منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 03-26-2016 02:09 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]جينة الوحدانية [/marq]
إن الإنسان بفطرته يميل إلى مبدأ وجوده ، فهذا هو الطفل لا يجد إحساساً غريباً عندما يُذّكر بالحق ، بل أنه يدعي ببراءة أنه يحبه ويودّه ، وهو صادقٌ إجمالاً في دعواه ..
ونفس الإحساس ينتاب الكبار عند الشدائد ، فينقلب إلى موحدٍ مخلص لله دينَـه (كما يعبر القرآن الكريم )..ولو بقي على مثل ذلك الإخلاص ، لفتحت له الآفاق التي لم يكن ليحلم بها من قبل ..وقد أعلن العلماء عن اكتشاف جينة في الجسم أطلقوا عليها ( جينة الوحدانية ) مهمتها الرئيسية هي أن تقود الإنسان بالفطرة إلى إدراك أن هناك إلهـاً واحداً لهذا الكون ، خلقه بحكمة وتدبير ، وأنه تعالى لا شريك له ، ولاحظوا أن تنشيط هذه الجينة يدفع الإنسان إلى الخشوع ، عندما يسمع أحاديثَ تتحدث عن الحق تعالى ، وقالوا أنها موجودة لدى كل مخلوق حيّ بمقتضى قوله تعالى : { وإن من شيء إلا يسبح بحمده }..
وهنا يمكن أن نضيف القول بإمكانية الارتباط بين هذه المقولة ، وبين آية أخذ الميثاق من بني آدم ، إذ أخذ من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على الربوبية .

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
26 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-27-2016 11:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]إيقاظ المحبة [/marq]إن من موجبات الانتقال عن المعصية هو ( الاعتقاد ) بشدة عذاب الحق في الآخرة وأليم انتقامه في الدنيا ، فإنه غير غافل عما يعمل الظالمون ..ولكن هناك سبيلاً آخر قد يكون أنفع من سابقه ، وهو ( إحساسه ) بمحبته للحق الذي يهبه حالة من الالتفات واليقظة ، فيرى نفسه وكأنه كان نائماً على مزبلة واستيقظ على نتنه ، وهو يواجه - على مساقة قريبة منه - الجنات والرياحين ، فمن الطبيعي أن يبادر من تلقاء نفسه في الانتقال من المزابل إلى الروضات ..وليعلم أن استيعاب هذا المعنى ، كفيل بتغيير مسار كثير من العصاة ، يعبر عنها الإمام (عليه السلام ) بقوله : { إلهي لم يكن لي حول فأنتقل عـن معصيتك ، إلا في وقت أيقظتني لمحبتك }..
فيقظة المحبة أبلغ في الوصول إلى الحق ، من رهبة العقاب .

************************************************** **************
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-27-2016 12:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الوصية بالثلث [/marq]إن من الملفت حقاً عدم استغلال العبد لما أعطاه الحق المتعال من حق الوصية (بالثلث ) في الأموال ، والحال أنه أحوج ما يكون للدرهم بعد وفاته ، رداً لمظلمة أو كسباً لدرجة ..
ولو أذن للميت أن يتصرف في كل ما لديه في عالم الوجود - تصرفاً بأمواله ، وفداء بأولاده وذويه - لفعل ذلك ، كما ورد مضمونه في قوله تعالى: { يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه }..
فكم تعظُم حسرته عندما يرى أنه كان ( مأذوناً ) بذلك ، ولكنه ( آثـر ) من هو مستغنٍ من الأحياء على نفسه ، وهو مفتقر أشد الافتقار إلى ما كان داخلاً في ملكه ، بعد أن أفنى عمره في جمعه ؟!..
إن القرآن الكريم يذكر هذه الحالة بتعبير بليغ : { ولقد تركتم ما خولناكم وراء ظهوركم } .

************************************************** ************************
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-27-2016 01:06 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تجلي النعمة [/marq]
إن نعمة التوحيد والولاية يتجلى أثرهما - بأوسع مداه - في وقت ( أحوج ) ما يكون العبد فيه لبركات تلك النعمة ، وهو بدايات الانتقال من هذه النشأة الدنيا إلى النشأة الأخرى ، بكل ما فيها من وحشة واضطراب ..
فيقول العبد مناجياً لربه: { اللهم إني ذخرت توحيدي إياك ، ومعرفتي بك ، وإخلاصي لك ، وإقراري بربوبيتك ، وذخرت ولاية من أنعمت عليّ بمعرفتهم من بريتك محمد وعترته (عليهم السلام ) ، ليوم فزعي إليك عاجلاً وآجلاً }..
وبذلك تهدأ النفوس التي لم تستمتع بالآثار العاجلة لهذه النعمة ، عندما تعيش شيئاً من الحرمان في هذه الدنيا .

************************************************** *******************************
حميد
عاشق العراق
27 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-28-2016 08:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تسبيح من في الوجود [/marq]إن من موجبات ( الإقلاع ) عن المعصية ، هو إحساس العبد بأن كل ما حوله يسبح بحمدالله تعالى: إما بلسان حاله ، أو بلسان مقاله ..فإنه عندما يعصي الحق على فراشه بعيداً عن أعين الناظرين ، فإنما هو يتمرد في وسط ( يضجّ ) بالتسبيح ، بأرضه وسقفه وجداره وما فيه من أثاث ومتاع ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : { أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته ، وهي تسبح } .فما هي نظرة الملائكة الموكلة بالحساب وهم يرون هذا الموجود ( الشاذ ) في عالم الوجود ؟!..والأنكى من ذلك كله أنه يرتكب الجريمة بما هو مسبحٌ للحق ، كالقاتل بسلاح يسبح الحق كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، وكالظالم بعصا تسبّح بحمد الحق ، يضرب به عبداً يسبح بحمد الحق أيضاً .
************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-28-2016 09:11 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]العتق من النار [/marq]إن التعبير بالعتق من النار لهو تعبير بليغ ، يشعر ( بفداحة ) الخطب الذي يعيشه العبد وإن لم يستحضر تفاصيل ذلك الخطب الفادح ..
إنّ طَلَب العتق يُشعر الإنسان وكأنه عبد مملوك للجحيم ، بمقتضى العقود اللازمة التي أوجبت له هذه الرقية ..
إن كل معصية بمثابة عقد ( عبودية ) بينه وبين النار ، وكلما كثرت العقود كلما ترسخّت معاملة العبودية ، إذ يبيع نفسه للنار كل يوم مرات ومرات مؤكداّ بذلك إصراره على المبايعة القاتلة ..ولا حلّ لهذه المعاملة الملزمة ، إلا ( بتدخّـل ) الملك القهار الذي بيده أزمّـة الأمور فسخاً وابراماً ، كالسلطان الذي يفسخ العقود اللازمة بمقتضى سلطنته المطلقة .

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

حميد درويش عطية 03-28-2016 09:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]المعصية لا بالمكابرة [/marq]يحسن بالعبد أن يكرر الاعتذار بين يدي الحق ، وذلك بدعوى أن معصيته للجبار لم تكن على وجه المكابرة و( الاستخفاف ) بحق الربوبية ، وإنما كانت محضَ إتباعٍ لهوى ، أوغلبةٍ لشقوة ، وخاصة مع تحقق الستر المرخى ، من طرف الستار الغفور ..
إن هذا الإحساس يسلب من المعصية جهة ( التحدي ) والاستخفاف ، والهلاك الدائم إنما يأتي من هذه الموبقة ..فتبقى جهة المخالفة الاعتيادية لغلبة الهوى ، فيتوجه العبد بعدها لمن لا تضره معصية من عصاه ، ولا تنفعه طاعة من أطاعه ..
وبذلك يتحقق مضمون ( خادعت الكريم فانخدع ) ، أي تظاهر بأنه لم يلتفت إلى تحايل العبد ، ليكون هذا التغافل مقدمة للعفو عنه .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

ناريمان الشريف 03-28-2016 08:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 206695)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تسبيح من في الوجود [/marq]إن من موجبات ( الإقلاع ) عن المعصية ، هو إحساس العبد بأن كل ما حوله يسبح بحمدالله تعالى: إما بلسان حاله ، أو بلسان مقاله ..فإنه عندما يعصي الحق على فراشه بعيداً عن أعين الناظرين ، فإنما هو يتمرد في وسط ( يضجّ ) بالتسبيح ، بأرضه وسقفه وجداره وما فيه من أثاث ومتاع ، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : { أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته ، وهي تسبح } .فما هي نظرة الملائكة الموكلة بالحساب وهم يرون هذا الموجود ( الشاذ ) في عالم الوجود ؟!..والأنكى من ذلك كله أنه يرتكب الجريمة بما هو مسبحٌ للحق ، كالقاتل بسلاح يسبح الحق كباقي موجودات هذا الكون الفسيح ، وكالظالم بعصا تسبّح بحمد الحق ، يضرب به عبداً يسبح بحمد الحق أيضاً .
************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
28 - 3 - 2016

الله الله
من أجمل ما قرأت
بوركت بوركت أستاذ حميد

حميد درويش عطية 04-02-2016 09:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 206730)
الله الله
من أجمل ما قرأت
بوركت بوركت أستاذ حميد

************************************************** *************
بسم الله الرحمن الرحيم
أنتِ الخير والبركة
أختي الغالية أستاذتي المثقفة الواعية ناريمان
يسعدني كثيراً مرورك الدائم على مشاركاتي وكلماتك العطرة التي تنثرينها هنا وهناك ، مما يشجعني على المواصلة لتقديم المزيد .
لكِ تقديري واحترامي والسلام
تحيتي ......
حميد
2 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-02-2016 09:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تحمّل مظالم العباد [/marq]إن من أهم الموانع التي قد تحجب العبد عن دخول الجنة الأحقاب والدهور ، هو ( تحمّـله ) لمظالم العباد ..
إن المظلومين أحوج ما يكونون إلى حسنات الظالمين يوم القيامة ، فإذا تقاسم المظلومون حسناته ، فلا يبقى له ما يدخل به جنة الخلد وهو على أبوابها ..
ومن هنا يطلب العبد من ربه - وهو في الدنيا - بإرضاء الخلق بما يشاء ، سواء ( بتوفيقه ) للالتفات إلى مظالم العباد وإقداره على أدائها أثناء حياته ، أو ( بتدخل ) الحق مباشرة يوم الحساب لإرضاء الخصوم ، بما لا يُنقص العبد شيئاً من حسناته .

************************************************** *********************
حميد
عاشق العراق
2 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-02-2016 09:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]لازم المحبة العميقة [/marq]
إن من لوازم المحبة العميقة هو الإحسان للغير إكراماً للمحبوب ، كما لو ( طلب ) منه المحبوب ذلك ، أو ( أقسم ) الغير بذلك المحبوب ليستجلب عطاءه ، إذ لأجل عين ألف عين تكرم ، وهذا مما تعارف عليه الخلق ، فيقسمون بالمحبوب استثارة لمحبة المحب ..
هذا الأسلوب مألوف أيضا في التعامل مع الحق وأوليائه ، فيكثر في أدعيتهم وزياراتهم القسم والمناشدة بأحب الخلق إليهم ..
ومن المعلوم أن القَسَم المؤثر هو ما كان عن ( معرفة ) بدرجاتهم ، إضافة إلى الصدق والالتفات الجاد في مخاطبتهم .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
2 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-02-2016 09:52 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الحوائج الجامعة [/marq]إن من الملفت في بعض أدعية أهل البيت عليهم السلام ، طلب الحوائج ( الجامعة ) من الحق والتي لو استجيبت في حق داعيها لحاز على ما لم يخطر على الأذهان ..
مثال ذلك ما أملاه الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله: { وأعطني من جميع خير الدنيا والآخرة ، ما علمت منه وما لم أعلم ، وأجِـرْني من السوء كله بحذافيره ، ما علمت منه وما لم أعلم }..
وكمناجاة شهر رجب إذ يقول (عليه السلام): { أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة ، وأصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة }..
لا غرابة في مثل هذا الطلب الجامع ، ما دام المسؤول هو أكرم الكرماء ، ومن لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء ..ومن المعلوم أنه لا فرق في عطائه بين القليل والكثير ، ما دام ذلك كله ( بأمره ) الذي لا يتخلف عن مراده شيء .

************************************************** **************
حميد
عاشق العراق
2 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-02-2016 10:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]إلقاء الرعب [/marq]إن من مظاهر تصرف الحق في القلوب ، هو ما ألقاه من الرعب في نفوس المشركين بعد انتصارهم في غزوة أحد ، فلم يكن بينهم وبين القضاء على الإسلام إلا قتل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودخولهم المدينة واستباحة أهلها وإعادة الأمر جاهلية أخرى ..
ولكن الحق قذف في قلوبهم ( الرعب ) وحال دون قيامهم بذلك كله ، فقفلوا راجعين - مع هزيمتهم للمسلمين - إلى مكة ، وهم يقولون وكأنهم استيقظوا بعد سبات: { لا محمداً قتلنا ، ولا الكواعب أردفنا }..وهذا هو سبيل الحق في ( نصرة ) المؤمنين طوال التأريخ ، سواءً في حياتهم الخاصة ، أو في معركتهم مع أعداء الدين .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
2 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-03-2016 09:03 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التدّرج في دخول الحرم [/marq]
إن الوضوء والأذان والإقامة بمثابة البرزخ بين ( النشاط ) اليومي ، وبين ( الإقبال ) على الحيّ القيوم ..
إن الذي يتدرج في دخول حرم كبرياء الحق ، من مقدمات وضوئه إلى أدعية ما قبل تكبيرة إحرامه ، لهو أقرب إلى أدب الورود على العظيم من غيره ..
أما الذي يدخل الصلاة من دون الإتيان بهذه المراحل ، فكأنه دخل على السلطان مباشرة غير ( متهيبٍ ) من الدخول عليه ، ولا شك أن هذه الكيفية من الدخول ، من موجبات الحرمان أو عدم الإقبال .

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
3 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-03-2016 09:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]آية المراقبة [/marq]إن من الآيات التي لو التفت إليها العبد لاشتدت ( مراقبته ) لنفسه ، بل أشفق على نفسه ولو كان في حال عبادة ، هي قوله تعالى:
{ وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلا كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين }..
وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءً شديداً ، لأنه يعلم عمق هذا الشهود الذي لا يدع مجالاً للغفلة عن الحق ..
إن الملفت في هذه الآية أنها تؤكد على حقيقة ( استيعاب ) مجال الرقابة الإلهية ، لأيّ عملٍ من الأعمال ، ولأيّ شأن يكون فيه العبد .

************************************************** ****************
حميد
عاشق العراق
3 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-03-2016 11:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]مغالبة المكروه [/marq]
إن تثاقل القيام بالعمل الصالح ، وإن كان كاشفاً عن حالة ( سلبية ) في النفس الميالة إلى اللعب واللهو ، إلا أن مغالبة النفس لما تكره ، مما يعزز من قصد القربة إلى الحق ..
إذ أن العبد إنما يخشى عدم تحقق الإخلاص في مواطن ( الميل ) النفسي كإقدامه على مقتضيات الغريزة بأقسامها ، وأما ما فيه ( المنافرة ) للطبع فإنه أبعد ما يكون عن الشوائب ، وبالتالي يكون أرجى للقبول من جانب الحق المتعال ..
إن هذا الاعتقاد بأن ما تكرهه النفس من الطاعة أقرب للإخلاص ، يجعل العبد يبحث عن خصوص مثل هذه الأعمال ، ويتعمد الإتيان بها ليكون ذخراً له في يوم فقره وفاقته ..
إن من الملفت في هذا المجال أن النفس لا تبقى تستشعر ذلك ( الثقل ) المعهود قبل القيام بالعمل ، وذلك عند شروعه في العمل أو تكراره له ، وهذا هو السر في أن أهل القرب من الحق يستسيغون الأعمال الشاقّة ، التي كانت ثقيلة - حتى عليهم - في بدء سيرهم إلى الحق المتعال .

************************************************** ***********
حميد
عاشق العراق
3 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-04-2016 08:16 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]قبح الرّبا [/marq]إن من الذنوب الكبيرة التي فقد الخلق الإحساس بقبحها هو الرّبـا ، فهم في التعامل معه كمثل من فَـقَد عقله ، وما أمكنه تمييز الحسن والقبيح ، وهو ما يقتضيه التعبير بـ ( يتخبطّه ) كما ورد في القرآن الكريم ، فهو يسير بغير استواء وكأنه ممسوس اختلت قوى تمييزه ..
ومن الملفت في هذا المجال أن الحق يهدد فاعله بإيذان الحرب منه ، ثم يتبع الحق نهيه عن الربا بقوله: { فاتقوا النار التي أعدت للكافرين }..
فقد هدد آكلي الرّبـا بالنار التي أعدت للكافرين ، ومنه يعلم شدة عذاب آكل الربا الذي يشترك - ولو في درجة منه - مع الكافر ..

************************************************** **********************************
حميد
عاشق العراق
4 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-04-2016 08:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]قلب المفاهيم الخاطئة [/marq]إن الأئمة (عليهم السلام) كانوا يتعمدون قلب المفاهيم الخاطئة في أذهان العباد ، ولو استلزم ذلك شيئاً من الشدة والقسوة في القول ..
فقد مرّ أمير المؤمنين (عليه السلام) على قومٍ جلسوا في زاوية المسجد ، فقال من أنتم؟ قالوا نحن المتوكلون ..فقال (عليه السلام) بل أنتم المتأكلة ، فإن كنتم متوكلين فما بلغ بكم توكلكم ، قالوا إذا وجدنا أكلنا وإذا نفدنا صبرنا ..فقال (عليه السلام):
{ هكذا تفعل الكلاب عندنا ، قالوا كيف نفعل؟ فقال (عليه السلام) إذا وجدنا بذلنا ، وإذا فقدنا شكرنا }

************************************************** ********************
حميد
عاشق العراق
4 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-04-2016 08:39 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]شعب الخير والشر [/marq]
إن طريق الخير طريقٌ ذو ( شعب ) يدل بعضه على بعض ، فمن دخل في مجال الإحسان انفتح له السبيل بعد السبيل ، وكذلك في مجال العلم وفتح البلاد وإرشاد العباد وغير ذلك ..
والأمر كذلك في الشر ، فإن الشر بعضه دليل بعض ، وكأنه سلسلة يشد بعضها بعضاً ..
إن الشيطان إنما يطلب الزلل من العبد فيوقعه في شراكه ، إذا رأى فيه ( قابلية ) الانسياق وراء الشر خطوة بعد خطوة ..
لقد رتّب القرآن الكريم عمل الشيطان من طلبه لزلل العبد ، على كسب العبد نفسه ، فقال : { إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا }..ومن ذلك يعلم أن الضلالة يكون مردّها إلى العبد نفسه ، وإن استثمر الشيطان كسب العبد في تحقيق الضلالة .

************************************************** ***************************
حميد
عاشق العراق
4 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-05-2016 09:24 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تواصل الغيث [/marq]إن ساعات الإقبال التي تتفق للعبد الغافل بين فترة وأخرى ، كالمطر في الأرض ( القاحلة ) سرعان ما يجف بما لا يستنبت شيئاً من الحياة ، خلافاً للخصبة من الأرض ، فإن كل قطرة غيث لها دورها في سرعة نمو ما فيها من البذور ، ووفرة ما ينبت عليها من الزروع ..
نعم إن من الممكن أن ( ينـقّي ) الغيث المتواصل الأرض من سبَخِها ، وبالتالي ( يُعـدّها ) للزرع لو شاء ذلك صاحبها ..وهكذا الأمر في النفوس التي تتعرض للنفحات المتلاحقة ، فإنها قد تكتسب قابلية الخصب بعد طول الجدب .

************************************************** ***************************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-05-2016 09:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]انكشاف حقيقة النفس [/marq]إن من أفضل منح الحق للعبد ، أن يكشف له الحق عن حقيقة النفس البشريّـة ، فيراها - كما يرى بدنه - بكل عوارضها وما فيه صلاح أمرها وفسادها ..
ومن المعلوم أن من عرف نفسه فقد عرف ربه ، لأن شأن النفس التي ( أزيلت ) عنها الحجب أن تتعرف على خالقها ، ضرورة استعداد الشيء لمعرفة من به قوامه حدوثاً وبقاءً ..ومما ينبغي معرفته في هذا المجال ، أن الحق ( يواجه ) النفس كمواجهته لكل عناصر الوجود ، فكان من المفروض أن ( تنعكس ) هذه المواجهة المقدسة على كيان العبد ، انعكاس النور في الماء الزلال ، ولكن وجود الموانع من الأكدار الداخلية والخارجية ، هو الذي يمنع ذلك الانعكاس ، رغم استعداد القابل وفاعلية الفاعل ..
فإذا انكشفت حقيقة النفس - بفضل الحق - عرف العبد داء نفسه ودواءها ، إذ أن لكل نفس عوارضها الخاصة بها ودواءها المناسب لها ، رغم العلم بكليات العوارض وعلاجها .

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-05-2016 09:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]خداع المادحين [/marq]إن من أعظم سلبيات المدح هو ( التفات ) الممدوح إلى نفسه وانشغاله بها فيما لو كان واجداً لصفة المدح ، وإصابته ( بالعجب ) والغرور الكاذب فيما إذا كان فاقداً لها ..ومن هنا ورد الذم بالنسبة للمدّاحين لأنهم يصورون ما لا واقع له ، أو يبالغون فيما له واقع ..فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال : { احثوا التراب في وجوه المداحين }..وإن النفس بطبيعتها تركن إلى تقييم الآخرين ومديحهم ، فقد يصدّق الممدوح - بعد طول تكرار - ما لم يكن ليصدق به ..
ولهذا يرى السلطان نفسه واجداً لكثيرٍ من الكمالات الموهومة ، وذلك لكثرة من حوله من ( المتزلّفين ) الذين يصورون له السراب ماءً ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .

************************************************** ***********************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-05-2016 10:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عدم الأنس بالقرآن [/marq]طالما يحاول العبد إلزام نفسه بتلاوة آيات من كتاب ربه العزيز ، إلا أنه يرى في ذلك ( ثقلاً ) مرهقاً ، يدعوه: إما للانصراف أو للتلاوة الساهية ..
ومن الملفت في هذا المجال أنه لا يستشعر مثل هذا الثقل في قراءة أضعاف ذلك من كل غث وسمين ، والحال أنه يبذل الجهد ( المتعارف ) للقراءة في الحالتين ، والذي يستلزم النظر بالعين ، والقراءة باللسان ، والاستيعاب بالقلب ..والسر في ذلك واضح وهو عدم وجود ( الأنس ) بين القارئ والمقروء ، للحجب الكثيفة التي أفقدته ذلك الأنس ، ومن المعلوم أن هذا الأنس شرطٌ لميل العبد إلى كل فعل ومنه القراءة والتأمل ..
يضاف إلى ذلك عدم إحساسه ( بالانتفاع ) الفعلي عند تلاوة القرآن الكريم خلافاً لقراءاته الأخرى ، والشاهد على ذلك أنه لا يزداد إيماناً عند تلاوته ..وعليه فكما أن ظاهر القرآن لا يمسه إلا المطهرون بظواهرهم ، فإن باطنه محجوب لا يمسه أيضا إلا المطهرون ببواطنهم ، التي ارتفعت عنها الأكـنّة ، التي يجعلها الحق على قلوب الذين لا يؤمنون .

************************************************** ****************
حميد
عاشق العراق
5 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-06-2016 08:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]نفور الخلق[/marq]من المناسب ان يسال الانسان من حوله حول طبيعته من جهة : الحدة او القسوة او جفاء الخلق ، فان الانسان قد يكتسب طبيعة معينة وهو لا يشعر بها ، وقد يكابر فينكر ان فيه تلك السلبية ، والحال انه هو السبب فى نفور الخلق منه ..
ولا شك ان تقييم الاخرين - وخاصة اذا اجمعوا - يعطي صورة ادق لواقع الانسان فى التعامل الخارجى ، كالناظر الى الوادى من شاهق .. فلنحذر الملكات السلبية ، فما السلوك السلبي فى الجوارح الا مرآة لما فى الجوانح!!

************************************************** ***************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-06-2016 08:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]تلقين الشوق.. [/marq]إن على الإنسان أن يعيش حالة من الترقب للصلاة، فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يصل إلى ملكوت الصلاة، لابد وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت، مترقبا للصلاة بكل شوق.. فيقوم بصلاة ركعتي تحية المسجد مثلا..
إن هذا بمثابة تدريب له، حتى لو سها أثناء الصلاة؛ فرب العالمين لا يؤاخذه على ذلك.

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
6 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-06-2016 08:57 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]زيارة الله.. [/marq]
(أَلَا طُوبَى لِعَبْدٍ تَوَضَّأَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ زَارَنِي فِي بَيْتِي)!.. كلمة "طوبى"، كـ:"ويل".. الويل في العذاب، وطوبى في الثواب!..
قيل: إن "طوبى" شجرة في الجنة، وهي كناية عن النعيم.. بعض المؤمنين يتعمد الوضوء في منزله، لينطبق عليه هذا الحديث..

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
6 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-07-2016 07:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]معاشرة الصلحاء [/marq]قد يوفق العبد لمعاشرة صالحٍ من العباد ، إلا أنه ينشغل بذات ذلك الصالح بما يجعله ( حجاباً ) بينه وبين ربه ، إذ يستغرق في حبه ، ويسعى لجلب رضاه وإن لم يكن بحق ، كما يستوحش من إعراضه وغضبه ولو كان لانحراف مزاج ، ويرى الابتعاد عنه كأنه ابتعاد عن مصدر كل خير ..
عندئذٍ يكون شأنه كشأن من ينظر إلى المرآة فيستحسنها ويستغرق في التأمل فيها ، لا شأن من ينظر بها ليستكشف من نفسه عيوبها وما فسد من أمرها ..
ولطالما تسول له نفسه ، فيرى ارتياحاً لمعاشرته وكأنه اتحد به وجوداً بملكاته الصالحة ، فيكون مَثَله كمَثَل من يسير في بستانٍ متنـزهاً فيظن أنه قد ملكها بما فيها ، والحال أنه سيفارقها بعد قليل ليعود إلى خلوته الموحشة ، وعليه فإن مجرد ( مصاحبة ) الصلحاء لا يكفي بنفسه لرقيّ درجات الصالحين .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
7 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-07-2016 07:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]اختلاف المعاملتين[/marq]
إن من الواضح في علاقة الأب مع ( أبنائه ) ، قبوله منهم القليل ، وتجاوزه عنهم الكثير ، ولطالما يتحمل الأذى رادّا عليهم بالجميل ..
وهذا كله خلافاً لتعامله مع ( خادمه ) ، فإنه قد لا يغفر له زلّـة ، ولا يرضى منه إلا بإتيان كل ما تحتمله طاقته ..وموجب التفريق بين المعاملتين لا يكاد يخفى على أحد ، إذ أنه يربطه بالأول رابط الحب و( العلقة ) الضاربة بجذورها في النفس والبدن ، والثاني لا يربطه به إلا ( العقد ) الذي ينفسخ بعد أمدٍ ، طال أم قصر ..فلنرجع ونقول: إن علاقة الأولياء بالحق المتعال أشبه ما تكون بالعلقة الأولى ، في أنه يقبل منهم اليسير ، بمقتضى محبته الموجبة لسرعة الرضا ، إذ انهم من حزبه المنتسبين إليه ، خلافاً لغيرهم الذين لا تربطهم به ، إلا نسبة الخالقية والمخلوقية وما يرتبط بها .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
7 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-07-2016 08:35 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"] الفرق بين الكف والانصراف [/marq]
إن هناك فرقاً واضحاً بين (كفّ ) الصائم نفسه عن الطعام مع ميله الشديد إليه ، وبين ( انصراف ) نفس المفطر عن الطعام وعدم ميله إليه ..
إن الأول يعطى ثواب الصائمين دون الآخر ، إلا أن الثاني مقدمٌ على الأول في عالم الترويض والمجاهدة ..فلا يبعد أن يكون الأثر التكاملي لانصراف نفس المفطر عن الطعام المباح ، أشدّ من كف الصائم نفسه عن الطعام على مضَضَ وإكراه ..
لعل هذا هو السر في خروج خلق كثير من الشهر الكريم ، من دون كثير ( تغييرٍ ) في ذواتهم ، فهم يُقبِلون على الطعام ليلاً بأضعاف ما حرموا منه في النهار ، وينتظرون خروج الشهر مع ما فيه من البركات ، للتخلص من قيد إمساك النفوس عن لذاتها .

************************************************** *****************
حميد
عاشق العراق
7 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-08-2016 12:26 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]عبادة الحق كما يريد [/marq]طلب إبليس من الحق أن يعفيه من السجود لآدم (عليه السلام) ، مقابل عبادة لم يعبدها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، فكان جواب الحق كما روي عن الصادق (عليه السلام): { لا حاجة لي في عبادتك ، إنما عبادتي من حيث أريد ، لا من حيث تريد }وفي ذلك بيان لقاعدة عامة ، وهي أن العبادة المطلوبة للحق هي ما طابقت إرادة ( المعبود ) لا رغبة ( العابد ) ..
من هنا يكتشف العبد ضلالة سعيه إذا لم يكن مطلوبا للحق ، وإن وجد العبد سعيه حسناً ، مصداقا لقوله تعالى: { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً }.

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
8 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-08-2016 12:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]القشر واللب [/marq]إن لعالم الوجود قشراً ولبـّا ، قد عبر القرآن عن الأول بظاهر الحياة الدنيا ، بما يفهم منه أن له باطنا أيضا وهو اللب ..
فإذا أعمل الحق المتعال خلاّقيته بما يُذهل الألباب في الظاهر، فقال تعالى: { تبارك الله أحسن الخالقين }و{ بديع السموات والأرض }و{ أعطى كل شئ خلقه ثم هدى }و{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح }..فكيف بآثار خلاقيته في عالم الألباب ؟! ، وهي الأرواح التي نسبها الحق إلى نفسه فقال : { قل الروح من أمر ربي }و{ ونفخت فيه من روحي }..
من هنا يعلم شدة تقصير العبد في ( تزيين ) أكثر المخلوقات قابلية للجمال والكمال ، وهي ( نفسه ) التي بين جنبيه .

************************************************** **************************************
حميد
عاشق العراق
8 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-08-2016 12:47 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]المعية العامة والخاصة [/marq]إن هناك فرقا شاسعا بين المعيّـة الخاصة للحق المتمثلة بقوله: { إن الله مع الذين اتقوا } ، وبين المعيّة العامة المتمثلة بقوله: { وهو معكم أينما كنتم }..
ففي الأول معيـّة ( النصر ) والتأييد ، وفي الثاني معيـّة ( الإشراف ) التكويني المستلزم للرزق والحفظ وغيره ..والفرق بين المعيّـتين كالفرق بين إطلالة الشمس على الغصن الرطب واليابس ، ففي الأول معـية التربية والتنمية ، وفي الثاني المعيـة التي لا ثمرة لها غير المصاحبة المجردة .

************************************************** *************************
حميد
عاشق العراق
8 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-09-2016 09:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]القلبان في جوف واحد [/marq]نفى الحق المتعال أن يكون لرجل ( قلبان ) في جوفه ، وقد روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم }..فإن للعبد ( وجهة ) غالبة في حياته ، وهـمّا واحدا ، يدفعه لتحقيق آماله وأمانيه ، وتلك الوجهة هي التي تعطي القلب وصفا لائقا به ، فإذا كان إلهيـّا استحال القلب إلهيـّا وكذلك في عكسه ..
فإذا اتخذ العبد وجهته ( الثابتة ) في الحياة ، لم تؤثر الحالات ( العارضة ) المخالفة في سلب العنوان الذي يتعنون به القلب .

************************************************** ************************
حميد
عاشق العراق
9 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-09-2016 09:41 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]التدبر فيما وراء الفقه [/marq]روي عن الصادق (عليه السلام) : { إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما ، لا يطأ بساطه إلا المطهرون ، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون }..
وهذا الخبر يعطي درسا بليغا في تعامل العبد مع كل صور الطاعة ..فالمطلوب من العبد دائما أن يترجم لغة ( الفقه ) إلى لغة التدبر فيما ( وراء الفقه ) ، و ينتقل من ( لسان ) الحكم الشرعي إلى البحث عما وراءه من ( الملاكات ) المرادة لصاحبها ، ويترقى من حالة التعبد ( الحرفي ) بالأوامر والنواهي ، إلى التفاعل ( الشعوري ) مع الآمر والناهي ..
فإذا طالب الحق عبده بمثل هذه المشاعر العالية عند بلوغ المسجد ، فكيف بالواجبات المهمة في حياة العبد ، عند بلوغه ساحة الحياة بكل تفاصيلها ؟! .

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
9 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-09-2016 09:54 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الصبغة الواحدة [/marq]إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا ..
والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية )..وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا ..ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود ..
والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب ، وقد ورد: { أن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات ، أعني لكم الحلال والحرام .. فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة ، فالقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات ، فلما أحسوا بذلك عجّـوا إلى الله من ذلك ، فقالوا ربنا عفوك عفوك ، ردّنا إلى ما خلقتنا له فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج } .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
9 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-10-2016 09:55 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]الخطايا العابرة [/marq]إن صدور ( الخطايا ) من الجوارح ، وتوارد ( الخواطر ) على القلوب لا يوجب اليأس أبداً ..فإن مَثَل هذه الخطايا والخواطر الطارئة ، كمَثَل عابر السبيل في الطريق الذي لا يكتسب عنوان عابره بمجرد عبوره فيه ، إلا إذا استقر فيه واستوطنه ..
إن الطريق ينتسب إلى من اتخذه مقراً ومنـزلاً ، وعليه فإن مجرد صدور المعصية عن جارحته أو جانحته ، لا يكفي لأن ( يتعنون ) العبد بعنوان يوجب له اليأس ..إذ أنه كما أن نفسه طريق لعابر الشر ، كذلك فإنها طريق لعابر الخير ، فلا يتعنون بعنوان غالب إلا عند طغيان أحدهما على الآخر .

************************************************** **********************
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-10-2016 10:13 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]همّ خدمة الدين [/marq]إن المهتم بأمر الشريعة يحب أن يخدم الدين وأهله من أوسع أبوابه ، فينتابه شيء من ( التحيّر ) في اختيار السبيل الأصلح لذلك ..والحال أن على خَـدَمة الدين - بشتى صنوفهم - أن يتسلحوا بما يعينهم على فتح الميادين المختلفة التي أمر الحق بفتحها ، فمَثَله كمَثَل المقاتل الذي يتعلم فنون القتال ، من دون أن يشترط على نفسه وعلى غيره ( جبهة ) قتال بعينها ، فهو يسلّم نفسه إلى وليّ أمره يوجهه أينما شاء ..
ومن المعلوم أن القائد العادل ينظر إلى الجميع بنظرة واحدة - وإن اختلفت سعة فتوحاتهم ، ومقدار غنائمهم - ما داموا جميعاً في حالة واحدة من ( الاستعداد ) والإستنفار لامتثال الأوامر ..
لكنه مع ذلك كله ، فإن المرء يتمنى - بمقتضى محبته للحق - أن يرى الهدى الإلهي في أشدّ تألقه ، متجلياً لنفسه ولنفوس الخلق ، ولهذا يدعو ربه قائلاً:
{ اللهم وفقني إذا اشتكلت علىّ الأمور لأهداها ، وإذا تشابهت الأعمال لأزكاها ، وإذا تناقضت الملل لأرضاها }

************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-10-2016 10:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]وسيلة الوصول [/marq]إن العبد عندما يتخذ الدابة ( وسيلة ) للوصول إلى مقصدٍ من مقاصده ، فإنه ( يذهل ) عن الاهتمام بذاتها وخاصة إذا انشغل بحديثٍ هادف مع من يردفه عليها ..
وهذا خلافاً للساعة التي يعيش فيها شيئاً من الفراغ والبطالة ، فتراه يقبل على دابته مهتماً بأمرها ، مراعياً لجزئيات شؤونها ، ناظراً إليها كهدف ، لا من خلالها كوسيلة ..
وهكذا الأمر في المشتغل ( بالهموم ) الكبرى ، فانه ينظر إلى متاع الدنيا - برمّـته - بما أنه يحقق له تلك الهموم ، لا بما انه أداة للاسترخاء المذهل عن تحقيق تلك الهموم .

************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-11-2016 09:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]مخزون القلق في النفس [/marq]يحاول المرء أن يتحاشى موجبات القلق في حياته ، فيتجنب من أجل ذلك البيئة أو الشخص أو المكان الذي يمكن أن يجلب له فساداً ، أو يوجب له تشويشاً ، ويظن أنه ( بتحاشيه ) هذا ، يجلب لنفسه الراحة والاطمئنان ..
والحال أن في مخزون ذاكرته كمّـاً كبيراً من الحوادث المقلقة والمثيرة لأحزانه ، وهذه الخواطر المحزّنـة كافية لأن ( تنغّـص ) عليه عيشه ، بمجرد تذكرها والتفاعل معها ، ولو كان صاحبها في سياحة ممتعة أو في روضة من الرياض ..
وعليه فإن من موجبات السعادة في الحياة الدنيا ، أن يكون ( استحضاره ) للمعاني المختزنة في اللاشعور تحت رقابته الأكيدة ، فلا يستحضر شيئا من تلك الصور الذهنية ولا يتفاعل معها ، إلا إذا رأي في ذلك خيراً ونفعاً ..
ومَثَل من يعمل خلاف ذلك كمَثَل من يذهب للمحاكم ، مسترجعاً ملفات خصومه التي انتهت أحكامها ، بل ومات أصحابها .

************************************************** ***************************************
حميد
عاشق العراق
11 - 4 - 2016

حميد درويش عطية 04-11-2016 10:08 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;1;scroll"]لزوم الإحساس بالغيرة [/marq]إن على المرء أن يعيش شيئاً من الغيرة والحمية على ( مكتسباته ) في عالم القرب من الحق المتعال ..
وعليه فإذا رأي إقبالاً في نفسه على ما يوجب له الهبوط من عالمه العلوي ، أحسّ بما يشبه الغيرة المـنقدحة في نفس المرأة تجاه ضرتها ..
إنه لا يرضى من نفسه التنقل بين من مثَلَهما كمثل الضرتين ، فإن الالتفات إلى إحداهما لمن موجبات سخط الأخرى كما هو واضح ..
فلو عاش العبد هذه الحقيقة بوضوح ، وآثر عالم الهدى على عالم الهوى ، لانتابه شعورٌ ( بالكراهة ) الشديدة تجاه النفس وما تشتهيها ، عند ( الاسترسال ) في الشهوات ، كالكراهية الـمنقدحه في نفس المرأة عند الاهتمام بضرّتها ..
وهذا من أفضل الروادع التي توجب استقامة العبد في الحياة .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
11 - 4 - 2016


الساعة الآن 05:28 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team