منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من روائــع ( المتنبي ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1420)

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:40 PM

أمساور أم قرن شمس هذا



أمُساوِرٌ أمْ قَرْنُ شَمْسٍ هَذا
أمْ لَيْثُ غابٍ يَقْدُمُ الأسْتَاذَا
شِمْ ما انْتَضَيْتَ فقد ترَكْتَ ذُبابَهُ
قِطَعاً وقَدْ تَرَكَ العِبادَ جُذاذا
هَبكَ ابنَ يزْداذٍ حَطَمْتَ وصَحْبَهُ
أتُرَى الوَرَى أضْحَوْا بَني يَزْداذَا
غادَرْتَ أوْجُهَهُمْ بحَيْثُ لَقيتَهُمْ
أقْفَاءَهُمْ وكُبُودَهُمْ أفْلاذَا
في مَوْقِفٍ وَقَفَ الحِمَامُ عَلَيهِمِ
في ضَنكِهِ واسْتَحوَذَ اسْتِحْوَاذَا
جَمَدَتْ نُفُوسُهُمُ فَلَمّا جِئْتَها
أجْرَيْتَها وسَقَيْتَها الفُولاذَا
لمّا رَأوْكَ رَأوْا أبَاكَ مُحَمّداً
في جَوْشَنٍ وأخا أبيكَ مُعاذَا
أعْجَلْتَ ألْسُنَهُمْ بضَرْبِ رِقابهمْ
عَنْ قَوْلهِمْ: لا فارِسٌ إلاّ ذَا
غِرٌّ طَلَعْتَ عَلَيْهِ طِلْعَةَ عارِضٍ
مَطَرَ المَنَايَا وابِلاً ورَذاذَا
سَدّتْ عَلَيْهِ المَشْرَفِيّةُ طُرْقَهُ
فانْصَاعَ لا حَلَباً ولا بَغذَاذَا
طَلَبَ الإمارَةَ في الثّغُورِ ونَشْؤهُ
ما بَينَ كَرْخايا إلى كَلْوَاذَا
فَكأنَّهُ حَسِبَ الأسِنَّةَ حُلْوَةً
أوْ ظَنَّها البَرْنيَّ وَالآزَاذَا
لم يَلْقَ قَبلَكَ مَنْ إذا اختَلَفَ القَنَا
جَعَلَ الطّعانَ مِنَ الطّعانِ مَلاذَا
مَنْ لا تُوافِقُهُ الحَياةُ وطِيبُها
حتى يُوافِقَ عَزْمُهُ الإنْفَاذَا
مُتَعَوّداً لُبْسَ الدّروعِ يَخالها
في البَرْدِ خَزّاً والهَواجِرِ لاذَا
أعْجِبْ بأخْذِكَهُ وأعجَبُ منكما
أنْ لا تَكُونَ لمِثْلِهِ أخّاذَا

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:41 PM

أمن ازديارك في الدجى الرقباء



أمِنَ ازْدِيارَكِ في الدُّجى الرُّقَبَاءُ
إذْ حَيثُ كنتِ مِنَ الظّلامِ ضِياءُ
قَلَقُ المَليحَةِ وِهْيَ مِسْكٌ هَتكُها
ومَسيرُها في اللّيلِ وهيَ ذُكاءُ
أسَفي على أسَفي الذي دَلّهْتِني
عَنْ عِلْمِهِ فَبِهِ عَليّ خَفَاءُ
وَشَكِيّتي فَقْدُ السّقامِ لأنّهُ
قَدْ كانَ لمّا كانَ لي أعضاءُ
مَثّلْتِ عَيْنَكِ في حَشايَ جِراحَةً
فتَشابَها كِلْتاهُما نَجْلاءُ
نَفَذَتْ عَلَيّ السّابِرِيَّ ورُبّما
تَنْدَقّ فيهِ الصَّعدَةُ السّمْراءُ
أنا صَخْرَةُ الوادي إذا ما زُوحمَتْ
وإذا نَطَقْتُ فإنّني الجَوْزاءُ
وإذا خَفِيتُ على الغَبيّ فَعَاذِرٌ
أنْ لا تَراني مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ
شِيَمُ اللّيالي أنْ تُشكِّكَ ناقَتي
صَدْري بها أفضَى أمِ البَيداءُ
فَتَبيتُ تُسْئِدُ مُسْئِداً في نَيّها
إسْآدَها في المَهْمَهِ الإنْضاءُ
بَيْني وبَينَ أبي عليٍّ مِثْلُهُ
شُمُّ الجِبالِ ومِثْلُهنّ رَجاءُ
وعِقابُ لُبنانٍ وكيفَ بقَطْعِها
وهُوَ الشّتاءُ وصَيفُهُنّ شِتاءُ
لَبَسَ الثُّلُوجُ بها عَليّ مَسَالِكي
فَكَأنّها بِبيَاضِها سَوْداءُ
وكَذا الكَريمُ إذا أقامَ ببَلْدَةٍ
سَالَ النُّضارُ بها وقامَ الماءُ
جَمَدَ القِطارُ ولَوْ رَأتْهُ كمَا تَرَى
بُهِتَتْ فَلَمْ تَتَبَجّسِ الأنْواءُ
في خَطّهِ من كلّ قَلبٍ شَهْوَةٌ
حتى كأنّ مِدادَهُ الأهْواءُ
ولكُلّ عَيْنٍ قُرّةٌ في قُرْبِهِ
حتى كأنّ مَغيبَهُ الأقْذاءُ
مَنْ يَهتَدي في الفِعْلِ ما لا تَهْتَدي
في القَوْلِ حتى يَفعَلَ الشّعراءُ
في كلّ يَوْمٍ للقَوافي جَوْلَةٌ
في قَلْبِهِ ولأُذْنِهِ إصْغَاءُ
وإغارَةٌ في ما احْتَواهُ كأنّمَا
في كُلّ بَيْتٍ فَيْلَقٌ شَهْبَاءُ
مَنْ يَظلِمُ اللّؤماءَ في تَكليفِهِمْ
أنْ يُصْبِحُوا وَهُمُ لَهُ أكْفاءُ
ونَذيمُهُمْ وبهِمْ عَرَفْنَا فَضْلَهُ
وبِضِدّها تَتَبَيّنُ الأشْياءُ
مَنْ نَفْعُهُ في أنْ يُهاجَ وضَرُّهُ
في تَرْكِهِ لَوْ تَفْطَنُ الأعداءُ
فالسّلمُ يَكسِرُ من جَناحَيْ مالهِ
بنَوالِهِ ما تَجْبُرُ الهَيْجاءُ
يُعطي فتُعطَى من لُهَى يدِهِ اللُّهَى
وتُرَى بِرُؤيَةِ رَأيِهِ الآراءُ
مُتَفَرّقُ الطّعْمَينِ مُجْتَمعُ القُوَى
فكأنّهُ السّرّاءُ والضّرّاءُ
وكأنّهُ ما لا تَشاءُ عُداتُهُ
مُتَمَثّلاً لوُفُودِهِ ما شَاؤوا
يا أيّهَا المُجدَى علَيْهِ رُوحُهُ
إذْ لَيسَ يأتيهِ لها اسْتِجداءُ
إحْمَدْ عُفاتَكَ لا فُجِعْتَ بفَقدِهم
فَلَتَرْكُ ما لم يأخُذوا إعْطاءُ
لا تَكْثُرُ الأمواتُ كَثرَةَ قِلّةٍ
إلاّ إذا شَقِيَتْ بكَ الأحْياءُ
والقَلْبُ لا يَنْشَقّ عَمّا تَحْتَهُ
حتى تَحِلّ بهِ لَكَ الشّحْناءُ
لمْ تُسْمَ يا هَرُونُ إلاّ بَعدَمَا اقْـ
ـتَرَعَتْ ونازَعتِ اسمَكَ الأسماءُ
فغَدَوْتَ واسمُكَ فيكَ غيرُ مُشارِكٍ
والنّاسُ في ما في يَدَيْكَ سَواءُ
لَعَمَمْتَ حتى المُدْنُ منكَ مِلاءُ
ولَفُتَّ حتى ذا الثّناءُ لَفَاءُ
ولجُدْتَ حتى كِدْتَ تَبخَلُ حائِلاً
للمُنْتَهَى ومنَ السّرورِ بُكاءُ
أبْدَأتَ شَيئاً ليسَ يُعرَفُ بَدْؤهُ
وأعَدْتَ حتى أُنْكِرَ الإبْداءُ
فالفَخْرُ عَن تَقصِيرِهِ بكَ ناكِبٌ
والمَجْدُ مِنْ أنْ يُسْتَزادَ بَراءُ
فإذا سُئِلْتَ فَلا لأنّكَ مُحوِجٌ
وإذا كُتِمتَ وشَتْ بكَ الآلاءُ
وإذا مُدِحتَ فلا لتَكسِبَ رِفْعَةً
للشّاكِرينَ على الإلهِ ثَنَاءُ
وإذا مُطِرْتَ فَلا لأنّكَ مُجْدِبٌ
يُسْقَى الخَصِيبُ ويُمْطَرُ الدّأمَاءُ
لم تَحْكِ نائِلَكَ السّحابُ وإنّما
حُمّتْ بهِ فَصَبيبُها الرُّحَضاءُ
لم تَلْقَ هَذا الوَجْهَ شَمسُ نَهارِنَا
إلاّ بوَجْهٍ لَيسَ فيهِ حَيَاءُ
فَبِأيّما قَدَمٍ سَعَيْتَ إلى العُلَى
أُدُمُ الهِلالِ لأخمَصَيكَ حِذاءُ
ولَكَ الزّمانُ مِنَ الزّمانِ وِقايَةٌ
ولَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ
لوْ لم تكنْ من ذا الوَرَى اللّذْ منك هُوْ
عَقِمَتْ بمَوْلِدِ نَسْلِها حَوّاءُ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:42 PM

أنا بالوشاة إذا ذكرتك أشبه



أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ
تأتي النّدَى وَيُذاعُ عَنْكَ فَتَكْرَهُ
وَإذا رَأيْتُكَ دونَ عِرْضٍ عَارِضاً
أيْقَنْتُ أنّ الله يَبْغي نَصْرَهُ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:42 PM

أنا عين المسود الجحجاح



أنَا عَينُ المُسَوَّدِ الجَحْجَاحِ
هَيّجَتْني كِلابُكُمْ بالنُّباحِ
أيَكُونُ الهجانُ غَيرَ هِجانٍ
أمْ يكونُ الصُّراحُ غيرَ صُراحِ
جَهِلُوني وإنْ عَمَرْتُ قَليلاً
نَسَبَتْني لهُمْ رُؤوسُ الرّماحِ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:43 PM

أنا لائمي إن كنت وقت اللوائم



أنا لائمي إنْ كنتُ وقتَ اللّوائِمِ
عَلِمتُ بما بي بَينَ تلكَ المَعالِمِ
ولَكِنّني مِمّا شُدِهْتُ مُتَيَّمٌ
كَسالٍ وقَلبي بائحٌ مثلُ كاتِمِ
وقَفْنا كأنّا كُلُّ وَجْدِ قُلُوبِنَا
تَمَكّنَ مِن أذْوادنا في القَوائِمِ
ودُسْنا بأخْفافِ المَطي تُرابَهَا
فَما زِلْتُ أستَشفي بلَثْمِ المَناسِمِ
دِيارُ اللّواتي دارُهُنّ عَزيزَةٌ
بِطُولَى القَنا يُحفَظنَ لا بالتّمائِمِ
حِسانُ التّثَنَّي يَنقُشُ الوَشْيُ مثلَهُ
إذا مِسْنَ في أجسامِهِنّ النّواعِمِ
ويَبسِمْنَ عَن دُرٍّ تَقَلَّدْنَ مثلَهُ
كأنّ التّراقي وُشّحَتْ بالمَباسِمِ
فما لي وللدّنْيا! طِلابي نُجومُها
ومَسعايَ منها في شُدوقِ الأراقِمِ
من الحِلمِ أنْ تَستَعمِلَ الجهلَ دونَه
إذا اتّسعتْ في الحِلمِ طُرْقُ المظالِمِ
وأنْ تَرِدَ الماءَ الذي شَطْرُهُ دَمٌ
فتُسقَى إذا لم يُسْقَ مَن لم يُزاحِمِ
ومَنْ عَرَفَ الأيّامَ مَعرِفتي بها
وبالنّاسِ رَوّى رُمحَهُ غيرَ راحِمِ
فَلَيسَ بمَرْحُومٍ إذا ظَفِروا بهِ
ولا في الرّدى الجاري عَلَيهم بآثِمِ
إذا صُلْتُ لم أترُكْ مَصالاً لفاتِكٍ
وإنْ قُلتُ لم أترُكْ مَقالاً لعالِمِ
وإلاّ فخانَتْني القَوافي وعاقَني
عنِ ابنِ عُبيدِالله ضُعْفُ العَزائِمِ
عَنِ المُقْتَني بَذْلَ التِّلادِ تِلادَهُ
ومُجْتَنِبِ البُخلِ اجتِنابَ المَحارِمِ
تَمَنّى أعاديهِ مَحَلَّ عُفاتِهِ
وتَحْسُدُ كَفّيْهِ ثِقالُ الغَمائِمِ
ولا يَتَلَقّى الحرْبَ إلاّ بمُهْجَةٍ
مُعَظَّمَةٍ مَذْخُورَةٍ للعَظائِمِ
وذي لجَبٍ لا ذو الجَناحِ أمَامَهُ
بنَاجٍ ولا الوَحشُ المُثارُ بسالِمِ
تَمُرّ عَلَيْهِ الشّمسُ وهْيَ ضَعيفَةٌ
تُطالِعُهُ من بَينِ رِيش القَشاعِمِ
إذا ضَوْؤُها لاقَى منَ الطّيرِ فُرْجَةً
تَدَوّرَ فَوْقَ البَيضِ مثلَ الدراهِمِ
ويَخْفى عَلَيكَ الرّعدُ والبرْقُ فوْقَهُ
منَ اللّمعِ في حافاتِهِ والهَماهِمِ
أرَى دونَ ما بَينَ الفُراتِ وبَرْقَةٍ
ضِراباً يُمِشّي الخَيلَ فوْقَ الجماجمِ
وطَعنَ غَطارِيفٍ كأنّ أكُفّهُمْ
عَرَفنَ الرُّدَيْنِيّاتِ قبلَ المَعاصِمِ
حَمَتْهُ على الأعداءِ من كلّ جانبٍ
سُيوفُ بني طُغجَ بن جُفّ القَماقِمِ
هُمُ المُحسنونَ الكرَّ في حومةِ الوَغى
وأحْسَنُ منهُ كَرُّهُمْ في المَكارِمِ
وهم يحسنُونَ العَفْوَ عن كلّ مُذنبٍ
ويحتَمِلونَ الغُرْمَ عن كلّ غارِمِ
حَيِيّونَ إلاّ أنّهُمْ في نِزالِهِمْ
أقَلُّ حَيَاءً مِنْ شِفارِ الصّوارِمِ
ولَوْلا احتِقارُ الأُسدِ شَبّهتُهمْ بها
ولكِنّها مَعدودَةٌ في البَهائِمِ
سرَى النّوْمُ عني في سُرايَ إلى الذي
صَنائِعُهُ تَسرِي إلى كلّ نائِمِ
إلى مُطلِقِ الأسرَى ومُختَرِمِ العِدى
ومُشكي ذوي الشّكوَى ورَغمِ المُراغمِ
كريمٌ لَفَظتُ النّاسَ لمّا بَلَغْتُهُ
كأنّهُمُ ما جَفّ مِنْ زادِ قادِمِ
وكادَ سروري لا يَفي بنَدامَتي
على تَرْكِهِ في عُمْرِيَ المُتَقَادِمِ
وفارَقْتُ شرّ الأرْضِ أهْلاً وتُرْبَةً
بها عَلَوِيٌّ جَدُّهُ غيرُ هاشِمِ
بَلا الله حُسّادَ الأميرِ بحِلْمِهِ
وأجْلَسَهُ مِنهُمْ مكانَ العَمائِمِ
فإنّ لهمْ في سُرْعَةِ المَوْتِ راحَةً
وإنّ لهُمْ في العَيشِ حَزَّ الغَلاصِمِ
كأنّكَ ما جاوَدْتَ مَن بانَ جودُهُ
عَلَيكَ ولا قاوَمْتَ مَنْ لم تُقاوِمِ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:47 PM

أنا منك بين فضائل ومكارم



أنَا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمِ
وَمِنِ ارْتِياحِكَ في غَمامٍ دائِمِ
وَمِنِ احتِقارِكَ كُلَّ مَا تَحْبُو بِهِ
فيما أُلاحِظُهُ بعَيْنَيْ حَالِمِ
إنّ الخَليفَةَ لم يُسَمِّكَ سَيْفَهَا
حَتى بَلاكَ فكُنْتَ عَينَ الصّارِمِ
فإذا تَتَوّجَ كُنتَ دُرّةَ تاجِهِ
وَإذا تَخَتّمَ كنتَ فَصّ الخاتِمِ
وإذا انتَضاكَ على العِدى في مَعَركٍ
هَلَكُوا وضاقَتْ كَفُّهُ بالقائِمِ
أبدَى سَخاؤكَ عَجزَ كلّ مُشَمِّرٍ
في وَصْفِهِ وأضاقَ ذَرْعَ الكاتِمِ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:48 PM

أنشر الكباء ووجه الأمير


أنَشْرُ الكِباءِ ووَجْهُ الأميرِ
وحُسنُ الغِناءِ وصافي الخُمُورِ
فَداوِ خُماري بشُرْبي لَهَا
فإنّي سكِرْتُ بشُرْبِ السّرورِ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:49 PM

أنصر بجودك ألفاظا تركت بها



أُنْصُرْ بجُودِكَ ألْفاظاً ترَكتُ بها
في الشّرْقِ والغرْبِ من عاداك مكبوتا
لَنَا مَلِكٌ لا يَطْعَمُ النّومَ هَمُّهُ
مَمَاتٌ لِحَيٍّ أوْ حَياةٌ لمَيّتِ
فقد نَظَرْتُكَ حتى حانَ مُرْتَحَلي
وذا الوَداعُ فكُنْ أهْلاً لِما شِيتا
وَيكْبُرُ أنْ تَقْذَى بشَيْءٍ جُفُونُهُ
إذا ما رَأتْهُ خَلّةٌ بِكَ فَرّتِ
جَزَى الله عَني سَيْفَ دَوْلَةِ هاشِمٍ
فإنّ نَدَاهُ الغَمْرَ سَيْفي وَدَوْلَتي

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:49 PM

أنوك من عبد ومن عرسه



أنْوَكُ مِنْ عَبْدٍ وَمِنْ عِرْسِهِ
مَنْ حَكّمَ العَبدَ على نَفسِهِ
وَإنّمَا يُظْهِرُ تَحْكِيمُهُ
تَحَكُّمَ الإفْسَادِ في حِسّهِ
مَا مَنْ يَرَى أنّكَ في وَعْدِهِ
كَمَنْ يَرَى أنّكَ في حَبْسِهِ
لا يُنْجِزُ الميعادَ في يَوْمِهِ
ولا يَعي مَا قالَ في أمْسِهِ
وَإنّمَا تَحْتَالُ في جَذْبِهِ
كَأنّكَ المَلاّحُ في قَلْسِهِ
فَلا تَرَجَّ الخَيرَ عندَ امْرِىءٍ
مَرّتْ يَدُ النّخّاسِ في رَأسِهِ
وَإنْ عَرَاكَ الشّكُّ في نَفْسِهِ
بحَالِهِ فانْظُرْ إلى جِنْسِهِ
فَقَلّ ما يَلْؤمُ في ثَوْبِهِ
إلاّ الذي يَلْؤمُ في غِرْسِهِ
مَنْ وَجَدَ المَذْهَبَ عَنْ قَدْرِهِ
لم يَجِدِ المَذهَبَ عَن قَنْسِهِ

ناريمان الشريف 09-20-2010 08:50 PM

أهلا بدار سباك أغيدها



أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها
أبعد ما بان عنك خُرَّدُها
ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ
نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا
يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني
أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا
قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا
أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا
فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى
أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا
شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ
فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا
يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً
أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا
لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ
أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا
بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ
شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا
أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني
شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا
لا نَاقَتي تَقْبَلُ الرّدِيفَ وَلا
بالسّوْطِ يَوْمَ الرّهَانِ أُجْهِدُهَا
شِرَاكُهَا كُورُهَا وَمِشْفَرُهَا
زِمَامُهَا وَالشُّسُوعُ مِقْوَدُهَا
أشَدُّ عَصْفِ الرّيَاحِ يَسْبُقُهُ
تَحْتيَ مِنْ خَطْوِهَا تَأوّدُهَا
في مِثْلِ ظَهْرِ المِجَنّ مُتّصِلٍ
بمِثْلِ بَطْنِ المِجَنّ قَرْدَدُهَا
مُرْتَمِياتٌ بِنَا إلى ابنِ عُبَيْـ
ـدِ الله غِيطَانُهَا وَفَدْفَدُهَا
إلى فَتًى يُصْدِرُ الرّمَاحَ وَقَدْ
أنْهَلَهَا في القُلُوبِ مُورِدُهَا
لَهُ أيَادٍ إليّ سَابِقَةٌ
أعُدّ مِنْهَا وَلا أُعَدّدُهَا
يُعْطي فَلا مَطْلَةٌ يُكَدّرُهَا
بِهَا وَلا مَنّةٌ يُنَكّدُهَا
خَيْرُ قُرَيْشٍ أباً وَأمْجَدُهَا
أكثَرُهَا نَائِلاً وَأجْوَدُهَا
أطْعَنُهَا بالقَنَاةِ أضْرَبُهَا
بالسّيْفِ جَحْجاحُهَا مُسَوَّدُهَا
أفْرَسُهَا فَارِساً وَأطْوَلُهَا
بَاعاً وَمِغْوَارُهَا وَسَيّدُهَا
تَاجُ لُؤيّ بنِ غَالِبٍ وَبِهِ
سَمَا لَهَا فَرْعُهَا وَمَحْتِدُهَا
شَمْسُ ضُحَاهَا هِلالُ لَيلَتِهَا
دُرُّ تَقَاصِيرِهَا زَبَرْجَدُهَا
يَا لَيْتَ بي ضَرْبَةً أُتيحَ لهَا
كمَا أُتِيحَتْ لَهُ مُحَمّدُهَا
أثّرَ فِيهَا وَفي الحَدِيدِ ومَا
أثّرَ في وَجْهِهِ مُهَنّدُهَا
فَاغْتَبَطَتْ إذْ رَأتْ تَزَيّنَهَا
بِمِثْلِهِ وَالجِرَاحُ تَحْسُدُهَا
وَأيْقَنَ النّاسُ أنّ زَارِعَهَا
بالمَكْرِ في قَلْبِهِ سَيَحْصِدُهَا
أصْبَحَ حُسّادُهُ وَأنْفُسُهُمْ
يُحْدِرُهَا خَوْفُهُ وَيُصْعِدُهَا
تَبْكي علَى الأنْصُلِ الغُمُودُ إذَا
أنْذَرَهَا أنّهُ يُجَرِّدُهَا
لِعِلْمِهَا أنّهَا تَصِيرُ دَماً
وَأنّهُ في الرّقَابِ يُغْمِدُهَا
أطْلَقَهَا فَالعَدُوّ مِنْ جَزَعٍ
يَذُمّهَا وَالصّدِيقُ يَحْمَدُهَا
تَنْقَدِحُ النّارُ مِنْ مَضارِبِهَا
وَصَبُّ مَاءِ الرّقابِ يُخْمِدُهَا
إذَا أضَلّ الهُمَامُ مُهْجَتَهُ
يَوْماً فَأطْرَافُهُنّ تَنْشُدُهَا
قَدْ أجْمَعَتْ هَذِهِ الخَلِيقَةُ لي
أنّكَ يا ابنَ النّبيّ أوْحَدُهَا
وأنّكَ بالأمْسِ كُنْتَ مُحْتَلِماً
شَيْخَ مَعَدٍّ وَأنْتَ أمْرَدُهَا
وَكَمْ وَكَمْ نِعْمَةٍ مُجَلِّلَةٍ
رَبّيْتَهَا كانَ مِنْكَ مَوْلِدُهَا
وَكَمْ وَكَمْ حَاجَةٍ سَمَحْتَ بهَا
أقْرَبُ منّي إليّ مَوْعِدُهَا
وَمَكْرُمَاتٍ مَشَتْ علَى قَدَمِ الْـ
ـبِرّ إلى مَنْزِلي تُرَدّدُهَا
أقَرّ جِلْدي بهَا عَليّ فَلا
أقْدِرُ حَتّى المَمَاتِ أجْحَدُهَا
فَعُدْ بهَا لا عَدِمْتُهَا أبَداً
خَيْرُ صِلاتِ الكَرِيمِ أعْوَدُهَا


الساعة الآن 06:43 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team