![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ملكوت الصلاة إن الصلاة مركب اعتباري ركب أجزاءه العالم بمواقع النجوم .. فالحكيم الذي وضع الأفلاك في مسارها هو الذي وضع أجزاء هذا المركّب في مواقعها ، ولهذا كان ( الإخلال ) العمدي بظاهرها مما يوجب عدم سقوط التكليف ، لعدم تحقق المركب بانتفاء بعض أجزائه .. وليعلم أن بموازاة هذا المركب الاعتباري ( الظاهري ) ، هنالك مركب اعتباري ( معنوي ) يجمعه ملكوت كل جزء من أجزاء الصلاة .. فالذي يأتي بالظاهر خاليا من الباطن ، فقد أخل بالمركب الاعتباري الآخر بكله أو ببعضه .. ومن هنا صرحت الروايات بحقيقة: { أنه ما لك من صلاتك إلا ما أقبلت فيها بقلبك } ...... ************************************************** ********************************** حميد عاشق العراق 28 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الطهارة الظاهرية والباطنية أكد المشرع الحكيم على طهارة البدن والساتر والأرض في حال الصلاة ، التي هي أرقى صور العبودية للحق المتعال ، كما يفهم من خلال جعلها عمودا للدين ومعراجا للمؤمن .. ولعل الأقرب إلى تحقيق روح الصلاة ، هو الاهتمام بتحقيق الطهارة ( الداخلية ) في جميع أبعاد الوجود ، بل هجران الرجز لا تركه فحسب لقوله تعالى : { والرجز فاهجر } .. فالهجران نوع قطيعة مترتبة على بغض المهجور المنافر لطبع المقاطع له .. فالمتدنس ( بباطنه ) لا يستحق مواجهة الحق وان تطهّر بظاهره ، حيث أن المتدنس - جهلا وقصورا - لا يؤذن له باللقاء وان اُعذر في فعله .. كما أن المتدنس ( بظاهره ) لا يؤذن له بمواجهة السلطان ، وإن كان جاهلا بقذارته . ************************************************** *************************************** حميد عاشق العراق 28 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الصورة الذهنية الكاذبة إن ما يدفع الإنسان نحو الملذات واقتناء أنواع المتاع ، هو الصورة ( الذهنية ) المضخمة - التي لا تطابق الواقع غالبا - لتلك اللـذة .. والسر في ذلك كما يذكر القرآن الكريم ، هو تزيين الشيطان ما في الأرض للإنسان بحيث لايرى الأشياء كما هي ، ومن هنا أمرنا بالدعاء قائلين : { اللهم أرنا الأشياء كما هي } .. ولطالما يصاب صاحبها بخيبة أمل شديدة عندما يصل إلى لذته ، فلا يجد فيها تلك الحلاوة الموهومة ، وبالتالي لا يجد ما يبرر شوقه السابق ، كالأحلام الكاذبة التي يراها الشاب قبل زواجه .. ويكون ( تكرّر ) هذا الإحباط مدعاة ( للملل ) من الدنيا وما فيها .. وهذا هو السر في استحداث أهل الهوى وسائل غريبة للاستمتاع يصل إلى حد الجنون !.. أما النفوس المطمئنة - بحقيقة فناء اللذات وعدم مطابقة الواقعية منها لما تخيلها صاحبها ، بل وجود لذائذ أخري ما وراء الحس لا تقاس بلذائذ عالم الحس - ففي غنى عن تجارب المعاناة والإحباط ، لاكتشافهم الجديد الباقي حتى في عالم اللذات ، إذ : أن كل نعيم دون الجنة مملول . ************************************************** *************************************** حميد عاشق العراق 28 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين البلاء المعوض إن البلاء الذي يصيب المؤمن الذي اخلص حياته لله رب العالمين ، بمثابة البلاء الذي يصيب العامل أثناء العمل مع من ضمن له الخسارة في نفسه وبدنه .. فمع علمه بأن كل بلاء يصيبه فهو ( مضمون ) العوض ، فإنه لا ( يستوحش ) لتوارد البلاء مهما كان شديدا .. بل قد يفرح - في قرارة نفسه - لو علم بالعوض المضاعف الذي لا يتناسب مع حجم الخسارة ، وهذا خلافا لمن يصيبه البلاء وهو لا يعلم انه رفع لدرجة أو كفارة لسيئة ، فيستوحش من أدنى البلاء يصيبه ، لما يرى فيه من تفويتٍ للّذائذ من دون تعويض . ************************************************** **************************************** حميد عاشق العراق 29 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين دواعي الهدى والهوى إن الإخلاد إلى الأرض والركون إلى الشهوات البهيمية مما يوافق دواعي الهوى .. وبذلك تكون حركة الإنسان نحوها سريعة للغاية لو استرسل في شهواته ولم يغالبها ، وفي هذا السياق يبدي أمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) تعجبه بقوله : { كيف يستطيع الهدى من يغلبه الهوى ؟ } .. ولكنه في الوقت نفسه فإن التعالي والسمو إلى درجات القرب من الحق أيضا مما يوافق دواعي الهدى .. وهي إرادة الحق ورغبته ، بل دعوته الأكيدة للناس إليه بقوله تعالى : { ففروا إلى الله } .. فكما أن الهوى في عالم التكوين سائق لصاحبه إلى الهاوية .. فإن ( مشيئة ) الحق ، وارداته ( التشريعية ) لطهارة العبيد كذلك ( تيسّر ) سبيل الوصول لمن تعرض لنفحات تلك الإرادة التي عبّر عنها الحق بقوله : { ولكن يريد ليطهركم }. ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 29 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التشويش الباطني إن من الضروري لمن يريد الثبات في السير إلى الله تعالى ، أن يستبعد عن طريقه كل موجبات القلق والاضطراب .. فإن التشويش الباطني وإن استبعاد موجبات القلق يكون : بدفعها وعدم التعرض لها ( كعدم ) الاستدانة مع العجز عن السداد .. ويكون برفعها وإزالة الموجب لهـا ( كأداء ) الدين مع القدرة على أدائها .. ويكون بالتعالي وصرف الذهن عنها مع العجز التام عن الدفع والرفع ( كالعاجز ) عن السداد بعد الاستدانة .. وتفويض الأمر في كل المراحل - خصوصا الأخيرة - إلى مسبِّب الأسباب من غير سبب . ************************************************** ************************************ حميد عاشق العراق 29 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين العبثية في السلوك إن الخوض فيما لايعني مصداق لحالة العبثية و ( اللاجدية ) في سلوك الإنسان ، وهو من موجبات قساوة القلب .. إذ القلب المشتغل بأمر لا يحتمل الاشتغال بأمر آخر ، ولو كان اللاحق أنفع من سابقه .. فليتأمل في مضمون هذا الحديث القدسي : { يا ابن آدم إذا وجدت قساوة في قلبك ، وسقما في جسمك ، ونقصا في مالك ، وحريمة في رزقك ، فاعلم انك قد تكلمت فيما لا يعنيك } .. فإذا كان الخوض فيما لا يعني - ولو كان حلالاً - مما تترتب عليه هذه الآثار المهلكة ، فكيف بالخوض في ( الحرام ) ؟!. ************************************************** *************************** حميد عاشق العراق 30 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين هندسة التكامل إن الذي يريد أن يحقق مستوى من التكامل الروحي في حياته ، عليه أن يمتلك خطة مدروسة : لها ( مراحلها ) المتدرجة ، ولها ( تقسيمها ) الزمني لكل مرحلة ، وفيها ( دراسة ) لنقاط ضعفه وقوته ، وفيها ( ملاحظة ) لتجارب الآخرين ، وفيها ( معرفة ) للعوارض التي تنتاب مجمل السائرين في الطريق : كالقبض والبسط ، وإعراض الخلق ، وضيق الصدر ، وهجوم الوساوس .. هذا المخطط ببعديه النظري والعملي ، ينبغي أن يكون واضحا دائما للسائرين إلى الله تعالى ، وإلا كان صاحبها كمن يحتطب ليلا .. إذ كما أن هندسة البناء المادي - وإن طال البحث فيها - أساس لنجاح البناء خارجاً ، فكذلك الأمر في البناء المعنوي ، فإن وضوح الخطـة وإتقانها ، وهندسة مراحلها ، مدعاة للسير على هدى واطمئنان ، وهذا بخلاف السائر على غير ( هدى ************************************************** ************************************ حميد عاشق العراق 30 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الصلاة موعد اللقاء إن من اللازم أن نتعامل مع ( وقت ) الصلاة على أنه موعد اللقاء مع من بيده مقاليد الأمور كلها .. ومع ( الأذان ) على انه إذن رسمي بالتشريف .. ومع ( الساتر ) بزينته على انه الزيّ الرسمي للّقاء .. ومع ( المسجد ) على أنه قاعة السلطان الكبرى .. ومع ( القراءة ) على أنه حديث الرب مع العبد .. ومع ( الدعاء ) على أنه حديث العبد مع الرب .. ومع ( التسليم ) على أنه إنهاء لهذا اللقاء المبارك ، والذي يفترض فيه أن تنتاب الإنسان عنده حـالة من ألم الفراق والتوديع .. ومن هنا تهيّب الأولياء من الدخول في الصلاة ، وأسفوا للخروج منها . ************************************************** ********************** حميد عاشق العراق 30 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين فرق الحال عن المقام إن هناك فرقا واضحا بين الحالات الروحية ( المتقطعة ) التي تعطى للعبد - بحسب قابليته - بين فترة وأخرى ، وبين المقامات الروحية ( الثابتة ) التي لا تفارق صاحبها أبدا .. واستبدال الحال بالمقام يفتقر إلى رؤية واضحة للحالتين ، ومعرفة بموجباتهما ، وتجربة خاصة للعبد المراقب لنفسه .. ومجمل القول : أن استمرار الحالات الروحية المتقطعة ، وتحاشي موجبات الإدبار ، والالتزام العملي الدقيق بما يرضي المولى تبارك وتعالى ، والالتجاء الدائم إليه بالتوسل بمن لديهم أرقى درجات الزلفى لديه .. كل هذه الأمور دخيلة في تحويل الحالات المتناوبة إلى مقامات ثابتة ، ولكن بعد فترة من الصمود والاستقامة فيما ذكر . ************************************************** ************************************************ حميد عاشق العراق 31 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين مرحلة الاصطفاء قد يصل العبد بعد مرحلة طويلة من ( المجاهدة ) في طريق الحق إلى مرحلة ( الاصطفاء ) الإلهي له .. ومن مميزات هذه المرحلة أن العبد يعيش فيها حالة القرب الثابت من الحق - حتى مع عدم بذل جهد مرهق - في هذا المجال .. فهو يعيش حالة حضور ( دائم ) بين يدي المولى سبحانه ، إذ العالم كله محضر قدسه ، بكل ما في هذا الحضور من آداب الضيافة الربوبية ، التي لم تتم لولا دعوة الحق المتعال عبده إلى نفسه اكراما وحبـّا له .. وقد روي أن موسى ( عليهِ السلام ) سأل ربه : يارب وددت أن أعلم من تحب من عبادك فأحبه .. فأجابه الجليلُ سبحانه : { إذا رأيت عبدي يكثر ذكري ، فأنا أذنت له في ذلك وأنا أحبه } .. والتأمل في هذا المضمون النادر ، يفتح آفاقاً للذاكر وخاصة في بداية الطريق . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 31 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ساعات الجد الواقعي إن كل نشاط وحركة ( جـدّ ) في الحياة ، لهو أقرب إلى ( اللهو ) والبطالة ، إن لم يكن في سبيل مرضاته تعالى .. فما يمنّي به بعضهم نفسه بأنه مشغول طول وقته بالبحث العلمي ، أو التجارة ، أو عمران البلاد ، أو سياسة العباد ، أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماء ، حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، وذلك فيما لو إنتفى قصد القربة الذي يضفي الجدية على كل سلوك .. وقد ذكر القرآن الكريم الأخسرين أعمالاً بقوله : { الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا } .. ورأس ساعات الجد هو ساعة ( الإقبال ) على المولى بكل أركان الوجود وذلك في الصلاة وغيرها ، ومن ساعة الجد هذه يترشح الجد على الساعات الأخرى من الحياة .. وقد بيّن أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) في كتابه إلى واليه على مصر مالك الأشتر موقع الصلاة من الاعمال بقوله : ( واعلم أن كل شئ من عملك تابع لصلاتك ، واعلم أنه من ضيع الصلاة ، فإنه لغير الصلاة من شرائع الإسلام أضيع ) ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 31 - 12 - 2015 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التعالي قاصم للظهر إن من الواضحات التي ينبغي الالتفات إليها دوما ضرورة تحاشي الإحساس ( بالعلوّ ) على المخلوقين .. فهذا الترفع ولو كان في - باطن النفس - لمن قواصم الظهر ، كما قصم من قبل ظهر إبليس ، مع سابقته قليلة النظير في عبادة الحق .. وطرد هذا الشعور يتوقف على الاعتقاد بأن بواطن الخلق محجوبة إلا عن رب العالمين ، فكيف جاز لنا قياس ( المعلوم ) من حالاتنا ، إلى المجهول من حالات الآخرين ، بل قياس ( المجهول ) من حالاتنا إلى المجهول من حالاتهم ، ثم الحكـم بالتفاضل ؟!.. أضف إلى جهالة الإنسان بخواتيم الأعمال وهو مدار الحساب والعقاب .. ومن هنا أشفق المشفقون من الأولياء من سوء الخاتمة ، لتظافر جهود الشياطين على سلب العاقبة المحمودة للسائرين على درب الهدى ، ولو في ختام الحلبة ، إذ أنها ساعة الحسم ، ولطالما افلحوا في ذلك . ************************************************** ********************************** حميد عاشق العراق 1 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الأوقات المباركة إن ( قصر ) فترة الحياة الدنيا - قياسا إلى الفترة اللامتناهية - من الحياة العقبى ، يجعل الإنسان ( محدوداً ) في كسبه ، وخاصة أنه يريد بكسبه المحدود تقرير مصيره الأبدي سعادةً أو شقاء ، إذ الدنيا مزرعة الآخرة .. ولهذا منح الرب الكريم بعض الأوقات وبعض الأعمال من البركات والآثار ، ( تعويضا ) لقصر الدنيا بما يذهل الألباب !!.. فليلة القدر خير من ألف شهر ، وتفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة ، وقضاء حاجة مؤمن أفضل من عتق ألف رقبة لوجه الله ، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر يعدل صيام الدهر ، إلى غير ذلك من النماذج الكثيرة في روايات ثواب الأعمال . ************************************************** ******************************************* حميد عاشق العراق 1 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين حالة المصلي في المسجد إن على العبد - عند دخول المسجد - أن يستحضر ( مالكية ) المولى لذلك المكان و ( انتسابه ) إليه كبيت من بيوته.. فيعظم توقيره لذلك المكان ويزداد أنسه به ، إذ الميل إلى المحبوب يستلزم الميل إلى ( متعلقاته ) ومنها الأمكنة المنتسبة إليه .. ويكون لصلاته في ذلك البيت المنتسب للرب تعالى ، وقع متميز في نفسه ، فيعظم معها أمله بالإجابة .. كما يحنو بقلبه على المصطفين معه في صفوف الطاعة لله تعالى ، إذ يجمعه بهم جامع التوقير له والوقوف بين يديه .. كل هذه المشاعر المباركة وغيرها ، فرع تحقق الحالة الوجدانية التي ذكرناها .. ومن هنا يعلم السر في مباركة الحق في جمع المصلين في بيوته بما لا يخطر على الأذهان ، بل قد ورد أن الشيطان لا يمنع شيئا من العبادات كمنعه للجماعة .... ************************************************** ********************************************** حميد عاشق العراق 1 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين شهوة الشهرة إن من الشهوات التي تستهوي الخواص من العباد هو حب الشهرة ، فيبذلون لأجلها الكثير ، فضلاً عن إيقاع أنفسهم في موجبات الردى ، وارتكاب ما لا يمكن التكفير عنه .. والحال أن واقع الشهرة هو ميل الإنسان لانطباع صورته الحسنة في قلوب الآخرين .. فالأجدر به أن يسأل نفسه : أنه ما قيمة ( رضا ) القلوب قياسا إلى رضا رب القلوب ، فضلا عن ذلك ( الاعتبار ) النفسي فيها ؟! وهل ( يمتلك ) هذه الصور الذهنية لتكون جزء من كيانه يلتذ بوجدانها ؟! وهل ( يضمن ) بقاء هذه الصور المحسَّنة في قلوب العامة الذين تتجاذبهم الأهواء ، فلا ضمان لقرارهم ولا ثبات لمواقفهم ؟!.. والحل الجامع هو الالتفات إلى حقيقة فناء ما هو دون الحق ، وبقاء وجه الرب الذي ببقائه يبقى ما هو منتسب إليه ، مصداقا لقوله تعالى : { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام } . ************************************************** ***************************************** حميد عاشق العراق 2 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين موطن المعاني هو القلب إن الكثير من المعاني التي تستوطن ( القلب ) نحبسها في سجن عالم ( الألفاظ ) .. وكأنّ تلك المعاني تتحقق بإمرار مضامينها على اللسان لقلقة لا تدبر فيها .. فمن هذه المعاني : الاستعاذة ، والشكر ، والاستغفار ، والدعاء ، والرهبة ، وغير ذلك مما بنبغي صدورها من القلب ، تحقيقا لماهيتها الواقعية لا الإدعائية .. فالخوف المستلزم للاستعاذة ، والندم المستلزم للاستغفار ، والخجل المستلزم للشكر ، والافتقار المستلزم للدعاء ، كلها معانٍ ( منقدحة ) في القلب .. والألفاظ إنما تشير إلى هذه المعاني المتحققة في رتبة سابقة أو مقارنة ، فالحق : إن الكلام لفي الفؤاد وانما جعل اللسان على الفؤاد دليلا ************************************************** ****************************************** حميد عاشق العراق 2 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين سعة مجال الإستجابة إن من دواعي ( الانصراف ) عن الدعاء ، هو ( اليأس ) من الاستجابة في كثير من المواطن .. ولو أعتقد العبد اعتقادا يقينيا بامتداد ساحة حياته ، لتشمل حياة ما بعد الموت إلى الخلود في القيامة ، لرأى أن مجال الاستجابة يستوعب هذه الفترة كلها ، بل إنه أحوج ما يكون للاستجابة في تلك المراحل العصيبة من مـواقف القيامة .. ولهذا يتمنى العبد أنه لم تستجب له دعوة واحدة في الدنيا ، ومن هنا ورد في الدعاء : { ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي ، لعلمك بعاقبة الأُمور } .. إن وعي هذه الأمور يجعل الداعي ( مصراً ) في دعائه ، غير مكترث بالاستجابة العاجلة ، يضاف إلى كل ذلك تلذذه بنفس الحديث مع رب العالمين ، إذ أذن له في مناجاته ومسألته . ************************************************** ************************************************** ** حميد عاشق العراق 2 - 1 - 2016 |
اقتباس:
ليس أجمل من فضيلة التواضع اللهم اجعلنا من المتواضعين لا ننكسر إلا إليك يا رب |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين دعوة العبد بالأذان إن نداء المؤذن للصلاة دعوة صريحة ومؤكدة من الحق ( للمثول ) بين يديه ، وذلك بالنظر إلى تكرر الفقرات في الأذان ، أضف إلى استعمال كلمة ( حيّ ) المشعرة بالتعجيل ..وعليه فعدم ( الاستجابة ) للنداء مع الفراغ من الموانع ، يُعدّ نوع عدم اكتراث بدعوة الحق الغني عن العباد ..ولاشك أن تكرّر هذه الحالة من الإعراض ، يعرّض العبد لعقوبة المدبرين - ولو من غير قصد - كمعيشة الضنك التي قد تشمل مثل هذا المعرض عن الذكر ..وقد قال الحق تعالى : { ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا }. ************************************************** ******************************* حميد عاشق العراق 20 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وجل الطائعين إن من الملفت حقا ذكر الحق لحالة ( الوَجَل ) التي يعيشها المنفق ، إذ يقول سبحانه: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }..و ( الخوف ) الذي يعيشه الموفي بنذره ، فيقول عز وجل: { يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا }، والحال أن حال الطاعة من الانفاق والوفاء بالنذر ، يناسبه الرجاء والارتياح ..والسبب في ذلك قد يفهم من ذيل الآية الأولى: {أنهم إلى ربهم راجعون} ، إذ أن رجوعهم إلى الحق يعني المساءلة التي لو عمل فيها بمقتضى - العدل لا الفضل - لرُدّ العمل إلى صاحبه ، إما ( لخلل ) في حلية المال المُنفق ، أو ( لصرفه ) في غير موضعه ، أو ( لإبطاله ) بالمنّ والأذى ، أو ( لصرف ) ثواب الإنفاق في مصالحة حقوق العباد ، وقس عليه باقي موارد الطاعة . ************************************************** **************************** حميد عاشق العراق 20 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الطموح في الدرجات العالية إن من الطموح المحمود أن يطلب العبد الدرجات ( العليا ) في العبودية التي يتفضل بها الرب المتعال على عبده ، غير الدرجات ( العادية ) المتمثلة بامتثال الأوامر والنواهي ..ومن أمثلة ذلك ما ورد في الدعاء : { واجعلني من احسن عبيدك نصيبا عندك ، وأقربهم منزلة منك ، وأخصهم زلفة لديك }، ثم يعقّب ذلك بقوله: { فإنه لا ينال ذلك إلا بفضلك }، وكأنه دفعٌ للاستغراب من طلب هذه المقامات التي لا تمنح إلا للأوحديّ من العباد ..و لو لم يمنح الحق هذه الرتب ( العالية ) للعبد - لعدم وجود ما يوجب هذا اللطف - فإن المرتبة ( النازلة ) من ذلك سيكون عظيما ، يستحق معه الطلب الأكيد وإن طال المدى ..ومن هنا تتجلى أهمية الدعاء في استجلاب العطاءات الكبرى التي ليست في الحسبان ، لأنها من الرازق بغير حساب . ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 20 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين توقير الذرية إن ذرية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) هم التركة المحسوسة والحيّة فينا .. ومن هنا كان توقيرهم توقيرا لأجدادهم ، وهو ما يستفاد من الأخبار والتزام السلف الصالح به ..وهذه السنة أيضا مطابقة للفطرة وسنة الأمم ، إذ المرء يحفظ في ولده ، وهذا ( التوقير ) من السبل المهمة لجلب ( عنايتهم ) ، كما تشهد به الحوادث الكثيرة على مر العصور . ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 21 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحصانة الإلهية قد يتعمد الحق رفع ( الحصانة ) عن عبده في بعض الحالات ، فيقع فيما ( يستغرب ) من صدوره من مثله من الأعمال التي لا تليق به .. ولعل في ذلك لفت نظر إلى ( ضعفه ) أولاً ، ودعوة له ( للاستجارة ) بالحق في كل أحواله ثانياً .. ويتجلّى فضله العظيم من خلال التدبر في قوله تعالى: { ولولا فضل الله عليكم ورحمته لأتبعتم الشيطان إلا قليلا }و{ فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين } و{ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا }. [/color [/b]************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 21 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين عدم الانشغال بالأسباب إن التوجه إلى المخلوقين - بجعلهم سببا لتحقق الخيرات - من دون الالتفات إلى ( مسبِّبية ) المولى للأسباب ، لمن موجبات ( احتجاب ) الحق تعالى عن العبد ، إذ أن الخير بيده يصيب به من يشاء من عباده ، بسبب من يشاء ، وبما يشاء ، وكيفما يشاء ..وعليه فإن كل ( جهة ) يتوجه إليها العبد بما يذهله عن الله تعالى ، لهي ( صنم ) يعبد من دونه ، وإن كان ذلك التوجه المذموم مقدمة لعمل صالح ..ولـهذا قبّح القرآن الكريم عمل المشركين ، وإن ادعوا هدفا راجحا: { ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى }، فدعوى الزلفى لديه من غير السبيل الذي أمر به الحق تعالى ، لهي دعوى باطلة من أيّ كان ، مشركاً كان فاعله أو موحداً ..وقد يكون سعي العبد الغافل عن هذه الحقيقة - حتى في سبيل الخير - موجبا للغفلة عن الحق المتعال ..و علامة ذلك وقوع صاحبه فيما لا يرضى منه الحق أثناء سعيه في سبيل الخير ، والذي يفترض فيه أن يكون مقربا إلى المولى جل ذكره . حميد عاشق العراق 21 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التعصب للحق قد يكون المتعصب للحق مذموما على تعصبه فيما لو اقترن بالجهل ..لأن المتعصب الجاهل قد يخطئ سلوك السبيل الشرعي في الترويج لحقه ، وبالتالي قد يسيء للفكرة نفسها بدلا من ترويجها ، ولكنه يبقى ( ممدوحا ) على شدة ( تعلّقه ) بالحق الذي أصابه في أصله ، وإن أخطأ في تعصبه ، ومن هنا لزم تنبيهه ليعمل على وفق الحق الذي آمن به وتعصّب له .. وقد روي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه قال : { فليس من طلب الحق فأخطأه ، كمن طلب الباطل فأدركه } . ************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 22 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين برد الرضا قد لا يستوعب البعض حقيقة أن للرضا الإلهي برداً ( يحسه ) القلب النابض بالحياة الروحية ، مع أن العباد يعيشون هذه الحقيقة بالنسبة إلى بعضهم البعض .. فللرضا بين الزوج والزوجة ، والأب وولده ، والصديق وصديقه ، والراعي ورعيته ، ( بـرد ) يحسه كل طرف وخاصة بعد خصومة تلتها ألفة ، وهذا الإحساس وجداني لا يختص بفرد دون آخر .. ويصل الأمر مداه حتى ينعكس آثار برد الرضا على البدن ، من الإحساس ( بالسّكون ) تارة ، و( بالقشعريرة ) تارة أخرى .. فكيف يستشعر الإنسان هذا الشعور تجاه من هو فـانٍ ولاقيمة لبرد رضاه ، ولا يستشعره مع الحـي القيوم الذي بيده ملكوت كل شئ ؟!. ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 22 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الذكر اليونسي إن من النافع أن يتخذ العبد لنفسه ذكراً - يأنس به - في ساعات خلوته أو جلوته مع الناس ..فإن ( المداومة ) على ذكر خاص مما ( يركّـز ) من آثاره .. ومن الأذكار المؤثرة في تغيير مسير العبد ، هو ذلك الذكر الذي حوّل مسيرة نبي من الأنبياء ، وهو يونس (عليه السلام) بقوله: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }..فهو ذكر جامع ( للتوحيد ) ، و( التنـزيه ) ، و( الاعتراف ) بالخطيئة ، والملفت في هذه الآية ، أن الحق وعد بهذا النداء الاستجابة والنجاة من الغم له وللمؤمنين جميعا ، وهو ما يقتضيه التعبير بكلمة ( وكذلك ).. والمقدار المتيقن من الأثر إنما هو لمن أتى به متشبهاً بالحالة التي كان عليها يونس (عليه السلام) من الانقطاع والالتجاء الصادق ، لفرط الشدة التي كان فيها في ظلمة الليل والبحر وبطن الحوت . ************************************************** *********************************** حميد عاشق العراق 22 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الرزق الأعم ورد في الدعاء : { وأسألك من رزقك بأعمه }..فالرزق المذكور - في سياق بعض الآيات والروايات - ليس محصورا بنوع خاص من الرزق المتبادر في أذهان العامة والمتمثل ( بالمال ) ، بل هو رزق عام يشمل: المال ، والعافية ، والعلم النافع ، والولد الصالح ، والصدقة الجارية ، وغير ذلك مما يسترزقه العبد ، وقد يجمعها تعالى لأقوام أراد بهم اللطف الأعم ، والرزق الأشمل . ************************************************** ***************************** حميد عاشق العراق 23 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين فتح الشهية قبل الإطعام إن عمل المبلغ في هداية الخلق يتمثل أولاً في ( فتح ) شهيّتهم لتقبّل الهدى الإلهي ، وإقناعهم بضرورة الإصغاء لما يتلى عليهم من آيات الله تعالى ..فما فائدة تقديم الطعام لمن لا يرغب فيه ، إما لعدم ( ميله ) إلى ذلك الطعام ، أو لعدم ( إحساسه ) بالجوع أصلاً ؟!.. ومن هنا جَعَل الحق تأثير إنذار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - بما أوتي من مدد الهي وخلق عظيم - منوطاً بالإتباع والخشية ، فقال تعالى : { إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب }.. فمن ليس في مقام ( الإتباع ) - وهو الرغبة في سلوك طريق الحق - كيف يتحقق منه السلوك عملا ؟. ************************************************** ********************************************* حميد عاشق العراق 23 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ارتباط الأبدان بالقلوب إن هناك ارتباطا واضحا بين عالم الأبدان والأرواح ، والدليل على ذلك في عالم ( التكوين ) ، حمرة الخجل وصفرة الوجل كما يمثل في محله .. والأمر كذلك في عالم ( التشريع ) ، فإن للمحرمات والمكروهات والواجبات والمستحبات المرتبطة بالأبدان - ككيفية الأكل والنوم والمعاشرة الزوجية وغير ذلك - آثارها البالغة في السلوك الروحي .. وقد ربطت الروايات المختلفة مثلا بين السلوك ( الروحي ) والأكل ، في مثل ما روي محذرا: { إياكم وفضول المطعم ، فإنه يسم القلب بالفضلة ، ويبطئ بالجوارح عن الطاعة ، ويصمّ الهمم عن سماع الموعظة }-..أو{ فإنه أصلح لمعدتك وبدنك ، وأزكى لعقلك }أو{ من إقتصد في أكله كثرت صحته ، وصلحت فكرته }..أو ( كالطهارة ) الروحية والاغسال الواجبة ، إذ مُـنع المجنب من بعض الصور العبادية ، ولعله لأجل الحـزازة التي لا ترتفع إلا بالاغتسال . ************************************************** ****************************** حميد عاشق العراق 23 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التنـزل إلى عالم الغافلين إن للغافلين عن الحق عوالمَ خاصة ، لا ينبغي التنـزل إليها من قِبَـل الذاكرين لله تعالى .. فإن عوالمهم شبيهة جدا بعالم الطفولة ، فتراهم يأنسون بما يعترفون أنه لعب فيذهبون إلى ( الملعب ) ، وبما يعترفون أنه لهو فيذهبون إلى ( الملهى ) .. فأداة اللهو لديهم تكبر حجماً قياسا إلى ما يلهو به الطفل ، وطريقة اللعب تبدو اكثر جدية قياسا إلى الطريقة الساذجة التي يلعب بها الطفل .. إن التنـزل إلى عوالمهم يكون إما ( بالأنس ) بهم مطلقا ، أو ( بالمشاركة ) في لهوهم ولعبهم ..وهناك سبيل آخر للتنـزل يتمثل في ( الغضب ) والدخول في الخصومة معهم ، تجعل صاحبها يتعامل - شاء أم أبى - بأسلوب تخاصم الغافلين .. وقد ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام) أنه قال : { ما تسابّ اثنان إلا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل ************************************************** ************************************* حميد عاشق العراق 24 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين مودة ذوي القربى عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة.. الأول: أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى: { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }، الثاني :أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى: { ما سألتكم من أجر فهو لكم }. الثالث:أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى: { ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا }.. فيستفاد من مجموع ذلك: أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة ، وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها ، وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى . ************************************************** ******************************************* حميد عاشق العراق 24 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحركة ثم البركة إن الحق أمر مريم (عليها السلام ) بهزّ جذع النخلة ليتساقط عليها الرطب الجنيّ .. ومن ذلك يُعلم أنه لابد للعبد من ( الحركة ) ليتحقق من الحق ( البركة ) .. فرغم أن مريم (عليها السلام) كانت في ضيافة الحق ورعايته - مع ما فيها من عوارض الحمل والوضع - إلا أنها مأمورة أيضا ببذل ما في وسعها ، وإن كان بمقدار هز الجذع على سهولته . ************************************************** ******************************** حميد عاشق العراق 24 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الحقيقتان المتمايزتان عندما يترقى العبد في سلم التكامل ، يصل إلى درجة لا يرى في الوجود إلا حقيقتين متمايزتين وهو وجود ( الحق ) وما يرتبط به ، ووجود ( الأغيار ) وما يتعلق بهم ..وكل ما سوى الحق له لون واحد متسم بالبطلان ، وإن لم يكن كذلك في النـظر القاصر ، إذ أن كل شيء ما خلا الله باطل ، وهي الحقيقة التي توصل إليها من كان في الجاهلية ، واستحسنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منه إذ قال : { وإنها اصدق كلمة قالتها العرب } .. فمثلا الالتفات إلى ( الـذات ) وإلى ملكاتهـا الفاضلة ، وإلى ( العبادات ) الصادرة منها ، يُـعدّ التفاتا إلى ما سوى الملك الحق المبين ، شأنه في ذلك شأن الالتفات إلى باقي أفراد المتاع الباطل ، إذ أن كل ما ذكر من الأغيار ، أفراد لحقيقة واحدة ، في مقابل الحق المتعال .. إن الالتفات إلى غير الحق له أثر واحد ثابت ، ويترتب عليه أثر الإعراض عن الحق بدرجة من درجات الإعراض عن الحق ، وإن كان المُلتَفَت إليه حسنا في حد نفسه ، كالصالحات من الأعمال والزاكيات من الأفعال . ************************************************** ****************************************** حميد عاشق العراق 24 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ترك التسافل إن الوظيفة الأساسية للعبد أن ( يترك ) التسافل والإخلاد إلى الأرض ، بترك موجبات ذلك ، ولا يحمل بعد ذلك ( هـمّ ) التعالي والعروج ، إذ المولى أدرى بكيفية الصعود بعبده ، إلى ما لا يخطر بباله من الدرجات التي لا تتناهى ..إذ هو الذي يرفع عمله الصالح - على تفسيرٍ - لقوله تعالى: { والعمل الصالح يرفعه }، وبارتفاع ( العمل ) يرتفع ( العبد ) أيضا ، لأنه القائم بذلك العمل الصالح ، وقد عبّر في موضع آخر بقوله تعالى: { ورفعناه مكانا عليا } . ************************************************** ******************************************** حميد عاشق العراق 25 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين أصناف أزواج الدنيا إن علاقة الناس بالدنيا إما :زواج دائم ، أو زواج منقطع ، أو طلاق رجعي ، أو طلاق بائن ، أو عدم زواج أصلا .. فالأول: لأهل الدنيا ( المستغرقين ) في متاعها ..والثاني: ( للمستمتعين ) بها من غير استغراق ، فيقدمون رجلا ويؤخرون أخرى ..والثالث: لمن هجر الدنيا بعد أن انكشفت له حقيقة حالهـا ، ثم يعود إليها بمقتضى ضعفه ووهن إرادته ..والرابع: لمن ( هجرها ) بعد طول معاناة ، بما لا يفكر معها بالرجوع أبدا ..والخامس للكمّلين الذين ( لم يتصلوا ) بمتاعها - دواما وانقطاعا - لينفصلوا عنها طلاقاً رجعياً أو بائناً ، وقليلٌ ما هم . ************************************************** ********************************* حميد عاشق العراق 25 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين الجيفة المجمدة مثل بعض الصفات الرذيلة الكامنة في النفس ، والتي لم يُظهرها العبد - إما ( خوفـاً ) من الله تعالى كما عند أهل التقوى ، أو ( تعالـياً ) عن رذائل الأمور ، كما عند أهل الإرادة والرياضة - كمثل الجيفة المجمدة التي تنتظر الفرصة المناسبة ليظهر نتنها بما يزكم منه الأنوف .. فطريق الخلاص هو ( دفنها ) في التراب لتتحلل وتستحيل إلى مادة أخرى لا تنطبق عليها وصف الجيفة ..فصاحب القلب السليم هو الذي تخلص من رذائل نفسه ( بقطع ) مادتها ، إذ خلي باطنه من الجيفة بكل أشكالها . ************************************************** ******************************************** حميد عاشق العراق 25 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وجدان حالة العبودية إن من أعظم رتب العبودية ، أن يجد الإنسان نفسه عبدا لله تعالى - بكل ما تحمله كلمة العبودية من معنى - كإحساسه بباقي صفاته الوجدانية كالأبوة والزوجية وغيرها ..وهذه حالة وجدانية لا نظرية ، قد لا تعتري حتى المعتقد ( بعبوديته ) للحق طوال حياته مرة واحدة .. فإذا كان العبيد بين يدي الخلق لهم إحساس باطني متميز عن الأحرار - هو الذي يحركهم للقيام بوظائف العبودية تجاه مواليهم - فكيف إذا أحس العبد بهذا الشعور ، بالنسبة إلى من الوجود ( منه وبه وله وإليه ) ؟!.. عندئذ يتحول وجوده إلى وجود متعبد بين يدي الحق بظاهره وباطنه ، تعكسه هذه الفقرة من الطلب في الدعاء : { اللهم اجعل لساني بذكرك لهجا ، وقلبي بحبك متيّما }. ************************************************** ******************************************** حميد عاشق العراق 26 - 1 - 2016 |
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين التفاعل الموجب للحزن كثيرا ما تتفاعل أنفسنا مع بعض الذكريات المحزّنة ، أو الخواطر المشوّشة ، وبالتالي نوقع أنفسنا ( باختيارنا ) في دائرة التوتر والقلق .. إن على العاقل أن يضع جهاز مراقبة في نفسه ، لمنع توارد مثل هذه الخواطر المقلقة ، أو بالأحرى منع استقرارها في النفس ..فإن الخواطر قد تتوارد على القلب من دون اختيار ، وليس في ذلك ضير - وخاصة في أول الطريق - بل البأس كل البأس في التفاعل مع ( الهاجس ) على أنه حقيقة ، ومع ( المستقبل ) على أنه حاضر ، ومع ( الموهوم ) على أنه متيقن . ************************************************** ********************************************* حميد عاشق العراق 26 - 1 - 2016 |
الساعة الآن 04:20 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.