![]() |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد ( جهاد النفس ) ------------------------------------- قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( إن رسول اللّه -صلى اللّه عليه وآله- بعث سرية ، فلما رجعوا قال : مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر ، وبقي عليهم الجهاد الأكبر .. قيل : يا رسول اللّه ، وما الجهاد الأكبر؟ .. قال: جهاد النفس .. ثم قال : أفضل الجهاد ، من جاهد نفسه التي بين جنبيه ) .. ما هو السر في أن الجهاد الأصغر ، أطلق على الحرب ، وجهاد النفس هو الجهاد الأكبر ؟.. أولاً : في الجهاد الأصغر العدو واضح المعالم ، بإمكان الإنسان أن يشخصه ويهاجمه .. أما الجهاد الأكبر : فهو مع موجودين ِغير مرئيين ِ : النفس ، والشيطان ؛ { إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ } .. وكذلك النفس التي هي أقرب الأشياء إلينا ؛ من عرف نفسه فقد عرف ربه ، فإننا لا نراها .. ليس هناك إنسان رأى وجهه حقيقة ؛ فكيف بنفسه ؟!.. ثانياً : الجهاد الأصغر جهاد مقطعي .. حروب الجاهلية كانت حروبا طويلة ؛ كحرب البسوس وغيرها .. أما حروب الإسلام ، وحتى حروبنا هذه الأيام ، هي حروب مقطعية تستمر لعدة أيام وتنتهي .. بينما جهاد النفس ، الجهاد الأكبر يبدأ مع البلوغ ، وينتهي بموت الإنسان .. إذ لابد للإنسان في كل يوم من مجاهدة نفسه .. فإذن ، إن مجاهدة النفس فيها أمد طويل ، ومحاربة الأعداء فيها أمد قصير . ثالثاً : الحرب مع العدو إذا كانت شرعية ، فالنتيجة هي إحدى الحسنيين : إما الظفر ، وإما الشهادة في سبيل الله .. بينما الحرب مع النفس : إذا خسر الإنسان في هذه المعركة ؛ معنى ذلك خسران الأبد .. فالذي يهزم أمام العدو هو شهيد ، أما الذي يهزم في معركة النفس ، ليس فقط ليس بشهيد ؛ بل إنسان خاسر ، وإنسان مسكين وفقير . فإذن ، إن الفروق مخيفة جداً بين الجهاد الأكبر ، والجهاد الأصغر !.. ما معنى جهاد النفس ؟.. أي أن يقف الإنسان أمام النفس في مرحلتين : المرحلة الأولى لازمة .. الجهاد الواجب : أن يقف الإنسان أمام نفسه في الحرام ، فإذا قيل له : هذا لا يجوز ، يقف فوراً ودون تردد !.. من يشتكي النساء السافرات هذا على شفا حفرة ، والحال أن المؤمن يجب أن لا تأتيه الشهوة أصلا ، ولا يرى أن هناك أي إغراء في البين .. فإذن ، إن المؤمن أمام الحرام لا يحتاج إلى جهاد . المرحلة الثانية مفضلة .. الجهاد المفضل : بعض الأوقات الإنسان تنازعه نفسه إلى أشياء محللة ، ولكن ذلك قد يقلل من شأنه ، مثلا : إنسان جالس على مائدة ، وأمامه طعام قليل؛ وهناك طعام شهي على بعد مسافة ؛ فهل المؤمن يمد يده إلى ذلك الطعام ؟.. والحال أنه يستحب للمؤمن أن يأكل مما يليه .. هذا أيضا جهاد نفس !.. 11 / 10 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد ( صفات التوبة النصوح ) ------------------------------------- إن هناك توبة نصوحا ، وهناك توبة ما دون التوبة النصوح .. أما التوبة النصوح ؛ فهي أرقى من التوبة المتعارفة .. وللتوبة النصوح معالم ، منها : - الزهد في الحرام .. من آثار التوبة النصوح ، أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه .. تارة الإنسان يرتكب الحرام ، ويتركه حقيقة ؛ ولكن نفسه تنازعه للحرام بين وقت وآخر .. مثلا : إنسان مدمن على مشاهدة الصور المحرمة ، إذ أن بعض المحرمات في فترة من الفترات ، تتحول إلى مادة مخدرة .. لهذا تراه في شهر رمضان ، يفطر على الحرام . وعليه ، فإن التوبة النصوح ليس أن يترك الإنسان الحرام ، وكل يوم يعزم على كسر التوبة ، ولكن يجاهد نفسه .. هذا الإنسان في يوم من الأيام ، سيرتكب الحرام في ساعة ضعف .. لأنه وهو في بلاد المسلمين ، قد يأتيه الحافز للتوبة ، وعدم كسرها .. أما في أول سفرة للبلاد الأجنبية ، وهو في الفندق ، في منتصف الليل ؛ حيث لا رقيب ولا حسيب ، ما الذي يعصمه في ذلك المكان ؟.. فالشيطان عندما يرى العدو في مكان آمن ، ينتظر كي يستفرد به في يوم من الأيام ، حيث لا معين له ولا ناصر . فإذن ، من معالم هذه التوبة أن يزهد الإنسان في الحرام ، الذي كان يرتكبه ، وعلامة الزهد واضحة : البعض عندما يرتكب حراما في بلد معينة ، يكره تلك البلدة ، لا يذهب إليها حتى لا يذكره بالحرام .. والسوق الذي وقع فيه الحرام ، لا يدخله اشمئزازا منه .. - الباطن كالظاهر .. أغلب الناس ظواهرهم خير من بواطنهم .. نعم، أحدنا : سمعته ، وظاهره ، وكلام الناس عنه ؛ أكثر من الواقع .. ( التوبة النصوح : أن يكون باطن الرجل كظاهره وأفضل ) .. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ( لو تكاشفتم لما تدافنتم ) ؛ أي لو علم بعضكم سريرة بعض ؛ لاستثقل تشييع جنازته ودفنه .. أمير المؤمنين ( عليه ِ السلام) يذكر موصفات قياسية للتوبة الصحيحة : سمع الإمام علي (عليه السلام) رجلاً يقول : أستغفر الله !.. فقال : ( أتدري ما الاستغفار ؟.. الاستغفار درجة العليين ، وهو اسم واقع على معان ستة ، وهي : 1- الندم على ما مضى من المعصية أبداً . 2- العزم على ترك المعصية أبداً . 3- أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم ، حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة . 4- أن تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤدي حقها . 5- أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ لحم جديد . 6- أن تذيق الجلد ألم الطاعة، كما أذقته حلاوة المعصية .. فعند ذلك تقول : أستغفر الله ) . نحن على الأقل نأخذ الشقين الأولين : الندم على ما مضى ، والعزم على عدم العود في المستقبل .. إذا كان الأمر كذلك ، يصدق على الإنسان أنه تاب عن ذنبه ، ثم يؤدي حق المخلوقين . 12 / 10 / 2010 |
اقتباس:
اللهم إنا نسألك توبة نصوحاً يارب يا رحمن يا رحيم بارك الله فيك أخي حميد زاد طيب ..... ناريمان |
اقتباس:
اللهمَ أعِنا على التزود ِ بزاد ِ التقوى و صل ِ على محمد ٍ و على آل ِ محمد جزاك ِ اللهُ خيرا ً يا خيرَ أخت و جعلك ِ من المتزودين َ بزاد ِ التقوى حميد 12 / 10 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد ( لزوم محاسبة النفس ) ------------------------------------- كيف نحاسب أنفسنا ؟.. أوصى النبي ( صلى الله عليه وآله و سلم ) أبا ذر فقال : ( يا أبا ذر !.. حاسب نفسك قبل أن تحاسب ، فإنه أهون لحسابك غداً ، وزن نفسك قبل أن تُوزن ، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا تخفى على الله خافية ) .. وقال ( صلى الله عليه وآله و سلم ) : ( يا أبا ذر !.. لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلال أو من حرام .. يا أبا ذر !.. من لم يُبال من أين اكتسب المال ؛ لم يبال الله من أين أدخله النار ) .. الحساب في الدنيا قابل للتدارك !.. فالإنسان من الممكن أن يوفر على نفسه عقبات طويلة جدا في المحشر باتصال هاتفي ، مثلا : إنسان ظلم مؤمنا في الحياة الدنيا ، من السهل أن يعتذر ممن أساء إليه .. هناك أناس لهم نفس سمحة في الدنيا ، بإمكان الإنسان أن يرضيهم بكلمة واحدة . أحدهم يقول : بعد سنواتٍ طويلة من الاستئجار ، جمعت مبلغا من المال لأشتري به بيتاً ، وضعت هذا المال في مكانٍ ما في المنزل ، يقول : جاءنا ضيف محترم ، وإذا بهذا الضيف يعرف أن هناك مالا ، فأخذ المال كله وذهب .. يقول : اتفقنا على ألا نكشف سره لأحد ، والسبب أن هذا إنسان من عائلة وجيهة ، فلو ذهب ماء وجهه لذهب ماء وجه العائلة .. ومرت الأيام ، يقول : وإذا بهذا السارق أمام عيني ، وكأنه كان يريد أن يذهب إلى الحج ، قال : يا فلان !.. أتبرئني الذمة وأشار إلى الحادثة ، قلت له : اذهب ، لا أريد أن أراك ، لماذا ؟.. يقول : لا أريد أن أراك وفي وجهك ذل الاعتذار، سامحتك ، وأنا لا أتحمل أن أراك بهذا الشكل ، وأنت خجل مني .. عبد من عباد الله ، لا يتحمل خجل سارق سرق كل ما عنده ، فكيف برأفته جل جلاله وعم نواله ؟!.. فإذن ، لو بقي الأمر إلى عرصات القيامة ، كم كان سيأخذ من حسنات هذا السارق ؟!.. ولكن بموقف بسيط أبراه الذمة وانتهى الأمر !.. ثم قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( يا أبا ذر !.. لا يكون الرجل من المتقين ، حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه ، فيعلم من أين مطعمه ، ومن أين مشربه ، ومن أين ملبسه ، أمِن حلال أو من حرام .. يا أبا ذر !.. من لم يُبال من أين اكتسب المال ؛ لم يبال الله من أين أدخله النار ) .. هذه الأيام المطاعم التي تبيع السحت ولحم الخنزير ، والسوائل التي تحتوي على بعض المواد الكحولية كثيرة جدا وفي سوق المسلمين ، فالمؤمن دقيق جدا في كل تصرفاته ، ويعلم ماذا يأكل وماذا يشرب !.. آلية عملية للمحاسبة : هناك محاسبة ، ومشارطة ، ومعاقبة : المحاسبة تكون آخر الليل ، أو بعد كل فريضة يحاسب الإنسان نفسه : من الظهر إلى المغرب ، ومن المغرب إلى الصباح .. ثم المشارطة أول الصباح ، يخرج من المنزل ثم يشترط على نفسه : أن لا يغتاب ، وأن لا يهذر ، وأن لا ينظر.. وإذا خالف الأوامر؛ يعاقب نفسه بتكاليف الشريعة .. مثلا : هو ليس من أهل الليل ، إذا أكل أكل مشتبها يقول : لابد أن أقوم الليل هذه الليلة ، أو يؤدب نفسه بحضور صلاة الجماعة شهرا صباحا ، فيهجر لذيذ الفراش .. يا لها من معاقبة جميلة !.. هذه معاقبة حسنة ، وفي طريق التكامل ، وليست معاقبة توجب له انهيارا عصبيا كأن يترك الطعام مثلا .. أو يعاقب نفسه شهرا كاملا ، فيؤدي كل المستحبات والنوافل اليومية .. هذه عقوبة جيدة للنفس !.. أو يقضي ما في ذمته من الصوم الواجب ، أو يصوم صوما مستحبا .. فإذن ، هناك مشارطة أول الصباح ، ومحاسبة آخر الليل ، ومعاقبة إن رأى في نفسه خللا . 13 / 10 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد ( لولا هؤلاء لأنزلت عذابي ) ------------------------------------- إن رب العالمين كان دأبه في الأمم البائدة ، تعجيل العقوبات في الدنيا قبل الآخرة ، ومن تلك العقوبات أنه قلَبَ مدنَ قوم ِلوط عاليها سافلها ، وأرسل الجراد والقمل على بني إسرائيل ، وكان هناك ما يسمى بالمسخ قردة وخنازير ، وغير ذلك من أنواع العذاب ، الذي كان ينزل على الأمم السابقة .. ولكن رب العالمين ببركة نبي الرحمة .... { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } رفع العذاب المعجل عن هذه الأمة .... { وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } . وكذلك من أسباب رفع العذاب : المتحابون في الله .. هذا العنوان عنوان نادر جدا ً !.. فالذي يحب أحدا في الله، لابد أن يلغي منه كل امتيازاته الدنيوية ، ولا يُبقي إلا إيمانه .. إذا وصل إلى هذه المرحلة من الحب ؛ هذا يسمى الحب في الله .. وإلا فإن الدواعي الخفية ، هي من موجبات عدم انطباق هذا العنوان .. وهنيئا لمن كان له في الدنيا أخ واحد يحبه في الله عز وجل !.. يعمرون المساجد .. عبارة عمارة المساجد لها معنيان : العمارة البنائية : أي إنسان يبني مسجدا ، أو يساهم في بناء مسجد .. وهناك عمارة في الحضور : أي أن يأتي الإنسان إلى المسجد ، فيكون وجوده في المسجد عنصر جذب للآخرين .. مثلا : بعض أساتذة الكليات في الجامعة ، عندما يأتي ليصلي في المسجد ؛ فإن طلابه في الجامعة يتأسون به !.. هذا الإنسان بمجيئه للمسجد يعد من عمار بيوت الله عز وجل .. في بعض البلاد التي فيها صبغة عشائرية ، عندما يأتي شيخ العشيرة للمسجد ، يكون سببا في حضور أبناء العشيرة إلى المسجد ، وهكذا !.. ولعله - والله العالم - الإنسان الذي يكون عنصر جذب لعشرات الأشخاص ، يكون أقرب لمعنى عمارة المسجد ، من الإنسان الذي يساهم في بناء المسجد .. فالذين يلتزمون الحضور إلى المساجد ، وقد يكون منهم أساتذة في الجامعات ، يأتون إلى المسجد قبل الصلاة بفترة ، ويخرجون بعد الصلاة بفترة ؛ لأنهم يعيشون لذة الأنس في بيوت الله عز وجل .. قال رسول الله ( صلى الله عليه ِ و آله ِ و سلم ) : ( سبعة يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله ) وذكر منهم : ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) .. هؤلاء إذا لم يُصلّوا في اليوم والليلة فرضا واحدا في المسجد ؛ فإنهم يعيشون حالة الاختناق !.. ويستغفرون في الأسحار .. في بعض الأوقات ، يضطر المؤمن للذهاب إلى الأسواق التي يغلب عليها ما يغلب من الأصوات ، فيتعمد ذكر الله - عز وجل - في ذلك المكان المليء بالغافلين .. رب العالمين يطلع على هذا السوق ، فيرى الناس في لهو ولعب وحرام ، وهذا العبد يمشي وفي قلبه ذكر الله عز وجل .. حتى أن البعض عندما يرى صور الفساد ، فإنه يبكي بين يدي الله - عز وجل - لما يراه من المنكر؛ هذا كم وزنه عند الله عز وجل !.. وفي الأعراس كذلك يغلب جو من الاسترسال ، ولكن المؤمن يتعمد أن يكون ذاكرا في هذه الأجواء .. وأيضا ساعة السحر ، من الساعات التي يغفل عنها الكثيرون .. حيث أن الكل يهدأ في آخر الليل ، ولا يستيقظ إلا الأولياء الصالحون ، { وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} مؤمن يقوم من نومته في جوف الليل ، ويتضرع إلى الله عز وجل ، ويستغفر لأربعين مؤمنا ، والأربعون كلهم نائمون .. هذا المنظر كم هو جميل عند الله عز وجل !.. إلهي حليف الحب في الليل ساهر *** يناجي ويدعو والمغفل يهجع هذه مناظر ملفتة في عالم الوجود ، هذه المناظر تسجل ، وتعرض في شاشات عملاقة يوم القيامة !.. 14/ 10 / 2010 |
قال الصديق رضي الله عنه: "احرص على الموت توهب لك الحياة". وروي أنَّ سيده قال له يوماً وهو يرعى الغنم: اذبح لي شاة وأتني منها بأطيب مضغتين، فذبحها ثم أتاه بالقلب واللسان. ثم قال له يوماً آخر: اذبح لي شاة وألق منها أخبث مضغتين، فألقى القلب واللسان. ولما سئل قال: إنه ليس شيء أطيب منهما إذا طابا، وليس شيء أخبث منهما إذا خبثا". |
اقتباس:
على المرور و المشاركة باركَ اللهُ تعالى فيكِ تقبلي تقديري 15 / 10 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد ( زيادة التحفظ عند زيادة العمر ) ------------------------------------- إن من بلغ سن الأربعين أخذ بلغته من الدنيا : قلَ من لم يتزوج إلى هذا السن ، ومن تزوج قلَ من لم يحصل على ذرية في هذا السن .. أي أنه جرب متع الدنيا : زوجة ، وذرية ، ووظيفة .. البعض بعد سن الأربعين يتقاعد ، ويتفرغ لآخرته ، فمن لم يغتنم الفرصة بعد الأربعين ، هذا الإنسان ملوم !.. ليس معنى ذلك أن يفعل ما يشاء ، إنما حساب الشاب يختلف عن حساب الإنسان في سن الأربعين .. ذلك السن الذي ينبغي حسابه حسابا شديدا .. إن الإنسان الجاهل قد يعذر في بعض الأمور ، طبعا ليس الجاهل المقصر ، لأن الجاهل المقصر هو في دائرة العتاب واللوم ، عندما يسأل الله - تعالى - العبد يوم القيامة ويقول له : لم فعلت هذا ؟.. يقول العبد : يا إلهي لم أكن أعلم ، يقول الله - تعالى - له : هلا تعلمت !.. في زماننا هذا الجاهل القاصر قليل جدا ، لأن كل شيء يلهج بآيات الله - عز وجل - من المساجد ، إلى التلفاز ، إلى الانترنت .. وبالتالي ، فإن الجهل للبعض عذر ، وطيش الشباب للبعض الآخر عذر .. الشاب المراهق قد يعذر، ولكن إذا بلغ من العمر ما بلغ ؛ فإن محاسبته تكون أشد . من هو المتقي ؟.. البعض يقول : أن المتقي هو الذي لو سلطت عليه كاميرا خفية من الصباح إلى المساء ، وهو لا يدري ، وقيل له : نريد أن نعرض ذلك الشريط على الفضائيات .. فإذا رفض يكون إنسانا غير متق ، ولكن إذا قال : ليس هناك ما أخاف منه ؛ فهذا الإنسان هو الذي يخشى الله في الغيب .. هذا الجدار ارتفع بينه ويبن الناس ، هل أثر في علاقته برب العالمين ؟.. مشكلتنا أننا نتعامل مع الله وقد جعلناه أهون الناظرين إلينا ، فلا نرعى حرمة الرب في الخلوات . إن سن الأربعين هي سن المؤاخذة ، ولكن هناك بعض الأمور هي بحكم سن الأربعين ، أي من موجبات تغليظ المحاسبة والمراقبة على العبد، منها : أن يكون المرء ابنا لوالدين صالحين ، أو أن يكون في بلاد المسلمين ، أو جارا للمسجد ، أو عنده مسجد ؛ هذه الأمور تدخل في الحساب .. وكذلك التوفيقات العبادية ، مثلا : إنسان ذهب للحج ، ومن الأسبوع الأول ارتكب مخالفة .. أو في شهر رمضان حيث أجواء الرحمة ، فيعصي ربه ليلا .. هذا الإنسان من الممكن أن لا يسامح !.. 15 / 10 / 2010 |
بِِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
عنوان الزاد ( أنواع الظلم ) ------------------------------------- الظلم ثلاثة : ظلم يغفره الله ، وظلم لا يغفره الله ، وظلم لا يَدَعه .. فأما الظلم الذي لا يغفره الله - عز وجل - فالشرك بالله .. وأما الظلم الذي يغفره الله - عز وجلّ - فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله عزّ وجلّ .. وأما الظلم الذي لا يدعه الله - عزّ وجلّ - فالمداينة بين العباد ، ما يأخذ المظلوم من دين الظالم ، أكثر مما يأخذ الظالم من دنيا المظلوم . إن رب العالمين يصف الإنسان في القرآن الكريم بأنه ظلوم ، وكفار ، وجهول : { إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } .. هذه طبيعة النفس الإنسانية ، أنها إذا لم تراقب : تظلم ، وتميل إلى الظلم ، { إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا } ، { إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ } . أولاً : الظلم الذي لا يُغفر : وهو الشرك ، والكفر ، والنفاق ، ولذلك قال تعالى : { إِنَّ ٱلشّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ } ، { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا } . ثانياً : الظلم الذي يُغفر : ظلم بين الإنسان ، وبين الله تعالى .. مثلا : الاستماع للغناء ، أو النظر إلى الحرام ؛ هو بهذه الحركة لم يؤذ أحدا ، رغم أن العمل سيء وقبيح ولكن أمره سهل : فبمجرد سجدة واحدة بين يدي الله - عز وجل - بانقطاع وإنابة يقول فيها : { لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ } ؛ لا يبقى عليه وزر .. بشرط الندامة ، والعزم على عدم العود .. أي ليس كل يوم يستمع وينظر ، وآخر الليل يستغفر ؛ وإلا فإنه يعد من المستهزئين .. { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا } . ثالثاً : الظلم الذي لا يدعه : المداينة بين العباد ؛ أي هناك غير .. والغير قد تكون زوجة ، وقد يكون شريكا ، أو زميلا ، وقد يكون والدين .. إن المداينة بين العباد قد يكون ظاهرها الديون ، ولكن لنعمم الحكم : مثلا : إنسان آذى إنسانا ، أو أسقطه من أعين الناس ، من الممكن أن يدخل في هذا القسم .. فلو أن هناك إنسانا أخطأ بحق خادمته ، وتسبب في قطع رزقها ، ورجوعها إلى بلادها ، ماذا يعمل ليكفر عما جنت يداه ؟.. النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليه ِ و آله ِ و سلم ) يطرح صيغة من صيغ الحل : يقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( من ظلم أحدا وفاته ، فليستغفر الله له ؛ فإنه كفارة له ) ، وقد يكون - والله العالم - في القضايا المالية ، لابد من رد المظالم ، ومجهول المالك . أما الذين في ذمتهم أموال للغير ، مثلا : عندما كان صغيرا سرق بعض الحلوى من البقالة ، فإن هذا حله بأن يرد المظالم للعباد ، أو يدفع عن مجهول المالك .. والفرق بين رد المظالم ، ومجهول المالك ، هو أن رد المظالم : أي شيء تم أخذه من شخص موجود ؛ فيرد إليه .. أما إذا كان غير موجود ؛ فيدفع للمجتهد بعنوان : " مجهول المالك " وهو يتصرف بذلك .. قال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ( من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقه ، لم يزل الله معرضا عنه ماقتاً لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته ، حتى يتوب ويرد المال الذي أخذه إلى صاحبه ) .. المسألة ليست أن في ذمته حقا للناس ، إنما المسألة أن الله يعرض عنه ، ويمقته .. إنسان يعيش في هذه الدنيا ، ورب العالمين يمقت ه، هذه مصيبة كبيرة !.. والإنسان الذي في ذمته مال للآخرين ، عندما يتصدق فإن قسما من هذه الصدقة هي للمظلوم .. لا يقبل الله البر من هذا الإنسان ، { إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ } ؛ هذه أيضا مشكلة : أي حقوق العباد؛ هي من موانع قبول الأعمال . 16 / 10 / 2010 |
الساعة الآن 03:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.