منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:48 AM

ما فوق بيتك بيت



إنّي وَجَدْتُ أبَا الخَنْسَاءِ خَيرَهُمُ
فَقَدْ صَدَقتُ لَهُ مَدْحي وَتَمجيدي
إنّ عِداتِكَ إيّانَا لآتِيَةٌ
حَقّاً وَطَيّبَةٌ مَا نَفْسُ مَوْعُودِ
ما فَوْقَ بَيتِكَ من بَيْتٍ عَلِمتُ بهِ
وَفي أرُومَتِهِ مَا مَنْبِتُ العُودِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:49 AM

ملك كهلال السماء
( الاعشى )


غَشِيتَ للَيْلى بلَيْلٍ خُدُورَا،
وَطَالَبْتَها، وَنَذَرْتَ النُّذُورَا
وَبَانَتْ، وَقَدْ أوْرَثَتْ في الفُؤا
دِ صَدْعاً، عَلى نأيِها، مُستَطِيراً
كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ مَا تَسْتَطِيـ
ـعُ كَفُّ الصَّنَاعِ لـها أنْ تُحِيراَ
مَلِيكِيّةٌ جَاوَرَتْ بِالحِجَا
زِ قَوْماً عُداةً وَأرْضاً شَطِيراَ
بِمَا قَدْ تَرَبّعُ رَوْضَ القَطَا،
وَرَوْضَ التّنَاضِبِ حتى تَصِيرَا
كَبَرْدِيّةِ الغِيلِ وَسْطَ الغَرِيفِ،
إذا خالَطَ المَاءُ مِنْهَا السّرُورَا
وَتَفْتَرّ عَنْ مُشْرِقٍ بَارِدٍ
كَشَوْكِ السَّيَالِ أُسِفّ النَّؤورَا
كَأنّ جَنِيّاً مِنَ الزّنْجَبِيـ
ـلِ خالَطَ فَاهَا وَأرْياً مَشُورَا
وَإسْفِنْطَ عَانَةَ بَعْدَ الرُّقَا
دِ شَكّ الرِّصَافُ إلَيْهَا غَدِيرَا
وَإنْ هيَ نَاءَتْ تُرِيدُ القِيَامَ،
تَهَادَى كمَا قَدْ رَأيتَ البَهِيرَا
لَهَا مَلِك كانَ يَخْشَى القِرَافَ،
إذا خالَطَ الظّنُّ مِنهُ الضّمِيرَا
إذا نَزَلَ الحَيُّ حَلّ الجَحيشَ
شَقِيّاً غَوِيّاً مُبِيناً غَيُورَا
يَقُولُ لِعَبْدَيْهِ حُثّا النّجَا،
وَغُضّا مِنَ الطّرْفِ عَنّا وَسِيرَا
فَلَيْسَ بمُرْعٍ عَلى صَاحِبٍ
وَلَيْسَ بمَانِعِهِ أنْ تَحُورَا
وَلَيْسَ بِمَانِعِهَا بَابَهَا،
وَلا مُسْتَطِيعٍ بِهَا أنْ يَطِيرَا
فَبَانَ بِحَسْنَاءَ بَرّاقَةٍ
عَلى أنّ في الطّرْفِ مِنها فُتُورَا
مُبَتّلَةِ الخَلْقِ مِثْلِ المَهَا
ةِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا
وَتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ العَرُو
سِ رَقْرَقْتَ بالصّيْفِ فيهِ العَبِيرَا
وَتَسْخُنُ لَيْلَةَ لا يَسْتَطِيعُ
نُبَاحاً بِهَا الكَلْبُ إلاّ هَرِيرَا
تَرَى الخَزّ تَلْبَسُهُ ظَاهِراً،
وَتُبْطِنُ مِنْ دُونِ ذاكَ الحَرِيرَ
إذَا قَلّدَتْ مِعْصَماً يَارَقَيْـ
ـنِ، فُصّلَ بالدّرّ فَصْلاً نَضِيرَا
وَجَلَّ زَبَرْجَدَةٌ فَوْقَهُ،
وَيَاقُوتَةٌ خِلْتَ شَيْئاً نَكِيرَا
فَألْوَتْ بِهِ طَارَ مِنْكَ الفُؤادُ،
وَأُلْفِيتَ حَيْرَانَ أوْ مُسْتَحِيرَا
عَلى أنّهَا إذْ رَأتْني أُقَا
دُ قَالَتْ بِمَا قَدْ أرَاهُ بَصِيرَا
رَأتْ رَجُلاً غَائِبَ الوَافِدَيْـ
ـنِ مُختَلِفَ الخَلقِ أعشَى ضَرِيرَا
فَإنّ الحَوَادِثَ ضَعْضَعْنَني؛
وَإنّ الّذِي تَعْلَمِينَ استُعِيرَا
إذا كانَ هَادِي الفَتى في البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاةِ أطَاعَ الأمِيرَا
وَخَافَ العِثَارَ، إذا مَا مَشَى،
وَخَالَ السّهُولَةَ وَعْثاً وَعُورَا
وَفي ذاكَ مَا يَسْتَفِيدُ الفَتى،
وَأيُّ امْرِىءٍ لا يُلاقي الشّرُورَا
وَبَيْدَاءَ يَلْعَبُ فِيهَا السّرَا
بُ لا يَهْتَدِي القَوْمُ فيها مَسِيرَا
قَطَعْتُ، إذا سَمِعَ السّامِعُو
نَ للجُنْدُبِ الجَوْنِ فيها صَرِيرَا
بِنَاجِيَةٍ كَأتَانِ الثّمِيلِ،
تُوَفّي السُّرَى بَعدَ أينٍ عَسِيرَا
جُمَالِيّةٍ تَغْتَلي بِالرِّدَافِ،
إذا كَذّبَ الآثِمَاتُ الـهَجِيرَا
إلى مَلِكٍ كَهِلالِ السّمَا
ءِ أزْكَى وَفَاءً وَمَجْداً وَخِيرَا
طَوِيلِ النّجَادِ رَفِيعِ العِمَا
دِ يَحمي المُضَافَ وَيُعطي الفَقِيرَا
أهَوْذَ، وَأنْتَ امْرُؤٌ مَاجِدٌ،
وَبَحرُكَ في النّاسِ يَعلو البُحُورَا
مَنَنْتَ عَليّ العَطَاءَ الجَزِيلَ،
وَقَدْ قَصّرَ الضّنُّ مِنِّي كَثِيرَا
فَأهْلي فِدَاؤكَ يَوْمَ الجِفَا
رِ إذْ تَرَكَ القَيْدُ خَطوِي قَصِيرَا
وَأهْلي فِداؤكَ عِنْدَ النّزَالِ،
إذا كانَ دَعوَى الرّجالِ الكَرِيرَا
فَسَائِلْ تَمِيماً، وَعِندي البَيَانُ،
وَإنْ تَكْتُمُوا تَجدُوني خَبِيرَا
تَمَنّوْكَ بِالغَيْبِ مَا يَفْتَأُو
نَ يَبْنُونَ في كُلّ مَاءٍ جَدِيرَا
فأخْطَرْتَ أهْلَكَ عَنْ أهْلِهِمْ،
فَصَادَفَ قِدْحُكَ فَوْزاً يَسِيرَا
وَلمّا لُقِيتَ مَعَ المُخْطِرِينَ،
وَجَدْتَ الإلَهَ عَلَيْهِمْ قَدِيرَا
وَأعْدَدْتَ للحَرْبِ أوْزَارهَا:
رِمَاحاً طِوَالاً وَخَيْلاً ذُكُورَا
وَمِنْ نَسْجِ دَاوُدَ مَوْضُونَةً،
تُسَاقُ مَعَ الحَيّ عِيراً فَعِيرَا
إذا ازْدَحَمَتْ في المَكَانِ المَضِيـ
قِ، حَتّ التّزَاحُمُ مِنها القَتِيرَا
لـهَا جَرَسٌ كَحَفِيفِ الحَصَا
دِ، صَادَفَ باللّيلِ رِيحاً دَبُوراً
وَجَأوَاءَ تُتْعِبُ أبْطَالَهَا
كمَا أتْعَبَ السّابِقُونَ الكَسِيرَا
جِيَادُكَ في الصّيْفِ في نِعْمَةٍ،
تُصَانُ الجِلالَ، وَتُعطَى الشّعيرَا
سَوَاهِمُ جُذْعَانُهَا كَالجِلا
مِ، أقْرَحَ مِنها القِيَادُ النّسُورَا
وَلا بُدّ مِنْ غَزْوَةٍ في المَصِيـ
ـفِ حَتٍّ تُكِلّ الوَقاحَ الشَّكورَا
يُنَازِعْنَ أرْسَانَهُنّ الرّوَا
ةَ، شُعْثاً، إذا ما عَلَوْنَ الثّغورَا
فَأنْتَ الجَوَادُ، وَأنْتَ الّذِي
إذا مَا النّفُوسُ مَلأنَ الصّدُورَا
جَدِيرٌ بِطَعْنَةِ يَوْمِ اللّقَا
ءِ، تَضْرِبُ مِنها النّساءُ النّحورَا
وَمَا مُزْبِدٌ مِنْ خَلِيجِ الفُرَا
تِ يَغشَى الإكامَ وَيَعلو الجُسورَا
يَكُبّ السّفِينَ لأِذْقَانِهِ،
وَيَصْرَعُ بِالعَبْرِ أثْلاً وَدُورَا
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَا عِنْدَهُ،
فيُعْطي المِئِينَ وَيُعطي البُدُورَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:49 AM

من ذا يبلغني ربيعة
( الاعشى )


أصَرَمْتَ حَبْلَكَ مِنْ لَمِيـ
ـس اليَوْمَ أمْ طالَ اجْتِبَابُهْ
وَلَقَدْ طَرَقْتُ الحَيّ بَعْـ
دَ النّوْمِ، تَنْبَحُني كِلابُهْ
بمُشَذّبٍ كالجِذْعِ، صَا
كَ عَلى تَرَائِبِهِ خِضَابُهْ
سَلِسٍ مُقَلَّدُهُ، أسِيـ
ـلٍ خَدُّهُ، مَرِعٍ جَنابُهْ
في عَازِبٍ وَسْمِيِّ شَهْـ
ـرٍ، لَنْ يُعَزِّبَني مَصَابُهْ
حَطّتْ لَهُ رِيح كَمَا
حُطّتْ إلى مَلِكٍ عِيَابُهْ
وَلَقَدْ أطَفْتُ بِحَاضِرٍ،
حَتى إذا عَسَلَتْ ذِئَابُهْ
وَصَغَا قُمَيْرٌ، كَانَ يَمْـ
ـنَعُ بَعْضَ بِغْيَةٍ ارْتِقَابُهْ
أقْبَلْت أمْشِي مِشْيَةَ الْـ
ـخَشْيَانِ مُزْوَرّاً جِنَابُهْ
وَإذا غَزَالٌ أحْوَرُ الْـ
ـعَيْنَيْنِ يُعْجِبُني لِعَابُهْ
حَسَنٌ مُقَلَّدُ حَلْيِهِ،
وَالنّحْرُ طَيّبَةٌ مَلابُهْ
غَرّاءُ تَبْهَجُ زَوْلَهُ،
وَالكَفُّ زَيّنَهَا خِضَابُهْ
لَعَبَرْتُهُ سَبْحاً، وَلَوْ
غُمِرَتْ مَعَ الطَّرْفاءِ غابُهْ
وَلَوَ أنّ دُونَ لِقَائِهَا
جَبَلاً مُزَلِّقَةً هِضَابُهْ
لَنَظَرْتُ أنّى مُرْتَقَا
ه،وَخَيرُ مَسْلَكِهِ عِقَابُهْ
لأتَيْتُهَا، إنّ المُحِـ
ـبّ مُكَلَّفٌ، دَنِسٌ ثيابُهْ
وَلَوَ انّ دُونَ لِقَائِهَا
ذَا لِبْدَةٍ كَالزُّجّ نَابُهْ
لأتَيْتُهُ بِالسّيْفِ أمْـ
ـشِي، لا أُهَدّ وَلا أهَابُهْ
وَليَ ابنُ عَمٍ مَا يَزَا
لُ لِشِعْرِهِ خبَبَاً رِكَابُهْ
سَحّاً وَسَاحِيَةً، وَعَمّـ
ـا سَاعَةٍ ذَلِقَتْ ضِبَابُهْ
مَا بَالُ مَنْ قَدْ كَانَ حَظّـ
ـي مِنْ نَصِيحَتِهِ اغْتِيَابُهْ
يُزْجي عَقَارِبَ قَوْلِهِ،
لمَّا رَأى أنّي أهَابُهْ
يَا مَنْ يَرَى رَيْمَانَ أمْـ
سَى خَاوِياً خَرِباً كِعَابُهْ
أمْسَى الثّعَالِبُ أهْلَهُ،
بَعْدَ الّذِينَ هُمُ مَآبُهْ
مِنْ سُوقَةٍ حكَمٍ، وَمِنْ
مَلِكٍ يُعَدّ لَهُ ثَوَابُهْ
بَكَرَتْ عَلَيْهِ الفُرْسُ بَعْـ
ـدَ الحُبْشِ حَتى هُدّ بَابُهْ
فَتَرَاهُ مَهْدُومَ الأعَاـ
لي، وَهْوَ مَسْحُولٌ ترَابُهْ
وَلَقَدْ أرَاهُ بِغِبْطَةٍ
في العَيْشِ مُخْضَرّاً جَنَابُهْ
فَخَوَى وَمَا مِنْ ذِي شَبَا
بٍ دائِمٍ أبَداً شَبَابُهْ
بَلْ هَلْ تَرَى بَرْقاً عَلى الْـ
ـجَبَلَينِ يُعْجِبُني انجِيابُهْ
مِنْ سَاقِطِ الأكْنَافِ، ذِي
زَجَلٍ أرَبَّ بِهِ سَحَابُهْ
مِثْلِ النّعَامِ مُعَلَّقاً
لَمّا دَنَا قَرِداً رَبَابُهْ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ التّاجِرَ الْـ
بأمان مورداً شرابُهْ
بالصَّحْنِ والمصحاةِ والـ ـإبْرِيقِ يَحْجبُهَا عِلابُهْ
فإذا تُحَاسِبُهُ النّدَا
مَى لا يُعَدّيني حِسَابُهْ
بِالْبَازِلِ الكَوْمَاءِ يَتْـ
ـبَعُهَا الّذِي قَدْ شَقّ نَابُهْ
وَلَقَدْ شَهِدْتُ الجَيشَ تَخْـ
ـفِقُ فَوْقَ سَيّدِهمْ عُقَابُهْ
فَأصَبْتُ مِنْ غَيْرِ الّذِي
غَنِمُوا إذِ اقْتُسِمَتْ نِهَابُهْ
بَلْ آلَ كِنْدَهَ خَبِّرُوا
عَنِ ابنِ كَبشَةَ ما مَعَابُهْ
إنّ الرّزِيئَةَ مِثْلُ حَبْـ
ـوَةَ يَوْمَ فَارَقَهُ صِحَابُهْ
بَادَ العَتَادُ، وَفَاحَ رِيـ
ـحُ المِسكِ، إذْ هُجمتْ فِبابُهْ
مَنْ ذَا يُبَلّغُني رَبِيـ
ـعَةَ، ثُمّ لا يُنْسَى ثُوَابُهْ
إنّي مَتى مَا آتِهِ
لا يَجْفُ رَاحِلَتي ثَوَابُهْ
إنّ الكَرِيمَ ابنَ الكَرِيـ
ـمِ لِكُلّ ذِي كَرَمٍ نِصَابُهْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:50 AM

من مبلغ كسرى؟



أثْوَى، وَقَصّرَ لَيْلَةً لِيُزَوَّدَا،
وَمَضَى وَأخلَفَ من قُتَيلَةَ مَوْعدَا
وَمَضَى لحاجَتِهِ، وَأصْبَحَ حَبْلُهَا
خَلَفاً، وَكانَ يَظُنّ أنْ لن يُنكَدَا
وأرَى الغَوَانَي حِينَ شِبْتُ هَجَرْننَي
أنْ لا أكوُنَ لَهُنّ مِثليَ أمْرَدَا
إنّ الغَوَانيَ لا يُوَاصِلْنِ امْرَأً
فَقَدَ الشّبَابَ وَقَدْ يَصِلْنَ الأمرَدَا
بَلْ لَيْتَ شِعرِي هَلْ أعودَنَّ ناشئاً
مِثْلي زُمَينَ أحُلّ بُرْقَةَ أنْقَدَا
إذْ لِمّتي سَوْداءُ أتْبَعُ ظِلّهَا،
دَدَناً، قُعُودَ غَوَايَةٍ أجْرِي دَدَا
يَلْوِينَني دَيْني النّهَارَ، وَأجْتَزِي
دَيْني إذا وَقَذَ النّعَاسُ الرُّقَّدَا
هَلْ تَذْكُرِينَ العَهْدَ يا ابْنَةَ مالكٍ
أيّامَ نَرْتَبِعُ السّتَارَ، فثَهْمَدَا
أيّامَ أمْنَحُكِ المَوَدّةَ كُلّهَا،
مِني وَأرْعَى بِالمَغِيبِ المَأحَدَا
قالَتْ قُتَيْلَةُ ما لجِسْمِكَ سَايئاً،
وَأرَى ثِيَابَكَ بَالِيَاتٍ هُمَّدَا
أذْلَلْتَ نَفْسَكَ بَعْدَ تَكْرِمَةٍ لـها
أوْ كُنْتَ ذا عَوَزٍ وَمَنْتَظِراً غَدَا
أمْ غابَ رَبُّكَ فاعتَرَتْكَ خَصَاصَةٌ
فَلَعَلّ رَبّكَ أنْ يَعُودَ مُؤيَّدَا
رَبّي كَرِيمٌ لا يُكَدِّرُ نِعْمَةً،
وَإذا يُنَاشَدُ بِالمَهَارِقِ أنْشَدَا
وَشِمِلّةٍ حَرْفٍ كَأنّ قُتُودَهَا
جَلّلْتُهُ جَوْنَ السّرَاةِ خَفَيْدَدَا
وَكَأنّهَا ذُو جُدّةٍ، غِبَّ السُّرَى،
أوْ قَارِحٌ يَتْلُو نَحائِصَ جُدَّدَا
أوْ صَعْلَةٌ بِالقَارَتَينِ تَرَوّحَتْ
رَبْدَاءَ، تَتّبِعُ الظّلِيمَ الأرْبَدَا
يَتَجَارَيَانِ، وَيَحْسَبَانِ إضَاعَةً
مُكثَ العِشاءِ، وَإنْ يُغيما يَفقِدَا
طَوْراً تَكُونُ أمَامَهُ فَتَفُوتُهُ،
وَيَفُوتُهَا طَوْراً إذا مَا خَوّدَا
وَعُذَافِرٍ سَدَسٍ تَخَالُ مَحَالَهُ
بُرْجاً، تُشَيّدُهُ النّبِيطُ القَرْمَدَا
وَإذا يَلُوثُ لُغَامَهُ بِسَدِيسِهِ،
ثَنّى، فَهَبّ هِبَابَهُ وَتَزَيّدَا
وَكَأنّهُ هِقْلٌ يُبَارِي هِقْلَهُ،
رَمْداءَ في خِيطٍ نَقَانِقَ أرْمَدَا
أمسَى بذِي العَجْلانِ يَقْوُر رَوْضَةً
خَضْرَاءَ أنْضَرَ نَبْتُهَا فَتَرَأْدَا
أذْهَبْتهُ بِمَهَامِهٍ مَجْهُولَةٍ،
لا يَهْتَدِي بُرْتٌ بهَا أنْ يَقْصِدَا
مَنْ مُبْلِغٌ كِسْرَى، إذا مَا جاءَهُ،
عَنّي مَآلِكَ مُخْمِشَاتٍ شُرَّدَا
آلَيْتُ لا نُعْطِيهِ مِنْ أبْنَائِنَا
رُهُناً فيُفسِدَهمْ كَمنْ قد أفْسَدَا
حتى يُفِيدَكَ مِنْ بَنِيهِ رَهِينَةً
نعشٌ، وَيَرْهَنَكَ السّماكُ الفَرْقَدَا
إلاّ كَخارِجَةَ المُكَلِّفِ نَفْسَهُ،
وَابْنَيْ قَبِيصَةَ أنْ أغيبَ وَيَشهَدَا
أنْ يَأتِيَاكَ برُهنِهِمْ، فهُمَا إذَنْ
جُهِدَا وَحُقّ لخَائِفٍ أنْ يُجْهَدَا
كَلاّ! يَمِينَ اللـهِ حَتى تُنْزِلُوا
مِنْ رَأسِ شَاهِقَةٍ إلَيْنَا الأسْوَدَا
لَنُقَاتِلَنّكُمُ عَلى مَا خَيّلَتْ،
وَلَنَجْعَلَنّ لِمَنْ بَغَى وَتَمَرّدَا
مَا بَينَ عَانَةَ وَالفُرَاتِ، كَأنّمَا
حَشّ الغُوَاةُ بِهَا حَرِيقاً مُوقَدَا
خُرِبَتْ بُيُوتُ نَبِيطَةٍ، فَكَأنّمَا
لمْ تِلْقَ بَعْدَكَ عَامِراً مُتَعَهِّدَا
لَسْنَا كَمنْ جَعَلَتْ إيَادٌ دارَهَا
تَكْرِيتَ تَمْنَعُ حَبّهَا أنْ يُحصَدَا
قَوْماً يُعَالِجُ قُمّلاً أبْنَاؤهُمْ،
وَسَلاسِلاً أُجُداً وَبَاباً مُؤصَدَا
جَعَلَ الإلَهُ طَعَامَنَا في مَالِنَا
رِزْقاً تَضَمّنَهُ لَنَا لَنْ يَنْفَدَا
مِثْلَ الـهِضَابِ جَزَارَةً لسُيُوفِنَا،
فإذا تُرَاعُ، فإنّهَا لَنْ تُطْرَدَا
ضَمِنَتْ لَنَا أعْجازُهُنّ قُدُورَنَا،
وَضُرُوعُهُنّ لَنَا الصّرِيحَ الأجْرَدَا
فاقْعُدْ، عَلَيْكَ التّاجُ مُعْتَصِباً بهِ،
لا تَطْلُبَنّ سَوَامَنَا، فَتَعَبّدَا
فَلَعَمْرُ جَدّكَ لَوْ رَأيْتَ مَقَامَنَا
لَرَأيْتَ مِنّا مَنْظَراً وَمُؤيَّدَا
في عارِضٍ مِنْ وَائِلٍ، إنْ تَلقَهُ
يَوْمَ الـهِيَاجِ، يكنْ مسيرُكَ أنكَدَا
وَتَرَى الجِيَادَ الجُرْدَ حَوْلَ بُيُوتِنَا
مَوْقُوفَةً، وَتَرَى الوَشِيجَ مُسَنَّدَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:51 AM

موتوا كراماً بأسيافكم
( الاعشى )


أتَهْجُرُ غَانِيَةً أمْ تُلِمّ،
أمِ الحَبْلُ وَاهٍ، بِهَا مُنْجَذِمْ
أمِ الصّبرُ أحْجَى، فَإنّ امْرَأً
سَيَنْفَعُهُ عِلْمُهُ إنْ عَلِمْ
كمَا رَاشِدٍ تَجِدَنّ امْرَأً
تَبَيّنَ ثُمّ انْتَهَى، أوْ قَدِمْ
عَصَى المُشْفِقِينَ إلى غَيّهِ،
وَكُلَّ نَصِيحٍ لَهُ يَتّهِمْ
وَمَا كانَ ذَلكَ إلاّ الصّبَى،
وَإلاّ عِقَابَ امرِىءٍ قَد أثِمْ
وَنَظْرَةَ عَيْنٍ، عَلى غِرّةٍ،
مَحَلَّ الخَلِيطِ بِصْحْرَاءِ زُم
وَمَبْسِمَهَا عَنْ شَتِيتِ النّبَا
تِ غَيرِ أكَس، وَلا مُنقَضِمْ
فَبَانَتْ وَفي الصّدْرِ صَدْعٌ لـهَا،
كَصَدْعِ الزّجَاجَةِ ما يَلْتَئِمْ
فَكَيْفَ طِلابُكَهَا، إذْ نَأتْ
وَأدْنَى مَزَاراً لـهَا ذُو حُسُمْ
وَصَهْبَاءَ طَافَ يَهُودِيُّهَا،
وَأبْرَزَهَا، وَعَلَيْهَا خُتُمْ
وَقَابَلَهَا الرّيْحُ في دَنّهَا،
وَصَلّى عَلى دَنّهَا وَارْتَسَمْ
تَمَزّزْتُهَا غَيْرَ مُسْتَدْبِرٍ
عَنِ الشَّربِ أوْ مُنكِرٍ مَا عُلِمْ
وَأبْيَضَ كالسّيْفِ يُعطي الجَزِيـ
لَ يَجودُ وَيَغزُو إذا مَا عَدِمْ
تَضَيّفْتُ يَوْماً عَلى نَارِهِ
مِنَ الجُودِ في مَالِهِ أحْتَكِمْ
وَيَهْمَاءَ تَعْزِفُ جِنّانُهَا،
مَنَاهِلُهَا آجِنَاتٌ سُدُمْ
قَطَعْتُ بِرَسّامَةٍ جَسْرَةٍ
عذَافِرَةٍ كَالَفَنِيقِ القَطِمْ
غَضُوبٍ مِنَ السّوْطِ، زَيّافَةٍ،
إذا مَا ارْتَدى بالسّرَاةِ الأكَمْ
كَتُومَ الرُّغَاءِ، إذا هجّرَتْ،
وَكَانَتْ بَقِيّةَ ذَوْدٍ كُتُمْ
تُفَرِّجُ لِلْمَرْءِ مِنْ هَمّهِ،
وَيُشفَى عَلَيها الفُؤادُ السَّقِمْ
إلى المَرْءِ قَيْسٍ أُطِيلُ السّرى،
وَآخُذُ مِنْ كُلّ حَيٍّ عُصُمْ
وَكَمْ دُونَ بَيْتِكَ مِنْ مَعشَرٍ
صُبَاةِ الحُلُومِ، عُدَاةٍ غُشُمْ
إذَا أنَا حَيّيْتُ لَمْ يَرْجِعُوا
تَحِيّتَهُمْ، وَهُمُ غَيْرُ صُمّ
وَإدْلاجِ لَيْلٍ عَلى خِيفَةٍ،
وَهَاجِرَةٍ حَرُّهَا يَحْتَدِمْ
وَإنّ غَزَاتَكَ مِنْ حَضْرَمَوْت
أتَتْني وَدُوني الصّفا وَالرَّجَمْ
مَقَادَكَ بالخَيْلِ أرْضَ العَدُو
وَجُذْعَانُهَا كَلَفِيظِ العَجَمْ
وَجَيْشُهُمُ يَنْظُرُونَ الصّبَا
حَ فَاليَوْمَ من غَزْوَةٍ لمْ تَخِمْ
وُقُوفاً بِمَا كَانَ مِنْ لأمَةٍ،
وَهُنّ صَيَامٌ يَلُكْنَ اللُّجُمْ
فَأظْعَنْتَ وِتْرَكَ مِنْ دَارِهِمْ،
وَوِتْرُكَ في دارِهِمْ لَمْ يُقِمْ
تَؤمّ دِيَارَ بَني عَامِرٍ،
وَأنْتَ بِآلِ عُقَيْلٍ فَغِمْ
أذَاقَتْهُمُ الحَرْبُ أنْفَاسَهَا،
وَقَد تُكْرَهُ الحَرْبُ بَعدَ السَّلَمْ
تَعُودُ عَلَيْهِمْ وَتُمْضِيهِمُ،
كمَا طَافَ بِالرّجْمَةِ المُرْتَجِمْ
وَلمْ يُودِ مَنْ كُنتَ تَسعَى لَهُ،
كمَا قِيلَ في الحَيّ أوْدَى دَرِمْ
وَكَانَكْ كَحُبْلى غَدَاةَ الصْبَا
حِ كَانَتْ وِلادَتُهَا عَنْ مُتِمّ
يَقُومُ عَلى الوَغْمِ في قَوْمِهِ،
فَيَعْفُو إذَا شَاءَ أوْ يَنْتَقِمْ
أخُو الحَرْبِ لا ضَرَعٌ وَاهِنٌ
وَلَمْ يَنْتَعِلْ بِقِبَالٍ خَذِمْ
وَمَا مُزْبِدٌ مِنْ خَلِيجِ الفُرَا
تِ، جَوْنٌ غَوَارِبُهُ، تَلْتَطِمْ
يَكُبّ الخَلِيّةَ ذَاتَ القِلا
عِ، قَد كادَ جؤجؤها يَنحَطِمْ
تَكَأكَأ مَلاّحُهَا وَسْطَهَا،
مِنَ الخَوْفِ كَوْثَلَهَا يَلْتَزِمْ
بِأجْوَدَ مِنْهُ بِمَا عِنْدَهُ،
إذَا مَا سَمَاؤهُمْ لَمْ تَغِمْ
هُوَ الوَاهِبُ المِائَةَ المُصْطَفَا
ةَ كالنّخْلِ طافَ بهَا المُجْتَرِمْ
وَكلَّ كُمَيتٍ كجِذْعِ الطّرِيـ
ـقِ يَرْدِي عَلى سَلِطَاتٍ لُثُمْ
سَنَابِكُهُ كمدَارَيِ الظّبَا
ءِ، أطْرَافُهُنّ عَلى الأرْضِ شُمّ
يَصيدُ النَّحُوصَ، وَمِسْحَلَهَا،
وَجَحشَهُما قَبلَ أنْ يَستَحمْ
وَيَوْمٍ إذَا مَا رأيْتُ الصِّوَا
رَ أدْبَرَ كَاللّؤلُؤ المُنْخَرِمْ
تَدَلّى حَثِيثاً كَأنّ الصِّوَا
رَ أتْبَعَهُ أزرَقيٌّ لَحِمْ
فَإنّ مُعَاوِيَةَ الأكْرَمِين
عِظَامُ القِبَابِ، طِوَالُ الأُمَمْ
مَتَى تَدْعُهُمْ لِلِقَاءِ الحُرُو
بِ تأتِكَ خَيْلٌ لَهُمْ غَيرُ جُمْ
إذَا مَا هُمُ جَلَسُوا بِالعَيشِـ
ـيّ فأحلامُ عَادٍ وَأيْدي هُضُمْ
وَعَوْرَاءَ جَاءَتْ، فَجَاوَبْتُهَا
بِشَنْعَاءَ نَافِيَةٍ للرَّقِم
بِذَاتِ نَفِيٍّ لَهَا سَوْرَةٌ
إذَا أُرْسِلَتْ فَهْيَ مَا تَنْتَقِمْ
تَقُولُ ابْنَتي حِينَ جَدّ الرّحيلُ
أرَانَا سَوَاءً وَمَنْ قَدْ يَتِمْ
أبَانَا فَلا رِمْتَ مِنْ عِنْدِنَا
فَإنّا بِخَيْرٍ إذَا لَمْ تَرِمْ
وَيَا أبَتَا لا تَزَلْ عِنْدَنَا
فإنّا نَخَافُ بِأنْ تُخْتَرَمْ
أرَانَا إذَا أضْمَرَتْكَ البِلا
دُ نُجْفَى، وَتُقْطَعُ مِنّا الرّحِمْ
أفي الطّوْفِ خِفْتِ عَليّ الرّدَى،
وَكَمْ مِنْ رَدٍ أهْلَهُ لمْ يَرِمْ
وَقَدْ طُفْتُ للمَالِ آفَاقَهُ:
عُمَانَ، فحِمصَ، فَأُورِيشَلِمْ
أتَيْتُ النّجَاشِيّ في أرْضِهِ
وَأرْضَ النّبِيطِ وَأرضَ العَجَمْ
فَنَجْرَانَ فَالسّرْوَ مِنْ حِمْيَرٍ،
فَأيَّ مَرَامٍ لَهُ لَمْ أَرُمْ
وَمِنْ بَعْدِ ذاكَ إلى حَضرَمَوْت،
فَأوْفَيْتُ هَمّي وَحِيناً أهُمّ
ألَمْ تَرَي الحَضْرَ، إذْ أهْلُهُ
بنُعمَى، وَهَلْ خالِدٌ مَنْ نَعِمْ
أقَامَ بِهِ شَاهَبُورُ الجُنُو
دَ حَوْلَينِ يَضرِبُ فيهِ القُدُمْ
فَمَا زَادَهُ رَبُّهُ قُوّةً،
وَمِثْلُ مُجَاوِرِهِ لَمْ يُقِمْ
فَلَمّا رَأى رَبُّهُ فِعْلَهُ،
أتَاهُ طُرُوقاً فَلَم يَنْتَقِمْ
وَكَانَ دَعَا رَهْطَهُ دَعْوَةً،
هَلُمّ إلى أمْرِكُمْ قَدْ صُرِمْ
فَمُوتُوا كِرَاماً بِأسْيَافِكُمْ
وَللمَوْتُ يَجْشَمُهُ مَنْ جَشِمْ
وَللمَوْتُ خَيْرٌ لِمَنْ نَالَهُ،
إذَا المَرْءُ أُمّتُهُ لَمْ تَدُمْ
فَفي ذَاك للمُؤتَسِي أُسْوَةٌ،
وَمَأرِبُ قَفّى عَلَيْهَا العَرِمْ
رُخَامٌ بَنَتْهُ لَهُمْ حِمْيَرٌ،
إذَا جَاءَهُ مَاؤهُمْ لَمْ يَرِمْ
فَأرْوَى الزّرُوعَ وَأعْنَابَهَا،
عَلى سَعَةٍ مَاؤهُمْ إذْ قُسِمْ
فَعَاشُوا بِذَلِكَ في غِبْطَةٍ،
فَجَارَ بهِمْ جَارِفٌ مُنْهَزِمْ
فَطَارَ القُيُولُ وَقَيْلاتُهَا،
بِيَهْمَاءَ فِيهَا سَرَابٌ يَطِمْ
فطَارُوا سِرَاعاً يَقْدِرُو
نَ مِنْهُ لِشُرْبِ صبيٍّ فَطِمْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:52 AM

نبي يرى ما لا ترون
( الاعشى )


ألَمْ تَغتَمِضْ عَيناكَ لَيلَةَ أرْمَدَا،
وَعَادَكَ مَا عَادَ السّلِيمَ المُسَهَّدَا
وَمَا ذاكَ مِنْ عِشْقِ النّسَاءِ وَإنّمَا
تَناسَيتَ قَبلَ اليَوْمِ خُلّةَ مَهدَدَا
وَلكِنْ أرىَ الدّهرَ الذي هوَ خاتِرٌ،
إذا أصْلَحَتْ كَفّايَ عَادَ فأفْسَدَا
شَبَابٌ وَشَيْبٌ، وَافتِقارٌ وَثَرْوَةٌ،
فَلِلّهِ هَذَا الدّهْرُ كَيْفَ تَرَدّدَا
وَما زِلْتُ أبغي المَالَ مُذْ أنَاَ يَافِعٌ،
وَلِيداً وَكَهْلاً حيِنَ شِبْتُ وَأمْرَدَا
وَأبْتَذِلُ العِيسَ المَرَاقَيلَ تَغْتَلي،
مَسَافَةَ مَا بَينَ النّجِيرِ فَصَرْخَدَا
فإنْ تَسْألي عَنّي فَيَا رُبّ سَائِلٍ
حَفّيٍ عَنِ الأعشَى به حَيثُ أصْعَدَا
ألا أيّهَذا السّائِلي: أينَ يَمّمَتْ،
فَإنّ لَهَا في أهْلِ يَثْرِبَ مَوْعِدَا
فأمّا إذا مَا أدْلَجَتْ، فَتَرَى لـهَا
رَقِيبَيْنِ جَدْياً لا يَغِيبُ وَفَرْقَدَا
وَفيها إذا مَا هَجّرَتْ عَجْرَفِيّةٌ،
إذا خِلْتَ حِرْبَاءَ الظّهِيرَةِ أصْيَدَا
أجَدّتْ برِجْلَيْهَا نَجَاءً وَرَاجَعَتْ
يَدَاهَا خِنَافاً لَيّناً غَيرَ أحْرَدَا
فَآلَيْتُ لا أرْثي لـهَا مِنْ كَلالَةٍ،
وَلا مِنْ حَفًى حتى تَزُورَ مُحَمّدَا
مَتى مَا تُنَافي عندَ بابِ ابنِ هاشِمٍ
تُرِيحي وَتَلْقَيْ مِنْ فَوَاضِلِهِ يَدَا
نَبيٌّ يَرَى مَا لا تَرَوْن، وَذِكْرُهُ
أغَارَ، لَعَمْرِي، في البِلادِ وَأنجَدَا
لَهُ صَدَقَاتٌ مَا تُغِبّ، وَنَائِلٌ،
وَلَيْسَ عَطَاءُ اليَوْمِ مَانِعَهُ غَدَا
أجدِّكَ لمْ تَسْمَعْ وَصَاةَ مُحَمّدٍ،
نَبيِّ الإلَهِ، حِينَ أوْصَى وَأشْهَدَا
إذا أنْتَ لمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التّقَى،
وَلاقَيْتَ بَعْدَ المَوْتِ مَن قد تزَوّدَا
نَدِمْتَ على أنْ لا تَكُونَ كمِثْلِهِ،
وَأنّكَ لمْ تُرْصِدْ لِما كَانَ أرْصَدَا
فَإيّاكَ وَالمَيْتَاتِ، لا تَأكُلَنّهَا،
وَلا تأخُذَنْ سَهْماً حَديداً لتَفْصِدَا
وَذا النُّصُبِ المَنْصُوبَ لا تَنسُكَنّهُ،
وَلا تَعْبُدِ الأوْثَانَ، وَاللـه فَاعْبُدَا
وَصَلِّ على حِينِ العَشِيّاتِ وَالضّحَى،
وَلا تَحمَدِ الشّيطانَ، وَاللـه فاحمَدَا
وَلا السّائِلَ المحْروُمَ لا تَتْرُكَنّهُ
لِعاقِبَةٍ، وَلا الأسِيرَ المُقَيَّدَا
وَلا تَسْخَرَنْ من بائِسٍ ذي ضَرَارَةٍ،
وَلا تَحْسَبَنّ المَرْءَ يَوْماً مُخَلَّدَا
وَلا تَقْرَبَنّ جَارَةً، إنّ سِرّهَا
عَلَيكَ حَرَامٌ، فانكِحَنْ أوْ تأبَّدَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:52 AM

ندامى بيض الوجوه
( الاعشى )


يَوْمَ قَفّتْ حُمُولُهُمْ، فَتَوَلّوا،
قَطّعُوا مَعْهَدَ الخَلِيطِ فَشَاقُوا
جَاعِلاتٍ جَوْزَ اليَمَامَةِ بِالأشْـ
ـمُلِ سَيْراً يَحُثّهُنّ انْطِلاقُ
جَازِعَاتٍ بَطْنَ العَتِيقِ كَمَا تَمْـ
ضِي رِقَاقٌ أمَامَهُنّ رِقَاقُ
بَعْدَ قُرْبٍ مِنْ دَارِهِمْ وَائْتِلافٍ
صَرَمُوا حَبْلَكَ الغدَاةَ وَسَاقُوا
يَوْمَ أبْدَتْ لَنَا قُتَيْلَةُ عَنْ جِيـ
ـدٍ تَلِيعٍ، تَزِينُهُ الأطْوَاقُ
وَشَتِيتٍ كَالأقْحُوانِ جَلاهُ الـ
ـطّلُّ فِيهِ عُذُوبَةٌ وَاتّسَاقُ
وَأتِيثٍ جَثْلِ النّبَاتِ تُرَوّيـ
ـهِ لَعُوبٌ غَرِيرَةٌ مِفْنَاقُ
حُرّةٌ طَفْلَةُ الأنَامِلِ كَالدُّمْـ
ـيَةِ لا عَانِسٌ وَلا مِهْزَاقُ
كَخَذُولٍ تَرْعى النّوَاصِفَ مِنْ تَثْـ
ـلِيثَ قفْراً، خَلا لـهَا الأسْلاقُ
تَنْفُضُ المَرْدَ وَالكَبَاثَ بحِمْلا
جٍ لَطِيفٍ، في جَانِبَيْهِ انْفِرَاقُ
في أرَاكٍ مَرْدٍ، يَكَادُ إذَا مَا
ذَرّتِ الشّمْسُ سَاعَةً، يُهْرَاقُ
وَهيَ تَتْلُو رَخْصَ العِظامِ ضَئِيلاً،
فَاتِرَ الطّرْفِ في قُوَاهُ انْسِرَاقُ
مَا تَعَادَى عَنْهُ، النّهَارَ وَلا تَعْـ
ـجُوهُ إلاّ عُفَافَةٌ أوْ فُوَاقُ
مُشْفِقاً قَلْبُهَا عَلَيْهِ، فَمَا تَعْـ
دُوهُ قَدْ شَفّ جِسْمَها الإشْفَاقُ
وَإذا خَافَتِ السّبَاعَ مِنَ الغِيـ
لِ وَأمْسَتْ وَحَانَ مِنْهَا انْطِلاقُ
وَحَتْهُ جَيْدَاءُ ذَاهِبَةُ المَرْ
تَعِ لا خَبّة وَلا مِمْلاقُ
فَاصْبِرِي النّفْسَ، إنّ ما حُمّ حقٌّ،
لَيْسَ للصّدْعِ في الزّجاجِ اتّفَاقُ
وَفَلاةٍ كَأنّهَا ظَهْرُ تُرْسٍ،
لَيْسَ إلاّ الرّجِيعَ فِيهَا عَلاقُ
قَدْ تَجَاوَزْتُهَا وَتَحْتي مَرُوحٌ،
عَنْتَرِيسٌ، نَعّابَةٌ، مِعْنَاقُ
عِرْمِسٌ تَرْجُمُ الإكَامَ بِأخْفَا
فٍ صِلابٍ مِنْهَا الحَصَى أفْلاقُ
وَلَقَدْ أقْطَعُ الخَلِيلَ، إذَا لَمْ
أرْجُ وَصْلاً، إنّ الإخَاءَ الصِّدَاقُ
بِكُمَيْتٍ عَرْفَاءَ مُجْمَرَةِ الخُـ
فِّ، غَذَتْها عَوَانةٌ وفِتَاقُ
ذاتِ غرْبٍ ترمي المُقَدَّمَ بالرّدْ
فِ إذا ما تَدافَعَ الأرْوَاقُ
في مَقِيِل الكِنَاسِ، إذْ وَقَدَ اليَوْ
مُ، إذَا الظّلُّ أحْرَزَتْهُ السّاقُ
وَكَأنّ القُتُودَ وَالعِجْلَةَ وَالْـ
وَفْرَ لَمّا تَلاحَقَ السُّوّاقُ
فَوْقَ مُسْتَبْقِلٍ أضَرّ بِهِ الصّيْـ
فُ وَزَرُّ الفُحُولِ وَالتَّنْهَاق
أوْ فَرِيدٍ طَاوٍ، تَضَيّفَ أرْطَا
ةَ يَبِيتُ في دَفّهَا وَيُضَاقُ
أخْرَجَتْهُ قَهْبَاءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ
قِ، رَجُوسٌ، قُدّامُهَا فُرّاقُ
لَمْ يَنَمْ لَيْلَةَ التّمَامِ لِكَيْ يُصْـ
ـبِحَ، حَتى أضَاءَهُ الإشْرَاقُ
سَاهِمَ الوَجْهُ مِنْ جَدِيلَةَ أوْ لِحْـ
ـيَانَ، أفْنَى ضِرَاءَهُ الإطْلاقُ
وَتَعَادَى عَنْهُ النّهَارَ، تُوَارِيــهِ عِرَاضُ الرّمَالِ وَالدَّرْدَاقُ
وَتَلَتْهُ غُضْفٌ طَوَارِدُ كَالنّحْـ
لِ، مَغَارِيثُ هَمُّهُنّ اللّحَاقُ
ذاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي، إذْ تَرَامَتْ
بي عَلَيْهَا بَعْدَ البِرَاقِ البِرَاقُ
فَعَلَى مِثْلِهَا أزُورُ بَني قَيْـ
سٍ، إذَا شَطّ بِالحَبِيبِ الفِرَاقُ
إنّني مِنْهُمُ، وَإنّهُمُ قَوْ
مي، وَإنّي إلَيْهِمُ مُشْتَاقُ
وَهُمُ مَا هُمُ، إذَا عَزّتِ الخَمْـ
رُ، وَقَامَتْ زِقَاقُهُمْ وَالحِقَاقُ
المُهِينِينَ مَالَهُمْ لِزَمَانِ السَّـ
وْءِ، حَتّى إذَا أفَاقَ أفَاقُوا
وَإذَا ذُو الفَضُولِ ضَنّ عَلى المَوْ
لَى، وَصَارَتْ لخِيمِهَا الأخْلاقُ
وَمَشَى القَوْمُ بِالعِمَادِ إلى الرّزْ
حَى، وَأعْيَا المُسِيمُ أينَ المَسَاقُ
أخَذُوا فَضْلَهُمْ هُنَاكَ، وَقد تَجْـ
رِي عَلى فَضْلِهَا القِدَاحُ العِتَاقُ
فإذا جَادَتِ الدُّجَى، وَضَعُوا القِدْ
حَ، وَجُنّ التِّلاعُ وَالآفَاقُ
لَمْ يَزِدْهُمْ سَفَاهَةً شَرْبَةُ الكأ
سِ، وَلا اللّهْوُ بَيْنَهُمْ وَالسّبَاقُ
وَإذَا مَا الأكَسُّ شُبّهَ بِالأرْ
وَقِ عِنْدَ الـهَيْجَا وَقَلّ البُصَاقُ
رُكِبَتْ مِنْهُمُ إلى الرّوْعِ خَيْلٌ،
غَيْرُ مِيلٍ، إذْ يُخْطَأُ الإيفَاقُ
وَاضِعاً في سَرَاةِ نَجْرَانَ رَحْلي،
نَاعِماً غَيْرَ أنّني مُشتَاقُ
في مَطَايَا أرْبَابُهُنّ عِجَالٌ
عَنْ ثَوَاءٍ، وَهَمُّهُنّ العِرَاقُ
دَرْمَكٌ لَنَا غُدْوَةً وَنَشِيلٌ،
وَصَبُوحٌ مُبَاكِرٌ وَاغْتِبَاقُ
وَنَدَامَى بِيضُ الوُجُوهِ كَأنّ الـ
شَّرْبَ مِنْهُمْ مَصَاعِبٌ، أفْنَاقُ
فيهِمُ الخِصْبُ وَالسّمَاحَةُ وَالنّجْـ
دَةُ فِيهِمْ، وَالخاطِبُ المِصْلاقُ
وَأبِيّونَ، مَا يُسَامُونَ ضَيْماً،
وَمَكِيثُونَ وَالحُلُومُ وِثَاقُ
وَتَرَى مَجْلِساً يَغَصُّ بِهِ المِحْـ
رَابُ، كَالأُسْدِ وَالثّيَابُ رِقَاقُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:53 AM

هب لي ذنوبي



أعَلْقَمُ قَدْ صَيّرَتْني الأُمُورُ
إلَيْكَ، وَمَا كَانَ لي مَنْكَصُ
كَسَاكُمْ عُلاثَةُ أثْوَابَهُ،
وَوَرّثَكُمْ مَجْدَهُ الأحْوَصُ
وَكُلُّ أُنَاسٍ، وَإنْ أَفْحَلوا،
إذا عَايَنُوا فَحْلَكُمْ بَصْبَصُوا
وَإنْ فَحَصَ النّاسُ عَنْ سَيّدٍ،
فَسَيّدُكُمْ عَنْهُ لا يُفْحَصُ
فَهَلْ تُنْكَرُ الشّمْسُ في ضَوْئِهَا،
أوِ القَمَرُ البَاهِرُ المُبْرِصُ
فَهَبْ لي ذُنُوبي فَدَتْكَ النّفُوسُ،
وَلا زِلْتَ تَنْمي، وَلا تَنْقُصُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:54 AM

هل أنت يا مصلات
( الاعشى )


هَلْ أنْتَ يَا مِصْلاتُ مُبْـ
ـتَكِرٌ، غَداةَ غَدٍ، فَزَاحِلْ
إنّا لَدَى مَلِكٍ بِشَبْـ
ـوَةَ مَا تَغِبّ لَهُ النّوَافِلْ
مُتَحَلِّبِ الكَفّيْنِ مِثْـ
ـلِ البَدْرِ، قَوّالٍ، وَفَاعِلْ
الوَاهِبِ المِائةَ الصّفَا
يَا، بَيْنَ تَالِيَةٍ وَحَائِلْ
وَلَقَدْ شَرِبْتُ الخَمْرَ تَرْ
كُضُ حَوْلَنَا تُرْكٌ وَكَابُلْ
كَدَمِ الذّبِيحِ غَرِيبَةً،
مِمّا يُعَتِّقُ أهْلُ بَابِلْ
بَاكَرْتُهَا، حَوْلي ذَوُو الْـ
آكَالِ مِنْ بَكْرِ بنِ وَائِلْ
أهْلُ القِبَابِ الحُمْرِ وَالـ
ـنَّعَمِ المُؤبَّلِ، وَالقَنَابِلْ
كَمْ فِيهِمُ مِنْ شَطْبَةٍ
وَمُقَلِّصٍ نَهْدِ المَرَاكِلْ
ضَخْمِ الجُزَارَةِ، سَابِحٍ
عَبْلٍ، يُضَمَّرُ بِالأصَائِلْ
وَهُمُ عَلى جُرْدٍ مَغَا
وِيرٍ، عَلَيْهِنّ الرّحَائِلْ
شُعْثٍ، يُبَارِينَ الأسِنّـ
ـةَ، كالنّعَامَاتِ الجَوَافِلْ
يَخْرُجْنَ مِنْ خَلَلِ الغُبَا
رِ عَوَابِساً، لُحُقَ الأيَاطِلْ
كَمْ قَدْ تَرَكْنَ مُجَدَّلاً،
مِنْ بَينِ مُنْقَصِفٍ وَجَافِلْ
زَيّافَةٌ أرْمي بِهَا،
بِاللّيْلِ مَعْرِضَةَ المَحَافِلْ
وَكَأنّهَا بَعْدَ الكَلا
لِ، مُكَدَّمٌ من حُمرِ عاقِلْ
مُتَرَبِّعٌ مِنْهَا رِيَا
ضاً صَابَها وَدْقُ الـهَواطِلْ
بَلْ رُبّ مَجْرٍ جَحْفَلٍ،
يَهْوِي بِهِ مَلِكٌ حُلاحِلْ
غَادَرْتُهُ مُتَجَدِّلاً،
بِالقَاعِ تَنْهَسُهُ الفَرَاعِلْ
وَلَقَدْ يُحَاوِلُ أنْ يَقُو
مَ، وَقد مَضَتْ فيهِ النّوَاهِلْ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:54 AM

هل كنتم إلا عبيداً
( الاعشى )


لَعَمرِي لَئنْ أمسَى من الحَيّ شاخِصَا
لَقَدْ نالَ خَيصاً من عُفَيرَةَ خائصَا
إذا جُرّدَتْ يَوْماً حَسِبْتَ خَميصَةً
عَلَيها، وَجِرْيالاً، يُضِيءُ دُلامِصَا
تَقَمّرَها شَيخٌ عِشَاءً، فَأصْبَحَتْ
قُضَاعِيّةً تَأتي الكَوَاهِنَ نَاشِصَا
فأقْصَدَها سَهْمي، وَقد كان قَبْلَها
لأَمْثَالِهَا مِنْ نِسْوَةِ الحَيّ قَارِصَا
أتَاني وَعِيدُ الحُوصِ من آلِ جَعفَرٍ،
فَيا عَبدَ عَمرٍو لَوْ نَهَيتَ الأحاوِصَا
فَقلتُ، وَلمْ أملِكْ: أبَكْرَ بنَ وَائلٍ
مَتى كُنْتُ فَقْعاً نَابِتاً بِقَصَائِصَا
وَقَدْ مَلأتْ بَكْرٌ وَمَنْ لَفّ لَفّهَا
نُبَاكاً فأحوَاضَ الرَّجَا فالنّوَاعِصَا
أعَلْقَمُ! قَدْ حكّمْتَني، فوَجَدتني
بكُم عَالِماً عَلى الحُكُومةِ غَائِصَا
كِلا أبَوَيْكُمْ كَانَ فَرْعاً دِعَامَةً،
وَلكِنّهُمْ زَادُوا وَأصْبَحتَ نَاقِصَا
هُمُ الطّرَفُ النّاكُو العَدُوّ، وَأنتُمُ
بقُصْوَى ثَلاثٍ تأكُلُونَ الوَقَائِصَا
تَبِيتونَ في المَشْتَى مِلاءً بُطونُكُمْ،
وَجارَاتُكُمْ جَوْعَى يَبِتنَ خمَائِصَا
يُرَاقِبْنَ مِنْ جُوعٍ خِلالَ مَخافَةٍ
نُجُومَ السّمَاءِ العاتِماتِ الغَوَامِصَا
أتُوعدني أنْ جاشَ بَحرُ ابنِ عَمِّكم،
وَبَحرُكَ ساجٍ لا يُوَارِي الدّعَامِصَا
فَلَوْ كُنتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ جُرَامَةً،
وَلَوْ كُنْتُمُ نَبْلاً لكُنتُمْ مَعَاقِصَا
رَمَى بكَ في أُخْرَاهمُ تَرْكُكَ العلى،
وَفَضَّلَ أقْوَاماً عَلَيْكَ مَرَاهِصَا
فعضّ جَديدَ الأرْضِ إنْ كنتَ ساخطاً
بفِيكَ وَأحْجَارَ الكُلابِ الرّوَاهِصَا
فَإنْ تَتّعِدْني، أتّعِدْكَ بمِثْلِهَا،
وَسَوْفَ أزِيدُ البَاقِياتِ القَوَارِصَا
قَوَافيَ أمْثَالاً يُوَسّعْنَ جِلْدَهُ،
كما زِدتَ في عرْضِ القميصِ الدّخارِصَا
وَقَدْ كانَ شَيْخَانَا، إذا ما تَلاقَيَا،
عَدُوّيْنِ شَتّى يَرْمِيَانِ الفَرَائِصَا
وَمَا خِلْتُ أبْقَى بَيْنَنَا مِنْ مَوَدّةٍ
عِرَاضُ المَذاكي المُسنِفاتِ القَلائصَا
فَهَلْ أنْتُمُ إلاّ عَبِيداً، وَإنّمَا
تُعَدّونَ خُوصاً في الصّديقِ لَوَامِصَا
تخامُصُكمْ عَنْ حَقّكمْ غَيرُ طائلٍ
على ساعَةٍ مَا خِلْتُ فِيها تَخَامُصَا
فَإنْ يَلْقَ قَوْمي قَوْمَهُ تَرَ بَيْنَهُمْ
قِتَالاً وَأكْسَارَ القَنَا وَمَدَاعِصَا
ألمْ تَرَ أنّ العَرْضَ أصْبَحَ بَطْنُهَا
نَخِيلاً وَزَرْعاً ثَابِتاً، وَفَصَافِصَا
وَذَا شُرُفَاتٍ يُقْصِرُ الطّيْرُ دُونَهُ،
تَرَى للحَمَامِ الوُرْقِ فيهِ قَرَامِصَا


الساعة الآن 01:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team