![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]عبودية الخلق لبعضهم [/marq]إن من الملفت حقاً ، استعداد العباد لعبودية بعضهم بعضاً ، مع ما يلازمها من ذلّ واحتقار ، لا ( يعوّضه ) القليل مما يبذل لهم من المتاع ، جزاء ذل العبودية لفقيرٍ فانٍ مثلهم .. والحال أنهم لا يعيشون شيئاً من هذا ( الإحساس ) ، تجاه من منه مصدر الوجود ، ومن هو صاحب العطاء الذي لا منّـة فيه ، ومن إليه المصير .. حميد عاشق العراق 4 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] ما هو من لدن الحق [/marq]استعمل الحق المتعال في كتابه العزيز كلمة ( لدن ) في مثل: الرحمة ، والذرية ، والسلطان النصير ، والأجر العظيم ، والعلم ، والحنان ، والذكر ، والرزق ..ومن الواضح أن التعبير بانتساب هذه الأمور إلى الحق مباشرة ، يشعر بعناية زائدة بهذه الأمور الممنوحة لمن أراد الحق أن يختصه برحمته ، رغم أن كل المنح - ولو كانت بواسطة الأغيار - منتسبة إلى الحق المتعال .. ومن هنا يتأكد على العبد أن يرجع إلى المولى ، ليستوهبه تلك المنح ( الخاصة ) في إحدى المجالات المذكورة ، وما أعظم منحة الحق لو تحققت في أبعاض تلك الأمور!! . ************************************************** ******************************************* حميد عاشق العراق 4 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]الإمامة في الهداية والحكم [/marq]إن الإمامة ، وإن كانت إمامةٌ للخلق ، ( حكومةً ) في البلاد وسياسةً للعباد ، إلا أنها في الوقت نفسه متقوّمة ( بهداية ) الخلق ، وهي العمدة في هذه الرتبة العليّـة .. ولهذا نجد أن مصطلح الإمام - بمعناه الواسع - مقترنٌ بالهداية ، فيقول تعالى: { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا }..كما وصف كتاب الهداية بالإمام ، فيقول تعالى: { كتاب موسى إماما ورحمة }..كما يجعل إحصاء كل شيء في الإمام المبين ، فهو الحامل للعلم الذي لا يحدّه شيء ، فيقول تعالى: { وكل شيء أحصيناه في إمام مبين }.. ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 5 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]مواجهة العقيدة الفاسدة [/marq]إن الأسلوب الأمثل في مواجهة من يحمل عقيدة باطلة ، هو إتباع أسلوب التدرج في تخليصه من ذلك الباطل ، يتمثل في: ( التشكيك ) أولاً في يقينه بصحة معتقده ، ليتزلزل ما هو ثابت في نفسه ، كالشجرة التي يراد اقتلاعها فيُحرّك أولاً من موضعها ..ثم ( تقديم ) البديل الصالح بالدليل والبرهان ثانياً ، من دون تجريح أو تسخيف لما كان عليه ، كإنبات شجرة صالحة بجانبِ أخرى فاسدة ..ثم ( بيان ) فساد ما كان عليه ثالثاً ، كقلع الشجرة الفاسدة من جذورها بعد استقرار الشجرة الصالحة ونموها ..وينبغي الالتفات في كل هذه المراحل إلى عدم ( غرس ) اليأس والتذمر في نفس المخاطب ، الذي حمل تلك العقيدة الفاسدة في برهة من حياته ، لأنه سيحمل ثقل الندامة من تلقاء نفسه لتضييع عمره في سبيل الباطل . ************************************************** ************************ حميد عاشق العراق 5 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]كالمشرد عن داره [/marq]إن مَثَل العبد في الإنابة إلى ربه ، كَمَثل الصبيّ الذي تشاغل مع الصبيان في لهوهم ولعبهم ، ثم اضطر إلى العودة والالتجاء إلى أهله ، فعليه: أولاً ( بتنقية ) بدنه مما علق به في لهوه ولعبه ، ثم ( الإقبال ) على باب اهله مستقبلاً إياه غير مستدبر ، ثم ( الإصرار ) على الطرق جُـهْد إمكانه ، فإن لم تفتح له الأبواب ، مع ما هو فيه من الوحشة خارج الدار ، أجهش بالبكاء ، ملتمساً بشفيع يشفع عند أهله ، للتجاوز عن طول احتجابه عنهم متشاغلاً بلهوه ولعبه ، فإن لم يؤذن له بالدخول بعد ذلك كله ، فقد تم طرده بما يوجب له التشرد في تلك الليلة إن لم يكن في جميع الليالي .. والأمر كذلك في إنابة العبد إلى ربه ، فإذا خرج إلى ساحة الحياة ليلهو مع اللاهين ، وجب عليه المسارعة في العودة إلى مأواه ، بطرقه باب الرحمة ، مصراً في ذلك ، باكياً ومتباكياً ، ومستشفعاً بأولياء الحق ..فإن أحس ( بالصدود ) بعد ذلك كله ، فعليه أن يوطّن نفسه على التشرد بعيداً عن ساحة العبودية للحق ، ولا مصير له بعد ذلك إلا الوقوع في أيدي الشياطين ، ولكن هيهات على الكريم أن يرد مثل هذا الملتجئ خائباً . ************************************************** *************************** حميد عاشق العراق 6 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]عناصر تحقق المعرفة [/marq]إن المعرفة ثمرة ( تقابل ) بين ذاتٍ مدركة ، و( موضوعٍ ) مُـدَرك ، و( إدراك ) للموضوع على ما هو عليه ..ومن ذلك يعلم أن تمامية المعرفة ، تحتاج إلى اكتمال جميع تلك العناصر ، إذ لا بد من بلوغ الذات إلى مرحلة الإدراك المستلزمة لإزاحة موانع الفهم ، كما لا بد من مواجهة الذات للموضوع المـُدرك ، وهذا فرع إدراكه لأهمية تلك المواجهة ، وإلا فكم من العلوم التي لا تواجهها الذات لعدم إحساسها بلزوم مواجهتها !!..وأخيراً - والأهم من ذلك كله - انعكاس الموضوع بصورته الواقعية لا الخيالية المعاكسة للواقع ، وهنا ( مـزّال ) الأقدام في عالم المعرفة ، وذلك للجهل المركب بأن المـُدرك في الذهن لا يطابق ما هو في الخارج .. وما أكثر هذا الالتباس في باب المعارف ، ومن مصاديق ذلك: المعرفة بالطريق الموصل إلى الحق والذي تاه فيه التائهون ، فضلوا وأضلوا العباد ، وذلك لعدم مطابقة الواقع لصورهم الوهمية ، وكشوفاتهم الباطلة ، ووارداتهم الزائفة ، سواء شعروا بذلك أو لم يشعروا . ************************************************** *********************** حميد عاشق العراق 6 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]التأثر بالمدح والذّم [/marq]إن على المؤمن أن يكون على بصيرة من أمر نفسه دائماً ، فيعلم ما لها وما عليها ، وأما ما يقوله الخلق مدحاً أو ذماً ، فهو إخبار عما يكون المرء أخبر به منهم ..فلا داعي ( للأنس ) بمدحهم ، كما لا داعي ( للضيق ) بذمهم ، ما دام يعلم انطباق ما قيل في حقه أو يعلم عدم انطباقه للواقع ، فيكون التأثر ( للواقع ) ، لا لما كشف عنه من قول الآخرين .. ************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 7 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]الحب يوحّد الهـمّ [/marq]إن من موجبات توحد الهمّ عند الخلق ، هو ( الحب ) ولو كان في مورد باطل ..فترى العاشق موحد الهمّ ، صاحب تركيز في مورد حبه ، غير مكترث بغير من يهوى ويحب ، ذا همّـة عالية في سبيل الوصول إلى بُـغيته ..ومن هنا قال بعضهم إن المحب المجازي - لو انقلب على واقعه - لسهل عليه الوصول إلى الحب الحقيقي ، لأنه في مرحلة سابقة قد ( وحّد ) همّـه ، وقطع ارتباطه بغير من يهوى ، فيبقى استبدال المحبوب الفاني بالمحبوب الباقي ، وهي خطوة واحدة .. فمَثَله كَمَثَل من اتخذ معبوداً واحداً غير الحق ، ثم انقطع إلى الحق المتعال في ( حركة ) واحدة ، خلافاً لمن أنس بآلهة متعددة ، فإن الانقطاع عن كل إلـه ، يحتاج إلى جهدٍ خاص بازائه . ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 7 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]علاقة الملائكة بالخلق [/marq]إن علاقة الملائكة بالخلق من ولد آدم ، علاقة ( أوطد ) مما قد يتراءى لنا بالنظرة الأولى ..فمثلاً ( يسلّم ) العبد على ملكيه في كل يوم ، لأنه موجود ذو شعور يستحق الخطاب والتكريم ، وخاصة مع عدم عودتهما إلى المرء في اليوم اللاحق ، إضافة إلى دلالة بعض النصوص الشريفة على ( استفادتهم ) من عبادة الآدميين ، بطيّ صحفهم يوم الجمعة للاستماع إذا جلس الإمام للحديث ، إذ روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : {إذا كان يوم الجمعة ، كان على بابٍ من أبواب المسجد ملائكة ، يكتبون الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام طووا الصحف ، وجاءوا يستمعون الذكر } ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 8 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]اتخاذ الشهداء [/marq]إن الحق المتعال غني عن الخلق ، بذلك الغنى المطلق الذي لا يُتصور معه أن يتخذ شيئاً من هذا الوجود .. إلا أن الحق المتعال في سياق تكريم الشهداء ، يجعل الشهداء ممن ( اتخذهم ) لنفسه بقوله: { ويتخذ منكم شهداء } ، بناءً على أن المراد بالشهيد هنا هو المقتول في سبيل الله تعالى ، لا الشاهد على ما يجرى في الأمة .. وعلى كلّ حال فإن استحضار حقيقة غنى الحق ، مع شدة ( تحبّـبه ) إلى العباد بقوله: { وإذا سألك عبادي عني فأني قريب } ، يضفي على العبد ( شعوراً ) عميقاً بالخجل والاستحياء من جهة ، وبشدة رأفة وحنان رب العالمين من جهة أخرى . ************************************************** ******************* حميد عاشق العراق 8 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]تصدّي من لامعرفة له [/marq]إن من الخطأ الذي يعود ضرره إلى الدين ، أن ( يتصدى ) من لا معرفة له بقواعد البحث والمجادلة ، ولا إلمـام له بتفاصيل الفروع والأصول ، للدفاع عن العقيدة الحقّـة ، إذ قد يسيء بذلك أكثر مما يحسن ، ويفسد أكثر مما يصلح .. وعليه فمن كان في مظان ذلك ، فعليه أن ( يتسلح ) بسلاح الأسلوب الهادف ، والمضامين الصحيحة لترويج الدين ، وإلا وجبت عليه ( الدلالة ) على من يكون واجداً لتلك الصفات ، من العلماء الذين جمعوا بين الأسلوب الحكيم والمضمون الحق .. ************************************************** ***************** حميد عاشق العراق 9 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]مواجهة الحقائق الملكوتية [/marq] أن ( المعرفة ) عبارة عن مواجهةٍ للمعلومة التي تنعكس في الجهاز المدرِك لها ، هي مواجهةٌ بالقلب لتلك الحقائق الملكوتية .. فكما أن المواجهة في عالم المعرفة توجب انعكاس المعاني في النفوس ، فكذلك المواجهة في عالم الحقيقة توجب انعكاس تلك الحقائق - بآثارها - أيضاً في القلوب ، كما أن المواجهة الحسية في عالم الإنارة كذلك توجب انعكاس النور فيما واجه النور .. والذي يجمع ذلك كله هو أن طبيعة المواجهة تقتضي ( سريان ) الآثار بين المتواجِهَين ، وكلما سما أحد المتواجِهَين اشتد التفاعل والتأثير بينهما .. ************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 9 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] تكلّف العلم [/marq]إن تكلف العلم الذي لم يأمر به الحق ، مذموم عند أولياء الحق (عليهم السلام ) ..فإن الإطلاع على ما لا يزيد الإنسان ( فائدة ) في دينه أو دنياه لمن فضول النشاط العلمي ، فيتحول صاحبه إلى مترفٍ في الفكر ، ومستودعٍ للمعلومات .. ومن ( فضول ) النشاط أيضاً ، المجادلة مع أهل الخصومات ، والبحث لأجل البحث ، لا لكشف الحقائق .. إن مجموع ذلك يستفاد من خلال النص الذي ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام ) أنه قال : { إياك وأصحاب الكلام والخصومات ومجالستهم ، فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه ، وتكلفوا ما لم يؤمروا بعلمه حتى تكلفوا علم السماء } . ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 10 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]البلاء عقيب الزلّة [/marq]يذكر المبرّد اللغوي في كتابه الفاضل - ص17: { وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) أنه قال : من أخذه الله بمعصيته في الدنيا ، فالله أكرم من أن يعيدها عليه في الآخرة ، ومن عفا عنه في الدنيا فالله أكرم من أن يأخذه بها في الآخرة } ، ثم عقبه بقوله فيقال : إن هذا أحسن حديث روي في الإسلام ..ومن هنا لا يستوحش العبد المنصف من توارد بعض البلاء عقيب زلّـة من الزلات ، لعلمه أن ذلك البلاء لا يُعـدّ بلاء ، قياساً إلى العذاب المقدر على ذلك العمل فيما لو أمهل العبد .. فما شرٌ بعده الجنة بشر ، وما خيرٌ بعده النار بخير ، بل إن ( توارد ) النعم بعد المعاصي من صور ( الاستدراج ) الذي يستوحش منه العبد .. ولـيُعلم أن الذنب بعد الذنب علامة الخذلان ، والطاعة بعد الذنب علامة التوبة ، والطاعة بعد الطاعة علامة التوفيق ، والذنب بعد الطاعة علامة الردّ . ************************************************** *********************** حميد عاشق العراق 10 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] حكمة سلب النعم [/marq]إن الله عزّ وجل أكرم من أن يسلب النعمة التي وهبها لعبده ، فإن ذلك خلاف شأن الكريم الذي بيده خزائن كل شيء ، إذ ما الموجب لأن ( ينغّص ) الرب الغني ، عيش عبده الفقير بسلب النعم ، بعد أن أذاقه حلاوتها .. نعم إن من الممكن وقوع ذلك السلب في حالتين ، الأولى : ( التعويض ) بما هو خير له ، وإن لم يتحقق ذلك التعويض في هذه الحياة الدنيا ، والثانية : ( إتيان ) العبد بما يوجب سلب تلك النعمة من الذنوب الماحقة ، وبالتالي تجتمع عليه مصيبتان: مصيبة فقدان النعم ، ومصيبة فقدان العوض ..وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : { إن الله قضى قضاءً حتماً ، لا ينعم على عبد بنعمة فسلبها إياه ، حتى يحدث العبد ذنباً يستحق بذلك النقمة } . ************************************************** ****************** حميد عاشق العراق 12 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]الذكر على كل حال [/marq]لقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال عن آية ( الذين يذكرون الله قياماُ وقعوداً وعلى جنوبهم ) : { ويلٌ لمن قرأ هذه الآية ، ثم مسح بها سبلته } و { ويل لمن لاكها بفكّـيه ، ولم يتأمل فيها }.. ومن الملفت في هذه الآية الكريمة أنها تجمع بين ( تذكّر ) الحق المتعال كمقصود غائي يستفاد من قوله تعالى: { ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً }، فهذا هو الذي يمنحه الاستواء في السلوك ، والجدية في الإرادة ، وبين ( تذكرّ ) الحق التفصيلي في كل التقلبات ، إذ أن العبد لا يخلو من قيام أو قعود أو اضطجاع ، فمن ذَكَر الله في هذه المواضع ، كان ذاكراً لله على كل حال .. فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام ) انه قال : { لا يزال المؤمن في صلاة ما كان في ذكر الله } . ************************************************** *********************** حميد عاشق العراق 13 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]معارضة الصلاة لغيرها [/marq]كثيراً ما يتعارض وقت الصلاة مع أعمال أخرى من شؤون الدنيا ، ( فيقدّم ) العبد التوافه من الأمور على اللقاء مع رب العالمين ، رغم دعوته الأكيدة للصلاة وجَعْـلها كتاباً موقوتاً .. ومن ثم يتوقع العبد ( مسارعة ) الحق في تلبية ندائه ، وهو ( المستخف ) بنداء الحق في المسارعة إلى تلبيته ، وكما يدين العبد يدان ..ولقد كان النبي (صلى الله عليه و آله وسلم ) إذ دخل وقت الصلاة ، كان كمن لا يعرف أهلاً ولا حميماً ..وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : { ليكن أكثر همّـك الصلاة ، فإنها رأس الإسلام بعد الإقرار بالدين } ************************************************** ************************** حميد عاشق العراق 15 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]من شعب الجنون [/marq]إن العبد الذي يعتقد أن الغضب شعبة من شعب الجنون ، يتحاشى موجباته لئلا يُـقدم على ما قد ( يسلبه ) عقله ، كما يراقب أفعاله بدقة عند فوران غضبه لئلا يظهر جنونه خارجاً ، فيعمل ما لا يمكن التكفير عنه ، ولطالما ( تفوّه ) بشطر كلمة بقيت آثارها في نفس من غضب عليه ، لم تذهب حتى مع تقادم الأيام ، بل وصفته بصفة لا تليق به كعبد سويّ ..\وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) أنه قال : { الحدّة ضرب من الجنون لأن صاحبها يندم ، فإن لم يندم فجنونه مستحكم } ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 16- 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]رفاق السوء [/marq] ينبغي الالتفات إلى الحذر الشديد من رفاق السوء ، الذين يصرفون العبد عن مسيرته علماً وعملاً .. وقد عبّر القرآن الكريم عن المنافقين بالشياطين ، إذ أن بواطنهم استحالت إلى حقيقة ( تجانس ) حقيقة الشياطين ، وعليه فإن معاشرتهم كمعاشرة الشياطين ، في ترتّب الآثار على مثل تلك المعاشرة المهلكة .. ولو ( تجلى ) للعبد هذه الصفة من الشيطنة فيمن تسوء معاشرته ، لولى منه فرارا ، كما لو ( تلـبّس ) جنٌ بهيئته المرعبة بشخص إنسان ، فكيف يعاشره من يراه كذلك ولو كان من أحب الخلق إليه ؟! . ************************************************** *************************** حميد عاشق العراق 17 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]مقياسية الأجر[/marq]إن من المقاييس المهمة لتمييز درجات العبودية هو العقل والمعرفة ، ( فبالعقل ) يُعرف الله ويُعبد ، وبه يترسم مجمل مسار العبد إلى ربه ..كما أن ( بمعرفة ) الحق المتعال - مع لوازم تلك المعرفة - يتعرّف على جزئيات ذلك المسار ..وأما الذي لا يعيش هذه المعرفة المحركة للكمال ، فإنه لا يكاد يصل إلى تلك الدرجات العالية ، وإن أتعب جوارحه بالعبادة ، لأن ( تعب ) الجوارح بالعبادة مستلزم للأجر ، وللمعرفة عالم متمايز عن عالم الأجور .. ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 18 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]ناريّـة الأفعال [/marq] يحذّر الحق المتعال من نار جهنم ويصفها بأن وقودها الناس والحجارة .. وعليه فقد يكون في وصف هؤلاء بأنهم وقودٌ لتلك النار ، إشارة إلى أن منشأ ذلك هي ( بواطنهم ) المستندة إلى قبيح أفعالهم في النشأة الأولى ، لأن تلك الأفعال كانت تستبطن النار وإن لم يشعر بها صاحبها ، كما عبّـر الحق المتعال عن آكل مال اليتيم بأنه آكل للنار ..فلو استحضر العبد ( نارية ) الأفعال التي لا يرضى بها الحق ، لتحرّز عن كل ما يكون وقوداً لنار جهنم وإن تلذذ أهل الغفلة بالإتيان بها ، جهلا بذلك الباطن الذي ( يُكشف ) عنه الغطاء ، في وقت لا ينفعهم مثل هذا الانكشاف . ************************************************** ***************************** حميد عاشق العراق 19 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]طبيعة السفر إلى الحق [/marq]إن شأن السير إلى الحق كشأن السفر إلى البلاد والبقاع ، في أن لكل مرحلة من السفر ( طبيعتها ) الخاصة ، ووسائلها الخاصة ، وعقباتها الخاصة ، وزادها الخاص .. وعليه فلا بد أن يتوقع كل ذلك قبل سفره ، لـيُعدّ له عدته اللائقة به ، وعليه فإن السالك المعتقد بأن السفر عملية رتيبة متشابهة في كل مراحلها ، يفاجأ بأول ( منعطف ) في سيره ، وبأول تغيير في طبيعة العقبات التي تعترضه ، وهي قد تكون تارة على شكل شهوةٍ ملحّـة ، أو على شكل أمواجٍ من الخواطر والأوهام ، أو على شكل سيلٍ من وساوس الشيطان ، أو على شكل أذى الخلق له ، وغير ذلك مما مرّ به السالكون ..فلا ينبغي للعبد أن يتوقع ( الرتابة ) في سير الأمور ، فهذا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) بين يدي الحق في غار حراء حيث الخلوة المطلقة تارة ، وفي أرض أحد حيث كسرت رباعيتاه والعدو على مقربة منه تارة أخرى . ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 20 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين[marq="2;right;1;scroll"]هجوم الخواطر والأوهام [/marq]قد يمر العبد في ظرف خاص ، تهجم عليه الخواطر والأوهام بشكل لا يطيق دفعها من دون مجاهدة كبيرة ، فيرى نفسه ( معذوراً ) في الاستسلام لها والاسترسال معها عملاً بقاعدة : { أنا الغريق فما خوفي من البلل } ..والحال أن أدنى التفاتـة إلى الحق - في تلك الحالة - يُـعد سعياً مشكوراً من قبل المولى جل ذكره ..كما يتعمد أحدهم استضافة جليسه في مجلس يغلب عليه موجبات الذهول والانصراف ، ( ليستخبر ) مدى إقباله عليه في ذلك الظرف الطارئ .. ومن المعلوم أن العبد قادر - لو أراد - على استجماع المتفرق من أفكاره ولو في مثل تلك الظروف ، كما يتفق ذلك بوضوح في موارد رغبته الخاصة ، كاستغراقه بذكر ( محبوبه ) ، مع وجود الخواطر الصارفة والأوهام الكثيفة . ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 21 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]التسديد بالوحي والإلهام [/marq]إن مما يدعو العبد إلى السكون إلى مدد الحق - كالتسديد و الإلهام في السير إليه - هي ملاحظته لتعامل الحق مع بعض المخلوقات التي ذكرت في القرآن الكريم : كالنمل ، والنحل ، والذباب ، والبعوض ، والعنكبوت ..فلولا اعتيادنا لما تعملها ، لكانت أفعالها ضرباً من الإعجاز والوحي والتدبير ، الذي لا يرقى إليه تدبير العقلاء من البشر ، إذ أن من الواضح أنها تتحرك وفقاً للوحي الرباني الذي يصرح به القرآن الكريم ..ومن الملفت في هذا المجال استعمال التعبير بـ( أوحى ) كاستعمال التعبير نفسه بالنسبة للأنبياء (عليهم السلام ) ، وفي ذلك غاية العناية والالتفات ..فهل يستبعد بعد ذلك معاملة الحق لمن أراد هدايته إلى الكمال بالتسديد والإلهام ، كمعاملته للنحل في هدايته إلى الجبال ، ليكون نتاجه شراب ، فيه شفاءٌ للأفئدة والألباب ؟! . ************************************************** **************************************** حميد عاشق العراق 22 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;2;scroll"]روح الكفر [/marq]إن أول معصية وقعت على وجه الأرض بعد خلق آدم ، هو إباء الشيطان عن السجود لآدم والذي وصفه القرآن الكريم بالكفر ، إذ من المعلوم أن روح الكفر هو التمرد على أوامر الحق ، وإلا فإن الشيطان لم يصدر منه ما يفهم منه الكفر الإعتقادي.. وعليه فإن الذي يعصي الحق مع الإيمان به ، يحمل روح الكفر بين جنبيه ، ولو بدرجة لا تساوي درجة عناد إبليس ..ولكن الذي يخشى منه ، هو أن تتابع العصيان ، قد تقلب العفويّة في المعصية إلى تعمّد في الارتكاب ، فيزداد اقتراباً من روح الكفر ، إلى أن يصل إلى قلب الكفر نفسِه ، ليرتكب ما لم يرتكبه إبليس نفسُه . ************************************************** ********************* حميد عاشق العراق 23 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]شفافية بعض الأرواح[/marq]إن بعض النفوس تعيش شفافية خاصة ، بعد طول استقامة في طريق الهدى ، ومن آثار تلك الشفافية هو ( التألم ) الشديد عند ارتكاب المعصية ولو كانت صغيرة ، بما يجعله يتوهّم - في بعض الحالات - عدم مغفرة الحق له ..ويبلغ هذا التأثير في نفس صاحبه مبلغاً ، يجعله يعيش ( القلق ) الذي يعيقه عن القيام بما أمِـر به فيقع في مخالفات أخرى .. ومما يبعث ( الأمل ) في نفوس المذنبين ، ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) انه قال : { العبد ليذنب الذنب فيُدخله الجنة .. قيل وكيف ذلك يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟!.. فقال : يكون نصب عينيه ، تائباً فاراً منه ، حتى يدخل الجنة } . ************************************************** ****************** حميد عاشق العراق 24 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]مادة الغضب وأثرها [/marq]إن للغضب من العبد مادة وأثر .. فمادة غضبه هو ( تأذّيـه ) من أذى الخصم ، وأثره هو ( إنزال ) العقوبة عليه مع قدرته على ذلك ، فهناك ارتباط ومسانخة واضحة بين مادة الغضب وأثرها ، وإن كانت نفس من قام به الغضب هو المحقّق للربط بينهما .. وعليه نقول: إن المعصية والنار بمثابة المادة والأثر ، فبينهما كمال العُـلقة والمجانسة ، التي يحققها المولى خارجاً في إدخال صاحبها إلى النار .. ومن المعلوم أن استحضار هذا الاقتران ( الشرطي ) بين المعصية والنار ، لمن الزوّاجر الكبرى عند الـهمّ بالمعصية فضلاً عن ارتكابها ، لأنه يرى الأثر متصلاً بمادته ..ولكن عامة الخلق يرون المادة بما فيها من لذائذ ، وكأنها خالية عن الأثر الذي يصفه الحق بقوله : { ثم لترونها عين اليقين } . ************************************************** ************** حميد عاشق العراق 25 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]أول درس الخلقة [/marq]إن أول درس في الخلق ، بعد درس الطاعة والمعصية ، هو درس ( التوبة ) والإنابة .. فكما أن القرآن الكريم يعرض صورة المعصية الأولى وهي معصية الشيطان ، ومن ثم معصية آدم التي لا تتنافى مع عصمته ، فكذلك يعرض صورة التوبة الأولى ، وهو عفوه عن آدم بعد تلقّيه الكلمات من عنده ..ومن ذلك يُـعلم أن الحق إذا أراد أن يتوب على عبده ( هيّـأ ) له الأسباب ، كما تلقى آدم من ربه الكلمات التي أعانته على التوبة ، فالدعوة إلى التوبة والرجوع السريع إلى الحق المتعال ، قارنت شروع المسيرة البشرية على وجه الأرض ، ولا غنى عن ذلك مع ( اختلاف ) رتب الخلق ..وقد روي أنه بعدما لُـعن إبليس ، وطلب الإمهال إلى قيام الساعة ، قال إبليس : وعزتك لا خرجت من قلب ابن آدم ما دام فيه الروح .. فقال تعالى : { وعزتي وجلالي ، لا مَـنعته التوبة ما دام فيه الروح }. ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 26 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] معنى إقامة الصلاة [/marq]إن القرآن الكريم يعبّـر عن لزوم أداء الصلاة بلزوم إقامتها ..وإقامة الصلاة هو تحقيق ( وجوده ) بشكل كامل ، سواء في مستواه ( الطولي ) كمّـاً وكيفـاً عند كل فرد ، أو ( العرضي ) عند المجموع ..فالمطلوب هو تربية الفرد المصلي ، والمجتمع المصلي .. فروايات لزوم الإقبال والخشوع في الصلاة ، تتكفل بالجانب الفردي ، وروايات إقامة الجماعة مع ما ورد فيها من عظيم الفضل تتكفل بالجانب الاجتماعي ، وهو ما يؤكده الأمر بالركوع مع الراكعين ، بعد الأمر بإقامة الصلاة . ************************************************** *************************** حميد عاشق العراق 27 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين][/] [marq="2;right;1;scroll"]لكل عضو تكليفه[/marq]إن لكل عضو من أعضاء العبد ( تكليف ) مستقل ..فعلى من يريد القيام بحقوق عبودية الحق المتعال ، أن ( يعلم ) أولاً وظائف العبودية في كل عضو من أعضائه ، فهو كمن يريد أن يعمل عند مولىً مجازيّ في الدنيا ، فعليه أن يستفهمه من أول الأمر ، فيما يجب عليه فعله وتركه ، وإلا قصّـر - ولو من دون قصد - في وظائف العبودية ..ومن بعد استيعاب هذه المعرفة ، عليه أن ( يُـعطي ) كل عضو حقه في العبادة ، ولو قصّـر في بعضها لكان وجوده وجوداً غير متوازن ، كعبد فيه شركاء متشاكسون ، والحق خير الشركاء ، إذ يسلّم المال المشترك إلى باقي الشركاء ، فهو الغنيّ عن الخالص ، فكيف بالمشترك ؟!.. وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : { فليس من جوارحه جارحة ، إلا وقد وُكّلت من الإيمان بغير ما وُكّلت به أختها } . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 28 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]جلال التجّـلي [/marq]إن من أسمى المعاني في السفر إلى الحق ، هو ( تجلّي ) الحق لمن أراد التجلي له ..وهذا التجلي وإن كان من شؤون الحق ، إلا أن للعبد دوره أيضاً في إعداد ( القابل ) لهذا التجلي ..ومن الواضح أن هذا التجلي المستند إلى الواسع العليم ، لو تحقق في قلب العبد ، لوَسِـعه بما لا يبقى معه ركن في القلب ، إلا واستوعبه جلال هذا التجلّي ..فما أمكن أن يكسبه العبد بجهده المتعثر في سنوات متمادية من المجاهدة ، قد يتحقق في (لحظة ) من لحظات التجلي .. فتصديع الجبل الأصم بالجهد البشري يحتاج إلى جهد جهيد في سنوات غير قليلة ، إلا أن التجلي الإلهي من خلال كتابه - لا بنفسه - يوجب له الخشوع والتصدّع ..وإن مما يفتح الآفاق الواسعة للمقبلين على الحق المتعال ، ما ورد في هذا المجال من أنه : { إذا تجلى الله لشيء ، خضع له } . ------------------------------------------------------------------------------------ حميد عاشق العراق 29 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="3;right;1;scroll"]صلاة السكارى [/marq]نهى الحق المتعال عن الاقتراب من الصلاة حال السكر ..وقد يُشعر النهي عن مثل هذا الاقتراب ، بنوع ( نفور ) من الحق لمن يريد لقائه في حالته تلك ..وهنا فلنتساءل : أن الحق نهى عن القرب منه في حالة كون المتقرب إليه فاقداً للالتفات ، وذلك بتأثير سكْر الخمر ، أولا يستفاد من ذلك تحقق النفور بدرجة من درجاته ، بالنسبة إلى من لا يعلم ما لا يقول في صلاته ، متأثراً ( بسُكْر ) أشياءٍ أخَر؟!..وقد ورد عن الإمام محمد الباقر (عليه السلام ) أنه قال : { لا تقم إلى الصلاة متكاسلاً ، ولا متناعساً ، ولا متثاقلاً ، فإنها من خلل النفاق ، فإن الله نهى المؤمنين أن يقوموا إلى الصلاة وهم سكارى يعني من النوم } . ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 30 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]كفالة المربّي [/marq]تنتاب البعض حالة من القلق والاضطراب ، لعدم اهتدائهم إلى مربّ صالح يأخذ بأيديهم إلى طريق الخير والصلاح ، ومما لا شك فيه أن وجود المرشد البصير بأسرار الطريق ومعالم السير إلى الحق المتعال ، مما يعجل في سبر العبد إلى مقصده السامي .. ولكن ذلك لا يعني أبدا توقف السبيل على ذلك ، فإن الحق المتعال أحرص على هداية العبد من العبد نفسه ، فيهيئ له السبيل إلى المربي الصالح الذي يتكفله بالهداية والإرشاد ، عند اشتداد حاجة العبد لمثل ذلك ، كما وقع بالنسبة إلى مريم (عليها السلام ) ، إذ كفّلها زكريا (عليه السلام ) وهو نبي من الأنبياء ، وهي امرأة من النساء . ************************************************** ********************* حميد عاشق العراق 31 - 5 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]أوثق عرى الإيمان [/marq]إن من أوثق عرى الإيمان هو ( الحـبّ ) الذي تبتـني عليه هذه العلاقة المقدسة بين العبد وربه ..ولا ينقدح هذا الحب في القلب إلا بعد انحسار جميع ( الحجب ) في النفس ، ولا تمنح هذه الجوهرة - التي لا أغلي منها في عالم الوجود - إلا للنفوس التي أحرزت أعلى درجات القابلية لتلقّي هذه الجوهرة النفيسة .. إن هذا الحب بعد اكتمال مقدماته ، يستشعره القلب بين الفترة والفترة ، فيكون بمثابة النور الذي كلما أضاء للإنسان مشى في الطريق .. ويستمر العبد في سيره التكاملي - بمعونة الحق - إلى أن يستوعب ذلك الحب جميع ( أركان ) القلب ، فلا حب إلا لله أو لمن له فيه نصيب .. ولو أمضى العبد كل حياته - بالمجاهدة المضنية - ليمتلك هذه الجوهرة قبيل رحيله من الدنيا ، لكان ممن ختم حياته بالسعادة العظمى ، ولاستقبل المولى بثمرة الوجود ، وهدف الخلقة ، أولئك الأقلون عددا ، الأعظمون أجرا ، لا ينصب لهم ديوان ولا كتاب. ************************************************** ******************** حميد عاشق العراق 1 - 6 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]التألُّم من الإدبار [/marq]إن التألم الشديد من ( مرارة ) البعد عن الحق ، وعدم استشعار لذة المواجهة في الصلاة وغيرها ، ومواصلة تقديم الشكوى من هذه الحالة للحق الودود ، والتحرز من موجبات إعراض الحق المتعال ، مما قد يوجب ( ارتفاع ) هذه المرارة أو تخفيفها .. وكلما طالت هذه الفترة من الادبار والتألم ، كلما كانت ثمرة الإقبال أجنى وأشهى .. فالمؤمن اللبيب لا ييأس لما هو فيه من الإدبار ، وإن كانت هذه الحالة - في حد نفسها - مرضا يخشى مع استمرارها موت القلب .. ولطالما اتفق أن أثمر هذا الادبار المتواصل إقبالا ( شديداً ) راسخا في القلب ، بعد سعي العبد في رفع موجباته التي هو أدرى بها من غيره . ************************************************** ********************* حميد عاشق العراق 2 - 6 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] النظرة إلى الخلق [/marq]لو اعتقد العبد اعتقادا راسخا أن الخلق ( عيال ) الله تعالى - ومنهم أهله وعياله - لانقلبت لديه موازين التعامل معهم رأسا على عقب ، فيمتلك بذلك قدرة ( مضاعفة ) على تحمّل الأذى منهم ، لعلمه أن ذلك كله بعين المولى تعالى الذي يرعى عياله بعد خلقهم لهم ..بل يزداد ( حـبّه ) ورأفته لهم ، زائدا عن مقتضى العلاقة البشرية المتعارفة بين المخلوقين .. كما ( يبارك ) المولى فيمن يحيط به من عياله ، ويجعلهم قرة عين له كما ذكر القرآن الكريم ، إكراماً لقصده في إكرام من هم عيال الله تعالى ، وأحب الخلق إليه - كما روي - من نفع عيال الله ، أو أدخل على أهل بيت سروراً ..وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وآله و سلم ) أنه قال : { أقربكم مني مجلساً يوم القيامة ، أحسنكم أخلاقاً وخيركم لأهله…وأنا ألطفكم بأهلي } ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 3 - 6 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"] تزاحم الخواطر [/marq]إن من الملفت حقا تزاحم الخواطر بشكل كثيف حال الصلوات ، مما يكشف عن تكاتف قوى الشر من الشيطان والنفس الأمّارة بالسوء ، في صرف المصلي عن مواجهة المولى جل ذكره ..وليعلم أن ما كان من الخواطر ( غير اختياري ) تقتحم النفس اقتحاما ، فذلك مما لا ( يخشى ) من إفساده ، وذلك كمن يصلي في السوق ويمر عليه في كل لحظة من يحرم النظر إليه .. فالموجب للإفساد هو متابعة الصور الذهنية الفاسدة ( بالاختيار ) ..ولطالما أمكن للمصلي قطع هذه الصور التي تصد عن ذكر الحق - ولو في أبعاض صلاته - ولكن يهمل أمرها طوعا ، فتكون صلاته ساحة لكل فكر وهمّ ، إلا محادثة المولى عز وجل ..ولهذا يصفه الحديث قائلا: { وإن منها لما تلف كما يلف الثوب الخَلِق ، فيضرب بها وجه صاحبها } . ************************************************** **************** حميد عاشق العراق 4 - 6 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]سبل تسلط الشيطان [/marq]إن من موجبات تسلط الشيطان على العبد أمور منها: - عدم الرؤية له ولقبيله كما يصرح القرآن الكريم . - استغلال الضعف البشري إذ { خلق الإنسان ضعيفا }. - الجهل بمداخله في النفس إذ هو أدرى من بني آدم بذلك . - الغفلة عن التهيؤ للمواجهة في ساعات المجابهة . والاعتصام بالمولى الحق رافع لتلك الموجبات ومبطل لها ، فهو ( الذي يرى ) الشيطان ولا يراه الشيطان فيبطل الأول ..وهو ( القوى العزيز ) الذي يرفع الضعف فيبطل الثاني ..وهو ( العليم الخبير ) الذي يرفع الجهل فيبطل الثالث ..وهو ( الحي القيوم ) الذي يرفع الغفلة فيبطل الرابع. ************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 4 - 6 - 2016 |
شكرا لك صديقي احسنت وبارك الله فيك اتمنى لك التوفيق ان شاء الله
|
ومضة
بسم الله الرحمن الرحيم [marq="2;right;1;scroll"]سياسة النفس [/marq]إن مجاهدة النفس وسياستها يحتاج إلى خبرة وإطلاع بمداخلها ومخارجها ، وسبل الالتفاف حولها ..فلا ينبغي تحميلها فوق طاقتها ، وإلا حرنت وتمردت حتى فيما لامشقة فيه ..بل لابد من إقناعها بالحقائق المحركة لها ، والموجبة لاستسهال بعض الصعاب ، ومنها : ( العلم ) بضرورة سلوك هذا السبيل الذي ينتهي إلى الحق الذي إليه مرجع العباد ، وأن ( مراد ) المولى لا يتحصل - غالباً - إلا بهذه المخالفة المستمرة ، بالإضافة إلى ( التذكير ) باللذات المعنوية البديلة ، مع الاحتفاظ بما يحلّ ويجمل من اللذائذ الحسية. ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 6 - 7 - 2016 |
الساعة الآن 08:30 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.