قبل أن نقوم بالخطوة النهائية وهي تحويل هذه الطاقة إلى مادة وهذه الخطوة الأخيرة - أي تحويل هذه الطاقة إلى مادة في صورتها الأولى - هو ما يعجز عنه حتى الآن إنسان القرن العشرين ولذلك فنحن لا ندري كفاءة إتمام هذه الخطوة الأخيرة وإذا فرضنا أنه تحت أفضل الظروف تمكن الإنسان من تحويل 50 % من هذه الطاقة المتبقية إلى مادة فالذي سوف نحصل عليه هو أقل من 5% من المادة التي بدأنا بها ومعنى ذلك أننا إذا بدأنا بعرش الملكة بلقيس وحولناه بطريقة ما إلى طاقة وأرسلنا هذه الطاقة على موجات ميكرونية , ثم استقبلنا هذه الموجات وحولناها إلى طاقة مرة أخرى أو إلى مادة فلن نجد لدينا أكثر من 5% من عرش الملكة بلقيس وأما الباقي فقد تبدد خلال هذه التحويلات العديدة نظرا للكفاءات الرديئة لهذه العمليات , وهذه الــ 5% من المادة الأصلية لن تكفي لبناء جزء صغير من عرشها مثل رجل أو يد كرسي عرش الملكة . إن الآيات القرأنية لا تحدد شخصية هذا الذي كان ( عنده علم من الكتاب ) هل كان انسيا أم جنيا ! وقد ذكر في كثير من التفاسير أن الذي قام بنقل عرش بلقيس هو من الإنس ويدعى آصف بن برخياء , ونحن نرجح أن الذي قام بهذا العمل هو عفريت آخر من الجن , فاحتمال وجود إنسان في هذا العصر على هذه الدرجة الرفيعة من العلم والمعرفة هو إحتمال جد ضئيل . فقد نجح هذا الجني في تحويل عرش بلقيس إلى طاقة ثم إرساله مسافة آلاف الكيلو مترات ثم إعادة تحويله إلى صورته الأصلية من مادة تماما كما كان في أقل من ثانية , أو حتى في عدة ثوان إذا اعتبرنا عرض الجني الأول الذي أبدى استعداده لإحضار العرش قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من كرسية . فمستوى معرفة وقدرة أي من الجنيين الأول والثاني منذ نيف وألفي عام لأرفع بكثير من مستوى المعرفة والقدرة الفنية والعلمية التي وصل إليها إنسان القرن العشرين . المصدر " آيات قرآنية في مشكاة العلم " د . يحيى المحجرى //  | 
		
 طبقات الأرض 
	لو زاد سمك الطبقة العليا من الأرض بضعة كيلو مترات لاستهلك الأكسجين الموجود الآن كله في تكون الزيادة في قشرة الأرض , وإذا لما وجد نبات أو حيوان ثاني أكسيد الكربون , كما أن الأكسجين يكون 88و8 % من وزن الماء في العالم, والباقي أيدروجين , فلو أن كمية الأيدروجين زادت الضعف عند انفصال الأرض لما وجد إذن أكسجين , ولكان الماء غامرا الآن كل نقطة في الأرض . ولو يطول اليوم قدر ما هو عليه عشر مرات لأحرقت الشمس كل نبات على وجه الأرض فمن قدر الليل والنهار على الأرض ليناسب حياة من عليها ؟!! مع العلم أن بعض الكواكب نهارها أطول من نهارنا عشرات المرات وبعضها قد أصبح جزء منها نهارا دائما والجزء الآخر ليلا دائما المصدر " كتاب توحيد الخالق الجزء الأول " عبد المجيد الزنداني قال الأستاذ الدكتور منصور محمد حسب النبي رئيس قسم الفيزياء في جامعة عين شمس : إن العلم لا يعرف إلى الآن ما هي السماوات والأرضون السبع , ولكننا نستطيع أن نفهم من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا )سورة الطلاق : 12 .. أن هناك ستة أرضين أخرى غير أرضنا , ولكل أرض سماؤها التي تعلوها , ومما يؤيد هذا التفسير قول سيدنا الرسول المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم : ( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ) مما يفيد بأن لكل أرض سماء تعلوها , وقال تعالى : ( وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ ) وإن هذه الأرضين والسماوات يتنزل بينهن الأمر الإلهي المشار إليه في الآية الكريمة أعلاه , الذي لا بد أن يكون موجها إلى كائنات عاقلة موجودة على هذه الأرضين الست الأخرى التي قد يتمكن العلماء في المستقبل من الكشف عنها بقوله تعالى : ( وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ ) سورة الشورى : 29 ..وفي ذلك إشارة إلى احتمال التقاء العوالم المختلفة في الحياة الدنيا أو في الآخرة .. علما أن عبارة ( الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) قد تكررت في القرآن الكريم سبع مرات كالآتي سورة الفاتحة : 2 سورة الأنعام : 45 سورة يونس : 10 سورة الصافات : 182 سورة الزمر : 75 سورة غافر : 65 سورة الجاثية : 36 وهذا التوافق في العدد يعضد ما جاء أعلاه في وجود السماوات والأرضين السبع خاصة أن الآية الأخيرة قول تعالى : ( فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) أي أنه رب العوالم الفلكية إضافة إلى كونه هو رب العوالم الأخرى المصدر "العلوم في القرآن " د : محمد جميل الحبّال د : مقداد مرعي الجواري //  | 
		
 سر الجبال 
	الجبال كتلا ضخمة من الأحجار والصخور توجد على قطعة ضخمة كبيرة هي سطح الأرض الذي يتكون من نفس المادة فكتلة هائلة من الصخور تجثم على كتلة أخرى هي سطح الأرض هذا الذي يعلمه الناس عن الجبال ولكن الإنسان عندما تعمق في بصره ورأى ما تحت هذه الطبقات وما تحت قدمه وكشف الطبقات التي تتكون منها الأرض وجد أن الجبال تخترق الطبقة الأولى التي يصل سمكها إلى خمسين كيلو مترا من الصخور هي قشرة الأرض يخترق هذه الطبقة ليمد جذرا له في الطبقة الثانية المتحركة تحتها وتحت أرضنا هذه طبقة أخرى تتحرك لكن الله ثبت هذه الأرض على تلك الطبقة المتحركة بجبال تخترق الطبقتين فتثبتها كما يثبت الوتد الخيمة بالأرض التي تحت الخيمة وهكذا وجدوا جذرا تحت كل جبل وكانت دهشت الباحثين والدارسين عظيمة وهم يكتشفون أن هذا كله قد سجل في كتاب الله من قبل فقال تعالى : وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا ) النبأ: 7 وقال تعالى : ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) النازعات وقال تعالى : ( وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ ) لقمان : 10 المصدر " وغدا عصر الإيمان " للشيخ عبد المجيد الزنداني  | 
		
 وقد ذكر في كثير من التفاسير أن الذي قام بنقل عرش بلقيس هو من الإنس ويدعى آصف بن برخياء , ونحن نرجح أن الذي قام بهذا العمل هو عفريت آخر من الجن , فاحتمال وجود إنسان في هذا العصر على هذه الدرجة الرفيعة من العلم والمعرفة هو إحتمال جد ضئيل . فقد نجح هذا الجني في تحويل عرش بلقيس إلى طاقة ثم إرساله مسافة آلاف الكيلو مترات ثم إعادة تحويله إلى صورته الأصلية من مادة تماما كما كان في أقل من ثانية , أو حتى في عدة ثوان إذا اعتبرنا عرض الجني الأول الذي أبدى استعداده لإحضار العرش قبل أن يقوم سليمان عليه السلام من كرسية . فمستوى معرفة وقدرة أي من الجنيين الأول والثاني منذ نيف وألفي عام لأرفع بكثير من مستوى المعرفة والقدرة الفنية والعلمية التي وصل إليها إنسان القرن العشرين . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هذا كلام متكلّف ليس عليه دليل قطعي , فلو كان عفريتا ً آخر لذكره ربنا كما ذكر الأول وفي تفسير القرآن نعتمد على فهم العلماء من الصحابة والتابعين أكثر من هذا الدكتور الذي خاض في شيء ليس من اختصاصه , ونحن نعلم ونتيقن بأن كلام الله هو الحق , فقد جاء العرش بطرفة عين ويكفي هذا . ولا نحتاج أي نظرية تخمينة , يتساوى فيها الخطأ والصواب , ثم أتى ليقدم خدمة فأساء هذا الدكتور المتكلف , فالدليل القطعي في كل شيء هو الوحي , القرآن والسنة الصحيحة للرسول صلى الله , والعلم التجريبي بعد ثباته النهائي إذا وافق كلام الله وإلا فالوحي هو الحاكم . ولا أدري لما التهافت على تسوّل النظريات العلمية لدعم القرآن أو سنة النبي صلى الله عليه بهذا الأسلوب الذي ربما يسيء ولا يحسن , فإن جاء رجل صاحب اختصاص ونقض نظرية هذا الدكتور , فأنه ربما يتعدى على كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وبذلك يكون قد أساء للقرآن . فما بينه الله ورسوله نعتمده متيقنين , ولا يقين في غيرهما , لأن العلم في تطور إلى أن ينتهي إلى تأييد سنن الله في خلقه الأخت الكريمة أمل جزاك الله خيرا ً على ما تبذليه من جهد تقبلي مروري , شكرا ً لك  | 
		
 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته 
	ربما كان في هذا الكلام شيء ٌ من التكلف كما ذكرت أخي عبد السلام حتى حين قال : (ونحن نرجح أن الذي قام بهذا العمل هو عفريت آخر من الجن) لا أرى لكلمة ( نرجح ) هنا مكان لأن الله عز وجل قال : ( وقال عفريت من الجن أنا آتيك به ) // جزاك َ الله كل خير ~  | 
		
 لكل ّ من شرّفني هـُنا 
	شكرًا من القلب .. وبارك َ الله فيكم ~  | 
		
 أحسنتِ أختي أمل 
	باركَ اللهُ تعالى فيكِ و جزاكِ خيرَ الجزاء لما تقدمينهُ من دروس رائعة .. أتابعها بلهفة ٍ و شوق و أنتظر المزيد .. الذي يحوي الفائدة و المتعة لك ِ خالص تحيتي و وافر امتناني حميد 14 / 9 / 2010  | 
		
 أهلا ً بالكريم حميد .. 
	تشرّفني متابعتك وسـ أتابع بـ مشيئة الله ..  | 
		
 و َمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا 
	نعيش اليوم مع قول الله سبحانه وتعالى: "و َمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ " (فصلت/47). قال الأصفهاني رحمه الله في مفردات ألفاظ القرآن: الكُم: ما يغطي اليد من القميص. والكِم: ما يغطي الثمرة، وجمعه أكمام. قال تعالى: " وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ{11}" (الرحمن/11). وجاء في معجم النبات من قاموس القرآن الكريم: الكم: الوعاء والغلاف والجمع أكمام، فأكمام الزرع: غلفها التي تخرج منها، والكم ما غطى الطلع أو الثمر، وأكمام النخل: ما غطى جمارها من السعف والليف والجذع، فالعذق والطلع قبل أن يخرجا مغلفان في أكمام، والحبة تغلفها قشرة أسفل السفاة تسمى الكم. وتجدر هنا الإشارة إلى ارتباط خروج الثمرات من أكمامها "و َمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ "(فصلت/47) , فالثمرات في الأكمام ما هي إلا مبايض لقحت بويضاتها بحبوب اللقاح وأخصبت، وتنتج كل بويضة مخصبة بذرة وتوجد البذرة أو البذور في الثمرة، وكل هذا مغلف بأغلفة هي الأكمام وخروج الثمرة بعد إخصاب البويضات في المبيض يتشابه مع خروج الجنين من بطن الأم عند الولادة، وكلاهما لا يحدث إلا بعلمه جل شأنه من خالق قدير. (معجم النبات , قاموس القرآن الكريم , مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (ط2 ) , (ص41 ) , (1997م ) بتصرف قليل جداً). قال الشيخ عبدالرحمن بن السعدي رحمه الله في قوله تعالى: "و َمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا " ، قال: (أي وعائها الذي تخرج منه، وهذا شامل لثمرات جميع الأشجار التي في البلدان والبراري فلا تخرج ثمرة شجرة من الأشجار إلا وهو يعلمها علما تفصيليا) انتهى. من التفسيرات والتوضيحات السابقة نفهم أن الأكمام أوعية وأغلفة تغلف التراكيب الثمرية والناتجة من التكاثر الجنسي أو التكاثر الخضري وفي السطور التالية بإذن الله سوف نقوم بإعطاء نماذج من الأكمام (الأغلفة) والخروج منها في مملكة الفطريات وفي مملكة النبات (الطحالب والنباتات الحزازية والنباتات التريدية والنباتات البذرية معراة البذور والبذرية مغطاة البذور (الزهرية) ) لنرى رؤية علمية لقوله تعالى: " وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا " (فصلت/47) .  | 
		
  										أضرار الميسر بين الشريعة و الحياة  										 
	                            http://quran-m.com/userfiles/image/p...ette_wheel.jpg                                              صورة 			لعجلة روالات أشهر أدوات  القمار المستعملة في  			كازينوهات القمار                               إعداد / انجوغو صمب   داعية  وباحث إسلامي من السنغال   تعريف الميسر:    يقول   المناطقة إن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، وعليه فأول ما يجب علينا في  معرض الكلام  عن الميسر هو أن نذكر تعريف الميسر  حتى ندرك حقيقته ونميز  أنواعه المختلفة، وما  يدخل في حكمه وما لا يدخل مما يستجد من معاملات  وتحدث من تصرفات.   هناك  تعريفات كثيرة ومتنوعة عن العلماء للميسر، وهذه بعضها:   1-  قول بن عمر وبن عباس رضي الله عنهم ( الميسر هو القمار )  [1].  2-  قول الزهري عن الأعرج(  الميسر هو الضرب بالقداح على الأموال والثمار)[2].  3-  قول القاسم بن محمد( كل ما ألهى عن ذكر الله وعن الصلاة  فهو من الميسر ) [3].   4- قول ابن سيرين ( كل لعب فيه قمار من شرب أو صياح أو  قيام فهو من الميسر) [4].   5- قول السعدي ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من  الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة قولية أو فعلية بعوض ) [5].  6-  قول الشيخ يوسف القرضاوي ( هو كل ما لا يخلوا اللاعب فيه  من ربح أو خسارة ) [6].   وهذه   التعريفات الاصطلاحية للميسر من علماء الإسلام من السلف والخلف - رحمهم  الله - كلها  صحيحة إن شاء الله، غير أنها تبدو من تنوعها مختلفة أو  متباينة، والحقيقة أنها غير  متباينة فكلهم قد عرف الميسر إما بذكر مرادف  له كما فعل من عرفه  بالقمار، أو بذكر  نوع من أنواعه كالضرب بالقداح على  الأموال والثمار، أو بذكر بعض لوازمه ونتائجه  كذكر الشرب والصياح وغيرهما  مما يصحب الميسر من الملهيات عن الذكر والصلاة، أو بذكر  ماهيته كما هو في  تعريف كل من السعدي والقرضاوي.     | 
		
  الميسر في العصر الحديث:   وفي   عصرنا الحديث تنوعت آلات الميسر وتعددت صنوفها حتى فاقت الحصر أو كاد،  وقد تفاقم  الأمر مع تطور وسائل الإعلام والاتصال، فخاطر الناس وتغالبوا في  المبارات الرياضية  بين الفرق، وعبر الشبكة العالمية ( الإنترنت )، ورسائل  الجوال القصيرة، والمسابقات  في القنوات التلفزيونية والإذاعية، وربما  سموها ألعابا أو جوائز أو غيرها من  الأسماء اللامعة، وهي لا تغير من  حقيقتها شيئا.   فكل  ذلك من الميسر والقمار المحرم شرعاً، إذ توفرت فيها كل أركان الميسر.   أركان  الميسر:   ـ  لاعبين:هما  المشارك أو المشاركون في اللعبة أو المسابقة من جهة، والمنظم للعبة أو المسابقة من  جهة أخرى وقد يكون شخصا واحدا أو شركة.   ـ ومن آلة الميسر:وهي   المسابقة أو اللعبة مثل مباراة رياضية بين فريقين، أو سباق بين خيول، أو  مصارعة بين  رجلين، أو إرسال رسالة قصيرة من الهاتف الجوال إلى الرقم  الفلاني تتضمن كلمة معينة  ثم تتم القرعة بين المرسلين فمن خرج سهمه كان هو  الفائز.   ـ  ومن المال: الذي  يياسر به الطرفان وهو ما يشتريه  اللاعب من أوراق، أو تكلفة المكالمة  الهاتفية من جهة اللاعب المتصل، أو تكلفة  الرسالة القصيرة التي يرسلها،  وما ينفقه الشخص أو الشركة المنظمة للعبة أو المسابقة  من أموال يدفعها إلى  شركات الاتصال أو وسائل الإعلام.    ـ ونتيجة اللعبة:التي   لا بد أن تكون خسارة أو ربحا كنتيجة كل أنواع الميسر القديمة والحديثة،  ومما يميز  الميسر في عصرنا الحديث أن الخاسر دائما هو جهة واحدة وهي  الأضعف وهو من يجمع  دراهمه ودنانيره من الفقراء و المساكين ومن أصحاب  الدخل المتوسط، ويخدعون بتخصيص  نزر يسير مما جمع من أموالهم ليدفع إلى  واحد أو إثنين منهم، فيصدقون بعقولهم العفنة  أن ذلك فائز !!!، أما الشخص  المنظم للعبة أو المسابقة فلن يخسر شيئا بحال من  الأحوال، إلا ما يخسره من  دينه وذلك شر الخسائر قال تعالى { قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم  القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين }.  | 
		
  حكم الميسر في الشريعة الإسلامية:  (  إن  الإسلام يريد من المسلم أن يتبع سنن الله في اكتساب المال، وأن يطلب  النتائج من  مقدماتها، ويأتي البيوت من أبوابها، والقمار يجعل الإنسان  يعتمد على الحظ والصدفة  والأماني الفارغة، لا على العمل والجد واحترام  الأسباب التي وضعها الله وأمر  باتخاذها.    والإسلام يجعل لمال الإنسان حرمة فلا يجوز أخذه منه إلا عن طريقة مبادلة  مشروعة، أو  عن طيب نفس منه بهبة أو صدقة، أما ما أخذ بالقمار فهو من أكل  المال بالباطل )[7].   وقد  دل على حرمة الميسر نصوص من القرآن والسنة.    ومن الأدلة القاضية بتحريم الميسر من القرآن:  1-  قوله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم  كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما }  [8]وهذه   الآية وإن لم تصرح بتحريم الخمر والميسر ففيها تمهيد للنهي عنها، بل إن  بعض الصحابة  قد أقلع عن الشرب بمجرد نزول هذه الآية، ويفهم من ذلك أنه لو  كان من متعاطي الميسر  فيتركه كما ترك الخمر، قال ابن كثير رحمه الله تعالى  ( ولهذا كانت هذه الآية ممهدة  لتحريم الخمر على البتات ولم تكن مصرحة بل  معرضة، ولهذا قال عمر لما قرئت عليهم  اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا  حتى نزل التصريح بتحريمه في سورة المائدة... )  [9].  ومن القواعد الشرعية أن ما زادت مفسدته على مصلحته حرمت، ومفسدة الميسر لا شك أنها  أكثر من مصلحته بنص القرآن الكريم.   2-  قوله تعالى {يا  أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر  والأنصاب والأزلام رجس من عمل  الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن  يوقع بينكم العداوة  والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل  أنتم منتهون  }  [10].  ففي  الآية الكريمة من صيغ التحريم وصف الميسر بأنه: { رجس من  عمل الشيطان} مما يدل على تحريمه وأنه من الكبائر، والرجس وصف لكل الأعيان  الخبيثة خبثا معنويا أو ماديا قال تعالى عن المأكولات الخبيثة {  قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن  يكون ميتتة أو دما  مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به }   [11]وقال  سبحانه عن الخبثاء من الناس  { سيحلفون لكم إذا انقلبتم  إليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم إنهم رجس }  [12]و  سمى عذابه رجسا فقال{ قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب }  [13]،  وكذلك الأمر باجتنابه في قوله تعالى {فاجتنبوه }  واجتناب الشيء هو التباعد عنه بأن تكون في غير الجانب الذي هو فيه  [14]،  ومن اجتنب شيئا وابتعد منه لم يتعاطاه , ومن صيغ تحريم الميسر  أيضا الأمر  بالانتهاء منه { فهل أنتم منتهون } قال الشيخ محمد  الأمين الشنقيطي رحمه الله ( فهو أبلغ في الزجر من صيغة الأمر التي هي: انتهوا... )[15].  3-  قوله تعالى { ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا  بها إلى الحكام لتأكلوا فريقاً من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون }   [16]قال   السعدي رحمه الله ( ولا تأكلوا أموالكم أي أموال غيركم أضافه إليهم لأنه  ينبغي على  المسلم أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويحترم ماله كما يحترم ماله،  ولأن أكله لمال  غيره  يجرئ غيره على أكل ماله عند القدرة...  )  [17]ثم   ذكر نوعي أكل أموال الناس الحق والباطل فعلق على النوع الأخير بقوله (  فلا يحل ذلك  بوجه من الوجوه حتى ولو حصل فيه النزاع وحصل الارتفاع إلى  حاكم الشرع وأدلى من يريد  أكلها (الأموال ) بالباطل بحجة غلبت حجة المحق  وحكم له الحاكم بذلك فإن حكم الحاكم  لا يبيح محرما و لا يحلل حراماً، إنما  يحكم على نحو ما يسمع، و إلا فإن حقائق  الأمور باقية فليس في حكم الحاكم  للمبطل راحة ولا شبهة ولا استراحة... )  [18].  قلت:   وهذا في حالة ما لم يكن الحاكم هو الداعي إلى ما يتم بواسطته أكل أموال  الناس  بالباطل من صور الميسر المنظم، التي تسخر له جميع الإمكانيات  الدستورية والإعلامية  وغيرها حتى قد يخيل للعوام أنه أصبح من الجائز كسائر  أنواع المعاوضات   | 
		
  وأما  الأدلة على تحريم الميسر من السنة فمنها ما يلي:   1- عن  بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه )  [19]قال   الإمام النووي رحمه الله تعالى ( قال العلماء النردشير هو النرد وشير  معناه حلو،  وهذا الحديث حجة للشافعي والجمهور في تحريم اللعب بالنرد وقال  أبو إسحاق المروزي من  أصحابنا يكره ولا يحرم، وأما الشنطرنج فمذهبنا أنه  مكروه وليس بحرام وهو مروي عن  جماعة من التابعين، وقال مالك وأحمد حرام  قال مالك هو شر من النرد وألهى عن الخير،  وأصحابنا يمنعون القياس ويقولون  هو دونه، ومعنى ( صبغ يده في لحم خنزير ودمه ) في  حال أكله وهو تشبيه  لتحريمه بتحريم أكلهما والله أعلم  [20]،   ولا شك أن موضع الخلاف بين الأئمة هو الآلات المختلفة من نرد أو شطرنج  وغيرهما من  الملهيات، وليس فيما يخالطه من المغالبة بمال ونحوه فإن ذلك  محرم بنص القرآن ولم  ينقل عن أحد من الأئمة القول بجوازه والله أعلم.   2- عن  أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنرد فقد عصى الله ورسوله )  [21].  وذكر   الزرقاني من أسباب تحريمه وكونه معصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم أن  أول من  وضعه هو سابور بن أردشير وفعله إتباع لسنة المجوس المنهي عن  إتباعها  [22].  3- ما  رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله حرم عليكم الخمر والميسر والكوبة )   [23]والحديث  تأكيد لما ورد في سورة البقرة و سورة المائدة من تحريم الميسر، والكوبة هي الطبل،  وقيل هي النرد وقيل الشطرنج.[24]   | 
		
  تنبيه  و تفصيل:    نود  أن ننبه إلى أن الميسر هو كما قال السعدي ( هو كل  المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل مغالبة قولية أو  فعلية بعوض )  [25]أو  كما عرف الشيخ يوسف القرضاوي ( هو كل ما لا يخلوا اللاعب  فيه من ربح أو خسارة ) أيا كان نوع ذلك الميسر أو آلته، إذ العبرة كما يقول  الأصوليون بالحقائق والمعاني وليس بالألفاظ والمباني.   ثم  إن  الخلاف الذي يحكى عن العلماء في تحريمه أو كراهته أو حتى إباحة بعض  صوره تابع لدخول  الصورة المسئول عنها في الميسر أو عدم دخوله، ووجود بعض  علل التحريم في الصورة  كالإلهاء عن ذكر الله وعن الصلاة أو ضياع الوقت  ونحوها أو عدمه، فما كان فيه مخاطرة  أو خسارة وربح فهو محرم، وما سلم من  ذلك وألهى عن ذكر الله وعن الصلاة وأدى العداوة  والبغضاء حرم لذلك، وأما  ليس من الأول ولا من الثاني من أنواع الألعاب والمغالبات  تردد بين الإباحة  والكراهة.    أضرار الميسر الدينية والدنيوية:  أن   التعرف على الحكم التشريعية فيما يأمر به الإسلام أو ينهى عنه لاسيما  فيما يتعلق  بأمور المعاملات لمما ينشط على الالتزام بشرع الله ويعين عن  الانقياد له , ولذلك  عودنا الشارع الحكيم الإشارة إلى بعض تلك الحكم، ومن  ذلك ما نص الله عليه في القرآن  الكريم و أشار إليه الرسول صلى الله عليه  وسلم في السنة المطهرة من مفاسد وأضرار  الميسر في الدين والدنيا وعلى  الفرد والمجتمع، وهذه جملة من تلك المفاسد والأضرار  في مطلبين:   | 
		
  أضرار الميسر الدينية:  هناك  مفاسد دينية كثيرة تترتب من تعاطي الميسر والقمار ومنها:    1- أن في الميسر إثما كبيراً: قال تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع و  إثمهما أكبر من نفعهما}،  وهذا يقتضي كونه حراما في الشريعة الإسلامية إذ  الحرام هو ( المنهي عنه  على الجزم، المثاب على تركه، والمعاقب على فعله، وهو مأخوذ  من الحرمة وهي  ما يحرم انتهاكه )  [26]،وقد  سقنا فيما مضي من الأدلة القاضية على تحريم الميسر من الكتاب والسنة ما يغني عن  إعادته هنا.    فتعاطي الميسر إذن عمل يستحق فاعله عقاب الله تعالى ويعرضه لسخطه، وإثم  الميسر أعظم  بكثير مما قد يحصله من المال وعرض الدنيا الزائل لقوله تعالى { وإثمهما أكبر من نفعهما }، والله تعالى لم يجعل  الحرام طريقا للكسب ولا سببا للسعادة في الدنيا، ولذلك رد على من ساوى بين البيع  والربا فقال سبحانه { وأحل الله البيع وحرم الربا }  [27]،بل  إن تقوى الله تعالى وفعل أوامره واجتناب نواهيه هي سبب كل خير في الدنيا والآخرة  قال تعالى { إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر  المحسنين }  [28]وقال  تعالى { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا  يحتسب }  [29]وقال  تعالى {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}   [30]وقال  تعالى { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا }  [31]   2- إن الميسر قرين الشرك وشرب الخمر : وهذه  الصفة مما  يزيد قبحه شرعا، فالمنهيات على درجات، واقتران منهي من  المنهيات بأكبر الكبائر في  الذكر يزيده قبحا وسوء، وقد نهى الله عن الميسر  وقرنه بكبائر أخرى وعلى رأسها الشرك  بالله تعالى فقال {إنما الخمر والميسر والأنصاب و  الأزلام...} الآية. والأنصاب عند غير واحد من السلف حجارة كانوا يذبحون  قرابينهم عندها، وأما الأزلام فهي قداح كانوا يستقسمون بها  [32]،وكل  ذلك من الشرك وهو أعظم ما عصي الله به ولا يغفر الله لمن مات عليه قال تعالى{  إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا  بعيدا }  [33].   ولعل   من حكم اقتران الميسر بالشرك والخمر بيان شناعته لمن تزين له نفسه  تعاطيه، فإن  كثيرا من الناس لانتشار الميسر وكثرة المبتلين به من العوام  والخواص، وما يتعود من  سماع أو قراءة أخباره في وسائل الإعلام قد يهون  عليه خطره ويسهل عليه اقترافه مع  أنه قد يمتنع عن شرب الخمر وقد لا يشرك  بالله تعالى، وهذا منتهى الغباوة والغفلة  فما الفرق بين أنواع المعاصي،  إذا كانت كلها تعبر عن استهانة بأمر الله ورسوله،  وتكشف عن ضعف في الإيمان  يعاني منه الإنسان.   2- إن الميسر رجس:  قال  تعالى { إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس...}  الآية ( والرجس في كلام العرب كل مستقذر تعافه النفس، وقيل إن أصله من الركس وهو  العذرة والنتن )  [34]والقذارة   أو النجاسة قد تكون حسية أو معنوية ومثال الأول الأعيان النجسة فقد روي  أن النبي  صلى الله عليه وسلم أتي بحجرين وروثة فأخذ الحجرين وألقى الروثة  فقال إنها ركس  [35]،وأما  القذارة أو النجاسة المعنوية فمثل الكفار والمشركين الذين قال الله تعالى فيهم { إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم  هذا }[36]وظاهر   النصوص الواردة في ذم الميسر من القرآن والسنة يدل على نجاسته الحسية  والمعنوية  معا، مما يوجب على المسلم التنزه عن تعاطيه وملامسة آلاته،  وغشيان مجالسه.   وكون   الميسر رجسا يقتضي كون ما يحصله الإنسان من المال بواسطته  خبيثا مثل مهر  البغي  وحلوان الكاهن، ولا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، فلو حج به، أو  تصدق به على  الفقراء والمساكين، أو بنى به مساجد، أو وقف أوقافا، فكل ذلك  لا يقبله الله منه،  وأكله من هذا المال قد يجعل دعوته غير مستجابة، لقوله  صلى الله عليه وسلم فيما رواه  مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (  إن الله طيب لا  يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر المرسلين  فقال { يا أيها الرسل كلوا  من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم }   [37]ثم  ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام  وملبسه حرام، وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك  )  [38]   4- إن الميسر من عمل الشيطان: قال تعالى في وصف الخمر  والميسر... { رجس من عمل الشيطان }  ( الذي هو  أعدى الأعداء للإنسان، ومن المعلوم يحذر منه ويحذر مصائده  وأعماله خصوصا الأعمال  التي يعملها ليوقع عدوه فإن فيها هلاكه، فالحزم كل  الحزم البعد عن عمل العدو المبين  والحذر منها والخوف من الوقوع فيها )  [39].   والشيطان حريص على إغواء بني آدم وإبعادهم عن رحمة الله بما يزين لهم من الشرك  وسائر المعاصي {  قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك  المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم  ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد  أكثرهم شاكرين }  [40]وللشيطان  في إغواء الناس وسائل وأساليب مختلفة فهو يستفزز من استطاع بصوته و يجلب عليهم  بخيله ورجله {قال  اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزائكم  جزاء موفورا واستفزز من استطعت منهم  بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في  الأموال وعدهم وما يعدهم  الشيطان إلا غرورا }  [41]ومما   يعدهم الشيطان الفقر فيقول لهم إن أنتم التزمتم بشرع الله في البيع  والشراء وسائر  وسائل الكسب لافتقرتم، فالربا والميسر والغش والسرقة مما لا  بد منه في زمننا هذا  قال تعالى {الشيطان يعدكم الفقر والله يعدكم مغفرة منه  وفضلا }.  [42]   5-  إن الميسر من موانع الفلاح: ومن  أضرار الميسر أنه من موانع الفلاح، وذلك  بمجرد ارتكابه بدون استحلال  فيمنع من مطلق الفلاح لما يسحقه من يلعب بالميسر من غضب  الله وعذابه لأنه  من كبائر الإثم، و يمنع من الفلاح مطلقا إذا استحل الميسر وكذب  الله  ورسوله، ورمى الشريعة بالضيق والقصور فيخرج بذلك من الإسلام، ويستحق الخلود  في  النار والعياذ بالله، قال تعالى { بلى من كسبت سيئة  وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }  [43].  وإذا   تأملنا في حالة كثير من البلاد التي ابتلاهم الله بهذه العادة السيئة  وجدناهم وصلوا  إلى هذه الدرجة من محاربة الله ورسوله، حيث أذنت الحكومات  بممارستها ونظمت  عملياتها، وصنفت مؤسساتها من مؤسسات التنمية الوطنية،  وتنشر أخبارها وإعلاناتها في  مختلف وسائل الإعلام، والأشد من ذلك ما تشهده  من سكوت تام للعلماء والدعاة عن إنكار  هذا المنكر ومحاربته، حتى ليخشى أن  يعم الله الجميع بمؤاخذته إذا جازى عباده بما  يقترفون، اللهم غفرا.    6- إن الميسر يصد عن ذكر الله وعن الصلاة:  إن متعاطي  الميسر يهدرون أوقات غالية في ممارسة اللعب بوسائل الميسر من  أوراق أو كعاب  وغيرها...، وبمتابعة أخبار الفائزين والخاسرين، ويضيعون  الجمع والجماعات، ويعرضون  عن مجالس ذكر الله و حلق العلم، ويغفلون عن  المواعظ وعن تذكر الموت وعذاب القبر وعن  أهوال الآخرة، فتصبح معيشتهم ضنكا  بما يخسرون من أموالهم وبما يضيعون من أعمارهم  ويفوتون من مصالحهم،  ويحشرون يوم القيامة – إن لم يغفر الله لهم – عميانا إلى عذاب  الله وغضبه  قال تعالى{ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة  ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى }  [44].   ومن   الملاحظ أن أكثر الناس تعاطيا للميسر هم الجهال و العصاة قاصري العقول من  الناس،  ويقل فيهم المثقفون ومرتادي المساجد وحلق الذكر مصداقا لقوله  تعالى { وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر  الله أكبر والله يعلم ما تصنعون }  [45]قال  أبو العالية (  إن الصلاة فيها ثلاث خصال فكل صلاة لا  يكون فيها شيء من هذه الخلال فليست  بصلاة: الإخلاص، والخشية، وذكر الله، فالإخلاص  يأمره بالمعروف، والخشية  تنهاه عن المنكر، وذكر الله القرآن يأمره وينهاه... )  [46].   | 
		
  مفاسد الميسر الدنيوية:  كما   أن للميسر مفاسد تتعلق بدين المرء وتعرضه لغضب الله وعذابه يوم القيامة،  فكذلك فإن  له مفاسد تتعلق بالحياة الدنيا فتعكرها وتنغص صفوها، وقد أشار  القرآن الكريم إلى  بعض تلك المفاسد، كما أن بعضها مشاهدة وملموسة من واقع  الحياة اليومية للمشتغلين  بالميسر، وهذه بعض تلك المفاسد الدنيوية:     1- إن الميسر يسبب العداوة والبغضاء بين الناس:  يعد   التآلف و التحابب بين أفراد المجتمع الواحد من عوامل قوة ذلك المجتمع  وأسباب تقدمه  ونموه، لأنهم يكونون كالجسد الواحد، كما وصف رسول الله صلى  الله عليه وسلم المجتمع  الإسلامي الملتزم بتعاليم الكتاب والسنة ( مثل المؤمنين  في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر  الجسد بالسهر والحمى )  [47]ومجتمع   كهذا يتعاون أفراده على كل بر يعين على مصالح الدنيا وكل تقوى ترضي الله  ورسول  الله، قال النووي معلقا على الحديث ( هذه الأحاديث صريحة في تعظيم  حقوق المسلمين  بعضهم على بعض، وحثهم على التراحم والتلاطف والتعاضد في غير  إثم ولا مكروه ).[48]    والميسر بأنواعه وأشكاله عادة سيئة تؤدي انتشاره في المجتمع إلى العداوة  والبغضاء  قال تعالى { إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة في الخمر  والميسر } و قال  الإمام الطبري رحمه الله (  يقول تعالى ذكره إنما يريد  لكم  الشيطان شرب الخمر والمياسرة بالقداح  ليعادي بعضكم بعضا ويبغض بعضكم إلى بعض  فيشتت أمركم بعد تأليف الله بينكم  بالإيمان وجمعه بينكم بأخوة الإسلام )   [49].   ووجه   ذلك - والله أعلم - أن الميسر لا يخلوا من ربح أو خسارة، وكلاهما حاصل  على نحو باطل  لا يقره دين ولا عقل، وليس كربح التجارة أو خسارتها، لأن  التاجر المسلم أو العاقل  يعترف بقضاء الله وقدره، ويسلم بنهاية الصفقات  حسب المقدمات الصحيحة التي تمليها  طبيعة العرض والطلب، أما المقامر فيسعى  وراء خيال وسراب ويركض خلف حظ موهوم، حتى  إذا جاءه لم يجده شيئا، فيعض على  أنامل الحسرة، ويلتفت فإذا حوله مياسروه يسخرون  بملء أفواههم لما ربحوه  من أموال الناس بالباطل، فهل بعد ذلك يتصور بين الفريقين  مودة أو رحمة، لا  وهيهات !!       2- إن الميسر من عوامل انتشار البطالة:    الواجب على الحكومات والدول الناصحة لرعاياها أن توفر لها فرصا حقيقية  للعمل  والتكسب، وذلك بإقامة مصانع كافية تستوعب السواعد القوية من  المواطنين والكفاءات  العالية من الباحثين والعلماء، وإيجاد مزارع واسعة  تكفي الفلاحين والمزارعين،  وتيسير تجارة رائجة يصفق بها الأغنياء في  الأسواق، فتتحقق الكفاية لعامة الشعب وتقل  البطالة، وتقضى على الجريمة  ويعم الأمن في ربوع البلاد.   قال   الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله ( والمقصد الشرعي في الأموال كلها خمسة  أمور:  رواجها، ووضوحها، وحفظها، وثباتها، والعدل فيها، فالرواج دوران  المال بين أيدي أكثر  من يمكن من الناس بوجه حق، قال تعالى { وآخرون يضربون في  الأرض يبتغون من فضل الله}[50] وقال  النبي صلى الله عليه وسلم ( ما مسلم يزرع زرعا أو يغرس  غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة )  [51]وقال  أيضا { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس  عليكم جناح ألا تكتبوها }  [52]...  )  [53].  ولا   شك أن الميسر لا تمت إلى واحد من هذه المقاصد بصلة، بل إن شيوعه في  المجتمع يعطل  الصناعات ويخسر التجارات وتهلك المزارع، كيف لا، والشياطين  تعد الشذج من الناس  بالغنى الفاحش والثراء الطاغي بمجرد مشاركة في لعبة  الميسر، ولذلك فإنك لا تدخل  مصنعا إلا وجدت العمال منهمكين وفي أوقات  العمل على أوراق الميسر، ولا ترى مزارعا  إلا وفي يده تلك الأوراق، وكذلك  التجار في الأسواق، والأطباء في المشافي، فمتى  يتفرغ هؤلاء لما هم مهيئون  له  من واجبات !!   3- إن الميسر يساهم في تفشي الجريمة:  إن   صالات القمار، أو قل إن مجتمعات القمار لا تخلوا في أغلب الأحيان من  جرائم السرقة  والقتل ومن الشرب والخلاعة و الميوعة، قال بن سيرين في تعريف  الميسر ( كل لعب فيه قمار من شرب أو صياح أو قيام فهو من الميسر  )  [54].   أما   السرقة فلأن المشاهد للعبة الخمار وكيف يخسر هذا بسرعة وكيف يربح ذلك في  طرفة عين  تستهويه العملية فيود المشاركة فيها بأي طريق ممكن، وغالبا ما  يلجأ إلى السرقة  لإشباع تلك الرغبة العارمة، واعتبر ذلك في الأولاد الذين  يتقامرون بالجوز والكلل  وغيرها، فإنهم يسرقون الأموال من آبائهم وأمهاتهم  ليشترون بها تلك الأغراض التي  يتقامرون بها مع زملائهم.   وأما   القتل فلما يسوء بعضهم أن يذهب ماله هباء في دقيقة واحدة وربما تعب وكد  في تحصيله،  فيشتاط غضبا، فينتحر هو، أو يقتل أصحابه ليسترد ما ذهب من  ماله.   أما   الشرب والخلاعة والميوعة فهو نصيب الفائز الخاسر من المقامرين، لإن الله  تعالى يمحق  الربا ويربي الصدقات، فالمال الحلال يسهل إنفاقه في الوجه  الحلال بل الواجب  والمندوب، وأما المال الحرام فيستهلكه صاحبه فيما يضره  من شهوتي الفرج والبطن،  ولهذا فإن صالات القمار في أغلب الأحيان أوكار  للرذيلة والمخدرات.     4- في الميسر أكل لأموال الناس بالباطل:   ومن   مقصود الشارع في الأموال أيضا كما يقول بن عاشور رحمه الله  ( الوضوح،  والحفظ،  والعدل، والإثبات ) ويستمر - رحمه الله - في شرح تلك المقاصد  قائلا: (وأما وضوح  الأموال فذلك إبعادها عن الضرر والتعرض للخصومات بقدر  الإمكان، ولذلك شرع الإشهاد  والرهن في التداين، وأما حفظ المال فأصله قول  الله تعالى  {يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل...}  [55]وقال  النبي صلى الله عليه وسلم ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا عن  طيب نفس )  [56]،أما   إثباتها فهو تقريرها لأصحابها بوجه لا خطر فيها ولا منازعة، أما العدل  فيها فذلك  بأن يكون حصولها بوجه غير ظالم وذلك إما أن تحصل بعمل مكتسبها،  وإما بعوض من مالكها  أو بتبرع وإما بإرث ومن مراعاة العدل حفظ المصالح  العامة ودفع الأضرار )   [57].   ومال   الميسر كسب رخيص يكتنفه الغموض من كل جانب، ولا يعرف الرابح من أين جاءه  الربح ولا  يدري الخاسر من أين أتاه الخسران، ولا يمكن تقريره بوجه لا  منازعة فيها، ولذلك  يدلون إلى الحكام ليأكلوا فريقا من أموال الناس  بالباطل، أما مقصد العدل فهو أبعد  المقاصد عن الميسر، فالميسر هو الظلم  بعينه، إذ بواسطته يأكل الناس بعضهم أموال بعض  بغير وجه حق، ومهما قال لك  المقامر في حرية ممارسته لهذه العادة السيئة، فإنه لا  يطيب نفسا بما يخسر  من مال.  | 
		
  الخاتمة:   الحمد   لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير من دعا إلى  الإيمان وعمل  الصالحات، أما بعد فقد تم ما نوينا تقييده عن أضرار الميسر  الدينية والدنيوية،  وتوصلنا بفضل الله تعالى وتوفيقه إلى النتائج التالية:    1-  الميسر هو ( هو كل المغالبات التي يكون فيها عوض من الطرفين من النرد والشطرنج، وكل  مغالبة فعلية أو فعلية بعوض ).   2- أن  حكمه في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هو الحرمة، لقوله تعالى ( إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل  الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )، وقوله صلى الله عليه وسلم ( من لعب بالنردشير فكأنما صبغ يده في لحم خنزير ودمه )  3- من  أضرار الميسر على دين المرء: أنه إثم، ورجس، ومن عمل الشيطان، ومن موانع الفلاح  ويصد عن ذكر الله وعن الصلاة ) قال تعالى{  يا أيها الذين  آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل  الشيطان فاجتنبوه لعلكم  تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة  والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم  عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون  }  [58]   4- ومن أضراره الدنيوية:  أنه  يوقع العداوة والبغضاء بين الناس، وينشر البطالة، ويفشي الجريمة في المجتمع، وهو  طريقة لأكل أموال الناس بالباطل.    5- وكل ذلك مما أخبر الله في كتابه ومن أصدق من الله حديثا،   والمجتمعات البشرية اليوم يعاني من ويلات كل هذه الأضرار والمفاسد، ولا  منجى و لا  مفر من ضنك الحياء وضيق المعاش الذي هم فيه إلا بالتوبة الصادقة  والرجوع إلى الله  والتمسك بكتابه وسنة رسوله. والله المستعان.    يمكن  التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:    الهوامش:   [1]  - تفسير القرآن  العظيم  2 / 92 للإمام إسماعيل بن عمر ابن كثير ط دار  الفكر – بيروت1401 هـ  [2] -  المصدر نفسه 2 / 92. [3] - المصدر نفسه 2 /  92 [4] - تفسير الطبري 2 / 385 للإمام  محمد بن جرير الطبري ط دار الفكر –  بيروت 1405 هـ [5] - تيسير الكريم المنان في  تفسير كلام الرحمن تأليف  اعلامة الشيخ عبد الرحمن  السعدي ص 98 ط مؤسسة الرسالة –  بيروت [6] -  الحلال والحرام ص 273 للشيخ يوسف القرضاوي. [7] - المصدر نفسه 277 [8]  -  سورة البقرة 219 [9] - تفسير القرآن العظيم 1 / 256 مصدر سابق [10]-  المائدة: 90,  91  [11] - الأنعام: 145 [12] - التوبة: 95 [13] -  الأعراف:71 [14] - أضواء البيان  2 / 405 تأليف الشيخ محمد الأمين الشنقيطي  ط دار الفكر – بيروت 1415 هـ [15] -  المصدر نفسه   2 / 405 [16] -  البقرة: 188[17] - تفسير السعدي ص 88 [18] المصدر  نفسه ص 88 [19] صحيح  مسلم 4/ 1770 ط  دار إحياء التراث العربي – بيروت [20] - شرح  النووي على  مسلم 15 / 16 ط دار إحياء التراث العربي – بيروت 1392 هـ [21] - رواه   الحاكم في المستدرك، وقال ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) 1 /  114  لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري ط دار الكتب العلمية – بيروت 1411هـ  ورواه غيره.  [22] شرح الزرقاني على الموطأ 4 / 455 لمحمد بن عبد الباقي  الزرقاني  ط دار الكتب  العلمية – بيروت 1411 هـ  [23] - سنن البيهقي  الكبرى 10 / 213 للإمام البيهقي نشر /  مكتبة دار الباز – مكة المكرمة   1414 هـ [24] انظر: لسان العرب 1 / 729 لابن منظور   ط دار صادر ـ بيروت  [25] - تفسير السعدي ص 98[26]- روضة الناظر وجنة المنتظر 1 /  126 للشيخ  عبد القادر بن أحمد بن بدران ط مكتبة المعارف – الرياض  [27] - البقرة:   275[28] - يوسف: 90 [29] - الطلاق: 2 [30] - الطلاق:4 [31] - الطلاق: 5[32]  تفسير  القرآن العظيم 2 / 93 [33]- النساء  [34] أضواء البيان 1 / 426  [35] صحيح البخاري  1/ 70 ط  دار ابن كثير – بيروت 1407 هـ [36] - التوبة:  28 [37] - المؤمنون: 51[38]  - صحيح مسلم 2 / 703 ط دار إحياء التراث  العربي – بيروت [39] - تيسير الكريم المنان  للسعدي 243[40] - الأعراف 16،  17 [41] الإسراء: 63، 64 [42] سورة  البقرة 268[43]  -سورة البقرة: 81 [44]  - طه: 124[45] - العنكبوت: 45 [46] - تفسير القرآن العظيم 3 /  416 [47] -  صحيح مسلم 4 / 1999[48] - شرح النووي على مسلم 16 / 139 [49] - تفسير   الطبري 7 / 32 [50] سورة المزمل الآية 20[51] - رواه البخاري ومسلم. [52] -  البقرة:  122[53] - مقاصد الشريعة الإسلامية ص  464 تأليف العلامة محمد   الطاهر بن عاشور ط  دار النفائس للنشر والتوزيع – الأردن 1421 هـ [54] -  تفسير الطبري 2 / 385 للإمام  محمد بن جرير الطبري – مصدر سابق [55] سورة  النساء الآية 29 [56] - سنن الدارقطني 3  / 26 ط دار المعرفة – بيروت 1386  هـ [57]  مقاصد الشريعة الإسلامية ص 473 فما  بعدها  ( بتصرف )[58]-  المائدة: 90, 91    | 
		
  										أثر القرآن الكريم في سلوك العرب وغير العرب  										 
	http://quran-m.com/%5C%22http://www....uran.jpg%5C%22 [SIZE=\"4\"]الشيخ الدكتور إسماعيل عبد الرحمن[/SIZE] أستاذ أصول الفقه المشارك بجامعتي الأزهر الشريف والملك سعود بالرياض [SIZE=\"4\"]الحمد لله الذي نزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيرا والصلاة والسلام على من أيده الله عز وجل بالقرآن مبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه الذين اتخذوا القرآن منهجا ودليلا. ما أَحْوَجَنَا اليوم إلى الرجوع إلى القرآن الكريم، لا لِنتلوه، ولا لِنَحْكم به، ولا لِنستمع إليه، ولا لِنتدبره، ولا لِنَحفظه، ولا لِنُبَيِّن وجوه إعجازه ولا لِنَدْرِسَه ونقف على بَعْض أسراره، وإنَّمَا لِجَمِيع ذلك وغَيْرها مِنْ أسرار القرآن وعجائبه التي لا تنقضي.. ففي الحديث الذي يعدِّد بَعْض أنواره وأسراره[COLOR=\"#0000ff\"] { فِيهِ نَبَأُ مَا قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ، لَيْسَ بِالْهَزْلِ، مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنِ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ، وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَنُورُهُ الْمُبِينُ وَالذِّكْرُ الْحَكِيمُ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وَهُوَ الَّذِي لاَ تَزِيغُ بِهِ الأَهْوَاءُ، وَلاَ تَلْتَبِسُ بِهِ الأَلْسِنَةُ، وَلاَ تَتَشَعَّبُ مَعَهُ الآرَاءُ، وَلاَ يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ، وَلاَ يَمَلُّهُ الأَتْقِيَاءُ، وَلاَ يَخْلَقُ بِكَثْرَةِ الرَّدِّ، وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه } [/COLOR]يُرَاجَع: سُنَن الدارمي 2/526 ومشكاة المصابيح 1/661. [/SIZE]  | 
		
 [SIZE=\"4\"]لقدْ  وقف المسلِمون الأُول مِنْ سلف هذه الأُمَّة على دُرَر القرآن الكريم  ورسالته، فطبعوا طبائعهم وسلوكهم بمنهجه، وتعلَّموا مِنْ مأدبته، وتأدَّبوا  بأدبه ؛ ففي الحديث [COLOR=\"#0000ff\"]{ إِنَّ هَذَا  الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ ؛ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا  اسْتَطَعْتُمْ.. إِنَّ هَذَا حَبْلُ اللَّهِ، وَهُوَ النُّورُ الْمُبِينُ  وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عُصِمَ مَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَا مَنِ  اتَّبَعَهُ، لاَ يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلاَ يَزِيغُ  فَيُسْتَعْتَبُ،وَلاَ تَنْقَضِي عَجَائِبُه }.[/COLOR] أَخْرَجَه الدارمي  2/525 وابن أبي شيبة 6/125 وعبد الرزاق 3/375. وفي ذلك يقول القرطبي رحمه  الله تعالى:" شبّه القرآن بصنيع صنعه الله عزّ وجلّ لِلناس لهم فيه خَيْر  ومَنَافع ثُمّ دعاهم إليه، يقول " مأدَبَة " و" مأدُبَة ": فمَنْ قال "  مأدُبة " أراد الصنيع يَصنعه الإنسان فيدعو إليه الناس، ومَنْ قال " مأدَبة  " فإنّه يذهب به إلى الأدب يَجعله " مفعلةً " مِنَ الأدب ".هـ. تفسير  القرطبي 1/6. [/SIZE] 
	 | 
		
 [SIZE=\"4\"]ولِذَا  فإنّ العرب المسلِمين السابقين في الإسلام أول مَنْ تأدَّبوا بأدب القرآن،  وإن استطعتَ أنْ تُعَبِّر بمَنْ رَبَّوْا أنفُسَهم وفْق منهج السماء  عِنْدما تَمَسَّكوا بالكتاب والسُّنَّة فسادوا الدنيا وملأوا الأرض نوراً  وعدلاً، وعمروها بنشر راية التوحيد وإبادة ظلمات الكفر والشِّرْك والجاهلية  والعداوة والبغضاء، فأصبحوا بنعمة الله تعالى موحّدين إخواناً متحابين،  أقوالهم وأفعالهم وأخلاقهم متسقة ومستمدة مِنَ الكتاب والسُّنَّة. لقد كان  للقرآن الكريم – وما زال وسيظل بإذن الله تعالى إلى قيام الساعة – الأثر  الأقوى والأول في تقوية روابط الإيمان بالله عزوجل وترسيخ عقيدة التوحيد  والدعوة إلى كل خلق فاضل وكريم والنهي عن رذائل الأخلاق ومساويها , بدا ذلك  واضحا عند نزول القرآن بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلمفأثر التأثير  الإيماني والسلوكي في أخلاق العرب وعاداتهم وسلوكهم وعقيدتهم وكذا غير  العرب في عصر الإسلام الأول وفي عصوره المتتالية حتى إذا وصلنا إلى عصرنا  الحاضر تأكيدا لهذا الدور القرآني حينما يقدم الكثيرون من العلماء  والمفكرين والباحثين على اعتناق الإسلام بعد وقوفهم على بعض الإعجازات  العلمية للقرآن أو حتى مجرد الوقوف على ترجمة معاني القرآن الكريم. ولذا  فإنا سنوجز هذا الأثر في سلوك العرب وغير العرب وغير المسلمين في عصرنا  الحاضر فيما يلي:[/SIZE] 
	 | 
		
 [SIZE=\"4\"]أولا:  أثر القرآن الكريم في سلوك العرب إذا أردنا أن نقف على أثر القرآن الكريم  في سلوك العرب فإنا نلحظه على مستويين: مستوى الأفراد ومستوى جماعة العرب.  أما تأثير القرآن الكريم في سلوك الأفراد: فإنا نستطيع أنْ نقف على تأثير  ووقْع تلاوة أو سماع بَعْض آيات القرآن الكريم على سلوك وعقيدة ومنهج بَعْض  الأفراد العرب في أول أمْر الإسلام مِنْ خلال هذه النماذج النموذج الأول:  عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه الذي كان رأساً مِنْ رءوس الكفر يحارب كُلَّ  مَنْ أَسْلَم، وعِنْدما عَلِم بإسلام أخته فاطمة وزَوْجِها سعيد بن زَيْد ـ  رضي الله عنهما ـ ذهب غاضباً لِلانتقام مِنْهُمَا، ولَمَّـا دخل وجد معهما  صحيفةً مِنَ القرآن فيها مِنْ أوَّل سورة طه حتى قوله تعالـى [COLOR=\"#0000ff\"]{إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لا إِلَـهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِى } سورة طه الآية 14[/COLOR]،  فأَسْلَم مِنْ فوره وتَغَيَّر سلوكه في كُلّ شئون حياته يُرَاجَع: الطبقات  الكبرى 3/268. النموذج الثاني: سَعْد بن معاذ رضي الله عنه الذي كان  مُشْرِكاً وعِنْدما عَلِم بقدوم مصعب ابن عمير رضي الله عنه قَبْل الهجرة  لِلدعوة إلى الإسلام ذهب إليه ومعه حَرْبَتُه لِمَنْعِه وعِنْدما قرأ  عَلَيْه مصعب رضي الله عنه قوله تعالى [COLOR=\"#0000ff\"]{ حم * وَالْكِتَـبِ الْمُبِينِ * إِنَّا جَعَلْنَـهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُون } سورة الزخرف الآيات 1 - 3،[/COLOR] فأَسْلَم في حِينه رضي الله عنه وأَسْلَم قومُه بإسلامه. يُرَاجَع: حياة الصحابة 1/170, 171 وسيرة ابن هشام 2/52، 53. [/SIZE] 
	[SIZE=\"4\"]وأما تأثير القرآن الكريم في سلوك جماعة العرب: فإنه يُمْكِن الوقوف على الأثر التربوي بمعناه الواسع ـ لِيَشمل التربية الروحية والأخلاقية ـ لِلقرآن الكريم في جماعة العرب الأُول مِنْ خلال شهادة أحد العرب وأشرافهم ـ ألا وهو جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ـ التي ألقاها أمام النجاشي رضي الله عنه عِنْدما كانوا مهاجرين إليه. وفيها يقول رضي الله عنه:[COLOR=\"#0000ff\"]" أَيُّهَا الْمَلِكُ.. كُنَّا قَوْماً أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ ؛ نَعْبُدُ الأَصْنَامَ وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ وَنَقْطَعُ الأَرْحَامَ وَنُسِيءُ الْجِوَارَ وَيَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْنَا رَسُولاً مِنَّا نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ وَنَعْبُدَهُ وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنَ الْحِجَارَةِ وَالأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ وَصِلَةِ الرَّحِمِ وَحُسْنِ الْجِوَارِ وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَـارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ وَقَوْلِ الزُّورِ وَأَكْلِ مَالِ الْيَتِيمِ وَقَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللَّهَ تَعَالَى وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّيَام ".[/COLOR] يُرَاجَع: البداية والنهاية 4/182، 183.[/SIZE] [SIZE=\"4\"]ومِمَّا تَقَدَّم يَتَّضِح أنّ جعفراً رضي الله عنه حَصَر أهمّ الأخلاق الفاسدة عِنْد العرب في ستّة، وهي: 1- عبادة الأصنام، وأيّ تَدَنِّي لِلعقل حينما يَسجد لِمخلوق دونه أو مِثْله ؟! 2- أكْل الميتة، وفيها مِن المضرّة ما فيها. 3- إتيان الفواحش، وهو مَعْنى واسِع يَشمل كُلّ ما يفحش ويُنْكِره العقل السليم مِن الزنا واللواط وما شاكلهما. 4- قَطْع الأرحام، وهو أحد أسباب تَفَرُّق المجتمع وتَشَتُّته. 5- الإساءة إلى الجار. 6- أكْل القويِّ الضعيفَ، وهو قاعدة الغابة ؛ فلا أمان فيها لِضعيف. كَمَا حصر في المقابل أهمّ الأخلاق التي ربّاهم الإسلام عليها ودعاهم إليها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وهي في مجموعها مستمَدَّة مِن الكِتَاب والسُّنَّة، وهذه الأخلاق هي: [/SIZE]  | 
		
 [SIZE=\"4\"]هي: [/SIZE] 
	[SIZE=\"4\"]1- عبادة الله تعالى وحْده وعدم الإشراك به جَلّ وعَلاَ. [/SIZE] [SIZE=\"4\"]2- صِدْق الحديث وأداء الأمانة. [/SIZE] [SIZE=\"4\"]3- صلة الرحم وحُسْن الجِوَار. [/SIZE] [SIZE=\"4\"]4- الكفّ عن المَحَارم والدِّماء. [/SIZE] [SIZE=\"4\"]5- النهي عن الفواحش وقوْل الزور وأكْل مال اليتيم وقَذْف المحصَنات. [/SIZE] [SIZE=\"4\"]6- إقامة الصلاة وأداء الزكاة والصيام.[/SIZE] [SIZE=\"4\"] ثانيا: أثر القرآن في سلوك غَيْر العرب لقدْ كان القرآن الكريم عظيم الأثر في سلوك غَيْر العرب..[/SIZE] [SIZE=\"4\"] ويكفي دليلاً على ذلك النموذجان التاليان: [/SIZE] [SIZE=\"4\"][COLOR=\"#0000ff\"]النموذج الأول: النجاشي رضي الله [/COLOR]عنه الذي كان مَلِكاً لِلحبشة ورأساً مِن رءوس النصرانية، عِنْدما قرأ عَلَيْه جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه صدراً مِنْ سورة مريم بَكَى حتى أخضلَتْ لِحْيَته، وبكت أساقفتُه حتى أخضلَتْ لِحاهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثُمّ قال لهم النجاشي رضي الله عنه: إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ عِيسَى عليه السلام لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَة. يُرَاجَع: سيرة ابن هشام 1/349 .[/SIZE]  | 
		
 النموذج الثاني: جنوب شَرْق آسيا التي لَمْ تُفْتَحْ بسيف ولا قِتَال  ؛ وإنَّمَا دَخَلَهَا الإسلام عَنْ طريق التجار المسلِمين الذين تعاملوا مع تجار هذه البلاد فلمسوا في سلوكهم وأخلاقهم ما يَدفعهم إلى المسارَعة إلى اعتناق هذا الدين الذي يقوم ويعتمد على الكِتَاب والسُّنَّة. يُرَاجَع: حاضر العالَم الإسلامي 1/339 . 
	ثالثا: الأثر القرآني المعاصر في سلوك غَيْر المسلِمين إنّ أيّ امتداد لِلإسلام في شتّى بقاع المعمورة يُعَدّ امتداداً لِنُورَيِ القرآن والسُّنَّة وتأكيداً على أنّه الكِتَاب الحقّ المُنَزَّل مِنْ حكيم حميد. كَمَا أنّ هذا الامتداد الإسلامي اليوم خاصّةً في دُوَل أوروبا والأمريكيتيْن واستراليا مِنْ أَقْوَى الأدلة على صلاحية هذا الكِتَاب لِكُلّ زمان ومكان وقُدْرَته على مخاطَبة عقول الإنسانية في أَزْهَى عصور تَقَدُّمِهَا. ويكفي أنْ أدلِّل بنموذجين لِغَيْر المسلمين المعاصرين كان القرآن الكريم سبباً في تربية وتهذيب أنفُسهم، وذلك بالعودة بهم إلى رحاب التوحيد والإيمان:  | 
| الساعة الآن 09:50 AM | 
	Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.