![]() |
رد: مليون رد - كشكول منابر
والسبب الثالث في أهمية القلب أن طهارته شرط دخول الجنة ، لذا ذم الله خبثاء القلوب فقال : ﴿ أُولِئك الّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ في الدُّنيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الآخِرَةِ عَذابٌ عَظيْمٌ ﴾ [ المائدة : 41 ] ، والآية دليل دامغ على أن من لم يطهِّر قلبه فلا بد أن يناله الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة ، ولهذا حرَّم الله سبحانه الجنة على من كان في قلبه مثقال ذرة من خبث ، قال صلى الله عليه وسلم : « لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر » . ولا يدخلها أحد إلا بعد كمال طيبه وطهره ، لأنها دار الطيبين ، ولذا يُقال لهم وهم على مشارف الجنة : ﴿ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ﴾ [ الزمر : 73 ]. ويُبشَّرون عند موتهم دون غيرهم على لسان الملائكة : ﴿ الّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجنَّةَ بِمَا كُنْتمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [ النحل : 32 ]. قال ابن القيِّم : " فالجنة لا يدخلها خبيث ، ولا مَن فيه شيء من الخبث ، فمن تطهَّر في الدنيا ولقي الله طاهراً من نجاساته دخلها بغير معوِّق ، ومن لم يتطهر في الدنيا ؛ فإن كانت نجاسته عينية كالكافر لم يدخلها بحال ، وإن كانت نجاسته كسبية عارضة دخلها بعد ما يتطهر فى النار من تلك النجاسة ، ثم يخرج منها حتى إن أهل الإيمان إذا جازوا الصراط حُبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيهَذَّبون وينقَّون من بقايا بقيت عليهم قصرت بهم عن الجنة ، ولم توجب لهم دخول النار ، حتى إذا هُذِّبوا ونقوا أُذِن لهم في دخول الجنة " . من أجل ذلك جاء الأمر جازما للنبي صلى الله عليه وسلم : ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾ [ المدثر : 4 ]. قال ابن القيِّم : " وجمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم على أن المراد بالثياب ها هنا القلب ، والمراد بالطهارة إصلاح الأعمال والأخلاق " . |
رد: مليون رد - كشكول منابر
قال الله تعالى : ﴿ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ﴾ [ التوبة : 9 ] فعبَّر سبحانه وتعالى عن نجاستهم بالمصدر للمبالغة ؛ وكأنهم عين النجاسة لأن خبائث الباطن أولى بالاجتناب وهل أخبث من الشرك؟! فإن خبائث القلب مع خبثها في الحال مهلكات في المآل ، ومعنى آخر : هو أن الطهارة والنجاسة غير مقصورة على الظاهر ، فالمشرك قد يكون نظيف الثوب مغسول البدن ولكنه نجس القلب ، وهذا الذي ذهب إليه أهل المذاهب الأربعة إلى أن الكافر ليس بنجس الذات لأن الله سبحانه أحلّ طعامهم ، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من فعله وقوله ، فأكل في آنيتهم ، وشرب منها ، وتوضأ فيها ، وأنزلهم في مسجده. وإضافة إلى هذا ؛ فالنجاسات المعنوية ليست على درجة واحدة بل تتفاوت ، وليس محلها قلوب الكفار فحسب ، بل قد توجد في قلوب المسلمين ، فالغضب والكبر والحسد وغيرها من أمراض القلوب نجاسة ، وإذا كان صلى الله عليه وسلم قد قال : « لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة » ، فإن أبا حامد الغزالي [ ت : 505 ] قد تأمل في هذا الحديث تأملا قد يكون بعيدا عن الظاهر لكنه ذو دلالة فقال : " والقلب بيت هو منزل الملائكة ، ومهبط أثرهم ، ومحل استقرارهم ، والصفات الرديئة مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة ، فأنى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ، ونور العلم لا يقذفه الله تعالى في القلب إلا بواسطة الملائكة ، وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء ، وهكذا ما يرسل من رحمة العلوم إلى القلوب إنما تتولاها الملائكة الموكلون بها ، وهم المقدسون المطهرون المبرءون عن الصفات المذمومات ، فلا يلاحظون إلا طيبا ، ولا يعمرون بما عندهم من خزائن رحمة الله إلا طيبا طاهرا " . |
رد: مليون رد - كشكول منابر
من القلوب قلب كقبور الموتى ظاهرها الزرع والورد وباطنها الجيف والموت ، أو كبيت مظلم على سطحه سراج وباطنه ظلام ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في هذا : « إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن إنما ينظر إلى أعمالكم وقلوبكم » . إنها حياة القلب وإن كانت البطون خاوية والثياب بالية ، وقد أبان الحديث أن القلب هو موضع نظر الرب ، فلا عبرة إذن بحسن الظاهر مع خبث الباطن ، فاعجب ممن يعتني بمظهره وهندامه الذي هو محل نظر الخلق ؛ فيغسل ثوبه ويعطِّره ، وينظِّف بدنه ويطهِّره ، ويتزيَّن بما أمكن ، لئلا يطَّلع مخلوق على عيب فيه ، ولا يهتم بقلبه الذي هو محل نظر الخالق ؛ فيطهِّره ويزيِّنه لئلا يطلع ربه منه على دنس أو خبث أو أحد غيره. ومعنى آخر من الحديث قاله ابن الجزري : " النَّظَر ها هنا الاخْتِيار والرحمة والعَطْف لأنَّ النظر في الشاهد دليلُ المحبَّة ، وتَرْك النظر دليل البُغْض والكراهة " . |
رد: مليون رد - كشكول منابر
وتأمَّل ما يلي لتعلم أهمية القلب : إن العمل قد يكون ظاهره العصيان وصاحبه مُثاب ، كأن ينطق الرجل بكلمة الكفر مُكرَها وقلبه مطمئن بالإيمان ، أو يشرب مُسكِرا بغير رضاه ، وفي المقابل قد يكون ظاهر العمل الإحسان وصاحبه في النار ، كأن يُقتل المرء في ساحة قتال ليتغنى الناس بشجاعته ، ويُنفق ماله في طرق الخير ليُثني الناس على كرمه ، ويقرأ القرآن ليلفت إليه أعناق الغير ، والقلب في كل هذه الأحوال واقف وحده في قفص الاتهام أو مُسجَّل بأزهى الحروف في لوحة الشرف. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
مذنب وبرئ!! وتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم : « إذا عُمِلَت الخطيئة في الأرض كان من شهِدها ؛ فكرِهها كمن غاب عنها ، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها » . سبحان الله! غائبٌ عن ساحة الجريمة لكنه أول المتهمين واسمه في سجل المذنبين ، وآخر حضر الجريمة بنفسه ورآها بعينه ومع ذلك يأتي الحكم له بالبراءة!! والسبب في ذلك كله القلب الذي أنكر فسلِم أو رضي فأثم. وفي الحديث بشارة ونذارة ؛ بشارة لمن اضطر إلى حضور مجلس يُعصى الله فيه ولم يستطع أن ينكره بيده أو بلسانه بل ولم يقدر حتى على مغادرة المكان ؛ فيقوم القلب بالواجب وينبري للإنكار ، ونذارة لرجل أراد الله له الخير فأبى لنفسه إلا الشر ، وعصمه من المنكرات فأبى إلا التلطخ بها ، وصرف جسده عن مكان الإثم فسافر إليه بقلبه وروحه فعوقب بمساواته مع مرتكب الجرم. إنه القلب حين يزني!! نعم يزني ، ومع شدة وقع هذه الكلمة على النفس إلا أن الذي أطلقها هو من وصفه ربه أنه بالمؤمنين رؤوف رحيم ، ومن رحمته ورأفته بأمّته تحذيره الصريح لها بقوله : « وزنا القلب : التمني » . قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا : " زنا القلب التمني : أي يهوى وقوع ما تحبه النفس من الشهوة " . إن للقلب كسبا كسب الجوارح وعملا كعملها ، والله سبحانه أعلن أنه يؤاخذ على كسب القلب ثوابا وعقابا ، فقال سبحانه : ﴿ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ﴾ [ البقرة : 225 ]. ويشهد لعمل القلب هذا وأن الله يحاسب العبد عليه حديث : « إذا التقى المسلمان بسيفيهما ، فقتل أحدهما صاحبه ، فالقاتل والمقتول في النار ». قيل : يا رسول الله!! هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال : « إنه كان حريصا على قتل صاحبه » . فدخل هذا المسلم النار بشيء وقر في قلبه وهلك بسبب عمل قلبي ؛ ليس غير. الظاهر والباطن!! نعم .. صورة القلب هي الأصل ، فإن وافق الظاهر الباطن كان ما في القلب حقيقيا ، وإن خالف الظاهر الباطن كان ما في القلب مزيفا ، وعلى القلب أيضا يتوقف صحة الظاهر أي قبوله عند الله ، أما الناس فإنهم مكلَّفون بقبول الظاهر فحسب والحكم على أساسه والله يتولى السرائر ، ومن هنا كان مقصد الشهادتين هو توجيه رسالة ملموسة إلى الناس بإسلام الناطق بها ، في حين أن الله وحده هو المطلع على غير الملموس من محتوى الباطن ، وقد نطقت ألسنة المنافقين بالشهادتين ، فعصمت دماءهم في الدنيا ، لكن مستقرهم في النهاية هو الدرك الأسفل من النار بما حوت قلوبهم. واسمعوا إلى ارتباط الظاهر بالباطن في قوله تعالى : ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي ﴾ [ آل عمران : 31 ] ، فإن حب الله في القلب يورث اتباع الجوارح ولا بد ؛ وإلا كان ادعاء وكذبا وزورا. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
قال عز وجل : ﴿ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنوْنٌ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَليْمٍ ﴾ [ الشعراء : 88-89 ]. .فلا القول ينفع ، ولا العمل يشفع ، بل سلامة القلب هي أصل كل نجاة ؛ كما أن فساده أصل كل بلية ، لكن ما هو القلب السليم؟! والجواب : هو القلب الذي سلم من كل شيء إلا من عبوديته لربه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية : " فالقلب السليم المحمود هو الذي يريد الخير لا الشر ، وكمال ذلك بأن يعرف الخير والشر ؛ فأما من لا يعرف الشر فذاك نقص فيه لا يُمدح به " . وتأمل كيف جعل الله المال والبنون بمعنى الغنى ، كأن المعنى : يوم لا ينفع أحد غناه إلا غنى من أتى الله بقلب سليم ؛ لأن غنى الرجل الحقيقي هو في دينه بسلامة قلبه كما أن غناه فى دنياه بماله وولده ، وعلى هذا يكون من معاني القلب السليم أي من فتنة المال والبنين. لكن تلميذا نجيبا من تلامذة ابن تيمية أفاض في شرح معنى القلب السليم ؛ يبغي بذلك إزالة أي لبس أو غموض حتى يسهل الوصول إلى المراد ، فقال الإمام ابن القيِّم [ ت : 751 ] : " والقلب السليم هو الذى سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا والرياسة ، فسلم من كل آفة تبعده من الله ، وسلم من كل شبهة تعارض خبره ، ومن كل شهوة تعارض أمره ، وسلم من كل إرادة تزاحم مراده ، وسلم من كل قاطع يقطعه عن الله ، فهذا القلب السليم فى جنة معجلة فى الدنيا ، وفى جنة فى البرزخ ، وفى جنة يوم المعاد ، ولا يتم له سلامته مطلقا حتى يسلم من خمسة أشياء : من شرك يناقض التوحيد ، وبدعة تخالف السنة ، وشهوة تخالف الأمر ، وغفلة تناقض الذكر ، وهوى يناقض التجريد والاخلاص ، وهذه الخمسة حجب عن الله " . وفي آية سورة ق : ﴿ هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ ﴾ [ ق : 32-33 ]. وتأمل قوله تعالى في الشعراء : ﴿ أَتَى ﴾ ، وفي ق : ﴿ جَاءَ ﴾ ، وكأن المعنى الذي يريد أن يوصله لك ربك : ائتني بقلب سليم وجئني بقلب منيب تنجُ من عذابي وتنل رضائي ، فأنت يا أخي وحدك الذي تملك أن تأتي بهذا القلب وليس أحد غيرك. وفي المقابل قد يدخل عبد النار بسبب قلب كما قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا ﴾ [ الأعراف : 179 ]. بل إن حال العبد في قبره ما هو إلا انعكاس لحال قلبه في الدنيا كما قرَّر ذلك ابن القيم وهو يزيدنا في كتابه زاد المعاد : " فحال العبد في القبر كحال القلب في الصدر نعيما وعذابا وسجنا وانطلاقا " |
رد: مليون رد - كشكول منابر
قال خبير القلوب وكاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان رضي الله عنه : حدَّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين ، رأيتُ أحدهما ، وأنا أنتظر الآخر : حدَّثنا أن الأمانة نزلت في جِذر قلوب الرِّجال ، ثم علموا من القرآن ، ثم علموا من السُّنة ، وحدَّثنا عن رفعها قال : « ينام الرجل النوْمة فتُقْبَض الأمانة من قلبه ، .. » . والأمانة المذكورة في الحديث هي الأمانة التي جاءت في قوله تعالى : ﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ﴾ [ الأحزاب : 72 ] ، وهي عين الإيمان ، فالأمانة هنا هي الإيمان ، وقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن الإيمان نزل أول ما نزل في القلب تعبيرا عن الفطرة السوية التي يولد بها العبد ، ثم يزيد الإيمان بعد ذلك اكتسابا بتعلم القرآن والسنّة ، وتأتي أهمية الأمانة من أنها إذا تمكنت من قلب العبد ؛ قام بأداء ما أُمِر به واجتنب ما نُهِي عنه في بكل طواعية وتسليم. وفي الشطر الثاني من الحديث أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن الإيمان يُنزع أول ما يُنزع كذلك من القلب ، فمن القلب الزيادة ومنه النقصان ، وفيه نشأة الخير ومولد الشر ، ولو لم يكن للقلب من فضل إلا أنه وعاء الإيمان لكفاه وفضل عليه. والقلب كذلك هو وعاء التقوى ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « التقوى ها هنا » ، وأشار إلى صدره ، علامة على أن مكان التقوى هو القلب ، والقلب وحده ، فليست التقوى نبرة خشوع أو دمعة عين أو إطالة سجدة أو غير ذلك من المظاهر الفارغة من الروحانية والخشوع ، إنما هي سر قلبي مستودع في القلب لا يطلع عليه أحد إلا الله. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
قال ابن القيِّم : " ولما كان البدن المريض يؤذيه ما لا يؤذي الصحيح من يسير الحر والبرد والحركة ونحو ذلك ، فكذلك القلب إذا كان فيه مرض آذاه أدنى شيء من الشبهة أو الشهوة ، حيث لا يقدر على دفعهما إذا وردا عليه ، والقلب الصحيح القوي يطرقه أضعاف ذلك وهو يدفعه بقوته وصحته " . فمريض القلب أي نفحة هواء أو هبة تراب تصيبه في مقتل ، وأي شهوة عابرة أو زلة تتسبب في فتنته ، وأعرى فخ للشيطان يسقط فيه ، وأسهل مكيدة لعدوه يسارع إليها ، والسبب في ذلك كله ضعف قلبه وانهيار أجهزة المناعة لديه. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
أصعب المرض عدم معرفة المرض ، وأصعب منه عدم معرفة أنك مريض ، وأصعب وأصعب أن ترفض الاستماع إلى وصية الطبيب ، وهذه ثلاثتها تجتمع في أمراض القلوب ، فمرض القلب خفي قد لا يعرفه صاحبه ؛ لذلك يغفل عنه ، وأمراض القلوب هي سرطان الروح ، وخطورتها في أنها كالمرض الخبيث تتسلل إليك دون أن تشعر ، فلا ارتفاع حرارة ولا ضغط مرتفع ولا نزيف يؤلم أو جرح ينذر ، لذا يمرض فيها الطب ولا ينفع. قال لنا ابن القيِّم [ ت : 751 ] بعد أن زرناه في عيادته الربانية : " وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يعرف به صاحبه لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحته وأسبابها ، بل قد يموت وصاحبه لا يشعر بموته ، وعلامة ذلك أنه لا تؤلمه جراحات القبائح ولا يوجعه جهله بالحق ، فإن القلب إذا كان فيه حياة تألّم بورود القبيح عليه ، وتألّم بجهله بالحق بحسب حياته ، وما لجرح بميت إيلام " . ومما يجعل مرض القلب أخطر من مرض البدن بكثير أن مرض القلب عذابه دائم بعد الموت لا ينقضي ؛ بعكس مرض البدن الذي يُتخَلَّص منه بالموت ، مما يجعل الاهتمام بأمراض القلوب أوجب والسعي في علاجها أدعى. إن ما يصيب البدن من أسقام في هذه الحياة يؤجر عليه الإنسان ، أما ما يصيب القلب من أمراض فهو الإثم كله والهلاك كله في الحياة وبعد الممات ، إنك إذا دخلت معركة فقتلك العدو الظاهر وسلبك حياتك لمتّ شهيدا ، أما إذا غلبك العدو الباطن بأسلحة الشهوات والشبهات لمتّ حينئذ طريدا ، وشتان عند الله ما بين شهيد وطريد ، شتان شتان. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
قال تعالى : ﴿ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ﴾ [ الحج : 15 ] هذه الآية تصف حال نفر من المنافقين امتلأت قلوبهم غيظا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن علوه ونصره ، فقال الله لهم : إن الله ناصر رسوله في الدنيا والأخرة ؛ فمن كان يظن من حاسديه وأعاديه أن الله لن يفعل ويغيظه أن يظفر نبينا بموعود الله له ؛ فليستقص وسعه وليستفرغ جهده في إزالة ما في قلبه من غيظ بأن يفعل أقصى ما يستطيع فعله ، ولو كان ذلك أن يفعل من بلغ منه الغيط كل مبلغ حتى مدَّ حبلا إلى سماء بيته فشنق به نفسه ، فإنه وإن فعل ذلك فلينظر هل يشفي ذلك ما يجد في صدره من غيظ ، كلا والله فلن يذهب غيظه ولن يزول مرضه إلا أن يشاء الله ، فالله وحده هو شافي الصدور ورافع وحر القلوب. والمعنى : * إذا كنت تعاني الكآبة والحزن واليأس والجزع ، فهل تملك قوى الأرض جميعا أن تغيِّر من ذلك مثقال ذرة؟! * إذا حيزت لك الدنيا بحذافيرها وصارت تحت أقدامك ؛ لكن امتلأ قلبك كمدا وغما فهل تهنأ من دنياك بشيء؟! * إذا غرق قلب في الشك والشبهات والزيغ والرِّيَب ؛ فهل يملك نزع ذلك المرض من صدرك أحد من أهل الدنيا ما لم يشأ ربك؟! * إذا رأيت نعيم الدنيا مقبلا على غيرك ومُعرِضا عنك ، فممدت عينيك حسدا ولسانك حقدا وقلبك غلا ، فهل يملك تطهيرك مما أنت فيه أحد غير الله؟! * إذا أحب قلبك شهوة وأُشرِبها ومال إلى خطيئة وعشقها ، فهل يملك أن يعدل قلبك المنكوس ويحيي فطرتك السليمة أحد سوى خالقه؟! * إذا كره قلبك طاعة واستثقلها وملَّ المداومة عليها حتى كاد أن ينقطع ، فهل يملك أحد أن يحبِّبك فيها ويدنيك منها سوى الذي حبب إلينا الإيمان وزيَّنه في قلوبنا؟! هذا ما أدركه مطرف بن عبد الله [ ت : 95 ] حين انخلع من رؤية عمله واعترف بقمة عجزه وغاية ضعفه وردَّ الفضل كل الفضل إلى الله وحده حين قال : " لو أُخرِج قلبي فجُعِل في يدي هذه في اليسار ، وجيء بالخير فجُعِل في هذه اليمنى ، ثم قُرِّبت من الأخرى ما استطعت أن أولج في قلبي شيئا حتى يكون الله عز وجل يضعه " . |
رد: مليون رد - كشكول منابر
إلى كل مريض إلى كل مريض : يستطيع الإنسان أن يحرِّك رجله إن أراد أو يهوي بيده أو يرفعها ، لكن هل يستطيع أن يفعل ذلك مع قلبه؟! كلا والله .. فكيف تتعامل مع قلب لا سلطان لك عليه بل لا سلطان عليه إلا لله ، ولا معرفة لك بأسراره وكنهه بل لا يعرف ذلك إلا الله؟! ألا فليعلم كل من أراد علاج قلبه اليوم دون الاستعانة بربه أنه لن يزداد إلا مرضا ، ألا وقل لطالبي الشفاء من عند غير الله : يا عظم خسرانكم ، ألا قل للواقفين بغير بابه : يا طول هوانكم ، ألا قل للمؤمِّلين لغير فضله : يا خيبة آملكم ، ألا قل للعاملين عند غيره : يا ضلال سعيكم. من الذي يستطيع أن يحول بينك وبين الدواء ، ويمنع عنك الطاعة؟! ومن الذي يُبدِّل الأمن خوفا والجبن جرأة؟! ومن الذي يقلب الكره حبا والحب كرها؟! أخي .. دواؤك عنده فلا تلتمسه عند غيره ، وشفاؤك بيده فلا تُتعِب الأطباء معك ، وإن من شيء إلا عنده خزائنه ؛ وأنت تائه على أبواب الفقراء تتسول!! |
رد: مليون رد - كشكول منابر
بقلم الدكتور طارق السويدان • النفاق هو أن تبرر أن كوارثنا ومصائبنا لبعدنا عن الله ، رغم أننا أكثر شعوب الأرض إيمانا بوجود الله وعبادة له٬ وأن ترجع فشلنا إلى أن نساءنا كاسيات عاريات رغم أنهن أكثر نساء البشر تغطية لأجسادهن٬ وأن سبب بؤسنا هو غضب الله و سخطه علينا.. تطبيقنا للمنطق نفسه سيقودنا إلى أن أزدهار أمريكا و قوة أوروبا هو لرضا الله و نعمته عليهما !!.. • النفاق هو أن تعلم علم اليقين وبالأرقام أن المجتمعات الأكثر تدينا في العالم هي أيضا الأكثر فسادا في الإدارة٬ والأكثر ارتشاء في القضاء٬ والأكثر كذبا فى السياسة٬ والأكثر هدرا للحقوق٬ والأكثر تحرشا بالنساء٬ والأكثر اعتداء على الأطفال٬ ثم تقول للناس : "إن سبب فساد الأخلاق هو نقص الدين" !!.. • النفاق هو أن ترى أفغانستان وباكستان ومصر تزيد نسب التحرش فيها عن 90% ثم تقول أن سبب التحرش هو ملابس المرأة !!.. • ليس هناك من نفاق أسوأ من أن تطالب بتطبيق الشريعة فى بلدك ثم تهاجر للعيش فى بلد علماني .. • ليس هناك من نفاق أوقح من أن تطالب بزيادة مواد الإسلام في المنهاج الدراسي ثم تسجل أبناءك فى إحدى مدارس البعثة الفرنسية أو الأمريكية او البريطانية .. • ليس هناك من نفاق أحقر من أن تحرق العلم الأمريكي فى كل مناسبة أو دونها ثم تقف فى طابور سفاراتها أو قنصلياتها لأجل الحصول على تأشيرة الدخول .. • النفاق هو ألا تكترث لفساد الرشوة والتهرب الضريبي وتبييض الأموال ٬ وفساد جهاز القضاء ٬ وفساد الغش فى السلع والمنتجات ٬ وفساد مافيات المخدرات وتهريب البصائع ٬ ثم ترى الفساد كل الفساد فى مجرد تنورة أو سروال قصير أو قبلة في لوحة مشهورة.. • النفاق هو أن ترى أنجيلا ميركل تسعد شعبها ٬ وتيريزا ماي تتولى رئاسة الحكومة البريطانية٬ وترى الكثير من السيدات اللواتي يحكمن العالم في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا وشرق آسيا وأفريقيا٬ وصندوق النقد الدولي ومحكمة العدل الدولية ومعظم منظمات الأمم المتحدة تتولاها سيدات٬ وتشاهد وزيرات الدفاع في النرويج والسويد وهولندا وألمانيا وإسبانيا واليابان٬ ثم تقول أن المرأة لا تصلح للعمل العام !!.. • النفاق هو أن تعتبر كل نساء الأرض ناقصات عقل ودين٬ وعورات٬ وحبائل الشيطان٬ وحطب جهنم ٬ إلا أمك فإن الجنة تحت أقدامها !!.. • تخلفنا ليس بسبب بعدنا عن الدين فالأمم الملحدة المتقدمة ليس لديها دين ، ولكن تخلفنا لأننا لا نأخذ بأسباب التقدم والتطور ٬ وفشلنا لفسادنا وفساد القائمين ٬ ورجعيتنا لأننا بعيدون عن العلم و العلوم والتعليم ٬ وبؤس حالنا فلأننا أمة تظن أن الله لم يهد إلا سواها !!.. *• إذا نزل مؤمن وكافر إلى البحر فلا ينجو إلا من تعلم السباحة، فالله لا يحابي الجهلاء .. ملحوظة : - النفاق أن نتهم الغرب بالعنصرية ، بينما نحن نعيشها كل يوم في بلداننا تجاه الأضعف والمختلف والأقل مالاً وسلطةً. - النفاق أن نحارب الاستبداد السياسي، ثم نمارس الاستبداد كل يوم مع أبنائنا والموظفين تحت إدارتنا ومع أزواجنا - النفاق أن نناضل من أجل رفعة الأمة واستعادة أخلاقها الحميدة، بينما نحن عاجزون عن أن نرفع شأن أنفسنا ونرتقي بأخلاقنا أولاً - النفاق هو أن نقبل من يدخل في الإسلام من غير المسلمين ونقول له أن الله عز وجل قد غفر كل أخطائه وكبائره ونحثه على الصلاح والتغيير ونعده بأن نأخذ بيده، ثم ندهس المخطيء من المولودين على الإسلام ونقصيه ونعزله ونذبحه إذا أخطأ . النفاق هو عن جد (لم تقولون مالا تفعلون؟!!!).. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
إلى كل من يُعطَى السُّلطة وهو ليس أهلاً لها: بقلم / وحيد حامد الدهشان عَقْلٌ كَلِيلٌ وَأَمَّا قَلْبُهُ حَجَرُ فِكْرٌ عَقِيمٌ فَلا رَأْيٌ وَلا نَظَرُ وَاللَّيْلُ أَرْخَى عَلَى عَيْنَيْهِ ظُلْمَتَهُ فَكُلُّ شَيْءٍ أَمَامَ العَيْنِ مُنْكَدِرُ لا يَعْرِفُ الصِّدْقَ إِلاَّ حِينَ يَنْفَعُهُ وَمَا عَدَا ذَاكَ فَهْوَ الكَاذِبُ الأَشِرُ بَحَثْتُ عَنْ مِيزَةٍ فِيهِ لأُنْصِفَهُ سِفْرُ المَزَايَا تَنَحَّى رَاحَ يَعْتَذِرُ وَقَالَ: فِيهِ أُمُورٌ أَنْتَ تَعْرِفُهَا فِي شَأْنِ بَعْضِ الوَرَى تُجْدِي وَتُعْتَبَرُ • • • حُضُورُهُ عَادَةٌ لا لَيْسَ يُخْلِفُهَا وَكَمْ يَضُرُّ حُضُورُ البَعْضِ إِنْ حَضَرُوا مِنْ أَوَّلِ اليَوْمِ مَخْبُولٌ وَمُنْهَمِكٌ وَأَيُّ خَيْرٍ مِنَ المَخْبُولِ يُنْتَظَرُ لا يَسْتَرِيحُ وَلَكِنْ دُونَ فَائِدَةٍ وَيَشْتَكِي دَائِمًا، وَالحَالُ يَنْحَدِرُ لا يَرْتَجِي النَّاسُ إِنْجَازًا عَلَى يَدِهِ مِنْ يَوْمِ أَنْ جَاءَ وَالآمَالُ تَنْتَحِرُ يَسِيرُ خَلْفَ الأُلَى فَاقُوهُ مَرْتَبَةً لَوْ أَنْكَرُوا الشَّمْسَ قَالُوا إِنَّهَا القَمَرُ هُرِعْتُ لِلشِّعْرِ أَسْتَفْتِيهِ جَاوَبَنِي وَفِي الإِجَابَةِ حُزْنٌ شَابَهُ الضَّجَرُ هَذَا الزَّمَانُ يُرِينَا مِنْ عَجَائِبِهِ مِنْ قِلَّةِ الخَيْلِ فِيهِ تُسْرَجُ الحُمُرُ وَكَمْ تَرَى الجَهْلَ مُخْتَالاً وَمُنْتَفِشًا وَلَسْتَ تَدْرِي بِمَا يَزْهُو وَيَفْتَخِرُ |
رد: مليون رد - كشكول منابر
جاءَ في الأثرِ أن رجلاً قال لعيسى عليه السلام: أَوصِني فقال له: اُنظُرْ إلى رغيفك من أين هو! المعنى: اِبحثْ عن الحلال! ولأنَّ دعوة الأنبياء واحدة، والدِّين عند الله الإسلام، قال النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "إنَّ اللهَ طيِّبٌ لا يقبلُ إلا طيِّباً، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المرسلين، فقال تعالى: "يا أيُّها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً" وقال تعالى: "يا أيُّها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم". ثم ذكرَ الرَّجُلَ يُطيل السَّفر، أشعثَ أغبر، يمدُّ يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذِّيَ بالحرام، فأنَّى يُستجابُ له! وروى الطَّبرانيُّ في الأوسط أنَّ سعدَ بن أبي وقاصٍ قال للنبي صلَّى الله عليه وسلَّم: يا رسول الله، ادعُ الله أن يجعلني مُستجاب الدَّعوة. فقال له: يا سعد، أَطِبْ مطعمكَ تكُن مُستجاب الدَّعوة! يشكو الناس هذه الأيام كثيراً أن الدُّعاء لا يُستجاب، وهذا واقع مُشاهد، سببه أنَّ الناس استهانتْ بأكل الحرام! وإنهم يحسبون أنَّ المال الحرام يعني أن تسرقَ من جيبِ إنسان بعض ماله، وهذا في الحقيقة جزء من المال الحرام لا كله! المِيراثُ الذي تستأثرُ به وحدكَ دون إخوتك، أو تُعطيهم أقلَّ مما فرضَ الله لهم مالٌ حرام! والمالُ الذي تموتُ الزوجة وتتركه وراءها فتأخذه وحدكَ وتحرم منه أهلها وأولادكَ مالٌ حرام! الرَّشوة التي تتلقَّاها لتُنجز بها معاملات الناس مالٌ حرام! والوظيفة الشكلية التي لا تحضر إليها ولا تعرف منها إلا راتبها مال حرام! والعملُ الذي لا تُنجزه بحسب المواصفات والاتفاق مالٌ حرام! والبضاعة التي تبيعها ولا تُبيِّن عيبها للناس مالٌ حرام! والدَّين تأخذه من الناس لتُفرج كربكَ وفي نيتك أن لا ترده مال حرام! والجمعية التي تشتركَ بها ثم تقبضها وتتوقف عن الدفع مال حرام! والكماليات والسفرات والمظاهر الفارغة التي تقوم بها وللناس عليكَ حقوق وللعمال رواتب لا تُؤدِّيها مال حرام! والرِّبا الذي تأخذه من البنك مال حرام مهما أفتاكَ فلانٌ وعلتان! والتحايلُ على الله مالٌ حرام! كنتُ يوماً عند الحلاق أنتظرُ دوري، وجرى حديث بين رجلين حول الرِّبا الذي تدفعه البنوك، وكان أحدهما يُؤكِّد أنه حرام، بينما الآخر قال: نعم حرام أن تأكله ولكن خذه ولا تشترِ به طعاماً، املأ سيارتك بالوقود، وادفعْ أجر العمال، وفاتورة الكهرباء! فأخرجَتْني هذه الفتوى عن صمتي، وقلتُ له: وبِمَ يختلفُ هذا العمل عن عمل بني إسرائيل الذين نُهوا عن الصيد يوم السبت، فكانوا ينزلون إلى البحر يوم السبت، ويُلقون شِباكهم حول الأسماك فيحبسونها داخلها، ثم يعودون صبيحة يوم الأحد ويُخرجونها إلى الشاطئ! فمسخَهم الله قِردةٍ وخنازير! إنَّ الله لا يُخدع، ولا يُجدي معه التحايل! اُنظُروا إلى رغيفكم من أين هو، وتأمَّلوا من أين تكسبون أموالكم، وكيف تُنفقونها، ثم بعد ذلكَ سترون دعاءكم يتحقَّقُ كأنه فلق الصُّبح! أدهم شرقاوي |
رد: مليون رد - كشكول منابر
بحس لو مصلتش قيام ليل ان فاتني فرض وبأنب نفسي وبحزن جامد. ج / حزن محمود! لك إن فاتك قيام الليل فرص تعويضية رائعة: قضاء قيام الليل من بعد الشروق حتى الظهر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من نام عن حِزْبِهِ أو عن شَيْء منه، فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كُتِبَ له كأنما قرأه من الليل". هذا التألم إن كنت أخذت أسباب القيام يعطيك أجرك كاملا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من الليل، فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه، وكُتِب له أجر ما نوى". صلاة سنة الظهر القبلية: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أربع ركعات قبل الظهر يعدِلن بصلاة السّحر". ألا ما أكرم الرب وأغفل العبد! خالد أبو شادي |
رد: مليون رد - كشكول منابر
يقولونَ ليْ : ما بالُ قلبِكَ واثقاً و حولكَ أمواجُ المصائبِ تعصِفُ ؟! فقلتُ لهُم : إنّيْ اعتصمْتُ بخالقي فمن أيّ شيءٍ يا تَرىٰ أتخوَّفُ ؟! كلمات جميلة .. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
واعجبي .....!!!!!!!!!!!!!! أتعجب لحال البشر ... !!!!! عندما تقول الصدق يكذبوك ... !!!!!! وعندما تكذب يصدقوك ... !!!!!!! إذا كنت صريحاً يكرهوك وإذا نافقتهم يحبوك ... !!!!!!!!! واذا أحببتهم يهملوك .... !!!! وإذا أهملتهم يلاحقوك ... !!!! حقاً عجبت للبشر !!!!! |
رد: مليون رد - كشكول منابر
في لحظة تأمل نظرت إلى بعض الخلق فرأيت كل مخلوق منهم متوكل على مخلوق مثله، هذا على ماله وهذا على أهله وهذا على صحته وهذا على مركزه. ونظرت إلى قول الله تعالى: " ومن يتوكل على الله فهو حسبه " فتركت التوكل على الخلق واجتهدت في التوكل على الله أني نظرت إلى هذا الخلق فرأيت أن كل من معه شيء له قيمة حفظه حتى لا يضيع فقرأت " ما عندكم ينفد وما عند الله باق " فكلما وقع في يدي شيء ذو قيمة وجهته لله ليحفظه عنده. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
هناك.. ،تجلس على تلك الأرجوحة .. المعلّقة على هامش الرواية .. انثى وحيدة !! ..... تتتبع خطى الحروف ..بألم ! بأمل ! تطير بجناحيّ عصفورة .. بين تلك الحروف ،،المغزولة من خيوط الفرح وتمشي بحذر ،،و خوف .. حين تمر بين حروف التعب !! هي تعلم ,,أن مرورها بين حروف الفرح .. يؤدّي بها الى قرية الخيال ! و أن حروف التّعب ,, ما هي الا ممر لواقع مستمر ! لا مفرّ منه !! على الهامش هي ..! انعام بدر |
رد: مليون رد - كشكول منابر
(اذكروني أذكركم).. اذكروني بألسنتكم، أذكركم عند مرضكم فأشفيكم، وعند جهلكم فأعلمكم، وعند ظلمكم فأنصركم، ما أجملها من علاقة بين الرب وعبده!!! |
رد: مليون رد - كشكول منابر
هي انخطبت و لم تقُل ! هو ترقى في عمله ولم يقُل !! هي حامل و لم تقُل !! لحظة من فضلك ! هم ليسوا مجبورين ليقولوا لك - الرسول "صل الله عليه وسلم" قال : "استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود ". وانت تسأل وعندكـ فضول و تغضب لعلمك متأخراً ! إفرح لفرحة غيرك لا يلزم ان تعرف كل شئ هناك أشخاص وصلوا للنعمة بعد طول صبر وعذاب .. و أشخاص عاّنت كتيراً حتي حققت أمنيه من أمانيهـاّ دع الخلق للخالق وافرح لغيرك علك بهذا الفرح يكتب الله لك نصيب منه |
رد: مليون رد - كشكول منابر
سئل أحد الحكماء : ممن تعـلمت الحكمة ؟! قال : من الرجل الضرير !؟ لأنَّه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعـد أن يختبر الطريق بعـصاه . |
رد: مليون رد - كشكول منابر
الصداقة شعور جميل وتدفق عاطفي رائع لا يختلف اي منا على ذلك فمن منا لا يحب أن يكون له صديق يشكي له همومه ويتصارح معه الاصدقاء ممكن ان يكونوااكبرمصادر السعادة للانسان وكذلك العكس فاياك والصديق المخادع واياك والصديق المخلف للوعود واياك وصديق المصالح واياك والصديق الثرثار فانه لا يحفظ لك سراً *سلام على الدنيا إذا لم يكن بها ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
عندمـــــــــا تعجـــــــــز النفـــــــــس عـــــــن رؤيـــــــــة الاحبـــــــــة فإنــــــــها تشتـــــــــاق لهـــــــــم بصمـــــــــت مؤلم ...... إيـــــــــــاك أن تظــــــــــن ان الصــــــــمــــــــــت نســــــيــــــــــان ..... ... فــــــــــالارض صامتـــــــــــــة ولــــــــــــــــــــكــــن فـــــــــــي جوفهــــــــــا الــــــــــف بركـــــــــــان |
رد: مليون رد - كشكول منابر
جزء من قصيده .. فإنَّا اقتَصَرنَا بالذين تضَايَقَت .. عُيُونُهُم واللهُ يَجزِي مَنِ اقتَصَر مَلِيحٌ ولكن عِنده كُلُّ جَفوَةٍ .. ولم أرَ في الدُّنيَا صَفَاءً بِلا كَدَر ولم أَنسَ إِذ غَازَلتُهُ قُربَ رَوضَةٍ..إلى جَنبِ حَوضٍ فيهِ للماءِ مُنحَدَر فقلتُ له جِئنِي بِوَردٍ وإِنَّمَا .. أَرَدتُ به وَردَ الخُدودِ وما شَعَر فَقَالَ انتَظِرني رَجعَ طَرفٍ أَجِيءْ بهِ ..فَقُلتُ لهُ هَيهَاتَ ما في مُنتَظَر فقَالَ ولا وَردٌ سِوى الخَدِّ حَاضِرٌ .. فقُلتُ له إنِّي قَنَعتُ بِمَا حَضَر |
رد: مليون رد - كشكول منابر
بالرضا تحلو الحياة.. وبالابتسامة تهون المشكلات.. وبالاستغفار تنقضي الحاجات وبالدعاء تتحقق المستحيلات. من ابتغى صديقاً بلا عيب ، عاش وحيداً. من ابتغى زوجةً بلا نقــص ، عاش أعــزباً.. من ابتغى حبيباً بلا مشاكل ، عاش باحثاً.. من ابتغى قريباً كاملاً ، عاش ناقصاً. إذا أهمّك أمـــر غيرك ، فـأعلـم بأنّـك ذو طبعٍ أصيـل. وإذا رأيت في غيرك جمـالاً ، فأعلم بأنّ داخلك جميل.. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
بحسب نظريات علم النفس: الابتسامة لا تعني السعادة دائماً فهي أحياناُ تكون قناعاً لحزن شديد يختفي تحتها ! |
رد: مليون رد - كشكول منابر
"الناس للناس ويدُكَ المُمتدة للخير لا تعودُ فارغَةً أبداً بَل تعود ممتلئةً حُباً في روحك وصِحة في بَدنك ورضَى في نفسكَ وبركةً في رزقك وطمأنينة في قلبك" |
رد: مليون رد - كشكول منابر
الكبائر ثلاثة: أن تأمن مكر الله، وأن تقنط من رحمة الله، وأن تيأس من روح الله محمد بن كعب القرظي |
رد: مليون رد - كشكول منابر
قبل أن تولد الفيزياء بكثير ، كان الألم يفتت المادة و كان الحزن يفتت الروح |
رد: مليون رد - كشكول منابر
بيتٌ من الشعرِ اذهلني بروعتهِ توسدَ القلبَ مذْ ان خطهُ القلمُ اضحى شعاري وحفزني لأكرمهُ عشرينَ بيتا لها مِن مِثلهِ حكمُ لا تشكُ للناسِ ..جرحاً انتَ صاحبهُ لا يؤلمُ الجرحَ ...الا منْ به المُ شكواكَ للناسِ منقصةٌ.. ومن من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ فالهمُ كالسيلِ والامراضُ زاخرةٌ حمرُ الدلائلِ مهما اهلها كتمُ فان شكوتَ ..لمنْ طابَ الزمانُ لهُ عيناكَ تَغلي.. ومنْ تشكو لهُ صنمُ واذا شكوتَ لمنْ شكواكَ ..تُسعدهُ أضفتَ جرحاً لجرحكَ.. اسمهُ الندمُ هلْ المواساةُ يوماً ..حررتْ وطناً ام التعازي بديلٌ.. ان هوى العَلمُ منْ يندبُ الحظُ ..يطفئُ عينَ همِتَّهُ لاعينَ للحظِ .. ان لمْ تبصرْ الهممُ كمْ خابَ ظني.. بمنْ اهديتهُ ثقتي فأجبرتني ..على هِجرانِهُ التهمُ كمْ صِرتُ جسراً.. لمنْ احببتهُ فمشى على ضلوعي.. وكمْ زلّتْ به قدمُ فداسَ قلبي ..وكانَ القلبُ منزلهُ فما وفائى لخلٍ ..مالهُ قيمُ لا الياسُ ثوبي ..ولا الاحزانُ تكسرني جرحي عنيدٌ.. بلسعِ النارِ يلتئمُ اشربْ دموعَكَ واجرعْ مرهَّا عسلاً يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمُ والجِمْ همومَكَ واسرجْ ظهرهَّا فرساً وانهضْ كسيفٍ اذا الانصالُ تلتحمُ عدالةُ الارضْ مذْ خلقتْ .مزيفةُ والعدلُ في الارضِ.. لاعدلٌ ولا ذممُ والخيرُ .. حَملٌ وديعٌ طيبٌ قَلِقٌ والشرُ.. ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ نَهمُ كل السكاكينْ صوبُ الشاةِ ..راكضةٌٌ لِتطُمئنُ الذئبَ ..ان الشملَ ملتئمُ كنْ ذا دهاءٍ وكنْ لصاً ..بغيرِ يدٍ ترى الملذاتِ ..تحتَ يديكَ تزدحمُ المالُ والجاهُ ...تمثالانِ مِنْ ذهبٍ لهما تصلي.. بكلِ لغاتِها الاممُ والاقوياءُ ..طواغيتٌ فراعنةٌٌ واكثرْ الناسَ تحتَ عروشِهمْ ..خَدَمُ شكواكَ شكواي.. يا منْ تكتوي الماً ما سالَ دمعٌ على الخدينِ .. سالَ دمُ ومنْ سوى اللهِ ..نأوي تحتَ سدرَتهِ ونستغيثُ بهِ ..عوناً ونعتصمُ كنْ فيلسوفا ترى انَ الجميعَ هنا يتقاتلونَ على عدمٍ وهمْ عدمُ كريم العراقي |
رد: مليون رد - كشكول منابر
( قراءة في ديوان شعر - مشاعر على ورق ) للشاعرة الفلسطينية اسراء ادريس بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله السيدات والسادة... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد قالت العرب : النقد عند الحافرة .. أي النقد عند السبق يسعدني أن نلتُ شرفَ المثولِ أمامكم وكان لي السبق في هذه القراءة النقدية لديوانٍ هو باكورة إصدارات الشاعرة إسراء عادل ادريس اسراء سيدة من خليل الرحمن خريجة كلية الهندسة - من جامعة بوليتكنك فلسطين إحدى وسبعون قصيدة ًعمودية .. واثنتان وعشرون أخرى في مئة وست وخمسين صفحة احتشدتْ كلها في ديوان عنوانه : مشاعرْ على ورق ) جاءت (مشاعرْ) ساكنة والأصل أن تأتيَ مشاعرُ بالضم .. لكنها آثرتْ سكونَها فهي تأملُ لمشاعرِها التي ألقتْ بها على ورقٍ أن تصلَ متحركة ً ساخنة ً لا تقبلُ إلا الضم: إن الحروف إذا هامت لها أرجٌ ** فاحت بقافية واستجلبت أملاً المهندسة رسمت الكلماتِ بحكمة وهندستْ شعرَها بحنكة ورتبتْ قصائدها الناضجَةَ بدقة حسب سني عمرها رغم أنها في البدايات .. فجاء ديوانُها يتبختر مختالاً كنجم تلألأ في سماء الشعر الحديث حتى صارت القصائدُ قابَ شوقين أو أدنى من حبٍ كل قصيدة من قصائدها ديوان وكل بيت فيها قصيدة ** على غلاف الديوان نرى شمعة ً مضاءة ً في وسطٍ بنيّ اختلط بسواد وحولها دوائرُ متناثرةٌ مضيئة تكسو المكانَ بذات اللون الذي كتب فيه العنوان وهذا يعني أنّ الظلام آيلٌ إلى الانقشاع وأنّ الأملَ موجود بحول الله الروحُ الإيمانية وحبُ الخير وفهمُ الحياة عناصرُ ملهمة اتكأت عليها في سبك قصائدها فجاء الحزنُ دفيناً والهم عميقاً أما الحب فكان جارفاً والشوق قارصاً والجفاء آثماً والفراق فيه الهلاك .. وما خفي من الهمّ أوجع تقول : بعضُ الهموم يُذاع فيما بيننا ** لكنّ أوجع همّنا أخفاه وتقول في قصيدة أخرى : ولعل ما يبدو لأهون وطؤهُ ** مما اختفى وبجوفنا يتقرّحُ ***** من يطالع شعرها يدرك أنها امرأة خبيرة لاكتْ الدنيا ولاكتها وتفهم الناس وتعي حاجاتهم وتعيش هموم الوطن المرارة فيها حبلى ..وحلمها مسافر قواها خائرة وأفكارها حائرة وهي والدمع توأمان وأوجاعها في القلب كالجبال يجافيها المنام ..الخفوق فيها جنون ..ونبضها لا يعرف السكون وفي كل هذا وذاك تشكل حضوراً متفوقاً ومترعاً بالعميق والجميل قصائدها ليست طويلة فلا تقاس المقدرة على الشعر بطول النفس .. فحيثما تتوقف الفكرة تغلق القصيدة .. ماهرة بارعة في اصطياد المعنى في اللحظة المناسبة قالت تصف نفسها : أنا معجونة بخمير لطف ٍ ** إذا ما زاد معياراً رباني أجاجُ ملوحتي لا بدّ منه ** ولا يغنيه تسكيراً حنــاني أنا مصقولة بعفاف صيت ** يعجُّ مَلاحةً فيما احتواني وتصف الحبيب بقولها : أنت أنفاسي إذا ما أُتـْبِعتْ ** أسقمتني لا أراها تـُنصِفُ حيناً اختارت بعض المفردات ذات الدلالات المتعددة .. ليفسّر قولها بأكثر من معنى ويتضح هذا في : قريب منزلي والكل جاري وبي حين الخطا يسمو اعتذاري وحيناً آخر استخدمت مفردات ذات الدلالة الواحدة : ولم يأكل لساني لحمَ ميت ** بذكر الله أشغلُه انتظاري ****** أكثرت الشاعرة من مفردات الطبيعة( الكون واللون والشمس والأفق والطيف والشفق والفيافي والصحاري) فكأنها العكاز حين الشعور بالضعف .. ربما لأن هذه المفردات لم تلوثها ترّهات البشر فتحاول أن تستنطقها وتوقظـَها من نومها فنسبتها لنفسها .. لتضفي عليها حركة وتخلق لنا وفرة حركية في العين المتذوقة ،التي تبتهج لكل حركة خاطفة فالشمس عند إسراء هي شمسها والأفق أفقها والغيم غيمها والسماء سماؤها والليل ليلها . ومنها قولها :وجلستُ تحت شمسي برهة .. حتى سرحتُ ونامت العينان وفي آخر : تدلّى في سمائي قرص شمسي ** ولا إشراق من بعد احتضان ***** وقد تفردت بمصطلحات تختلف وفتحت فضاءها الشعري لمسموح عذب من اللغة والمعالجة فاستخدمت الغريب من الكلمات ( الرمرام : العشب ) – (وصيع : صوت العصفور )- (تخثعمت : تلطخت بالدم )- (يتسنّم : يرقى)– (وقَرَتْ – تجمد الدم في الظفر ) – ( نتج : نتاج ونتائج ) العيامى : شدة العطش ) ذلك لتبني لنفسها شخصية شعرية ليست تقليدية لا هي قديمة ولا حديثة في وسط الذوق الأدبي المقاوم المصلوب بين آلم الكارثة، وبين الرؤيا الجميلة ..فأسلوبها معتدل والأفكارمتنوعة تتوزع ما بين شهيق وزفير .. شهيق الوطن وزفير المواطن .. وكأنها الوسط الهندسي بين أصالة القديم وحداثة الجديد فكانت أصالة بلا مغالاة وحداثة من غير إفراط ومالت إلى شبه الرمزية فقط في بعض العناوين -وربما يكون هذا بنظر بعض المتذوقين مأخذاً .. لكنني أرى أنها أبدعتْ في اختيار ما لا يدل على المحتوى إ وبذلك فهي تثير شهية القارئ أن يطالع ما اختفى خلف هذا العنوان أو ذاك مثال على ذلك ( نِزالُ المولد) هو أحد هذه العناوين .. من يخطر على باله أن هذا العنوان يحكي عن العيد ؟؟ ومن يخمّن أن ( رفيف سمت ) هو عنوان لقصيدة تحكي عن نفسها ؟؟! وفي ( طرفة عين ) تحدثت عن التشاحن والفرقة بين الإخوة في البيت الواحد وغيرها وغيرها ** الشاعرة لا تحبّ اسراء فلم تكتب عن نفسها إلا القليل .. لأنها انشغلت بهموم الناس فوصفت لهم الحياة ( غبار)وفي دندنة قالت: إن الحياة بلا كلام عابق ** كالورددون الماء لحظة ما انحنى فتحدثت عن أحلامهم وقدمت النصح فقالت ( يا صاحبي ) لا تطلب الإحسان من أحدٍ **فإن الوُدّ شيءٌ لا يُساق ويطلبُ واصبر على عتب الحبيب ولومِه **قد كان من أصل المعزة يَعتبُ والنذل لا تحزن إذا فارقته ** فالطبع غلاب وهذا أنسبُ ووحاورت البائسين بنهي صريح ( لا تبتئس ) ثم دعت إلى المسامحة فقالت : سامح وصالح وارجُ عون إلاهنا ** فبلا معونة ربنا لن تفلحا ولأنها من بيت دين وعلم كما وصفها الشاعر ( عدنان حماد ) كتبت إلى الله .. وناجته يا الله والتجأت إليه ووصفت حبها العميق لرسول الأمة وإلى الطفولة ولبنت الخليل ..وللخليل وللوطن وأكثرت من شعر الحكمة حتى لكأنني أمام شاعرة ذات خبرة عمرها فاق الستين تُنازل في شعرها كبار الشعراء ان ابن آدم في البلاء مسيّر ** قدرٌ عليه جراحُهُ ودواه للكل منا في الحياة توجّـعٌ ** وعلى مدى استحماله بلواه وختمت الديوان بحوار العربية وكأنه درس خصوصي في قواعدها وكان للأم النصيب الأوفى .. حيث أفردت لها قصيدة هي الأطول .. قصيدة قوامها (أربعة وثلاثو ن ) بيتاً هذه العناوين تشي بما اكتسبته اسراء من محيطها من فضائل نبيلة فانعكست على شعرها الروح الإنسانية والأسْرية المفعمة بصدق العاطفة ** حبيبة ..رقراقة القلب غزيرة الدمع ,, تشبه أحزانها .. والحزن في قصائدها يُفصح .. وبعضُ التساؤلات تخلق ألف انشطار للإجابة لا تكاد قصيدة تخلو من الحب وكل ألفاظه القريبة والبعيدة وكل ما يعتمل في القلب من مشاعر ما أقرب َ مسيل العيون فالدموع على أبواب المدامع الحب في بعضقصائدها في المطالع ..بكل معانيه (الهُيام والاستهام والغرام والعشق والوجد والتوجّد والشغف والجوى والهوى والوداد وكل ما يرافق المحب والعاشق من الدمع والتلوّع والشوق والسهد واللهفة وكما شعراء الجاهلية وقفوا على الأطلال .. وقفت الشاعرة على أبواب عينيها تستحثّ الدموع وحتى لا تشرد أفكار القارئ هنا وهناك وحتى لا يظن أن الحب عندها فقط كما وصفه صبي البحتري --- أفردت للحب قصيدة تعريفية تستنكر فيها يوم الحب فقالت : الحب أن تلقَ الوجوهَ ببسمة* *أن تزرعَ الكلماتِ خيراً في الورى لما ترى أمّاً تهدهد طفلها ** ترويه عطفاً أنت حباً ها ترى الحب فينا ليس في يوم بعام ٍ بل بدقات القلوب وأكثرا ** من يقرأ قصائدها يدرك أنها شاعرة تعمل على تطوير مضامينها الفكرية وأدواتها الفنية بدأب وإخلاص بوصفها الوسيلة الأولى للسير في طريق الشعر الطويلة ان المنثور من شعر ديوان ( مشاعر على ورق ) للشاعرة إسراء يثبت حقيقة أنها شاعرة إنسانية لا تكتب الشعر الا لدوافع وجدانية ملحة، حتى تكون القصيدة هي التي تكتبها فتتسلل عبر الفكرة وتعيشها وكأنها تجربة ذاتية أنضجتها الأيام، ومن يتأمل صورها وتأملاتها وشطحاتها، يجد في عالمها الشعري تجنبا للرمزية والتلميح ،إلا في العناوين أما محتويات القصائد فواضحة تستخدم فيها كل تعبير يساهم في إيصال الفكرة مباشرة وكلها تعبيرعن نفسها حتى لكأنها تشبه قصيدتها ، وتأخذ شكلها وروحها الشعرية الصور كثيرة أختار منها ما رأيته الأجمل : وبعض عزيمتي لا زال جنبي ** وكل مقاصدي .. ردمُ اشتياقي قدماي في رحم التراب جذورُ** يبس التراب وحاله الديجور الحل أن أبقى ألملم قوتي ** على المياه من التراب تفورُ ووصفت الخليل في قصيدة ( أرض الأكرمين ) فقالت خالٌ على خدّ البلاد بأسرها ** سوداء كالعينين وهي كحيل بالإضافة إلى قصيدة الغلاف الخلفي *** عجّت قصائدها بمحسنات بديعية : اللفظية منها والمعنوية فها هنا ترادف : كبرت وشاخت في الجيوب أمانُها ** هرِمت جناحاها بخوف ظلام أجاجُ ملوحتي لا بدّ منه ** ولا يُغنيه تسكيراً حناني وقالت في آخر : فيا صاح لولا الجوى ما الهوى ؟ وهل يدّعي الحزنَ من ليس فيه وهنا طباق : أراه بصحوتي طيفاً ونوراً ** ويأتيني بأحلامي مراراً وآخر : كل الأشياء غدت ذكرى.. الحلوة فيها والمرة وهنا مراعاة النظير :تضيق بي الفيافي والصحاري ** بما رحبتْ وينحسرُ الرفاق وهنا حُسن التقسيم في مديح النبي صلى الله عليه وسلم عذبُ السجيّة .. باهرٌ بخصاله ..سمح رؤوف ..بالعباد رحيم أما التصريع .. فرصدتُ لها أربع قصائد على الأقل.. تقول في إحداها ( بحر أدمعي ) وتسألني عن خفائي بتيه ** وأنت الذي من عيوني تعيه واستخدمت الاقتباس من القرآن والسنة ومن الأمثال الشعبية :وهذا يظهر سعة أفقها ووسع ثقافتها وقربها من القرآن والسنة ما كُلّفَ الإنسانُ إلا وُسَعه ** هذا كلام الله جل علاه ومن الآية( لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىظ°) قالت : يا صاحبي هذي الحياة لمن سعى ** ليست لأثباطٍ تَجُبّ حِبالها ومن الحديث الشريف ( لا يلدغ ثقتي المجردة التي كانت قضت ** لا يُلدغ الفطن الذكي ويُرمَح من الأمثال الشعبية السائرة استلهمت فكرة أخرى فقالت وأرى وحوشاً تستميت لطعنتي ** وإذا وقعت ترنّحت كل الصور * سارت في بعض الأحايين عكس التيار ..ففاقد الشيء يعطيه بقلب متعبٍ أهدى رَواحاً ** ليعطيَ غيره ما يشتهيه يُقال بأنّ من فقد احتضاناً ** سيعجز عن عطاء الفقد فيه وفي أخرى لا تعترف بقول الشاعرأبي تمام : نقل فؤادك حيث شئت من الهوى **ما الحب الا للحبيب الأولِ قالت : دع ْ عنك من قالوا . بأن الحبَ حبُ الأول.. واترك أحاديثاً تُروّج للحبيب الآخر فالحب حبٌ لا يرتب نفسه .. ذاك الذي يتسلل ..ويُجننُ النبض الذي فيه اتصل وآخر ما أقول .. لغة متينة رزينة بلا أخطاء .. على الأكثر يوجد خطئان اثنان فقط وهذه علامة استفهام .. أضعها عند هذا البيت الذي قالت فيه : في قصيدة ( إلى الرحمن أشكو ) بفضلك أغنني عمن سواك ** وعن إتيان ((ذنب بالحلال )) ( لم أفهم ) أخيراً ..سيدتي ... قلتِ في ( حلم ) يوماً سينبلج الظلام وننتشي ** ونعيش في رغد الحياة ونحلمُ ونجوب آفاق السماء بعـزّنا ** يوماً سيبزغ فجرنا لا نســـأم ذات يوم أقول الآن : سينقشع سوادُ الأفق ويأتي الفرحُ على جناح طيف يحمل البشائر آن لجريرة الشوق أن تلملمَ صراخها في جراب الصمت وترحل وفي عالم لا يبشر بحياة يأتي ندى حرفك يصيب صحراء الروح وقريباً – بإذن الله – سألقاك على متن نجم يسافر في مجرات الروعة . سيكون يوم مولد قصائد يضمها ديوان آخر وآخر بقلمي تحية ... ناريمان |
رد: مليون رد - كشكول منابر
يكفي معاناةً.... إهداءإلى أسرانا البواسل الشاعر مشرف بشارات هون عليك إذا حلت بك النوبُ واكسر وثاقك إن ضاقت بك النقبُ هون عليك فإن الشمس ساطعةٌ لن تحجب الشمسَ غيماتٌ ولا سحبُ يكفي بأنك تفني العمرَ تضحيةً ويعيش غيرك لا جدٌ ولا نصبُ من ذا يصدق أن السجن يبعدنا أو من يصدق أن الشمس تحتجبُ السجن ليلٌ وكم في الليل من ظللَم ٍ والسجن ظلمٌ ولولا الظلم ُ ما غضبوا السجن أغلالٌ تدمي كفوف الريح السجن أفوامٌ صمدوا وما تعبوا السجنُ أشواقٌ بقلوبنا اشتعلت واحرَ أشواقٍ في الصمت تنتحبُ السجن دمعاتٌ في العين محرقةٌ والأم صابرةٌ والدمعُ ينسكبُ السجن جلادٌ تهتز كفاهُ من وقع ضربته النصرُ يقتربُ السجن مدرسةٌ للعلم والتحرير في كل زاويةٍ فرسانها كتبوا يكفي معاناةً يا قوم واستفقوا قد ضاع صاحبكم من طول ما شجبوا يكفي معاناةً ولتسمحواللريح في أوج ثورتنا فلينطق اللهبُ يا صاحب العمرِ العهدُ أحفظهُ ماكنت تخشاهُ غرقت به الركبُ لا تعجبنّ بمالٍ ضاع صاحبه المجد يبقى ومال القوم ينتهبُ فلا يغرك أقوامٌ إذا افتخروا وافخر بأنك للأوطان تنتسبُ وافخر بأنك من سلالةِ أحمدٍ خيرِ البريةِ إن أحصوا وإن نسبوا وافخر بصنعك واحذوا حذوَ من سبقوا إنّ الحياَة بما قدمتَ تُحتَسَبُ |
رد: مليون رد - كشكول منابر
اللغة العربية تتميز اللغة العربية بأصالة ماضيها؛ فهي من أقدم اللغات في العالم، فهي لغة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، كما أنها اللغة التي نزل بها كلام الله تعالى في القرآن الكريم؛ أي قبل 1400 عام، ومازالت من اللغات المستخدمة بين العرب حتى يومنا هذا، وكان العصر الذهبي لهذه اللغة مع انتشار الإسلام، وإقبال العجم لتعلم العربية حتى يتسنى لهم قراءة القرآن الكريم، بالرغم من العولمة وظهور المصطلحات الدخيلة، واللغة العامية التي تنتشر بين الناس، تبقى اللغة العربية الفصحى هي المرجع الأساسي عند التخاطب والتواصل بين كل عربي يتحدث اللغة العربية، كما تستخدم العربية الفصحى في التعليم، والكتابة، وفي وسائل الإعلام المختلفة. اكتسبت اللغة العربية الجمال والإبداع من جمال حروفها عندما تُنطق وتُسمع وتُكتب، فعندما تكتب بالخط العربي فلا بدّ من لمسة فنية تزين أحرفها من زخارف، ونقوش، وحركات التشكيل كما تظهر في القرآن الكريم، أو تزين بها المساجد، أو كما ترسم في الكتب والصحف، وعلى بعض أنواع المجوهرات والحُليّ، عندما تتحرك بها الألسن تتجلى فيها البلاغة والفصاحة والصور البديعية، والكثير من المعاني، وهذا ما يتميز به القرآن الكريم الذي عندما نزل تحدى العرب، وخصوصاً قريش في البلاغة والفصاحة، وهذا ما تعجب منه فصحاء قريش عندما سمعوا تلاوة القرآن الكريم. يظهر جمال اللغة العربية في الشعر، والنثر، والخطابة، والقصة، والرواية، وفي النحو، والصرف، حيث يعتبر الشعر فناً أدبياً أقبل عليه الكثير من الشعراء الذي برعوا في كافة ألوان الشعر من غزل، ومدح، وذم، ورثاء، ومن أبرز شعراء العربية هم شعراء المعلقات السبع، والمتنبي، وأحمد شوقي، وأبو القاسم الشابي، فكل هؤلاء برعوا بالبلاغة وجزالة اللفظ والمعنى باستخدام القافية أو بحور الشعر، والمحسنات البديعية التي تضفي لمسة جميلة تطرب الآذان، فاللغة العربية هي لغة مرنة تعايشت مع كل الأزمان ومختلف الأجناس، ومن جمالها أيضاً أنّ المرء يستطيع أن يعبر عما بداخله بشكل صريح ومباشر أو بالتلميح. من التحديات التي تعرقل انتشار اللغة العربية بعدما ساهمت في نهضة أوروبا سابقاً هو مجال البحوث العلمية، فعند كتابة البحث العلمي تستخدم لغات أخرى غير العربية، مما يعرقل دورها في الانتشار بين ثقافات العالم الأخرى، كما أنّ التقدم التكنولوجي الحديث يعتمد على اللغة الإنجليزية عند تأسيس تطبيقاته، فأدى ذلك إلى قلة الاهتمام بالعربية، والإقبال على تعلم الإنجليزية، كما ساهم الانفتاح على اللغات الأخرى دخول مصطلحات أجنبية بدل الكلمات العربية. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
ليلة القدر .. أفضالها وعلاماتها أفضل الليالي: سميت بليلة القدر بمعنى "القدر والشرف"، تُكتب فيها المقادير، وهي الليلة التي أنزل الله بها القرآن على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويترقب أن تصادف في الليالي 21 و23 و25 و27 و29 من شهر رمضان. وصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة في قوله تعالى "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين"، وأنه يُقضى فيها ما يكون خلال العام "فيها يٌفرق كل أمر حكيم". أنزل الله تعالى سورة القدر: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5). وعن مجاهد : أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، قال : فعجب المسلمون من ذلك ، قال : فأنزل الله عز وجل : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر ) التي لبس ذلك الرجل السلاح في سبيل الله ألف شهر . عن فضلها، أخبرنا الله تعالى في اللوح المحفوظ أن "ليلة القدر خير من ألف شهر"، أي ما يعادل نحو 84 عامًا، ومن أدركها فهو ذو حظ عظيم، فكم من سعيد في هذه الدنيا قد نال سعادته بفضل دعائه في هذه الليلة المباركة، التي تعد أفضل الليالي. يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها ، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة ، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن ويحيطون بحلق الذكر ، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيما له يجب الإكثار من أدعية ليلة القدر، وكان أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام، والسلف، يعظمون هذه العشر الأواخر من رمضان ويجتهدون فيها بأنواع الخير. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
علامات ليلة القدر: تلك العلامات وردت في أحاديث شريفة، وهنا نشير لـ 4 علامات رئيسية لليلة القدر.. قد تصادف إحداها الليالي الوترية (الفردية) في العشر الأواخر من رمضان. العلامة الأولى: تطلع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع) - رواه مسلم. العلامة الثانية: يطلع القمر فيها مثل (شق جفنة) أي "نصف قصعة"، وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال (أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة) - رواه مسلم العلامة الثالثة: ليلة معتدلة "لا هي حارة ولا باردة"، فقد قال فيها الرسول صلى الله عليه وسلم (ليلة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة) رواه ابن خزيمة وصححه الألباني. العلامة الرابعة: ليلة قوية الإضاءة ولا يُرمى فيها بنجم، أي: لا ترى فيها الشهب التي ترسل على الشياطين، وقد ثبت عند الطبراني بسند حسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنها ليلة بلجة -أي: منيرة- مضيئة، لا حارة ولا باردة، لا يرمى فيها بنجم). من علاماتها أيضًا: انشراح النفس وطمأنينة القلب بالإضافة لسكون الرياح وصفاء السماء. عن عبادة بن الصامت : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ليلة القدر في العشر البواقي ، من قامهن ابتغاء حسبتهن ، فإن الله يغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وهي ليلة وتر : تسع أو سبع ، أو خامسة ، أو ثالثة ، أو آخر ليلة ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة ، كأن فيها قمرا ساطعا ، ساكنة سجية ، لا برد فيها ولا حر ، ولا يحل لكوكب يرمى به فيها حتى تصبح . وأن أمارتها أن الشمس صبيحتها تخرج مستوية ، ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر ، ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ " . |
رد: مليون رد - كشكول منابر
دعاء ليلة القدر: سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالت: يا رسول الله "إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها"، قال: قولي "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عني". الرسول علّم السيدة عائشة كيفية الدعاء، فقال لها: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل، قولي "اللهم إني أسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم". وتابع صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد صلى الله عليه وسلم، وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدًا. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
من روائع الدعاء في ليلة القدر: ربنا لك الحمد، ملء السماوات والأرض وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجَد منك الجد. اللهم إن كانت هذه ليلة القدر فاقسم لنا فيها خير ما قسمت، واختم لنا في قضائك خير ما ختمت، واختم لنا بالسعادة فيمن ختمت. اللهم اجعل اسمي في هذه الليلة في السعداء وروحي مع الشهداء واحساني في عليين وإساءتي مغفورة. اللهم افتح لنا الليلة باب كل خير فتحته لأحد من خلقك وأوليائك وأهل طاعتك ولا تسده عنا، وارزقنا رزقًا من رزقك الطيب الحلال تغيثنا به. اللهم ما قسمت في هذه الليلة المباركة من خير وعافية وصحة وسلامة وسعة رزق فاجعل لنا منه نصيبًا، وما أنزلت فيها من سوء وبلاء وشر وفتنة فاصرفه عنا وعن جميع المسلمين. اللهم ما كان فيها من ذكر وشكر فتقبله منا وأحسن قبوله، وما كان من تفريط وتقصير وتضييع فتجاوز عنا بسعة رحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم لا تصرفني من هذه الليلة إلا بذنب مغفور، وسعي مشكور، وعملٍ متقبل مبرور، وتجارة لن تبور، وشفاءٍ لما في الصدور، وتوبة خالصة لوجهك الكريم. اللهم امدد لي في عمري وأوسع لي في رزقي، وأصح لي جسمي، وبلغني أملي، واكتبني من السعداء. اللهم اجعلني ووالديَّ وأهلي وذريتي والمسلمين جميعًا فيها من عتقائك من جهنم وطلقائك من النار. اللهم اجعلني في هذه الليلة ممن نظرت إليه فرحمته، وسمعت دعاءه فأجبته. اللهم أسألك في ليلة القدر وأسرارها وأنوارها وبركاتها أن تتقبل ما دعوتك به وأن تقضي حاجتي يا أرحم الرحمين. اللهم ارزقني فضل قيام ليلة القدر وسهل أموري فيه من العسر إلى اليسر، واقبل معاذيري وحط عني الذنب والوزر يا رؤفًا بعبادة الصالحين. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. اللهم اعتق رقابنا ورقاب أحبائنا وكل من له حق علينا من النار. اللهم اجعل فيما تقضي وتقدر من الأمر المحتوم وفيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الذي لا يرد ولا يبدل أن تكتبني من حجاج بيتك الحرام، واجعل فيما تقضي وتقدر أن تطيل عمري وتوسع في رزقي. اللهم تغمدني فيها بسابغ كرمك واجعلني فيها من أوليائك واجعلها لي خيرًا من ألف شهر مع عظيم الأجر وكريم الذخر. اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل وصحب سيدنا محمد، صلاة مباركة من قلوب محبة عاشقة لجماله وكماله، وببركة الصلاة عليه، اغفر لنا ما انطوت عليه نفوسنا من قبائح الضمائر، وسواد البصائر، وغطنا برداء سترك الجميل، يوم تبلى السرائر. |
رد: مليون رد - كشكول منابر
يوم الفطر يوم الفطر يسمى في السماء بيوم الجائزة وأعمال المسلم في هذا اليوم كثيرة كما يقول الدكتور عبد الحليم منصور رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، منها ما يأتي : 1 – التكبير : قال تعالى : ( ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ) وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " زينوا اعيادكم بالتكبير " 2 – صلاة عيد الفطر : فعن سَعِيدِ بن أَوْسٍ الأَنْصَارِيِّ عن أبيه قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم إذا كان يَوْمُ الْفِطْرِ وَقَفَتِ الْمَلائِكَةُ على أَبْوَابِ الطُّرُقِ فَنَادَوْا أغدوا يا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ إلى رَبٍّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثِيبُ عليه الْجَزِيلَ لقد أُمِرْتُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَقُمْتُمْ وَأُمِرْتُمْ بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُمْ وَأَطَعْتُمْ رَبَّكُمْ فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُمْ فإذا صَلَّوْا نَادَى مُنَادٍ أَلا إِنَّ رَبَّكُمْ قد غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إلى رِحَالِكُمْ فَهُوَ يَوْمُ الْجَائِزَةِ وَيُسَمَّى ذلك الْيَوْمُ في السَّمَاءِ يوم الْجَائِزَةِ 3 – صلة الأرحام : عن أبي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا قال يا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ .. فقال النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شيئا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وتوتي الزَّكَاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ " وعن بن شِهَابٍ أَنَّ مُحَمَّدَ بن جُبَيْرِ بن مُطْعِمٍ قال إِنَّ جُبَيْرَ بن مُطْعِمٍ أخبره أَنَّهُ سمع النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم يقول :" لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ ": وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم:" يقول من سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ " وعن أبي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حتى إذا فَرَغَ من خَلْقِهِ قالت الرَّحِمُ هذا مَقَامُ الْعَائِذِ بِكَ من الْقَطِيعَةِ قال نعم أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ من وَصَلَكِ وَأَقْطَعَ من قَطَعَكِ قالت بَلَى يا رَبِّ قال فَهُوَ لَكِ قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فاقرؤوا إن شِئْتُمْ " فَهَلْ عَسَيْتُمْ إن تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا في الأرض وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ " 4 – التزوار والتواصل وإنهاء القطيعة والخصام مع المسلمين : فقد ورد في الحديث ( أنه تفتح أبواب الجنة فى كل خميس و إثنين فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كان بينه و بين أخيه شحناء فيقال أنظروا هذين حتى يصطلحا ) وعَنِ بن عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهُ عنهما قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ثَلاثَةٌ لا يَقْبَلُ اللَّهُ لهم صَلاةً إِمَامُ قَوْمٍ وَهُمْ له كَارِهُونَ وَامْرَأَةٌ بَاتَتْ وَزَوْجُهَا عليها غَضْبَانُ وَأَخَوَانِ مُتَصَارِمَانِ ( أي متخاصمان ) وعن أبي هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم انه قال لاَ تَقَاطَعُوا وَلاَ تَبَاغَضُوا وَلاَ تَحَاسَدُوا وَلاَ تَدَابَرُوا وَكُونُوا إِخْوَاناً كما أَمَرَكُمُ الله " 5 - مصافحة المسلمين في الطرقات والأماكن العامة وغيرها : فعن الْبَرَاءِ بن عَازِبٍ قال قال رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم ما من مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إلا غُفِرَ لَهُمَا قبل أَنْ يَتَفَرَّقَا " وعن أنس أن نبي الله صلى اللَّهُ عليه وسلم قال ما من مسلمين التقيا أخذ أحدهما بيد صاحبه إلا كان حقا على الله عز وجل أن يحضر دعاءهما ولا يفرق بين أيديهما حتى يغفر لهما " 6 - إدخال السرور على الفقراء والمساكين : فعن عائشة قالت قال رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم من أدخل على أهل بيت من المسلمين سرورا لم يرض الله له ثوابا دون الجنة وعن جابر مرفوعا من أدخل على أهل بيت سرورا خلق الله من ذلك السرور خلقا يستغفرون له إلى يوم القيامة 7 – الفرح بالعيد : قال تعالى " قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ " قال القرطبي " قوله تعالى : ( قل بفضل الله وبرحمته ) قال أبو سعيد الخدري وبن عباس رضي الله عنهما : فضل الله القرآن ورحمته الإسلام وعنهما أيضا : فضل الله القرآن ورحمته أن جعلكم من أهله وعن الحسن والضحاك ومجاهد وقتادة : فضل الله الإيمان ورحمته القرآن على العكس من القول الأول وقيل : غير هذا ( فبذلك فليفرحوا ) إشارة إلى الفضل والرحمة والعرب تأتي بذلك للواحد والأثنين والجمع " وعن أنس أن النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم قال : " من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " 8 – الأكل والشرب والتوسعة على أهل البيت من غير إسراف : قال اللَّهِ تَعَالَى " قُلْ من حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ التي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ " وقال النبي صلى اللَّهُ عليه وسلم كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبَسُوا وَتَصَدَّقُوا في غَيْرِ إِسْرَافٍ ولا مَخِيلَةٍ وقال ابن عَبَّاسٍ كُلْ ما شِئْتَ وَالْبَسْ واشرب ما شِئْتَ ما أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ سَرَفٌ أو مَخِيلَةٌ " وعن عَمْرِو بن شُعَيْبٍ عن أبيه عن جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم قال كُلُوا وَاشْرَبُوا وَتَصَدَّقُوا وَالْبَسُوا غير مَخِيلَةٍ وَلاَ سَرَفٍ وقال يَزِيدُ مَرَّةً في غَيْرِ إِسْرَافٍ وَلاَ مَخِيلَةٍ " وقال تعالى " يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " وقال تعالى في سورة الانعام " وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ " |
رد: مليون رد - كشكول منابر
فضل العشر الأواخر من رمضان وخصائصها إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: فيا عبادَ الله: ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [1]. معاشر المؤمنين: اشكروا الله على نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى، ومن هذه النعم العظيمة أن بلَّغكم رمضان وقد حُرِمَ هذه النعمة كثير من الناس، ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [2]. ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾[3]. ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [4]. وإن شكرتموه بأفعالكم وأقوالكم وقلوكم زادكم من فضله، وإحسانه، وتوفيقه، وامتنانه، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [5]. عباد الله: كُنَّا بالأمس القريب نستقبل رمضان بالبهجة والسرور، وقد أسرعت الأيام حتى ذهب أكثره وقد أحسن أنَاسٌ في الأيام الماضية فصاموا النهار وقاموا الليل، وقرأوا القرآن، وتصدقوا وأحسنوا، وتركوا المعاصي والسيئات، فلهم الأجر العظيم، والثواب الكبير، وعليهم المزيد في الباقي من أيام رمضان المبارك، وقد أساء آخرون فأخلُّوا بالصيام، وتركوا القيام، وسهروا الليالي الطوال على قيل وقال، وإضاعة المال، ومنعٍ وهات، وهجروا القرآن، وبخلوا بأموالهم، لكن الله تعالى ذو الفضل العظيم والإحسان العميم، يقبل التوبة ويعفو عن السيئات لمن تاب وأناب، وقد جعل سبحانه العشر الأواخر من رمضان فرصة لمن أحسن في أول الشهر أن يزاد، ولمن أساء أن يستدرك ما فاته؛ ويغتنم هذه الأيام العشر في الطاعات وما يقربه من الله تعالى، والعشر الأواخر لها خصائص وفضائل منها: • نزول القرآن في العشر الأواخر من رمضان، في ليلة القدر، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [6]. وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾[7]. وهذا من أعظم فضائل العشر: أن الله أنزل هذا النور المبين فأخرج به من الظلمات إلى النور، ومن الجهل إلى نور العلم والإيمان، وهذا القرآن العظيم شفاءٌ وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين، وموعظة وشفاء لما في الصدور، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾[8]. • ومن خصائص هذه العشر الأواخر ليلة القدر والعبادة في هذه الليلة خير من العبادة في ألف شهر، فالعبادة فيها خير وأفضل من العبادة في ثلاث وثمانين سنة وما يقرب من أربعة أشهر، وهذا فضل عظيم لمن وفقه الله تعالى. قال عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [9]. وليلة القدر لها فضائل كثيرة، منها: الفضيلة الأولى: أن الله أنزل القرآن فيها الذي به هداية العباد وسعادتهم في الدنيا والآخرة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ وقال عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾. الفضيلة الثانية: في هذه الليلة يفرق كل أمر حكيم، أي يُفصل من اللوح المحفوظ ما هو كائن في السنة: من الأرزاق، والآجال، والخير والشر. الفضيلة الثالثة: ما يدل عليه الاستفهام من التفخيم والتعظيم لهذه الليلة في قوله سبحانه: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ﴾. الفضيلة الرابعة: أن هذه الليلة مباركة ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾. الفضيلة الخامسة: أن هذه الليلة خير من ألف شهر. الفضيلة السادسة: تتنزل الملائكة فيها، والروح وهو جبريل؛ لكثرة بركتها، وهم لا ينزلون إلا بالخير والبركة. الفضيلة السابعة: أن هذه الليلة سلام حتى مطلع الفجر؛ لكثرة السلامة فيها من العقاب، والعذاب، بما يقوم به العبد من طاعة الله عز وجل. الفضيلة الثامنة: أن من قامها إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه[10]. الفضيلة التاسعة: أن من أدركها واجتهد فيها ابتغاء مرضاة الله فقد أدرك الخير كله، ومن حرمها فقد حُرِم الخير كله، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتاكم رمضان شهر مبارك، فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تُفتحُ فيه أبواب الجنة، وتُغلقُ فيه أبواب الجحيم، وتُغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حُرِم"[11]. وعن أنس رضي الله عنه قال: دخل رمضان فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن هذا الشهر قد حضركم، وفيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَها فقد حُرِمَ الخير كله، ولا يحرَمُ خيرَها إلا محرومٌ"[12]. الفضيلة العاشرة: أن الله أنزل في فضلها سورة كاملة تُتلى إلى يوم القيامة: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾. • ومن خصائص هذه العشر اجتهاد النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيامها، والأعمال الصالحة فيها اجتهاداً عظيماً، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله، وجدَّ وشدَّ المئزر"[13]. ومعنى شد المئزر: أي شمر واجتهد في العبادات، وقيل: كناية عن اعتزال النساء. وعنها رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره"[14]. وهذا الإحياء شامل لجميع أنواع العبادات: من صلاة، وقرآنٍ، وذكرٍ، ودعاء، وصدقة، وغيرها، ومما يدل على فضل العشر: إيقاظ الأهل للصلاة والذكر، ومن الحرمان العظيم أن ترى كثيراً من الناس يُضيِّعون الأوقات في الأسواق، وغيرها، ويسهرون فإذا جاء وقت القيام ناموا، وهذه خسارة عظيمة، فعلى المسلم الصادق أن يجتهد في هذه العشر المباركة، فلعله لا يدركها مرة أخرى باختطاف هاذم اللذات، ولعله يجتهد فتصيبه نفحة من نفحات الله تعالى فيكون سعيداً في الدنيا والآخرة. • ومن خصائص هذه العشر الاعتكاف فيها، وهو لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وهو ثابت بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ﴾ [15]. وعن عائشة رضي الله عنها، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده[16]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين يوماً"[17]. وفي لفظ: "كان يعرضُ على النبي - صلى الله عليه وسلم - القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قُبض فيه، وكان يعتكف في كل عام عشراً فاعتكف عشرين في العام الذي قُبض فيه"[18]. وذكر ابن حجر رحمه الله أن المراد بالعشرين: العشر الأوسط والعشر الأخير[19]، ويدل على معناه حديث أبي سعيد رضي الله عنه في صحيح مسلم[20]. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين قال: "من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر فقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها... فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كل وتر"[21]. وفي حديث أبي سعيد رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: "إني أعتكف العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل لي: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" فاعتكف الناس معه، قال: "وإني أُريتُها ليلة وترٍ..." [22]. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أجدُ الناس بالخير، وكان يلقاه في كل ليلةٍ في شهر رمضان حتى ينسلخ يعرضُ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن، فإذا لقيه جبريل كان أجود بالخير من الريح المرسلة"[23]. والمقصود بالاعتكاف انقطاع الإنسان عن الناس ليتفرغ لطاعة الله تعالى في مسجد من مساجد الله طلباً لفضل ثواب الاعتكاف من الله تعالى، وطلباً لإدراك ليلة القدر، وله الخروج من معتكفه فيما لا بد منه: كقضاء الحاجة، والأكل والشرب إذا لم يُمكن ذلك في المسجد. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [24]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد: عباد الله: اجتهدوا في طاعة الله تعالى وخصُّوا هذه العشر المباركة بمزيد من الاجتهاد طلباً للثواب ومضاعفة الأجر في هذه الليالي، وطلباً لليلة القدر التي اختصت بها العشر الأواخر من رمضان كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إني أُريت ليلة القدر ثم أُنسيتها - أو نُسِّيتها - فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر"[25]. وفي حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "تحرُّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان"[26]. فليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان يقيناً لا شك فيه،وهي في الأوتار أقرب؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر: في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى"، وفي لفظ: "هي في العشر الأواخر في تسع يمضين أو في سبع يبقين"[27]. وقد تكون في الأشفاع؛ فإنه جاء في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: "التمسوها في أربع وعشرين"[28] وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجتهد في هذه العشر ما لا يجتهد في غيره، وكان الصحابة رضي الله عنهم يجتهدون اجتهاداً عظيماً، قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول الله، أرأيت إن علمت أيّ ليلة ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: "قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عني"[29]. فعلى العبد الصادق أن يجتهد في جميع ليالي العشر ويحصل عليها يقيناً لا شك فيه، وقد أخفى الله ليلة القدر رحمة بعباده؛ لأمور منها: زيادة حسناتهم إذا اجتهدوا في العبادة بأنواعها في هذه الليالي، واختباراً لعباده؛ ليتبين الصادق في طلبها من غيره؛ فإن من حرص على شيء جد في طلبه. هذا وصلوا على خير خلق الله نبينا محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، ورضي عن أصحابه: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وعن سائر أصحابه أجمعين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، اللهم آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، اللهم وفقنا لقيام ليلة القدر إيماناً واحتساباً ياذا الجلال والإكرام، اللهم إنك عفو تحب الحب فاعفو عنا. عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [30]. فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ﴿ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾[31]. [1] سورة آل عمران، الآية: 102. [2] سورة إبراهيم، الآية: 34. [3] سورة النحل، الآية: 18. [4] سورة النحل، الآية: 53. [5] سورة إبراهيم، الآية: 7. [6] سورة القدر، الآية: 1. [7] سورة الدخان، الآية: 3. [8] سورة يونس، الآية: 58. [9] سورة القدر، الآيات: 1 - 5. [10] البخاري برقم 35، ومسلم، برقم 760. [11] النسائي برقم 2108، وصححه الألباني في صحيح النسائي 2/456. [12] ابن ماجه، برقم 1644، وقال الألباني في صحيح ابن ماجه 2/59: "حسن صحيح". [13] البخاري، برقم 2024، ومسلم 1174. [14] مسلم، برقم 1175. [15] سورة البقرة، الآية: 187. [16] البخاري برقم 2026، ومسلم برقم 2044. [17] البخاري برقم 2044. [18] البخاري برقم 4998. [19] فتح الباري 9/46. [20] مسلم برقم 215 1167، والبخاري 2018. [21] البخاري برقم 2027. [22] مسلم برقم 215 1167 والبخاري برقم 2018. [23] البخاري برقم 4997، ومسلم برقم 2308. [24] سورة القدر، الآيات: 1 - 5. [25] البخاري، برقم 2016. [26] البخاري برقم 2020. [27] البخاري برقم 2021 ورقم 2022. [28] البخاري برقم 2022. [29] الترمذي برقم 3513 وغيره من الخمسة، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 3/446. [30] سورة النحل، الآية: 90. [31] سورة العنكبوت، الآية: 45. |
الساعة الآن 05:52 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.