![]() |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (35) صَحْوَةُ الوَجْدِ لَكِ الدَّلالُ ولي شوقي وتَهيامي يا وردةً ضمَّختْ بالعطرِ أيامي لَكِ الدَّلالُ ولي قلبٌ حلفتُ بهِ ألَّا أحبَّ وجُرحي غيرُ مُلْتَامِ حتى رأيتُكِ فاستثنيْتُ يا قدري هوىً بَرئتُ به من كلِّ أسقامي وكنتُ قبلَ هواكِ الحلوِ يجرفُني وهمٌ زرعتُ عليهِ روضَ أحلامي * * * يا صحوةَ الوجدِ بعد اليأسِ لا تَدعي لغيرِ عينيكِ آفاقاً لإلهامي وحدِّثيني بلا خوفٍ ولا خجلٍ أو .. فاهمسي في عيوني همسَ نمَّامِ إنِّي أحبُّ حديثَ الحبِّ تنقلُه عيناكِ يسألُ عن شدوي وأنغامي * * * أنا الهزارُ وكم أنشدتُ قافيةً من سِحرِ عينيكِ تُغري الخمرَ بالجامِ وأنتِ خمري فهاتي الكأسَ مُترَعةً وأسكريني أُبدِّدْ كلَّ آلامي إنِّي أحبُّكِ يا أحلى هوىً نَسَجَتْ شباكَهُ من دُجى عينيكِ أقلامي فقرِّبيني إلى عينيكِ واقتربي من مُقلتيَّ وهاتي ثغرَكِ الظامي وأشعليني على التَّحنانِ واشتعِلي لا تحفلي يا ندى رَوضي بلُوَّامِ عُمْرُ السعادةِ رهنٌ في مواصلةٍ لا تقطعيها بتسويفٍ وإحجامِ لا تسمعي لعَذولٍ ناصحٍ فمتى كان العذولُ نَصوحاً غير هدَّامِ وأنتِ لؤلؤةٌ أسرارُها خَفِيَتْ عنِ المُحبِّين في بحرِ الهوى الطَّامي وسوفَ يَجلوكِ للعُشَّاقِ شاعرُهُمْ حُسْناً فريداً تحدَّى كلَّ رسَّامِ فأقبلي يا ضياءَ العمرِ مُشرقةً كليلةِ القَدْرِ تمحو كلَّ آثامي 1988 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (36) اسْتِغْفَار مرَّتْ بمجلسِنا والطيبُ ينتشرُ عذراءُ يسكرُ فيها الدّلُّ والخَفَرُ تهفو لعالَمِ آمالي يداعبُها حُلْمُ الوصالِ ووجدٌ عارمٌ حَذِرُ ضمتْ جناحينِ من حبٍّ ومن أملٍ وقلبُها من كرومِ الشوقِ يعتصرُ أحنو وتحنو كلانا هائمٌ ولنا فيما نعاني وقد جُنَّ الهوى عُذُرُ في مُقلتيها حنينٌ عاطرٌ أَلِقٌ عند اللقاءِ بجفنِ السحرِ يستترُ أحسُّها بدمي تجري مؤجِّجةً روحي فتسكرُ من صهبائها الفِكَرُ طارحتُها الشوقَ في خوفٍ وفي حذرٍ فطارحتْني هواها وانجلتْ صُورُ وغرَّدَ الحبُّ في قلبي يداعبُه سحرُ العيونِ وظلُّ الهُدبِ والحَوَرُ * * * حبيبتي أنتِ .. يا الله .. كم رقصتْ في جانحيَّ المُنى كم صفَّقَ القدرُ كم رفَّ في مُقلتيَّ اليومَ من حُلُمٍ وكم صحا في عروقي موسمٌ عَطِرُ هاتي يديكِ .. تعالَيْ ننطلقْ فلنا معارجُ الشمسِ درباً والسَّنا سُرُرُ هاتي يديكِ .. فهذا الكونُ أجمعهُ ملكٌ بكفِّي وأنتِ الشمسُ والقمرُ وأنتِ .. أنتِ حياتي .. أنتِ خالقتي أنتِ التي في هواها أزهرَ العُمُرُ هاتي عيونَكِ هاتي منكِ كأسَ طِلاً فخمرةُ الوصلِ من نهديكِ تُعْتَصرُ إنِّي عشقتُ بكِ الإخلاصَ فالتمِسي عذراً لأيامِ هجري إنَّني بشرُ اليومَ عُدتُ بلا ذنبٍ يُدنِّسُني بضوءِ عينيكِ يا عينيَّ أعتمِرُ كلُّ الذُّنوبِ وقد وافيتِني لَمَمٌ والكفرُ أصبحَ في عينيكِ يُغْتَفرُ 1985 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (37) حُبِّيْ وأَوْزَاري أحببتُها سرَّاً وأخفيتُ الجوى كي لا يقالَ يحبُّها ويذوبُ وحضنتُ أحلامي التي ربَّيتُها عشراً فشبَّتْ والفؤادُ يشيبُ حتى إذا اكتنَزتْ وحانَ قطافُها صَعُبَتْ وأفلحَ بالقطافِ غريبُ وأنا الذي روَّيتُها بمدامعي أَعصي فؤادي مرةً وأُنيبُ في كلِّ يومٍ قصةٌ فغرامُها عبرَ السنينِ محبَّبٌ وعجيبُ * * * كانتْ تعاتبُني إذا خاصمتُها يوماً وتقسو والعتابُ يطيبُ وتلوذُ بالأصحابِ تخطبُ ودَّهمْ كيما أعودَ لروضِها وأثوبُ وأنا أراوغُها وأُمعِنُ بالجفا وأصدُّ عنها والصدودُ مريبُ لم أعترفْ يوماً لها بعواطفي وعواطفي رغمَ الخفاءِ لهيبُ وأُغازلُ الغيدَ الحِسانَ سفاهةً فتصدُّ عني فترةً وتؤوبُ ولَكَمْ خلوتُ بها لتسعدَ باللِّقا لكنَّ آمالَ اللقاءِ تخيبُ * * * كانتْ تُصافيني وتَصدقني الهوى وتخالُ أنِّي في الغرامِ كَذوبُ تبكي لديَّ فلا الدموعُ شوافعٌ عندي ولا دمعي العصيُّ يُجيبُ وتقولُ لي بتدلُّلٍ وتذلُّلٍ هل لي بقلبكَ يا حبيبُ نصيبُ أضنيتَني وملَكتَني وسحرْتَني وجميعُ إحساني لديكَ ذنوبُ فأَضيقُ بالكتمانِ يصرعُني الجوى فيُجيبُها قلبي فدتكِ قلوبُ كُفِّي عتاباً يا حبيبةُ إنَّني سأتوبُ عن صدِّي نعم سأتوبُ قسماً بحبِّكِ ما قَليتُكِ إنَّما داريتُ عنكِ وخافقي مصلوبُ قسماً بعينيكِ ابتهالي للهوى وجميعُ أوزاري إليكِ دُروبُ أهواكِ يا نبعَ الوفاءِ ومَوْسمي من نهرِ حبِّكِ بالضياءِ خصيبُ أهوى احتراقي في هواكِ فإنَّهُ قدرٌ عليَّ مُسطَّرٌ مكتوبُ فَتَبشُّ راضيةً ويشرقُ وجهُها وتقولُ عطفكَ يا حبيبُ طبيبُ سأَظلُّ عابدةً بمحرابِ الهوى ولَوَ انَّني أُكوى بهِ وأذوبُ 1989 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (38) رَجْعُ الصَّدَى تهنئةٌ لأستاذي الكريم الأديب الكبير عبد الرزاق الأصفر بمناسبة وصوله سنّ المعاش أطالَ الله عمره من الأزهارِ أقتطفُ المعاني ومن قلبي أزفُّ لك التهني وأرجو اللهَ أن يُبقيكَ ذُخراً لأصحابِ البلاغةِ والبيانِ فأنتَ أريبُنا في كلِّ رأيٍ وأنتَ أديبُنا في كلِّ آنِ وأنتَ الدُّرُّ في بحرِ المعاني عليهِ نغوصُ في لُجَجِ الجمانِ يراعُك مُسكِرُ النفَحاتِ ثرٌّ كينبوعٍ تفجَّرَ في المغاني جرى يهبُ الحياةَ فكانَ رُوحاً وريحاناً تضوَّعَ من جنانِ فأبدعَ في مغازلةِ القوافي وأدهشَ في مُساجلةِ الكمانِ وحلَّقَ بالعقولِ على جناحٍ فأغرى الناسَ من قاصٍ ودانِ وزوَّدني بآلافِ الدَّراري فأجرى المُعجزاتِ على لساني * * * " أبا حَسَنٍ " أهنِّئُ فيكَ نفسي فكرمُكَ قد تعتَّقَ في دناني فمنكَ أضأتُ قنديلَ القوافي وعنكَ قَبستُ أسرارَ المعاني وبين يديكَ كم صلَّيتُ حتى تجلَّى الشعرُ في ثوبِ افتتانِ فكم أصغيتُ في لَهَفٍ وشوقٍ إليكَ وأنتَ تنقشُ في جَناني عرفتُ بكَ المعلِّمَ والمُربِّي ونابغةَ الزمانِ على الزمانِ زمانَ حَضَنْتَنا طُلَّابَ علمٍ نسيرُ على هُداكَ إلى الأماني وها أنا ذا أصوغُ لك القوافي مُتوَّجةً بتاجِ العنفوانِ ترقُّ حروفُها وتهيمُ نشوى إذا أجرى جداولَها بَناني وإنْ عزَّتْ عليَّ نذرتُ روحي لأجعلَها تَفجَّرُ في كياني لقد علَّمتني معنى التحدي إذا ما الدهرُ أمعنَ بالحرانِ أموتُ ببردِ أحلامي وأحيا إذا سعَّرتُها في مِهرجانِ وأجفو الموبِقاتِ لعلَّ نَحْسي يُجافيني ولكنْ ما جفاني يريشُ ليَ السهامَ فأتَّقيها بآمالي وأسخرُ من زماني * * * " أبا حَسَنٍ " وتقفزُ في خيالي ألوفُ الذكرياتِ بلا عنانِ فألمحُ بارقاً في كلِّ ذكرى يَرُدُّ الروحَ يَخطُرُ في ثواني يُذكِّرُني بما أغنى شبابي وأورثني الشجاعةَ في الطِّعانِ ولقَّنني فنونَ القولِ حتى سموتُ على البلابلِ بامتحانِ أَصولُ بمُرهفِ الحدَّينِ عُجباً وأخطرُ بالمُثقَّفِ واليَماني أُفرِّقُ جمعَ أعدائي بشعري وأَجذبُهم إليَّ بصَولجاني وأتركُهم ورائي لا أُبالي بمن أثنى عليَّ ومن هجاني تَرصَّدني الظَّلومُ لصبِّ حقدٍ ولم يَعن الأذلَّةَ بل عناني وحمَّلني المُخاتلُ وِزرَ غيري فلم أرقدْ على سُرُرِ الهوانِ تحدَّيتُ المخاطرَ والمنايا وهدَّمتُ المغاورَ والمباني وأرهفتُ اليراعَ وذُدْتُ فيهِ فكانَ الشعرُ أنفذَ من سِنانِ * * * " أبا حَسَنٍ " برغمِ سموِّ نفسي أعاني من زمانيَ ما أُعاني شجوتُ العاشقينَ بنايِ شعري ونايُ الحِبِّ أخرسَ من شجاني فكم دغدغتُ أحلامَ العذارى بما أبدعتُ من غُرَرٍ حِسانِ وترجمتُ المواسمَ في بلادي فكانَ الشعرُ أصدقَ ترجمانِ فلي نايٌ يُذيبُ الصخرَ وجداً ببُحَّتِهِ ويغدقُ بالحنانِ أراهُ لديَّ مِطواعاً عصيَّاً ولكنْ في الملاحمِ ما عصاني أُقلِّبُه على شفتيَّ حُبَّاً فينطقُ والعيونُ له روانِ فشعري منكَ رَجْعُ صدىً وما لي بما نضَّدتُ من دُرَرٍ يدانِ 9-8-1995 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (39) لَيْلَةُ القَدْرِ عيناكِ يا حلوةَ العينينِ بوحُهما أشهى من الروحِ إنْ رُدَّتْ إلى الجسدِ يظلُّ يجذبُني شوقٌ لسحرِهما يُوري حنيني ولا أَقوى على الجَلَدِ كتبتُ عينيكِ في سِفرِ الهوى سُوراً خلَّدتُها في ضميرِ العشقِ للأبدِ جدلتُ هُدْبَهُما وزناً وقافيةً وصورةً ببيانٍ مُشرقٍ وندي فما قرأتُ على السُّمارِ واحدةً إلا وأمعنَ فيكِ الناسُ بالحسدِ فلْتَعلمي بعد عشرٍ من عِجافِ هوىً أني كتمتُ لكِ الأشواقَ في كَبِدي كتمتُها وبودِّي أنْ أبوحَ بها لكنَّني خائفٌ من حاضري وغدي أخافُ من ردِّكِ المجهولِ يقذفُني إلى المتاهاتِ في أُرجوحةِ الكمد * * * عيناكِ أُنشودتا حبٍّ وليلُهما ليل المحبِّ مع الأفكارِ والسَّهدِ تحيَّرَ الدمعُ في جَفنيهما زمناً كما تحيَّرَ هذا البوحُ في خَلَدي فرُحتُ أجمعُ أشواقي أُنمْنِمُها شعراً وأنثرهُ كالعطرِ والشَّهَدِ * * * أَجنُّ يا حلوةَ العينينِ في وَلَهٍ لمُقلتيكِ حنينَ الأمِّ للولدِ أرى ابتسامَ الأماني في ضيائهما وليلةَ القدرِ بين الدَّلِّ والغَيَدِ * * * حبيبتي يا احتراقي في هوىً شهقتْ نيرانُه لا تزيدي النارَ واتئدي لكِ الدلالُ ولي في الحبِّ أغنيةٌ تزهو بثوبِ القوافي البِكرِ في صَيَدِ فعلِّليني بمعسولٍ على شَفةٍ كبُرعمِ الوردِ لم تَمسَسْه أيُّ يدِ كنزُ الجمالِ فؤادُ الصبِّ يرصدُه فكيف إنْ كانَ قلبُ الشاعرِ الغَرِدِ 1986 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (40) احْترَاقُ الوَعْدِ بلهيبِ الموعدِ أحترقُ ويُحطِّمُ أعصابي القلقُ وأُكذِّبُ صادقَ إحساسي وببابِ الوعدِ ألتصقُ وتمرُّ دقائقُ من عمري بدخانِ شعوري أحترقُ * * * بلهيبِ الموعدِ آمالي تَزْوَرُّ كشمسِ الآصالِ فأغادرُ مملكةَ اللُّقيا واليأسُ يُقطِّعُ أوصالي وأعضُّ بَناني من ندمٍ وأُمارسُ لهوَ الأطفالِ * * * بلهيبِ الموعدِ مصباحي يهفو لصريرِ المفتاحِ ويطلُّ الفجرُ يعاتبُني فأَهبُّ أُحطِّمُ أقداحي وأُمزِّقُ أوراقي الظَّمأى لجنونِ الشِّعرِ وإفصاحي 1999 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (41) لا تَعُوْدِي إِلَيَّ عفوَ عينيكِ إنْ قتلتُ شجوني فلقد ماتَ في في هواكِ جُنوني أين نارُ الغرامِ تُلهبُ روحي في جحيمِ النوى وعصْفِ الظنونِ ؟ أين جرحُ الإباءِ ؟ مات خضوعي ماتَ وجدي وقد دفنتُ أنيني كُنتِ ناراً تشبُّ في كلِّ عرقٍ من عروقي وجمرةً في عيوني كُنتِ في أحرفي نداءً حزيناً سطَّرتْهُ مخاوفي وشجوني كُنتِ لحناً عزفتُه بضميري مستمِرَّاً على مدارِ السنينِ كنتِ .. ما كنتِ غيرَ بؤرةِ وهمٍ أبعدتْني شكوكُها عن يقيني فتلاشى الرجاءُ بعد صراعٍ بين زَيفِ الهوى ووجدٍ دفينِ * * * يا سحابَ الرجاءِ أمطرتَ يأساً أغرقَ الوهمَ باليقينِ المُبينِ يا سحابَ الرجاءِ في أُفْقِ وهمي كيف تمضي على الخداعِ اللعينِ يا سحابَ الرجاءِ بين ضلوعي أورقَ اليأسُ بعد موتِ ظنوني بعد عشرٍ قضيْتُهُنَّ عِجافٍ كنتُ أخفي خيالَها بجفوني بعد عشرٍ من الجمودِ تَلوَّتْ تنفثُ السمَّ في سُلافِ حنيني * * * أنتِ .. يا أنتِ .. اِسمعي كيف أضحى ضوءُ عينيكِ ظُلمةً في عيوني روَّعتْني أنيابُكِ الزُّرْقُ حتى صارَ في الحُلْمِ خوفُها يعتريني فاذهبي للجحيمِ لستِ ملاكاً أنتِ وجهٌ مُقنَّعٌ بالفُتونِ لا تعودي إليَّ ..لا .. لا تعودي واحرقي كلَّ قطعةٍ من فنوني اِحرقيها على لظى الهجرِ حقداً اِحرقيها على النداءِ الحزينِ واشربي كلَّ قطرةٍ من دمائي في غرورٍ وبعدها مزِّقيني فإذا متُّ يا (....) فَغنِّي واشربي الكأسَ وارقصي والعنيني واحرقيني من بعدِ موتي فإنِّي أُحرقُ الأمسَ في غدٍ يرتجيني أنتِ بعدي بقيَّةٌ من بقايا ذكرياتٍ بطيبها كفِّنيني 1976 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (42) هَاتِي يَدَيْكِ أحبُّ عينيكِ يُغريني بريقُهما إنِّي بليلِهما أيقظتُ أحلامي إذا نظرتِ إلى عينيَّ طالعَني وجدٌ تألَّقَ في شعري وأنغامي فأسهرُ الليلَ مجنونَ الرُّؤى أَرقاً أَملا كؤوسَ الهوى من دَنِّ أوهامي أعاتبُ السِّرَّ إنْ نامتْ كوامنُه وأنفضُ النومَ عن جُرحِ الهوى الدامي * * * حبيبتي .. هل سألتِ الليلَ عن سهري ؟ وبسمةَ الفجرِ عن شوقي وتَهيامي فلو سألتِ مناديلَ الهوى نطقتْ وأخبرتكِ بأنِّي نَهْبُ آلامي وحدَّثتكِ بما ألقاهُ من شغفٍ فكلُّ خيطٍ بها من نَسْجِ نمَّامِ كأنَّني وهوى عينيكِ يجذبُني طفلٌ يحاولُ أن يمشي بإقدامِ يخشى السقوطَ ويمضي من سذاجتِه يعاقبُ النفسَ إنْ همَّتْ بإحجامِ * * * حبيبتي .. يا جنى عمْري الذي نضبتْ منه المواسمُ في روضِ الهوى الظَّامي إنِّي أخافُ ثواني العمرِ تأكلُها عقارب الوقتِ تمحو كلَّ أرقامي وأنتِ بسمةُ زهرٍ في تَفتُّحِهِ ونفحةُ الوردِ مزهوَّاً بأكمامِ هاتي يديكِ تعالي نختلقْ سَبَباً يُبرِّرُ الوصلَ أو نَفنى بآثامِ إنِّي صُلِيْتُ سعير الهجرِ أحرقني من كنتُ أهواهُ إمعاناً بإجرامِ وجاء حبُّكِ يُطفي النارَ في كبدي يروي غليلي ويشفي كلَّ أسقامي فأزهرَ العمرُ يا عمري بروضِ هوىً يحنو عليَّ لقد جدَّدْتِ أيامي وقد رجعتُ ربيعاً دائماً وزهتْ فيَّ الدماءُ وصارَ السَّعدُ خَدَّامي |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (43) تَبَارَكَ الحُبُّ بريقُ عينيكِ يُحيي القلبَ والعصبا إنِّي عشقتُ بكِ الإخلاصَ والأدبا حبيبتي أنتِ يا أنغامَ قافيتي يا لؤلؤاً في بحورِ الشعرِ ما نَضبا ألهمتِني من رؤى عينيكِ أغنيةً ذوَّبتُ فيها فؤادي فانتشى طربا لقد وهبتُكِ قلبي فاسكني بدمي تَغلغلي في شراييني هوىً وصبا وأرضعيني سُلافَ الحبِّ يُسكرني وأبعِدي عن شفاهي الخمرَ والعنبا وعلِّليني بثغرٍ ريقُه عسلٌ علَّمتُه كيف يعطي الشهدَ فانسكبا هذي الشفاه وما أَحلى تلهُّفِها لقبلةٍ كاللَّظى تستمطرُ السُّحُبا لي في هوى النارِ آياتٌ مرتَّلةٌ تباركَ الحبُّ ما أعطى وما وهبا تباركَ الشوقُ في عينيكِ يُبدعني فأُبدعُ الشعرَ في عينيكِ مُلتهِبا تباركَتْ وشوشاتُ الليلِ في سَحَرٍ فمن شذاها يراعُ الفجرِ ما كتبا في كلِّ حرفٍ كنوزٌ فيكِ يرصدُها فليسمعِ الجنّ من آياتِه عَجَبا إني أحبًُّكِ فوق الحبِّ يملكُني وجدٌ تقدَّسَ أنْ نعزي له سببا منزَّهٌ عن كلامِ الناسِ إنْ وصفوا مشرَّفٌ من سماواتِ الهوى نسبا إني وهبتُ له عمري وقافيتي وكمْ تعبتُ وحسبي أعشقُ التَّعبا إنْ كانَ في الحبِّ ما يُضني الفؤادَ فقد وجدتُ حبَّكِ يُحييْ القلبَ والعَصَبا 1984 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (44) جَلَّ الشَّهِيْدُ جلَّ الشَّهيدُ لقد وفَّى بما وعدا وأرخصَ الغاليَيْنِ الروحَ والجسدا فاسألْ ذُرا الشيخِ* يومَ الرَّوعِ كمْ سمعتْ وكمْ أتاها من التَّزآرِ رجعُ صدى قرآنهُ في فمِ الرشاشِ يقرؤه والحقُّ والنصرُ في قرآنه اتَّحدا تقحَّمَ الهولَ لم يخفلْ بلاهبةٍ إذْ راحَ يخطرُ فيها ضيغماً حرِدا لبَّى ذرا القدسِ إذْ ناداهُ مضطهَدٌ فلم يُطِقْ أنْ يَرى في القدسِ مُضطَّهدا وانقضَّ يحملُ في جنبيهِ ألفَ هوىً لثأرِ يافا وللأعداءِ ألفَ رَدى فلَّ الحديدَ وما فُلَّتْ عزيمتُه كالرَّعدِ مُنفجراً كالشَّمسِ مُتَّقدا وراح يَصلى ويُصلي الغادرين لظىً لمَّا تصدَّى لهم حتى غَدوا بددا واستقبلَ الموتَ وضَّاحَ الجبينِ كمنْ يستقبلُ الفجرَ مخضلًَّ الرؤى غَرِدا * * * يا باذلَ النفسِ ما أغرتكَ فاتنةٌ غير الشهادةِ حسناً آسراً وندى دربُ الخلودِ بساحِ الحربِ أوَّلها وافيتَها مؤمناً بالنصرِ مُعتقدا كم وقفةٍ لك شرَّفتَ النضالَ بها وكنتَ كالشمسِ تهدي النورَ والرَّأدا غضبتَ للأرزِ يَدمى في مشاحنةٍ إذْ أجمعوا الأمرَ واغتالوه منفرِدا رأوا بلبنانَ منجاةً لما عَقدتْ كفُّ الخيانةِ والغدرُ الذي احتشدا لَئِنْ تنكَّرَ للتحريرِ خائنهُ وراح يحشدُ في أوكارهِ العددا فقد مَضيْنا إلى لبنانَ نرفدُه بأبحُرِ الدَّمِ يا سعدَ الذي رفدا * * * فديتُ أرزَكَ يا لبنانُ كم سَهِرتْ عليكَ عينُ الحِمى والجفنُ كم سهدا جاؤوا إليكَ أساطيلاً محمَّلةً بالحقدِ والموتِ يا ويحَ الذي حقدا هبُّوا على وعدِ " أمريكا " لهم فمَضوا يشدُّ ساعدَهم مَنْ أصلَهُ جَحَدا وعدٌ على وعدِ " بلفورٍ " له هدفٌ وقد وأدناهُ فيهم قبلَ أنْ ولدا يمضي الطُّغاةُ ويبقى الشعبُ منتصِباً كماردٍ لكنوزِ النصرِ قد رُصِدا * * * يا أرزَ لبنانَ في القُربى لنا رَحِمٌ إني لأشفقُ أنْ ألقاكَ مضطَّهَدا " أنطونُ " يا أرزُ يمضي في خيانتِهِ فيحرقُ القلبَ يا لبنانُ والكبدا يمشي على جُثَثِ الأطفالِ مرتدياً ثوبَ المهانةِ مزهوَّاً بما عَقدا وكلّ ما يبتغي الأوغادُ من وطني أن يحصُدَ اليأسَ لا أن يزرعَ الشّهدا * * * وقفتُ شعريَ للأبطالِ أُبدعُهُ أشتقُّ من كبدي الأوتارَ مجتهدا إني لأبرأُ من نفسي وقافيتي إنْ لم يذودا عن الأوطانِ يومَ فِدا حسبُ الخلودِ دروبَ الموتِ تمنحُه نمضي ركوباً لها يا ذلَّ من قعدا قد صفَّقتْ جنباتُ الخُلدِ من فرحٍ وسَلْسَلتْ وِردها الصَّافي لمن وَردا عرائسُ الحورِ ترنو في مدارجِها تستقبلُ البذلَ والإقدامَ والصَّيَدا لم تعرفِ الأرضُ أوفى خافقاً ويداً من الشهيدِ على حُصبانها رقدا * * * يا واهبَ النفسِ تَرقى في معارجِها إلى السماءِ نعيماً خالداً أبدا قلْ لي بربِّكَ ماذا أنتَ مدَّخِرٌ غير الخلودِ يُعزِّي الأهلَ والولدا النُّعْمَياتُ بدنيا الناسِ فانيةٌ من عاشَ فيها يُعاني الهمَّ والنَّكدا وعندَ ربِّكَ جناتُ الخلودِ زهتْ عيشاً كريماً وإنعاماً ونورَ هُدى ما ماتَ من خطَّ سِفرَ المجدِ من دمِهِ لمَّا سقى التُّربَ يومَ الزحفِ بل وُلدا 1983 ذُرا الشيخ ... جبل الشيخ حيث دارتْ معركة السادس من تشرين عام 1973 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (45) أَحْلَى فَرَاشَة طوفي بروضِ الحبِّ مثلَ فراشةٍ وتألَّقي بقصائدي وبَياني وترفَّقي بفؤادِ صبٍّ شاعرٍ أتعبتِهِ باللَّفِّ والدَّورانِ يسقي ورودَ هواكِ من آلامهِ ويعيشُ يشربُ لوعةَ الحرمانِ كم شاهدتْ عيناهُ طيفَكِ مُقبلاً فطوى لديهِ صحائفَ النِّسيانِ ليطيرَ للطَّيفِ الجميلِ كأنَّه عصفورُ دوحٍ هامَ في الأفنانِ جُنْحاهُ حبُّكِ والسُّهادُ فلا يَرى إلَّاكِ حُلْماً مُشرقَ الألوانِ فلِمَ البعادُ وقد عشقتِ فتونَهُ وعشقتِ سحرَ حديثِه الفتَّانِ * * * يا حلوةَ العينينِ يا أندى هوىً لولاكِ ما عصفَ النوى بكياني يا عذبةَ الشفتينِ ثغرُكِ خمرتي فلْتُسكري بالثَّغرِ صَحْوَ جَناني يا طِفلةَ النهدين نهدُكِ مرفئي في بحرِ أشواقٍ بلا شُطآنِ يا غضَّةَ العِطفينِ يا أندى ندىً من غضِّ أغصاني وزهرِ جِناني أهواكِ .. أهوى سحرَ صوتِكِ ذائباً بدمي يدقُّ النبضَ في شرياني أهواكِ مجنون الغرامِ كأنَّني قيسٌ وحبُّكِ آخذٌ بعناني أهوى تثنِّي الخصرِ أهوى بسمةً في مُقلتيكِ تُذيبُني بحنانِ أهوى عذابي في هواكِ لأنَّني أحيا بحبِّكِ يا ربيعَ زماني 1984 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (46) أَحْلَى عَاشِقَيْن سمحتْ لي بقبلةٍ وتثنَّتْ تسترُ الوجهَ باليدين اللُّجينِ جُلَّنارُ الخدودِ صارَ لهيباً ودموعُ الحياءِ في المُقلتينِ واحتراقُ الشِّفاهِ يسري بفيها يوصلُ الكهرباءَ للبُرعمينِ * * * لحظةً أعرضتْ وعُدتُ فعادتْ تحتويني بصدرِها واليدينِ فشممتُ العبيرَ من عارِضيْها ورضعتُ الحنانَ من مُسكرينِ صلواتٌ تنسابُ من مُقلتيها ودعاءٌ يذوبُ في شفتينِ وتَشَهٍّ للوصلِ يكمنُ فيها كخيارِ الأطفالِ في لُعبيتنِ هذه تجذبُ الفؤادَ إليها في اشتعالٍ وتلكَ تحلو لعيني إنَّه شاعرٌ يذوبُ حناناً ويذيبُ الحبيبَ من نظرتينِ أسكرتْني حروفُه إذْ تغنَّى بعيوني والشَّعرِ والحاجبينِ وتلاقتْ شفاهُه وشفاهي ونسيتُ الوجودَ في رِعْشتينِ واستحالَ الوقوفُ لمَّا احتواني فجثونا وهناً على الرُّكبتينِ ضُمَّني .. ضُمَّني إليكَ قويَّاً نحنُ أحلى .. عفوَ الهوى عاشقينِ 1983 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (47) المُسْكِرَان لي في غرامكِ آيةٌ رتَّلتـها في مَعبــدينْ في معبدِ الإخلاصِ يجذبنـي بريقُ المُقلتينْ في دُرَّتينِ كبُرعمـيْ وردٍ علـى رُمَّانتيـنْ تتأرجحانِ بصدركِ العاجـيِّ في أُرجوحتينْ فتُحلَِّقـانِ وتهبطانِ كطــائـرينِ مغرِّدينْ وأنا أَهيـمُ بوادييـنِ وشاطئيـنِ وقمَّتيْـنْ أعلو وأَهبطُ سابحاً متعلِّقـاً فـي موجتيـنْ وأضلُّ في هذا العُبـاب وأهتـدي بمنارتينْ عيناكِ يا بحرَ الهـوى تتألَّقـانِ كنَجمتيـنْ * * * فإذا وصلتُ مرافئَ الأحلامِ أطلقتُ اليديـنْ أجنـي مواسمَ غضَّةً من وجنتينِ وناهديـنْ " شقراءُ " حبِّي جنَّةٌ بهواكِ يصبـحُ جنَّتيْـنْ غَيْري يفوزُ بموسـمٍ وأنا أفوزُ بمَوْسِميـنْ * * * " شقراءُ " ما كذبَ الوشاةُ فنحنُ أغوى عاشقيْنْ قولي لمنْ شربَ الطِّلا خُذْ من هوانا جُرعتينْ إنْ كنتَ تعرفُ مُسكراً فلقـد عرفْنا المُسكرينْ 1986 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (48) أنَا لَنْ أَصُومَ سَأُفطِرُ أحببتُها لا أُنكرُ داعبتُها أستغفرُ ثغرٌ كبُرعمِ وردةٍ منه الهوى يتقطَّرُ والنَّهدُ بركانُ مُنىً من لمسةٍ يتفجَّرُ والشَّعرُ شلالُ سنىً والليلُ منهُ يُضْفَرُ * * * جاءتْ تَميسُ بقدِّها فحسبتُها تتكبَّرُ جلستْ بقربي ساعةً كالعمرِ بل هو أقصرُ ضاحكتُها فتضاحكتْ قالتْ كفاكَ تُثرثرُ إني عرفتكَ شاعراً تَسبي العقولَ وتسحرُ كمْ في حياتكَ من هوىً وتقولُ عمريَ مُقفِرُ لمنِ القصائدَ صُغتَها إيَّاكَ إني أُنذرُ قلْ لي بربِّكَ من تُرى جاءتْ إليكَ تبخترُ فضممتَها ولثمتَها وفعلتَ ما لا يذكَرُ * * * ومنِ التي أحببتَها ثمَّ انبرتْ تتنكَّرُ فهجوتَها بقصائدٍ هي كالجحيمِ تسعَّرُ ولعنتَ قافيةَ الهوى ومضيتَ تجحدُ تكفرُ ثم انكفأتَ مُجرَّحاً تبكي الهوى تتحسَّرُ أَجميعُهنَّ كفرنَ في عهدِ الهوى يا أسمرُ * * * فأَجبتُها يا حلوتي للحبِّ لا أتنكَّرُ الحبُّ روضُ حياتنا بالقربِ يورقُ .. يُزهرُ والحبُّ خمرُ شبابنا يصفو فلِمْ لا نسكرُ مسكينةٌ من تدَّعي طُهراً فحبِّي أطهرُ * * * ما دمتِ أنتِ حبيبتي وهواكِ لا أتغيَّرُ فإذا هجرتِ فإنَّني متجدِّدٌ متغيِّرُ عمري هوايَ بدونه روحي تموتُ وتُقبَرُ والحبُّ سرُّ تألُّقي لَيلي بحبِّكِ مُقمِرُ أنا لن أفارقَ خمرتي والكونُ حولي يسكرُ * * * مالتْ عليَّ ضممتُها واستسلمتْ فتصوَّروا قبَّلتُها فتأوَّهتْ ثمَّ انثنتْ تتكسَّرُ هذا سماطُ قصائدي أنا لن أصومَ سأفطرُ 1984 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (49) طَرِيْقُ النَّارِ أذوبُ ومنْ بسحركِ لا يذوبُ وسهمُكِ رغمَ بعدكِ لا يخيبُ أذوبُ جوىً وتُرهقُني جراحي وقد عزَّ المُجرِّبُ والطبيبُ أتوبُ إليكِ إنْ أذنبتُ يوماً وأمَّا عن غرامكِ لا أتوبُ أحبُّكِ لو عرفتِ مدى التياعي وقد بَعُدَ المقرِّبُ والقريبُ لَمَا أسرفتِ في في هجري شُهوراً أخِبُّ بها وتلفظُني الدروبُ * * * سئمتُ على مدى الخمسينَ عمري يعاندُني بهِ القدرُ الرهيبُ وأنتِ .. وأين أنتِ من احتراقي ؟ ومن شوقي فهل هدأَ الوجيبُ وقلتُ : لعلَّ ليل السُّهدِ ولَّى ومن ناري أضاءَ ليَ اللَّهيبُ صباحَ دخلتِ في خفرٍ غريبٍ وهدْهَدَ مُهجتي أملٌ غريبُ وقلتِ وفي عيونكِ ألفُ وعدٍ " صباحُ الخيرِ " وانتشرتْ طُيوبُ وغِبتُ بعالمٍ للسحرِ يزهو على كلِّ العوالمِ لا أجيبُ ونَبَّهَني حياؤكِ قلتُ أهلاً فعادَ لحُمرةِ الخدِّ الحليبُ * * * فكيف مضيتِ ؟ كيف بَعُدتِ حتى ؟ تمكَّن من وضاءتكِ الشُّحوبُ أما كنَّا تعاهدْنا بليلٍ ؟ ربيعيٍّ به خفقتْ قلوبُ تغيبُ نجومُه إمَّا ظهرْنا ويغمرُنا الصباحُ ولا تغيبُ ومرَّ العامُ يحملُ ذكرياتٍ ولا أحلى وموسمُه خصيبُ فما أخلفتِ لي وعداً حبيباً ولم أَلمسْ بحبِّكِ ما يُريبُ حنانكِ .. إنْ نَسيْتِ فلستُ أنسى وهل ينسى حبيبتَه الحبيبُ ؟ وذنبكِ أنَّ حبَّكِ كان طفلاً طريق النارِ أوَّلها ذنوبُ 1986 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (50) مِحْرَابُ الحُبّ أبشِرْ خريفَ العمرِ لستَ يبابا نَيْسَنْتُ آمالي وعدتُ شبابا جاءتْ تبادلُني الحنانَ فعادَ لي حبُّ الحياةِ وكان قبلُ سرابا حوريَّةٌ هبطتْ عليَّ بسحرها ترنو فيأسرُ لحظُها الألبابا قالتْ : ولَحْنُ العندليبِ حديثُها إنِّي لأجلكَ لا أُطيقُ غيابا أولستَ تعلمُ أنَّ قلبي عاشقٌ يرجو من العشقِ الطَّهورِ ثوابا أنا ما عرفتُ الحبَّ إلا عندما طالعتُ في الحبِّ القديمِ كتابا هذا صراخُكَ* في دمي متلهِّبٌ يسري بأوردتي مُنىً ورِغابا أغرتْ فؤادي بالهُيامِ سطورُه في كلِّ قافيةٍ أحبَّ وذابا وحضنتُهُ أحنو على صفحاتِه وأغارُ ممَّنْ جرَّعتكَ عِتابا وأتيتُ أحملهُ وقلتُ : بلهفةٍ هذا جحيمُكَ ؟ وانتظرتُ جوابا وغَرِقتَ في بحرِ الذُّهولِ ولم تُجِبْ فعرفتُ أني قد حملتُ عذابا * * * يا شاعري المجروح ما ماتَ الهوى فكرومُنا قد أينعتْ أعنابا هذي عناقيدُ الوفاءِ شهيَّةٌ فاعصرْ لنا واسقِ الهُيامَ شرابا وامسحْ دموعَكَ يا حبيبُ فإنَّنا نجتازُ رغمَ الحاسدين صِعابا * * * يا حلوةَ العينينِ يا أملاً سرى في جانحيَّ يخدِّرُ الأعصابا أسكرتِني وملأتِ كلَّ عوالمي أُنساً وتَحناناً هوىً صخَّابا عوَّذتُ حسنكِ من عيونِ عواذلٍ حشدوا عليكِ حبائلاً وحِرابا حسبوا هوانا نزوةً لم يُدركوا أَنَّا نشيِّدُ للهوى مِحرابا أنا بانتظارِ شذاكِ كُلَّ صبيحةٍ إذْ تَخطرين وتنشرينَ مَلابا مُرِّي عليَّ وأنعِمي بتحيَّةٍ تحلو على شَفةِ النهارِ رضابا واستأثري بفؤادِ كهلٍ شاعرٍ بهواكِ يزخرُ قوةً وشبابا 1983 * إشارةً إلى الديوان الأول للشاعر (صراخ الجحيم) |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (51) قُيُوْدُ الهَوَى أجابتْ : وكنَّا نشعلُ الشَّوقَ بيننا بحُلوِ حديثٍ عن رقيقِ المشاعرِ حبيبي : تغزَّلْ بي فإنَّكَ شاعرٌ ويُسعدُني أن تصبحَ اليومَ شاعري وغرِّدْ كما تهوى وإيَّاكَ أن أرى سوايَ يرشُّ العِطرَ خلفَ السَّتائرِ وحاذرْ من العُذَّالِ تَدَرأْ سهامَهم وإيَّاكَ أنْ تُصغي لخِبٍّ مُسايرِ * * * فقلتُ : وفي جنبيَّ ما ليسَ ينتهي من الشوقِ يا روحي فدتكِ نواظري كلامُكِ كالدُّرِّ النَّثيرِ دعي يدي تُطرِّزْ به شِعري وتُلهِبْ مجامري فإنِّي محبٌّ والحياةُ شهيَّةٌ إذا كان من أهوى نقيَّ السرائرِ تَعالي إلى روضي نَطُفْ برحابه لنقطفَ عطراً من أريجِ الأزاهرِ سنشدو مع الأطيارِ في حضنِ أيكةٍ نزفُّ إلى العُشَّاقِ حلوَ البشائرِ ونعدو كما الأطفال خلفَ فراشةٍ ونأوي إلى دَوحٍ من الحرِّ ساترِ هنالكَ نغفو والنسيمُ يَلُفُّنا كغُصنينِ في جوٍّ من الحسنِ آسرِ وبينَهما الأزهارُ تحكي مواسماً من الشوقِ فاضتْ بعد حُسْنِ تَجاورِ * * * تعالَيْ أُنضِّدْ كلَّ يومٍ قصيدةً تهيمُ بلحنٍ من جمالكِ ساحرِ تزفُّ لكِ الأشواقَ شِعراً مُنَمْنَماً بعِقْدٍ فريدٍ من لآليكِ باهرِ فإنِّي أسيرُ الحُسْنِ قيَّدني الهوى ولستُ على كَسْرِ القيودِ بقادرِ 1995 |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (52) رُدِّيْ القَصَائِدَ رُدِّي قصائديَ الحمراء رُدِّيها لقد أَسلتُ فؤادي في قوافيها ردِّي القصائدَ رُدِّيها بلا خجلٍ قد يسأمُ " الدّرجُ " من أفكارِ ماضيها رُدِّي القصائدَ ردِّيها فلستِ لها ولستِ أهلاً لآهاتٍ أُعانيها ردِّي إليَّ بياني بعدما احترقتْ حروفُهُ الخُضْرُ إذْ أحرقتِني فيها ردِّي إليَّ شراييني وأوردتي أسرفتِ في الحبِّ تزويراً وتشويها يوماً توهَّمت أني عاشقٌ دَنِفٌ أَلَّهْتُ فيكِ معاني الحبِّ تأليها وقلتُ جاءتْ فيا أهلاً بطلعتِها هذي سمائي وأشعاري دَراريها لكنَّه الوهمُ .. يا للوهمِ كم عصفتْ رياحُه بفؤادي فانتشى تِيها يُسلْسلُ الشعرَ نشواناً بكأسِ هوىً في حانةِ الحبِّ تُغريه ويُغريها أستغفرُ اللهَ أين الحبَّ يا قدري فاستغفري للقوافي إذْ أُواريها أغرقتُ في لُجَّةِ الهجرانِ أمتعتي وجئتُ أنفضُ عن رُوحي مآسيها |
المصدر ديوان جراح الصميم رقم القصيدة (53) مَلْحَمَةُ الدَّمِ والحِجَارَة نضَّدتُ من مِزَقِ الجراحِ عُقودا وضممتُ من عَبَقِ الدماءِ ورودا وفتلتُ حبلَ الوصلِ بين قصائدي والطِّفل فانبثقَ النهارُ جديدا فكتبتُ ملحمةَ الدماءِ بأحرُفٍ رفَّتْ على شَفةِ الخلودِ خلودا * * * آمنتُ بالأطفالِ من كبدِ اللَّظى يرمونَ بالحجرِ الوَريِّ يهودا تتعشَّقُ الأسماعُ وقْعَ نعالهم يتسابقونَ إلى الفداءِ وفودا يمضونَ والغضبُ الرَّضيُّ بزحفِهم يَهبُ الكفاحَ سواعداً وزُنودا * * * يا أيُّها الأطفالُ نَزْفُ دمائكم نسجَ الصمودَ على البِطاحِ بُنودا طفلٌ بحضنِ أبيه كان يضمُّهُ ليردَّ عنهُ النارَ والبارودا لو أنَّ وحشَ الغابِ جاعَ ولم يَجدْ إلا " محمَّدَ " صدَّ عنهُ صدودا قتلوا الضياءَ بمُقلتيْهِ وصَرَّحوا " كانَ الضِّياءُ بمُقلتيْهِ شديدا " * * * قسماً بـ " دُرَّة " بالدماءِ زكيةً تروي سنابلَ زرعِكم تخليدا قسماً بأيديكم بمسقطِ رأسِكم بالمسجدِ الأقصى يزفُّ شهيدا بالحافظينَ عهودَ من عشقوا الثَّرى بمُكبِّرينَ يُدمْدِمونَ رُعودا بالحاملين النارَ بين ضلوعِهم يتواثبونَ على العدوِّ أُسودا لَنُمزِّقنَّ الغدرَ لو بأظافرٍ بأَكُفِّ من لبسوا الدماءَ بُرودا * * * يا غَضبةَ الطِّفلِ الذي بَهَرَ الدُّنى عَزماً وإقداماً فِدىً وصُمودا قَدَرُ الطفولةِ أن تكوني غضبةً لا تقبلُ التهويدَ والتشريدا * * * يا أيُّها الأطفالُ أيُّ قصيدةٍ تَرقى لطُهرِ دمائكم تَمجيدا بدمي لو امتنعَ اليَراعُ قصائدٌ حُمْرٌ تسيلُ من الجراحِ وريدا عوَّذتُ غضبتَكم بفَيْضِ دمائكم بالأكرمينَ مَحاتِداً وجُدودا بالمؤمنينَ بزحفِكم وهتافِكم " اللهُ أكبرُ " همَّةً وصعودا بالمانعينَ الواهبينَ بلادَهم الرافعينَ من الضياءِ عَمودا بالعاقدينَ الغارَ فوقَ جِباهِهم تيجانَ عِزٍّ ترفضُ التهويدا عوَّذتُها بالنَّاذرينَ شُبولةً بالأمِّ تدفعُ خالداً وسعيدا من خائفينَ على الطريقِ تساقطوا من كلِّ مشلولٍ يجرُّ قَعيدا من عاقدينَ السِّلمَ تحتَ مِظلَّةٍ نسجَ العدوُّ خيوطَها تمهيدا من كلِّ مأفونٍ يخورُ مُصرِّحاً في الليلِ يخشى في النهارِ رُدودا ثوروا فلسطينُ السَّليبةُ كلُّها مثوى الجدودِ مفاوزاً ونُجودا لولا أخافُ اللهَ لم أُشركْ به لَتَخِذْتُ من أحجارِها معبودا فتَقحَّموا الغَمَراتِ لا تَهِنوا ولا يَحزنكمو من بدَّدوا تَبديدا حسبوا انتفاضتَكم تموتُ بضربةٍ تلوي إذا عصفَ الحديدُ حديدا حَشدوا عليكم كلَّ باغٍ خائفٍ من كفِّ طفلٍ تقذفُ الجُلمودا خسِئوا وخابَ الغادرونَ وسعيُهم خسِئوا وخابوا لن نَخِرَّ سُجودا شُلَّتْ أياديهم تُكسِّرُ أَعظُماً وتشقُّ أرحاماً تخافُ وليدا * * * يا خائضينَ غمارَ ملحمةِ الفِدا يا باذلينَ لها دماً وكُبودا يا زارعينَ الليلَ آمالاً على أنوارِكم جرتِ الحروفُ قصيدا أَلَقُ الجراحِ يُضيءُ دربَ نضالِكم ويعيدُ وجهاً للكفاحِ مَجيدا أنتمْ نجومٌ في دَياجي أمَّةٍ لَطَمَتْ على فَقْدِ النهارِ خُدودا رُدُّوا لأوردةِ العروبةِ نبضَها رُدُّوا لها نَفَسَ الجهادِ مَديدا وامشوا أمامَ الخائفينَ فإنَّهم ألِفوا الحياةَ مع الخُنوعِ رُقودا نَصبوا على جِسرِ السلامِ شراكَهم " باراكُ " يعقدُ حبلَها المشدودا وبَنَوا جدارَ الصمتِ خلفَ حدودِهم والكونُ يعرفُ من أباحَ حُدودا لا .. للسلامِ المُرِّ يترعُ كأسَهُ مَنْ راحَ يملأُ وِرْدَهُ تهديدا دَمِيَتْ ورودُ السلمِ من أشواكِه فهوى يُحطِّمُ غُصْنَها الأملودا * * * يا خائفينَ على السلامِ رويدَكم رأيُ المُمالئِ لن يكونَ سَديدا لا تطلبوا شرفَ العروبةِ ساسةً ترضى من الخصمِ اللَّدودِ زهيدا شرفُ العروبةِ يُستَرَدُّ بأَنمُلٍ ترمي وتكتبُ بالدماءِ نشيدا 2000 |
السلام عليكم أحببت أن أدفع الموضوع إلى الواجهة هناك عشرات القصائد غير المطبوعة سأضيفها لاحقاً هنا تقديري للجميع |
اقتباس:
أعجبتني جداً هذه القصيدة وأثارت ذهولي لقدرة الشاعر على الوصف قصيدة رائعة بكل ما تحمل الكلمة من معنى جزيل الشكر أخي عبد السلام ..فكلما أردت الاستراحة ..كانت الاستراحة هنا تحية ... ناريمان |
السلام عليك
الأخت الفاضلة ناريمان الشريف يسعدني وجودك دوماً تقديري وخالص الشكر |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
السلام عليكم
أخوتي أحببت دفع الموضوع للواجهة أذكِّر أن الشاعر انتقل إلى جوار ربه في الحادي عشر من شهر تشرين الثاني عام سبعة عشر وألفين |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
رحمه الله وأسكنه فسيح جنات
|
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
اقتباس:
رحمه الله كان صديقي وتعرفت عليه في سنواته الأخيرة ولكنني تعلمت الكثير منه اقرئيه متى سمح وقتك |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
اقتباس:
محمد الحسن منجد هذا الاسم أذكره جيداً قرأت له قبل هذه المرة شيئاً وأذكر أنه أعجبني شكراً شكراً أخي الشاعر عبد السلام على هذه المعلومات عن هذا الشاعر الكبير بوركت وحفظك الله أنت وإياه تحية ... ناريمان |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
رحمه الله
و كل الشكر انك عرفتنا على هذا الشاعر |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
اقتباس:
يسعد صباحك |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
رحم الله شاعرنا
وعد فأوفى ولو في آخر حياته سلمت أخي وصديقي عبد السلام يراعا ً وفيا ً وسندا ً سخيا ً دمت برعاية الله وحفظه تحياتي والمحبة |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
أهلا بك صديقي
الشاعر محمد القصاب تقديري |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
معلومة تستحق التأمل
وشاعر يستحق التوقف عنده إحساس واضح موضوعك مهم أخي المبدع عبد السلام دمت تحياتي لك |
رد: الشاعر محمد الحسن منجد/ حياته / شعره
اقتباس:
|
الساعة الآن 03:11 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.