![]() |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
لفصلُ السابعُ والعِشرونَ
في مُخَاطَبَةِ اثْنَينِ ثُمَّ النَّصِّ عَلَى أَحَدِهِمَا دُونَ الآخَرِ العَرَبُ تَقولُ: ما فَعَلْتُما يا فُلَانُ؟ وفي القُرآنِ: {فَمَنْ رَبُّكُمَا يا مُوسَى}*. وفيه: {فَلَا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشْقَى}**، خاطب آدمَ وحوَّاءَ، ثُمَّ نَصَّ في إتْمامِ الخِطَابِ على آدمَ وأَغْفَلَ حَوَّاءَ. *"49" من سورة طه. **"117" من سورة طه. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثامنُ والعشرونَ
في إضَافَةَ الشَّيءِ إلى صِفَتِهِ هيَ مِنْ سُنَنِ العَرَبِ إذْ تَقولُ: صَلَاةُ الأُولَى، ومَسْجِدُ الجَامِعِ، وكتابُ الكَامِلِ، وحمَّاد عَجْرَدٍ، وعَنقَاءُ مُغْرِبٍ ويَومُ الجُمُعَةِ، وفي القُرْآنِ: {والدَّارُ الآخِرَةِ خَيرٌ}*، وكَمَا قالَ عَزَّ ذِكرُهُ في مكانٍ آخر: {قُلْ إنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الآخِرَةُ عِنْدَ اللهِ خالِصَةً}**، وقالَ تَعَالى: {إنَّ هَذا لَهُوَ حَقُّ اليَقينِ}***. فأمَّا إضَافَةُ الشَّيءِ إلى جِنْسِهِ فَكَقَولِهِمْ: خَاتَمُ فِضَّةٍ وثَوبُ حَريرٍ وخُبْزُ شَعِيرٍ. *"109" من سورة يوسف. **"94" من سورة البقرة. ***"96"من سورة الواقعة. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ التّاسعُ والعِشرونَ
في المَدْحِ يُرَادُ بهِ الذَّمُّ فَيَجْرِي مَجْرَى التَّهَكُّمِ والهَزْلِ العَرَبُ تَفعلُ ذلكَ فَتقولُ للرَّجُلِ تَسْتَجْهِلُهُ: يا عَاقلُ، وللمَرْأَةِ تَسْتَقْبِحُهَا: يا قَمَرُ. وفي القُرْآنِ: {ذُقْ إنَّكَ أنْتَ العَزيزُ الكَريمُ}*. وقالَ عَزَّ ذِكْرُهُ: {إنَّكَ لَأَنْتَ الحَلِيمُ الرَّشِيدُ}. *"49" من سورة الدخان. **"87" من سورة هود. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثّلاثونَ
في إِلْغَاءِ خَبَرِ (لَوْ) اكْتِفَاءً بِمَا يَدُلُّ عَلَيهِ الكَلَامُ وثِقَةً بِفَهْمِ المُخَاطَبِ ذلكَ مِنْ سُنَنِ العَرَبِ كقَولِ الشَّاعِرِ: وَجَدِّكَ لَوْ شَيءٌ أتَانَا رَسولُهُ سِواكَ ولَكنْ لَمْ نَجِدْ لَكَ مَدْفَعَا والمَعْنَى: لو أتانا رَسولٌ سِواكَ لَدَفَعْنَاهُ. وفي القُرآنِ حِكَايَةٌ عنْ لُوطٍ قال: {لو أنَّ لي بِكُمْ قُوَّةً أو آوِي إلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ}*. وفي ضِمْنِهِ: لكُنتُ أكُفُّ أذاكُم عَنِّي. ومثلُهُ: {ولو أنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الجِبالُ أو قُطِّعَتْ بِهِ الأرضُ أو كُلِّمَ بِهِ الموتى بَل للهِ الأمْرُ جَميعًا}**. والخَبَرُ عَنْهُ مُضْمَرٌ كأنه قال: لكَانَ هَذا القرآنُ. *"80" من سورة الدخان. **"31" من سورة الرعد. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الواحدُ والثّلاثونَ
فيما يُذَكَّرُ ويُؤَنَّثُ وقَدْ نَطَقَ القُرْآنُ باللُّغَتَيْنِ مِنْ ذلكَ السَّبِيل قال اللهُ تَعَالَى: {وإنْ يَرَوا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوه سَبِيلًا}* وقال جلَّ ذكرُهُ: {هَذهِ سَبِيلِي أدْعُو إلى اللّهِ على بَصِيرةٍ}**. ومِنْ ذلكَ الطَّاغُوتُ، قالَ تَعَالَى في تَذْكِيرِهِ: {يُرِيدُونَ أنْ يَتَحَاكَمُوا إلى الطَّاغوتِ وَقَدْ أمِرُوا أن يَكْفُرُوا بِهِ}***. وفي تَأنِيثِهَا: {والّذِين اجْتَنَبوا الطَّاغوتَ أنْ يَعْبُدُوهَا}****. *"146" من سورة الأعراف. **"108" من سورة يوسف. ***"60" من سورة النساء. ****"17" من سورة الزمر. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثّاني والثَّلاثونَ
فِيمَا يَقَعُ عَلَى الوَاحِدِ والجَمْعِ مِنْ ذَلكَ الفُلْكُ، قالَ اللّهُ تَعَالى: {في الفُلْكِ المَشْحُونِ}* فَلَمَّا جمعَهُ قَالَ: {والفُلْكِ الّتي تَجْرِي في البَحرِ}**. ومِنْ ذَلكَ قَولُهُمْ: رَجُل جُنُبٌ ورِجَالٌ جُنُبٌ، وفي القُرْآنِ: {وإنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَرُوا}***. ومن ذلك العَدُوُّ. قَالَ تَعَالَى: {فإنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إلَّا رَبَّ العَالَمِينَ}*** وقَالَ: {وإنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدوٍّ لَكُمْ وهوَ مُؤمِنٌ}****. ومِنْ ذلكَ الضَّيْفُ: قالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ: {هَؤلاءِ ضَيْفِي فَلَا تَفْضَحونِ}*****. *"119" من سورة الشعراء. **"164" من سورة البقرة. ***"6" من سورة المائدة. ****"77" من سورة الشعراء. *****"92" من سورة النساء. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الثالثُ والثّلاثونَ في جَمْعِ الجَمْعِ العَرَبُ تَقُولُ أَعْرَابٌ وأعارِيبٌ، وأَعطِيَةٌ وأعطِياتٌ، وأَسْقِيةٌ وَأسقيَاتٌ، وطُرُقٌ وطُرُقاتٌ، وجِمالٌ وجِمالاتٌ، وأَسْوِرَةٌ وأَساوِرٌ، قال اللهُ عَزَّ وجلَّ {إنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالقَصْرِ كَأنَّهُ جِمالاتٌ صُفْرٌ وَيلٌ يَومئذٍ للمُكَذِّبِينَ} وقالَ عزَّ وجَلَّ {يُحَلَّونَ فِيها مِنْ أسَاوِرَ مِن ذَهّبٍ". وليْسَ كلُّ جَمعٍ يُجْمَعُ كَمَا لا يُجْمَعُ كلُّ مَصْدَرٍ. *"34-32" من سورة المرسلات. **"31" من سورة الكهف. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفَصلُ الرّابعُ والثّلاثونَ في الخِطَابِ الشَّامِلِ للذُّكْرَانِ والإنَاثِ ومَا يُفَرّقُ بَيْنَهُمْ قالَ اللهُ عزّ وجلّ {يا أيُّها الّذينَ آمنُوا اتَّقُوا اللّهَ}* وقالَ: عزَّ وجَلَّ {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ}** فَعَمَّ بِهذا الخِطابِ الرِّجالَ والنِّسَاءَ وغَلَّبَ الرِّجَالَ، وتَغْلِيبُهُمْ من سُنَنِ العَرَبِ. وكانَ ثَعلبُ يَقولُ العَرَبُ تَقولُ: امْرُؤٌ وامْرَآنِ وقَوْمٌ، وامْرَأةٌ وامْرَأتَانِ ونِسْوةٌ، لا يُقالُ للنِّسَاءِ قَومٌ، وإنَّما سُمِّي الرِّجالُ دُونَ النِّساءِ قومًا لأنَّهُمْ يَقومونَ في الأُمُورِ، كما قَالَ عَزَّ ذِكرُهُ {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ على النِّساءِ}*** يُقالُ قَائمٌ وقُوَّمٌ كَمَا يُقَالُ زَائرٌ وَزُوَّرٌ، وصَائِمٌ وصُوَّمٌ، ومِمَّا يَدُلُّ عَلى أنَّ القَومَ رِجالٌ دُونَ النِّساءِ قَولُ اللّهِ تَعالَى {يا أيُّها الّذينَ آمَنُوا لا يَسْخَرُ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أن يَكُونُوا خَيرًا مِنْهُم ولا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أن يَكُنَّ خَيرًا مِنْهُنَّ}****. وقَوْلُ زُهيرٍ: وما أَدْرِي وسَوفَ إخَالُ أدْرِي أقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أم نِسَاءُ *"102" من سو رة آل عمران. **"78" من سور الحج. ***"34" من سورة النساء. ****"11" من سورة الحجرات. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ الخامسُ والثّلاثونَ
في الإخْبَارِ عَنِ الجَمَاعَتينِ بِلفْظِ الإثْنَينِ العَرَبُ تَفْعَلُهُ، كما قالَ الأسْودُ بْنُ يَعْفُرَ: إنَّ المَنَايَا والحُتوفَ كِليهِما في كلِّ يَومٍ تَرْقُبانِ سَوادِي وقالَ آخرُ: أَلَمْ يُحْزِنكِ أنَّ حِبالَ قَيْسٍ وتَغْلِبَ قَدْ تَبَايَنَتا انْقِطَاعَا وقد جاءَ مْثلُهُ في القُرْآنِ، قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ: "أَوَلَم يَرَ الّذينَ كَفَرُوا أنَّ السَّموات والأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا* فَفَتَقْنَاهُمَا}** *رتقا: منطبقتين، فتقناهما: فصلنا إحداهما عن الأخرى والذي عليه أكثر المفسرين"كانتا رتقًا أي شيئا واحدًا ملتئمًا، ففتقناهما أي: فتقنا السماء بالمطر والأرض بالنبات". **"30" من سورة الأنبياء. |
رد: فقه اللغة وسرُّ العربية / الثعالبي
الفصلُ السّادسُ والثّلاثونَ
في نَفْي الشَّيْءِ جُمْلَةً مِنْ أَجلِ عَدَمِ كَمالِ صِفَتِهِ العَرَبُ تَفعَلُ ذَلكَ، كمَا قَالَ اللّهُ عَزَّ وجَلَّ في صِفَةِ أهلِ النَّار {ثُمَّ لَا يَموتُ فِيهَا ولَا يَحْيَا}*. فَنَفَى عَنْهُ المَوتَ لأنَّهُ لَيسِ بِموتٍ صَرِيحٍ، ونَفَى عنْهُ الحَياةَ لأنَّها لَيْستْ بِحَياةٍ طَيِّبَةٍ ولا نَافِعَةٍ، وَهَذا كثيرٌ في كَلامِ العَرَبِ، قالَ أبُو النَّجْمِ: يَلْقَيْنَ بالجِنَاءِ والأجارِعِ * كلَّ جَهيضٍ ليِّنِ الأكارِعِ لَيْسَ بِمَحْفُوظٍ ولا بِضائِعِ يَعْني أنَّهُ لَيسَ بِمحفوظٍ لأنَّه أُلقِيَ في صَحْرَاءَ ولا بِضَائعٍ لأنَّهُ مَوجُودٌ في ذَلكَ المَكَانِ. ومِنْ ذَلكَ قولُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ {وتَرَى النَّاسَ سُكَارَى ومَا هُمْ بِسُكَارَى} أي ماهم بسكارى مِنْ شُرْبٍ ولكنْ سُكَارَى مِنْ فَزَعٍ وَوَلَهٍ. *"74" من سورة طه. **في الطبعة المصرية "يُلْقَيْنَ بالخِبارِ والأجارِعِ....." وسياق التفسير يناسب أن يكون ضبط الكلمة "يُلْقِيْنَ" فتدبر ذلك. ***"2" من سورة الحج. |
الساعة الآن 03:43 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.