منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 02-07-2016 05:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحيران في الأرض
يصوّر الحق - فيما يصور - حالة العبد الضّـال المتحير في هذه الحياة ، المبتعد باختياره عن جادة الهدى ، فيقول: { كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى }..
فهو إنسان حائر وكأنه على مفترق طرق عديدة ، لا يعلم طريق الخلاص منها ، والشياطين تحيط به تطلب هواه ، بمعنى أنها تطلب منه أن يهوى ما فيه ( هلاكه ) ، أو بمعنى أنها تطلب منه ( الحب ) والهوى لنفس الشياطين ، وذلك بحبّ ما تدعو الشياطين إليه ..
فتكون الصورة الثانية أبلغ في تجسيد هذا الخذلان ، لأنها تمثل الشياطين وكأنها امرأة تطلب هوى الغريم ، وتسعى لإيقاعه في عشقها ، ومن ثَمَّ الفتك بهذا العاشق البائس بعد ( ارتمائه ) في أحضانهـا .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
7 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-08-2016 03:23 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التصرف في الحس
ذكر الحق في كتابه الكريم: { إذ يغشيكم النعاس أمَـَنة منه }، وقال أيضا: { وإذ يريكموهم في أعينكم قليلا } ، مما يستفاد من ذلك أن الحق يتصرف حتى في ( حواس ) العباد ، لمصلحة يراها بحكمته ، إضافة إلى تصرفاته في ( النفوس ) ، كقوله تعالى: { وقذف في قلوبهم الرعب }..
هذا الاعتقاد اليقيني ( بهيمنة) الحق على شؤون العباد ، وكونهم جميعا في قبضته ، يبعث المؤمن على الارتياح التام إلى نصرة الحق ، ولو استلزم التصرف في عالم الأبدان ، فضلا عن عالم النفوس .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-08-2016 03:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
صرف الكيد
ذكر الحق في كتابه مستجيبا لدعاء نبيه يوسف (عليه السلام ) فقال : { فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن }، مما يدل على أن الحق رغم أنه أعطى العبد الاختيار في الأفعال - فله أن يختار المعصية أو الطاعة - إلا أنه في الوقت نفسه ، حريص على استقامة عبده الذي ( استخلصه ) لنفسه ، وجعله في دائرة رعايته الخاصة ، فيصرف عنه موارد الكيد والفتنة ، كما طلبها يوسف (عليه السلام ) من ربه ..
وهذا من مصاديق ( التوفيق ) الذي يتجلى في تيسير سبيل الطاعة للعبد تارة ، وإبعاده عن سبيل المخالفة تارة أخرى ، خلافا ( للخذلان ) الذي ينعكس فيه الأمر ..ومن هنا تأكّدت الحاجة للدعاء دائما بالتوفيق وتجنيب الخذلان ، ومن دون هذا التوفيق ، كيف يستقيم العبد في سيره إلى الحق ، مع وجود العقبات الكبرى في الطريق ؟!..ولهذا يدعو أمير المؤمنين كما روي عنه بقوله: { إلهي إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق ، فمن السالك بي إليك في واضح الطريق ؟! }.

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-08-2016 03:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
جعل الود من الرحمن
إن قوله سبحانه : { سيجعل لهم الرحمن ودا } تشير إلى حقيقة هامة ، وهي أن الود من ( مجعولات ) الرحمن يجعلها حيث يشاء ، ولا خلف لجعله كما لا خلف لوعده ..
إن من يتمنى هذه المودة المجعولة من جانب الحق ، عليه أن يرتبط بالرحمن برابط الود..فإذا تحقق هذا الودّ بين العبد وربه ، نشر الحق وده في قلوب الخلق بل - كما روي - في قلوب الملائكة المقربين ..وهذا هو السر في محبوبية أهل ( وداد ) الحق ، رغم انتفاء الأسباب المادية الظاهرية لمثل ذلك ..
وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : { من أقبل على الله تعالى بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بالودّ والرحمة }-

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-10-2016 05:44 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
زيّ العبودية

كثيرا ما يرى العبد أنه الفعال لما يريد في هذه الحياة ، لتمكّنه من علاقة السببية القائمة بين أفعاله والنتائج ، فيشرب الدواء ليتسبب منه الشفاء وهكذا في كل موارد التسبيب ..
إن من الضروري في هذا المجال الالتفات إلى أن طرفي النسبة وهو - الدواء والشفاء - منتسبان إلى الحق مباشرة ، وإن تسبّب العبد في إيجاد الربط بينهما ..
فهو ( الخالق ) للدواء والمبدع ( لسَببّيته ) في الشفاء ، كما أنه المؤثر في ( قابلية ) البدن للشفاء بذلك الدواء ، وهو الذي بمشيئته يرفع السببية بين الطرفين - لو شاء في مورد - وإن أعمل العبد جهده في إيجاد الربط بينهما ..
كما أنه بمشيئته أيضا قد يحقق المسبَّب من دون وجود سبب عادي من عبده ، كما في موارد الكرامة والإعجاز . وبذلك لزم على العبد الالتفات إلى كل ذلك ، لئلا يخرج من زي العبودية للحق المتعال ، أثناء تعامله مع عالم الأسباب .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
10 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-10-2016 06:33 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
من أشق الرياضات
إن من الرياضات الشاقة وعظيمة الأثر في مسيرة العبد هو الذكر ( الدائم ) للحق . وإلا فإن الرياضات التي يستعملها أهل الرياضات الشاقة - في المذاهب المنحرفة - لها صفة ( التوقيت ) ، ويتعلق ( بالأبدان ) غالبا ، والحال أن استغراق أكثر الوقت بذكر الحق المنعكس على الأبدان والقلوب معا ، مما لا يتيسر إلا للنفوس التي بلغت أعلى درجات القدرة على ترويض النفس ، وحبْسها على التوجّـه الدائم إلى جهة واحدة ، رغم وجود الصوارف القاهرة التي لا يطيقها حتى أهل الرياضات البدنية الشاقة فضلا عن غيرهم ..والسبب في ذلك أن انقياد ( النفس ) للإرادة أشق من انقياد ( البدن ) للإرادة نفسها ..فإن البدن أطوع قيادا للإرادة قياسا إلى النفس ، إذ أن الإرادة أشد إحاطة بالبدن مقارنة بالنفس الجموحة ، وخاصة في مجال نفي الخواطر الذهنية ، وصرف الدواعي النفسانية .
************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
10 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-10-2016 06:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الصور الجميلة الفانية
إن الأحداث التي تمر على الإنسان - حلوُها ومرّها - ما هو إلا تبدّل مستمر لما هو واقع في ( الخارج ) إلى ما هي ( الصورة ) في الذهن ، وعليه فإن المستمتع بأنواع المتع في الحياة ، لديه كمّ هائلٌ من الصور الجميلة المختزنة في ذهنه والمنعكسة من الواقع الذي عاشه ، ولطالما كلّفته هذه الصور صرف المال وتجاوز الحدود الإلهية ..مَثَله في ذلك كمَثَل من يجمع الصور الجميلة للذوات الجميلة ، من دون أن يتمثّـل شيءٌ من الواقع بين يديه ..كما أن الأمر كذلك في الحوادث المحزنة ، إذ تذهب آلام الماضي ، لتحل محلها ذكريات لا أثر لها لولا تذكّرها ..
إن تصوّر هذا الواقع للحياة ، ( يهوّن ) على الإنسان كثيرا من المآسي ، كما يخفّف من اندفاعه المتهور نحو اقتناء اللذات التي وصفت بما ذكر ، من التبدل المستمر من الواقع الخارجي إلى الصورة الذهنية .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
10 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-11-2016 08:25 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

المتهجدون هم أولو النهى
روي عن النبي (صلى الله عليه و آله وسلم) أنه قال : { خياركم أولو ااـنّهى }فقيل يا رسول الله ومن أولو الـنّهى ؟ ، فقال : { المتهجدون بالليل والناس نيام }. فالملاحظ أن الـنّهى أمر مرتبط بعالم التعقل واللب ، ومن هنا كان هو المُدرك للآيات والعلامات الدالة على الحق ، وقد ورد في القرآن الكريم: { إن في ذلك لآيات لأولي الـنّهى }..
إن التهجد حالة عبادية يتمثل في توجه القلب إلى الحق المبين ، فما الارتباط إذن بين النـّهى والتهجد ؟!..
ودفعا للاستغراب أقول إن للعبادة دوراً أساسياً في تكميل العقل من جهات: فالعبادة - في نفسها - لا تخلو من (تـدبر) وخاصة في الأسحار ، أضف إلى أنها ( مـانعة ) لغلبة الشهوات القاضية على ازدهار العقل في الوجود البشري ، أضف إلى ( مِنَـح ) الحق الموجبة لتكميل أحب ما خلق وهو العقل في هؤلاء العباد ..فكما أنه يكسو أصحاب الليل من أنوار جلاله ، جزاء خلوتهم به - ولهذا صاروا كما روي من أحسن الناس وجها - فإنه كذلك يكسو عقولهم من أنوار المعارف الحقة ، ما لا يُـعطاها جهابذة الفكر البعيدون عنه .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق

11 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-11-2016 08:36 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مصادر المعرفة

إن من مصادر المعرفة:( (الوحي ) وهو كشف الحقيقة كشفا مباشرا مجاوزا للحس ومقصورا على من اختارته يد العناية الإلهية ..
و( العقل ) وهو في اللغة الحَجْر والـنَّهْي ، وصار شبيها بعقال الناقة في أنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل ، كما يمنع العقال الدابة من الشرود ..
و( الإلهام ) وهو إلقاء الحق في نفس الإنسان أمراً يبعثه على الفعل أو الترك ، بلا اكتسابٍ أو فكرٍ وهو وارد غيبـي ..
و( الحس ) وهو إعمال أدوات المعرفة الطبيعية في كشف مجاهل عوالم المحسوسات المرئية وغير المرئية ..
والمصادر الثلاثة الأخيرة للمعرفة ، متاحةٌ للجميع بشروطها المتناسبة مع كل واحدة منها .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
11 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-11-2016 08:56 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
همزات الشياطين
يستعيذ العبد بربه من همزات الشياطين ، والهمز هو النخس ، شُـبّه ذلك بهمز الدواب عند المشي ، والمهمزة عصا في رأسها قطعة حديد مدببة ينخس بها الحمار ونحوه ، فكأن الشيطان جعل نفسه ( كالراعي ) للقطيع الذي يملكه ، فله الحق متى شاء أن يهمز من يسوقه إذا تباطأ في السير ، وفي ذلك غاية ( الـمذلة ) والهوان لمن خُلق في ( أحسن ) تقويم ..
إن الالتفات إلى هذه الحقيقة المـرّة - وما أكثر تحققها في حياة البشرية - يجعل العاقل يتمرد على سلطان الشيطان الذي يوصله إلى مستوى البهائم ، التي تفقد حريتها في انتخاب السبيل الأصلح .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
11 - 2 - 2016

ناريمان الشريف 02-16-2016 04:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 203149)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الصبغة الواحدة
إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا ..
إن الموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية )..
وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا ..
ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود ..
إن السر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب ، وقد ورد: { أن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات ، أعني لكم الحلال والحرام . فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة ، فالقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات ، فلما أحسوا بذلك عجّـوا إلى الله من ذلك ، فقالوا ربنا عفوك عفوك ، ردّنا إلى ما خلقتنا له فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج }
.
************************************************** **********************************************
حميد
عاشق العراق

1 - 2 - 2016

طبعاً ..
فالإنسان مجبول من خير وشر
وقد قيل :
خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة
وخلق الحيوان من شهوة بلا عقل
وخلق الانسان من كليهما ..
فمن غلبت شهوته عقله كان شراً من الملائكة
ومن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة

تحية ... ناريمان الشريف

حميد درويش عطية 02-17-2016 12:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 203925)
طبعاً ..
فالإنسان مجبول من خير وشر
وقد قيل :
خلق الله الملائكة من عقل بلا شهوة
وخلق الحيوان من شهوة بلا عقل
وخلق الانسان من كليهما ..
فمن غلبت شهوته عقله كان شراً من الملائكة
ومن غلب عقله على شهوته كان خيراً من الملائكة

تحية ... ناريمان الشريف

************************************************** ***********************************
بسم الله الرحمن الرحيم
أختي المبدعة ناريمان الغالية
طاب يومك بكل خير وسعادة
مرورك أسعدني وسرتني كثيرا مشاركتك ، وهي أفضل حافز لي للمواصلة
شكري لك دوما
تحيتي

حميد
17 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-17-2016 02:25 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
زي العبودية
كثيرا ما يرى العبد أنه الفعال لما يريد في هذه الحياة ، لتمكّنه من علاقة السببية القائمة بين أفعاله والنتائج ، فيشرب الدواء ليتسبب منه الشفاء وهكذا في كل موارد التسبيب ..
إن من الضروري في هذا المجال الالتفات إلى أن طرفي النسبة وهو - الدواء والشفاء - منتسبان إلى الحق مباشرة ، وإن تسبّب العبد في إيجاد الربط بينهما ..فهو ( الخالق ) للدواء والمبدع ( لسَببّيته ) في الشفاء ، كما أنه المؤثر في ( قابلية ) البدن للشفاء بذلك الدواء ، وهو الذي بمشيئته يرفع السببية بين الطرفين - لو شاء في مورد - وإن أعمل العبد جهده في إيجاد الربط بينهما ..كما أنه بمشيئته أيضا قد يحقق المسبَّب من دون وجود سبب عادي من عبده ، كما في موارد الكرامة والإعجاز ..
وبذلك لزم على العبد الالتفات إلى كل ذلك ، لئلا يخرج من زي العبودية للحق المتعال ، أثناء تعامله مع عالم الأسباب .

************************************************** ***********************************************
حميد
عاشق العراق
17 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-17-2016 03:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التصرف في ملك الغير
إن مَثَل من ( يُخطِر ) على قلبه الخطورات الفاسدة ، كمَثَل من ( يتصّرف )
في لوح مملوك للغير ، فينقُش فيه ما لا يرضى صاحبه ، ثم يمسحها بعد كل مخالفة لرضا مالكها ..
إن عالم ما وراء الأبدان من - القلب و الفكر - مملوك للحق أيضاً ، كمملوكية عالم الأبدان .. وعليه فإنه لا ينبغي التصرف فيهما بما لم يأذن به المالك ، وإن خفيت هذه الحالة من الغاصبية عن أعين المخلوقين ، بل وإن لم يعتبرها الغاصب غصباً ، لعدم استحضاره لهذه الحالة من الملكية الخفية للحق المتعال ..وقد أشار الحق إلى علمه بهذه التصرفات الباطنية بقوله: { يعلم خائنة العين وما تخفي الصدور}، مما يؤكد حالة الغصبية المذكورة .

************************************************** *************************************************
حميد
عاشق العراق
17 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-17-2016 03:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
وضوح السبيل
قد يتحيّر بعضهم في سلوك أقرب سبيلٍ إلى الحق ، والحال أن الأمر ( واضح ) في كلياته التي يعرفها الجميع ،
إن ( أبهم ) في جزئياته التي تنكشف له أثناء سيره في ذلك الطريق ..
إن المطلوب من العبد هو العمل بما يعلمه ، لـيُفتح له الطريق إلى ما لا يعلمه ، إذ { من عمل بما يعلم ، رزقه الله علم ما لايعلم }..
فالمهم في المقام أن ينفي موانع الوصول ، وإلا فإن اليسير من المقتضيات كافٍ لعناية الحق في حقه .. وليعلم أن الاستغراق في ( الوجوديات ) مع عدم الالتفات إلى ( العدميات ) ، من سبل إغواء الشيطان .

************************************************** ************************************************
حميد
عاشق العراق
17 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-18-2016 04:07 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تقويم القلب وسياسته
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله و سلم ) أنه قال : { قال الله تعالى لا أطلع على قلب عبد ، فأعلم فيه حب الإخلاص لطاعتي لوجهي ، وابتغاء مرضاتي إلا توليت تقويمه وسياسته ، ومن اشتغل بغيري فهو من المستهزئين بنفسه ، ومكتوب اسمه في ديوان الخاسرين }..
إن من الحقائق التي كشفت عنها هذه الرواية الشريفة ، أن الحق تعالى ( يتبنى ) بعض القلوب بالرعاية والتقويم ، كتبنيه لقلوب الأنبياء مع اختلاف الرتب ..
ومن هنا نرى بعض حالات الاستقامة الشديدة لمن أحاطته دائرة المفاسد من دون أن يقع فيها ، وكأنّ هناك من ( يحوطه ) بالرعاية والتسديد في كل خطوة من خطوات حياته ، تزييناً للخير تارة وتكريهاً للفسوق تارة أخرى ..
وقد أشارت الرواية إلى أن من ( مفاتيح ) هذه المنـزلة ، هو حب الإخلاص لطاعة الحق .

************************************************** ************************************
حميد
عاشق العراق
18 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-18-2016 04:24 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الانشغال بالأهل
ورد في الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): { لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك وولدك ، فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله ، فإن الله لا يضيّع أولياءه ، وإن يكونوا أعداء الله ، فما همّك وشغلك بأعداء الله } .
ففيه إيقاظ لأغلب الغافلين في حياتهم الاجتماعية ، الذين يصرفون جُلّ اهتمامهم وخاصة في - مجال الرزق - لمن حولهم ، تاركين الاهتمام بالجوانب الأخرى من التربية والأخلاق الفاضلة ..
إن الاهتمام ( بالأولاد ) ينبغي أن يكون بمقدار ( ما أمر ) به الحق ، وخاصة مع الالتفات إلى تقطّع أواصر القرابة عندما ينفخ في الصوركما ذكره القرآن الكريم .

************************************************** **************************************
حميد
عاشق العراق
18 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-18-2016 04:39 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الانتظار الحق
إن انتظار الفرج - الذي هو من أفضل الأعمال - يذكّرنا بالانتظار المذكور في قوله تعالى: { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ، ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلا }..
إن المنتظرين في هذه الآية هم الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، وهم على أهبة الاستعداد للجهاد منتظرين للشهادة ، ليلتحقوا بركب من مضى قبلهم ..
أضف إلى ذلك أنهم ثابتون على ما هم عليه ، إذ لم يبدلوا تبديلا ..
فأين هذا ( الانتظار ) الواقعي من ( تمنّي ) الانتظار وإبداء الأشواق الخالية من المعاني الصادقة ؟!‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍.

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
18 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-19-2016 12:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
معاشرة ثقيلي المعاشرة
ينبغي تحاشي معاشرة من تثقل معاشرته ..لئلا يلتجئ المرء إلى ( التصنّع ) في حسن المعاشرة معهم ، و( المداراة ) في كل صغيرة وكبيرة ، حتى لاقع في مغبة إيذاء المؤمن ولو بشطر كلمة ..
كل ذلك يوجب صرف نظر العبد إليه ، بما يلهيه عن ذكر الحق تعالى .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
19 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-19-2016 01:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تأليب الآخرين
عندما ييأس الشيطان من التصرف المباشر في قلب المؤمن - لانتسابه إلى مقام الولاية - التي لا تطالها يد الشيطان أبداً ، يتوجه إلى قلوب ( المحيطين ) به من أهله وذريته والمقربين منه ، فيؤلّبهم عليه بما يوجب لهم سوء الظن به ، والاعتقاد به خلافا لما هو عليه من حسن الباطن ، وبالخصومة التي لامبرر لها ..
فإذا عجز عن ذلك كله ، انتقل إلى أعدائه ، فيثير أحقادهم عليه بما يصل إلى حد الأذى في نفسه و أهله وماله ، مع ( تسويل ) الشياطين لأعدائه بما يؤجج نار خبثهم ..
وقد ورد { ولو كان المؤمن على رأس جبل ، لقيّض الله
تعالى له من يؤذيه ، ليؤجره على ذلك } .
************************************************** ****************************************

حميد
عاشق العراق
19 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-19-2016 08:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الضمور في الكمال
إن لكل من عالمي العلم والعمل كمالهما وسعيهما اللائق بهما .. فالمستغرق في كماله العلمي ( ينمو ) لديه الجانب العلمي مجردا عن البعد الآخر فيما لو أهمله وكذلك العكس ..
ومن هنا نرى بعض المتوغّلين - حتى في العلوم الحقة - قد ( ضَمُر ) لديهم التوجه القلبي نحو ما يوجب لهم الخشوع والخشية ، فلا بد لطالب الكمال من الجمع بين العالمين بالسعي اللازم لكل منهما ..وهناك صورٌ متكررة من المزالق الكبيرة طول التأريخ لمن أوتي نصيبا من العلم ..
وقد تكرّرت النصوص المحذّرة من هذه ( المفارقة ) القاتلة بين العلم والعمل .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
19 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-20-2016 04:58 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الغد خير من الأمس
ورد في الدعاء: { واجعل غدي وما بعده ، أفضل من ساعتي ويومي }..
فلو التفت العبد إلى هذا المضمون وهو أن يكون كل يوم خيراً من سابقه ، وسعى إلى تحقيق هذا المضمون في حياته ، وطلب من المولى التوفيق في ذلك ، لأحدث ( تغييرا ) في حياته و( لاشتدّت ) سرعته نحو الكمال والخروج عن دائرة الخسران الذي نسبه الحق للجميع .. وقد رُوي:
{ أن المغبون من تساوى يوماه }.

************************************************** **************************************
حميد
عاشق العراق
20 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-20-2016 05:16 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تحاشي موجبات التشويش
إن من الضروري لمن يريد الصلاة الخاشعة ، أن يتحاشى موجبات التشويش قبل الصلاة مباشرة ..
فيتحاشى ( الجدل ) في القول ، والذهاب إلى الأماكن التي ( تسلبه ) بعض لـبّه ، ومواجهة من تبقى صورته في ( البال ) أثناء الصلاة حبا أو بغضا ..
فمن اللازم على العبد المهتم بلقاء المولى ، أن يفرّغ نفسه قبل الصلاة من كل هذه الشواغل المذهلة ، وخاصة في الصلاة الوسطى - وهي صلاة الظهر على قول - إذ أنها تمثل قمة تشاغل العباد بأمور دنياهم .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
20 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-20-2016 05:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
استثقال العبادة
إن الأداء الظاهري للعبادة مع استثقالها ، قد لا يعطي ثماره الكاملة ، كالصائم نهاراً والقائم ليلاً - مستثقلا لهما - ومرغما نفسه عليهما ..
إما ( تخلصاً ) من تبعات الإثم في ترك الواجب ، أو ( طلباً ) للأجر في المندوب ، أو ( التزاما ) بما اعتاد عليه ..
والحال أن العبادة أداةٌ لتقرب المحب إلى حبيبه ، بل هو التقرب بعينه ، والمفروض أن لا يرى المحب مشقةً في طاعة محبوبه ، ما دامت سبيلا إلى ما فيه لذته وبغيته من الوصل واللقاء ..
وعليه فينبغي علاج موجبات ذلك الاستثقال المذكور ، ليستطعم حلاوة العبادة كما يتذوقها أهلها .

************************************************** *********************************
حميد
عاشق العراق
20 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-21-2016 09:23 AM

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
اجتذاب الأنظار
إن للنفس الأمّارة بالسوء الرغبة في اجتذاب أنظار الخلق إليها ، بل قد يرتكب صاحبها الشاذ من الأقوال والأفعال ، لمجرد ( التميّز ) الموجب لِلَفت الأنظار ، بل قد يعرّض حياته للمخاطر للرغبة نفسها ، كالسفر إلى مجاهل الأرض من قمم الجبال وأعماق البحار ..
وقد يرتكب ما هو محمود في نفسه ، فينقل واقعة نافعة ، أو يتحمس في حديث هادف ، أو يقضي حاجة أخيه المؤمن ، رغبة في أن يكون هو بشخصه ( مجرىً ) لتصريف شؤون العباد ، فيتلذذ بجريان الأمور المهمة على يديه ..
إن من المعلوم أن كل ذلك بعيد كل البعد عما يطلبه الحق من نفي ( الإنـيّة ) ، وحصر الأعمال كلها فيما يرضي المالك على الإطلاق .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
21 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-21-2016 09:35 AM

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
خاصية الجذب الأنفسي
إن التأثير في نفوس الخلق غير منحصرٍ في أسلوب الوعظ والإرشاد والكتابة ، بل إن بعض النفوس العالية قد تؤثر في النفوس المحيطة بها تأثيرا ( مباشرا ) من دون خطاب أو كتاب ..
كأنّ الحق جعل في وجودهم خاصية الجذب ( الأنفسي ) كما جعل خاصية الجذب ( الطبيعي ) في بعض الأحجار ..
هنالك روايات متعددة في تأثير الأئمة (عليهم السلام ) في النفوس - حتى نفوس الأعداء - بنظرة أو كلمة .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
21 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-21-2016 09:51 AM

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحيوان الهائج
إن عناصر الشر المقوّمة للنفس الأمارة بالسوء ، بمثابة الحيوان ( الهائج ) في ساحة النفس ..فقد يقيده صاحبه بالسلاسل فيأمن شره ، إلا أنه يباغت صاحبه عند قوته وضعف صاحبه ، ليحطّم تلك الأغلال و لينقض على صاحبه بعد طول أمان ..
إن الخلاص الكامل مما هو فيه يتمثل: إما ( بطرد ) ذلك الحيوان الهائج من ساحة النفس ، أو ( بقتله ) مما يجعل صاحبه في أمان دائم وراحة لا انقطاع لهـا .

************************************************** ***********************
حميد
عاشق العراق
21 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-22-2016 06:35 AM

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مقارعة الظلمة
قد تكون مقارعة الظلمة في بعض الحالات مستندة لحالة ( الغضب ) والهيجان في النفس تجاه ما تراه من الظلم ، وتبلغ كراهية النفس للظلم وأهله إلى درجة التضحية بالحياة ، كما نلاحظها في بعض دعاة العدل ولو في المسالك الباطلة ..والمطلوب من العبد أن يستند في إظهار غضبه ورضاه إلى مراد المولى في مواجهة الفرد أو الجماعة ، ( فيثور ) حيث أمر الحق به ..و( يكظم ) غيظه حيث أراد الحق ذلك أيضا .
************************************************** *****************************************
حميد
عاشق العراق
22 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-23-2016 11:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الأحكام المسبقة
إن النفوس التي لم تخضع للتربية والتهذيب ، لديها أحكام مسبقة على الأمور والأشخاص ، من دون تحقق للملاكات الشرعية في تلك الأحكام النفسية ، فتميل إلى من تميل لمجرد ( الاستئناس ) النفسي الخالي من أي ملاكٍ كالتقوى التي جعلت ملاكا للتفاضل بين الخلق ..
وقد تميل إلى فرد ( لانسجامه ) مع مسلكه الخاص في الحياة ، بل قد يكون ذلك لأسباب واهية ، كالاجتماع في بلد واحد أو الاشتراك في مصلحة واحدة ..
وقد تعادي من تعادي لمجرد ( النفور ) الذي لا موجب له ، أو له موجب باطل ، كتصديق المقالات الكاذبة عن العباد ، والتي أمر الشارع بالتثبّت والتبـيّن لئلا يصاب قومٌ بجهالة ..
فعلى المؤمن أن يلغي كل أحكامه المسبقة في الأمور والعباد ، مستلهما من الحق الصواب في واقع الأشياء كما هي ، ليكون على نور من الله تعالى يمشي به مع الناس .

************************************************** ***********
حميد
عاشق العراق
23 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-23-2016 11:22 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مخادعة النفس
إن من الضروري - في بعض الحالات - ( مخادعة ) النفس في جلبها إلى طريق الخير ، فيأتي إليها من حيث ترغب ..
فمثلا من يرى نفسه ( مولعاً ) بلذائذ البطن والفرج ، فله أن يعطي نفسه سؤلهـا منها ، بشرط القيام بطاعة مهمة قبل استيفاء اللذة أو بعدها ..
ومن يرغب في ( معاشرة ) الخلق يوجّـه نفسه إلى المجالس التي تذكّره بالحق ..
ومن يرغب في السفر و ( السياحة ) في البلاد ، يوجّـه نفسه إلى البلاد التي رغّب الشارع في شـّد الرحال إليها ، ومن ( تثقل ) عليه صلاة الليل يرغّب نفسه في أبعاضها ، ثم يجدد العزم على الباقي منها ..
وهكذا الأمر في صيام الأيام المندوبة وما شابـهها .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
23 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-23-2016 11:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
القوانين الطبيعية والاجتماعية
إن الآيات المتعرضة للحالات الاجتماعية في القرآن الكريم تجري مجرى الآيات المتعرضة للآيات الطبيعية ، فكما أن إرادة الحق لا تتخلف في ( التكوينيات ) فكذلك أمره في ( الاجتماعيات ) ..
من ذلك قوله تعالى{ إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }، فينبغي التعامل مع هذا القانون كأيّ قانونٍ من قوانين الطبيعة ، فالمقنّـن فيهما واحد ..
ومن ذلك قوله تعالى: { إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما }، ( فإرادة ) الإصلاح المتحققة من الزوجين ، يوجب ( مباركة ) الحق لهما في حياتهما بالتوفيق بينهما ، مهما بلغ الفساد مبلغه .

************************************************** ******************
حميد
عاشق العراق
23 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-24-2016 06:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
أكثرهم لا يعقلون
وردت آيات متعددة تصف أكثر الخلق بأنهم لا يعلمون ، ولا يشكرون ، ولا يؤمنون ، ولا يعقلون ..
إن الالتفات إلى هذا المضمون ، ( يسهّل ) على العبد الإخلاص في العمل ، والتعالي على الجاه ، وعدم التزلّف إلى المخلوقين ، وذلك لشعوره أن كل ذلك إنما هو بالنسبة إلى من وصفهم القرآن بالأوصاف المذكورة ، ومن المعلوم أن رغبة الناس في الجاه وحُبّ ثناء الخَلْق ، إنما هو لاعتدادهم بما يسمى ( بالرأي ) العام و( ميل ) الجمهور ..
وقد ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) ما يدل على عدم اعتداده بمن حوله فيقول: { لا تزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة }.

************************************************** ************************************
حميد
عاشق العراق
24 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-24-2016 06:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
تحمل مشقة العبادة
قد ( يستغرب ) البعيدون عن أجواء العبودية ، من تحمّل بعضهم للعبادات الشاقة ، كصيام النهار في الحرّ وكقيام الليل في القرّ وأمثال ذلك ..
والحال أن أصحابها ( يتلذذون ) بما يراه غيرهم مشقّة وعناءا ، مصداقا لقول علي (عليه السلام ): { واستلانوا ما استوعره المترفون ، وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون
}.

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
24 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-24-2016 06:53 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
فائدة الاستخارة
إن من ( فوائد ) العمل بالاستخارة ، فيما تحسن فيه الاستخارة من موارد التحير التي لا تستقر فيها النفس إلى شئ ، هو إحساس العبد وكأنه جنديّ في معركة القتال ، لا يتحرك في الميدان إلا بأمر من قائده ، فهو لا ينظر إلى إرشاد المولى له ( كطريق ) إلى حيازة المنافع العاجلة ، بل ( كإئتمار ) بأمرِ من تجب طاعته في كل صغيرة وكبيرة ..
ومن هنا يدعو الداعي فيقول في استخارته: { أستخير الله برحمته خيرة في عافية }، إذ العافية هنا تعم ما تتحقق في الدنيا أو الآخرة ، في العاجل والآجل .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
24 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-25-2016 08:21 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
منغصات معيشة المؤمن
إن من الضروري الالتفات إلى أن ( المنغصّات ) في حياة المؤمن لمن دواعي ( تكامله ) وصعوده إلى الدرجات العليا ، إذ أن أدنى ما في تلك المنغصات - سوى الأجر الأخروي - أنها لا تدع مجالا ( للاستئناس ) بالدنيا والركون إلى متعها ..
فهي بمثابة أشواك نابتة على الأرض ، تمنع الطير من الإخلاد إلى الأرض ، تاركا للتحليق في أجوائه العليا ..
ولهذا تشبّه الروايات تعاهد المولى لعبده بالبلاء ، كتعاهد الرجل أهله بالهدية .

************************************************** *************************
حميد
عاشق العراق
25 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-25-2016 08:31 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السيئات من صفة واحدة
قد يعيش العبد حالة اليأس ممن كُـلّف برعايته كالزوجة والأولاد ، فيما لو رأى منهم أفعالا قبيحة ..
والحال أن بعض هذه الأفعال قد ترجع إلى صفةٍ سيئةٍ ( واحدة ) ، فيسهل علاج جميع ذلك بعلاج تلك الصفة السيئة ..
إن هذا خلافا لمن اجتمعت فيه أفعال قبيحة منتسبة إلى صفات قبيحة ( شتىّ ) ، فيعسر علاجه قياسا إلى سابقه .

************************************************** *****************************
حميد
عاشق العراق
25 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-25-2016 08:42 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
عدم الالتهاء بالجمال
إن حالة العبد مع الرب ، كالجالس بين يدي السلطان في قاعة لقائه التي زينت بأنواع الجمال في كل جَنَباته ..
فليس له أن ( يلهو ) عنه بالنظر إلى ما حوله من متاع وزينة ، إذ أن ذلك مستلزم ( للطرد ) أو الاحتجاب ..
إن الحق وإن جعل ما على الأرض زينة لها ، وجعل ما في السماء زينة للناظرين ، إلا أن ذلك لا يعني أن يجعل العبد الالتفات إلى كل هذه الزينة في السماوات والأرض ، ( حجابا ) يشغله عن التوجه إلى ربه ، ومانعا لتحقيق أدب المثول بين يديه ، بل يجعل ذلك مقدمةً للالتفات إلى عظمة سلطان من هو بحضرته .

************************************************** *******************
حميد
عاشق العراق
25 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-26-2016 07:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
حرمان بعض الشهوات
إن من سبل تقوية السيطرة على النفس وكبح جماحها ، هو حرمانها من بعض الشهوات ( الملحّة ) عليها ..فإن من قدر على الأقوى قدر على الأضعف بطريق أولى ..
ولكن ينبغي التعامل مع النفس - في هذا المجال - بحذر لئلا تتمرد على صاحبها ، فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : { ولا تبغّض إلى نفسك عبادة الله ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى }وحالات الانتكاس لدى بعض من أراد ترويض نفسه ، بغير ( وعي ) من نفسه ، أو ( استرشادٍ ) من ذوي المعرفة لخير شاهد على ذلك .

************************************************** ***************************
حميد
عاشق العراق
26 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-26-2016 11:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;3;scroll"]تمني الخير للغير[/marq]
أكدت الروايات على تمني الخير للآخرين كما يتمناه العبد لنفسه ، فلو عمل العباد بهذه الروايات ( لانقلبت ) أنماط حياتهم الاجتماعية من دون تكلف ، و( لذابت ) كثيرا من المشاكل المترتبة على الحسد والحقد والتنافس على فضول الحطام ، بل وتأكّدت حالة ( الشفقة ) والتكافل الاجتماعي بين العباد ..فإن آثار القيم الأخلاقية تتجاوز السلوك الفردي للإنسان ، ليحوّل المجتمع إلى مجتمع ذي قلب سليم ، تتحقق من خلاله سلامة قلب الفرد الذي يعيش فيه .
************************************************** **************************
حميد
عاشق العراق
26 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-26-2016 11:23 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
[marq="2;right;3;scroll"]بين الباقي والفاني[/marq]
ينبغي الالتفات دائما إلى قاعدة دوران الأمر في حياة الإنسان بين الباقي وهوما ( عند الله ) تعالى والفاني وهو ما ( عند العبد ) ..فيدور الأمر - في كل لحظة من العمر- بين صرفه فيما يحقق العندية للحق كذكره تعالى والعمل بطاعته ، وبين ما يحقق العندية للخلق كالاشتغال بغير الواجب والمندوب ، فضلا عن الحرام ..فلو عمل العبد بهذه القاعدة في كل مرحلة من حياته ، لرأى أن كل نظرة ليست فيها عبرة فهي ( سهو ) ، وكل قول ليست فيه حكمة فهو ( لغو ) ، وكل فعل ليست فيه طاعة فهو ( لـهو ) .
************************************************** *************************
حميد
عاشق العراق
26 - 2 - 2016


الساعة الآن 02:45 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team