منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 10-07-2016 11:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]برد الرضا [/marq]قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية ، مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض ..فللرضا بين الزوج والزوجة ، والأب وولده ، والصديق وصديقه ، والراعي ورعيته ، ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة ، وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر ..ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن ، من الإحساس ( بالسّكون ) تارة ، و( بالقشعريرة ) تارة أخرى ..فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ، ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!.
************************************************** *************************
7 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-07-2016 11:24 AM

ما أروع حرارة الإيمان !
وما أحلى برودة اليقين !

حميد درويش عطية 10-08-2016 05:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الترقية المؤقتة [/marq]قد يمنح العبد في بعض الحالات - كمواسم الطاعة - بعض الترقيات الاستثنائية ، ( إكراماً ) لوقوع العبد في دائرة الضيافة الخاصة ..فَمَثـله في ذلك كمثل الطالب الذي ينقل من رتبته إلى رتبة أرقى بكثير من مرحلته - لساعات معدودة - لمناسبة تقتضي مثل هذا النقل ، وعندها قد ينخدع هذا الطالب بهذا النقل العارض ، ويظن أنه قد ( ترقىّ ) فعلا في دراسته ، إلا أنه يفاجأ بإرجاعه إلى رتبته السابقة ، ليعلم أنه لا زال يراوح في مكانه من دون سير إلى الكمال ..فعليه أن لا يغفل عن حقيقة: أن الرتب العالية أمر ( ذو مراحل ) ، والاستقرار فيها يحتاج إلى اجتياز تلك المراحل بنجاح ، وهو السلوك الطبيعي الذي سلكه الواصلون مع اختلاف رتبهم .
************************************************** *************************
8 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-08-2016 07:00 PM

نعمة الهداية أعظم النِّعم (ولأُتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون)

حميد درويش عطية 10-09-2016 05:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] خدمة القلوب [/marq]إن من أعظم سبل إرضاء الحق هو العمل الذي ينعكس أثره على ( القلوب ) ، إذ أنها محل معرفته ، ومستودع حـبّه ..فتفريج الكرب عنها ، أو إدخال السرور عليها ، أو دلالتها على الهدى ، أو تخليصها من الهـمّ والغم ، كل ذلك مما يوجب سرور الحق وأوليائه كما تشهد به الروايات ..وكلما ( قرب ) هذا القلب من الحق ، كلما ( عُظم ) ذلك السرور عند الحق المتعال ، وبالتالي عظمت الآثار المترتبة على ذلك السرور من الجزاء الذي لا يعلمه غيره ، لأنه من العطاء بغير حساب ..بل يستفاد من بعض الأخبار ، ترتّب الآثار حتى على إدخال السرور على كل ذي كبد رطبة - ولو من البهائم - بإرواء عطشه ، فكيف الأمر بقلوب الصالحين من عباده ؟! .
************************************************** ******************************************
9 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-09-2016 09:08 PM

يقول ربنا سبحانه وتعالى:
"وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا"
[سورة إبراهيم الآية: 34]
لم يقل: وإن تعدوا نعم الله، وإنما قال: نعمة الله، نعمةٌ واحدة، لو ذهبتم طوال عمركم إلى تعداد خيراتها لا تحصون ذلك، إذا كنتم عاجزين عن إحصاء خيراتِّ نعمةٍ واحدة، فأنتم عن شكرها أعجز

حميد درويش عطية 10-10-2016 11:06 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الذكر اليونسي [/marq]إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس ..فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره ..ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس (عليه السلام) بقوله: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }..فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك )..والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس (عليه السلام) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت .
************************************************** *****************
10 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-10-2016 03:31 PM

من أسباب إجابة الدعاء الإقرار بالتوحيد والاعتراف بظلم النفس (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له).

حميد درويش عطية 10-11-2016 09:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]إصلاح ذات البين [/marq]ندب الشارع المقدس إلى بعض الأمور بشدة ، ومنها إصلاح ذات البين ، وذلك لأن المتخاصِمَين يصعب عليهما إصلاح الأمر بنفسهما ، لاحتياج الأمر إلى ( نكران ) للذات - منهما أو من أحدهما - قد لا يوفق له عامة الخلق الذين يصعب عليهم نكران الذات وتجاوزها ..ولهذا قد تستمر دوامة الخصومة تلف المتخاصمين إلى آخر الحياة ، بما فيها من ارتكاب للمعاصي العظام: كالغيبة ، والنميمة ، والقذف ، والقتل وغير ذلك ، وتعظم المصيبة عندما يجمعهما رحم قريب ..فالمصلح ( يخلّص ) المتخاصمين من هذه المهالك الكبرى ، بيسير من القول أو الفعل ، قد ( يمتد ) أثره إلى أجيال المتخاصمين ..ومن هنا يعلم السر في أن إصلاح ذات البين ، أفضل من عامة الصلاة والصيام .
************************************************** ************************************
11 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-11-2016 12:03 PM

قال تعالى ( فاعفوا واصفحوا ألا تحبون أن يغفرالله لكم ) .
من أسباب المغفرة : العفو والصفح عن الآخرين ، أخي الحبيب : ألا تحب أن يغفرالله لك ؟!

حميد درويش عطية 10-12-2016 11:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]هداية السبل بالمجاهدة [/marq]قد ذكر القرآن بصريح القول ، أن هداية السبل مترتبة على الجهاد في الله تعالى ، فالذي لا يعيش في حياته شيئا من المجاهدة : في نفسه ، أو ماله ، أو بدنه ، كيف يتوقع الاهتداء إلى تلك السبل الخاصة ؟!..ومن هنا قد يعوّض الحق تقاعس عبده في المجاهدة ، وذلك بتعريضه لأنواع البلاء ، رأفة به ولرفع آثار قعوده عن الجهاد ، المتمثل بحجبه عن السبل ..ولو ( كلّف ) نفسه شيئا من المجاهدة ، ( لاندفع ) عنه بعض البلاء ..وبذلك يكون - بتثاقله إلى الأرض - قد خسر ( العافية ) ، و ( بركات ) المجاهدة المباشرة التي قد لا يعوّضها البلاء تماما .
************************************************** ****************************************
12 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-12-2016 12:36 PM

"كره الله انبعاثهم فثبطهم" إذا كره الله الطاعة منك .. خلق العقبات بينك وبينها ..
فاحذر
.

حميد درويش عطية 10-13-2016 05:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الاستغراق في المعاني [/marq]قد يعيش العبد شيئا من حالات الاستغراق في مشاهدة جلال الله تعالى وجماله ، بحيث ( تثقل ) عليه متابعة تلك المعاني ( مقيدة ) بالألفاظ ..فلا ضير على العبد - في مثل هذه الحالة - من إمرار تلك المعاني على قلبه ، من دون استعمال للألفاظ الموازية لها ، ( ليواكب ) المعاني التي تتوارد عليه في تلك الحالة ، والتي هي أسرع تواردا إذا قيست إلى سرعة توارد الألفاظ ..وقد يعيش بعـض صور المناجاة التي يحب أن ينطلق فيها بالدعاء - الذي تمليه عليه حالته - من دون تقيد بنص خاص ، بل من دون تقيد بالألفاظ ، وهي مناجاة القلب التي هي من أرقى صور المناجاة ، إذ قد يستثقل العبد كل شيئ - عند محادثة المحبوب - حتى الألفاظ المعبرة عن حبه .
************************************************** ***********************
13 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-13-2016 07:57 AM

الدعاء عند الأذان وعند الاقامة وبين الأذان والاقامة
مُستجاب ولا يُرد!
خمس أوقات في اليوم
عمرك رأيتَ كريماً في الدنيا يناديك 5 مرات لِيُعطيك؟؟

حميد درويش عطية 10-14-2016 05:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الغافل عن آداب السير [/marq]قد يعيش الغافل عن آداب القرب من الحق المتعال ، حالة من ( التعالي ) على الخلق عندما ( يمنح ) حالة روحية متميزة عن الآخرين - وخاصة إذا وهب هذه المنحة وهو في وسط غافل - فيظن انه قد تميز عنهم مطلقا ، والحال أنه سيعود إلى عالمهم بعد قليل ..
إن مَثَل هذا الغافل كمَثَل الجسم المتجه إلى فوق كحركة ( قسرية ) سرعان ما يعود إلى موضعه الذي كان هو فيه ..
فلنتساءل: ما هو افتراق هذا الجسم - بعد هبوطه - عن باقي الأجسام الأرضية الأخرى ، التي لم يقدّرلها الصعود ولا الهبوط ؟! .

************************************************** ************************
14 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-14-2016 06:49 AM

أقْسىَ أنْواعْ البُعدْ ؟
أن تكون بعيدًا عن ربك!
و هو يقول :
{{ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد }}

حميد درويش عطية 10-15-2016 09:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]مواجهة الحقائق بالقلب [/marq]إن المواجهة للحقائق العالية إنما تكون ( بالقلب ) لا بالوجه الظاهري ..ولهذا قد يتفق للعبد مواجهة الكعبة المشرفة - وهو في جو متميز - إلا أنه لا يعيش أدنى درجات التفاعل بما هو فيه ، والسبب في ذلك أنه ( أغمض ) عين الباطن التي بها يبصر الحقائق المحجوبة عن عالم المادة .. بل قد يصل الأمر إلى انتفاء القابلية رأسا فيصاب ( بالعمى ) ، وعندها لا يرى شيئا من الحقائق الإلهية ولو كان في جوف الكعبة ،
فقد قال الحق المتعال: { فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور }، ويستمر هذا العمى إلى يوم القيامة حيث الحاجة الشديدة للإبصار في المهالك العظام ، فيقول الحق سبحانه:
{ ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا }..ومن ثَـمَّ فإن من الجدير بالعبد ، عند التـعرض لتلك المواطن - التي تتطلب منه اليقظة الروحية - أن يستعد لها في مرحلة سابقة ، لئلا يذهله ( هول ) المفاجأة عن التزود في تلك المرحلة الخصبة من حياته ، والتي لا تتاح إلا بعد الفينة والفينة .

************************************************** ************************
15 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-15-2016 10:40 AM


للعظيم قلبان : قلب يتألم ، وقلب يتأمل .

حميد درويش عطية 10-16-2016 08:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]كعبة الأرض والعرش [/marq]إن كان ولابد من استحضار صورة حسية في الصلاة ، فإن من أفـضل الصور هي الكعبة المشرفة ..فإنها توازي تلك الكعبة المنصوبة في العرش والتي تطوف حولها الملائكة ..وإن في توجيه ( الوجوه ) الظاهرية إلى الكعبة ، تنبيه على توجيه ( البواطن ) إلى الجهة التي تتوجه إليها الملائكة في عرشه ، ولكن ( المستغرق ) في صلاته ، قد لا يحتاج لمثل هذه الصور ، وذلك لانشغاله بصور أرقى - لا تخطر ببال عامة المصلين - متمثلة بكسوة الجلال التي تغشى المصلي في صلاته ..
وقد ورد في الخبر: { لو يعلم المصلي ما يغشاه من جلال الله ، ما سرّه أن يرفع رأسه من سجوده }

************************************************** ***********************
16 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-16-2016 04:35 PM

كلما أكثرت السجود ، ازددت قربا من الله
وبعدا من الشيطان :
" كلا لا تطعه واسجد واقترب "

حميد درويش عطية 10-18-2016 09:47 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التوفيقات تصعيد للعبد [/marq]إن التوفيقات الكبرى الممنوحة للعبد - في مثل ليالي القدر والحج - بمثابة دفع الطائرة إلى الأجواء العليا ، إذ الصعود خلاف مقتضى الطبع ( الأوّلي ) في عالم المادة والمعنى معا ..ومع استقرار الطائرة في مسيرها بعد التحليق ، لا يجد القائد لها كثير معاناة في توجيهها إلى الجهة التي يريدها ..فالتوفيقات المتتالية بمثابة التعجيل في إيصال العبد إلى مرحلة الاستقرار والتحليق الثابت في أجواء العبادة ، بعيدا عن جاذبية الشهوات الأرضية ..وليعلم أن الكارثة تقع عند الارتطام بعد الصعود والتحليق ، وهكذا الحال في ( هويّ ) العبد لأسفل الدرجات ، عند ( الصدود ) عن الحق بعد ما منح التوفيق والتحليق في أجواء العبودية العليا .
************************************************** ******************
18 - 10 - 2016

حميد درويش عطية 10-19-2016 05:56 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] السنن في التكوين و والأنفس [/marq]كما أن السنن في عالم ( التكوين ) لا تنخرم إلا عند الحاجة والضرورة كما في موارد المعاجز والكرامة ، فكذلك للحق سننه في عالم ( الأنفس ) ..فإن السير التكاملي للحق محكوم بسلسلة من القواعد والسنن ، ولن تجد لسنة الله تبديلا ..وأما ( الطفرة ) والإعجاز والإعفاء من بعض السنن ، يغاير الأصل الأوّلي فلا يعول عليه اللبيب في سيره إلى الله تعالى ، وقد قال الحق المتعال: { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا } ، فجَعَل مقام الإمامة في الهداية - وهي من أجلّ المقامات - مترتبة على الصبر ، تنبيها على هذه الحقيقة ..وهذه هي السنة العامة في خلقه ، ولن تجد لسنة الله تحويلا .
************************************************** *****************************
19 - 10 - 2016

حميد درويش عطية 10-20-2016 08:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]المشغول عن الحق المتعال [/marq]ليس من المهم اشتغال العبد بالمهام من الأمور ، عندما ( يحتجب ) عن ربه لغفلة أو لمعصية ..فالمشغول عن الحق تعالى متنـزل إلى رتبة ( الغافلين ) التي لا يعتدّ بالتفاضل في درجاتها ، إذ أن أهمية ما هو مشغول فيه من تجارة أو علم ، لا تخرجه عن تلك المرتبة النازلة التي يشترك فيها الغافلون جميعاً ، على اختلاف درجات اهتمامهم ..فالساقط من السماء يعيش على الأرض ولو كان في أجوائها العليا ، فلا حق لمن كان ولو في أعالي الجبال ، أن يقيس نفسه إلى من هو في أعالي السماء .
************************************************** ***********************************
20 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-21-2016 12:04 AM

من يتعذر بأنه لا يجد وقتاً للقرآن
اجعل هذه العبارة نصب عينيك :
"ما زاحـم القرآن شيئا إلا باركه "
وصف سبحانه كتابه بأنه مبارك:
"كتاب أنزلناه اليك مبارك "
والله إنها بـركة حسية وملموسة
يشعر بها من عاشها حقاً

حميد درويش عطية 10-21-2016 09:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"] خلود الذكر [/marq]قد يكتب الخلود - من حيث الآثار - لبعض العباد ، فيُخلّد ذكرهم في ضمن صدقة جارية ، أو أثر نافع ، أو تربيـة لجيل من العلماء أو الصالحين وغير ذلك ..ومن المعلوم أن الدلالة على السبيل - الذي يوجب مثل هذا الخلود - إنما هو ( تفضّل ) من الحق ، ( بالإيحاء ) لمن يريد أولاً ، و( بتسهيل ) السبل لذلك ثانياً ، إذ هو الذي يسند ذلك إلى نفسه بقوله: { وأوحينا إليهم فعل الخيرات }..وشتان بين الخير الذي يراه العبد خيرا بنظره القاصر ، وبين الخير الذي يقذفه الحق في قلب من أراد به خيراً .
************************************************** **************************************
21 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-21-2016 11:43 AM

قال أحد الصالحين :
نحن نسأل الله
فإن أعطانا ، فرحنا مرة !
و إن منعنا ، فرحنا عشر مرات !
لأن العطاء ؛ اختيارنا
و المنع ؛ اختيار الله لنا
و اختيار الله ((خيرٌ )) من إختيارنا

حميد درويش عطية 10-22-2016 08:51 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]التفويض إلى البصير بالعباد [/marq]يختم الحق قوله في: { وأفوض أمري إلى الله } بذكر ( العباد ) ..ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال ( يصرّف ) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه ، من خلال ( سيطرته ) على العباد ، بمقتضى مولويته المطلق و إحاطته بشؤون الخلق أجمعين ..
فالحق - الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلا - هو البصير بكل العباد ، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض ..وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة ، الجليلة منها والحقيرة .

************************************************** ************************
22 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-22-2016 10:01 AM

. ياتري تعرفوا مين إللي غلبت الشيطان وتفوقت عليه ؟؟؟؟؟؟ هل تعلم عندما عصى الشيطان ..من كان شيطانه؟!!
إنها النفس !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! كيف تحارب النفس ..
إن كلمة ( نفس ) هي كلمة في منتهى الخطورة ، وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيرة ، يقول الله تبارك وتعالى :
في سورة ( ق){ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد }
إن هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جداً إسمه (الشيطان )
والناس هنا تتسائل : نحن نؤمن بالله عز وجل ، ونذكره ، ونصلي في المسجد ،ونقرأ القرآن ، ونتصدق ، و ..... و...... و .... الخ وبالرغم من ذلك فما زلنانقع في المعاصي والذنوب ! ! !
والسبب في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي وذهبناإلى عدو ضعيف ، يقول الله تعالى في محكم كتابه{{ إن كيد الشيطان كان ضعيفا }}
إنما العدو الحقيقي هو ( النفس )
نعم ... فالنفس هي القنبلة الموقوتة ،واللغم الموجود في داخل الإنسان, يقول الله تبارك وتعالى : سورة ( الإسراء ) :{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا }
وقوله تبارك وتعالى :سورة ( غافر ) : { اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب }}وقوله تبارك وتعالى :سورة ( المدثر ) : { كل نفس بما كسبت رهينة }
وقوله تبارك وتعالى : سورة ( النازعات ) : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }
وقوله تبارك وتعالى : سورة ( التكوير ) : {علمت نفس ماأحضرت }

نشوة شوقي 10-22-2016 10:06 AM

قال شعيب بن حرب رحمه الله: " لا تجلس إلا مع أحد رجلين ، رجل يعلمك الخير فتقبل منه ، أو رجل تعلمه الخير فيقبل منك ، والثالث اهرب عنه.
(صفة الصفوة )

حميد درويش عطية 10-23-2016 07:16 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الذهول عما سواه [/marq]أشار القرآن الكريم إلى حالة الذهول المستغرق الذي انتاب النسوة اللاتي قطّعن أيديهن عندما رأين جمال يوسف (عليه السلام) ..فعلم من ذلك أن توجّـه النفس إلى جهة واحدة ، يوجب ( انصراف ) النفس عما عداها في تلك الحالة ..وبناء على ذلك فان العبد لو أمكنه ( استجماع ) المتفرق من خيوط نفسه المتشعبة نحو الهوى ، وتوجيهها نحو كعبة الهدى الإلهي ، لتحقق منه ( الذهول ) عما سوى الحق بما لا يقاس به ذهول نسوة يوسف عمن سواه ..فأين جمال الخلق من جمال الخالق المستجمع لكل صفات الجلال والكمال ؟!..إن الاعتقاد بهذه الدرجات العليا من السمو الروحي ، يوجب ( ارتفاع ) همّـة العبد ، وإن كان يائسا - فعلا - من الوصول إلى شيء من تلك الدرجات ، لنقصٍ في المقتضيات أو وجودٍ للموانع .
************************************************** *********************************
23 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-23-2016 06:45 PM

الله يتعقب الناس بالحفظة من أمره لمراقبة ما يحدثونه من تغيير بأنفسهم وأحوالهم فيرتب عليه الله تصرفه بهم . فإنه لا يغير نعمة أو بؤسا , ولا يغير عزا أو ذلة , ولا يغير مكانة أو مهانة . . . إلا أن يغير الناس من مشاعرهم وأعمالهم وواقع حياتهم , فيغير الله ما بهم وفق ما صارت إليه نفوسهم وأعمالهم . وإن كان الله يعلم ما سيكون منهم قبل أن يكون .

حميد درويش عطية 10-24-2016 10:18 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]الهوة بين المادة والمعنى [/marq]إن هذه الهوة العميقة القائمة بين عالم المادة والمعنى ، يجعل الجمع بينهما من أصعب الأمور ..فإذا توجّه العبد إلى أحدهما غابت الآخر عن قلبه ، ومن هنا عُـبّر عنهما ( بالضرتين ) بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، كما ورد في الخبر: { مَـَثل الدنيا والآخرة كمثل رجل له ضرتان ، إن أرضى إحداهما أسخطت الأخرى }..
وهذه هي الأزمة الكبرى للسائرين في أول طريق العبودية ، بل إن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلَّم) اشتكوا أيضا من تبدل حالاتهم بالقول: { إذا دخلنا هذه البيوت ، وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل والمال ، يكاد أن نحول عن الحال التي كنا عليها عندك ، فأجابهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلَّم): لو أنكم تدومون على الحال التي تكونون عليها ، وانتم عندي في الحال التي وصفتم أنفسكم بها ، لصافحتكم الملائكة ومشيتم على الماء } والحل الجامع لهذه المفارقة أن ( يتجلّى ) الحضور الإلهي عند العبد إلى درجة قريبة من حضور المحسوسات عنده ، ثم ( تنمية ) هذا الحضور أكثر فأكثر، إلى مرحلة ( اندكاك ) حضور المحسوسات لديه في ذلك الحضور المقدس ..فيؤول الأمر إلى أن لا يرى إلا لونا واحدا في عالم الوجود ، فيكون كمن مسح لونا باهتا بآخر فاقعٍ ، فلا يكون البريق الخاطف للأنظار إلا للثاني الناسخ لما قبله ..وهذه هي الحالة التي يعكسها مضمون ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): { ما رأيت شيئا ، إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه }.

************************************************** ******************************
24 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-24-2016 11:09 AM

إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله: { وما قدروا الله حق قدره }..فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه ، إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!..فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه.

نشوة شوقي 10-24-2016 11:19 AM

إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل ..وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد ..ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر ..وقد قال الحق تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }.

حميد درويش عطية 10-25-2016 09:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]وجل الطائعين [/marq]إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق ، إذ يقول سبحانه: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }..و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره ، فيقول عز وجل: { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }، والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر ، يناسبه الرجاء والارتياح ..والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى: {أنهم إلى ربهم راجعون} ، إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى - العدل لا الفضل - لرُدّ العمل إلى صاحبه ، إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق ، أو ( لصرفه ) في غير موضعه ، أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى ، أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق في مصالحة حقوق العباد ، وقس عليه باقي موارد الطاعة
************************************************** ******************************
25 - 10 - 2016

نشوة شوقي 10-25-2016 12:26 PM

من يفقه أن بعض الجراح .. عطايا ؟
و أنّ فِي قسوة العيشِ .. هَدايا ؟
ما دمت مع الله فلا تخْشَ على عُمرك شيئًا !
الخير حوْلك .. قد يأتيك مختبئًا في زحام مصيبة ، وأشجان بلية ، ودموع فقيدٍ حارّة .
لا تبتئس ، حتى أوجاعنا رحمة من الله أرحم الراحمين .
من أكثر الجُمل التي تبعث الطمأنينة
"ناصيتي بيدك ماضٍ فيّ حكمك عدلٌ فيّ قضاؤك "
أمان وسلام وإستسلام وتسليم وطمأنينة ورضا

حميد درويش عطية 10-26-2016 05:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]قواعد القبض والبسط [/marq]
إن القبض والبسط من الحالات المتواردة على قلب العبد ، ولهما بعض القواعد التي يحسن الالتفات إليها: فمن ذلك أن القبض والبسط ( بـيد ) القابض والباسط يجريهـما على قلب عبده بمقتضى حكمته الغالبة ..ومنها إنه لا يمكن إطلاق القول بأن الإقبال خير من الإدبار ، لأن بالثاني يدفع حالة ( العُجْب ) المهلكة ، فإن أنـين المذنبين قد يكون أحب إليه من تسبيح المسبحين ..ومنها أن الإدبار قد يجتمع مع قرب منـزلة العبد من ربه حتى في حالة الإدبار ، فيُعطى الرتبـة ( التقديرية ) من دون تحسيس له بذلك ، لمصلحة يراها الرب الحكيم ..ومنها أن القبض يعـارض ( هوى ) النفس ، وفي ذلك تكـفير لسيئاته وخاصة مع تأذي صاحبه من طول فترة الإدبـار ..ومنها أن القبض والبسط من حالات العـبد وخصوصياته ، فلا ينبغي أن يشغل نفسه ( بما يخصه ) عما ( يخص الحق ) وهو القيام بوظائف العبودية ..ومن مجموع ما ذكر يعلم أن على العبد أن يقوم مقام العبد ، سواء أورث ذلك إقبالا أو إدبارا ، إذ ليس الإقبال بغية مستقلة للعبد ، وإلا صارت عبادته طلباً للحظوظ النفسانية التي تخل بالإخلاص عند الدقة والتأمل ..وليعلم أخيرا أن هنالك بعض الذنوب الموجبة للقبض ، بل بعض المباحات المعبر عنها بمثيرات الهموم ، التي نهى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن استعمالها .

************************************************** *****************************
26 - 10 - 2016

مؤيد عبد الله 10-26-2016 03:50 PM

استاذنا حميد درويش عطية المحترم

شكرا على هذه الخواطر الايمانية السابحة في بحار الحكمة ، قد نبض بها قلبكم الواسع الكريم ، واسمح لي بتعقيب صغير .. الحيرة والقلق منتفيتان عند المؤمن عندما يكون منشغلا بما بينه وبين الله اذا احسن الظن فيه ، فالله لايظلم راجيه والساعي اليه مسلما له امره وحريصا على طاعته .. لكنه عميق ومؤثر اذا كان بينه وبين الناس ، فدليل الناس هو عيونهم وعقولهم وتجاربهم ، وهي مختلطة ومشوشة زاخرة بما يدفع الى الشك وسوء الظن .. الكلام عندي طويل واخشى ما اخشاه ان اثقل عليكم

اعجابي بكم كبير ودعالي لكم ان يوفقكم الله

حميد درويش عطية 10-27-2016 02:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
[marq="2;right;1;scroll"]فتح الشهية قبل الإطعام [/marq]إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى ..فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟!..ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي (ص) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }..فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟.
************************************************** **********************
27 - 10 - 2016

حميد درويش عطية 10-28-2016 09:22 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤيد عبد الله (المشاركة 217180)
استاذنا حميد درويش عطية المحترم
شكرا على هذه الخواطر الايمانية السابحة في بحار الحكمة ، قد نبض بها قلبكم الواسع الكريم ، واسمح لي بتعقيب صغير ..
الحيرة والقلق منتفيتان عند المؤمن عندما يكون منشغلا بما بينه وبين الله اذا احسن الظن فيه ، فالله لايظلم راجيه والساعي اليه مسلما له امره وحريصا على طاعته .. لكنه عميق ومؤثر اذا كان بينه وبين الناس ، فدليل الناس هو عيونهم وعقولهم وتجاربهم ، وهي مختلطة ومشوشة زاخرة بما يدفع الى الشك وسوء الظن .. الكلام عندي طويل واخشى ما اخشاه ان اثقل عليكم
اعجابي بكم كبير ودعالي لكم ان يوفقكم الله

*******************************************
عزيزي السيد مؤيد
قل ما عندك ولا تتردد ، مع الأخذ بنظر الإعتبار أنَّها ومضة .
لك تقديري و شكري المتواصل لمشاركتك معنا . أرجو دوام التواصل
تحيتي ....
حميد
28 - 10 - 2016


الساعة الآن 09:39 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team