![]() |
في معرض اسدلالك أن الدين هو الأخلاق كله
جئت بقول الله عز وجل في ثنائه على على خلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال تعالى : " وإنك لعلى خلق عظيم " و أيضا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " و سياق الآية هو الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم و سياق الحديث هو مهمة الرسول صلى الله عليه و سلم . فلو جئنا بالآيات التي فيه ثناء على النبي صلى الله عليه وسلم وجدناها مختلفة و متكاملة وتشمل الدين كله و لا تشمل جانبا واحدا . ومن بينها : (مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا الفتح (29) مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا الأحزاب (40) (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ) محمد (2) إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا الفتح 10 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا الأحزاب (21 وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا النساء (64) من خلال ثناء الله على نبيه يمكن الاستخلاص أنه اعتبره أولا عبدا له ، ثم رسولا ثم خاتم الرسل و الأنبياء ، ثم عصمه من الذنوب بالمغفرة ، ثم جعل طاعته في طاعته ثم اسوة حسنة و ذو خلق عظيم . فلا يمكن أن نقبل باجتزاء الدين وأخذ بعضه من بعضه و اقتلاع الآيات من سياقها . أما الحديث الذي جاء في سياق مهمة النبي صلى عليه و سلم فهي أيضا واضحة و ضوح الشمس و نأخذ منها : (يا أيها الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ ﴾ ( سورة المائدة الآية: 67) ﴿مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَقْدُوراً * الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ﴾ ( سورة الأحزاب الآية: 38- 39) فإذا كان التبليغ هو مهمة النبي صلى الله عليه وسلم فمن الواضح أن الأخلاق جزء من الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ليبلغ مكارمها . و إلا لكانت الآيات وضحت أن مهمة الرسول صلى الله عليه وسلم هي الأخلاق وحدها . فبارك الله فيك لا تجحد في الدين فديننا و لله الحمد يستوعب العقيدة و العبادة والأخلاق و كل حياة الدنيا والآخرة . |
اقتباس:
الزميل ياسر علي.. معذرة .. أنت لم تحدد لنا ما هو الدين ولا الأخلاق ولا العقل ولا المنطق ولا ما هو التناقض، تخيل أنك ترد بمسلمات لا تقدم تعريفها، ولم تعرف شيئاً وإنما تريد الجمود والاتباع بلا تبصر. أسألك هل الدين أخلاق؟ لكن لا تجيب ، وأسألك لماذا لم يكن الدين كله أخلاق؟ لكنك أيضاً لا تجيب، أريد أن أعرف أين موقع الأخلاق من الدين؟ ولا تعرف، ولماذا يحتاج الدين للأخلاق كمكمل وهو مختلف عنه ومن مادة أخرى؟ ما هي مادة الدين وما ماهيته وكيف نصنفه؟ فلا تقل أنه دين وكفى، وما هي مادة الأخلاق ولماذا لم يندمجا؟ لا تعرف، قلت لك هل الدين أخلاقي أو لا؟ وتهربت من الجواب، أقدم لك الأدلة وتقول أنها فهمي أنا المقحم على القرآن وبدون إثبات من حضرتك! الله يقول {يعصمك من الناس} وأنت تقول (يعصمك من الذنوب)، وبنفس الوقت تحرم تحريف الكلم عن مواضعه مع أنك حرفت الكلم عن موضعه، فبدلاً {من الناس} صارت (من الذنوب أو عواقب الذنوب) ، وبقدرة قادر يكون كلامك هو كلام الله وكلامي من عندي مع أنه بنص الآية! وتبقى أنت الصح وأنا الخطأ دائماً ولا تحتاج إلى أدلة! الله أمرنا أن نعبده على بصيرة وأنت لا تريد البصيرة وتقول: اتبع بدون تفكير، فهل أنت الله لنطيعك؟! الله يقول على بصيرة وأنت تقول بلا بصيرة فأيكما نتبع؟! أقول لك أن العبادة لفظاً وذكراً مقدمة في القرآن، إن لم يكن في كل المواضع فهو في أكثرها على الأقل، وأتراجع عن التعميم إن كنت عممت، وهذا شيء منطقي، فالمهم هو العبادة بشرط أن تكون لله، مثلما تريد من عامل أن يعمل عندك على شرط ألا يعمل عند غيرك، فهل المهم ألا يعمل عن غيرك أو الأساس أن يعمل عندك؟! هذه بديهية عقلية؛ لأن المهم هو العبادة لكن لها شروط ولا تكون الشروط مقدمة على الأصل في أي شيء، فهل شروط الزواج أهم من الزواج؟؟! أنت تريد مثلاً الزواج من امرأة مسلمة فهل المسلمة ألزم من امرأة! فلابد أن يتحقق وجود المرأة أولاً ثم ننظر هل هي مسلمة أم لا، فإذا لم يوجد امرأة فلا قيمة للشرط في غياب المشروط، فالملحد مثلاً لكونه لا يعبد الله ولا غيره كما يدعي، فهل مشكلته التوحيد أو العبادة أصلاً، هل تقول أن الملحد غير موحد؟ الشيء الأساسي أنه يمكن أن توجد العبادة بلا توحيد ولكن لا يوجد توحيد بلا عبادة، والمستقل هو الأصل، والشرط تابع للمشروط، إذن الأصل هو العبادة والفرع هو التوحيد، وحتى في الآية التي استشهدت بها {أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} فالانصباب على كلمة "اعبدون" ، ولم يقل أنه لا إله إلا أنا فوحدون، وبالتالي قد لا يكون تعميمي خطأ. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ اقتباس:
أنا قدمت تعريفاً للدين فماهو تعريفك؟ ولا تقل أنه عقيدة وشريعة وأخلاق.. فكل هذا ما هو؟ وإذا لم يكن الدين أخلاقاً فما يكون؟ وكررت هذا السؤال ولم تجب عليه، وأنا أريد جوابه من باب البصيرة ، وأنت تقول لا تكلف نفسك بإجابات مثل هذه الأسئلة! بينما الله جعل البصيرة شرط أساسي للعبادة . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ اقتباس:
وفي النفس حاجات تدل على الفتى *** أكان سخاء ما أتى أم تساخياً فهل ستغير كلامك عن نسبية الأخلاق أم ستعود إلى نفس كلامك؟ وهذا شأنك على كل حال.. غني يسكنك في جناح من قصره أو فقير في زاوية من كوخه، الآن صورة الأخلاق مختلفة لكن لا قيمة لهذا الاختلاف ما دام الدافع سليماً، بعضهم يريد أن يكرمك فيضرك ومع ذلك لم تتأثر فضيلة الكرم، حتى في بعض البادية يطلق الرصاص فوق رأس الضيف حتى يؤكد دعوته للعشاء، فالكرم طيب لكن إطلاق الرصاص خطر خصوصاً مع المرتفعات! والقرآن انتقد هذا التفريق في شكل الأخلاق والعطاء، حين ذم الذين يلمزون المطوعين في الصدقات، لأنهم قدموا صدقات قليلة وبسيطة لكنه من وجدهم كفقراء، فلاحظ نسبية الأخلاق تضحك على هؤلاء، لكن نية الأخلاق لا تضحك عليهم، لأن هذه التمرات الصغيرة التي قدموها هل تقارن بمن جهز جيشاً كاملاً كعثمان؟ لكنها عند لله تساوي؛ لأن الله ينظر للنية بينما العلمانيون ينظرون للشكل والكم. وأنا نبهتك أن دعوى نسبية الأخلاق دعوى ملحدة ، وارجع إلى منابعها في الغرب ستجد دعاتها ومروجيها ملاحدة وعلمانيون وليبراليون يريدون التخلص من قيود الدين والأخلاق بحجة أنها نسبية وتتغير وبالتالي لا تصلح معياراً للحكم على سلوك الإنسان، أي اتركه يفعل ما يشاء كما تقول الليبرالية، وناقشت بعضاً منهم ولم يستطيعوا تقديم ما يبطل كلامي سوى التكرار بقولهم: الأخلاق نسبية ومتغيرة وأنت مخطئ واذهب واقرأ!! من صفات المؤمنين أنهم إذا سمعوا قولاً تبعوا أحسنه لا أن يعاندوا ، إذا كان كلامي قبيحاً فوضح لي القبح وإذا كان حسناً فما الذي يمنعك؟ وربك أمرك باتباع الأحسن حتى مما نزل إليك، أي حتى من كلام الله، حين قال {اتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم}. لو لم تكن الأخلاق نسبية في صورها لكانت ثقيلة وصعبة على الناس، نسبية الأخلاق هي مرونتها وتكيفها مع كل بيئة وظرف، لو حدد أن إكرام الضيف هي كذا وكذا وكذا فقط لضاقت على الناس السبل ، إذن من يطعن بالأخلاق بسبب نسبيتها هو يطعنون أجمل ما فيها وهو سر بقائها (تكيفها تبعاً للمواقف والظروف)، لكن النية لا نسبية فيها ولا تكيف . أصحاب الفكر المادي يدعون للتكيف في النية من خلال البراجماتية أو النفاق {ودوا لو تدهن فيدهنون} وبنفس الوقت يريدون مظاهر الأخلاق ثابتة وإلا لا تكون أخلاقاً، يعني يقلبون الأمور، والسلوك الأخلاقي جزء من الأخلاق. اقتباس:
ثم الآية واضحة {يعصمك من الناس} ولم يقل: (من الذنوب) ، فلماذا تقول القرآن مالم يقل؟ وفعلاً عصم الله رسوله من الناس ومات على فراشه رغم كيدهم العظيم له. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ اقتباس:
هناك سلوكات وأخلاق لا تصلح للبشر وإذا فعلوها وقعوا في سوء الأخلاق لأنها من حق الخالق وحده، وهذا يدلك أن الأخلاق مرتبطة بالحق، والقرآن نزل بالحق، لهذا قلت لك أن الدين أخلاقي، فمن حق الله أن يتعالى لكن الإنسان ليس من حقه ذلك؛ لأنه ببساطة كذاب، لكن الله ليس بكذاب سبحانه، وصار التكبر و العلو رذيلة للبشر لأنها مبنية على كذب قبل أي شيء. إن أي صفة من صفات الله وحده من الرذيلة أن ينسب الإنسان نفسه لها, أما الصفات المشتركة بين الله سبحانه والبشر كالصبر والرحمة والعفو والحلم والكرم فيزداد الإنسان فضيلة حين ينتسب لها.. هل رأيت أن البصيرة في الدين مفيدة؟ أنت تقبل على الله ما تراه سوء أخلاق لكن البصيرة تنير العقل وتسبب ارتياحاً داخلياً واطمئناناً للنفس, أنا أرى أن الله طيب لا يقبل إلا طيباً, و العقل هو البصيرة التي أحبها وتنفر منه, وتعتقد أنني أتفاخر بعقلي بينما أنا أبحث عن البصيرة لتي أمرني الله بها، والله مدح العقل وقال أن آياته لقوم يعقلون, وأتمنى الخير لي ولك ولكل مسلم ولم آت لأضيع وقتي بالتفاخر عليك, فمن أنا ومن أنت؟ أنا أعرف ما أعتقد وأنت لا تعرف وقدمتَ الدليل أنك لا تعرف حينما اعتقدت أن الله متكبر مع أنك ترى التكبر رذيلة. والمعرفة نور والجهل ظلام. فرعون علا في الأرض وغرق في قاع الأرض فأين العلو لينقذه؟! الله ينتقم ممن يستحقون ويغفر لمن يستحق المغفرة، لأنه أدرى بعباده وذنوبهم، والله هو الجبار نعم، ولا جبار حقيقي غيره, من تكون السماوات والأرض مطويات بيمينه أليس هو الجبار؟ لكن هذا المخلوق الضعيف إذا تجبر بينما لا يستطيع أن يمنع الميكروبات أن تدخل جسمه, إنه كاذب! والجبار لا تعني الظالم بل تعني القوي الذي يستطيع أن يجبر كل شيء بقوته. ولهب الكبرياء في السماوات والأرض وهذه حقيقة وليس ادعاء لأنه هو الأكبر, حتى سوء الأخلاق يجب أن نعرف لماذا, أنت تعرف أن التكبر سيء لكن لم تعرف لماذا, لهذا أنصحك و نفسي بالبصيرة كما أمرنا الله حتى لا نهرف بما لا نعرف, ونعرف الكلمات التي نقولها والمعتقدات التي نعتقدها حتى لا تقوم علينا الحجة بعدم العلم والتبصر مع القدرة عليهما, لأن عذاب الله شديد قل تعالى:{إن السمع ولبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا}.. إذا قلت لك أن الدين أخلاق أقصد أن الدين حق؛ لأن الأخلاق جزء من الحق, لهذا الله لم يسمي الدين أخلاقاً بل سماه حقا؛ لأن الحق أوسع من الأخلاق. وهذا رد على تساؤلك: لماذا يذكر في القرآن أن الدين أخلاق؟ فكل أخلاق سليمة هي حق وليس العكس. الوفاء بالعهد وأداء الأمانة هي حق وبنفس الوقت هي خلق ويصح أن تسميها بالاثنين. أن يتعالى إنسان على الناس وهو مثلهم لا يعرف ما يجري عليه بعد لحظة فهذا سوء أخلاق، وإذا فرضنا أن الله سيكون أخلاقياً بموجب فهمك فماذا عليه أن يقول؟ فهل تريده أن يتواضع ويقول أنا إله بسيط وعلى قد حالي؟!! و لا تريده أن يمن فيقول عفواً لا دور لي فيما أتاكم من نعم!! هل رأيت أن هذه الفكرة التي تعتقدها خاطئة؟ التكبر للخالق.. نعم ، التكبر للمخلوق.. لا، ادعاء معرفة كل شيء من المخلوق هو سوء أخلاق وباطل أما من الخالق فهو حق، أريدك أن تفهم الأخلاق هذه المرة على أساس أنها حق ما دمت تقر أن القرآن نزل بالحق وأن الله خلق كل شيء بالحق، وما الأخلاق إلا صدى للحق فيما يتعلق بعلاقات الناس.. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ اقتباس:
الآن واضح أنك لا تحب الأخلاق بل وتعتبرها قيوداً ثقيلة مضيقة على المؤمنين! هذا من خلال كلامك. فهل من كمال الإيمان استثقال الأخلاق وكراهتها؟! و الرسول صلى الله عليه وسلم يقول (إنما جئت لأتمم مكارم الخلاق) ويقول : (أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً), ولم يقل عبادات ولا سنن, هل تريدنا أن نكون من المفلسين الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال أتدرون من المفلس؟ ولم أسمع أحداً يقول أن الأخلاق تضيق الخناق! بل نسمع الناس يشكون من غياب الأخلاق ويتمنون انتشارها! و أنت تشتكي وتخاف من كثرتها! شيء عجيب! ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم (لقد ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة)؟ ولا يذهب بخيري الدنيا والآخرة إلا الدين، ولو لم يكن الدين هو الأخلاق لما قال هذا الكلام. أنت تريد الإيمان ولا تريد الأخلاق ولا تحب أن تكون الحياة والدين أخلاق في أخلاق, السؤال لماذا؟ ألا تحب أنت أن يعاملك الناس بأخلاق؟ أم أنك لا تحب أن تعاملهم بأخلاق بينما تحب الأولى؟ الأخلاق خير يا أخي والدين خير، وليس بعد الخير إلا لشر, أنت تريد أن يكون الدين هوية وأيديولوجية يدخل فيه البر والفاجر, هذه فكرة دنيوية علمانية, الله أراد أن يميز الخبيث من الطيب. إذن من يرفض شيئاً سيقبل عكسه، إذن أنت تريد أن تكون الحياة سوء أخلاق في سوء أخلاق! طبعاً لم تقل هذا لكنك رفضت أن تكون أخلاق في خلاق فيُستنتج أنك تريد عكسه, فكاره النور يحب الظلام وكاره الظلم يحب النور. كأنك تريد العقيدة والفروض ولا تريد الأخلاق, لماذا؟ وتريدنا أن نصلي ونصوم ولا نلتزم بالوفاء ولا بالصدق إلا حسب المصلحة! هذه هي علمنة الدين! كما أن العلمانية الإلحادية تتبرأ من الأخلاق كذلك العلمانية الدينية تتبرأ من الأخلاق. |
اقتباس:
هذه كلها أخلاق في أخلاق, فماذا نفعل لك حتى ترضى ونبحث لك عن شيء غير أخلاقي في الدين ليرضيك! الرحمة للطيبين أخلاق، والشدة على الظالمين أخلاق، والعدل أخلاق، والإحسان أخلاق، والإيمان بالخالق بدون رؤيته أخلاق، والشهادة أخلاق، والجهاد في سبيل لله أخلاق... إلخ. اقتباس:
|
يا أخ ياسر وفقك الله!
لا تتعب نفسك فالأخ الوراق إباضي . و هؤلاء القوم بقية الخوارج في العصر الحالي ،و أهم عقائدهم: - التكفير،و الكفر عندهم كفران : كفر ملة و كفر نعمة ( كفر الأخلاق). - القول بخلق القرآن. - التاأويل و التعطيل للصفات الإلهية. - النيل من بعض الصحابة. -الإمام - الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر. فإن سلك الوراق مسلك النقاش الموضوعي؛ فأهلا و سهلا ،و إلا فدعه فقد بينت له ،و أجرك على الله! |
اقتباس:
ألست تكفر الساحر أو من أتى عرافاً؟ وهذا مرتكب معصية. ألست تكفر الفرق الإسلامية وتحكم ببدعيتها وضلالها وشركها لأنهم سبوا أحد الصحابة أو لأنهم توسلوا بقبر رجل صالح أو نحو ذلك من رغم وجود الأحاديث الكثيرة في التوسل؟ فالحكم بالشرك يعني حكم بالكفر. أما أنا فأين عبارة التكفير في كل كلامي؟ أنت تتهم بلا دليل ولا علم ولا حتى تثبت، وهذا يطعن في مصداقيتك يا أخي هداك الله، وكيف يوثق بروايتك وأنت هكذا ضعيف التثبت (غير ثبت)؟! لا تغالط نفسك يا أخي لأنك أنت من الخوارج أصلاً، ومذهبك يجمع بين مذهبين بين الخوارج والمرجئة، فمرتكب معاصي يكفر ومرتكب معاصي لا يكفر! أنا ضد فكرة التكفير كلها وضد أن يكفر أي مسلم يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله، بل حتى غير المسلم لا يحكم بكفره مباشرة لأن الكفر هو جحود بعد تبليغ، فالتكفير حكم بدخول النار وهذا من أمور الله، ولا يستعجل في التكفير من فيه خير لأنه لا يعلم النيات إلا الله، والسيء هو المستعجل في السوء. هل عرفت الآن أنك من خوارج هذا العصر؟ بل حتى ذنوباً بسيطة تحكم بلعنهم وطردهم من رحمة الله كالنامصة والمتنمصة. وأنت تحكم أن كل غير المسلمين في النار وأن كل أعمالهم محبطة مع أن لهم ديانات وأن الله يغفر لمن يشاء، ثم تأتي للمسلمين فتنقي منهم من سيدخل الجنة حتى لا يبقى إلا القلة. لو أنك مقلع عن التكفير لجاز لك أن تتهم الخوارج، والخوارج أيضاً مخطئون بالحكم بالتكفير لأنه من أحكام الله الخاصة به. فهل تستطيع أن تقول أنك لا تكفر المسلم على المعصية؟ إن قلت هذا فيحق لك أن تشنع على الخوارج كما تشاء، أما أن تفعل فعلهم وتشنع عليهم فهذا عجب عجاب! فكيف تعيب الناس بعيوبك؟ رمتني بدائها وانسلت! إذا انتقدت الخوارج في التكفير فعليك أن تتبرأ من كل صور التكفير، هل تستطيع ذلك؟ أنا أتبراً من كل صور التكفير فهل تفعل مثلي؟ أم أن أصلك الخارجي يمنعك؟ فصور التكفير عندك متعددة ومتنوعة أكثر حتى من الإباضية. ولن تتخلص الأمة من تفرقها وصراعها مع بعضها حتى تدع ما لله لله، فالحكم على نيات الناس هو لله، وليس للخوارج ولا لغيرهم، وإدخال الناس الجنة والنار بيد الله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء، وما دام الخلق لله فالأمر أيضاً لله والحكم لله، أما نحن فعليكم أنفسكم. أما التهمة الثانية بالقول بخلق القرآن ، فأين قلت أنا هذا الكلام حتى تكون ثبتاً في الرواية؟ أنا قمت بالرد على المعتزلة ومن ضمنها القول بخلق القرآن وتستطيع أن تراجعه في مدونتي http://alwarraq0.blogspot.com/2014/02/blog-post_27.html يا لك من متثبت وعدل في أحكامك وبارع في تصنيفك!! ألا يهمك أمر الله بالتثبت؟هذا هو السؤال الذي أرجو أن تفكر به ولو للحظة لأجل ربك ما دمت تحب الله وتخشاه.. أنا أستطيع أن أرجع أفكارك ببساطة إلى الخوارج كما بينت بعضها لك، ولكنك لا تستطيع أن تفعل معي ذلك، فابحث عن تهمة أخرى تكون أنسب! |
لا حول و لا قوة إلا بالله، و سأكلمك بإيجاز في محورين:
1. لا يقول : إن الفساد الأخلاقي كفر ، إلا الإباضية و هم يسمونه بعدة تسمية منها: كفر النعمة و كفر النفاق و هو عين ما تسميه بعبارة ملتوية (الفساد الأخلاقي هو كفر). و أنت محير لأني لأول مرة أرى محاورا لا يريد أن ينتسب لعقيدته المذهبية فقولك قول الإباضية و أنت تجاهد في التقية ،و عندي سؤال: و لا بأس سأعيد عليك مذهبي السني السلفي في مسألة المعصية أو ما تسميه الفساد الأخلاقي: الناس عندنا ثلاث فئات: -المحسنون : و هم كل مسلم تقي نقي و هؤلاء هم المؤمنون و المحسنون أصحاب الدرجات العلى في الآخرة. - أصحاب الكبيرة : و هم كل ممن ألم بكبائر الذنوب كالزناة و أكلة الربا و ظلمة الحكام و غيرهم أمرهم إلي الله إن شاء أخذهم بذنوبهم و هذا عدل منه و إن شاء غفر لهم و هذا محض رحمته ما داموا لا يشركون بالله شيئا . - الكفار : وهم كل خارج عن ملة الإسلام : كالكافر بالله الراد لدينه ، أو المشرك مع الله غيره كمن يستغيث بصاحب قبر أو يسجد لصنم ،أو الملاحدة النافين لله أو اليهود أو النصارى و كل تابع لملة سوى ملة الإسلام فأهؤلاء خالدون مخلدون في النار. و نص استفساري هو: هل يصح لقائل أن يقول: إن العباد في الآخرة كلهم تحت مشيئة الله إن شاء غفر لهم جميعا ،و إن شاء عذبهم جميعاً ؟ 2. أطلعت على طرف من مقالتك في الرد على المعتزلة و هو رد خارجي على معتزلي ، و سؤال لك: هل الصفات أي صفات الله تعالى _ عندكم الإباضية _زائدة عن الذات أم مقتصرة على الذات؟ و يا ليتك تقلل الكلام ؛ فكثرة الكلام تدل على أن صاحبه مشتت و غير واثق من أمره! |
الساعة الآن 01:42 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.