منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

ناريمان الشريف 01-26-2016 10:01 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 202566)
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحركة ثم البركة
إن الحق أمر مريم (عليها السلام ) بهزّ جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجنيّ ..
ومن ذلك يُعلم أنه لابد للعبد من ( الحركة ) ليتحقق من الحق ( البركة ) ..
فرغم أن مريم (عليها السلام) كانت في ضيافة الحق ورعايته - مع ما فيها من عوارض الحمل والوضع - إلا أنها مأمورة أيضا ببذل ما في وسعها ، وإن كان بمقدار هز الجذع على سهولته .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
24 - 1 - 2016

بالتأكيد
السعي مطلوب
قال الشاعر في هذا الموقف :
ألم ترَ أن الله قال لمريـــــــــم ** وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو أراد أن تجنيه من غير هزه ** جنته ولكن كل رزق له سبب
بارك لله فيك أستاذ حميد
تحية ... ناريمان الشريف

ناريمان الشريف 01-26-2016 10:02 AM

من أعظم النعم على المسلم بعد نعمة اﻹسلام أن يرزقه الله ذرية صالحة تدعو له في حياته وبعد وفاته ويكون عملهم الصالح في ميزان حسناته
(.... ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما)

حميد درويش عطية 01-26-2016 10:04 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الإحساس بالتقصير العظيم
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى - بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ، كما يشير إليه تعالى بقوله: { وما قدروا الله حق قدره }..
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه ، لهي لحظة سوء أدب بين يديه ، إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه ) ، أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!..فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب - لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه.

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
26 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-26-2016 10:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 202662)
بالتأكيد
السعي مطلوب
قال الشاعر في هذا الموقف :
ألم ترَ أن الله قال لمريـــــــــم ** وهزي إليك الجذع يساقط الرطب
ولو أراد أن تجنيه من غير هزه ** جنته ولكن كل رزق له سبب
بارك لله فيك أستاذ حميد
تحية ... ناريمان الشريف

*************************************************
أختي الغالية الأستاذة الإعلامية ناريمات الشريف
طاب يومك
وأسعدت صباحا
شكري لك لايوصف لتفاعلك المتواصل مع مشاركاتي و الرد عليها بأحسن العبارات ، مما يدفعني للمواصلة والاستمرار .
ان التواصل من قبلك أفتقده من زمان من معظم الاخوة في منابرنا الحبيبة ،حيث صرنا نكتب لأنفسنا فقط.
وما عودتي مجددا إلا بسبب دعوتكم لي أنت و الأخوة المحترمون بضرورة العودة ، على الرغم من عدم تجاوب المسؤولين الأعزاء مع ما أبديته من ملاحظات .
أكرر لك شكري مع تمنياتي لحضرتك بالتوفيق والنجاح
تقبلي تقديري و تحياتي و السلام
حميد
26 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-27-2016 10:23 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
إجتثاث الرذيلة الباطنية
أسند الحق الشح في آية: {ومن يوق شح نفسه} إلى النفس ، إذ من المعلوم أن الحركات الخارجية تابعة لحركات الباطن ..
والشحّ الذي هو أشد من البخل - والذي يتجلى خارجا في منع المال - منشؤه حالة في الباطن ..ومن دون علاج هذا الشح ( الباطني ) ، يبقى الأثر ( الخارجي ) للشح باقيا ، وإن تكلّف صاحبه في دفعه - خوفا أو حياء - كما نراه عند بعض متكلفي الإنفاق ..وهكذا الأمر في باقي موارد الرذائل ، كمتكلفي التواضع والرفق وحسن الخلق ..فاللبيب هو الذي ( يجتثها ) من جذورها الضاربة في أعماق النفس ، بدلا من ( تشذيب ) سيقانها المتفرعة على الجوارح .

************************************************** ************************************************
حميد
عاشق العراق
27 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-27-2016 10:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التحايل في الحكم الشرعي
يستفاد من شدة عذاب بني إسرائيل عندما اعتدوا في السبت ، وتحايلوا في العمل بالحكم الشرعي ، أن الحق تعالى لا يحب ( تفويت ) مراده باحتيال العبد والتفافه حول حكم مولاه ، فإن كمال العبودية هو تحصيل ( مراد ) الحق ، إذا علم به العبد كيفما كان .
************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق

27 - 1 - 2016

ناريمان الشريف 01-27-2016 10:41 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حميد درويش عطية (المشاركة 202672)
*************************************************
أختي الغالية الأستاذة الإعلامية ناريمات الشريف
طاب يومك
وأسعدت صباحا
شكري لك لايوصف لتفاعلك المتواصل مع مشاركاتي و الرد عليها بأحسن العبارات ، مما يدفعني للمواصلة والاستمرار .
ان التواصل من قبلك أفتقده من زمان من معظم الاخوة في منابرنا الحبيبة ،حيث صرنا نكتب لأنفسنا فقط.
وما عودتي مجددا إلا بسبب دعوتكم لي أنت و الأخوة المحترمون بضرورة العودة ، على الرغم من عدم تجاوب المسؤولين الأعزاء مع ما أبديته من ملاحظات .
أكرر لك شكري مع تمنياتي لحضرتك بالتوفيق والنجاح
تقبلي تقديري و تحياتي و السلام
حميد
26 - 1 - 2016

السلام عليكم أخي حميد
صحيح أنا غبت كثيراً والأسباب هي الأوضاع السياسية الأخيرة في وطننا فلسطين
هي التي أشغلتني
ومع ذلك .. فإنني أقرأ وأتابع كل الأقسام وتحديداً المنبر الاسلامي والذي تشرف عليه حضرتك
فكل ما تعرضه رائع وجدير بالقراءة والمتابعة
الله يرضى عليك ويعطيك الصحة والمقدرة على الاستمرار في العطاء

تحية ... ناريمان الشريف

حميد درويش عطية 01-27-2016 10:46 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
القعود على الصراط المستقيم
ينحصر طلب الداعي في سورة الفاتحة - بعد مقدمات الحمد والثناء - في ( الاستقامة ) على الصراط ، كما انحصر تهديد الشيطان من قبلُ ، ( بالقعود ) على الصراط المستقيم نفسه ..ومن مجموع الأمرين يُعلم أن معركة الحق والباطل إنما هي في هذا الموضع ، والناس صرعى على طرفيها ، وقد قلّ الثابتون على ذلك الصراط المستقيم ..
ومن هنا تأكدت الحاجة للدعاء بالاستقامة في كل فريضة ونافلة ..
وليُعلم ان الذي خرج عن ذلك الصراط: إما بسبب ( عناده ) وإصراره في الخروج عن الصراط باختياره وهو المغضوب عليه ، وإما بسبب ( عماه ) عن السبيل وهو الضال .

************************************************** *********************************************
حميد
عاشق العراق

27 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-27-2016 10:56 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناريمان الشريف (المشاركة 202871)
السلام عليكم أخي حميد
صحيح أنا غبت كثيراً والأسباب هي الأوضاع السياسية الأخيرة في وطننا فلسطين
هي التي أشغلتني
ومع ذلك .. فإنني أقرأ وأتابع كل الأقسام وتحديداً المنبر الاسلامي والذي تشرف عليه حضرتك
فكل ما تعرضه رائع وجدير بالقراءة والمتابعة
الله يرضى عليك ويعطيك الصحة والمقدرة على الاستمرار في العطاء

تحية ... ناريمان الشريف

************************************************** ********************

أختي الكريمة ناريمان
ليس لدي أكثر من شكرا من الأعماق وكفى
لك تقديري وتحياتي

حميد
27 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-28-2016 10:02 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين

إحسان من أسلم وجهه
قد يستفاد من قوله تعالى{ بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن }:أن الإحسان من حالات المسلِّم وجهه لله تعالى ..
فموضوع الآية في الدرجة الأولى هو العبد الذي أصلح ( وجهة ) قلبه وأسلمها للحق وأعرض بها عمن سواه ، ومن ثَمَّ صدر منه ( الصالحات ) من الأعمال ، كشأن من شؤون ذلك الموضوع ..
ومن المعلوم أن رتبة الموضوع سابقة لرتبة الحالات الطارئة عليه ، وعليه فلا يؤتي الإحسان ثماره إذا لم تصلُح وجهة القلب هذه ..
ومن هنا لم يقبل الحق قربان قابيل ، لأنه صدر من موضوعٍ لم تتحقق فيه قابلية الإحسان ، إذ قال تعالى: { إنما يتقبل الله من المتقين }.

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
28 - 1 - 201

حميد درويش عطية 01-28-2016 10:14 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
كالسائر على طرف حائط
إن مَثَل السائر إلى الحق ، كَمَثل من يمشي على طرف حائط عالٍ ، يرى منه جمال الأفق بألوانها الآخذة بمجامع القلوب ، فلا يحتاج إلى ( الحـثّ ) للنظر إلى فوق ، لأنه مستمتع بنفسه ومستغرق بمشاهدة ألوان الجمال ، كما لا يحتاج إلى ( الزجر ) عن النظر إلى تحت ، لأنه بنفسه يخاف السقوط وما يستتبعه من حرمان للجمال وسقوط في الهاوية ، فالمهم في السائر إلى الحق أن يرى تلك الصور الجمالية التي تستتبع بنفسها الزجر من الإعراض عن ذلك الجمال ، والحث على الإقبال عليه..
عندها ينتظم السير ويتباعد صاحبها من الزلل ، ويزداد الهدف وضوحاً والطريق إشراقاً .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
28 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-28-2016 10:26 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحق أولى بحسنات العبد
إن الله تعالى أولى بحسنات العبد من نفسه ، لأن كل الآثار الصادرة من العبد إنما هي من بركات ( وجود ) العبد نفسه ، والحال أن وجوده إنما هو ( فيض ) من الحق المتعال حدوثا وبقاء ..
أضف إلى أن ( مادة ) الحسنة التي يستعملها العبد في تحقيق الحسنات ، ينتسب إلى الحق نفسه بنسبة الإيجاد والخلق ..
فيتجلى لنا - بالنظر المنصف - أن دور العبد في تحقيق الحسنة ، دور باهتٌ قياسا إلى دور الحق في ذلك . فلـيُقس دور مؤتي الزكاة من الزرع ، إلى دور محيي الأرض بعد موتها ، وما تمر فيها من المراحل المذهلة التي مكّنت المعطي من زكاته ، والتي هي أشبه بالأعجاز لولا اعتيادنا لها بتكررها..
ومن هنا أسند الحق الزرع إلى نفسه ، رغم أن الحرث من العبد ، فقال : { أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون }

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
28 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-29-2016 01:25 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
القشر واللب
إن لعالم الوجود قشراً ولبـّا ، قد عبر القرآن عن الأول بظاهر الحياة الدنيا ، بما يفهم منه أن له باطنا أيضا وهو اللب ..
فإذا أعمل الحق المتعال خلاّقيته بما يُذهل الألباب في الظاهر، فقال تعالى: { تبارك الله أحسن الخالقين }و{ بديع السموات والأرض }و{ أعطى كل شئ خلقه ثم هدى }و{ ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح }..
فكيف بآثار خلاقيته في عالم الألباب ؟! ، وهي الأرواح التي نسبها الحق إلى نفسه فقال : { قل الروح من أمر ربي }و{ ونفخت فيه من روحي }..
ومن هنا يعلم شدة تقصير العبد في ( تزيين ) أكثر المخلوقات قابلية للجمال والكمال ، وهي ( نفسه ) التي بين جنبيه .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-29-2016 01:34 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
انقطاع تسبيح الثوب
أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أم المؤمنين عائشة بغسل برديه فقالت: بالأمس غسلتهما ، فقال لهـا: { أما علمت أن الثوب يسبح ، فإذا اتسخ انقطع تسبيحه }الدر المنثورج4ص185..
فالمستفاد من هذه الرواية أن القذارة ( الظاهرية ) مانعة من التسبيح ( التكويني ) ..
وهنا نتساءل:كيف لا تكون القذارة ( الباطنية ) مانعة من التسبيح ( الاختياري ) ؟!..
ومن صور الظلم أن يسبب العبد ما يوجب انقطاع تسبيح خلق من خلقه .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-29-2016 01:52 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
المعية العامة والخاصة
إن هناك فرقا شاسعا بين المعيّـة الخاصة للحق المتمثلة بقوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا } ، وبين المعيّة العامة المتمثلة بقوله تعالى : { وهو معكم أينما كنتم }..
ففي الأول معيـّة ( النصر والتأييد) ، وفي الثاني معيـّة ( الإشراف ) التكويني المستلزم للرزق والحفظ وغيره ..
والفرق بين المعيّـتين كالفرق بين إطلالة الشمس على الغصن الرطب واليابس ، ففي الأول معـية التربية والتنمية ، وفي الثاني المعيـة التي لا ثمرة لها غير المصاحبة المجردة .
************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
29 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-30-2016 10:07 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
القلبان في جوف واحد
نفى الحق المتعال أن يكون لرجل ( قلبان ) في جوفه ، وقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام ) أنه قال : { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ، يحب بهذا قوما ويحب بهذا أعداءهم }..
فإن للعبد ( وجهة ) غالبة في حياته ، وهـمّ واحد ، يدفعه لتحقيق آماله وأمانيه ، وتلك الوجهة هي التي تعطي القلب وصفا لائقا به ، فإذا كان إلهيـّا استحال القلب إلهيـّا وكذلك في عكسه ..
فإذا اتخذ العبد وجهته ( الثابتة ) في الحياة ، لم تؤثر الحالات ( العارضة ) المخالفة في سلب العنوان الذي يتعنون به القلب .

************************************************** ***********************************************
حميد
عاشق العراق

30 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-30-2016 10:33 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
القدرة المستمدة من الحق
إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه ، وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه ، وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده ، كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه ..
ولهذا يقول علي (ع): { الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً }..
هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد ، لجعله يعيش حالة من الاستعلاء ، بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض - فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به - لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع ، أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين .

************************************************** ********************************
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-30-2016 10:44 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
عظمة الخالق في النفس
قد ورد في وصف المتقين أنه قد: { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم }..فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه ، كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!..فإن صغر ما سوى الحق عنده ، يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه ، كما لا يأسى على فوات شئ منه ، كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها ، ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره ، كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك ..
وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه ، فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينه ، فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية ، والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه ، والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له ، وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم ..وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد ، تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه ، وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا .

************************************************** **********************************
حميد
عاشق العراق
30 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-31-2016 08:34 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
حقيقة الاسترجاع
إن حقيقة آية الاسترجاع: { إنا لله وإنا إليه راجعون }لو تعقلها العبد بكل وجوده ، لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة ..
إن السر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق ، فضلا عن ( عوارض ) وجوده . وهذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد - إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي ..كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله ، وإن ذكرنا آنفا أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه ، كما يقال في الدعاء: { لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك }..
إن كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني ، لا التلفظ بها مجردة عما ذكر .

************************************************************************** ****************************
حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-31-2016 08:50 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
روح الدعاء
رأى الإمام الحسن (عليه السلام ) رجلا يركب دابةً ويقول: { سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين }فقال (عليه السلام ) أبهذا أمرتم؟ ، فقال بم أمرنا؟ ، فقال (عليه السلام ): ( أن تذكروا نعمة ربكم ) ..
ومن ذلك يعلم أن حقيقة الأدعية المأثورة تتحقق بالالتفات الشعوري إلى مضامينها .. إذ أن الدعاء حالة من حالات القلب ، ومع عدم تحرك القلب نحو المدعو وهو ( الـحق ) والمدعو به وهي ( الحاجة ) ، لا يتحقق معنىً للدعاء . وبذلك يرتفع الاستغراب من عدم استجابة كثير من الأدعية ، رغم الوعد الأكيد بالاستجابة ، وذلك لعدم تحقق الموضوع وهو ( الدعاء ) بالمعني الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار .

************************************************** *************************************************
حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 01-31-2016 09:10 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الملَكَة أشرف من العمل
إن رتبة ملكة التقوى أشرف من رتبة العمل الصالح لجهات: منها أن صاحب الملكة متصف بتلك الملكة وإن ( انقطع ) عن العمل ، فالكريم كريم وإن لم يكن متلبساً بالإكرام الفعلي . ومنها أن العمل الصالح قد تشوبه ( شوائب ) العمل من الرياء وغيره ، والحال أن الملكة حالة راسخة في الباطن ، فلا مجال لإبدائها بنفسها في الظاهر لجلب رضا المخلوقين ، وإن بدت آثارها في الخارج . ومنها أن العمل الصالح قد ( يفارق ) العبد ولا يعود إليه لوجود ما يزاحم تحققه ، ولكن الملكة صفة لازمة للنفس . ومنها أن الملكة قائمة بالروح ( الباقية ) بعد الموت أيضا ، والعمل الصالح قائم بالبدن ، ولهذا ينقطع بانقطاع الحياة . ومنها أن العمل من ( آثار ) الملكة التي منها يترشح العمل المنسجم مع تلك الملكة ، ورتبة ما هو كالسبب ، أشرف من رتبة ما هو كالمسبَّب .
************************************************** **************************************************
حميد
عاشق العراق
31 - 1 - 2016

حميد درويش عطية 02-01-2016 11:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
التدبر فيما وراء الفقه
روي عن الصادق (عليه السلام) : { إذا بلغت باب المسجد فاعلم أنك قصدت ملكا عظيما ، لا يطأ بساطه إلا المطهرون ، ولا يؤذن لمجالسته إلا الصديقون } وهذا الخبر يعطي درسا بليغا في تعامل العبد مع كل صور الطاعة ..
إن المطلوب من العبد دائما أن يترجم لغة ( الفقه ) إلى لغة التدبر فيما ( وراء الفقه ) ، و ينتقل من ( لسان ) الحكم الشرعي إلى البحث عما وراءه من ( الملاكات ) المرادة لصاحبها ، ويترقى من حالة التعبد ( الحرفي ) بالأوامر والنواهي ، إلى التفاعل ( الشعوري ) مع الآمر والناهي ..
فإذا طالب الحق عبده بمثل هذه المشاعر العالية عند بلوغ المسجد ، فكيف بالواجبات المهمة في حياة العبد ، عند بلوغه ساحة الحياة بكل تفاصيلها ؟!

************************************************** ********************************************
حميد
عاشق العراق
1 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-01-2016 11:12 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الصبغة الواحدة
إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا ..
إن الموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية )..
وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا ..
ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود ..
إن السر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب ، وقد ورد: { أن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات ، أعني لكم الحلال والحرام . فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة ، فالقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات ، فلما أحسوا بذلك عجّـوا إلى الله من ذلك ، فقالوا ربنا عفوك عفوك ، ردّنا إلى ما خلقتنا له فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج }
.
************************************************** **********************************************
حميد
عاشق العراق

1 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-01-2016 11:25 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
لو فرض مَحالاً
لو افترض محالا أن الخلق كلهم عبيد لأحدنا ، وافترض أن عباداتهم إنما هي بحقنا ، ( لاستصغرنا ) ذلك منهم ، وتوقعنا منهم أكثر من ذلك بكثير ، بل لانتابنا شعور بالسخط ولزوم التأديب ، لما نراه من حقارة تعظيمهم إيانا قياسا إلى عظيم حقنا عليهم ..
ومن هنا تتجلى ( أنـاة ) الحق في إحتمال عباده ، الذين يغلب - حتى على الصالحين منهم - ( الغفلة ) عنه في أكثر آناء الحياة ..
ومن ذلك يعلم أيضا العفو العظيم من الرب الكريم ، الموجب لإعفاء الخلق من كثير من العقوبات مصداقا لقوله تعالى: { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } و{ لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
1 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-02-2016 04:15 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
القدرة المستمدة من الحق
إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه ، وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه ، وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده ، كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه . ولهذا يقول علي (عليه السلام ):
{ الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً }..
هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد ، لجعله يعيش حالة من الاستعلاء ، بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض - فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به - لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع ، أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين .

************************************************** ********************************************
حميد
عاشق العراق

2 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-02-2016 04:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
عظمة الخالق في النفس
قد ورد في وصف المتقين أنه قد: { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم }..فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه ، كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!..فإن صغر ما سوى الحق عنده ، يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه ، كما لا يأسى على فوات شئ منه ، كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها ، ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره ، كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك ..
وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه ، فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينيه ، فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية ، والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه ، والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له ، وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم ..
وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عيني العبد ، تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه ، وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا .

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
2 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-02-2016 04:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحركة حول محور واحد
في عالم الطبيعة حركةً دائبةً حول محور واحد لا تتخلف أبدا ، كحركة النواة والمجرّات والمجموعات الشمسية حول محاورها ..
إن المطلوب من العبد المخـتار أيضا أن ينسجم مع هذه الحركة ( الكونية ) ، فتكون له حركته الدائبة والثابتة حول محور واحد في الوجود بلا انقطاع ..
وقد طالب الحق المتعال عباده بهذه الحركة المادية أيضا و( المشابهة ) لحركة الطبيعة ، وذلك بالأمر بالطواف حول محور بيته الحرام ..
ومن الملفت للنظرفي هذا المجال أن جهة الطواف - بعكس حركة الساعة - تشابه الحركة الدائرية ( للتكوينيات ) وفي الاتجاه نفسه ، والتي يغلب على مداراتها عدد السبعة أيضا .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
2 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-03-2016 05:13 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الاشتغال بالفسيح
إن مواجهة القلب مواجهة متفاعلة مع أمور الدنيا - وخاصة المقلق منها - مما ( تضيّق ) القلب . ذ أن القلب يبقى منشرحا إذا اشتغل ( بالفسيح ) من الأمور التي تتصل بالمبدأ والمعاد ..والقلب الذي يشتغل بالسفاسف من الأمور ، يتسانخ مع ما يشتغل به ، فيضيق تبعا لضيق ما اشتغل به ..والحل - لمن لابد له من التعامل مع الدنيا - أن يرسل إليها ( حواسه ) وفكره القريب إلى حواسه ..
أما ( القلب ) والفكر القريب إلى قلبه ، فيبقى في عالمه العلوي الذي لا يدنّـسه شئ ..فمَثَل القلب كمَثَل السلطان الذي يبعث أحد رعاياه لفك الخصومات وغيرها ، ولا يباشرها بنفسه لئلا تزول هيبة سلطانه .

************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
3 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-03-2016 05:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
صنوف الكمال

يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى: { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى }..
إن فيه كمال ( معرفة الرب ) ، لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب ، وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام . وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم ) لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم ، الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف . وفيه كمال مرتبة ( العمل الصالح ) الذي يلازم نهي النفس عن الهوى ، إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح ، هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح .

************************************************** *********************************************
حميد
عاشق العراق
3 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-03-2016 05:38 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
كثرة الهموم
إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا ، فكلما ( يـأس ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل ، فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم ، وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة ..فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة ، وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات ، واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه ، ( قلّت ) عنده فرص الفشل ، وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه ..وقد أشار أمير المؤمنين (عليه السلام ) إلى هذه الحقيقة بقوله: { قد تخلّـى من الهموم إلا هما واحداً }..
ومن هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا ، وذلك لانصرافهم عما لا ينال ، وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن ، وهو النظر إلى وجهه الكريم .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
3 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-04-2016 08:58 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السعة المذهلة للوجود
ورد في الحديث: { ما السموات السبع والأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة ، وما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة }..
إن استشعار هذه الحالة - وخاصة - عند مواجهة الحق في الصلوات والدعوات ، يجعل العبد يعيش حالة ( التذلّل ) والانبهار أمام هذه القدرة التي لا تتناهى ، والسلطان الذي لا يدرك كنهه ..
إن من موجبات ( تعميق ) محبة المحبوب هو الالتفات التفصيلي لما عند المحبوب من صفات وقدرة ، ولما يتمتع به من جمال وجلال .. والأمر عند عشاق الهوى كذلك ، إذ أنهم يختارون من يجتمع فيهم الجمال والاقتدار ..
فالأول عنصر ( اجتذاب ) يوجب دوام محبة المحبوب ..
والثاني عنصر ( ارتياح ) يوجب قضاء مآرب الحبيب .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-04-2016 09:17 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
حقيقة الاسترجاع
إن حقيقة آية الاسترجاع: { إنا لله وإنا إليه راجعون }لو تعقلها العبد بكل وجوده ، لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة ..
إن السر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق ، فضلا عن ( عوارض ) وجوده ..
إن هذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد - إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي .. كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله ،
أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه ، كما يقال في الدعاء: { لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك }..
إن كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني ، لا التلفظ بها مجردة عما ذكر .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-04-2016 09:27 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
روح الدعاء
أن حقيقة الأدعية المأثورة تتحقق بالالتفات الشعوري إلى مضامينها .
أن الدعاء حالة من حالات القلب ، ومع عدم تحرك القلب نحو المدعو وهو ( الـحق ) والمدعو به وهي ( الحاجة ) ، لا يتحقق معنىً للدعاء .. وبذلك يرتفع الاستغراب من عدم استجابة كثير من الأدعية ، رغم الوعد الأكيد بالاستجابة ، وذلك لعدم تحقق الموضوع وهو ( الدعاء ) بالمعني الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار .

************************************************** ***********************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-05-2016 12:42 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الملَكَة أشرف من العمل
إن رتبة ملكة التقوى أشرف من رتبة العمل الصالح لجهات: منها
أن صاحب الملكة متصف بتلك الملكة وإن ( انقطع ) عن العمل ، فالكريم كريم وإن لم يكن متلبساً بالإكرام الفعلي ..
ومنها أن العمل الصالح قد تشوبه ( شوائب ) العمل من الرياء وغيره ، والحال أن الملكة حالة راسخة في الباطن ، فلا مجال لإبدائها بنفسها في الظاهر لجلب رضا المخلوقين ، وإن بدت آثارها في الخارج ..
ومنها أن العمل الصالح قد ( يفارق ) العبد ولا يعود إليه لوجود ما يزاحم تحققه ، ولكن الملكة صفة لازمة للنفس ..
ومنها أن الملكة قائمة بالروح ( الباقية ) بعد الموت أيضا ، والعمل الصالح قائم بالبدن ، ولهذا ينقطع بانقطاع الحياة ..
ومنها أن العمل من ( آثار ) الملكة التي منها يترشح العمل المنسجم مع تلك الملكة ، ورتبة ما هو كالسبب ، أشرف من رتبة ما هو كالمسبَّب .

************************************************** ****************************************
حميد
عاشق العراق
5 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-05-2016 12:51 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحسنة في الدنيا والآخرة
إن من يهوى الدنيا ، يطلبها بكل متعها ، من دون ( تقييدها ) بكونها حسنا عند الحق المتعال ..وذلك لأن كل ما فيها - مما يطابق الهوى - مطلوب لديه ..وهذا بخلاف المؤمن الذي لا يريد من الدنيا والآخرة ، إلا ما كان ( حسناً ) عند مولاه ..
ولهذا يوكل أمر آخرته ودنياه إليه ، لأنه الأدرى بالحسن الذي يلائمه بالخصوص ..
روي عن الإمام الصادق (عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى : { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة }أنه قال : ( رضوان الله والجنة في الآخرة ، والسعة في الرزق ، وحسن الخلق في الدنيا ) .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
5 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-05-2016 01:29 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

سكر الشهوة والغضب
كما أن ( المسكرات ) سالبة للعقل ، فكذلك ( الشهوة ) و ( الغضب ) تسلبان الإرادة من صاحبهما حتى يوصلاه إلى ما يقرب من السكر بل الجنون!!..
إن المردود السلوكي متشابه في كل من المسكر والشهوة والغضب ‍‍‍، على المؤمن - الذي لا بد وأن يمارس شهوته في فترات من حياته - أن لا يسترسل أثناء ممارسته لتلك الشهوة بما يفقده حالة الاعتدال . هنا أحاط الشارع الحكيم ( معاشرة ) النساء بأحكام وجوبيه وإستحبابية - حتى في الليلة الأولى منها - لئلا يعيش العبد حالة من الذهول المطلق عن مولاه عند فوران شهوته ..
وقد وصف أمير المؤمنين (عليه السلام ) بوصف بليغ تلك الحالة بقوله: { حياء يرتفع ، وعورات تجتمع ، أشبه شيء بالجنون !! ، الإصرار عليه هرم ، والإفاقة منه ندم }

************************************************** ***********************************
حميد
عاشق العراق
5 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-06-2016 12:03 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السياحة اللاهادفة
إن على المؤمن أن يحترز عن السياحة ( اللاهادفة ) التي لا يتأتّى فيها قصد ( القربة ) إلى الحق ..
فإن جميع حركات العبد وسكناته ، ينبغي أن تكون مقرونة ( بالنـّية ) التي تربطه بالعلة الغائية في أصل وجوده . وإلا فإن مجرد التنقل من بلد إلى بلد لا قيمة له في حد نفسه ، سوى ما يستوجبه شيئا من الاسترخاء والارتياح ، الذي يزول مع العودة إلى البيئة التي كان فيها العبد ، ليعاني فيها - مرة أخرى - مشاكله التي غفل عنها في سفره ..
إن هذا خلافا للسياحة التي ترتبط بهدف مقدس: كمواطن الطاعة والارتباط بالحق أو بأوليائه ، أو كالمواطن التي تعينه على استرجاع النشاط ، لمواصلة سبيل العبودية بجد واجتهاد ، فإن أثرها متسمٌ بالبقاء والخلود ، لأنه مصداق لما عند الله تعالى ..
وقد ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام ) بعد تقسيم الساعات لمناجاة الله تعالى ولأمر المعاش ولمعاشرة الإخوان : { وساعة تخلون فيها للذّاتكم في غير محرم ، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات }

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-06-2016 12:46 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الاستلقاء بعد التثاقل
يستحسن في بعض الحالات التي يعيش فيها العبد حالة ( التثاقل ) الروحي أن يستلقي في جوّ هادئ ، ليعيش شيئا من ( التركيز ) الذهني فيما يحسن التفكير فيه ..
إن هذا الإستلقاء بمثابة إعادةٍ لحالة ( التوازن ) النفسي الذي يخـتل في زحمة الحياة ، سواء في دائرة مشاكله الخاصة أو العامة ..
من هنا نلاحظ التركيز الكثير من الشارع على أدعية ما قبل النوم ، ليستذكر العبد ما نسيه في معترك التعامل مع ما سوى الحق المتعال .

************************************************** ******************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-06-2016 01:48 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
روح الصلاة
إن على العبد أن يسعى للوصول إلى مرحلة يعيش فيها ( روح ) الصلاة طوال ليله ونهاره ..
إن روح الصلاة هي التوجه للحق ، وما الصلاة إلا قمّـة ذلك ( التوجه ) العام ، وهي موعد اللقاء الذي أذن به الحق المتعال لجميع العباد ..
من هنا كان الذاهل عن ربه - في ليله ونهاره - عاجزا عن الإتيان بالصلاة التي أرادها منه ، إذ أنه وصفها بقوله: { وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين }..
إن هذه هي من صور الإعجاز ، لأن الصلاة على خفّـتها على البدن ، يستشعر ثقلها غير ( الخاشعين ) ، بما يفوق ثقل بعض الأعمال البدنية الأخرى .

************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2016

حميد درويش عطية 02-07-2016 05:04 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
عدم الذهول عند الخطاب
يحسن بالداعي أن يعيش ولو أدنى درجات ( التوجّـه ) والجديّـة في الخطاب ، عند حديثه مع الرب بقوله: { اللهمّ }..فإن خطاب العظيم مع الذهول عنه - عند ندائه - لمن صور سوء الأدب الذي قد يوجب عدم التفات ذلك العظيم إلى ما يقوله المتكلم بعد ذلك ..فلا يحسن بالداعي أن يهمل صدر الخطاب وهو ( نداء ) الرب الكريم ، ويتوجه بقلبه في ذيله وهو ( طلب ) الحوائج ..إذ يتجلى بذلك حالة النفعية والطمع ، مع الإخلال ( بالأدب ) عند مخاطبة العظيم .
************************************************** *******************************************
حميد
عاشق العراق
7 - 2 - 2016


الساعة الآن 01:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team