![]() |
http://www8.0zz0.com/2016/12/22/23/167220449.jpg
رسم توضيحي يبسط العلاقة بين الدين والعقل والمعرفة حيث أن الدين يحتوي العقل، ولا يمكن للعقل أن يفسر كل ما فرضه الدين ولا يمكن للمعرفة أن تحتوي كل ما جاء به الدين ومازال العقل يحاول أن يصل الى حدود المعرفة. |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المعية العامة والخاصة [/marq]إن هناك فرقا شاسعا بين المعيّـة الخاصة للحق المتمثلة بقوله تعالى: { إن الله مع الذين اتقوا } ، وبين المعيّة العامة المتمثلة بقوله تعالى: { وهو معكم أينما كنتم }..ففي الأول معيـّة ( النصر ) والتأييد ، وفي الثاني معيـّة ( الإشراف ) التكويني المستلزم للرزق والحفظ وغيره ..والفرق بين المعيّـتين كالفرق بين إطلالة الشمس على الغصن الرطب واليابس ، ففي الأول معـية التربية والتنمية ، وفي الثاني المعيـة التي لا ثمرة لها غير المصاحبة المجردة . ************************************************** ************** الجمعة 24 ربيع الأول 1438هـ 23 - 12 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]القلبان في جوف واحد [/marq]نفى الحق المتعال أن يكون لرجل ( قلبان ) في جوفه ، وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم }..فإن للعبد ( وجهة ) غالبة في حياته ، وهـمّ واحد ، يدفعه لتحقيق آماله وأمانيه ، وتلك الوجهة هي التي تعطي القلب وصفا لائقا به ، فإذا كان إلهيـّا استحال القلب إلهيـّا وكذلك في عكسه ..فإذا اتخذ العبد وجهته ( الثابتة ) في الحياة ، لم تؤثر الحالات ( العارضة ) المخالفة في سلب العنوان الذي يتعنون به القلب . --------------------------------------------------------------- السبت 25 ربيع الأول 1438هـ 24 - 12 - 2016 |
ï´؟ إنّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْم ï´¾ سوء الظن .. إن أصبت فيه لا تؤجر وإن أخطأت فيه .. تؤثم وبقاءه في القلب كالسم فيجعله منقبضا بغيضا ولا يطمئن |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التدبر فيما وراء الفقه [/marq]روي عن الصادق (عليه السلام) : { إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما ، لا يطأ بساطه إلا المطهرون ، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون } ..وهذا الخبر يعطي درسا بليغا في تعامل العبد مع كل صور الطاعة ..فالمطلوب من العبد دائما أن يترجم لغة ( الفقه ) إلى لغة التدبر فيما ( وراء الفقه ) ، و ينتقل من ( لسان ) الحكم الشرعي إلى البحث عما وراءه من ( الملاكات ) المرادة لصاحبها ، ويترقى من حالة التعبد ( الحرفي ) بالأوامر والنواهي ، إلى التفاعل ( الشعوري ) مع الآمر والناهي ..فإذا طالب الحق عبده بمثل هذه المشاعر العالية عند بلوغ المسجد ، فكيف بالواجبات المهمة في حياة العبد ، عند بلوغه ساحة الحياة بكل تفاصيلها ---------------------------------------------------------------- الأحد 26 ربيع الأول 1438هـ 25 - 12 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الصبغة الواحدة [/marq]إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا ..والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية )..وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا ..ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود ..والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب ، وقد ورد: { أن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات ، أعني لكم الحلال والحرام .. فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة ، فالقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات ، فلما أحسوا بذلك عجّـوا إلى الله من ذلك ، فقالوا ربنا عفوك عفوك ، ردّنا إلى ما خلقتنا له فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج . ----------------------------------------------------------------------------- الاثنين 27 ربيع الأول 1438هـ 26 - 12 - 2016 |
" إنّ بَعْضَ الظَّنِّ إثْم " سوء الظن .. إن أصبت فيه لا تؤجر وإن أخطأت فيه .. تؤثم وإن بقاءه في القلب كالسم فيجعله منقبضا بغيضا ولا يطمئن |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]لو فرض مَحالاً [/marq]لو افترض محالا أن الخلق كلهم عبيد لأحدنا ، وافترض أن عباداتهم إنما هي بحقنا ، ( لاستصغرنا ) ذلك منهم ، وتوقعنا منهم أكثر من ذلك بكثير ، بل لانتابنا شعور بالسخط ولزوم التأديب ، لما نراه من حقارة تعظيمهم إيانا قياسا إلى عظيم حقنا عليهم ..ومن هنا تتجلى ( أنـاة ) الحق في إحتمال عباده ، الذين يغلب - حتى على الصالحين منهم - ( الغفلة ) عنه في أكثر آناء الحياة ..ومن ذلك يعلم أيضا العفو العظيم من الرب الكريم ، الموجب لإعفاء الخلق من كثير من العقوبات مصداقا لقوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير }و{ لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } . --------------------------------------------- الثلاثاء 28 ربيع الأول 1438هـ 27 - 12 - 2016 |
قال تعالى (وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا) 18 لقمان
ولم يقل( على الأرض ) مع أنه قال في موطن آخر (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا) (63) الفرقان (في) تفيد الظرفية و(على) للإستعلاء كأن هذا المختال يريد أن يخرق الأرض وهو يمشي كما قال تعالى (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ ) (37) الإسراء |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]القدرة المستمدة من الحق [/marq]إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه ، وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه ، وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده ، كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه .. ولهذا يقول علي (عليه السلام): { الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً } هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد ، لجعله يعيش حالة من الاستعلاء ، بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض - فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به - لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع ، أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين . ------------------------------------------------------------ الأربعاء 29 ربيع الأول 1438هـ 28 - 12 - 2016 |
"تلك إذًا قسمة ضيزى" أي جائرة و(ضيزى)أغرب كلمة في القرآن جاءت في هذا المقام للقسمة الغريبة التي قسمها الكفار بينهم وبين الله |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]عظمة الخالق في النفس [/marq]قد ورد في وصف المتقين أنه قد: { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم }..فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه ، كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!..فإن صغر ما سوى الحق عنده ، يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه ، كما لا يأسى على فوات شئ منه ، كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها ، ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره ، كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك ..وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه ، فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينه ، فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية ، والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه ، والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له ، وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم ..وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد ، تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه ، وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا . -------------------------------------------------------------------------------- الخميس 30 ربيع الأول 1438هـ 29 - 12 - 2016 |
قال تعالى {فقولا له قولًا لينًا}
لا يكفي أن يكون كلامك حقًا. لابد من أسلوب لطيف.. ولفظ عفيف.. وقصد شريف.. |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الحركة حول محور واحد [/marq]إن في عالم الطبيعة حركةً دائبةً حول محور واحد لا تتخلف أبدا ، كحركة النواة والمجرّات والمجموعات الشمسية حول محاورها ..فالمطلوب من العبد المخـتار أيضا أن ينسجم مع هذه الحركة ( الكونية ) ، فتكون له حركته الدائبة والثابتة حول محور واحد في الوجود بلا انقطاع ..وقد طالب الحق المتعال عباده بهذه الحركة المادية أيضا و( المشابهة )لحركة الطبيعة ، وذلك بالأمر بالطواف حول محور بيته الحرام ..ومن الملفت في هذا المجال أن جهة الطواف - بعكس حركة الساعة - تشابه الحركة الدائرية ( للتكوينيات ) وفي الاتجاه نفسه ، والتي يغلب على مداراتها عدد السبعة أيضا . ---------------------------------------------------------------------- الجمعة 1 ربيع الثاني 1438هـ 30 - 12 - 2016 |
"ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ماتشكرون" النفوس التي لايزجرها التهديد قد تنفعها الذكريات الصالحة .
|
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الإخلاد إلى الأرض [/marq]إن كلمة اثّـاقلتم في قوله تعالى: { اثاقلتم إلى الأرض } تشعر بأن الإخلاد إلى الأرض ، كسقوط الأثقال إلى الأسفل ، في أنها حركة ( طبيعية ) لا تحتاج إلى كثير مؤونة ، بخلاف الحركة إلى الأعلى ، فإنها حركة ( قسرية ) تحتاج إلى بذل جهد ومعاكسة للحركة الطبيعية تلك ..ولهذا ورد التعبير ( بالنفر ) في قوله تعالى: { إنفروا في سبيل الله }..و( الفرار ) في قوله تعالى: { فروا إلى الله }..و( المسارعة ) في قوله تعالى: { سارعوا إلى مغفرة من ربكم }، مما يدل جميعا على أن الوصول إلى الحق ، يحتاج إلى نفر وفرار ومسارعة ..وفي كل ذلك مخالفة لمقتضى الطبع البشري ، الميال إلى الدعة والاستقرار والتباطؤ . ----------------------------------------------------------------------- السبت 2 ربيع الثاني 1438هـ 31 - 12 - 2016 |
"إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء "
ليس كل فتنة تسبب الضلال ، بل بعض الفتن تسبب الهدى . |
قال تعالى(يسبح لله ما في السموات وما في الأرض)
إعادة اسم الموصول(ما) لاستغراق ما في الكون كله بالتسبيح سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التعالي عن عامة الخلق [/marq]إن مثل المتعالي عما يشتغل به عامة الناس ، كمثل من أرغم على الاشتراك مع من هم دون سن البلوغ في لهوهم ولعبهم ..فيجد كثير ( معاناة ) في هذه المعاشرة ، لعدم وجود ( الأنس ) مع من لا تربطه بهم صلة في علم و لا عمل ..فعلى المؤمن - المبتلى بمثل هذه الحالة - أن يعاشر الخلق ببدنه لا بروحه ، ليتخلص من تبعات عدم التوافق الذي ينغص عيشه ..ومن الضروري في مثل هذه الحالة ، كتمان حالات الضيق التي تنتابه معهم ، إذ أن في ذلك ( انتقاص ) غير محمود ، قد يعرّض نعمة العلو الروحي للزوال ، كما ينبغي الالتفات الدقيق إلى عدم الوقوع في دائرة العجب المهلكة ، عندما يرى في نفسه من الكمال ما لا يراه في عامة الخلق ، لأن المعجب الواجد للكمال أقرب للهلاك من الفاقد له . --------------------------------------------------------------------- الأحد 3 ربيع الثاني 1438هـ 1 - 1 - 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]صراحة أمير المؤمنين (عليه السلام) [/marq] يكتب أمير المؤمنين (عليه السلام) كتابا إلى واليه يقول فيه: { تعمر دنياك بخراب آخرتك ، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك ، ولئن كان ما بلغني عنك حقا ، فبعير أهلك وشسع نعلك خير منك ومن كان بصفتك }.. فتبلغ صراحة أمير المؤمنين (عليه السلام) ، وتنمّره في ذات الله تعالى مبلغا يجعل شسع النعل ، خيرا ممن ينحرف عن طريق الحق ..لوضوح أن شسع النعل لا ( غضاضة ) في وجوده ، إذ أنه ( مسبح ) للحق بلسان حاله أو مقاله ، كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، خلافا لمن ( حـاد ) عن جادة الحق فهو دون البعير وشسع النعل بل أضل سبيلا . --------------------------------------------------------------------- الاثنين 4 ربيع الثاني 1438هـ 2 - 1 - 2017 |
قال تعالى :"ظهر الفساد في البر والبحر" السبب :﴿بما كسَبت أيدي الناس﴾ الحكمة : ﴿ليُذيقهم بعض الذي عَمِلُوا﴾ الغاية : ﴿لعلَّهم يرجعون﴾ |
دقة اللفظة القرآنية - (وتدلوا) قال تعالى: (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 188] ما الحكمة في التعبير بكلمة (وَتُدْلُوا)؟ كلمة (تدلوا) تبين أن اليد التي تأخذ الرشوة هي اليد السفلى، مع كون الحكام الذين تلقى إليهم الأموال في الأعلى لا في الأسفل، فجاءت لتعبّر عن دناءة المرتشي وسفله ولو كان في الذروة من حيث المنصب وموقع المسؤولية. |
﴿ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا﴾
إذا كان أكمل الخلقﷺمفتقرا إلى تثبيت الله له فكيف بغيره؟ اللهم ثبتنا على الإيمان |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الاشتغال بالفسيح [/marq]إن مواجهة القلب مواجهة متفاعلة مع أمور الدنيا - وخاصة المقلق منها - مما ( تضيّق ) القلب ..إذ أن القلب يبقى منشرحا إذا اشتغل ( بالفسيح ) من الأمور التي تتصل بالمبدأ والمعاد ..والقلب الذي يشتغل بالسفاسف من الأمور ، يتسانخ مع ما يشتغل به ، فيضيق تبعا لضيق ما اشتغل به ..والحل - لمن لابد له من التعامل مع الدنيا - أن يرسل إليها ( حواسه ) وفكره القريب إلى حواسه ..وأما ( القلب ) والفكر القريب إلى قلبه ، فيبقى في عالمه العلوي الذي لا يدنّـسه شئ ..فمَثَل القلب كمَثَل السلطان الذي يبعث أحد رعاياه لفك الخصومات وغيرها ، ولا يباشرها بنفسه لئلا تزول هيبة سلطانه . ----------------------------------------------------------------------------- الجمعة 8 ربيع الثاني 1438هـ 6 - 1 - 2017 |
الفرق بين النزغ والوسوسة كما جاء في القرآن الكريم :
من حيث اللغة النزغ هو الإفساد بين الأصدقاء تحديداً، بين الإخوان، بين الناس قال تعالى (مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي (100) يوسف) الوسوسة شيء آخر وهي عامة، يزين له أمر، يفعل معصية، يزين له معصية، الوسوسة عامة والنزغ خاص (فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى (120) طه) |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]صنوف الكمال [/marq]يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى: { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }..فإن فيه كمال ( معرفة الرب ) ، لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب ، وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام ..وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم ) لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم ، الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف ..وفيه كمال مرتبة ( العمل الصالح ) الذي يلازم نهي النفس عن الهوى ، إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح ، هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح . ------------------------------------------------------------------------------------ السبت 9 ربيع الثاني 1438هـ 7 - 1 - 2017 |
قال تعالى "لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ" المنافقون: 9،
لماذا لم يقل "لا تشغلكم"؟ السبب أن من الشغل ما هو محمود فقد يكون شغلاً في حق كما جاء في الحديث "إن في الصلاة لشغلاً"، وكما قال تعالى "إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ" يس: 55، أما الإلهاء فمما لا خير فيه وهو مذموم على وجه العموم فاختار ما هو أحق بالنهي. |
قال تعالى :
"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ " لم شبه الله تعالى الزجاجة بالكوكب ولم يشبهها بالشمس والقمر مع أنهما أشد من الكوكب إضاءة ؟ لأن الشمس والقمر يلحقهما الخسوف والكواكب لا يلحقها الخسوف . البغوي - معالم التنزيل |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] كثرة الهموم [/marq]إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا ، فكلما ( يـئس ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل ، فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم ، وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة ..فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة ، وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات ، واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه ، ( قلّت ) عنده فرص الفشل ، وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه ..وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى هذه الحقيقة بقوله: { قد تخلّـى من الهموم إلا هما واحداً } ومن هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا ، وذلك لانصرافهم عما لا ينال ، وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن ، وهو النظر إلى وجهه الكريم . ---------------------------------------------------------------------------- الأحد 10 ربيع الثاني 1438هـ 8 - 1 - 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] السعة المذهلة للوجود [/marq]ورد في الحديث: { ما السموات السبع والأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة ، وما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة }..إن استشعار هذه الحالة - وخاصة - عند مواجهة الحق في الصلوات والدعوات ، يجعل العبد يعيش حالة ( التذلّل ) والانبهار أمام هذه القدرة التي لا تتناهى ، والسلطان الذي لا يدرك كنهه ..فمن موجبات ( تعميق ) محبة المحبوب هو الالتفات التفصيلي لما عند المحبوب من صفات وقدرة ، ولما يتمتع به من جمال وجلال .. والأمر عند عشاق الهوى كذلك ، إذ أنهم يختارون من يجتمع فيهم الجمال والاقتدار ..فالأول عنصر ( اجتذاب ) يوجب دوام محبة المحبوب ..والثاني عنصر ( ارتياح ) يوجب قضاء مآرب الحبيب . --------------------------------------------------------------------------------- الاثنين 11 ربيع الثاني 1438هـ 9 - 1 - 2017 |
(رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ)
* الفرق بين (فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا) و (وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا) : السيئات هي صغائر الذنوب وقد تكون من اللمم أما الذنوب فهي الكبائر. التكفير في الأصل الستر وأصلها كفر البذرة أي غطاها بتراب والزارع يسمونه الكافر لأنه يستر البذرة في الأرض، والليل سمي كافراً لأنه يستر الناس. المغفرة من المِغفَر وهو ما يُلبس في الحرب حتى يمنع السِهام. أيها الأمنع من الإصابة المِغفر أو التراب؟ فلما كان الذنب أكبر من السيئة ويصيب الإنسان إصابة كبيرة فهو يحتاج إلى مانع أكبر ولمغفرة أشدّ. |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]حقيقة الاسترجاع [/marq]إن حقيقة آية الاسترجاع: { إنا لله وإنا إليه راجعون }لو تعقلها العبد بكل وجوده ، لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة ..والسر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق ، فضلا عن ( عوارض ) وجوده ..وهذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد - إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي ..كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله ، وإن ذكرنا آنفا أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه ، كما يقال في الدعاء: { لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك }..كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني ، لا التلفظ بها مجردة عما ذكر . ------------------------------------------------------------------ الثلاثاء 12 ربيع الثاني 1438هـ 10 - 1 - 2017 |
هل تعلم ما هي الألفاظ الاهتزازية في القرآن الكريم؟
{إذا زلزلت الأرض زلزالها} تأمل لفظة ( زل زل ) فهي تكرار حرفين ! - وعندما يغضب الله تعالى على قوم صالح الذين عصوا أمر الله ورسوله وعقروا الناقة تأتي لفظة { فدم دم عليهم ربهم } فتأمل ! - وعندما تنكشف الحقيقة وبقوة عن ظلامة يوسف الصديق لعشر سنوات يقبع فيها في السجن ظلما من قبل زليخا تأتي لفظة { الآن حص حص الحق } فتأمل! - وعندما يتحدث القرآن عن حدث مهم تقشعر له الأبدان يوم القيامة تأتي لفظة { إذا دكت الأرض دكا دكا * وجاء ربك والملك صفا صفا } - وعندما يتحدث القرآن عما أعد ﻷهل الجنة من نعيم تأتي لفظة { متكئين على رف رف خضر وعبقري حسان } فتأمل ! - وعندما يتحدث عن شدة ظلمة الليل تأتي لفظة { والليل إذا عس عس } فتتجلى الروعة القرآنية من هذه الكلمات المؤثرة ، وهذا يسمى في روائع بلاغة القرآن الكريم : ( الألفاظ الاهتزازية ) وهي ألفاظ تشعرك بشدتها وقوتها واهتزازها من خلال تكرار حرفين متتاليين أو تكرار كلمة كاملة قوية اهتزازية لبيان أحداث في غاية الأهمية ، فسبحانك ربنا ما قدرناك حق قدرك .. |
قال تعالى : ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) .
فلا يستعجل المتوكل ويقول : قد توكلت ودعوت فلم أر شيئاً ولم تحصل لي الكفاية ، فالله بالغ أمره في وقته الذي قدر . |
{واذكر ربك إذا نسيت}
إذا وقع منك النسيان فاذكر ﷲ لأن النسيان من الشيطان كما قال تعالى عن الفتى: {وما أنسانيه إلا الشيطان} [الأمين الشنقيطي] |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]جعل الود من الرحمن [/marq]إن قوله سبحانه : { سيجعل لهم الرحمن ودا } تشير إلى حقيقة هامة ، وهي أن الود من ( مجعولات ) الرحمن يجعلها حيث يشاء ، ولا خلف لجعله كما لا خلف لوعده .. فمن يتمنى هذه المودة المجعولة من جانب الحق ، عليه أن يرتبط بالرحمن برابط الود.. فإذا تحقق هذا الودّ بين العبد وربه ، نشر الحق وده في قلوب الخلق بل - كما روي - في قلوب الملائكة المقربين .. وهذا هو السر في محبوبية أهل ( وداد ) الحق ، رغم انتفاء الأسباب المادية الظاهرية لمثل ذلك ..وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { من أقبل على الله تعالى بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بالودّ والرحمة } - ------------------------------------------------------------ الأربعاء 13 ربيع الثاني 1438هـ 11 - 1 - 2017 |
﴿لايتبعون ماأنفقوا منّا ولا أذى﴾
قال عبد الرحمن بن زيد:كان أبي يقول:إذا أعطيت رجلاً شيئاً ورأيت أن سلامك يثقل عليه فكف سلامك عنه. |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]زيّ العبودية [/marq]كثيرا ما يرى العبد أنه الفعال لما يريد في هذه الحياة ، لتمكّنه من علاقة السببية القائمة بين أفعاله والنتائج ، فيشرب الدواء ليتسبب منه الشفاء وهكذا في كل موارد التسبيب ..ومن الضروري في هذا المجال الالتفات إلى أن طرفي النسبة وهو - الدواء والشفاء - منتسبان إلى الحق مباشرة ، وإن تسبّب العبد في إيجاد الربط بينهما ..فهو ( الخالق ) للدواء والمبدع ( لسَببّيته ) في الشفاء ، كما أنه المؤثر في ( قابلية ) البدن للشفاء بذلك الدواء ، وهو الذي بمشيئته يرفع السببية بين الطرفين - لو شاء في مورد - وإن أعمل العبد جهده في إيجاد الربط بينهما ..كما أنه بمشيئته أيضا قد يحقق المسبَّب من دون وجود سبب عادي من عبده ، كما في موارد الكرامة والإعجاز ..وبذلك لزم على العبد الالتفات إلى كل ذلك ، لئلا يخرج من زي العبودية للحق المتعال ، أثناء تعامله مع عالم الأسباب . -------------------------------------------------------------------- الخميس 14 ربيع الثاني 1438هـ 12 -1 - 2017 |
بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]من أشق الرياضات [/marq]إن من الرياضات الشاقة وعظيمة الأثر في مسيرة العبد هو الذكر ( الدائم ) للحق ..وإلا فإن الرياضات التي يستعملها أهل الرياضات الشاقة - في المذاهب المنحرفة - لها صفة ( التوقيت ) ، ويتعلق ( بالأبدان ) غالبا ، والحال أن استغراق أكثر الوقت بذكر الحق المنعكس على الأبدان والقلوب معا ، مما لا يتيسر إلا للنفوس التي بلغت أعلى درجات القدرة على ترويض النفس ، وحبْسها على التوجّـه الدائم إلى جهة واحدة ، رغم وجود الصوارف القاهرة التي لا يطيقها حتى أهل الرياضات البدنية الشاقة فضلا عن غيرهم ..والسبب في ذلك أن انقياد ( النفس ) للإرادة أشق من انقياد ( البدن ) للإرادة نفسها ..فإن البدن أطوع قيادا للإرادة قياسا إلى النفس ، إذ أن الإرادة أشد إحاطة بالبدن مقارنة بالنفس الجموحة ، وخاصة في مجال نفي الخواطر الذهنية ، وصرف الدواعي النفسانية . ----------------------------------------------------------------------------- الجمعة 15 ربيع الثاني 1438هـ 13 -1 - 2017 |
(لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
* استخدام (ما) بدل (من) لأنها جاءت لغير العاقل لأن في الآخرة الناس يتساوون مع الجماد والنبات والحيوان في كونهم مأمورين ولا اختيار للناس في الآخرة كما كان لهم في الدنيا. |
الساعة الآن 08:16 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.