منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:41 AM

كادونا بكبشهم فكيدوا



ألا يا قَتْلُ قَدْ خَلُقَ الجَدِيدُ،
وَحُبُّكِ مَا يَمحّ وَمَا يَبِيدُ
وَقَدْ صَادَتْ فُؤادَكَ إذْ رَمَتْهُ،
فَلَوْ أنْ امْرَأً دَنِفاً يَصِيدُ
وَلَكنْ لا يَصِيدُ إذا رَمَاهَا،
وَلا تَصْطادُ غَانِيَةٌ كَنُودُ
عَلاقَةَ عَاشِقٍ، وَمِطَالَ شَوْقٍ،
وَلَمْ يَعْلَقْكُمُ رَجُلٌ سَعِيدُ
ألا تَقْنَى حَيَاءَكَ،أوْ تَنَاهَى
بُكاءَكَ مِثْلَ ما يَبْكي الوَلِيدُ
أرَيْتُ القَوْمَ نَارَكِ لمْ أُغَمّضْ
بِوَاقِصَةٍ وَمَشْرَبُنَا زَرُودُ
فَلَمْ أرَ مِثْلَ مَوْقِدِهَا، ولَكِنْ
لأيّةِ نَظْرَةٍ زَهَرَ الوَقُودُ
أضَاءَتْ أحْوَرَ العَيْنَيْنِ طَفْلاً،
يُكَدَّسُ في تَرَائِبِهِ الفَرِيدُ
وَوَجْهاً كَالفِتَاقِ، وَمُسْبَكِرّاً
عَلى مِثْلِ اللّجَينِ، وَهُنّ سُودُ
وَتَبْسِمُ عَنْ مَهاً شَبِمٍ غَرِىٍّ،
إذا يُعْطَى المُقَبِّلَ يَسْتَزِيدُ
كَأنّ نُجُومَهَا رُبِطَتْ بِصَخْرٍ،
وَأمْرَاسٍ تَدورُ وَتَسْتَرِيدُ
إذا مَا قُلْتُ حَانَ لـهَا أُفُولٌ،
تَصَعّدَتِ الثّرَيّا وَالسّعُودُ
فَلأياً مَا أفَلْنَ مُخَوِّيَاتٍ،
خُمُودَ النّارِ، وَارْفَضّ العَمُودُ
أصَاحِ تَرَى ظَعَائِنَ بَاكِرَاتٍ،
عَلَيْهَا العَبْقَرِيّةُ وَالنُّجُودُ
كَأنّ ظِبَاءَ وَجْرَةَ مُشْرِفَاتٍ
عَلَيْهِنَ المَجَاسِدُ وَالبُرُودُ
عَلى تِلْكَ الحُدُوجِ، إذِ احْزَألّتْ،
وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
فَيَا لَدَنِيّةٍ سَتَعُودُ شَزْراً،
وَعَمْداً دارَ غَيْرِكِ مَا تُرِيدُ
فَمَا أُجشِمْتِ مِنْ إتْيَانِ قَومٍ
هُمُ الأعْدَاءُ، وَالأكْبَادُ سُودُ
فَإذْ فَارَقْتِني فَاسْتَبْدِلِيني
فَتًى يُعْطي الجَزِيلَ، وَيَسْتَفِيدُ
فمِثْلكِ قَدْ لَهَوْتُ بِهَا وَأرْضٍ
مَهَامِهَ، لا يَقُودُ بِهَا المُجِيدُ
قَطَعْتُ وَصَاحبي سُرُحٌ كِنَازٌ،
كَرُكْنِ الرَّعْنِ، ذِعْلِبَةٌ، قَصِيدُ
كَأنّ المُكْرَهَ المَعْبُوطَ مِنْهَا،
مَدُوفُ الوَرْسِ، أوْ رُبٌّ عَقِيدُ
كَأنّ قُتُودَهَا بِعُنَيْبِسَاتٍ،
تَعَطّفَهنّ ذُو جُدَدٍ فَرِيدُ
تَضَيّفَ رَمْلَةَ البَقّارِ، يَوْماً،
فَبَاتَ بِتِلْكَ يَضْرِبُهُ الجَلِيدُ
يُكِبّ إذا أجَالَ المَاءَ عَنْهُ،
غُضُونُ الفَرْعِ، وَالسَّدَلُ القَرِيدُ
فأصْبَحَ يَنْفُضُ الغَمَرَاتِ عَنْهُ،
وَيَرْبِطُ جَأشَهُ، سَلِبٌ حَدِيدُ
وَرُحٌّ كَالمُحَارِ مُوَتَّدَاتٌ،
بِهَا يَنْضُو الوَغَى، وَبِهِ يَذُودُ
أذَلِكَ أمْ خَمِيصُ البَطْنِ جَأبٌ،
أطَاعَ لَهُ النّوَاصِفُ وَالكَدِيدُ
يُقَلِّبُ سَمْحَجاً فِيهَا إبَاءٌ
عَلى أنْ سَوْفَ تَأتي مَا يَكِيدُ
بَقَى عَنْها المصيفَ وصَارَ صَعلاً
وقَدْ كَثُرَ التذكرُ والقُعُودُ
إذا مَا رَدّ تَضْرِبُ مَنْخَرَيْهِ
وَجَبْهَتَهُ، كمَا ضُرِبَ العَضِيدُ
فَتِلْكَ إذا الحُجُوزُ أبَى عَلَيْهِ
عِطَافَ الـهَمّ وَاخْتَلَطَ المَرِيدُ
فَإنّكِ لَوْ سَألْتِ قُتَيْلَ عَنّا،
إذا صَفَحَتْ عَنِ العَاني الخُدُودُ
تَنِيهِ وَقَدْ أحَالَ القِدُّ فِيهِ
وَشَفّ فُؤادِهُ وَجَعٌ شَدِيدُ
فَخَلّصَهُ الّذِي وَافَاهُ مِنّا،
وَكُنّا الوَفْدَ، إذْ حُبِسَ الوُفُودُ
فَلَمْ نَطْلُبْ لَهُ شُكْراً، وَلكِنْ
نُوَلّي حَمْدَ ذَلِكَ مَنْ يُرِيدُ
وَقَوْمٍ تَصْرِفُ الأنْيَابُ مِنهُمْ
عَلَيْنَا ثُمّ لَمْ يَصِدِ الوَعِيدُ
بَعَوْنَا فَالتَمَسْنَا مَا لَدَيْهِمْ،
وَكَادُنَا بِكَبْشِهِمُ فَكِيدُوا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:42 AM

كعبة نجران حتم عليك



ألَمْ تَنْهَ نَفْسَكَ عَمّا بِهَا؟
بَلَى عَادَهَا بَعْضُ أطْرَابِهَا
لِجَارَتِنَا، إذْ رَأتْ لِمّتي،
تَقُولُ، لَكَ الوَيْلُ أنّى بِهَا
فَإنْ تَعْهَديِني، وَلي لِمّةٌ،
فَإنّ الحَوَادِثَ ألْوَى بِهَا
وَقَبْلَكِ سَاعَيْتُ في رَبْرَبٍ،
إذَا نَامَ سَامِرُ رُقّابِهَا
تُنَازِعُني إذْ خَلَتْ بُرْدَهَا،
مُفَضَّلَةً غَيْرَ جِلْبَابِهَا
فَلَمَا التَقَيْنَا عَلى بَابِهَا،
وَمَدّتْ إليّ بِأسْبَابِهَا
بَذَلْنَا لـهَا حُكْمَهَا عِنْدَنَا،
وَجَادَتْ بِحُكْميِ لأُلْهى بِهَا
فَطَوْراً تَكُونُ مِهَاداً لَنَا؛
وَطَوْراً أكون فَيُعلى بِها
على كلّ حالٍ لَها حالةٌ
وكُلُّ الأجَارِيّ يُجْرَى بِهَا
فَكَيْفَ بِدَهْرٍ خَلا ذِكْرُهُ؛
وَكَيْفَ لِنِفْسٍ بِأعْجَابِهَا
وَإذْ لِمّتي كَجَنَاحِ الغُدَافِ،
تَرْنُو الكَعَابُ لإعْجَابِهَا
أكَلْتُ السّنَامَ فَأفْنَيْتُهُ،
وَشُدّ النُّسُوعُ بِأصْلابِهَا
تَرَاهُنُّ مِنْ بَعْدِ إسْآدِهِن،
وَسَيْرِ النّهَارِ وَتَدْآبِهَا
طِوَالَ الأخادِعِ خُوصَ العُيونِ
خِمَاصاً مَوَاضِعُ أحْقَابِهَا
وَكَأسٍ شَرِبْتُ عَلى لَذّةٍ،
وَأُخْرَى تَدَاوَيْتُ مِنْهَا بِهَا
لِكَيْ يَعْلَمَ النّاسُ أنّي أمرُؤٌ
أتَيْتُ المَعِيشَةَ مِنْ بَابِهَا
كُمَيْتٍ يُرَى دونَ قَعْرِ الإنَى،
كمِثْلِ قَذَى العَينِ يُقذَى بِهَا
وَشَاهِدُنَا الوَرْدُ وَاليَاسَمِيـ
ـنُ، وَالمُسْمِعَاتُ بِقُصّابِهَا
وَمِزْهَرُنَا مُعْمَلٌ دَائِمٌ،
فَأيُّ الثّلاثَةِ أُزْرَى بِهَا
تَرَى الصّنْجَ يَبكي لَهُ شَجْوَهُ،
مخَافَةَ أنْ سَوْفَ يُدْعَى بِهَا
مَضَى لي ثَمانُونَ من مَوْلِدِي،
كَذَلِكَ تَفْصِيلُ حُسّابِهَا
فَأصْبَحْتُ وَدّعْتُ لَهْوَ الشّبَا
ب وَالخَنْدَرِيسَ لأصْحَابِهَا
أُحِبّ أثَافِتَ وَقْتَ القِطَافِ،
وَوَقْتَ عُصَارَةِ أعْنَابِهَا
وَكعْبَةُ نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَيْـ
ـكِ حَتى تُنَاخي بِأبْوَابِهَا
نَزُورُ يَزِيدَ، وَعَبْدَ المَسيِح،
وَقَيْساً، هُمُ خَيْرُ أرْبَابِهَا
إذا الحَبَراتُ تَلَوّتْ بِهِمْ،
وَجَرّوا أسَافِلَ هُدّابِهَا
لَهُمْ مَشْرَبَاتٌ لَهَا بَهْجَةٌ،
تَرُوقُ العُيُونَ بِتَعْجَابِهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:43 AM

كن كالسموأل



شُرَيْحُ لا تَتْرُكَنّي بَعْدَ مَا عَلِقَتْ
حِبالَكَ اليَوْمَ بَعْدَ القِدّ أظْفارِي
قَدْ طُفْتُ ما بَينَ بَانِقْيَا إلى عَدَنٍ،
وَطالَ في العُجْمِ تَرْحالي وَتَسيارِي
فكانَ أوْفاهُمُ عَهْداً، وَأمنَعَهُمْ
جَاراً أبُوكَ بِعُرْفٍ غَيرِ إنْكَارِ
كالغَيْثِ ما استَمْطَرِوهُ جادَ وَابِلُه،
وعِنْدَ ذِمّتِهِ المُسْتَأسِدُ الضّارِي
كُنْ كالسّمَوْألِ إذْ سارَ الـهُمَامُ لَه
في جَحْفَلٍ كَسَوَادِ اللّيلِ جَرّارِ
جَارُ ابنِ حَيّا لمَنْ نَالَتْهُ ذِمّتُهُ
أوْفَى وَأمْنَعُ مِنْ جَارِ ابنِ عَمّارِ
بالأبْلَقِ الفَرْدِ مِنْ تَيْمَاءَ مَنْزِلُهُ،
حِصْنٌ حَصِينٌ وَجارٌ غَيرُ غَدّارِ
إذْ سامَهُ خُطّتَيْ خَسْفٍ، فَقالَ لـه:
مَهْمَا تَقُلْهُ، فَإنّي سَامِعٌ حَارِ
فَقالَ: ثُكْلٌ وَغَدْرٌ أنتَ بَينَهُما،
فاختَرْ وَمَا فِيهِما حظٌّ لمُخْتَارِ
فَشَكّ غَيرَ قَلِيلٍ، ثمّ قالَ لَهُ:
اذْبَحْ هَدِيَّكَ إني مانعٌ جَارِي
إنّ لَهُ خَلَفَاً كُنْتَ قَاتِلَهُ،
وَإنْ قَتَلْتَ كَرِيماً غَيرَ عُوّارِ
مالاً كَثيراً وَعِرْضاً غَيرَ ذي دَنَسٍ،
وَإخْوَةً مِثْلَهُ لَيْسُوا بِأشْرَارِ
جَرَوْا عَلى أدَبٍ مِنّي، بِلا نَزَقٍ،
وَلا إذا شَمّرَتْ حَرْبٌ بِأغْمَارِ
وَسَوْفَ يُعقِبُنيِهِ، إنْ ظَفِرْتَ بِهِ،
رَبٌّ كَرِيمٌ وَبِيضٌ ذاتُ أطْهَارِ
لا سِرُّهُنّ لَدَيْنَا ضَائِعٌ مَذِقٌ،
وَكاتِماتٌ إذا استُودِعنَ أسرَارِي
فَقَالَ تَقْدِمَةً، إذْ قَامَ يَقْتُلُهُ:
أشرِفْ سَمَوْألُ فانظُرْ للدّمِ الجارِي
أأقتُلُ ابْنَكَ صَبْراً أوْ تَجيءُ بِهَا
طَوْعاً، فَأنْكَرَ هَذا أيَّ إنْكَارِ
فَشَكّ أوْداجَهُ وَالصّدْرُ في مَضَضٍ
عَلَيهِ، مُنطَوِياً كاللّذْعِ بِالنّارِ
وَاخْتَارَ أدْرَاعَهُ أنْ لا يُسَبّ بهَا،
وَلمْ يكُنْ عَهْدُهُ فِيهَا بِخَتّارِ
وَقالَ: لا أشْتَرِي عاراً بمَكْرُمَةٍ
فاختارَ مَكْرُمَةَ الدّنْيَا عَلى العَارِ
وَالصّبْرُ مِنْهُ قَدِيماً شِيمَةٌ خُلُقٌ،
وَوَنْدُهُ في الوَفَاءِ الثّاقِبُ الوَارِي

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:43 AM

لأمك بالـهجاء أحق منا



أتَاني مَا يَقُولُ ليَ ابنُ بُظْرَى،
أقَيْسٌ يا ابنَ ثَعْلَبَةٍ الصّبَاحِ؟
لعَبْدانَ ابنِ عَاهِرَةٍ وَخِلْطٍ،
رَجُوفِ الأصْلِ مَدخولِ النّواحي
لَقَدْ سَفَرَتْ بَنُو عَبْدانَ بَيْناً
فَما شَكَرُوا بِلأمي وَالقِدَاحِ
إلَيْكُمْ قَبْلَ تَجْهِيزِ القَوَافي،
تَزُورُ المُنْجِدِينَ مَعَ الرّيَاحِ
فَمَا شَتْمي بِسَنُّوتٍ بِزُبْدٍ،
وَلا عَسَلٍ تُصَفِّقُهُ بِرَاحِ
وَلَكِنْ مَاءُ عَلْقَمَةٍ وَسَلْعٍ،
يُخاضُ عَلَيهِ من عَلَقِ الذُّبَاحِ
لأُمُّكَ بِالـهِجَاءِ أحَقُّ مِنّا
لِمَا أبَلَتْكَ من شَوْطِ الفِضَاحِ
ألَسْنَا المَانعِينَ، إذا فَزِعْنَا،
وَزَافَتْ فَيْلَقٌ قَبْلَ الصّبَاحِ،
سَوَامَ الحَيّ حَتى نَكْتَفِيهِ،
وَجُودُ الخَيلِ تَعثرُ في الرّمَاحِ
ألَسْنَا المُقْتَفِينَ بمَنْ أتَانَا،
إذا ما حَارَدَتْ خُورُ اللّقَاحِ
ألَسْنَا الفارِجِينَ لِكُلّ كَرْبٍ
إذا مَا غُصّ بِالمَاءِ القَرَاحِ
ألَسْنَا نَحْنُ أكْرَمَ إنْ نُسِبْنَا،
وَأضْرَبَ بِالمُهَنّدَةِ الصّفَاحِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:44 AM

لا تلمس الأفعى
( الاعشى )


أجِدَّ بِتَيّا هَجْرُهَا وَشَتَاتُهَا،
وَحَبّ بِهَا لَوْ تُسْتَطَاعُ طِيَاتُهَا
وَمَا خِلْتُ رَأيَ السّوءِ عَلّقَ قَلْبَهُ
بِوَهْنَانِةٍ قَدْ أوْهَنَتْهَا سِناتُهَا
رَأتْ عُجُزاً في الحَىّ أسْنَانَ أمّهَا
لِداتي، وَشُبّانُ الرّجَالِ لِدَاتَهَا
فَشَايَعَهَا مَا أبْصَرَتْ تحتَ دِرْعِها
على صَوْمِنَا وَاستَعْجَلَتها أنَاتُهَا
وَمِثلِك خَوْدٍ بَادِنٍ قَدْ طَلَبْتُهَا
وَسَاعَيْتُ مَعْصِيّاً لَدَيْنا وُشاتُهَا
متى تُسقَ مِنْ أنْيابِها بَعدَ هَجعَةٍ
من اللّيلِ شِرْباً حينَ مالَتْ طُلاتُهَا
تَخَلْهُ فِلَسْطِيّاً إذا ذُقْتَ طَعمَهُ
عَلى رَبِذَاتِ النَّيّ حُمْشٍ لِثَاتُهَا
وَخَصْمٍ تَمَنّى فاجْتَنَيْتُ بِهِ المُنى
وَعَوْجَاءَ حَرْفٍ لَيّنٍ عَذَبَاتُهَا
تَعَالَلْتُهَا بِالسّوْطِ بَعْدَ كَلالِهَا،
عَلى صَحْصَحٍ تَدْمَى بِهِ بخَصَاتُهَا
وَكَأسٍ كمَاءِ النّيّ باكَرْتُ حَدّها،
بِغِرّتِهَا، إذا غَاب عَني بُغَاتُهَا
كُمَيْتٍ عَلَيها حُمْرَةٌ فَوْقَ كُمتةٍ
يكادُ يُفَرّي المَسْكَ مِنها حَمَاتُهَا
وَرَدْتُ عَلَيْهَا الرّيفَ حتى شَرِبْتُها
بمَاءِ الفُرَاتِ حَوْلَنَا قَصَبَاتُهَا
لَعَمْرُكَ إنّ الرّاحَ إنْ كنتَ سَائِلاً
لَمُخْتَلِفٌ غُدِيُّهَا وَعَشَاتُهَا
لَنا من ضُحاها خُبْثُ نَفْسٍ وَكأبَةٌ
وَذِكْرَى هُمُومٍ مَا تَغِبّ أذاتُهَا
وَعِنْدَ العَشِيّ طِيبُ نَفْسٍ وَلَذّةٌ،
وَمَالٌ كَثِيرٌ غُدْوَةً نَشَوَاتُهَا
عَلى كُلّ أحْوَالِ الفَتى قَدْ شرِبتُها
غَنِيّاً وَصُعْلُوكاً وَمَا إنْ أقَاتُهَا
أتَانَا بِهَا السّاقي فَأسْنَدَ زِقّهُ
إلى نُطْفَةٍ، زَلّتْ بِهَا رَصَفَاتُهَا
وُقُوفاً، فَلَمّا حَانَ مِنّا إنَاخَةٌ،
شَرِبْنَا قُعُوداً خَلْفَنَا رُكَبَاتُهَا
وَفَيْنَا إلى قَوْمٍ عَلَيْهِمْ مَهَابَةٌ
إذا مَا مَعَدٌّ أحْلَبَتْ حَلَبَاتُهَا
أبَا مِسْمَعٍ! إني امْرُؤٌ مِنْ قَبيلَةٍ
بَنَى ليَ مَجْداً مَوْتُهَا وَحَيَاتُهَا
فَلَسْنَا لِبَاغي المُهْمَلاتِ بِقِرْفَةٍ،
إذا مَا طَهَا بِاللّيْلِ مُنْتَشِرَاتُهَا
فَلا تَلْمسِ الأفْعَى يَداكَ تُرِيدُها
وَدَعْهَا إذا ما غَيّبَتْهَا سَفاتُهَا
أبَا مِسمَعٍ أقْصِرْ فَإنّ قَصِيدَةً
مَتى تَأتِكُمْ تَلْحَقْ بهَا أخَوَاتُهَا
أعَيّرْتَني فَخْرِي، وَكُلُّ قَبِلَةٍ
مُحَدِّثَةٌ مَا أوْرَثَتْهَا سُعَاتُهَا
وَمِنّا الّذِي أسْرَى إلَيْهِ قَرِيبُهُ
حَرِيباً وَمَنْ ذا أخطأتْ نَكَبَاتُهَا
فَقَالَ لَهُ:أهْلاً وَسَهْلاً وَمَرْحَباً
أرَى رَحِماً قَدْ وَافَقَتْها صِلاتُهَا
أثَارَ لَهُ مِنْ جَانِبِ البَرْكِ غُدْوَةً
هُنَيْدِةَ يَحْدُوها إلَيْهِ رُعاتُهَا
وَمِنّا ابنُ عَمْرٍو يَوْمَ أسفَلِ شاحبٍ
يَزِيدُ، وَألْهَتْ خَيْلَهُ عُذُرَاتُهَا
سَمَا لابنِ هِرٍّ في الغُبَارِ بِطَعْنَةٍ،
يَفُورُ عَلى حَيْزُومِهِ نَعَرَاتُهَا
وَمِنّا امْرُؤٌ يَوْمَ الـهَمَامَينِ مَاجِدٌ،
بِجَوّ نَطَاعٍ يَوْمَ تَجْني جُنَاتُهَا
فَقَالَ لَهُ: مَاذا تُرِيدُ وَسُخْطُهُ
عَلى مِائَةٍ قَدْ كمّلَتْهَا وُفَاتُهَا
وَمِنّا الّذِي أعْطاهُ في الجَمعِ رَبُّهُ
عَلى فَاقَةٍ، وَلِلْمُلُوكِ هِبَاتُهَا
سَبَابَا بَني شَيْبَانَ يَوْمَ أُوَارَةٍ
عَلى النّارِ إذْ تُجْلَى لَهُ فَتَيَاتُهَا
كَفَى قَوْمَهُ شَيْبَانَ أنّ عَظِيمَةً
مَتى تَأتِهِ تُؤخَذْ لـهَا أُهُبَاتُهَا
إذا رَوّحَ الرّاعي اللقَاحَ مُعَزِّباً
وَأمْسَتْ عَلى آفَاقِهَا غَبَرَاتُهَا
أهنّا لـهَا أمْوَالَنَا عِنْدَ حَقّهَا؛
وَعَزّتْ بهَا أعْرَاضُنَا لا نُفَاتُهَا
وَدَارِ حِفَاظٍ قَدْ حَلَلْنَا مَخُوفَةٍ
سُرَاةً، قَلِيلٍ رِعْيُهَا وَنَبَاتُهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:45 AM

لا فشل ولا سقاط
( الاعشى )


لا فَشَلٌ فيّ وَلا سِقَاطُ،
لَيْسَ أوَانَ يُكْرَهُ الخِلاطُ
بَنُو شُرَحْبِيلَ سِوىً بِسَاطُ
وَعَنْهُمُ ضُبَيْعَةُ المِضْرَاطُ
صَمَحْمَحٌ مُجَرَّبٌ عَيّاطُ
وَوَائِلٌ، كَأنّهُ مُخَاطُ
يَزِلّ عَنْ جَبْهَتِهِ الأمْشَاطُ
لَقَدْ مُنُوا بِتَيّحَانٍ سَاطي
ثَبْتٍ، إذا قِيلَ لَهُ يُعَاطي
أخْرَجَ حُضْراً غَيرَ ذِي نِيَاطِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:45 AM

لست من الكرام



بَنْو الشّهْرِ الحَرَامِ فَلَسْتَ مِنْهُمْ،
وَلَسْتَ مِنَ الكِرَامِ بَني العُبَيْدِ
وَلا مِنْ رَهْطِ جَبّارِ بنِ قُرْطٍ؛
وَلا مِنْ رَهْطِ حَارِثَةَ بنِ زَيْدِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:46 AM

لسنا بذي عز



لمَيْثَاءَ دَارٌ قَدْ تَعَفّتْ طُلُولُهَا،
عَفَتْهَا نَضِيضَاتُ الصَّبا، فمَسيلُهَا
لِمَا قدْ تَعَفّى منْ رَمادٍ وَعَرْصةٍ،
بكَيتُ، وَهَلْ يَبكي إلَيكَ مُحيلُهَا
لمَيْثَاءَ، إذْ كَانَتْ وَأهْلُكَ جيزَةٌ،
رِثَاءٌ وَإذْ يُفْضِي إلَيكَ رَسُولُهَا
وَإذْ تَحسِبُ الحُبّ الدّخيلَ لجَاجَةً
مِنَ الدّهرِ لا تُمنى بشَيْءٍ يُزِيلُهَا
وَإنّي عَدَاني عَنْكِ، لَوْ تَعْلَمِينَه،مَوَازِىءُ لمْ يُنْزِلْ سِوَايَ جَلِيلُهَا
مَصَارِعُ إخْوَانٍ، وَفَخْرُ قَبِيلَةٍ
عَلَيْنَا، كَأنّا لَيْسَ مِنّا قَبِيلُهَا
تَعالَوْا فَإنّ العِلْمَ عندَ ذوِي النّهَى
مِنَ النّاسِ كالبَلقاءِ بَادٍ حُجولُهَا
نُعَاطِيكُمُ بِالحَقّ، حَتّى تَبَيّنُوا
عَلى أيّنَا تُؤْدي الحُقُوقَ فُضُولُهَا
وَإلاّ فَعُودُوا بالـهُجَيْمِ وَمَازِنٍ،
وَشَيْبَانُ عِنْدِي جمُّهَا وَحَفِيلُهَا
أُولَئِكَ حُكّامُ العَشِيرَةِ كُلّهَا،
وَسَاداتُها، فِيما يَنُوبُ، وَجُولُهَا
متى أدْعُ مِنهُمْ ناصرِي تأتِ مِنهُمُ
كَرَادِيسُ مَأمُونٌ عَليَّ خُذُولُهَا
رِعالاً كأمثَالِ الجَرَادِ، لخَيْلِهِمْ
عُكُوبٌ إذا ثَابَتْ سَرِيعٌ نُزُولُهَا
فَإنّي بحَمْدِ اللـهِ لمْ أفْتَقِدْكُمُ،
إذَا ضَمّ هَمّاماً إليّ حُلُولُهَا
أجَارَتُكُمْ بَسْلٌ عَلَيْنَا مُحَرَّمٌ،
وَجَارَتُنَا حِلٌّ لَكُمْ، وَحَلِيلُهَا
فإنْ كانَ هذا حُكمُكُمْ في قَبيلَةٍ،
فإنْ رَضِيَتْ هذا، فَقَلّ قَلِيلُهَا
فَإنّي وَرَبِّ السّاجِدِينَ عَشِيّةً،
وَمَا صَكّ ناقُوسَ النّصَارَى أبيلُهَا
أُصَالحُكُمْ، حَتى تَبُوءوا بمِثْلِهَا،
كَصَرْخَةِ حُبْلى يَسّرَتْها قَبُولُهَا
تَنَاهَيْتُمُ عَنّا، وَقَدْ كَانَ فيكُمُ
أسَاوِدُ صَرْعَى لمْ يُوَسَّدْ قَتِيلُهَا
وَإنّ امْرَأً يَسعَى ليَقْتُلَ قَاتِلاً
عَدَاءً، مُعِدٌّ جَهْلَةً لا يُقِيلُهَا
وَلَسْنَا بذي عزٍّ، وَلَسنَا بكُفْئِهِ،
كمَا حَدّثَتْهُ نَفْسُهَا وَدَخِيلُهَا
وَيُخْبِرُكُمْ حُمرَانُ أنّ بَنَاتِنَا
سَيُهزَلْنَ إنْ لمْ يَرْفعِ العِيرَ مِيلُها
فَعِيرُكُمُ كانَتْ أذَلّ، وَأرْضُكُم
كما قَد عَلِمتُمْ جَدْبُها وَمُحولُهَا
فَإنْ تَمْنَعُوا مِنّا المُشَقَّرَ وَالصَّفا،
فَإنّا وَجَدْنَا الخَطّ جَمّاً نَخيلُهَا
وَإنّ لَنَا دُرْنَى، فكُلَّ عَشِيّةٍ
يُحَطّ إلَيْنَا خَمْرُهَا وَخَمِيلُهَا
فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إنْ تَفْصِدُونَها
يُعِيشُ بَنِينَا سِيئُهَا وَجَمِيلُهَا
أبِالمَوْتِ خَشّتْني عِبَادٌ، وَإنّمَا
رَأيْتُ مَنَايَا النّاسِ يَسعى دَليلُهَا
فما مِيتَةٌ إنْ مِتُّهَا غَيرَ عَاجِزٍ
بِعَارٍ، إذا ما غالَتِ النّفسَ غُولُهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:47 AM

ليتك كنت لقى



أقَيْسَ بنَ مسعودِ بنِ قيسِ بنِ خالدٍ،
وَأنْتَ امرُؤٌ تَرْجُو شَبَابَكَ وَائِلُ
أطَوْرَينِ في عَامٍ: غَزَاةٌ وَرِحْلَةٌ،
ألا لَيْتَ قَيْساً غَرّقَتهُ القَوَابِلُ
وَلَيْتَكَ حالَ البَحْرُ دُونَكَ كلُّهُ،
وَكنتَ لقىً تَجرِي عَلَيهِ السّوائِلُ
كَأنّكَ لمْ تَشهَدْ قَرَابينَ جَمّةً،
تَعِيثُ ضِبَاعٌ فِيهِمُ، وَعَوَاسِلُ
تَرَكْتَهُمُ صَرْعى لدى كلّ مَنهَلٍ،
وَأقْبَلتَ تَبغي الصّلحَ، أُمُّكَ هابِلُ
أمِنْ جبَلِ الأمرَارِ صُرّتْ خِيامُكمْ
عَلى نَبَإٍ أنّ الأشَافيّ سَائِلُ
فَهَانَ عَلينا أنْ تَجِفّ وِطَابُكُمْ
إذا حُنِيَتْ فيها لَدَيكَ الزّوَاجِلُ
لَقدْ كانَ في شيبَانَ لوْ كنتَ رَاضِياً،
قِبَابٌ وَحَيٌّ حِلّةٌ، وَقَنَابِلُ
وَرَجْرَاجَةٌ تُعشي النّوَاظرَ فَخمَةٌ،
وَجُرْدٌ عَلى أكْنَافِهِنّ الرّواحِلُ
تَرَكْتَهُمُ جَهْلاً وَكنتَ عميدَهُم،
فَلا يَبلُغَنّي عَنكَ ما أنتَ فَاعِلُ
وَعُرّيتَ مِنْ وَفْرٍ وَمالٍ جَمَعْتَهُ،
كمَا عُرِّيَتْ مِمّا تُسِرُّ المَغَازِلُ
شَفى النّفسَ قَتلى لمْ تُوَسَّدْ خدودُها
وِسَاداً وَلمْ تُعضَضْ عَلَيها الأنامِلُ
بِعَيْنَيْكَ يَوْمَ الحِنوِ إذْ صَبّحتهُمُ
كَتائِبُ مَوْت لمْ تَعُقْها العَوَاذِلُ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:47 AM

ما جعل اللـه بيتك في العلى
( الاعشى )


ألا قُلْ لِتَيّا قَبْلَ مِرّتِهَا اسلَمي،
تَحِيّةَ مُشْتَاقٍ إلَيْهَا مُتَيَّمِ
عَلى قِيلِهَا يَوْم التَقَيْنا، وَمَن يكنْ
عَلى مَنطِقِ الوَاشِينَ يَصرِمْ وَيُصرَمِ
أجِدَّكَ لَمْ تأخُذْ لَيَاليَ نَلْتَقي
شِفَاءَكَ مِنْ حَوْلٍ جَديدٍ مُجرَّمِ
تُسَر وَتُعْطَى كُلَّ شَيء سَألْتَهُ
وَمنْ يُكْثِرِ التسْآلَ لا بُدّ يُحرَمِ
فما لكَ عندي نَائلٌ غَيرُ ما مضى
رَضِيتَ بِهِ، فَاصْبِرْ لذَلِكَ أوْ ذَمِ
فَلا بَأسَ إني قَدْ أُجَوِّزُ حَاجَتي،
بمُسْتَحْصِدٍ بَاقٍ مِنَ الرّأي مُبْرَمِ
وَكُورٍ عِلافيٍّ وَقِطْعٍ وَنُمْرُقٍ
وَوَجْنَاءَ مِرْقَالِ الـهَواجِرِ عَيْهَم
كَأنَّ عَلى أنْسَائِهَا عِذْقَ حَصْلَةٍ
تَدَلّى مِنَ الكَافُورِ غَيْرَ مُكَمَّمِ
عَرَنْدَسَةٍ لا يَنفُضُ السّيرُ غَرْضَها،
كَأحْقَبَ بِالوَفْرَاءِ جأب مُكَدَّمِ
رَعَى الرّوضَ وَالوَسميَّ حتى كَأنَّما
يرَى بيَبِيسِ الدّوّ إمْرَارَ عَلْقَمِ
تَلا سَقبَةً قَوْداءَ مَشكوكَةَ القَرَا،
متى ما تُخالِفْهُ عَنِ القَصْدِ يَعذِمِ
إذا مَا دَنَا مِنْها التَقَتْهُ بحَافِرٍ
كَأنَّ لَهُ في الصّدْرِ تأثيرَ مِحْجَمِ
إذا جَاهَرَتْهُ بِالفَضَاءِ انْبَرَى لـهَا
بِإلـهَابِ شَدّ كَالحَريقِ المُضَرَّمِ
وَإنْ كَانَ تَقْريبٌ من الشّدّ غَالـهَا
بمَيْعَةِ فَنّانِ الأجارِيّ مُجْذِمِ
فلَمّا عَلَتهُ الشمسُ وَاستَوْقدَ الحصَى
تَذَكّرَ أدْنَى الشِّربِ للمُتَيَمِّمِ
فأوْرَدَهَا عَيْناً مِنَ السَّيفِ رِيةً،
بِهَا بُرَأٌ مِثْلُ الفَسِيلِ المُكَمَّمِ
بَنَاهُنّ مِنْ ذَلاّنَ رَامٍ أعَدّهَا
لقَتْلِ الـهَوَادي، داجِنٌ بالتّوَقّمِ
فَلَمّا عَفَاهَا ظَنّ أنْ لَيسَ شارِباً
مِنَ المَاءِ إلا بَعْدَ طُولِ تَحَرّمِ
وَصَادَفَ مِثلَ الذّئْبِ في جوْف قُتَرة
فَلَمّا رَآها قال: يا خَيرَ مَطعَمِ
وَيَسَّرَ سَهْماً ذا غِرَارٍ يَسُوقُهُ
أمِينُ القُوَى في صُلْبَةِ المُتَرَنِّمِ
فَمَرّ نَضِيُّ السّهْمِ تَحْتَ لَبَانِهِ،
وَجَالَ عَلى وَحشِيّهِ لمْ يُثَمْثِمِ
وَجالَ وَجالَتْ يَنجلي التّرْبُ عَنْهُما
لَهُ رَهَجٌ في سَاطعِ اللّوْنِ أقْتَمِ
كَأنَّ احتدامَ الجَوْفِ في حمي شَدّه
وَما بَعدَهُ مِنْ شَدّهِ، غَلي قُمُقُمِ
فَذلِكَ بَعْدَ الجَهْدِ شَبّهتُ ناقتي
إذا مَا وَنَى حَدُّ المَطِيّ المُخَرَّمِ
فدَعْ ذا وَلَكِنْ ما تَرَى رَأيَ كاشحٍ
يَرَى بَيْنَنا مِنْ جَهْلِهِ دَقَّ مَنشِمِ
أرَاني بَريئاً مِنْ عُمَيْرٍ وَرَهْطِهِ،
إذا أنْتَ لمْ تَبْرَأ مِنَ الشّرّ فَاسْقمِ
إذا مَا رآني مُقْبِلاً شَامَ نَبْلَهُ،
وَيَرْمي إذا أدْبَرْتُ ظَهرِي بأسهُمِ
عَلى غَيرِ ذَنْبٍ غَيرَ أنّ عَدَاوَةً
طَمَتْ بكَ فَاستأخِرْ لـهَا أوْ تَقَدّمِ
وَكُنتُ، إذا نَفسُ الغَوِيّ نَوَتْ به،
صَقَعتُ عَلى العِرْنِينِ مِنْهُ بمِيسَمِ
حَلَفْتُ بِرَبّ الرّاقِصَاتِ إلى منىً،
إذا مَخْرَمٌ جَاوَزْتُهُ بَعْدَ مَخرَمِ
ضَوَامِرُ خُوصاً قَد أضرّ بهَا السّرَى
وَطابَقنَ مَشياً في السّريحِ المُخَدَّمِ
لَئِنْ كُنْتَ في جُبٍّ ثَمَانِينَ قامَةً
وَرُقّيتَ أسْبَابَ السّمَاءِ بِسُلّمِ
لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حتى تَهِرّهُ
وَتَعْلَمَ أني عَنْكَ لَسْتُ بمُلْجَمِ
وَتَشْرَقَ بِالقَوْلِ الذي قَدْ أذَعْتَهُ
كمَا شَرِقَتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدّمِ
فما أنتَ من أهلِ الحُجُونِ وَلا الصّفا
وَلا لكَ حَقّ الشّرْبِ مِنْ مَاء زَمزَمِ
وَمَا جَعَلَ الرّحمَنُ بَيْتَكَ في العُلى
بِأجْيَادِ غَرْبيّ الصّفَا وَالمُحَرَّمِ
فَلا تُوعِدَنّي بِالفَخَارِ، فَإنّني
بنى اللـهُ بيتي في الدخيسِ العرَمْرَمِ
عَجِبْتُ لآِلِ الحُرْقَتَينِ، كَأنّما
رَأوْني نَفياً مِنْ إيَادٍ وَتُرْخُمِ
وَغَرّبني سَعدُ بنُ قَيْسٍ عَنِ العُلى
وَأحسابهِمْ يَوْمَ النّدى وَالتّكَرّمِ
مَقَامَ هَجِينٍ سَاعةٍ بِلِوائِهِ
فَقُلْ في هَجينٍ بَينَ حامٍ وسِلـهِمِ
فَلَمّا رَأيتُ النّاس للشّرّ أقْبَلُوا،
وَثَابُوا إلَيْنَا مِنْ فَصِيحٍ وَأعْجَمِ
وَصِيحَ عَلَيْنَا بِالسّيَاطِ وبَالقَنَا
إلى غايَةٍ مَرْفُوعَةٍ عِنْدَ مَوْسِمِ
دَعَوْتُ خَليلي مِسْحَلاً، وَدَعَوْا لَه
جهَنّامَ جَدْعاً للـهَجِينِ المُذَمَّمِ
فإني وَثَوْبَيْ رَاهِبِ اللُّجّ، وَالّتي
بَنَاهَا قُصَيٌّ وَالمُضَاضُ بنُ جُرْهمِ
لَئِنْ جَدّ أسْبَابُ العَدَاَوةِ بَيْنَنَا،
لَتَرْتَحِلَنْ مِني عَلى ظَهْرِ شَيهَمِ
وَتَرْكَب مني إنْ بَلَوْتَ نَكيثَتي،
عَلى نَشَزٍ قَدْ شَابَ لَيْسَ بتَوْأمِ
فَمَا حَسَبي إنْ قِسْتَهُ بِمُقَصِّرٍ،
وَلا أنَا إنْ جَدّ الـهِجَاءُ بمُفْحَمِ
وَمَا زَال إهْداءُ الـهَوَاجِرِ بَيْنَنَا،
وَتَرْقِيقُ أقْوَامٍ لِحَيْنٍ وَمَأثَمِ
وَأمْرُ السَّفَى حتى التَقَيْنَا غُدَيّةً،
كِلانَا يُحامي عَنْ ذِمارٍ وَيَحتَمي
تُرِكْنَا وَخَلّى ذُو الـهَوَادَةِ بَيْنَنَا،
بِأثْقَبِ نِيرَانِ العَدَاوَةِ تَرْتَمي
حَبَاني أخي الجنيُّ، نَفسِي فِداؤه،
بِأفْيَحَ جَيّاشِ العَشِيّاتِ خِضْرِمِ
فَقال: ألا فانزِلْ على المَجدِ سَابِقاً
لكَ الخَيرُ قُلّدْ، إذْ سَبَقتَ، وَأنعِمِ
وَوَلّى عُمَيْرٌ، وَهْوَ كَابٍ، كَأنّما
يُطَلّى بحُصٍّ، أوْ يُغشَى بعِظلِمِ
وَنَحْنُ غَداةَ العَينِ يَوْمَ فُطَيْمَةٍ
منَعْنَا بَني شَيْبَانَ شِرْبَ مُحَلِّمِ
جَبَهْنَاهُمُ بِالطّعنِ، حتى تَوَجّهوا
وَهَزّوا صُدُورَ السّمهَرِيّ المُقَوَّمِ
وَأيّامَ حَجْرٍ، إذْ يُحَرَّقُ نَخْلُهُ،
ثَأرْنَاكُمُ يَوْماً بتَحْرِيقِ أرْقَمِ
كَأنّ نَخِيلَ الشطّ غِبّ حَرِيقِهِ،
مَآتِمُ سُودٌ سَلّبَتْ عنْدَ مأتَمِ
وَنَحْنُ فَكْكنَا سَيّديكُم فأُرْسِلا
مِنَ المَوْتِ لمّا أُسْلِمَا شَرَّ مُسْلَمِ
تَلافَاهُمَا بِشْرٌ مِنَ المَوْتِ بَعدَما
جَرَتْ لـهُمَا طَيْرُ النّحُوسِ بأشْأمِ
فَذَلِكَ مِنْ أيّامِنَا وَبَلائِنَا،
ونُعمَى عَليكُم إنْ شكَرْتُم لأنعُمِ
فَإنْ أنْتُم لمْ تَعْرِفُوا ذَاكَ، فاسألوا
أبَا مَالِكٍ أوْ سَائِلُوا رَهْطَ أشْيَمِ
وكائنْ لَنَا فَضْلاً عَلَيكمْ وَمِنّةً
قَديماً، فَما تَدرُون مَا مَنُّ مُنعِمِ


الساعة الآن 02:09 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team