منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 04-12-2016 09:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]جعل المودة ورفعها [/marq]كما أن الحق المتعال هو ( جاعل ) المودة في نفوس الأزواج فكذلك هو ( الرافع ) لها ، فالجاعل المختار في جَـعْله هو المبطل لما جَـعَله أيضاً كما هو معلوم ..
هذا هو السر في انتكاس علاقات الأزواج بعد طول مودة وصحبة ..فإن كثرة الذنوب منهما وظلم أحدهما للآخر ، بما يؤول إلى ظلم من تحت أيديهم من النفوس البريئة المولودة على الفطرة ، لمن أعظم موجبات سلب هذه المودة المجعولة ، فيحل محلها البغض والنفور لأتفه الأسباب بما يؤدي إلى الطلاق أو العيش المنغّـص ..وواقع الأمر أن عنصر الألفة والمودة مفتقدٌ في كثيرٍ من العلاقات الزوجية ، وخاصة بعد مضي السنوات الأولى من الزواج ..وأما ما هو المتعارف مما يعتبره الخلق ( ألفةً ) ومودة ، إنما هو حبٌ ( للتلذذ ) والاستمتاع ، المستلزم لحب من يتلذذ بها ، والشاهد على ذلك ، إنقطاع تلك الألفة بانتفاء التلذذ منها ، أو العثور على من يتلذذ بها أكثر منها .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
12 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-12-2016 09:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]المسخ الباطني [/marq]إن من المعلوم ارتفاع عقوبة المسخ والخسف في أمة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) إكراماً لمن بعثه الله تعالى رحمة للعالمين ، فكان مثَلَه في هذه الأمة كمثل البسملة للبراءة في أنهما لا يجتمعان ..
فلم نعهد انقلاب العباد إلى قردة وخنازير كما في القرون السالفة ، كما لم نعهد إمطار الأرض بالحجارة ، وقلب الأرض عاليها سافلها كما في قوم لوط ..إلا أن هناك عقوبة أخرى شبيهة بتلك العقوبات وهي المسخ في ( الأنفس ) ، والخسف في الأفئدة و( العقول ) ..وهو ما يتجلى لنا في حياة بعض المنتسبين إلى الشريعة الخاتمة ، فنرى (مسخاً ) واضحاً في النفوس يجعلها لا ترى الصواب في العقيدة والعمل ، ولا ترى المنكر منكراً ، ولا المعروف معروفاً ، بل ترى المنكر معروفاً والمعروف منكراً ..كما نرى ( خسفاً ) بيّناً في القلوب ، لافتقاد سلامتها في ترتيب طبقات القلب ، منشؤه الخطايا العظام ..ومن المعلوم أن أثر هذا الخسف في القلوب ، هو جهلها ما فيه رداها ، وبغضها ما فيه حياتها .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
12 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-13-2016 09:53 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الشرك في التعامل [/marq]إن من دواعي شرك العبد في التعامل الاجتماعي ، هو الالتفات إلى ( الأغيار ) ، توقعاً للفوائد أو دفعاً للأضرار ..
فتراه ينشط في الملأ ليفتر في الخلوة ، وتراه يهتز عند المدح الذي يقطع ببطلانه ، ويضيق صدره بما يقطع بكذبه ..فعلى العبد أن ينظر إلى الأغيار الذين لم يتلبسوا بأيّ معنىً من معاني الإيمان والكمال ، ثم يعلم أنه كما لا قيمة للفرد منهم ، فكذلك لا قيمة ( للجماعة ) منهم وإن كثرت ، إذ أن الوجود الناقص لا يكتسب الكمال بتعدده ، كما أن الأصفار لا تنقلب إلى عدد صحيح بتكرّره ..وهذا المعنى تناولته النصوص الشريفة ، فمنها ما ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { يا أبا ذر! لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس أمثال الأباعر ، فلا يحفل بوجودهم ولا يغيره ذلك ، كما لا يغيّره وجود بعير عنده ، ثم يرجع هو إلى نفسه فيكون أعظم حاقر لها }

************************************************** ************************************
حميد
عاشق العراق
13 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-13-2016 10:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الفساد المستحدث [/marq]
يكثر الشكوى من كثرة مثيرات الشهوات في هذا العصر ، الذي لم تعهد البشرية زماناً قريناً له في ظهور أنواع الفساد ، الذي ظهر في البر والبحر بل الفضاء ..فلم يترك مبتكرو الفساد طريقة إلا وقد استحدثوها في ( مسخ ) الإنسان إلى موجود لا يعلم في الوجود غير التلذذ والاستمتاع ، بما لا يقاس به استمتاع البهيمة التي يضرب بها المثل في الشهوات ..
ولكن ما ذُكر لا يُـعدّ عذراً يعتذر به العبد يوم القيامة ، بعدما منح قوة ( التمييز ) بين الحسن والقبيح من جهة ، وحرية ( الاختيار ) والإرادة من جهة أخرى ، وعظمة الجزاء الذي بُشّر به الثابتون في آخر الزمان من جهة ثالثة ..وليُعلم أن وجود الثلّـة الثابتة في قلب دائرة الفساد والإفساد ، من أقوى ( الحجج ) على باقي العباد يوم القيامة ، إذ لا يمكنهم التذرّع بجبر البيئة والزمان ، بعد وجود تلك النماذج المشتركة معها في الزمان والمكان .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
13 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-14-2016 09:43 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]العجب من سلامة البدن [/marq]إن من موجبات العَجَب - وما أكثرها في هذا الوجود العجيب - هو بقاء الإنسان على سلامة في أداء أعضائه لوظائفها المعقدة ، ما يقارب القرن أو أكثر من الزمان ، وما هو إلا لحمٌ وعظم ، ولو كان حديداً لتآكل ..ومن المعلوم أن هذه السلامة في البدن - فضلاً عن الروح - تتوقف على ( سلامة ) ملايين المعادلات في هذا الكيان ، بأنسجته وعصبه وإفرازاته المعقدة ، كما تتوقف على ( انتفاء ) العوامل الخارجية الموجبة للعطب ، كالجراثيم القاتلة المبثوثة في الفضاء ، والتي طالما عبرت الأبدان بسلام ..
فكيف لا يستشعر العبد بعد هذا كله دقة الصنع المذهلة ، التي تجعله ( يخشع ) بإكبار أولاً ، ثم ( يخضع ) باختيار ثانياً ، بما يوجب له الإحساس العميق بالعبودية المستوعبة لكل أركان الوجود ؟! .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
14 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-14-2016 09:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الـحُمقاء في الدين [/marq]إن ما يثير التحيّـر والتحسّر ، هو هذا السعي الحثيث للعباد في شؤون دنياهم ، إذ أن ( ثلث ) حياتهم في اليوم والليلة ، وقف على النشاط اليومي لكسب المال ، لـيَمضي ( الثلثان ) الباقيان في صرف ذلك المال المكتسب في الاستمتاع والاسترخاء ، وفيما لا يُـعدّ زاداً للحياة الأبدية ..
أما السعي في ما يورث له سعادة الأبد ، فلا موقع له في نشاطهم ، أو له موقع لا ( يعبأ ) به متمثل في صلاة لا يُـقبلون فيها بقلوبهم ، ولا تُغيـّر شيئاً من واقعهم ..وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال :
{ يا أبا ذر! لا تصيب حقيقة الإيمان ، حتى ترى الناس كلهم حُـمقاء في دينهم ، عقلاء في دنياهم }

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
14 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-15-2016 12:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]زيارة الموتى [/marq]إن من موجبات الإنابة وحيازة الأجر كذلك ، هي زيارة الموتى زيارة واعية ، يراد بها تذكير النفس ( بالمصير ) المحتوم الذي ينتظر جميع الخلق الذين لم يكتب لأحد منهم الخلود ، وهو ذلك اليقين الذي لم يُر مثله يقيناً ، يخالطه الشك والتردد سلوكاً وعملاً .
إن من أفضل المشاعر التي تنتاب الزائر لهم ، هو أن ( يفترض ) نفسه بأنه قد نزل به الموت ، ثم أذن له بالخروج من القبر بكفالة مضمونة ، ليرجع أياماً إلى الدنيا معوضاً عن تقصيره ، مكتسباً شيئاً من الدرجات التي فاتته أيام حياته .. فيا تُـرى كم يبلغ ( حرص ) مثل هذا الميت المستأنف للحياة ، وذلك في استغلال كل لحظة من لحظات عودته إلى الدنيا ، وخاصة إذا كانت قصيرة لا تقبل الإمهال والتمديد ؟!..ومن المعلوم أن واقع الأمر كذلك ، إذ كنا شبه أمواتٍ في أصلاب الرجال ، ثم وُهِـبنا الحياة في هذه الدنيا ، لنرجع إلى ممات آخر والهاتف ينادي: { قم واغتنم الفرصة بين العدمين } .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
15 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-15-2016 12:45 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]قطع العلائق [/marq]إن على طالبي الكمال الالتفات إلى أن العبد لو قطع كل تعلقاته بما سوى الحق ، وأبقى علقة واحدة ، فإن تلك العلقة الواحدة كافية لأن تجعله متثاقلاً إلى الأرض ، بما يمنعه من الطيران في الأجواء العليا للعبودية ..فإن مَثَله كمثل الطير المشدود إلى الأرض ، سواء كان ذلك ( الإنشداد ) بحبل واحد أو بحبال شتى ، فالنتيجة في الحالتين واحدة ، وهي الارتطام بالأرض كلما حاول الصعود ..ولهذا حذّرت النصوص القرآنية والروايات المتعددة من الشرك : خفيّـه وجلـيّه ،
أن الالتفات إلى غير الحق - ولو في مورد واحد - لهو صورة من صور الشرك في التوجه والالتفات ، وهو الذي يمثل روح العبادة .. ومن هنا يمكن القول - بقطع - أنه لا مجال ( للخلاص ) والكمال ، إلا بإتباع أسلوب ( المراقبة ) المستوعبة للجوارح والجوانح معاً ، لنفي كل صور الشرك المهلكة بجليّـها ، والمانعة من التكامل بخفيّـها .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
15 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-16-2016 08:59 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]محطات الاستراحة [/marq]إن الحالات الروحية العالية التي تنتاب السائر إلى الله تعالى و( المتمثلة ) بالطمأنينة والارتياح والسكون ، مما لا تتيسّر لأهل الدنيا في ملذاتهم ، وهي بمثابة ( محطات ) استراحة للعبد وتشجيع له على إدامة السير ..
ولكن ليس معنى ذلك ، أن ( يركن ) إلى هذه الحالات ، ويغتـرّ بها ويطلبها كهدف ..فالأمر في ذلك كمن يمشي إلى سلطان تنـثر له في الطريق الرياحين والزهور ، فليس له الانشغال بالتقاطها ، لتفوت عليه فرصة اللقاء بالسلطان .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
16 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-16-2016 09:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الهواجس والخواطر
إن مَثَل بعض الأخطاء التي قد لا ترقى إلى حد المعصية ، كمَثَل النار التي تستتبع دخاناً كثيفاً يحجب الرؤية ولو لم تحرق الدار ، ومثالها الهواجس الانتقامية أو الخواطر الشهوانية ، إذ أنها قد لا تنتقل إلى الجارحة وبالتالي لا يقع العبد في دائرة المعصية ، إلا أن أثرهما واضح في ( حجب ) الرؤية الصحيحة للحقائق ، والاتزان النفسي في الأمور ، فيعيش العبد بعدهما حالة من الانقلاب والغثيان الداخلي ، يجعله يفتقد التركيز في العبادة أو في ما يحسن التفكير فيه ..
ومن الواضح أن ترادف هذه الحالات النفسية يجعلها تتعدى - ولو لم يشأ صاحبها - إلى الجوارح ، فيغتاب مثلاً من دون قصد ، عند اشتداد ( الهواجس ) الانتقامية ، وينظر إلى ما لا يحل له عند فوران ( الخواطر ) الشهوانية .

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
16 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-17-2016 08:28 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الغناء وتحريك الشهوات [/marq]إن هناك ارتباطاً واضحاً بين الغناء والشهوة ، إذ أن الطرب في حكم ( الخمرة ) في سلب التركيز وتخدير الأعضاء وخفّتها ، ولهذا تعارف اجتماعهما في مجلس واحد ، فترى المشغول باستماع المطرب من الألحان ، يعيش حالة من الخـفّة كالسكارى من أصحاب الخمور ..
هذا السكر والطرب المتخذ من الغناء ، يجعل صاحبه يعيش في عالم الأحلام والأوهام الكاذبة ، فيصور له ( متع ) الدنيا - ومنها متعة النساء - وكأنها غاية المنى في عالم الوجود ، ويصور له ( المرأة ) التي يتشبّب بها في الغناء ، وكأن الوصل بها وصل بأعظم لذة في الحياة ، حتى إذ جاءه لم يجده شيئاً ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه .

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
17 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-17-2016 08:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]كمال الجنين والأرواح [/marq]كما أن الحق المتعال يوصل الجنين - بمشيئته وفضله - إلى كماله اللائق به ، فيصوّره في الأرحام كيف يشاء ، ليخرجه من بطن أمه في أحسن تقويم ، فكذلك للحق مشيئته في إيصال ( الأرواح ) البسيطة إلى كمالها اللائق بها ، لأنها نفحة من نفحاته ، أرسلها على هذا البدن الذي تولى تقويمه وتربيته ..
إلا أن العبد بسوء اختياره ، لا يدع يد المشيئة الإلهية لأن تعمل أثرها بما تقتضيه الحكمة البالغة ، إذ : { مقتضى الحكمة والعناية ، إيصال كل ممكن لغاية }..فيعمل بسوء مخالفته على منع تلك الرعاية - التي أخرجت منه بشراً سويا - من أن توصله إلى ( كماله ) المنشود ، فيكون مَثَله كمَثَل الجنين الذي آثر الإجهاض والسقوط من رحم أمه ، ليتحول إلى مضغة نتنة ، تلف كما تلف الثوب الخَـلِق ، فيرمى بها جانباً .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
17 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-18-2016 09:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الارتياح بعد التفويض [/marq]إن على العبد المتوكل الذي ( فوّض ) أمره إلى بديع السماوات الأرض ، أن يعيش حالة من ( الارتياح ) والطمأنينة بعد ذلك التفويض ، كالمظلوم الذي أوكل أمر خصمه إلى محامٍ خبير ، فكيف إذا أوكل أمره إلى السلطان الحاكم في الأمور كلها ؟!..
ولهذا عندما آثر أهل الكهف الاعتزال عمن يعبدون غير الله تعالى ، أمروا بأن يأووا إلى الكهف ، وما الكهف إلا تجويف في جبل لا مجال للعيش فيه ، إلا أن الحق المتعال يردف ذلك قائلاً: { ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا }..
وما حصل لهم من غرائب ما وقع في التاريخ ، إنما هو ( ثمرة ) لهذا التفويض والتوكل على من بيده الأسباب كلها .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
18 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-18-2016 09:35 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] حلول الغضب [/marq]إن الحق قد يغضب على عبد من العباد غضباً غير حالّ ، ( تدفعه ) التوبة والندامة ..
فيكون مَثَل غضبه تعالى ، كسحابة عذابٍ أشرفت على قوم ثم رحلت عنهم ، ولكن ( تتابع ) الذنوب واستهزاء العبد - عملاً - بغضب الحق ، يوجب في بعض الحالات حلول الغضب على العبد ، كسحابة عذاب أفرغت ما في جوفها من العذاب ..وحينئذ لك أن تتصور حال هذا العبد البائس الذي يهدده الحق بقوله: { ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى }..
وكيف يرجع العبد بعد هذا ( الـهُويّ ) القاتل ، إلى ما كان عليه قبل الهبوط ، بعد أن حرم فرصة التعالي بسوء اختياره ؟! .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
18 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-19-2016 04:56 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]حصن الصلاة [/marq]إن الالتزام بالصلوات الخمس وخاصة في ( أوقاتها ) ، وذلك في ( بيوت ) الله عزّ وجل ، وفي ضمن ( جماعة ) يقارنها شيء من ( الخشوع ) ، لمن أعظم موجبات حفظ العبد من الزلات ..فإن نفس الوقوف بين يدي الحق بشيء من التوجه والالتفات ، لمن موجبات تعالي النفس إلى رتبة لا يرى معها وقعاً للذائذ المحرمة في نفسه ، فضلاً عن المعاصي الخالية من تلك اللذائذ ..
أضف إلى الحماية الإلهية المتحققة لمن دخل ساحة كبريائه ، وحلّ في بيت من بيوته ، واصطفّ في جماعة من الصالحين من بريته ، فإن كل ذلك من موجبات إمساك الحق بقلب العبد ، لئلا يهوي في أيدي الشياطين ..
وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : { لا يزال الشيطان ذعراً من المؤمن ، ما حافظ على الصلوات الخمس ، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في العظائم } .

************************************************** ***************************************
حميد
عاشق العراق
19 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-19-2016 05:05 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الموت أخو النوم [/marq]إن مما يستحب على العبد في حال منامه ، أن يضطجع إلى جانبه الأيمن كهيئة المدفون ، مستقبلاً القبلة بمقاديم بدنه ..
وفي هذا تذكير نافع للعبد بافتراض نفسه ( كالميت ) ، وخاصة أنه مقدم بعد قليل على ما يشبه الوفاة ، بل هو أخو الموت ، بل هو الموت الأصغر بعينه ، ولهذا يشكر العبد ربه على نعمة الحياة الجديدة بعد الاستيقاظ قائلاً: { الحمد لله الذي أحياني بعد إذ أماتني وإليه النشور ، الحمد لله الذي ردّ عليّ روحي لأحمده وأعبده }..
ومن المشاعر المؤثرة قبل النوم أن يقرأ أدعيته وكأنه ( مقبل ) على الموت حقيقة ، بل لعل الموت هو قَدَره في المنام كما قُدّر للكثيرين ، فيكون هذا الشعور أدعى للتوجه إلى الحق الذي لا تأخذه سِنَة ولا نوم ، بما يجـنّبه تلاعب الشياطين به في المنام .

************************************************** **********************************
حميد
عاشق العراق
19 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-20-2016 08:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الاختصاص بالبلاء والنعم [/marq]إن اختصاص البعض بشيء من ( النعم ) ، قد يوجب له الاختصاص بشيء من ( البلاء ) ..فعلى أصحاب النعم في الفكر أو القلب أو البدن ، من استغلال تلك النعم في سبيل مرضاة الرب ، لئلا تسلب من جهة ، ولئلا توجب له البلاء من جهة أخرى ، كضريبةٍ لكفران تلك النعم ..
وهذا ما يقتضيه العدل في خلقه ، إذ ما دامت الفرص وموجبات الرقيّ متفاوتة في العباد ، بحسب بلادهم وزمانهم ، فإن من الطبيعي إعادة ( الموازنة ) وتقريب الفرص بين العباد ، ببث بعض البلايا المتناسبة مع الفرص المتاحة ..
هذا إضافة إلى التعويض بتيسير الحساب لمن حرم بعض النعم ، أو لم تُـتَح له الفرص المؤاتية .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
20 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-20-2016 08:47 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الذكر بعد العبادة [/marq]
إن القرآن الكريم يتناول الذكر ومشتقاته في أكثر من مائتي آية ، مما يدل على أهمية التذكر في استقامة سلوك العبد ، إذ أن كل ( ماسوى ) الحق في حياته ، لهو عنصر ( غفلة ) وإلهاء له عن الحق ، وليس بعد الحق إلا الضلال ..
ومن الملفت في هذا المجال أن الحق يحث على الذكر في كل ( تقلبات ) العبد ، فتارة يطالب العباد بذكره في موسم طاعة كالحج ، وخاصة بعد الإفاضة من عرفات فيقول: { فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام }..وتارة في مواجهة العدو كقوله تعالى: { إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيراً }..
ويبلغ الأمر درجة من الأهمية ، نرى معها موسى (عليه السلام) يطلب شريكاً في أمره ، قبل التوجه إلى فرعون وملئه ، ويعلل ذلك بقوله: { كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا }، بما يفهم منه أن التسبيح والذكر الكثير من أولـيّات اهتمام الأنبياء في بدء رسالتهم بل في أثنائها ، مع ما فيها انشغال بمواجهة طواغيت عصورهم .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
20 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-21-2016 05:16 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]النفس الحاكمة [/marq]إن مَثَل ( النفس ) في مملكة الوجود ، ( كحاكمٍ ) أصمّ ، أبكم ، أعمى ، بيده المقدرات كلها ، ولا يطلب إلا المزيد من الشهوات ..
وعليه فإن على من حوله من الوزراء والرعية ، أن يعاملوه بما يجنّبهم التبعات الفاسدة متمثلا:
أولاً في تقليص قدراته ، وسلب ما بحوزته من عناصر اقتداره ..
وثانياً بعدم الاعتناء ما أمكن بأوامره الباطلة ..
وثالثاً بالسعي إلى ترشيده وتفهيمه بخطورة موقفه ..
ورابعاً بتهديده من مغبّة التمادي في ظلمه ..
وهكذا الأمر في النفس ، فإن العقل وجنوده هم وزراء مملكة الوجود ، فطوبى لمن استبدل الحاكم الطالح ، بمثل هذا الوزير الناصح ؟! .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
21 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-21-2016 05:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]العلماء هم أهل الخشية [/marq]
إن القرآن الكريم يحصر الخشية من الله تعالى بعباده العلماء ، فمن يرى نفسه في زمرة العلماء أو يعتبره الخلق كذلك ، ولا يجد في نفسه شيئا من هذه ( الخشية ) ، فما عليه إلا أن يراجع حسابه بقلق واضطراب شديد ، لئلا يعيش ( الوهم ) طوال دهره ، فيرى أنه على شيء وليس بشيء ..
ومن المعلوم أن هذه الخشية لو تحققت في نفس صاحبها ، لكانت خشية مستمرة ، إذ أنها من لوازم الصفة الثابتة ، وإلا فإن الخشية المتقطعة قد تنتاب غير العالم بما لا ثبات له في النفس ، ومن المعلوم أن العلم الذي يحمله أهل الخشية ، هو نوع علمٍ يورث تلك الخشية مع اجتماع أسبابها الأخرى .

************************************************** **************************************
حميد
عاشق العراق
21 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-22-2016 09:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الطريق المغري [/marq]إن السائر في ساحة الحياة بأهوائها المبثوثة في كل جنباتها ، كمثل من يسير في طريق ( مزدحم ) بألوان المغريات في: مطعم أو مشرب أو جمال منظر ، والحال أنه مأمور بالوصول إلى مقصده في نهاية ذلك المسير ..
فالغافل عن الهدف قد يدخل كل ( مُدخَل ) في ذلك الطريق ، لـيُشبع فضول نظره ويسد فوران شهوته ، بما يجعله متشاغلاً طول عمره في ذلك الطريق ذهابا وإيابا ، غير واصل حتى إلى مقربةٍ من هدفه ..وعليه فإن على العبد في مثل هذه الحياة المليئة بزينة المغريات ، أن ( يغض ) الطرف عن كثير مما يصده عن السبيل ولو كان حلالاً ، فإن الحلال الشاغل كالحرام في الصدّ عن السبيل ..فأفضل المشي ما كان على منتصف الجادة ، بعيداً عن طرفيها بما فيها من فتن وإغراء .

************************************************** **********************************
حميد
عاشق العراق
22 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-22-2016 09:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]مَثَل الذاكر باللسان [/marq]إن مَثَل من ينشغل عن الحق في صلاته ، كَمَثل من يجلس إلى جليس تثقل عليه محادثته ، فيتركه بين يدي آلة تحدثه ، ويذهب هو حيث الخلوة بمن يهوى ويحب ..فإن بدنه الذاكر في الصلاة ، بمثابة تلك ( الآلة ) المتحدثة ، التي لا تلتفت إلى مضامين ما تتحدث عنها ، وإن روحه المشتغلة بالخواطر المذهلة ، بمثابة ( المنصرف ) عن ذلك الجليس ، والمتشاغل عنه بمن يحب ممن هو أقرب إلى نفسه من ذلك الجليس ..ولنتصور قبح مثل هذا العمل لو صدر في حق ( عظيم ) من عظماء الخلق ، فكيف إذ صدر مثل ذلك في حق جبار السموات والأرض ؟! .
************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
22 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-23-2016 09:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]النشاط الصادق والكاذب [/marq]تنتاب العبد حالة من ( النشاط ) ، منشؤه ارتياحٌ في البدن ، أو إقبالٌ لدنيا ، أو اكتفاءٌ بلذة أو بشهوة ، أوجبت له مثل هذا الاستقرار والنشاط ، ولكن هذا النشاط نشاط ( كاذب ) لا رصيد له ، إذ أنه حصيلة ما لا قرار له ، ولا يستند إلى مادة ثابتة في نفسه ، ولهذا سرعان ما ينقلب إلى كآبة وفتور ، لأدنى موجبٍ من موجبات القلق والتشويش ، وهو ما نلاحظه بوضوح في أهل اللذائذ الذين تتعكر أمزجتهم بيسير من كدر الحياة ..وهذا كله بخلاف النشاط ( الصادق ) ، المستند إلى إحساس العبد برضا الحق المتعال ، عند مطابقة أفعاله وتروكه لأوامره ونواهيه ، بما يعيش معه برد رضاه في قلبه ..ولا غرابة في ذلك ، إذ كان من الطبيعي سكون النفس واستشعارها للنشاط الصادق ، عند تحقيق مطلوبها في الحياة ، وأي مطلوب أعزّ وأغلى من حقيقة: { رضي الله عنهم ورضوا عنه } .
************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
23 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-23-2016 09:19 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]نضج النفوس والأبدان [/marq]إن للنفوس مراحلَ نضجٍ كمراحل نضج البدن الذي يمر بدور: الطفولة ، والمراهقة ، والبلوغ ، والرشد ..وأغلب نفوس الخلق تعيش المراحل ( الأولى ) من الطفولة والمراهقة ، وإن عَظُمت عناوينها الظاهرية ، كحكومة ما بين المشرق والمغرب ، أو التخصص في ميادين العلوم الطبيعية ..
والدليل على ذلك ممارساتهم اللهوية السخيفة التي تنـزّلهم إلى مستوى البهائم التي لا تعقل ، وذلك عند انسلاخهم من تلك العناوين ( الاعتبارية ) في خلواتهم ، كما هو معروف عنهم ..
إن هذا الاعتقاد يسهّل على المؤمن كثيراً من أذى الآخرين في هذا المجال - وخاصة القولية منه - لأنه صادر عمّن لا يعتد بقوله ولا بفعله ، كما لا يعتد بقول ( الطفل ) أو بفعله ، فيما لو كان قصد أذى البالغين .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
23 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-24-2016 09:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين [marq="2;right;1;scroll"]صفوف الشياطين [/marq]إن مَثَل من يريد فتح ميادين العبودية للحق ، كمَثَل من يريد أن يقتحم صفّـاً متراصاً من الشياطين يرونه ولا يراهم ..فالحل الوحيد في هذا الموقف الرهيب هو أن ( يُشهر ) سلاحه ، بما يفهم منه أنه صادق في المواجهة ، ثم ( يقتحم ) الميدان عاملاً بقاعدة: { إذا هبت أمراً فقع فيه ، فإن شدة توقّـيه شر مما أنت فيه }..
ثم ( ينتظر ) بعد ذلك كله جنود الملائكة المسومين ، تحيط به من كل حدب وصوب ، وكيف تستطيع الشياطين صبراً ، أمام جنود الرحمن الموكّلة بالنصر والفتح ؟!..
إن المهم في هذا النصر ، هو مواصلة السير بعد اقتحام السد ، وإلا فإن التباطؤ والركون إلى النصر الأول ، مما قد يوجب اجتماع فلول الشياطين المنهزمة لاستدراك الهزيمة ، كما حصل في هزيمة أُحد بعد فتح بدر .

************************************************** *************************
حميد
عاشق العراق
24 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-25-2016 09:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]نسبة الخلق إلى الكمالات [/marq]إن الناس بالنسبة إلى طلب الكمالات العليا على طوائف: ( فطائفة ) ليست لهم غاية من غايات الكمال ، فهم يعيشون عيشة الأنعام السائمة ، همها علفها ، وهؤلاء الخلق يعيشون شيئاً من الراحة الحيوانية ، كراحة الحيوان في مِـربطه إذ اجتمع علفه وأنثاه ..
و( طائفة ) وصلوا إلى الغايات واستقروا فيها ، مستمتعين بالنظر إلى وجهه الكريم ، في لقاء لا ينقطع أبداً ..
و( طائفة ) علموا بالغايات وآمنوا بلزوم السير إليها ، إلا أنهم يقومون تارة ويقعدون أخرى ، فهم كالسنبلة التي تخـرّ تارة وتستقيم أخرى ، فلا يطيقون الركون إلى حياة البهائم كما في الطائفة الأولى ، ولم يصلوا إلى الغايات كما في الطائفة الثانية ، فيعيشون حرمان اللذتين بنوعيها ، فكيف الخروج من ذلك ؟! .

************************************************** ************************************
حميد
عاشق العراق
25 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-26-2016 09:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]القرين من الشياطين [/marq]إن الشياطين المقترنة بالعبد طوال عمره تحصي عليه عثراته ، وتحفظ زلاّتـه ، وتعلم بما يثير غضبه أو حزنه أو شهوته ..
فإذا أراد التوجه إلى الرب الكريم في ساعة خلوة أو انقطاع ، ذكّره ببعض ( زلـله ) ليقذف في نفسه اليأس الصارف عن الدعاء ، أو ذكّره بما ( يثـير ) حزنه وقلقه لـيُشغل بالـه ويشتت همّـه ، وبذلك يسلبه التوجه والتركيز في الدعاء ..
فعلى العبد أن يجـزم عزمه على عدم الالتفات لأيّ ( صارف ) قلبي أو ذهني ، ما دامت الفرصة سانحة للتحدث مع الرب الجليل ، إذ الإذن بالدعاء - من خلال رقة القلب وجريان الدمع - من علامات الاستجابة قطعاً .

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
26 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-26-2016 09:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الذكر بعد كل غفلة [/marq]إن من المعلوم في محله لزوم تحقيق الجزاء عند تحقق الشرط ..فمقتضى قوله تعالى: { واذكر ربك إذا نسيت }، أن يذكر العبد ربه بعد كل لحظه غفلة ، فهو أمر مستقل يتعقب كل غفلة ، إذ لا تسوّغ الغفلة السابقة للتمادي في الغفلة اللاحقة ، وعليه فإن من ( الجهالة ) بمكان أن يترك العبد ذكر ربـه ، لوقوعه في عالم الغفلة برهةً من الزمان ، فهو ( تسويلٌ ) شيطاني يراد منه استقرار العبد في غفلته وعدم الخلاص منها أبداً ..ومن الملف حقاً في هذه الآية وغيرها من آيات دعوة الحق المتعال العباد إلى نفسه ، عظمة الرب الكريم وسعة تفضلّـه على العباد ..وإلا فما هو وجه ( انتفاع ) الحق بذكر العبد له ؟! ، بل إن إصرار العظيم في دعوة الحقير إليه ، مما لا يتعارف صدوره من العباد ، بل لا يُـعّد مقبولاً لديهم ، ولكنه الرب الودود استعمل ذلك في تعامله مع خلقه تحنناً وتكرّما ..
وقد ورد في الحديث القدسي :
{ يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على قلب أتقى رجل منكم ، لم يُـزد ذلك في ملكي شيئاً ..يا عبادي! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم اجتمعوا على صعيد واحد ، فسألوني وأعطيت كل إنسان منكم ما سأل ،لم يُـنقص ذلك من ملكي شيئاً ، إلا كما ينقص البحر أن يغمس فيه المخيط غمسة واحدة } .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
26 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-27-2016 11:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]حصر الخشية بالحق [/marq]
إن من سمات المؤمنين حصر خشيتهم بالحق المتعال ، مصداقاً لقوله تعالى: { ولا يخشون أحداً إلا الله }..فالخوف والقلق والرهبة من الخلق ، أمور تخالف الخشية من الحق ، وأما ( المداراة ) فلا تنافي تلك الخشية ، إذ أن عدم الخشية من الخلق محله ( القلب ) ، وهو يجتمع مع مداراة ( الجوارح ) حيث أمر الحق بذلك ، كما اتفق ذلك في حياة أئمة الهدى (عليهم السلام ) ، كما اتفق في حياتهم أيضاً تجليّ ذلك الاستعلاء الإيماني الذي يفرضه عدم خشية الباطن ، وذلك كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) عندما كتب له المنصور لم لا تغشانا كما يغشانا الناس ؟ ، فقال (عليه السلام ): { ليس لنا ما نخاف من أجله ، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك له ..ثم قال : من أراد الدنيا لا ينصحك ، ومن أراد الآخرة لا يصحبك } ومن ذلك يعلم كاشفية بعض الأمور - ومنها خشية الحق - لمستوى القلب هبوطاً وصعوداً ، وهو الملاك في تقييم العباد ..فمن يرى في نفسه حالة الخشية والرهبة من غير الحق ، فليعلم أنه على غير السبيل السويّ الذي أمر به الحق ، فعليه أن يبحث عما أدى إلى مثل هذا الخلل في نفسه ، ومن ( موجبات ) هذا الخلل: عظمة ما دون الحق في عينه ، المستلزمة لصغر الحق في نفسه .
************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
27 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-27-2016 12:43 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] من صور تكريم الحق [/marq]إن معاجز وشفاعة الأنبياء والأوصياء ، وبركات الصالحين والأولياء ، تُـعد صورةٌ من صور ( التكريم ) للطائعين ، باعتبار ما صدر عنهم من الطاعة للحق المتعال ، فعاد الأمر بذلك إلى ( شأنٍ ) من شؤون الملك الحق المبين ..وكلما عَـظُم تكريم الحق لهم بالصور المذكورة ، ارتفع شأن الحق نفسِه ..وليعلم أيضا أن أمر الكرامة والمعجزة والشفاعة ، يؤول أخيراً إلى الحق المتعال ، لكون ذلك كله بإذنه ، بل إن نفوس أصحابها قائمة بإرادة الحق القدير في أصل خلقه لهم ، وإلا اعتراهم الفناء والزوال!! ..فهل تبقى بعد ذلك غرابةٌ ، حتى لو صدر ( أضعاف ) ما روي عنهم (عليهم السلام ) في هذا المجال ؟! .
************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
27 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-28-2016 01:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تحدي المعلومات الصعبة [/marq]
إن بعض النفوس تعيش حالة من ( التحدي ) مع المعلومة التي يصعب فهمها ، فتستنفر النفس طاقتها لفك تلك المعلومة ، ليشعر بعدها بزهو الانتصار ..
وبناء على ذلك فإن توجه النفس للعلوم والمجاهدة في استيعاب دقائقها ، قد يعود بوسائط ( خفيـّة ) إلى هذه الرغبة الكامنة في بعض النفوس المستذوقة لهذا النمط من الفتوحات في العلوم .
إن من مصاديق ذلك هو علم الدين والشريعة ، فقد ينطلق العبد فيه من المنطلق نفسه ، فيكتسب تلك العلوم بعد طول مجاهدة ، ليعيش بعدها فرحة ( الاقتدار ) على ما لم يقْـدر عليه الآخرون من أقرانه ، فيستطيل بذلك الاقتدار على العلماء ، ويباهي به السفهاء ..

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-28-2016 01:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الدين ليس هو الحرمان [/marq]إن الشيطان يصوّر الدين عند الغافلين بما يلازم ( الحرمان ) ، مستغلا في ذلك المناهي الواردة من الشرع ، منفراً لهم الدين وأهله ..والحال أن نسبة الممنوعات في الشريعة أقل من المباحات ، إذ الأصل الأولي في الأشياء هو ( الإباحة ) ، خرج منه ما خرج بالدليل ..
فليس من الإنصاف أبداً أن نصف الدين بأنه سلسلة من المناهي ، هذا كله إضافة إلى أن المناهي مطابقة للفطرة السليمة ، بما يضمن سلامة الفرد والمجتمع ..
وأخيراً فإن من المعلوم في هذا المجال أن المناهي ( يقابلها ) المباحات من الجنس نفسه ، فالزواج في مقابل الزّنا ، والطيبات من الطعام والشراب في مقابل الخبائث ، والعقود التي أمر الشارع بالوفاء بها في مقابل الربا والعقود المحرمة ، وهكذا الأمر في باقي البدائل المحللة للمحرمات ، في مختلف شؤون الحياة .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
28 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-29-2016 11:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;2;scroll"] سجن الأب والظالم [/marq]إن الفارق بين بلاء المؤمن وغيره ، كالفرق بين سجن ( الأب ) العطوف لولده ، وبين سجن ( الظالم ) له ..إذ في الأول تطيب نفسه بذلك ، لعلمه أن ذلك بعين من يعلم صلاحه ويحب خيره ، إضافة إلى أنه عند تناهي الشدة لما هو فيه ، يعظم أمله بالاستجابة ، وذلك بطلب الفرج ممن هو عطوف به ، حريص عليه ..وهذا خلافاً لمن لا يرى أيـّا من ( الخصلتين ) ، وهو في سجن الظالم الجائر .
************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
29 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-29-2016 11:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;2;scroll"]الملائكة الموكلة بالعبد [/marq]لو استقرأ الإنسان روايات الملائكة المصاحبة للعبد في ليله ونهاره ، لانتابه العجب من ( تعدد ) الملائكة الموكلين به ، سواء في ( كتابة ) سيئاته وحسناته ، أو في ( حفظه ) من أمر الله عزّ وجل ، كما في المعقبات من الملائكة الذين إذا جاء قَـدَر الحق ، خلّـوا بينه وبين ذلك القدر ..ومن ذلك يعلم أهمية موقع الإنسان في عالم الوجود ، المستلزم لتسخير الحق المتعال للملائكة الكرام في تدبير شؤون العبد ، مع شدة غفلة العبد عما يحيط به من عوالـمَ مذهلة ..
فلو اطلع مثلاً بقلبه على قرآن الفجر ، حيث يشهده صعود ملائكة الليل وهبوط ملائكة النهار ، لاستغل تلك الساعة التي لا ترجع إليه أبدا ، لتشهد الملائكة آخر خيـرٍ في نهاية قائمة أعماله الصاعدة ، وخيراً جديداً في بداية قائمة أعماله النازلة .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
29 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 05-01-2016 04:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الذكر بعد الطاعة [/marq]إن العبد الغافل يعطي لنفسه الحق في شيء من الاسترخاء ، بعد أدائه لفريضة واجبة أو مستحبة ، وكأنه فرغ من وظائف العبودية بكل أقسامها ، فما عليه إلا أن يرتع ويلعب كما يلعب الصبيان بعد فراغهم مما ألزموا به من تكاليفَ ثقلت عليهم ..
والحال أن القرآن الكريم يذّكر العباد بعكس ذلك ، إذ يحثهم بعد صلاة ( الجمعة ) ، على الانتشار في الأرض ، وابتغاء فضل الله تعالى ، ثم يدعوهم إلى الذكر الكثير ليتحقق لهم الفلاح ..
كما يدعوهم إلى ذكره عند ( الإفاضة ) من عرفات - بعدما استفرغوا فيها جهدهم بالدعاء - فيطالبهم بذكره عند المشعر الحرام ..وكذلك يحثهم على ذكره عند ( قضاء ) المناسك فيقول تعالى: { فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشدّ ذكراً }..
والحال أن أغلب الخلق يخرجون عن الذكر الكثير ، بل يدخلون في عالم الغفلة من أوسع أبوابه ، بعد قضاء المناسك ، اعتمادا على المغفرة التي شملتهم فيها .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
1 - 5 - 2016

حميد درويش عطية 05-01-2016 05:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الاستغفار المتكرر [/marq]إن من أعظم سمات العبودية ، هو الاستغفار المتكرر في اليوم والليلة ..فإن مَثَل الاستغفار كمَثَل من يغسل بدنه من دون التفات إلى قذارته ، فهو بعمله هذا ( يضمن ) طهارة بدنه ، وإن تدنس بما لم يعلم به ولم يلتفت إليه ..وبقليل من التأمل يلتفت العبد إلى أنه لو خليت جوارحه عن المعصية ، فإن جوانحه لا تخلو من ( الغفلة ) المتكررة إن لم تكن المطبقة ، وهذا كافٍ بنفسه لإيجاب مثل هذا الاستغفار المتواصل ..
وقد روي عن سيد الأنبياء (صلى الله عليه وآله وسلم ) - على قرب منـزلته من الحق وعدم غفلته عنه أبداً - أنه قال : { إنه ليغان على قلبي ، وإني لاستغفر بالنهار سبعين مرة }، ولا يستبعد في مثل هذه الروايات ، أن يكون ما يعتري النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) بلحاظ غفلة أمته ، فيكون الإستغفار بلحاظهم أيضاً .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
1 - 5 - 2016

حميد درويش عطية 05-02-2016 04:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]المنة للآكل لا للمأكول [/marq]إن العبد بتناوله الطعام يجعل ذلك الطعام - وهو الجماد الذي لا روح فيه - جزءاً من ( وجوده ) وهو أشرف الأحياء ..
وعليه فهو صاحب ( المـنّة ) على الطعام ، إذ بسببه يتحول السافل الجامد إلى العالي النابض بالحياة ، والحال أن الخـلق يرون المنّـة للطعام ، إذ يجلب لهم التلذذ والاستمتاع ، والدليل على ذلك أنهم هم الذين يُقبِلون عليه بنهم وولع شديدين ، مع صرفهم للمال الوفير من أجله ..وينبغي الالتفات في هذا السياق ، إلى ضرورة ( التفحص ) فيما سيجعله جزءاً من كيانه البدني ، إذ الخبيث لا يصدر منه الطيّـب ، وهذه هي إحدى أسباب فتور الأعضاء عن العبادة ، كما ورد التصريح به في روايات عديدة .

************************************************** ***********************
حميد
عاشق العراق
2 - 5 - 2016

حميد درويش عطية 05-02-2016 04:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عدم الوحشة [/marq]إن مما يربط على قلوب المؤمنين - وخاصة عند تناهي الفساد وقلة الثابتين على طريق الحق - هو ( تذكّر ) تلك الصفوة القليلة الثابتة طول التأريخ ، فهو يمشي على طريق قد مضى عليه من قبله أمثال: سحرة فرعون ، وأصحاب الأخدود ، ومؤمن آل فرعون ، وحواريّـو عيسى بن مريم ، والصلحاء من بني إسرائيل ، وأخيراً أصحاب النبي وآله (عليهم السلام ) الذين اتبعوهم بإحسان ، هذا كله فضلاً عن قادة المسيرة من الأنبياء والأوصياء (عليهم تاسلام ) ..
إن الإحساس بهذا ( الانتماء ) الضارب جذوره في أعماق التاريخ ، يجعل المؤمن يعيش حالة من ( الارتباط ) بالخالدين ، مما يرفع شيئا من وحشته ، ولو كان في بلدٍ لا يطاع فيه الحق ابداً ..
وقد روي عن أمير المؤمنين (ليه السلام ع) أنه قال : { لا تستوحشوا في طريق الهدى لقلة أهله ، فإن الناس اجتمعوا على مائدة ، شبعها قصير وجوعها طويل } .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
2 - 5 - 2016

حميد درويش عطية 05-03-2016 09:00 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التهيب من السقوط [/marq]يتهيب البعض قبل القدوم على موسم طاعةٍ كشهر رمضان أو الحج ، من السقوط في الامتحان بعدم الإقبال على الحق ، في موطن ( أحوج ) ما يكون فيه إلى الإقبال ..والمطلوب من العبد الذي يرجو الفوز - في مثل هذه المواضع - أن يتحاشى موجبات الادبار ( الظاهرية ): كالإسترسال في الطعام والمنام ، واللغو من القول ، والجلوس مع البطالين ، وأن يتحاشى كذلك موجبات الإدبار ( الباطنية ): كالمعاصي الكبيرة والصغيرة ، وذلك قبل الدخول في تلك المواطن ، ثم يسلّم أمره بعد ذلك كله إلى مقلب القلوب والأبصار ، ليحوّل حاله إلى أحسن الحال ، فهو الذي يَحُول بين المرء وقلبه، إذ أن قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن ، يقلّـبه كيفما يشاء .
************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
3 - 5 - 2016

حميد درويش عطية 05-03-2016 09:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التسليم استعداداً وعملاً [/marq]إن تسليم العبد لأمر رب العالمين عن طواعية ورضا ، لمن أعظم موجبات الفوز والفلاح ..
إذ أن استعداد العبد النفسي ( لتلقّي ) كل محمود ومكروه من قضاء الله وقدره ، بل وارتضاء ما فيه حبه ورضاه ، لهي السمة ( المميّـزة ) من سمات العبودية للحق المتعال ، فكيف إذا اقترن ذلك الاستعداد النفسي ، بالإثبات ( العملي ) لما يدعيه قولاً ، ويبديه استعداداً ..

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
3 - 5 - 2016


الساعة الآن 11:49 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team