منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مسيرة عطاء // الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1437)

أمل محمد 09-21-2010 06:10 AM

التعليم


يتعلم المتعلم من عالمه من آدابه وسمته وأخلاقه فيا ترى ما هي أبرز السجايا والأخلاق التي استفادها طلاب سماحة الوالد من جلوسهم بين يديه ؟ يقول الأخ ضيدان اليامي : أثناء جلوسي بين يدي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز نهلت من أخلاقه الشىء الكثير ومن أبرز ذلك :
1 - حرصه المتواصل على نشر الدعوة وتغيير المنكرات .
2 - التواضع والبساطة في جميع أموره وأحواله مع الصغير والكبير .
3 - ملازمة الأذكار والأوراد في أوقاتها .
4 - اهتمامه بعلم الحديث سندا ومتنا وحفظا مع العناية بفهم الحديث .
ويضيف الأستاذ عبد الله بن مانع الروقي قائلا : إننا كما نتعلم من شيخنا الأحكام في دين الله . نأخذ منه الأخلاق الكريمة ومن ذلك الورع والخشية ؛ وخوف الله ، والرغبة فيما عنده ، ويظهر ذلك جليا على الشيخ عند نصوص الوعد والوعيد ، وهذا هو المقصود من العلم قال الله تعالى : إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ويقول الشيخ / عمر أحمد بافضل : نهلت من أخلاق سماحته الكرم والسخاء والتواضع والتي أكسبته محبة الكثير من الناس وتقديرهم واحترامهم .
تواضع وصبر :
أما الأخ أبو عبد العزيز الموظف في الشئون الإسلامية فشده من أخلاقيات الشيخ التواضع والصبر والجلد على إلقاء الدروس والإجابات على الأسئلة مهما طالت ومهما كانت فحواها ومهما كان السائل .
ويقول أحد الطلاب :
يعتبر الشيخ مدرسة أخلاقية متكاملة ، فما من خلق إلا وقد ضرب فيه الشيخ بحظ وافر ، فصدق اللهجة ، وطيب الحديث ، ورحابة الصدر والأناة ، وغيرها من سائر الخصال الكريمة التي يتمتع بها الشيخ ، وكذلك حرصه الدائم على تطبيق سنة البشير النذير عليه الصلاة والسلام في جميع شئونه .

أمل محمد 09-21-2010 06:10 AM

التعامل مع السائلين

لا شك في أن سماحة الشيخ من كبار أهل الذكر الذين أمرنا بسؤالهم إذا كنا نجهل شيئا من مسائل ديننا . ولا تكاد ترى . الشيخ في بيته أو شارعه أو عمله أو سيارته أو درسه إلا والسائلون حوله زرافات ووحدانا . فكيف يتعامل الشيخ مع السائلين في درسه ؟ رحابة الصدر :
وها هو أحد الطلاب يروي لنا قصة الشيخ مع أحد الأعراب : جاءه مرة أعرابي يسأله في طلاق امرأته فأفتاه الشيخ ببينونتها منه وأنها لا تحل له بعد حتى تنكح زوجا غيره فما زال الأعرابي يراجعه والشيخ يعيد عليه حتى قال له الأعرابي بلهجته العامية " تكفى يا شيخ علشاني " فما زاد الشيخ عندها إلا أن قال لمن حوله : أعطوني العصا . . هي لعبة " . ولم يكن الشيخ غاضبا وإنما أراد إفهام الأعرابي أن هذا الأمر لا تهاون فيه .
ويضيف الأخ عبد الله العتيبي متحدثا عن ذات الموضوع : لا شك أن من صفات شيخنا رحابة الصدر للسائلين ، والترفق بالمتعلمين مع علو شأنه وارتفاع قدره - زاده الله - وهذه صفات علماء الآخرة . . فلم يحملهم ما هم فيه من رفعة المكانة من الترفع عن الخلق . . بل ما زادهم إلا تواضعا .
تكرار السؤال وخلق الشيخ :
وأذكر لشيخنا من الأمثلة أنه سئل عن حكم سجود التلاوة فقال ؟ سنة مؤكدة وسأله آخر عن السؤال نفسه فقال : سنة مؤكدة ، بل سأله ثالث - ولعله لم يسمع الإجابة كالذي قبله فأعاد الشيخ الإجابة بطيب نفس ، ولم يبكت السائلين .
50 سؤالا في درس واحد :
وقد قام الأخ ضيدان بن عبدالرحمن اليامي مرة بإحصاء عدد الأسئلة التي طرحت على الشيخ في أحد الدروس بعد صلاة المغرب فوصلت إلى خمسين سؤالا حتى مل صاحبنا من العد والإحصاء والأسئلة ما زالت تتوالى على شيخنا ابن باز وهو يجيب عليها دون ملل ، ويختم الشيخ عمر أحمد بافضل المشاركات في هذا المحور بإيراد هذا الموقف الذي حصل له مع سماحة الشيخ : فلقد شغلني مرة أمر وأقلقني وعند خروج - الشيخ من المسجد بعد الدرس وكعادة طلبة العلم والسائلين ينكبون عليه حتى يركب السيارة . بل حتى وهو في السيارة ، وعند تأهب السيارة للانطلاق اقتربت منه قلت له ، لدي استفسار هل أذهب معك إلى البيت وهل أجد فرصة . فقال نعم الآن وأوقف السيارة وأدخلني جنبه وأعطاني جواب استفساري فورا والسيارة واقفة ثم خرجت مسرورا مقدرا له الأريحية . ورحابة الصدر - فهذا الكلام ما كنت أنتظره - كنت أنتظر أن يقول راجعنا غدا في المكتب أو الحق بنا - أما الجواب الفوري هكذا بهذه السرعة وقد هم بالانصراف فيقف ليستمع ويجيب فلا يقدر عليه في نظري إلا الشيخ ابن باز أو من كان على مثل خلق ابن باز جزاه الله خيرا .
وإنك لتجد له سماحة ورحابة صدر حتى مع أصحاب الأسئلة الغريبة العجيبة الناشزة والمتكررة في أكثر أيام الدرس وهذا أراه مما يتميز به شيخنا حفظه الله ، وهو مما نلفت النظر إليه ، نظر المدرسين والمعلمين فلا يسخر ولا يستهزئ ولا يضحك ساخرا من سائله سؤالا مضحكا منبئا عن جهل عظيم وربما دل السؤال على بلادة في الفكر والعقل .

أمل محمد 09-21-2010 06:10 AM

جلد الشيخ في الدرس

تراه في دروسه جالسا . . متأدبا . . منصتا حال القراءة . . ثم متحدثا بارعا أثناء الشرح . . يسأل هذا . . ويطلب من ذلك بحث مسألة ما . . يتنقل من شرح متن إلى قراءة في سيرة . . درس في الفجر ومن الغد درس بعد المغرب وبعد يومين من 3 ساعات في الضحى . هكذا هو الشيخ في دروسه دون كلل أو ملل .
ويتعجب الأخ عبد الله العتيبي من صبر الشيخ وجلده في إلقاء الدروس فيقول : صبر الشيخ على إلقاء الدروس عجيب ، فمواظبته على الدروس وعدم تخلفه عنها مع كثرة الأشغال لديه ؛ يدل على جلد عظيم ومحبة للعلم ، ولي مع الشيخ أكثر من عقد من السنين لم يتخلف إلا مرة واحدة أيام إصابته في رجله اليمنى والحمد لله الذي شفاه وقال مرة في درس فجر الخميس بعد ما استغرق الدرس نحو ساعتين ونصف قال : لولا الأشغال الأخرى لجلسنا مع الإخوان حتى الظهر!! ويستكمل أحد الإخوة هذا المحور قائلا : لقد أوتي الشيخ في هذا حظا عظيما وقسم له فيه خير كثير فرجل بلغ السابعة والثمانين يكون أول من يحضر أو من أول من يحضر لمكان الدرس ، مع كثرة دروسه .
ثم هو لا يتململ في أثناء الدرس مع ظهور التعب والملل على عدد غير قليل من الحاضرين .
فأي جلد هذا حفظه الله وأمتعه بالصحة والعافية .
أكثر من ثلاث ساعات .
وأحد الطلاب الذين انتظموا في الحلقات من عام 1400 هـ يندهش من جلد الشيخ وصبره على إلقاء الدروس وعدم تململه من طول الدرس ويضيف : قد تجد منا معشر الطلبة ونحن نجلس في راحة ونستمع دون أن نتحدث ، من يفقد صبره على حضور الدرس فينصرف وربما يظهر عليه التعب ، والنعاس ، وسماحة الشيخ يواصل الدرس والشرح ساعتين أو أكثر متنقلا من كتاب لآخر دون كلل أو ملل أو فتور .
كما أن الأخ أبا عبد العزيز من وزارة الشئون الإسلامية يثني على شدة حرص الشيخ على انتظام الدروس ويقول : إن الشيخ لا يتوقف عن إلقاء الدروس إلا إذا كان مسافرا أو مريضا .
كما أن دروس يوم الخميس قد تستمر ثلاث ساعات أو أكثر ، وأحيانا يعتذر الشيخ عن الإطالة ، ويتمنى الاستمرار مع الطلاب لولا المشاغل الأخرى

أمل محمد 09-21-2010 06:10 AM

متفرقات

ولطلاب الشيخ بعض الكلمات والمشاعر التي لا تنتظم تحت عنوان واحد ، فجعلنا هذه المتفرقات مجموعة في محور واحد ، فهذا طالب يقترح . . وذاك يمدح . . وآخر يكتب عن سمة لشيخه . . و . . و . .
شيخنا وعلم الحديث :
وشيخنا من المحدثين الذين يعمدون إلى الأسانيد , ودراسة الإسناد وتحقيقه ومذهبه " إذا صح الحديث فهو مذهبي " وتظهر عليه الأريحية والتبسط عند قراءة متون الحديث . . وكذا عند قراءة كل كلام صحيح مستفاد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وهو يرتاح حفظه الله للكلام المحرر المتين الذي يظهر الحق ويجليه ، ويزهق الباطل ويطويه ويكثر هذا في كلام أبي العباس ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله وكذا في كلام غيرهما من العلماء ، ويضجر شيخنا عند كلام بعض الفقهاء الذي لم يحرر أو يخالف النصوص ، أو يفوته التحقيق ، أو كلامه غير المفهوم .
عبد الله العتيبي هل تغير أسلوب تدريس الشيخ ؟
لم يتغير أسلوب الشيخ كثيرا ولكن حصل بعض الاختصار في إجاباته ومذكراته للطلاب وربما راجع إلى كبر سن الشيخ من جهة وكثرة صغار الطلبة وغلبتهم على الشيخ دون كبار تلاميذه .
استحضاره للشواهد أدهشني :
استحضار سماحة الشيخ للشواهد أثناء درسه يثير في نفسي العجب من حفظ الشيخ وتنوع علومه ومفاهيمه للمسألة المعروضة في الدرس ، وكل ذلك بدون تحضير أو إعداد مسبق من قبل سماحته لها ، وكم كنت أتعجب من ذلك عندما أراه يذكر الأدلة من كتاب الله من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم ما قاله الأئمة وأهل التحقيق في مسألة تعرض أثناء الدرس أو نسأل عنها سماحته أثناء الدرس أيضا ، لا شك أن هذا كله يدل على قوة علم الشيخ وغزارته وتحري الحق والصواب في المسألة .
ضيدان اليامي هكذا يتعامل مع خصومه :
أخلاق شيخنا مع خصومه مضرب مثل . . فإذا ذكر لشيخنا كلام أحد من العلماء المعاصرين والشيخ يخالفه ، وكان المخالف من أهل السنة , فإن شيخنا يصفه بقوله : أخونا فلان " وهذا يذكره الشيخ قليلا أو نادرا " لأنه لا يتعرض لذكر أحد عادة وإن كان قول المخالف ضعيفا ربما قال الشيخ عفا الله عنه . والذي أعلم من منهج شيخنا مع خصومه العدل والنصح . وشيخنا حفظه الله : لم أسمع منه سبة ولا شتما فإذا بالغ ربما قال : عامله الله بما يستحق " وذلك في حق أهل الانحراف " .
عبد الله الروقي هل الحضور في ازدياد ؟
نعم هناك زيادة في عدد الحضور لدروس الشيخ وقد تضاعف عدد الحضور مضاعفة كبيرة جدا خصوصا درسي فجر الخميس ومغرب الأحد .
أبو عبد العزيز , ويقول الأخ عبد الله بن مانع مضيفا على هذا الموضوع :
لا شك هناك فرق فقد ازداد عدد الطلاب ولله الحمد وقد أدركت دروس شيخنا قديما والحلقة واحدة وفيها فرج والتلاميذ قرابة عشرين لا يتجاوزن هذا العدد ، وأما الآن فهم يبلغون خمسمائة وقد يزيدون عنها ، أو ينقصون بارك الله فيهم وحفظهم وثبتهم على الحق ، وجعلهم من أنصار دينه ، وهداة خلقه ، وبارك لهم في أعمالهم وأعمارهم وأهليهم ، وحفظهم من كيد الكائدين ، ومزالق أهل الهوى الهالكين .

أمل محمد 09-21-2010 06:10 AM

الشيخ عندما يبكي

عندما بكى ابن باز دموع سماحة الوالد ليست ملكا له ، فعينه تغلبه كثيرا عندما تقرأ عليه آية من كتاب الله ، أو يسمع حادثة من حوادث السيرة النبوية أو يحكى له موقف مؤثر من الماضي أو الحاضر ، وها هم طلابه يتحدثون عن هذا الموضوع : فقد سألنا أحد طلاب الشيخ عن أبرز المواطن التي تغلب الشيخ فيه دموعه فيبكي فأجاب : شيخنا قريب الدمعة يبكي كثيرا حتى إن بكاءه يصل إلى حد الجياش الشديد فهو يبكي عند ذكر الوعد والوعيد ، ويبكي عند حصول بعض المصائب لبعض الغرائب في الدين التي هي من أعظم المصائب ، ويبكي عند ذكر السلف الصالح وأحوالهم في الزهد والتقشف ، ويبكي حين يتذكر شيوخه وإخوانه الذين ماتوا قبله ، أو حين تحل بهم أقدار الله .
قلب رقيق :
" ويكمل الحديث أحد الطلاب الذين يحضرون دروس سماحة الشيخ منذ عام 1399هـ فيقول : الشيخ حفظه الله يملك قلبا رقيقا متأثرا بكل ما يسمعه من الآيات والأحاديث النبوية والسيرة النبوية وكذا سيرة الصحابة رضي الله عنهم فكم من آية من كتاب الله وقف الشيخ عندها متأثرا باكيا لما فيها من الوعيد وكذا ما أعده الله من النعيم ، وكم حديث آثار أشجان الشيخ فبكى متأثرا مما ورد فيه كقصة الإفك : مثلا وكذا توبة كعب بن مالك وغيرها من الأحاديث .
وأذكر مرة أنه قريء على الشيخ حديث إن أخنع اسم الله رجل تسمى ملك الملوك لا مالك إلا الله قال سفيان مثل شاهان شاه فكان القارئ وهو أحد تلاميذه فرأها " شاه شاه " فقال الشيخ مصححا له " شاهان شاه " هكذا قرأتها على سماحة شيخنا العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله . . فما كان من الشيخ إلا أنا دمعت عيناه وغلبه البكاء لأنه تذكر شيخه سماحة العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - .
فكان هذا موقفا لا أنساه ودمعة على وجنتي شيخنا لا أنساها أبدا . ويبدو أن لموقف السيرة النبوية أثرا عظيما في قلب شيخنا ابن باز حيث إنه كثيرا ما يتأثر عند سماعه بعض أخبارها .
وها هو الأخ عبد الله الروقي يعد لنا بعض هذه المواطن : أذكر منها : بكى عند قصة تخلف كعب بن مالك رضي الله عنه عن غزوة تبوك ، وبكى عند حديث الإفك وقصة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في ذلك . . وبكى عند حديث جرير بن عبد الله البجلي الذي رواه أحمد ( ساعاتي ج 1 \ 75 - 77 ) في قصة الأعرابي الذي أسلم ثم وقصة دابته فقال عليه الصلاة والسلام : عمل قليلا وأجر كثيرا وبكى عند بيعة الأنصار رضي الله عنهم للنبي صلى الله عليه وسلم في بيعة العقبة الثانية كما تأثر كثيرا عندما قريء عليه من زاد المعاد باب فتح مكة ، وكان يكثر فيه من الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وغير ذلك مما يطول .
حادثة الإفك .
ويقول الأخ فهد السنيد إنه ما رأى الشيخ مثأثرا كما رآه عندما قرئت عليه حادثة الإفك إذ تأثر الشيخ وبكى طويلا . وقد غلبه البكاء مرة عندما قرئت عليه مقولة أبي بكر رضي الله عنه عندما توفي رسول الله " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " .

أمل محمد 09-21-2010 06:11 AM

متى يغضب سماحة الشيخ ؟

كغيره من البشر قد تمر على سماحة الشيخ مواقف تغضبه ، أو يرى أن الحكمة فيها إظهار الغضب والامتعاض لتحقيق هدف مشروع كالإصلاح أو التربية أو التعليم ، فمتى يا ترى يغضب الشيخ في دروسه ؟
ويبدأ الأخ عبد الله العتيبي الحديث في هذا المحور بقوله : شيخنا حفظه الله أحفظ من مواضع غضبه إذا رد كتاب الله أو سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بأقاويل الناس وأقيستهم.
ومن ذلك قيل للشيخ على حديث : إن أبي وأباك في النار أخرجه مسلم قيل له في شرحه من بعض الطلاب : إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال ذلك للرجل لتطيب نفسه لا غير فالتفت الشيخ مغضبا وقال : يطيب نفسه بعذاب أبيه ؟
ولما قرر شيخنا في التفسير جواز نكاح الكتابيات بشرطه قال بعض الطلاب : يا شيخ بعض الصحابة كان ينهى عن ذلك!! فالتفت الشيخ إليه وقد أحمر وجهه وقال : هل قول الصحابي يضاد به الكتاب والسنة ؟!
ويعقب أحد الإخوة بإبراز موقف يؤكد ما ذكره العتيبي فيقول : -
الموقف الذي غضب فيه الشيخ حتى ظهر ذلك عليه ، هو أنه عندما عارضه سائل في مسألة بعد أن ذكر الشيخ فيها الأدلة من الكتاب والسنة . فقال السائل يقول فلان كذا . فغضب الشيخ وقال : ليس لأحد قول بعد كلام الله وكلام رسول .
كما يضيف أحد الطلاب :
نعم أجد غضبه عندما يتناول الكلام عن الشرك والمشركين وكيف وقعوا فيه خاصة وهم يقرءون القرآن ويدعون الإسلام واتباع سيد المرسلين ونشعر بغضبه وهو يفند المبتدعين وأمثالهم .

أمل محمد 09-21-2010 06:11 AM

أدبيــــات :




قصيدة الشاعر أبو هلالة

قصيدة الشاعر أبو هلالة في سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز - حفظه الله - :
أقول والبشر في جنبي محتدم *** يا من للقياك هذا الحشد يبتسم
يا ذروة من فخار لا تطاولها *** مطامح في حلوق الخلق ترتسم
عفت سعودي وقد حز النوى كبدي *** رحماك يا رب أضنى خافقي السقم
ماذا أقول وسوط البعد يلهبني *** وقد توقد من فرط الأسى الألم ؟
وما الذي أنا مستطيع كتابته ؟ *** وهل سيوفيك ما قد يكتب القلم ؟
ومكرماتك أعيت من يعددها *** هيهات يقوى على نضح العباب فم
قلوبنا ملئت من نقلكم أسفا *** فهل تعود بها الآمال تنتظم ؟
لنا برغم النوى يا شيخنا أمل *** بأن تعود لهذا الحصن تستلم
وأن تظل لركب العلم قائده *** فتهنأ العرب في لقياك والعجم
تهفو إليك قلوب المؤمنين كما *** يحن شوقا إلى أنوارك الحرم
مرحى إمام الهدى مرحى دعامته *** إن شذ مرتكس أو طاش منتقم
عاديت في الله " بورقيبه " وباطله *** وفوق هامته داست لك القدم
وما غررت بأصنام مسخرة *** رجت لها الأرض أو هامت بها الأمم
فهم على الشعب آساد جبابرة *** وهم مع الخصم عبدان له خدم
لما دعاة الهدى في " مقديشو " حرقوا *** ما كان صوتك يا مقدام يكتم
يا ناشدين المعالي من مكاتبكم *** درب العلا الدم ما درب العلا الكلم
بالقول لن يرجع العادون ما سلبوا *** وبالبكا لا يرد الغنم مغتنم
عار على المرء أن يحتل مسكنه *** وأن يجور عليه الخصم والحكم
وقلبه بضروب اللهو مرتهن *** ونفسه لرغيد العيش تلتهم
يا أمة رثت الدنيا لذاتها *** وراح ينحر في أمجادها قزم
فرت من الموت حتى لا يصادمها *** فصادمت محنا عنها نأي العدم
تسير في لجج الأنواء ماخرة *** مذعورة بحبال الوهم تعتصم
والخائنون قد اقتادوا أزمتها *** وشعبها بين أشداق الأذى لقم
قد كتفوه على قول بلا عمل *** وسمروه وسيف الحقد مصطلم
إن واعدوا كذبوا أو عاهدوا غدروا *** أو خططوا فشلوا أو حاربوا هزموا
خافوا على العار أن يمحى فكان لهم *** سلم رخيص مع الأعداء لا سلموا
يقدمون إلى " فورد " نساءهم *** فالطهر مطرح والفسق محترم
قد آن للحق أن تدوى مدافعه *** حتى تبيد وكور المجرم الحمم
" عبد العزيز " لأنت الفخر منتصب *** وأنت للجود سيل زاخر عرم
ولو همومك حطت في ذرى علم *** على صلابته لم يثبت العلم
يا من إذا راعت الإسلام مسغبة *** وقام يدعو الأباة الصيد أين هم ؟
محضته الخير حتى قيل لا كذبا *** إلى عطائك هذا ينتهي الكرم
لسوف أذكر طول العمر أمسية *** يرن في القلب من أصدائها نغم
بها جلست لنا حتى تحدثنا *** قولا يعيه الذي في سمعه صمم
تقول يا إخوة الإسلام لا تهنوا *** ولا تبالوا بما أهل الخنا زعموا
فنحن في شرعة الهادي لنا شرف *** وصفنا مثل حب العقد منتظم
وربنا الله والمختار قائدنا *** وبالجهاد ذرى العلياء نستن
يا إخوة الدين ما فوز بلا تعب *** مهر النجاح عناء مرهق ودم

أمل محمد 09-21-2010 06:11 AM

قصيدة : الدكتور محمد تقي الدين الهلالي

قال محمد تقي الدين الهلالي في بيت صاحب السماحة الأستاذ الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وفي مدح آل باز عموما في مدحه خصوصا في اليوم الأول من شعبان سنة 1397هـ .

خليلي عوجا بي لنغتنم الأجرا *** علي آل باز إنهم بالعلى أحرى
فما منهموا إلا كريم وماجد *** تراه إذا ما زرته في الندى بحرا
فعالمهم جلى بعلم وحكمة *** وفارسهم أولى عداة الهدى قهرا
فسل عنهموا القاموس والكتب التي *** بعلم حديث المصطفى قد سمت قدرا
أعمهموا مدحا وإني مقصر *** واختص من حاز المعالي والفخرا
أمام الهدى عبد العزيز الذي بدا *** بعلم وأخلاق أمام الورى بدرا
تراه إذا ما جئته متهللا *** ينيلك ترحيبا ويمنحك البشرا
وأما قرى الأضياف فهو إمامه *** فحاتم لم يبق له في الورى ذكرا
حليم عن الجافي إذا فاء بالخنا *** ولو شاء أرداه وجلله خسرا
يقابل بالعفو المسيء تكرما *** ويبدل بالحسنى مساءته غفرا
وزهده في الدنيا لو أن ابن أدهم *** رآه ارتأى فيه المشقة والعسراء
وكم رامت الدنيا تحل فؤاده *** فأبدلها نكرا وأوسعها هجرا
فقال له دعني يكفك إنني خطيب *** بقلبك لم أطمح فحسبي بها وكرا
خطيب بليغ دون أي تلعثم *** ومن دون لحن حين يكتب أو يقرا
بعصر يرى قراءة اللحن واجبا *** عليهم ومحتوما ولو قرءوا سطرا
بتفسير قرآن وسنة أحمد *** يعمر أوقاتا ونشرها درا
وينصر مظلوما ويسعف طالبا *** بحاجاته ما إن يخيب مضطرا
قضى في القضا دهرا فكان شريحه *** بخرج أزال الظلم والحيف والقسرا
وجامعة الإسلام اطلع شمسها *** فعمت به أنوارها السهل والوعرا
تيممها الطلاب من كل وجهة *** ونالوا بها علما فكان لهم ذخرا
لمن كان منهم ذا خداع فخاسر *** ومن كان منهم مخلصا فله البشرى
ولم أر في هذا الزمان نظيره *** وآتاك شيخا صالحا علما برا
وأصبح في الإفتا إماما محققا *** بعلم وأخلاق بدا عرفهم نشرا
وأما بحوث العلم فهو طبيبها *** مشاكله العسرى قد أبدلها نكرا
ويعرف معروفا وينكر منكرا *** ولم يخش في الإنكار زيدا ولا عمرا
وما زال في الدعوى سراجا منورا *** دجى الجهل والإشراك يدحره دحرا
بدعوته أضحت جموع كثيرة *** تحقق دين الحق تنصره نصرا
ألم تره في موسم الحج قائما *** كيعسوب نحل والحشود له تترا
وما زال في التوحيد بدر كماله *** يحققه للسامعين وللقرا
ويثبت للرحمن كل صفاته *** على رغم جهمي يعطلها جهرا
ويعلن حربا ليس فيها هواده *** على أهل الحاد ومن عبد القبرا
وما قلت هذا رغبة أو تملقا *** ولكن قلبي بالذي قلته أدري
فيا رب متعنا بطول حياته *** وحفظا له من كل ما ساء أو ضرا
فلو كان في الدنيا أناس كمثله *** بأقطار إسلام بهم تكشف الضرا
فيا أيها الملك المعظم خالد *** بإرشاده اعمل تحرز الفتح والنصرا
فأنت لأهل الكفر والشكر ضيغم *** تذيقهموا حوبا وتسقيهمو المرا
فلا زلت للإسلام تنصر أهله *** وتردى بأهل الكفر ترديهمو كسرا
وحببك الرحمن للناس كلهم *** سوى حاسد أو مشرك اضمر الكفرا
وقد أبغض الكفار أكرم مرسل *** وإن كان خير الخلق والنعمة الكبرى
عليه صلاة الله ثم سلامه *** يدون في الدنيا وفي النشأة الأخرى
وآله مع أصحابه الدهر ما بكت *** مطوقة ورقاء في دوحة خضرا
وما طاف بالبيت العتيق تقربا *** حجيج يرجون المثوبة والأجرا
وما قاد مشتاق وقد بان ألفه *** خليلي عوجا بي لنغتنما الأجرا
فيا أيها الأستاذ خذها ظعينة *** مقنعة شعثاء تلتمس العذرا
فقابل جفاها بالقبول وأولها *** من العفو جلبابا يكون لها سترا

أمل محمد 09-21-2010 06:11 AM

عائض بن عبد الله القرني

- ثناء وتبجيل لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله ورعاه من الشاعر الشيخ / عائض بن عبد الله القرني

قاسمتك الحب من ينبوعه الصافي *** فقمت أنشد أشواقي وألطافي
لا أبتغي الأجر إلا من كريم عطا *** فهو الغفور لزلاتي وإسرافي
عفوا لك الله قد أحببت طلعتكم *** لأنها ذكرتني سير أسلافي
والمدح يا والدي في غيركم كذب *** لأنكم لفؤادي بلسم شافي
يا دمع حسبك بخلا لا تجود لمن *** أجرى الدموع كمثل الوابل السافي
يا شيخ يكفيك أن الناس قد شغلوا *** بالمغريات وأنت الثابت الوافي
أغراهم المال والدنيا تجاذبهم *** ما بين منتعل منهم ومن حافي
مجالس اللغو ذكراهم وروضتهم *** أكل اللحوم كأكل الأغطف العافي
وأنت جالست أهل العلم فانتظمت *** لك المعالي ولم تولع بإرجاف
بين الصحيحين تغدو في خمائلها *** كما غدا الطل في إشراقه الضافي
تشفى بفتياك جهلا مطبقا وترى *** من دقة الفهم درا غير أصداف
تهوى الدليل فلا رأي ولا هذر *** وما اعتمادك قول المذهب الطافي
فعلمك الوحي لا من علم حضرته *** رأي الرجال ومن كاف وكشاف
أقبلت في ثوب زهد تاركا حللا *** منسوجة لطفيلي وملحاف
تعيش عيشة أهل الزهد من سلف *** لا ترتضي عيش أوغاد وأجلاف
فأنت فينا غريب الدار مرتحل *** من بعد ما جئت للدنيا بتطواف
سر يا أبي وأترك الدنيا لعاشقها *** في ذمة الله فهو الحافظ الكافي
أراك كالضوء تجري في محاجرنا *** فلا تراك عيون الأغلف الجافي
كالشدو تملك أشواقي وتأسرها *** في نغمة الوحي من طه ومن قاف
ما أنصفتك القوافي وهي عاجزة *** وعذرها أنها في عصر إنصاف
يكفي محياك أن القلب يعمره *** من حبكم والدي أضعاف أضعاف
يفديك من جعل الدنيا رسالته *** من كل أشكاله تفدى بآلاف

أمل محمد 09-21-2010 06:11 AM

قصيدة الشاعر الكبير معالي الأستاذ : حسين عرب

4 - قصيدة الشاعر الكبير معالي الأستاذ / حسين عرب في سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رعاه الله - :

يا وارث الأنبياء *** في علم وحي السماء
أوتيت علما وحلما *** وفطنة في القضاء
وزدت فضلا ونبلا *** في قصدك الوضاء
ووقدة من ذكاء *** وشعلة من ذكاء
فتسير أين تيممت *** في هدى وضياء
بنعمة العلم تعلي *** كرامة العلماء
ونعمة البر من فيض *** واهب النعماء
بذلتها لقريب *** من العفاة ونائي
سبحان من أنت منه *** في عزة ورضاء
رب العباد جميعا *** وأكرم الكرماء
من لا إله سواه *** في الأرض أو في السماء
أفضاله سابغات *** وجوده في نماء
يرى الذي لا نراه *** في النور أو في العماء
رب السماوات والأرض *** مستجيب الرجاء
أغنى وأقنى وعم *** الجميع فيض العطاء
وأرسل الرسل بالحق *** والهدى والسناء
فإن شكرناه زدنا *** من وفرة ونماء
والمصطفى سيد الخلق *** سيد الأنبياء
وهديه خير هدي *** يضيء في الظلماء
أتى بخير كتاب *** يهدي لخير البقاء
وكان برا رحيما *** حتى على الأعداء
وصحبه أفضل الناس *** قادة الفضلاء
لا نستطيع مجازاتهم *** بغير الدعاء
ذكرتنا أيها السيد *** العظيم الثناء
بسيرة السلف الصالح *** سادة الصلحاء
أنت البقية منهم *** لسائل ولراء
أثابك الله عما *** بذلته من عناء
في خدمة العلم والدين *** والهدى والوفاء
فهو القدير على أن *** يجزيك خيرا الجزاء

أمل محمد 09-21-2010 06:12 AM

ناصر بن مسفر الزهراني

5 - قصيدة الشاعر الدكتور / ناصر بن مسفر الزهراني والمسماة : موجز أنباء البازية

بازية للدهر للدنيا لمن *** يهوى المعالي في رفيع سمائها
بازية تسبي العقول بحسنها *** تضفي على الدنيا بديع ضيائها
فتنت قلوب العاشقين بسحرها *** وجمالها وتتيه في خيلائها
تمضي منادية بأعذب نغمة *** والدهر يرخي سمعه لندائها
وتناطح الجوزاء في إخلاصها *** ووفائها ودعائها ونقائها
من جانب البيت العتيق مسيرها *** وتطوف البلدان في أنحائها
في وجهها تبدو ملامح مكة *** بشموخها بكديها وكدائها
بالركن بالبيت العتيق بزمزم *** بمقامها الزاكي بغار حرائها
تمضي مهاجرة تبـث *** من غار ثور ترنمت بحدائها
ولها من الأحباب أجمل رفقة *** قد بادروا بكسائها وسقائها
تمضي متوحة بخير عبارة *** نطقت بها الأقلام عن علمائها
نطقت بها أقلام أفضل ثلة *** تبدي لشيخ العلم حسن وفائها
تهدى لشيخ المجد في عليائه *** والحب والإعظام في إهدائها
جاءت مزغردة تجرجر ثوبها *** للقاء شهم يحتفي بلقائها
وتزف في ثوب قشيب رائع *** لأعز من في الأرض من نبلائها
أما الذي يرجوه مبدع لفظها *** من أمة الإسلام حسن دعائها
يا سائلا عنها فهذا موجز *** وإليكم التفصيل من أنبائها

أمل محمد 09-21-2010 06:12 AM

بازية الدهر

6 - قصيدة الشاعر الدكتور / ناصر بن مسفر الزهراني والمسماة : بازية الدهر

يا مرحبا بإمام قدره عال *** وصوته عندنا مستعذب غال
يا مرحبا يا إمام الحق أنفسنا *** قامت تحييك في حب وإجلال
ترقصت كلماتي وانبرى قلمي *** لمنطق صادق كالسيل هطال
ما أعظم الأنس يا أغلى الضيوف فقد *** جدتم علينا وأنتم أهل أفضال
أقبلت إذ أقبل العام الجديد فما *** أحلى وأجمل هذا الفال من فال
من ضيفنا ؟ خير من في الأرض في *** نظري شهادة ما أنا عنها بميال
يا من رأى مثله أو من يضارعه *** فليأت بين الملا يزري بأقوالي
يا رائد العلم في هذا الزمان ويا *** مجدد العصر في علم وأعمال
وحاتم في عطاياه وجودته *** في بحركم لا يساوي عشر مثقال
في الجود مدرسة ، في البذل مملكة *** في العلم نابغة ، أستاذ أجيال
الحق مذهبه ، والنصح يعجبه *** والذكر يطربه يحيى به سال
العلم مؤنسه ، والله يحرسه *** ما كان مجلسه للقيل والقال
بالنص فتواه ، بالرفق ممشاه *** من فيض تقواه مخشوشن الحال
لم ينتقص أحدا ، لم يمتلئ حسدا *** لم يفتتن أبدا بالمنصب العالي
العين دامعة ، والكف ضارعة *** والنفس خاشعة من خشية الوالي
المال ينفقه ، والوعد يصدقه *** والشهد منطقه مستعذب حال
يا درة العصر يا بحر العلوم فما *** رأت لك العين من ند وأمثال
حقا فقد عرف التاريخ كوكبة *** مضيئة من صناديد وأبطال
مثل ابن حنبل أو مثل ابن تيمية *** أو البخاري في إسناده العالي
لكننا يا حبيب القلب نبصرهم *** كأنما مثلوا في شخصك الغالي
يا مشرق الوجه عيني حين تبصركم *** أحب من خير أصناف العطايا لي
وقد ألام على هذا الثناء وقد *** يقول بعض أناس مسرف غال
يا لائمي لا تلمني لم سماحته *** سبا فؤادي استولى على بالي
دعني أتيه على الدنيا برائعة *** بازية الوجه زهرانية الشال
دعني فقد فتنت نفسي بروعته *** وحبه رغم حساد وعذال
باز تصيد قلبي ثم طار به *** إلى سماء الهوى فلترحموا حالي
بئس البيان الذي لم يكتس حللا *** من مدح شيخ عظيم القدر مفضال
لو ناب أمر معاذ الله أو خطر *** أفدي سماحته بالنفس والمال
لو أن لي حيلة أهديته مقلي *** فليس شيء على شيخ الهدى غال
لكن عينيه في الميزان راجحة *** تزري بمليون من أبصار أمثالي
لم تبصر العين لكن الفؤاد يرى *** بنور خالقه من بعد أميال
أنت الكفيف ولكن أبصرت أمم *** بفيض علم نقي منك سلسال
رفعت للعلم أبراجا مشيدة *** تجلو صداه وتحيي رسمه البالي
كم قلعة للهدى والعلم شامخة *** يطل منها سناكم خير إطلال
مرت ثمانون عاما كلها عمل *** ودعوة في شموخ دون إدلال
وأنت لا زلت تمضي دونما ملل *** في همة تبلغ الجوزا وإقبال
يا رائدا في ركاب النور متقدا *** تطيب فيه تراتيلي وأقوالي
سر بارك الله في علم وفي عمل *** والله يرعاك في حل وترحال
قم يا أمام الهدى أحي القلوب بما *** آتاك مولاك من علم وأفضال
قم يا ربيب التقى عطر مسامعنا *** فالكل في قربكم مستأنس سال
قم وازرع الهمة العلياء في أمم *** غاصت بأ قدامها في عمق أوحال
وناد في أمة الإسلام إن لها *** مجدا تليدا مضى في دهرها الخال
كم أنقذت أمما كم حطمت صنما *** وبددت مجد سفاك ودجال
تربعت فوق هام المجد أزمنة *** لأنها صدقت في طاعة الوالي
وسادها كل شهم نابه ورع *** مجاهد صادق بالحق قوال
فباعت المجد والأخلاق وافتتنت *** بالسير في ركب كفار ومختال
تعب من شهوات الذل سادرة *** في نومها وارتمت في حضن قتال
إلا أناسا أنار الله رؤيتهم *** لم يرتضوا السير في أعقاب ضلال
ساروا على الحق ما ذلوا وما وهنوا *** وما استكانوا وما خروا لتمثال
يا أمتي بددي الأوهام وانتفضي *** وحطمي رق آصار وأغلال
يا أمة يعرف التاريخ سطوتها *** وبأسها ما لها لاذت بأذيال
كانت إذا غضبت يوما على أحد *** تزلزل الأرض منها أي زلزال
واليوم يا سائلا عنها فقد منيت *** بوابل من جحيم الذل منهال
تفرق واختلافات ومسغبة *** أما الجهاد فيلقى شر إهمال
يذلها بعد ذاك العز شر ذمة *** في الأرض من نسل أوغاد وأنذال
هذي فلسطين يلقي المسلمون بها *** أذية لم ترد يوما على بال
والعين تبكي على البلقان من جثث *** وهتك عرض ومن تشريد أطفال
تدمى جراحاتنا في كل ناحية *** من الفلبين حتى أرض صومال
وذاك شعب العراق الحر شرذمة *** تذيقه شر نيران وأنكال
والجرح يثعب في كشيمر وا ألمي *** وكم يهان بها من ذات خلخال
وساكن الهند يبكي من تسلطهم *** ومن مكائد غدار ومحتال
وتلك لبنان يغتال الجمال بها *** فلعنة الله كف مغتال
وتلك ألبانيا كم تشتكي ألما *** وروسيا كم بها من شر أهوال
وانظر لبعض ديار المسلمين ترى *** أبناءها بين مقتول وقتال
وبعضها انسلخت من دينها ورمت *** دعاتها في لظى سجن وأغلال
يا أمة عزها الإسلام ليس لها *** فيما عداه سوى بؤس وإذلال
فهل يعود لها عز وأبهة *** وقلبها من هدى معبودها خال؟
من يرتجي عزة في غير طاعته *** كظامىء يرتجي ماء بغربال
والله لو رجعت للحق والتزمت *** بنهجه دون تمييع وإخلال
ويممت وجهها للعلم وانتفعت *** بنوره لاهتدت من بعد إضلال
وشالت المجد في أحلى مناظره *** وأصبحت بعد ذل في الدرى العال
يحميك مولاك يا أرض النبوة من *** ضيم وسوء وإخلال وبلبال
يا من بمنهج مولاها وطاعته *** فازت بأمن وإيمان وأموال
على ثراك النقي الحر كم درجت *** أقدام أعظم أبطال وأشبال
يا قبلة الأرض سيري في الطريق على *** منوالهم خير منهاج ومنوال
وامضي على نهجك الوضاء واعتبري *** بما يحيط بنا من سيئ الحال
يا رب يا سامعا صوتي ومسألتي *** أدعوك يا رب في صدق وإجلال
أدعوك يا مبدع الأفلاك من عدم *** وخالق الناس من طين وصلصال
يا واسع الفضلى يا من لا شريك له *** ويا مقدر أرزاق وآجال
أطل لنا عمر هذا الشيخ إن *** لنا بمثله خير أمجاد وآمال
واحفظه من كل سوء واحمه أبدا *** من أي ضيم وأسقام وأنكال
وزده علما ونورا واحم طلعته *** يوم القيامة من حر وأهوال
يا رب واجعل جنان الخلد منزله *** مع نبي الهدى والصحب والآل

أمل محمد 09-21-2010 06:12 AM

واطول صبري

7- قصيدة للأخ / محمد بن عبدالرحمن المقرن
واطول صبري
أين حادي الهوى؟!وأين الدليل؟ *** ولدور الحسان اين السبيل؟
سرت من لهفتي وشوقي إليها *** كاهل مثقل ودروب طويل
أنا ما بين دمعتي وفؤادي *** ذاك مستبشر وهذي تسيل
أنا يا قوم عاشق ، وشهودي *** في الهوى أدمعي وقلبي القتيل
لاتلوموا فؤادي اليوم إن الـ *** بوح في حبها جميل جميل
لؤ رأيتم جمالها حين تعلو *** هامة الحسن والخطى إذ تميل
لكرهتم نسائكم من هواها *** ولجد السرى لها والرحيل
أتراني أمس بالكف يوما *** كتفيها ما بيننا من يحول؟
أتراني أضم صدرا يريني *** خلقه الكف كيف كنت تجول؟
أتراني مقبلا من خدود الـ *** حسن ما يستلذ منه الحليل؟
أحرق الشوق يا عروب فؤادي *** وتحيرت فيك ماذا أقول؟
بالبكر تلذ منها وتقضي *** معها ما تشاء وهي البتول
أي قلب حملته في هواها *** أي شوق بمهجتي يستطيل
كنت منذ الصبا أمني فؤادي *** وأمامي غرالجياد تصول
قد حكى لي الزمان عن إلف قومي *** عن دم العاشقين حين يسيل
زوج الحور أيها القوم قوم *** عرفوا ربهم فهان السبيل
دفعوا مهرها وكان مقيل الـ *** خلد عقباهم فنعم المقيل
سل عن الحور مصعبا حين أعطى *** مهرها روحه وما لا يميل
سل عن الحور خالدا عندما ما *** ل من الطعن سيفه المسلول
سل عن الحور أنفسا قد رعاها *** في حمى الله بالجهاد الرسول
مهرها باهظ ومن يخطب الحسناء *** يدني بمهرها ما يطول
شيخنا تلك أحرفي شاكيات *** قلبها الفذ والأماني فلول
شيخنا يا " ابن باز " اعذر حروفي *** إن قلبي بحبهن قتيل
ذاك صنع الهوى فواطول صبري *** كاهل مثقل وجسم نحيل
كم تمنيت أن أخر شهيدا *** أبصرالجرح بالدماء يسيل
عل عينا ترى مناها وتلقى *** في خدود الحسان ما لا يزول
جنة عرضها السماوات والأر *** ض ورزق عن أهله لا يحول
شيخنا جئتكم وأثواب قومي *** رقع والقوام غض هزيل
عرف القوم كيف نحصي الضحايا *** كيف يرمى على القتيل القتيل
ونسينا شكل السلاح فعذرا *** إن حفرالقبور شغل ثقيل
نحن والله إن عددنا كثير *** بيد أنا إذا دعينا قليل
ليس ما قد نقول يأسا ولكن *** يأسنا أن نخاف ما نقول؟!
نصرنا حين ننصر الله صدقا *** في لقاء له تدو الطبول
أدمع الشيخ واحتقان الصبايا *** علقم القهر والعذاب الوبيل
دولة للزمان دالت وبشرى *** القوم أن الزمن دوما يدول
في صراع الحياة نمضي أباة *** حسبنا ربنا ونعم الوكيل
إن بدا مفجع الزمان عجوزا *** فببطبن العجوز طفل جميل
شيخنا يا سواد عيني عذرا *** ذا لهيب الأسى وقلبي الفتيل
لوعة في فمي وشوق بصدري *** وفؤادي بحبه متبول
ما كتبت القصيد أغلو بمدحي *** أنت أعلى والله مما أقول
أو يغني القصيد عن ركب علم *** دربه النور والكف الدليل
أو يغني القصيد عنك معاذ الله *** إن القصيد منك خجول
أظلمت عينكم وفي القلب صبح *** من سنا الله مشرق وظليل
سرت ما لم يسره ألف بصير *** وتجاوزت ما علينا يطول
أنت بدر الدجى وأنس الليالي *** أنت شمس الضحى وأنت الأصيل
رفع الله قدركم ولأهل الـ *** علم قدر لمن رعاه جزيل
أنت حبر . . بحر . . ورحب . وربح *** كيف قلبتها إليك تؤله
لست أعمى فنحن خلفك نمضي *** وبنور الفؤاد أنت الدليل
أنت كف الندى وتاج المعالي *** أنت للمكرمات انت السليل
أنت والله مسبل ، بثياب الـ *** جود حل ثيابها إذ تطول
ترقص الأرض إن مشيت عليها *** ويفوح العبير قمما تقول
أبلغ القول من ثنائي جزاك *** الله خيرا كذا يقول الرسول
شيخنا لم أوفك اليوم حقا *** إنني بالذي كتبت بخيل
أنت إن أجدب الزمان ربيع *** وإذا غص غصه سلسبيل
أنا لله قد نذرت حروفي *** وعلى الله مقصدي والسبيل
أنا لا أكتب القصيد نفاقا *** إنني إن فعلت ذا الذليل
قل لمن سابقوا الهوى شعراء *** يبتغون العطاء بئس العقول
أنا لاأكتب القصيد ارتزاقا *** إن كسبي من القصيد غلول
أستقل الخيول شعرا ومالي *** إن أقلت أخا الهوان العجول
أنف شعري فوق الأنوف أشم *** وبشم الأنوف تعلو الفحول

أمل محمد 09-21-2010 06:12 AM

غصة الرحيل، للأديب الشاعر: فواز بن فرح العبدلي

سقتك الغوادي والمزون الهواطل *** وجادت عليك الصيبات الثواقل
ووافتك من جنات ربي ملائك *** وروحا وريحانا تزف الأصائل
أيا طينة ضمت من الناس مهجة *** سماوية قد أثقلتها الشمائل
توارت لتهدى باطن الأرض زينة *** كما ازينت بالأمس منها المحافل
وما تركت صدرا خلا دون غصة *** ولا أنفسا إلا وفيها مقاتل
عشية قالوا الشيخ أسلم نفسه *** وعن أرضكم نحو السماوات راحل
بكته دروس العلم والحلم والندى *** وأهل التقى والمرضعات الأرامل
وأهل البوادي والحواضر والقرى *** فكل ديار المسلمين ثواكل
وأحسب أن الكون ضج لفقده *** وضج له حتى الحصى والجنادل
ولو يفتدى تفديه أم وحيدها *** وتفدية بالفرسان منها القبائل
إمام له من سالف القوم أسوة *** عن الدين والآثار دوما يناضل
به نصر الرحمن دين محمد *** وأجلى طريقا عنه قد ضل جاهل
وسارت به طول الثمانين همه *** عن الله لم تلو العنان شواغل
وكل دروب الخير كان دليلها *** وفي كل باب للمكارم داخل
إلى ميله ترنوا الديار وأهلها *** إذا اصطكت الأحداث والليل صائل
وتشتاقه كل المبادئ حينما *** يصيب بنيها في الأمور التخاذل
وإن قبل مهما قيل فالشيخ أمة *** مضت لا يوقيها إلى الحشر قائل
حباه الإله البر نزل كرامة *** وآوته في ظل الجنان الخمائل

أمل محمد 09-21-2010 06:13 AM

رحل الإمام للشاعر: محمد بن عبدالمحسن العبدالكريم

وا أمتاه دهاك أي مصاب *** وفقدت كل نفيسة ولباب
وغدا بناؤك قائما لكنما *** أسواره منزوعة الأبواب
ذهب الذي قد كان يوقد ناره *** ويبيت يحرس سروه بحراب
شيخ الجزيرة، والمشارق كلها *** شهدت يفضل العالم الأواب
باز الحديث وسنة الهدى له *** نبراس علم يهتدي بكتاب
هو ذلك القلب الذي ربطت به *** شعب العروق بروحة وذهاب
جمعت إليه علوم دين محمد *** وعليه ختم سجية الأصحاب
وله المرد إذا تنازعت النهى *** في نقد كل مقالة وكتاب
ماتت بموت الشيخ ألف فضيلة *** وكما ضياء الشمس لون حجاب
لم تبكه عيناي بل قلبي بكى *** وغدا بحر لهيبه كشهاب
إني لأبكي الشيخ حزنا إنما *** لم أرتغب من نبعه الصباب
قص بمن جعل ابن باز حجة *** لا يستوي قمر الدجى بثقاب
يا أمتي من يا ترى يسقي لنا *** غرس الأخوة خصلة الأحباب
من يحمل الهم الكبير لأمتي *** للوحدة الكبرى بنص كتاب

أمل محمد 09-21-2010 06:13 AM

علاَّمة الإسلام

مصاب جلل هز أركان العالم الإسلامي بوفاة المغفور له سماحة الشيخ عبد العزيز ذلك العالم الجليل الذي كان بمثابة مرجعية إسلامية وداعية لا ينفك ليل نهار عن الدعوة إلى الله ومساندة الضعفاء والمساكين والفقراء وإعانتهم وتبيان ما أشكل عليهم في أمور دينهم بسماحة العالم وصبر الورع ، ومرونة الوسطية الإسلامية التي تنبذ الجهل والفرقة التعصب .
لقد أصيب الجميع بالوجوم والحزن حينما سمعوا نبأ وفاة الشيخ الجليل ودمعة المآقي وبكت القلوب . سائلة ربها المغفرة لذلك المفتي الذي طالما استمع إلى مشاكلهم الخاصة ومشاكلهم العائلية والزوجية . وأفتى لهم فيها .
إن العالم الإسلامي فجع بوفاة الشيخ ابن باز رحمه الله رحمة واسعة . وهذه القصيدة الراثية لسمو الأمير خالد بن سعود الكبير يقول فيها :

لا تحبسين الدمع يا عين هلّيه *** اليوم كل الناس تبكي وتدمع
اليوم يوم الحّزن هذي مواريه *** تجري على الخدين من كل مدمع
نقوة هل التوحيد ودع أهاليه *** وأصبح حديث الناس في كل مجمع
مات الحبيب اللي نحبّه ونغليه *** حب وغلا لله ما فيه مطمع
يوم الخميس أسلم حياته لباريه *** من عقب ما وفّى وكفّى واسمع
الوالد المحبوب الله يكافيه *** عن خدمة الإسلام ما كان يطمع
والله لو للدين عين لتبكيه *** ولو كان للإسلام روح لترمع
كم ناصر أهل الرشد والحق ناديه ***وكم صار لأهل الظلم والزيغ مقمع
وكم طاف بأهل اليتيم والقل ساعيه *** وم صار للمظلوم عينٍ ومسمع
له هيبة أهل العلم تجعل محاكيه *** لي من تكلم غصب يصغي ويسمع
وش عاد لو غيره بشوفه يقديه *** يصيرته قدّت هل الدين أجمع
علاّمة الإسلام عالم خوافيه *** وأفْقه رجال العلم بالشرع وألمع
يالله عسى رب توفّاه يجزيه *** عنّا مع المختار صحبة ومجمع

أمل محمد 09-21-2010 06:13 AM

فقد كنت قوام الليالي تهجدا

بقلم: أ.د. محمد بن سعد بن حسين
فقد كنت قوّام الليالي تهجدا *** وقد كنت صوّاما تعاف الذي حبوا
وكنت مناراً يهتدى بضيائه *** مريد سبيل الرشد أو تكشف الحجب
درس وإفتاء وحكمة ناصح *** عليم بما ينجي إذا إحلو لك الخطب
وكنت ملاذ بعد ربك للذي *** رماه من الأيام صارمها العضب
وكنت لأهل العلم ظلاّ وروضة *** ينابيعها من دونها المنهل العذب
وكنت مثالاً في التواضع والتقى *** وكنت جواداً دون راحاته السحب
نهضت بأعباء ينوء بحملها *** ألو العزم ، إلا الرسل والسادة الصحب
ألنت لكل الناس جانب ماجد *** حفي بهم كالخل لا بل هو الأب
فلما قضى المولى وكل ابن حرة *** على آلة حدباء موئلة الترب
تقبلتها مستبشراً غير نادم *** وخلفتنا نبكي ، وقد هدنا الرعب
فماذا عسى أن ينفع الدمع والشجى *** وقد غاب عنّا العالم الفذُّ والقطب
مضى فعقول العالمين ذواهل *** بما قد دها الإسلام فاستحكم الشعب
فغارت بشاشات وأظلم مجلس *** أضاء بنور الباز حتى دها الخطب
كذا سنة المولى ، اجتماع وفرقة *** فلله ما يؤوي ولله ما يحبو
رضينا بحكم الله فينا تعبداً *** وأمالنا موصولة ، والمنى خصب
وما أجدبت يوماً من العلم روضة *** على ساحها نور الإمامين ينصب

لقد كان سماحة شيخنا الجليل عبد العزيز بن باز رحمه الله على ما يفوق بسط المقال في علمه وفي سماحة خلقه ، بل في كل أحواله ، أي إنه كان مثالاً يندر أن يتكرر .
فلقد كان عصامياً كوّن نفسه بنفسه ، وشق طريقه في الحياة بلا معين سوى رب العالمين . وكفى به سبحانه وتعالى معينا .
ولما كان إخواننا العلماء قد تحدثوا عنه –رحمه الله- وسوف يتحدثون ، فإني سأقف حديثي في نقطتين صغيرتين ، كنت فيهما من المستفيدين استفادة مباشرة ، الأولى متصلة بكتاب ((الفوائد الجلية)) هذا الذي ألفه وهو في التاسعة والعشرين من العمر ، وهذا دليل على نبوغه المبكر رحمه الله .
وحين التحقت بحلقة شيخنا عبد اللطيف بن إبراهيم رحمه الله وجزاه عنا وعن العلم خير الجزاء . أمرني رحمه الله بحفظ هذا الكتاب إلى جانب متن (( الرحبية )) وتهميش الشيخ عبد الرحمن ابن قاسم عليه ، وحين استزدته أعطاني (( العذب الفائض)) وما تزال هذه كلها عندي .
أما النقطة الثانية ، فكانت وأنا في كلية اللغة العربية طالباً حيث كان – رحمه الله – أعني الشيخ عبد العزيز بن باز ، يحضر نادينا الأدبي الذي كنا نقيمه كل ليلة جمعة ، فكان – رحمه الله – يحضر ذلك النادي ويعلق على ما يلقى ، موجهاً ومرشداً ، ومن قبل النادي نعمنا بالتتلمذ على سماحته حين كنا في المعهد طلاباً .
في ذلك النادي ألقيت في عام 1378هـ رباعيات ، كنت مواظباً على إلقائها كل لية جمعة فجاء في إحداها قولي (( طارت الروح إلى أرض الخلود )) فلما نهض – رحمه الله – للتعليق قال : (( إن مثل هذا حكم مسبق . وهذا ليس إلا لله )) فطلبت التعليق وقلت : (( يا شيخي ألا يحمل هذا على التفاؤل الذي يحبه النبي صلى الله عليه وسلم )) فقال : (( أما على هذا فلا حرج )) وهناك مواقف أخرى مشابهة ، وغير مشابهة أثبتها فيما سميته (( من حياتي )) وربما كان لها حديث آخر .

أمل محمد 09-21-2010 06:13 AM

رسالة شوق إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز

رسالة شوق إلى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
د.أحمد بن عثمان التويجري
والدي أبا عبد الله...
كيف يمكن أن يعبر الزهر عن فقداه لنداه ؟ والطير عن حزنه لغياب شداه؟
كيف يمكن لأي لغة أن تظهر لوعات القلوب التي عمرها التعلق بك والتقرب إلى الله بحبك وتقديرك؟ وأي شعر يمكن أن يقوى على حمل رفاتك والتعبير عن مصاب الأمة كلها فيك؟!
لقد رحلت كما يرحل الربيع عن رياضه وكما يأفل القمر بعد الليلة القمراء ، وكما ينضب الماء في الواحة الخضراء.
لقد رحلت عنا وقلوبنا معك ، فأي عيش لنا بعدك بلا قلوب ، وأي أنس لنا وقد كنت أنت الأنس والبهجة والضياء.
إن عزاءنا الكبير في فقدك هو أن كل ما أحببناه فيك من الصفات والخصال هو من الإسلام الذي نذرت نفسك وحياتك له ، والإسلام باق ، ولن يحرمنا الله عز وجل من أن يخرج لأمتنا من يواصل حمل تلك الصفات والخصال .

لفقدك يلهى عن بديهته الفكر *** وتسكب من أعماقنا الدمعة البكر
ولو أن ميتا يفتدى من مماته *** فدتك الدنا يا بهجة العمر والعمر
ولكن أمر الله في الناس بالغ *** فلله منا الحمد والصبر والشكر
ترجلت يا شيخ الفوارس بعدما *** تسامت بك الأمجاد واستشرف الفخر
وكنت أبا للمكرمات فمن لها *** وقد بت عنا اليوم يحجبك الستر
سيذكرك العلم الذي كنت نوره *** ويذكرك القول المسدد والفكر
سيذكرك الخير العميم نشرته *** ويذكرك الدرس المبارك والذكر
سيذكرك العباد في صلواتهم *** ويذكرك النساك والزهد والطهر
سيذكرك المستعصمون بدينهم *** وكل إمام ملء راحته جمر
سيذكرك الأيتام كفكفت دمعهم *** وواسيتهم برا فطاب بك البر
سيذكرك المستضعفون جميعهم *** ويذكرك المضطر ما مسه ضر
سيذكرك الإحسان والعدل والهدى *** وتذكرك الجلى إذا حزب الأمر
رحلت وفي أعماقنا ألف لوعة *** وألف حنين لا يكفكفه صبر
رحلت وفي ساحاتنا ألف نكبة *** وألف مصاب إذ مصائبنا كثر
على قمم الأفغان يخزى جهادنا *** ويسود طهر عاث في ساحه غدر
وتجري دمانا في الجزائر أنهرا *** ومنا وفينا ويحنا القتل والنحر
وفي كوسوفا نُمحى وتُسبى نساؤنا *** ويرهبنا صرب هم الغل والكفر
وفي القدس ويح القدس أين صلاحها *** أما آن أن يجلو دياجيرها البدر
أضعنا الهدى يا سيدي فتقطعت *** عُرانا وأردانا بأرزائه الدهر
وسلط فينا الظالمون فعيشنا *** وإن غردت أطيارنا الخوف والقهر
نعيش بسفح للوجود ودارنا *** ذراه ففيها كل راياتنا الخضر
ونمشي وراء العالمين أذلة *** ونحن الأولى فينا انتشى العز والفخر
فيا سيدي عذرا إذا فاض بالجوى *** فؤاد شجي فالهوى كله عُذر
ويا سيدي يا دوحة العلم والهدى *** لمن سيندى بعدك الروض والزهر
لمن سيبوح الأقحوان بعطره *** لمن سيرق الغيم والطل والقطر
لمن سيهب النسم عذبا متيما *** لمن سيضوع الطيب والند والعطر
لمن سيغني الطير في غدواته *** ويشرق في أحلى منازله الفجر
عليك سلام الله ما التاع خافق *** وما ضاق بالأشجان من وله صدر
وما سكبت من أعين الناس أدمع *** عليك وما دوّى بتأبينك الشعر

رحمك الله يا أبا عبد الله وجزاك عن الأمة والإسلام خير الجزاء وأنزلك منازل النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.

أمل محمد 09-21-2010 06:13 AM

الحاضر الغائب

للدكتور زاهر بن عواض الألمعي
•مرثية في فقيد الأمة الإسلامية والدنا سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز – الذي وافاه الأجل يوم الخميس 27/1/1420هـ عن عمر يناهز التسعين كلها حافلة بالخير والعطاء .

رحلت وباب الحزن للناس مشروع *** وجرح الأسى يفرى القلوب ويصدع
وكم للرزايا من جراح أليمة *** وجرحك في الأعماق أدهى وأوجع
ففي كل بيت مأتم ورزية *** وفي كل قطر حل خطيب مروّع
وعمت بلاد المسلمين انتحابة *** تغض بشجواها النفوس وتُجزع
دها الخطب ما في النفس من عزماتها *** فجاشت وما للصبر في النفس مروضع
وخارت قوى بالأمس كانت عنيدة *** ولو أنها تبنى القرار وتصنع
ولكن هو الخطب أقوى رزية *** وأبلغ في صدْع القلوب وأسرع
مقامك أغلى في النفوس مكانة *** وحبك بين الناس أسمى وأرفع
لأنك كالبدر الذي في سمائنا *** تضيء علوماً بالحقيقة تسْطع
وأنت الندى والحلم والعلم والتقى *** وأنت لدور العلم ركن ومرجع
وأنت لداعي الخير أذن مجيبة *** وأنت لداعي الشر تنى وتردع
وأنت لأرباب الحوائج ومقصد *** بما يسْبغ المولى عليك ويوسع
فكل يتيم في رحابك مؤْنس *** وكل فقير في جوارك يطمع
وكل جهول يجْتذي منك جدْوة *** تضيء له درب الرشاد وترفع
وإن حلَّ بين الناس شؤْم وفتنة *** فأنت الطبيب الماهر المتضلّع
صبور على اللأواء في كل موقف *** وتعرف ميزان الأمور وتبدع
رحلت وطلاب السماحة والنهى *** لهم منك نبراس يضيء ويلمع
رحلت فدار العز بعدك موحش *** ومكتبك الميمون ينعى ويفزع
ومسجدك المضياف قفر مكتم *** وهاتفك الآلي حزين مروّع
وقد كان لا يهدأ وصالاً ونجدة *** ويقرب من كفيك يدنو ويهرع
تواسي به المضطر علماً وحمة *** وتهدي به الحيرى وبالحق تصدع
وحولك كتاب كرام أفاضل *** وكلّ لما تمليه يصغي ويسمع
جُبلت على حب المكارم والنهى *** وأنت بفعل الخير للناس مولع
فيا راحلا والناس حولك هرّع *** لقد فقدوا الصبر الجميل وودّعوا
يسيح غزير الدمع في وجناتهم *** وأكبادهم من لوعة تتمزّع
ولو كانت الآجال تشري ثوابت *** إليك جموع تفتيدك وتسرع
ولكنها الآجال وعد محدد *** وكل لمثواه الأخير سيودع
جزاك الإله الحق عن كل مسلم *** ثوباً وأبقى علْمك الثّر ينفع
هنيئاً بما قدمته في حياتكم *** سيخلد في الأجيال كالغيث يمرع
فأنت الإمام الفذّ والعالم الذي *** به ترعوي مرضى القلوب وترجع
وإن عزاء المسلمين تراثكم *** وسيرتكم بالعلم تزهو وتنصع
وبعدك من يهدي الطريق بحكمه *** ويأسو جراح المسلمين ويجمع
يقوم على الفتيا فقيه مكرّم *** جليل وبالمعروف يسعى ويبدع
ألا إنه ( عبد العزيز ) وإنما *** له من تفانيمك حظوظ ومرجع
فيا غائباًَ عنّا وإن كنت حاضراً *** مآثرك الجلّى تلوح وتطلع
سلام عليك الدهر ما ذّر شارق *** وما سحّ من فقد الأحبّة مدمع

أمل محمد 09-21-2010 06:21 AM

بكى العالم النحرير شرق ومغرب

د . محمد بن سعد الدبل
في رثاء فقيد الإسلام سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة

فزعنا إلى الرحمن نشكو ونندب *** وندعو لشيخ والمحاريب تعرب
دموع القوافي بادري أو تجلدي *** بكى العالم النحرير شرق ومغرب
بكى القادة الأعلام علامّة الهدى *** وكم عالم في ظلمة الليل ينحب
وكم للتعازي بيننا من ترحّم *** به يتواصى الإبن والأم والأب
مصاب أبان الحزن في كل مقلة *** يسابقها الدمع الهتون فتسكب
فقيد بني الإسلام في كل موطن *** يزينك بين الناس خلق مهذب
فزهدك عنوان وحلمك واسع *** لك الصبر عزم والسماحة مذهب
خدمت صروح العلم مذ كنت يافعاً *** وكهلاً لأعلام الشريعة مكسب
يعز علينا أن تغيب في الثرى *** ولكن حكم الله ما منه مهرب
هو العدل في أحكامه وقضائه *** وإن طال عمر فالحياة ستذهب
وإن رحلت أيامك الغر وانقضت *** فعلمك باق لم يكدره مشرب
وودعتنا من بعد تسعين حجة *** عدا سنة عمر ربيع ومخصب
نهارك فياض بترشيد أمة *** وليلك تسبيح ويومك يدأب
ولا سائل إلا أجبت سؤاله *** ولا طارق إلا وبابك يأدب
إلى الملأ الأعلى جوار محمد *** وصحب كرام والكريم يقرب
هنئا لك الدار التي أنت أهلها *** ظلال نعيم الخلد أغنى وأرحب
رحمة رب للمنيبين عنده *** ثواب بالكرامات يصحب
أعبد العزيز الفاضل الناصح التقى *** بمنهجك العلامة المتوثب
أبوه سليل الماجدين وجده *** إمام دعا الله والأرض غيهب
ألا إنه عبد العزيز الذي ارتقى *** بأمر حكيم قائد يتوثب
إذا الفهد بالتوثيق أصدر أمره *** فقد ساد في ظل العدالة منصب
هنيئا ولابن الشيخ أزكى تحية *** وتهنئة بالصدق تملى وتكتب
وندعو لشيخ العلم والزهد والتقى *** بفيض من الغفران لاح كوكب

أمل محمد 09-21-2010 06:21 AM

بيته الكهف الذي قد عزّ صرحاً

•سعدنا في (( ثقافة اليوم )) بمساهمة أديب عربي كبير ، له ثقله ومكانته في الدرس النقدي والأدبي ، وله مساهماته المضيئة في تاريخ الأدب العربي من خلال كتبه ومؤلفاته الكبيرة والكثيرة .
واحد من أبرز الأسماء المعنية بدراسة الأدب العربي وأوثق الأعناق التفاتاً إلى التحليل التاريخي للأدب ، إنه الأستاذ الكبير د. محمد عبد المنعم خفاجي ، الذي ساهم بقصيدة شعرية قيمة كمرثية في سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله رحمة واسعة . وقد كان تأخر نشر القصيدة ناجما عن تأخر وصولها إلى هنا ، ونحن إذ نسعد بنشر هذه القصيدة نهنئ أنفسنا بأن أديباً كبيرة كعبد المنعم خفاجي لا يزال بخير يواصل جهوده الحثيثة في الأدب محللاً ودارساً ومبدعاً .

لم يمت من ذكره في العالمين *** لم يمت من اسمه في الخالدين
(ابن باز) الرائد البحرُ الذي قد *** ملأ الدنيا بزاد الصالحين
الإمام العالم الفذ الذي أثرى *** علوم العلماء الأولين
رائد الإفتاء بالصائب من حكم *** بدين الله رب العالمين
علّم بين شيوخ الأمة المستبحرين *** الصادقين الخاشعين
سعد الدين به مجتهداً بحّاثة *** بين الشيخ الباحثين
وقته للعلم للفتوى لحكم الشرع *** للإرشاد للمسترشدين
وله هيبة داع مرشد من بين *** أعلام الدعاة المرشدين
وله بين القضاة الحمد والذكر *** وتكريم الكرام الكاتبين
وفتاواه من المأثور والمنقول *** هزت ذا اللباب الفاقهين
عاش مفتي الشرع أعواماً طوالاً *** بل ومفتي الناس طراً أجمعين
وتراه الحسن البصري زهداً *** وابن عباس خشوعاً وابن سيرين
وتقول (ابن إياس) أو (شريكاً) *** بين مشهوري القضاة السالفين
ذكره شاع شمالاً وجنوباً *** بين أنحاء بلاد المسلمين
مسجد الله الحرام ازدهرت فيه *** دروس الشيخ بين الدارسين
كان نجماً ساطعاً وسط الدياجي *** كان ضوءاً باهراً للمدلجين
كان جيلاً بين أجيال كبار *** طالباً للعلم بين الطالبين
عن أساتيذ كرام أخذ العلم *** وأشياخ عظام صادقين
(ابن إبراهيم) قد فضله بين *** عديد الطالبين النابغين
قدوة كان لكل الناس علماً *** وتقي في الأتقياء العابدين
عاش للإسلام يسعى أبداً *** في الله سعي العالمين العاملين
رفع الشرع إلى أعلى مقام *** بجلال العلم والخلق المكين
كان فوق الأرض طوداً مشمخراً *** كان بين الشعب مأوى اللائذين
بيته الكهف الذي قد عزّ صرحاً *** وتسامى أملاً للآملين
الطريق الصعب كم ذلله وسط *** الليالي لجموع السالكين
عاش ما عاش عطوفاً أريحياً *** في عداد الكرماء المحسنين
ولكم زوّدنا أرفع زاد ذ *** بالهدى والحق والقول الرهين
عندما تسمعه تسمع سفراً *** ناطقاً بالصدق والفكر الثمين
غاب جسماً والنهى والروح لا ما غابتا *** عنا ولألاء الجبين
آه يا يوم بكيناه مهيباً *** وإماماً مصلحاً في المصلحين
وذكرنا علمه الشامخ نوراً *** وهدى للمتقين الذاكرين
وذرنا صوته صوت أبي *** رن في آذان كل السامعين
فعزاء يا منار المسلين *** وعزاء فيك صدقاً كل حين
أنت خلّفت تراثاً ليس يُنسى *** صار فينا فلق الصبح المبين
وفتاوى باهرات حجة للباحثين *** الغرّ والمجتهدين
وإذا أدى الأمانات نفيّ *** فجوار الله كنز المتقين
آه يا رمس سلامٌ وتحيات *** لشيخ العلماء الزاهدين
وإلى اللقيا بدار الحق في ساحة *** صدق زُخرفت للمؤمنين
فنم اليوم قرير العين في خير *** جوار أيها الشيخ الأمين
نم سعيداً هانئاً في مقعد الصدق *** وفي مرضاة رب العالمين
وعزاء يا إمام المسلمين *** وعزاءً فيه يبقى كل حين

أمل محمد 09-21-2010 06:21 AM

كيف الجبال الشمّ يوسعها قبر

شعر الأستاذ الدكتور
ناصر بن سعد الرشيد
أُنهنِهها صبراً وأنّى لها الصبرُ *** ولو ذرفت دماً لكان لها عذر
عجبت لعين لم تجد بدموعها *** فإن دموع العين من حرِّها حُمر
وإن عيوناً لا تفيض دموعها *** على الشيخ لهْي القفر أو دونه القفر
أنهنِه نفسي أن يزل بها الجوى *** فإن دموع العين من فقده نهر
وأكبح عيني أن يزيد بها اللظى *** فإن بكاء الصالحين لها جمر
وأزجرها لما تزايد دمعها *** كأن بها ضُرا فما نفع الزجر
لعلّ عيوناً غالبتني بحزنها *** تفيض دموعاً لا يكون به وزْر
رضينا بحكم الله إن قضاءه *** علينا لماض لا يرد له أمر
ولكننا نرثيه بالشعر أسوة *** فإن رثاء الصالحين به أجر
إمام جليل لا يقوم بحقه *** من القول نثر أو يقوم به شعر
لقد جمّعت فيه الفضائل كلها *** ففي قلبه زهد وفي ثوبه طهر
وبالسنة البيضاء يرفع رأسها *** بكل مكان كي يكون لها نشر
على البدعة البيضاء يدمغ رأسها *** بكل مكان كي يكون لها نشر
تجافى عن الدنيا وهام بضدها *** ومن يعشق العلياء فالجنة المهر
من الزاهدين الوارثين لأحمد *** وما ورّثوا مالاً وليس لهم تبر
وهم ورّثوا علماً وذكراً ودعوة *** ألا نعم إرث الصالحين لنا الذكر
لقد شهدتْ ساح الحرام جنازة *** كأن زحام الناس من حولها الحشر
كأن وجوم الناس من حول نعشه *** وجوم ثكالى لا عزاء ولا ستر
كأن وجوه القوم حفّوا بقبره *** حزون قفار شحّ من فوقها القطر
كأن رجال العلم يوم وفاته *** نجوم سماء خرّ من بينها البدر
أتته جموع الصالحين تجلّه *** إلى الحرم المكي والبدو والحضر
وإن شهود الصالحين شهادة *** ومن يحبب الرحمن يشهد له كثر
فلله من بالعدل من علم ثوى *** فكيف الجبال الشم يوسعها قبر
به العدل يزهو مثلما كان يزدهي *** به العدل ، إن العدل يكبره الحَبرُ
هو المبصر الخرِّيت في سبل الهدى *** وأيّ سبيل لا يُهدّي له وعر
يؤمُّ بنا درب النجاة كأننا *** على الدرب عُميٌ والطّخى حولنا بحر
يقود سفين الرشد في لجة الدجى *** بنور فؤاد يستوي البحر والبر
وإن عيوناً لا ترى الدرب لاحباً *** فإن بها وقراً ، وليس بها وقر
فصبراً على هول المصاب تجلداً *** فبعد ظلام الليل ينبلج الفجر
ولا يأس إن جل المصاب وإنه *** جليل فإن العسر يعقبه اليسر
إذا مات منا عالم قام عالم *** عليم بما قال الإله ، له قدر
وإن غاب فينا كوكب شعّ كوكب *** فغاربنا صدرٌ ، وشارقنا صدر

أمل محمد 09-21-2010 06:21 AM

ورقة من سفر الخلود

د.ناصر بن مسفر الزهراني
هذه القصيدة التي وعدنا قراءنا بها وهي بعنوان "ورقة من سفر الخلود" .. وهي معلقة جديدة في رثاء سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، يرحمه الله تعالى، مكونة من مائة وعشرة أبيات ألفها فضيلة الشيخ الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى وإمام وخطيب مسجد سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بمكة المكرمة.. وكما قلنا من قبل، ألفها بعد أن اطلع على كل ما كتب في الشيخ من شعر ونثر, وآثر الانتظار حتى يقول ما يرى أنه لم يقله أحد من قبل، وذلك لما للمؤلف من علاقة وثيقة مع الشيخ ابن باز يرحمه الله..
ومن المعروف أن الدكتور ناصر ألف في الشيخ ابن باز قصيدة طويلة في حياة الشيخ سماها بازية الدهر نالت إعجاب الكثير من العلماء والدعاة والشعراء .. وقد خص د. الزهراني "المدينة" بالمعلقة، وقال في اتصال هاتفي إن المدينة محببة للقلب دون غيرها وقد أبرزت حدث الشيخ بشكل ممتاز, ولها في قلوبنا مكانة كبيرة, و"المدينة" تنشر القصيدة لتكون مسك الختام في القصائد الكثيرة التي يكتظ بها ملف كبير عندنا في رثاء الشيخ ولا نجد له مساحة كافية للنشر.

يا أمة غاب عنها بدرها الساري *** وجف من أرضها سلسالها الجاري
طاشت عقول بانيها من فجيعتها *** بحادث يلهب الأحشاء بالنار
من هوله بِتُّ كالمطعون في كبدي *** بصارم مفعم بالسم يتار
هل مات من عاش نوراً نستضيء به *** في مدلج الأمر من هم وأخطار
هل مات من نرتوي من عذب مورده *** صفواً من العلم فيضاً دون إقتار
هل مات من ألبس التوحيد حلته *** وهَبَّ للشرك تمزيقاً لأستار
هل مات من عاش سيفاً باتراً بترت *** صولاته كل تخريف لمهذار
هل مات من نرتجي في صدق وثبته *** كبتاً لأصوات أعداءٍ وأشرار
هل مات من عطر الدنيا بسيرته *** ومسعد الضيف والملهوف والجار
هل مات من يكفل الأيتام هل فقدوا *** حنان كفٍّ لطيف اللمس مدرار
وباذل الجاه والأموال ما بخلت *** يمناه عن رِفْدِ قُصَّادٍ وزوار
ومن تأبَّى على الدنيا وزينتها *** وللمحبين منه صدق إيثار
هل غاب عنا نمير العلم في زمن *** تشكو البريّات فيه قحْطَ آبار
سفينة العلم تبكي موت قائدها *** وتشتكي هول إدلاجٍ وإبحار
عبد العزيز بن بازٍ نغمةٌ نُقِشت *** في كل قلبٍ وفي أعماق أخيار
هل من محبٍّ لدين الله ما ذرِفت *** عيناه في كل أرجاءٍ وأمصار
كل الإذاعات تشدو بالثناء له *** وكم يُرى عبر شاشاتٍ وأقمار
واسودت الصفحات البيض ناطقةً *** بفضله بين منثورٍ وأشعار
ودوّنت فيه أقلام الورى دُرراً *** تبدي أفانين إجلالٍ ومقدار
أنت البصير ولكن الفؤاد يرى *** ويبصر الحق صفواً دون أكدار
أسديت للأمة الغرّاء ما عجزت *** عنه الملايين من أرباب أبصار
حب لنشر الهدى والخير في جلدٍ *** وهمة تبلغ الجوزا وإصرار
في كل صِقْعٍ له صوت وداعية *** عبيرُ أنفاسه في أُفْقِها ساري
لقصة العلم والتوحيد أودية *** سلسالها في ربى أرجائنا جاري
مواعظ كرحيق الشهد شافية *** تنير أعماق مهمومٍ ومحتار
وحسن قصد لما يأتيه من عمل *** أو دعوة واهتمامات وأوطار
لطف وعطف ورفق بالبرية لا *** يشوبه شؤم تعنيف وإضرار
لكن إذا حرمةٌ من دينه انتُهِكَت *** رأيت في الذبِّ عنها وثبة الضاري
مُبَجَّلٌ عند كل الناس محترمٌ *** مقدَّرٌ في بواديهم وحضار
وكم له الفضل بعد الله في مِنَنٍ *** من وابل النفع أو من دفع أضرار
مساجدٌ ورباطات وأندية *** *** ودور علم بكت من هم إقفار
تبكي الليالي التي قد كان يسعدها *** أزيزُ صدرك في ساعات أسحار
يبكي مصلاك والذكر الحكيم لما *** عمرتَ منه الليالي خير إعمار
يبكي الصحيحان والمغني لما فقدوا *** من حسن وصل وتقدير وتكرار
يبكي الرياضان والتفسير منتحب *** والفتح يبكي ويبكي نيل أوطار
يا قبر ويحك هل واريت مَنْ عُمِرَت *** به قلوبٌ لأبرارٍ وأطهار
واريت يا قبر من أحيا ضمائرنا *** بفيض علم نقيِّ النبع زخّار
يا قبر واريت جيلاً عاش في رجلٍ *** ذي مبدأ مشرق الأصداء سيّار
من بعد أن كان للدنيا بأكملها *** طويته فجأة في بعض أشبار
كم بقعةٍ تشتهي لو أنها سكنٌ *** دافٍ لذاك الإمام الخاشع القاري
يا قلب كم فيك من همٍّ ومن أَرَقٍ *** ومن ظلام كثيف بعد أنوار
تحطمت عزمات الأنس في لغتي *** وأجهشت بالبكاء المرِّ أغواري
لو أن لي حيلة بالموت ما طَمِعَتْ *** عيناي في النوم قبل الأخذ بالثأر
لكنه أمر مولانا وقدرته *** *** ونحن نرضى بما يرضى لنا الباري
حملت جثمانه الزاكي على كتفي *** وكنت أطمع لو أن طال مشواري
نثرت سيل دموعي فوق تربته *** ومضرم الحزن يكويني بإسعار
واريته في فؤادي قبل مدفنه *** بعثته في دمي في عمق أوتاري
روائع من صفات الطهر زاكية *** تظل تُروى لأجيال وأدهار
إن غبت يا شيخنا جسماً فما برحت *** ذكراك تحيا معي في كل أطواري
أراك في كل حرف حين أقرؤه *** من سنة أو كتاب أو بآثار
أراك في الركن في البيت العتيق وفي *** بياض إحرام حجاج وعمار
أراك في زمزم في الخيف في طرق *** إلى المشاعر في إطلالة الغار
أراك في الحج في شهر الصيام وفي *** القيام ليلاً وإمساك وإفطار
أراك في دمعة الأيتام في لغة *** مكلومة من ذوي فقر وإعسار
أراك في كل من يرجو لكربته *** كشفا وفي كل محزون ومحتار
أراك في كل من يبغي لمسألة *** فتوى وفي كل توجيه وإنكار
أراك حين احتدام الأمر حين يرى *** وجه الحوادث والأيام كالقاري
أراك حين انغلاق الفهم في عقد *** من المسائل أو في فهم أسرار
أراك في مجلس الفتوى وفي حلق *** للعلم قد غاب عنها نجمك الساري
أراك في كل منثور وقافية *** أراك في دارك الثكلى وفي داري
أراك في مسجدي في كل ما نظرت *** عيناي يبدو أمامي طيف تذكار
إن كان غيري له في ذكركم طرف *** يزهو به من تراتيل وأخبار
فما له مثل مالي من محبتكم *** وقربكم بين إعلان وإسرار
أنا الذي صغت ألوان القريض وما *** فتنت أشدو بها في كل مضمار
نظمت أزكى فنون القول في زمن *** غيري يغني لأحباب وسفار
بازية الدهر من أقوى الشهود على *** سبقي وصدقي وإجلالي وإكباري
من قام يشدو يمدح في سماحته *** يأبى وينكر هذا أي إنكار
إلا إن كان يوليني رعايته *** ولا يصادر أشعاري وأفكاري
وحين أصدح بالرنان من خطبي *** يدعو ويثني بلفظ منه معطار
يدري بأني محب مرهف ثمل *** وكان بالمنطوى في خافقي دار
أنا لاذي عشت في أعماق سيرته *** وجلهم كان في بيداء مقفار
بذلت حبي وأوزاني وقافيتي *** وسوف أحيا وفياً دون إخفار
إذا تسطر بالأحبار قافية *** فإنني من دمي سطرت أشعاري
وليس من ينظم الدر البديع كمن *** أتي بألفاظه من نحت أحجار
لا يستوي الذهب الإبريز أسكبه *** بما يصوغون من طين وفخار
إذا انتقوا من بنات الفكر ثيبها *** فإن ألفاظ شعري طهر أبكار
آتي بها مثل ضوءالبدر مزهرة *** رفيعة الذوق مسعاداً لنظاري
وإن بكوا ساعة ثم انقضى أثر *** فإن دمعي سيبقى دائماً جاري
ولو سقوني من الأنهار أجمعها *** لن تنطفي من فؤادي جذوة النار
ما كان حبي لكم زعما أردده *** عن البراهين في تصديقه عار
بل كان حباً نقياً رائعاً شهدت *** بصدقه خير أصداء وآثار
عذباً فراتأً هنيئاً سائغاً غدقاً *** ربيت روابيه من ورد وأزهار
وعشت أقبس نوراً من هدايتكم *** وأقتفي سيركم في كل مضمار
تعلمت راحتي بذل الجميل وكم *** زكا فؤادي بتوجيه وتذكار
وبددت ظلمات الدرب وانقشعت *** كل الغشاوات عن قلبي وإنظاري
وفزت بالمنهج الأسمى فلذت به *** ولم يعد يغتوبني أي تيار
نهج النبوة ما أزكى مشاربه *** جنيت بالسير فيه حلو أثمار
غمرتني بالرضا والحب وازدهرت *** روحي برياك في ورد وإصدار
نهلت من نهرك الرقراق في نهم *** وفزت من كل إعسار بإيسار
ولو كتبت بدمع العين ملحمة *** في الشيخ اتبعت ما أروي بأعذار
من ذا يوفي إمام الجيل منزله *** وكل ما قيل فيه عشر معشار
من يرتقي لسهيل في منازله *** ومن يقابل إغزاراً بإنزار
عشنا مع العلم والإيمان في ظلل *** من السماحة في جهر وإضمار
وكم نسجنا من الآمال أردية *** غدت ضحية أيام واقدار
وكم ظفرنا أكاليلاً موردة *** فاجتنها من ربانا هول إعصار
كم خيم الألم الفتاك في جسد *** وحلولكت من دروب بعد أسفار
يا من يباهي بحب الشيخ هل جمعت *** قواك للسير في منهاج ابرار
وهل تعلمت منه في تألقه *** عن حماة الذنب أو لوثات أوزار
أم أنت تبكي كما تبكي العجوز بلا *** بذل وفضل وتحيا خلف أستار
فانهض لرفعة دين الله مقتدياً *** به فقد كان يحذو حذو مختار
تأس بالمصطفى الهادي وصحبته *** وانظر لأخبار خباب وعمار
نستودع الله من عشنا نبجله *** ويا إمام الهدى في ذمة الباري
رحلت عن هذه الدنيا التي لعبت *** بنا إلى جود رحمن وغفار
يا رب يا من له تشدو ضمائرنا *** ويا مقدر آجال واعمار
ومن إذا ضاقت الدنيا بما رحبت *** نلوذ منه بركن غير منهار
اخلف على أمة الإسلام في علم *** علامة طيب الآثار مغوار
ولم نجد في البرايا من يصارعه *** علماً وجلماً وجوداً منذ إعصار
واجعل جنان الرضا والخلد منزله *** ما بين حور وولدان وأنهار

أمل محمد 09-21-2010 06:22 AM

مرثية عبد من عباد الرحمن

د.أنور عبد المجيد الجبرتي
قضى .. قضى
عن (( ديارنا )) .. مضى
عبد .. من عباد الرحمن اسمه : عبدا لعزيز بن باز ، وكنيته ، أبو عبد الله،
وشهرته : التقي الزاهد .
كان .. من الذين :
يمشون في الأرض هونا .
وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا : سلاما وكان من الذين :
يبيتون لربهم سجداً وقياما
وكان من الذين :
لا يشهدون الزور
وإذا مروا باللغو مروا كراما
وكان كثير الدعاء والذكر من الذين يقولون :
(( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ))
كان ، عبد الرحمن ، أبو عبد الله ، ابن باز
يستعين بالصبر والصلاة
وكان خاشعاً ذاكراً صابراً مصلياً تقياً
وكان عبد الرحمن ، أبو عبد الله ، ابن باز
من الذين :
يدعون إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة :
بالخلق القويم .. والقلب السليم
وكان من الذين :
يخرون لربهم سجداً وبكياً
وكان من الذين :
يؤثرون على أنفسهم وعلى أولادهم وعلى أهليهم
وكان من الزاهدين العارفين : الذين يؤمنون :
بأن الدنيا مطية إلى الآخرة
وأنها متاع الغرور
وأنها ، لهو ولعب ، وزوال وانقضاء ومتاع إلى حين
كان ، أبو عبد الله ، طوال حياته ، يترقب ، متيقناً ، فجر يوم الخميس السابع والعشرين ،
من الشهر المحرم 1420هـ
لم يكن يعرف الزمان ، ولم يكن يعرف المكان ، ولم يكن يعرف الكيفية
فقد ترك ذلك ، لله ، ربه الكريم . الذي حدد الآجال ، وأحاط علمه ، بالروح ، وعلم مستقرها ومستودعها ، ومثواها ، ويعلم ، ماذا نكسب غداً ، وبأي أرض نموت .
لكن شيخنا ، علم أنه يوم سيأتي ، لا محالة ، وساعة ستحل ، لا ريب فيها ، فجعل ذلك نصب عينيه ، وأعد للأمر عدته ، كأنه قضاء سينزل غداً ، أو بين لحظة وضحاها .
كان إذا صلى ، صلى صلاة مودع .
وكان إذا قضى بين الناس ، وحكم في أمورهم ، قضى وحكم ، بينهم بالعدل .
لم يكن يجر منه شنآن قوم ألا يعدل
فقد علم أن العدل ميزان تقوم عليه السموات والأرض ، وأن الظلم ظلمات يوم القيامة ، وأن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .
لقد كان يخشى يوم الحساب
وكان لا يمشي في الأرض بطراً ولا مرحاً
ولا ينظر إلى الناس شزراً
ولا يفرط في شؤونهم أمرا
ولا يحمل لهم في قلبه حقداً ولا حسداً ولا كبراً
وكان منصرفاً عن لهو الحديث ولغوه
يلهج لسانه بالذكر والتسبيح والدعاء
إذا جلس في مجلس ، ملأ فراغاته بالمفيد ، وبما ينفع الناس ، مما يمكث في الأرض
وإذا تحدث في تلفون كأن حديثه ، فتوى وفقهاً , ودعا
وإذا مشى إلى مسجداً ، أو مكان آخر ، نغم وقع خطواته بالتسبيح والدعاء
كان الدعاء والذكر منظمان لوقع أنفاسه وخطواته ، وغدوه ورواحه وحياته كلها .
هكذا كان عبد الرحمن ، أبو عبد الله ، عبد العزيز بن باز ، التقي الزاهد
من الذين يذكرون الله كثيراً ويسبحون بحمده بالأصيل والعشي والإبكار
ما كان ، لأبي عبد الله في دنياكم التي تركها لكم من غرض واشتهاء
لم يتوسد وثيراً
ولم يترفل حريراً
ولم يسكن قصراً كبيراً
كان لباسه بسيطاً وطعامه بسيطاً
حسبه لقيمات يقمن أوده وكان خير زاده وألذ طعامه التقوى
وحسبه ملابس تقيه الحر والبرد وكان خير لباسه التقوى
كانت شهرته التقى
وحكمته مخافة الله
ودعاؤه مثل دعاء عباد الرحمن : اللهم اجعلني للمتقين إماماً
لله در ذلك الجسد النحيل الضعيف
كانت قوته بإيمانه وتوحيده وخشية ربه وحبه الخير للناس
وبذلك كان يتحمل أعباء الناس وهمومهم ومشاغلهم وبذلك كان يتقوى على نصح الصغير والكبير ، والأمير والأجير والقاصي والداني والحاضر والغائب والقريب والبعيد .
وبذلك كان يؤثر الناس على نفسه وأهل بيته وساعات نومه وراحته
وبذلك كان ينصف الناس من نفسه ، ويقدمهم على احتياجاته الشخصية
لله در ذلك الجسد النحيل كيف حمل على أكتافه هموم قومه وأمته ؟
كأنني أراه الآن يتحامل على قدميه الضعيفتين ويتوكأ على عصاه ويضع يده على كتف ابنه أحمد ويمشي وئيداً ويطرق ساهماً ويتمتم ذاكراً ويدعو لمن يقابله ويسلم عليه بارك الله فيك .
لم يكن ، أبو عبدالله يريد من دنياكم التي تركها لكم إلا أن يخرج منها ناجياً من أوحالها ، وأطماعها ومتاعها وغرورها .
كان يريد أن يتزود منها بالتقوى ، وأن يثقل موازينه ، بالعمل الصالح .
ولذلك كنا ننظر إلى ابن باز ونعجب كيف أعطاه الله الجاه والمنصب والكلمة المسموعة عند ذوي الشأن والمجالسا لمفتوحة عند أصحاب الأمور والنهي والعطاء .
ثم لم ينشغل بذلك كله ، عن الدار الآخرة ولم يستخدم ذلك كله ، إلا في خدمة الدين ، وخدمة الدعوة ، وخدمة الحق ، وإصلاح بين الناس .
وكان ، أبو عبد الله يريد أن يرحل عن دنياكم خفيفاً من أثقالها ومظالمها ، وها هو يترك فيها ، إذ رحل ، الذكر الحسن ، والقدوة الطيبة ، والعمل الصالح ، وحب الناس ، ودعاءهم الكثير له ، وحزنهم الكبير عليه .
وهذه الباقيات الصالحات هي خير وأبقى
قضى قضى
وعن ((ديارنا)) مضى
سيد رضي مرتضى
جناح ذله من الرحمة
كان مخفضا
وكتاب حبه بالحق
خلفه أبيضا
الثوب ناصع بسيط ليست له ياقة
والعيون بالحق ناظرة وحداقة
والبسمة صافة
على أطرافها إشراقة
والعصا طائعة
إلى المساجد عداءة ومشتاقة
والمجلس الكبير والطيب والقهوة
وقيام الليل والأهل والتلاميذ والأبناء
والفقير والمسكين والمدينة والرياض والخرج والقدوم والرحيل
والتلفون والأحفاد والبنات وأحمد ولامحبون وآخرون كثيرون :
كلهموا:
قلوبهموا
إلى حبيبهموا :
راجفة وتواقة
إننا حزاني وباكون وملتاعون
لأن شيخنا الحبيب ليس معنا
ولأنه رحل عن ديرانا ومضى
ولكننا نحمد الله :
أن وفق أبا عبد الله وأعانه لكي يكون الرجل الذي نعرف
وأن وفقنا وهدانا:
حتى أحببنا فيه الذي عرفنا
حبا خالصا في الله لعبد من عباد الله
وإلا فالدنيا عناء وكدر وقيظ وهجير :
عندما لا يعبر بها ولا ينزل وقتا في بعض منازلها
مثلا لتقي الزاهد ، أبي عبد الله عبد العزيز بن باز
اللهم :
لقد أحببنا ، عبدك التقي الموحد : عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، لما نعلمه من إخلاصه في عبادتك ، وجهاده في سبيلك ، وزهده فيما عند الناس ، طمعاً ورغبة ويقيناً فيما عندك
اللهم :
اشمله برحمتك جزاء على : كريم إقامته بيننا ، وحسن سيرته فينا ، وجميل صنعه معنا ، وصدق حبه .
ورفيق نصحه لنا
اللهم :
إجزه الغرفة بما صبر وشكر وصدق
اللهم : ولقه فيها
تحية وسلاماً
ألا : إن العاقبة للمتقين
ألا : وإن الحمد كله لله رب العالمين .

أمل محمد 09-21-2010 06:22 AM

مات ابن باز..؟

شعر : د. عبدالرحمن صالح العشماوي
للشعر بعدك أن يظل حزينا *** ولنبض قلبي أن يذوب حنينا
ولكل قافية خبأت حروفها *** أن تفتح الباب الذي يشجينا
ولصوت حادي الشعر بعدك أن يرى *** منا لاوفاء لأنه يحدونا
يا وارثاً للأنبياء ،و إنما *** ورثت الهدى والعلم والتمكينا
ورث العقيدة وهي أعظم ثروة *** وأعز مال مورث يعنينا
يا راحلاً عنا كأنك لم تكن *** فينا تحدثنا بما ينجينا
لما نعاك إليّ صوت محدثي *** أحسست أن الشك صار يقينا
ورأيت أثبت ما أمامي دائراً *** وسمعت أصوات الشك صار يقينا
وشعرت أن الحزن صار يحيط بي *** من كل ناحية ، وصرت رهينا
هل يدرك الناعي حقيقة من نعى *** وبأي سهم من الفؤاد رمينا ؟
وبأي فاجعة أصيبت أمتي *** وبأي أصناف البلاء بلينا ؟
يا أيها الناعي جرحت قلوبنا *** وأثرت فيها لوعة وأنينا
مات ابن باز ، يا لها من أحرف *** وهاجة بلهيبهن صُلينا
مات ابن باز ، هل علمت بما حوت *** هذي الحروف وما تحرك فينا ؟!
يا أيها الناعي رويدك ، إن من *** تنعي ، أب بحنانه يسقينا
أو لم يكن نوراً يضيء عقولنا *** وإلى الهداية والتقى يدعونا ؟؟
أتراك لم تعلم بأن وفاته *** رُزء وأن وداعه يشقينا ؟!
أنسيت أن وفاة عالم أمة *** حدّث بأسهم بؤسه يرمينا ؟
يا خادم الحرمين شكراً صادقاً *** فلقد رأينا كل ما يرضينا
أسرجت خيلاً للوفاء كريمة *** ما زال لحن صهيلها يغرينا
شيعت عالمنا الجليل وإنما *** شيعت عقلاً راجحاً ورزينا
شيعت في يوم الفضيلة والتقى *** شيخاً بنى للمكرمات حصونا
لما تقدمت الجموع مودعاً *** رفع التلاحم والوفاء جبينا
ورسمت للأجيال أجمل صورة *** ستظل من أمجادنا تدنينا
كرمت فيها العلم ، علم شريعة *** تمحو الضلال وترشد الغاوينا
فلتشهد الدنيا حقيقة ما جرى *** إن الحقائق تهزم التخمينا
لكأنني بوفاة شيخ شيوخنا *** صارت مثالاً للوفاء مبينا
خرجت جموع المسلمين فلا تسل *** عن مشهد جعل الشمال يمينا
في مسجد الله الحرام ، وهل رأت *** عين مكانا مثله مأمونا
لما تلاقى المسلمون هناك في *** أزكى وأطهر بقعة باكينا
وتزاحمت أفواجهم وكأنهم *** يردون حوضاً منه يستسقونا
شهدت بقاع الأرض صورة أمة *** لا ترتضي غير الشريعة دينا
هو ديننا نبع الفضائل ترتوي *** منه القلوب وماؤه يشفينا
وبه يغرد طائر الأمن الذي *** من كل بغي مكابر يحمينا
وبه نخوض محيط كل رزية *** فهو السفين لمن يريد سفينا
يا شيخنا ودعتنا ، وقلوبنا *** تهدي إليك من الوفاء فنونا
ودعت دنيانا بحسمك بعدما *** ودعتها بالقلب منك سنينا
وزهدت فيها وهي ذات تبرج *** جعلت محب دلالها مفتونا
عزيت فيك ولاة أمر بلادنا *** ورجالها وبناتها وبنينا
عزيت فيك العلم والعلماء قد *** منحوك حباً في القلوب ثمينا
عزيت فيك المسلمين جميعهم *** فقدوا بفقدك مرشداً ومعينا
يا رب لطفك صار فيض جراحنا *** نهراً من الدمع الغزير سخينا
إنا برغم الحزن نحزم أمرنا *** بك يا عظيم الشأن يا هادينا
إنا إليك لراجعون ، وإننا *** بقضاء عدلك في العباد رضينا
إن مات عالمنا فإنا لم نزل *** فيما تعوضنا به راجينا
سلمت بلاد الخير من آلامها *** ورعى المهيمن خطها الميمونا

أمل محمد 09-21-2010 06:22 AM

حزن القلوب وأدمع الأجفان

شعر د.عبد الرحمن صالح العشماوي

خفقان قلب الشعر أم خفقاني *** أم أنه لهب من الأحزانِ
ماذا يقول محدثي أحقيقة ما *** قال أم ضرب من الهذيان
مالي أرى ألفاظه كحجارة *** ترمي بها الأفواه للآذان
الشيخ مات عبارة ما خلتها *** إلا كصاعقة على الوجدان
أو أنها موج عنيف جائني *** يقتاد نحوي ثورة البركان
يا ليتني أستوقفت رنه هاتفي *** قبل إستماع نداء من نادني
أو أني أغلقت كل خطوطه *** متخلصاً من صوته الرنانِ
الشيخ مات أما لديك عباره *** أخرى تعيد به إتزان جناني
قلي بربك أي شيء ربما *** أنقذتني من هذه الأشجان
قلي بربك أي شيء قال لي *** عجباً لأمرك يا فتى الفتيان
أنسيت أن الموت حقاً واقعاً *** ونهاية كتبت على الإنسان
انسيت أن الله يبقى وحده *** وجميع من خلق المهيمن فاني
أنسيت لا والله لكني إلى باب *** الرجاء هربت من أحزاني
الشيخ مات صدقت أني مؤمن *** بالله مجبول على الإذعان
الشيخ لا بل قلعة العلم التي *** ملأت برأي صائب وبياني
هو قلعة العلم التي بنيت على *** ثقة بعون الخالق المنانِ
وأمامها هزمت دعاوى ملحد *** وارتد موج البغي والبهتان
وتتطايرت شبه العقول لأنها *** وجدت بناءاً ثابت الأركان
أنست بها نجدُُ ومهبط وحينا *** واسترشد القاصي بها والداني
هو قلعة ظلت تحاط بروضة *** خضراء من ذكر ومن قرآني
صان الإله عقيدة أمة *** في عصرنا المتذبذب الحيرانِ
ماذا تقول قصائد الشعر التي *** صارت بلا ثغر ولا أوزان
ماذا تقول عن بن باز أنها *** ستظل عاجزةً عن التبيان
ماذا تقول عن التواضع شامخاً *** وعن الشموخ يحاط بالإيمان
ماذا تقول عن السماحة والنهى *** عن فقه هذا العالم الرباني
مات بن باز للقصائد أن ترى *** حزن القلوب وادمع الأجفان
في عين طيبة أدمع فياضة *** تلقى دموع الطائف الولهان
والخرج تسأل والرياض ومكة *** عن قصة مشهورة العنوان
عن قصة الرجل الذي منحت *** له كل القلوب مشاعر اطمئنان
ما زالت أذكر صوته يسري *** إلى أعماقنا بمودة وحنان
يفتي وينصح مرشداً وموجهاً *** ومعلماً للناس دون توانِ
نوراً على الدرب ارتوى من فقه *** وسرت منابعه إلى الظمآن
يا رب قد أصغت إليك قلوبنا *** *** وتعلقت بك يا عظيم الشأن
الشيخ مات عليه أندى رحمه *** وأجل مغفرة من الرحمان

أمل محمد 09-21-2010 06:22 AM

وبل الحجاز على ضريح الفقيد ابن باز

شعر : فضيلة الشيخ سعود بن إبراهيم بن محمد الشريم
إمام وخطيب المسجد الحرام

جل المصاب وزاد همي الخبر *** حل المشيب بنا والغم والسهر

شل القلوب أسى والبين مثلمة *** والأرض مظلمة يجتاحها قتر

يمضي الزمان على هم أقلبه *** لو صب في جبل لصدع الحجر

تجري السنون ولا شهر نسائله *** مضى محرمها وقد بدا صفر

أيامها دهر وليلها سنة *** لم يحيني طرب فيها ولا سمر

عفا الإمام ولم تخبو مآثره *** عبد العزيز وهل يخفى لنا القمر؟!

شيخ العلوم أبو الأشياخ مجتهد *** فذّ أريب نجيب وصفه درر

قطب الحديث وطود يا أخا ثقة *** طب القلوب له قدر ومعتبر

ندُّ الزمان ولا مين يكذبني *** في الحاضرين ولا ما ادعي هذر

لم يثنه ملل عن كل مكرمة *** يدعو بها وكذا لم يثنه كبر

من كان فيه هوى يشنا به علما *** فهو الصفيق وفي إيمانه نظر

إني لفي كمد ، إني لفي وجل *** الشوق مضطرم والحزن يستعر

هل من دليل إلى شيخ يشاكله *** أو من قريب له يبدو لنا الخبر؟

رباه يا أملي قد هدّني حزن *** وضمني قلق واشتد بي ضجر

جسمي لمرتعش والنفس مكلمة *** والقلب منه دمي يرغي ويعتصر

البال منكسف والحال منهكة *** والدمع منحدر والنفس تنفطر

إني لفي عجب من حبه ثمل *** لو بحت عنه هنا لاستنكر البشر

واها لطلعته واها لبسمته *** فبحره غدق ووجهه قمر

أوقاته سند يدليه في ثقة *** يروي الحديث ولا يعلو ويفتخر

إن جئت مشتكيا أرضاك في عجل *** أو جئت ملتمسا عونا فمقتدر

شجاع أمتنا وصدقه علم *** النصح مذهبه لا الجبن والخور

أما النحيب إذا خاف الإله فذا *** لزيم هيئته وهكذا سبروا

كم قالها حكما كم قالها عبرا *** كم قالها ووعى ذا الفرد والأسر

ما عاب ملتزما ما اغتاب منحرفا *** تبرى سريرته وما به وحر

كم كان مطلعه والقلب في فرح *** قد غاب مشرقه في الجنة النظر

من للبخاري إذا طل الصباح ومن *** يفري الصحيح إذا شيخ الورى قبروا

من للبلوغ وللأوطار منفرد *** لله ما ذهبت أيامها هدر

من للفتاوى إذا ما غاب عالمها *** من للقرآن إذا ما أشكل السور

من للغيور إذا تمضي متارسه *** من للدعاة كذا للحق ينتصر

يا طائرا فرحا في الجو مفترشا *** بلغ مقالة من بالخطب يحتضر

بلغ مقالة من بالفال مكتنف *** جفت مدامعه أو كاد ينفجر

لا بد من أمل في الله مرتقب *** فعهده بلج ووعده سحر

إني على ثقة أن ينجلي خلف *** إني لمرتقب للصبح ينتشر

لله كم ترح يمضي وكم فرح *** يأتي وكم سعد يتلوهما كدر

إن العزاء لنا إيمان من علموا *** أن الإله قضى والنافذ القدر

إن الحياة لنا ممر معترك *** فساقط بشر وسالم نفر

كم عالم سلبت نفسا له غير *** كم هالك كمدا بالحزن قد غبروا

رب العباد ألا فاجعل منازله *** علو الجنان له قصر به نهر

واجعل مقاعده تروي مراقده *** ومد ملحده فيما حوى البصر

إن العزاء لبيت الباز في علم *** عوضتموا خلفا والله فاصطبروا

وفي الختام خذوا من حرقتي مثلا *** يمضي الكتاب فلا يبقى ولا يذر

لو كان من أحد ينجو على حذر *** من موتها لنجا عدنان أو مضر

لكنه أجل لا بد مكتمل *** يصلاه مخترم خباب أو عمر

لا تركنن إلى الأسباب معتمدا *** فالاعتماد على الأسباب محتقر

تأتي المنون على أرواحنا غير *** والنفس ذائقة للموت يا بشر

ثيابها كفن وطيبها حنط *** وضوءها غسق وبيتها حفر

إما إلى سعة في القبر بادية *** أو في ثرى حفر ميعادها سقر

لله كم ملك بالسؤل مؤتمر *** لله كم ملك أعمالنا خبروا

من منكر ونكير ما لنا هرب *** عما يراد لنا كلا ولا وزر

للنار مؤتمن فمالك حرس *** وللجنان يرى رضوان يأتمر

رباه إن لنا في عفوكم أملا *** ما خاب ملتمس والذنب يغتفر

أنت الملاذ لنا من كل حادثة *** أنت العياذ لنا من كل من حقروا

ثم الصلاة على المختار سيدنا *** ما طاف معتمر أو حج مفتقر

أمل محمد 09-21-2010 06:23 AM

يا مفتي الناس

راشد بن جعيثن

(( سيبقى عليك الحزن ما بقي الدهر )) قالها العباس بن الأحنف وأرددها في مثل هذه الفاجعة للأمة الإسلامية { إن لله وإنا إليه راجعون } إن موت سماحة مفتي الديار السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز تصدق منها القلب وتفجرت المآقي بالدموع على عالم جليل قضى أيام عمره في الدعوة لله سبحانه وتعالى بكافة السبل .. لا يمل ولا يكل . خلقه ميدان واسع لكل سائل في أمور دينه ودنياه .. منزله عامر بطلبة العلم الذين يشربون العلم من مناهله .
قبل وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة كنت كما تقول الخنساء .. ( أعير الدمع قبلك من بكى )) وأقول ما قاله الإمام السبكي رحمه الله :
يبكي كل ذي علم عليه *** فكم علم له ضيم التراب
ولكن عزائي أن الموت سنة وحق ومصير كل حي .. ولكن لما للشيخ من مكانة رفيعة وكبيرة في قلوب المسلمين كافة الذين يتفقون على حبه لأنه يحبهم في الله ويقف معهم لذلك رددوا بصوت واحد .. (( مات التقي النقي الطاهر العلم )) .
والموت حق ويقول الشاعر :
رأيت المنايا لا يهبن محمدا *** ولا أحداً ولم يدعن مخلداً
ألا لا أرى على المنون مخلداً *** ولا باقياً إلا له الموت مرصداً
بغاك وما تبغيه إلا وجدته *** كأنك قد أوعدته أمس موعدا
فإلا تلاقي الموت في اليوم فاعلمن *** بأنك رهن أن تلاقيه غدا
ومن كان قريباً من سماحته رحمه الله وما هو عليه من ورع وطهر وتقى وصفاء يجده دائماً ماثلاً بين عينيه بسماحة محياه وانطلاقة إسناده .. وفتاوى دلائلها وقرائنها من الكتاب والسنة .. يأخذك رحمه الله رحمة واسعة إلى روحانية إيمانية تدخل في قناعات العقل وتسترخي حتى تود أن لا يصمت أبداً .. إنه نور من الفضيلة والفضل .. وحقاً كما قال الشاعر :
ما درى نعشه ولا حاملوه *** ما على النعش من عفاف وجود
رحمه الله رحمة واسعة ووفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما يحبه ويرضاه وهو يقدم ملحمة التواصل والتكافل القيادي مع أهل العلم فجزاه الله خير الجزاء .
والتأبين في هذا الموقف مشاعر تنبثق من منابع عقيدتنا السمحة ..
يا مفتي الناس في يوم به الفتوى *** يضيع فيها اختلاف الفقه والسنة
ويصد عنها غزير العلم ما يقوى *** يخاف من ضيعة يرجح بها ظنة
غير الذي حاويٍ به كل ما يحوى *** الشيخ عبدا لعزيز ولله المنة
بالفقه وإسناده الإسناد ما يغوى *** بما نزل الله من آيات الذكر عنه
والشرع واضح وفقه الدين به ملوى *** وكم واحدٍ وده يكنه ولا كنه
من منهل الفقه خلا الظاميه تروى *** الله يخلد عظام الشيخ بالجنة
أنا اشهد إنه إمام الفقه والتقوى *** ننعاه والمتن والإسناد ينعنه
غيث اليتامي وغيث اللي من البلوى *** من عظم بلواه طوح خافي الونه
ومن فرط وطلق اللي ورثت حوى *** يجيه ضايق ويظهر ضاحكٍ سنه
يجمع شتات القلوب وكل ما تهوى *** ومن خالف الشرع والمشروع ما حنه
طودٍ من العلم فوقه خامةٍ تطوى *** وشلون الأكفان طود العلم ضفنه
نمسح دموع العيون ولله الشكوى *** دمعٍ على الخد من فرقاه هلنه
إيناجي الله لي ويخلص النجوى *** ورعٍ تقيٍ عيون الخلق يكنه

أمل محمد 09-21-2010 06:23 AM

أمير التقى

شعر : عبد الله بن حمد الصيخان

أطو سجادة الصلاة ففيها *** من بقاياه ركعة وسجود
ودموع لها من الخوف كانت *** عطر أيامه.. وهن الشهود
وأضيئوا مصباحه إن دجى الليل *** على جانبيه يسر وجود
أيها المبصر الذي ما عرفنا *** مذ عرفناه غير بئر تجود
يا أبانا.. وجدّنا.. وأخانا *** ورعاياك والد وحفيد
أي دار تركت فهي حياة *** في رحيل عنها.. يكون الخلود
أي درس تركت فهو سنانا *** ما توالى على القديم جديد
أنت فرع في دوحة ظللتها *** بين أم القرى ونجد ، السعود
ورعتها إرادة الله فينا *** قد تلاقت عقيدة ووريد
فأتت أكلها وطاب جناها *** والسعيد السعيد من يستزيد
أرأيت الورى تنادوا ففاضت *** عند معلاتهم إليك الحشود
أدمع تحمل الرحال وحتى *** يستوي فيه سيد ومسود
أيها السمح كم حملت ثقيلا *** وألنت الحديد وهو الشديد
كم أنرت الدجى وأنت كليل *** وسلكت الطريق وهو البعيد
أيها السمح يا رعى الله وجها *** عطرته الآيات فهو الحميد
يا أمير التقى أنخت المطايا *** واصطفى ركبك العزيز الودود

أمل محمد 09-21-2010 06:23 AM

مشعل الدين

بدر بن عبد المحسن
كلمات تتوشح الصَّبر وتلهج بالعزاء صاغتها يراعة الشعر المبدع صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبد المحسن في رثاء الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، كلمات تكشف عن هول المصاب كما تكشف عن حسن المآب فلا تنفك هذه تحمل العزاء في تلك ..
مات صرح السماحة وانهدم *** طبت حي .. وميتٍ يالعلم
مشعل الدين يابحر التقى *** قلعة العلم يانهر الشيم
مبصر القلب يخشاك الظلام *** كف شوفك وبصرت الأمم
جتك الأيام بأغلى كنوزها *** رامك التبر واخترت القلم
وجتك الأيام والفجر الخميس *** كنت روحٍ تصلي في الحرم
سيد الزهد سلطان السماح *** طاغي اللطف مبذول الكرم
والله ان لك من الفضل الغزير *** كثر مافي المقابر من رمم
جود ربي وعطفه والفلاح *** للذي صانها قلبٍ وفم
وخلده ربي وريفه والظلال *** للذي شال للإسلام هم
ونور ربي وفضله والرضى *** للذي ما رضي سفكٍ لدم
مات بن باز كل حيٍ يموت *** ووجه ربك هو الموجود تم
ندعي الله بحسن المعاد *** طبت حيٍ وميت يالعلم

أمل محمد 09-21-2010 06:23 AM

يا آل باز كفكفوا عبراتكم

د. بدر بن عبد العزيز الربيعة
قالوا العزاء ولات حين عزاءُ *** بكت الملوك وأجهش العلماءُ
وبكى الحجاز ومكة وشعابها *** ومقامها والركن والبطحاء
وبكى القصيم وما حوته تهامة *** وبكى الشمال ونجد والأحساء
وبكته طيبة والحطيم وزمزم *** وجهاده الروضة الخضراءُ
رحل الإمام مُبَشراً مستبشراً *** لما دعاه أرحم الرحماء
متأمل فضل الكريم ورحمة *** بصحيفة مثل النهار ضياء
يرجو ونرجو والرجاء عبادة *** زاد التقى محبة ورجاء
لو كان بالموت نهاية بدئنا *** كان الخيار وكانت الأواءُ
لكنه بدء الخلود وملتقى *** الأحباب فيه يسعد السعداء
رحل بن باز عالمً ومعلم *** يحيى به الفقراء والبؤساء
خبت المطالع من أعز مؤَمل *** كالصبح فيه نقاوة وضياء
هو حكمة في موته وحياته *** ولحكمة قد كانت الأشياء
للناس إجماع على تفضيله *** حتى استوى العلماء والجهلاء
ملك القلوب جميعها فكأنما *** أوصى البنين بحبه الآباء
وتجمعت فيه القلوب على الرضى *** وتشيعت في حبه الأهواء
أدّى أمانة عِلمه ولطالما *** انقادت له ولرأيه الآراء
لم يبغ دنيا طالما أغضى لها *** حُمْسُ الدعاة فظلت الدهماء
يا آل باز كفكِفوا عَبراتكم *** المسلمون بحزنكم شُركاءُ
فتجشّموا الرحمات من أسبابها *** بالصبر إن الصبر فيه عزاء

أمل محمد 09-21-2010 06:23 AM

وداعاً يا مفتي الأمة ويا عالم الملّة

شعر د.عبد الله بن محمد الحميد
خطيب جامع الملك فهد بأبها
جبل هوى فتكدر الأخيار *** وبكت عليه مساجد وديار
وخبت نجوم من تحقق موته *** والحزن عم وغابت الأقمار
ذاكم هو البازي عالم أمة *** عبد العزيز وشيخنا المغوار
حم القضاء وكل حي هالك *** إلا الإله الواحد القهار
لابد يوماً أن نوسد في الثرى *** فالموت كأس للأنام تدار
كم قد طوى من ذي الخلائق قبلنا *** فهل اتعظنا ، أو أفاد فرار ؟!
فازدد أخي بصالح تلقى به *** رب البرية إن ألم بوار
ولقد بكينا الشيخ ماء شؤوننا *** لو كان يفدى أسديت أعمار
وأصابنا الحزن العميق لفقده *** وعلا النشيج ودمعنا مدرار
لكنما الصبر الجميل على القضا *** نعم العزاء فإنها الأقدار
لله درك كم ألنت قلوبنا *** وعلا بفضلك للعلوم منار
حتى أحبتك القلوب لفضلكم *** ولشخصك الاعجاب والإكبار
وأقمت بالنور المبين دربه *** درساً لفقه نفعه سيار
ووعظت بالذكر القويم بحكمة *** ومع التواضع تشرق الأسرار
وسخوت بالمال الكثير لمدقع *** ولأرمل قد هدها الإعسار
وبذلت جاهك في شفاعة مخلص *** لتفك كرباً شأنه الإضرار
وإذا اصخت لسائل أشبعته *** سيماك زهد نادر ووقار
وإذا ادلهم الخطب في لجج الدجى *** وطغت بنا الأزمات والأخطار
كنت المرجى بعد قدرة ربنا *** في كشفها إذا زاغت الأبصار
فاشرت بالرأي السديد بحكمة *** تشفي القلوب ودأبك استغفار
لم تثقل التسعون عاماً عشتها *** عزماً تزول بصفوة الأكدار
بل قد نصرت عرى الشريعة كلما *** لج الخصوم فأبهْت الأغرار
وطفت تدعو للصلاح وللتقى *** والله تخشى اليقين دثار
لم تأل جهداً في إفادة أمة *** ما لاح فجر واستهل نهار
فليجزك الله الكريم ثوابه *** جنات عدن تحتها الأنهار
من كان مثلك في الفضائل والتقى *** إن شاد رب الكون ليس يضار
أسلمت روحك زاهداً متبتلاً *** وكذاك يفرح باللقاء الأبرار
نم في رحاب الله أكرم واهب *** قد طاب في البيت الحرام جوار
يغشاك في ذاك الضريح نعيمه *** وسقى ثراك الواكف المغزار
ثم الصلاة على النبي وآله *** ما غردت في أيكها الأطيار

أمل محمد 09-21-2010 06:23 AM

مرثية في فقيد الوطن والأمة الإسلامية :سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله

شعر. محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز البراهيم

عز الله إنه راح منا فقيده *** على الوطن وأكبر فقيده للإسلام
موته فتح للحزن صفحة جديدة *** وصارت دموع العين حبر للأقلام
جدد على الأمة جروح عتيدة *** باللي يرد الكيد بنحور الأخصام
نبكي وتبكي له ركون العقيدة *** يبكيه فعل الخير مع وصل الأرحام
عليه تبكي كل خصلة حميدة *** والعلم وعيون الأرامل والأيتام
شيخ بحور العلم نبع لوريده *** بالدين حجة للشريعة والأحكام
الزهد زاده بالحياة الزهيدة *** تقوى وحلم وعلم وصيام وقيام
هذا مسيره بالحياة وصيده *** له سيرة بيضاء على طول الأعوام
ومن عاش لا بد المنايا تصيده *** ما فيه مخلوق على وجهها دام
سبحان من يفعل على ما يريده *** الواحد اللي بالخفيات علام
يا لله عسى روحه بفضلك شهيده *** وتجعل مقامه بين الأبرار الأكرام
راضين بأمرك يا مدبر عبيده *** ويالله تصبرنا على جرح الأيام
أعزي الخاطر بكتب القصيدة *** وبالشيخ أعزي كل مسلم والإسلام

أمل محمد 09-21-2010 06:24 AM

الرحيل المر

موسى محمد هجاد الزهراني – الظهران

خطب دهى القلب حتى استعبر القلم *** تكاد منه ظهور الخلق تنقصم
واستعجم النطق حتى ما كان دمي .. *** دمي : ولا أن هذا القلب فيه دم
غروب شمسك يا (بن الباز) أورثنا *** في القلب حسرة عمر ملؤها الظلم
وشل فكري حتى ما كان به *** سوى محياك فيه الظهر والشيم
أبكيك والدمعة الحرى على كبدي *** يا لوعة في فؤاد الابن تضطرم
نحن اليتامى فمن يأتي ليكفلنا *** من يمسح الرأس من يحنو ويبتسم
لقد فطمنا ولم تروض ضمائرنا *** من علمك الجم يا من طبعه الكرم
يبكيك من لذ في أذنيه قولكم *** أما أولوا الفسق في آذانهم سمم
ويستضيء بعلم منك أهل تقى *** أما أولوا الجهل في أبصارهم ظلم
قد كنت يا والدي سدا لشرعتنا *** سرب الشياطين إن جاءته تصطدم
قد كنت طوداً عظيماً شامخ الهام *** طوبى لطود ذراه العلم والشمم
أحيا بك الله أمواتا نشاهدهم *** بين الأنام رموا الأكفان واغتنموا
علومكم بينهم حتى كأنهم *** من باطن الأرض والأجداث قد سلمونا
قد كنت يا والدي بحراً وأعجب ما *** فيه العذوبة فيه الدر منتظم
رحلت يا والدي نحو الالى سبقوا *** كأنهم أنت !؛ ما ضلوا وما كتموا
أفنيت عمرك يا (ابن باز) في شغل *** لراحة الناس حتى هدك الهرم
وكنت تعطيهم جوداً وفيض سخي *** من راحتيك حياة الروح لو علموا
وكنت تبني صروحاً ليس تنهدم *** في حين غيرك للأخلاق قد هدموا
رحماك يا ربنا مما يراد بنا *** فهذه فتن الأيام تحتدم
مات ( ابن باز ) فهل ماتت ضمائرنا *** من بعده ؟ أم إلى التوحيد نحتكم ؟
يا والدي مت في وقت تذوب به *** معالم الخير .. هذا الهم واليتم
ولا اعتراض على أقدار خالقنا *** سبحان ربي فمنه الحُكُم والحكَم
لكن قلبي يبدو خائفاً وجلا *** من حادثات بها لا ينفع الندم
ما بالنا أصبحت تترى مصائبنا ؟ *** ونحن أغفل ما كنت ونبتسم
وتنقض الأرض من أطرافها أمم *** ماتوا فأنى لهذا الجرح يلتئم
هم أنجم مذ فقدنا ضوءها شمتت *** بنا الأعادي وشقت ثوبها القيم
للسائرين هدى كانت تؤانسهم *** والركب تسموا بهم في دربهم همم
وللشياطين من جن ومن بشر *** كانت رجوماً كأن الشهب تنتقم
وزينة للسما الدنيا تزينها *** يا حسنها إذ تجلت وانجلى الظلم
يا رب أنت الإله الحق راحمنا *** اربط على قلب من يعدو به الألم
وارحم إمام الهدى ( ابن الباز ) عبدكم *** يا من تقدست منك الخير والكرم

أمل محمد 09-21-2010 06:24 AM

له من كل منقبة رداء

د. سليمان بن عبد الرحمن العبيد

بلى والله قد نزل القضاء *** وهال الخطب واشتد البلاء
وباتت أمة الإسلام ثكلى *** وليس لما ألم بها دواء
وعم الفجع ساحة كل بيت *** وكاد لما به يهوى البناء
ودب الحزن يعصر كل قلب *** تلازم والأسى فهما سواء
وجلل مهبط الوحيين صمت يقطعه *** مع الحزن البكاء
غداة أصاب روع الناس سهم *** من الناعي وقد برح الخفاء
نعوه ضحىً وقد أضحى ابن باز *** مع الأموات إذ كتب الفناء
فليس مخلداً حيٌ كريمٌ *** وفي موت النبيين العزاء
وليس يدوم للأحياء عيشٌ *** وليس للذة الدنيا بقاء
تكدره وإن طال الليالي *** وتخطفه من الأرض السماء
إذا وقع المصاب فليس يجدي *** لدى وقع المنيات البكاء
ثوى شيخ المشايخ لا يجارى *** له من كل منقبة رداء
له بين البرية سيب جود *** به شهد الألى عرفوا وجاءوا
رحيب الصدر زينة عطاء *** وألفي عند منزله السخاء
هموم المسلمين له همومٌ *** إذا سيئوا لحادثة يُساء
وإن نالوا من الرحمن فضلاً *** تغتشه السعادة والهناء
إذا ما المسلمون غدوا حيارى *** ودب الخلف يعصف والمراء
تصدى يجمع الشمل ابن باز *** وأصلح خلف بينهم ففاءوا
إذا جن الظلام جثا سجوداً *** وتعليماً إذا بزغ الضياء
فنون العلم سهلها لفهم *** يحل المشكلات له ذكاء
ليهنك ما نشرت من الفتاوى *** سيبقى العلم ذخرك والدعاء
دعوت لدين ربك مستديماً *** تساوي السقم عندك والشفاء
وحزت محامداً وخلاك ذمٌ *** (وشيمتك السماحة والوفاء)
وناصرت الولاة محضت نصحاً *** لهم منك المحبة والولاء
وكنت لهم لدى الجلّى معيناً *** على الأيام ديدنك الصفاء
بنور الشرع تبصر ذو سداد *** برأيك في الملمة يستضاء
وقلبك واسعٌ وتفيض رفقاً *** فلا مللٌ هناك ولا جفاء
فغادرت البلاد وكل قلب *** به صدعٌ به كلمٌ وداء
ليهنك ما رأينا من شهود *** بأرض الله كلهم ثناء
إله العرض فاجعل منتهاه *** لعليين يكرم لا يساء
وهون عرضه وأفض عليه *** من الرحمات غاية ما يشاء

أمل محمد 09-21-2010 06:24 AM

مصاب عظيم

علي بن قاسم الفيفي
دمعة حزن وفاء بوفاة والدنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارات البحوث العليمة والإفتاء رحمه الله تعالى .
مصاب عظيم بالغ الرزء فادحه *** وخطب جسيم غائر الجرح بارحه
اهاض نياط القلب وقع نزوله *** وأدمى المآقي دافق الدمع سافحه
وأي بلاء وامتحان وفتنة *** يقارب ما قد أنفذته جرائحه
وفاة (ابن باز) شيخنا وإمامنا *** وقدوتنا قد تسامت مطامحه
تكاد لها الأطواد تنهد خيفة *** وتنهال من بين السحاب نواطحه
ويكسف ضوء النيرين تحسراً *** عليه ويهوى النجم مما يكافحه
أمام جليل ثاقب الرأي مرهف *** حصيف رزيق لا ترام سوائحه
له قدم في العلم راسخة الخطى *** تقاصر عن شأو له من يناطحه
فمن يوسع الطلاب علما وحكمة *** ومن لعويص غامش هو شارحه
فيا ليت شعري هل درى القبر من حوى ؟ *** وهل زاخر قد وسد اللحد ضارحه ؟
فقيد بني الإسلام طرا وثلمة *** وفاقرة في الدين عمت جوانحه
إذا عصفت هوجاء شر وفتنة *** أضاءت سبيل السالكين قرائحه
وحق لمن ينكى ويصدم عنوة *** بمثل ( ابن باز ) أن تشل كوابحه
وينهار من تكوينه كل ثابت *** وتهتز من هل المصاب ملامحه
فيا حسرتا من ذا يسد مسده *** ويغلق بابا هاهو اليوم فاتحه
لقد كان سيفا مسلطاً يتقى به *** يذب عن الإسلام إن صاح صائحه
مواقفه مشهودة لبلاده *** وأمته كالغيث تهمي سوانحه
ففي القدس والشيشان منه شواهد *** وما الصرب والأفغان إلا مسارحه
هو الغيث يهمي ليله ونهاريه *** نوائله دفاقة وشرائحه
فتلك يد بالعرف فاضت سخية *** وأخرى لثان بالجميل تصافحه
ويحنو على المسكين في كل موطن *** يواسي ويأسوا والمسيء يناصحه
وكم بائس مستضعف متلهف *** أناخ به فانجاب في الحال لافحه
يغيث ذوي الحاجات من فيض بره *** ويكشف عن ذي الكرب غماً يراوحه
وكم حائراً متشفع رام ركنه *** فما خاب من يرجوه ممن يسامحه
فيا لعظيم الهول حل بساحنا *** وبالبلاء طبق الكون كالحه
الم بنا حزن عميق مؤرق *** وهل مهيل أذهلتنا نوائحه
فأنزله في أعلى الفراديس ربنا *** تزاد مع المختار فيها مرابحه
وأعظم لنا أجرا وضاعف ثوابنا *** وجبر مصاب أنت يا رب ما نحه
وللفهد ذي الأمجاد نزجي عزاءنا *** وأزكى الدعاء بالخير يهمي وصالحه

أمل محمد 09-21-2010 06:24 AM

حزن الوداع

في رثاء الشيخ عبدا لعزيز بن باز رحمه الله
محمد محمود صديق
الدمع على الخدين رقراق *** والهم يأسرني والحزن دفاق
وارتج قلبي أسى من هول حادثة *** نبئت عنها ونبض القلب دقاق
فد جاءني نعي من كنا نعظمه *** علما وتقوى ومن الشر مغلاق
إني أرى فجوة الأجزان واسعة *** وفقده لجميع الأنس محاق
خطب جليل يغطي كل جارحتي *** حتى تردد بالأنفاس تشهاق
نالت كآبتنا في القلب غايتها *** وأسود عند رحيل الشيخ آفاق
شيخ كأن ضياء الشمس يشبهه *** يزهو برونقه والوجه براق
والعلم مندفق من بين بردته *** كالسيل منجرف للجهل مزاق
تكفى شمائله في وصف شرعتنا *** قول سديد وكل القول ميثاق
نبل ورشد وأحلاق وتضحية *** صلب في قوله للحق احقاق
بحثت في الكون هل حيّ يماثله ؟ *** فلم أجد ولنار الحزن احراق
ودعته وفؤادي كله جزع *** ودعته وجباه الناس اطراق
يا شيخ أتركك للدنيا وزينتها *** خير وقلبك للجنات تواق
دنيا الزخارف محطوط مفارقها *** أبغضتها ولها للسوء أبواق
تبالها وهي للأزهار قاطفة *** والسوط في يدها للشمل فراق
يا مشعلاً في دروب العز قافيتي *** تأتي إليك وفيها الحب مصداق
فقدت لفقدك رشدي كله أسفا *** ولم يعد لضياء الأنس اشراق
والطير هجر الأصداح في فنني *** حزنا وقد ذبلت في الغصن أوراق
والبحر أحسبه بالموج ملتطم *** كيف الهدوء وموج الحب صفاق
يا شيخ شعري سما بالمدح مزدهراً *** واللفظ يسبقه حب أشواق

أمل محمد 09-21-2010 06:24 AM

كوكب العلم

د. عبد الله محمد باشراحيل
رثاء في فقيد العلم والإسلام والمسلمين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله واسكنه فسيح جناته .
لم تمت فيك ذكرانا إلى الأبد *** يا كوكب العلم بين المتن والسند
لبيت حقا نداء الحق في عجل *** بفرحة من شغاف القلب للأحد
وقد تخيرت في أم القرى نزلا *** فأنعم بها جيرة للبيت والبلد
يا أيها الشيخ أقيال وأفئدة *** جاءت تزفك أنفاس بلا عدد
هم في رياضك أنسام معطرة *** وهم صداك الذي يدعو إلى الصمد
هذي غراسك أحباب مشيعة *** وأنت بالطهر والأوراد والبرد
أخراك أحلى ودنيانا معربدة *** قد كنت فيها حكيم القوم بالرشد
وكنت تصطحب الأخيار في كرم *** وكم تحث رجال الخير بالمدد
لكم صحبناك عمرا في ضمائرنا *** وقد حفظناك حتى آخر الأمد
وكم بعثت مراسيلا على أمل *** يحيي الضعاف ويكفيهم من الأود
يا من بذلت من المعروف أثمنه *** وكنت تخفيه عن أهل وعن ولد
يا أيها الشيخ والأحباب ساهرة *** تبكي الرحيل ويبكي للفراق غدي
فقد يهون وللأيام تعزيه *** لكن فقدك قد أعيا على الجلد
أمطرت بالعطف تسقي جدب أنفسنا *** وكنت بالعلم ترياقا لكل صد
طبع القرى فيك إحسان وتأسية *** للمعدمين تداوي قلة المدد
وكنت للحق صوتا غير محتجب *** تذود بالشرع عن جهل وعن فند
بحكمة الدين تدعو غير محتذر *** ما خفت يوما ولا من هيبة الأسد
يا عالما كان ملء القلب ينظرنا *** ووالدا في حنان غير مقتصد
مجاهد في سبيل الحق يرفعه *** حب الإله عن الأوهام والنكد
وعازف عن بريق الأرض يطلبه *** وجاهد لنداء الحق في جلد
يا أيها الشيخ أيام الربيع مضت *** والأرض صارت مثار النقع والميد
أعداؤنا من بغاث الطير تمطرنا *** بوابل من رماح الحقد والحسد
تذيقنا الموت ما ضجت جوانحنا *** وكم شكا الصبر فينا حرقة الجسد
يا ألف مليون والإسلام يجمعنا *** كيف الشتاب ونار الثأر في الكبد
لكم دعا خادم البيتين من زمن *** لنصرة الحق في صدق ومعتقد
كيف الخلاص ودرب الحق تخذله *** عصابة من شرار الخلق بالرصد
يا أيها الشيخ والآمال تحملنا *** على جناحين من هم ومن كبد
يا أيها الشيخ فينا منك تذكرة *** تزودنا كلما ضقنا من الكسد
سر للجنان رحاب الخلد وارفة *** وانعم برحمة رب الخلق للأبد
تطوف عندك أطيار محلقة *** يشجيك تسبيحها في صوتها الغرد
يرضيك ربك بالحسنى على فنن *** هذا مناك وحسن في الختام ندي
واخلف لنا يا إلهي صادقا فطنا *** يزداد بالحق والأخلاق والرشد
وصلي ربي على خير الورى أبدا *** من جاء بالحق مرسولا من الصمد

أمل محمد 09-21-2010 06:25 AM

سيد العلم وشيخ العلماء

محمد بن سعيد الصفار
صاح مهلا لا تلمني يا أُخي *** لا تلمني لا تقل لي أي شيء
صاح رفقاً بي فإني منهك *** ولساني من مصابي فيه عي
مهجتي حرى بنار تتلظى *** وجرى دمعي يكوي الخد كي
يا خليلي لا تلمني إنني *** لست أبكي عزة أو فقد مي
إنما أبكي الذي تفقده *** حلق العلم ويبكيه الندي
إنما أبكي الذي يهفوا له *** كل قلب مشرق بالعلم حي
سيد العلم وشيخ العلما *** ابن باز ناصر الدين الوفي
قد أتانا نعيه وقت الضحى *** يال شيخ جاءنا عنه النعي
آه يا شيخ الصحيحين ويا *** حجة العصر ومن للناس في
أمة الإسلام تبكي أملا *** قد طوته في حمى علمك طي
طالما أبديته مبتهلاً *** ودعوت الله جهراً ونجي
أن يحققه رجاء مفعما *** باحتكام الناس للشرع الأبي
يا ابن باز يا إمام الدين يا *** زينة الدنيا ويا حاتم طي
كيف نسلوك وأنت الفرد في *** علمك الجم وفي الخلق الرضي
كيف نسلوك إماما ناصحا *** مشفق القلب على الناس نقي
يا ابن باز قد بكيناك دما *** يحرق العين ويشوي القلب شي
لا تلمنا يا ابن باز إننا *** قد ألفناك أبا برا تقي

أمل محمد 09-21-2010 06:25 AM

رحماك يا ربي

فواز عبد العزيز اللعبون
هو الخطبُ .. ويل للزمان من الخطب *** سيُبني الزمان اليوم ما لم يكن يُنبي
فما غفلة الأحداث الا انتباهة *** وما بعدها إلا دليل على القرب
تمر خطوب الدهر عجلى سريعة *** وتمضي على آثارها لوعة القلب
ولكن خطباً يسلب الدين شخصه *** حرى بأن يبقى البيب بلا لب
تقول الصروف والسود إذ نالت المنى *** ظفرت فحسبي ما رزيتم به حسبي
فما غاية عندي أجل مصيبة *** من الرزء منقضا على الخلق كالعضب
إلى الله نشكو من رزايا زماننا *** مصاب تمادى في الإساءة والشغب
تهاوت ذرا الإسلام وانهد ركنها *** فرحماك بالإسلام رحماك يا ربي
غفلنا ولم نأخذ لذلك عدة *** وخلنا المنايا لا تصيب ولا تصبي
فلما دهانا الموت في خير والد *** ودوى صدى الناعين في الشرق والغرب
ذهلنا .. فمبهوت وآخر مطرق *** يخط حروف النعي في صفحة الترب
ومستجمع يرجو قواه صلابة *** تهاوى على جنب وأوفى على جنب
وباك توالى دمعه في انسكابه *** فما يلتقي جفناه من شدة السكب
ومصطبر يخفي الأسى في فؤاده *** ليظهر جلداً بين أهليه والصحب
رأى منهم ما كان اخفاه فانثنى *** يبوح بما أخفى ويشتد في الندب
ورحنا إلى السلوان نرجو عزاءه *** فعدنا وفي الوجدان كرب على كرب
عزاء عزاء قدر آمالنا التي *** توارت وقدر الضعف والحزن والرعب
فماذا عسى الأيام تخفي وراءها *** وقافلة الماضي حادت عن الدرب ؟
وكيف لركب حائر الرأي والخطا *** نجاة .. إذا الموت اصطفى قائد الركب ؟
سيمضي على أعقابه الركب هائما *** فكم سبع ضار سيسطو وكم ذئب
إذا الأب الحاني مضى لسبيله *** فمن لرقيقي العود في زمن صعب ؟
ألا أيها الماضي إلى خير وجهة *** مضيت إلى الرضوان والمنهل العذب
لتهنك دار الخلد دار إقامة *** نزلت بها بعد المحولة والجدب
ختمت مع التسعين آمال أمة *** وكانت مع الآمال في مرتع خصب
ترحلت عنها والمآسي محيطة *** بها ورحى الآلام دائرة القطب
ولم ترتحل إلا وطلعك باسق *** ومجك في الآفاق موف على لشهب
وحبك في كل القلوب مخيم *** فويلاه كم تشكو القلوب من الحب
إذا الله ألقى في قلوب عباده *** قبول امرئ فالحب ألو ما يسبي
وإلا فمن أجرى الدموع ؟ ومن أتى *** بتلك الجموع الدهم من واسع رحب ؟
أتوا ليسيروا خلف نعشك قبل أن *** يسيروا مع الأهواء حزبا على حزب
فلله هل أحسست نعشك سابحاً *** يجول على سيل من الدمع منصب؟
تهدهده الأمواج حينا وتارة *** تحط به فوق الأرائك والهضب
وهل سمعت أذناك صيحات جمعهم ؟ *** كأن نعي الموت داع إلى حرب
مضوا بك والأقوام بين مصدق *** وبين كسيف يجتذي سلوة الكذب
إلى غاية ما بعدها اليوم غاية *** يزيد بها همي ويدنوا لها نحبي
كأنك إذ واروك فيا للحد كوكب *** يلوح وإن غشاه جيش من الجحب
ووالله ما أهذي بذلك عابثا *** ولكن باب الفأل يدعو إلى العجب
مصابي عظيم في الإمام فخففوا *** ملامكم واستعتبوني من العتب
وقولوا إذا أودعتم جسمي الثرى *** قضيت ولم نعرف لدائك من طب
ويا زمني إن ألبسوك جنايتي *** فذلك ذنب من ذنوبك لا ذنبي


الساعة الآن 04:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team