منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=754)

حميد درويش عطية 02-08-2013 08:51 PM

المؤثرات السلبية الغيبية

إن طبيعة الجنس البشري أنه يتأثر بالأوهام ، إلى درجة أنه يتعامل مع الموهوم تعامله مع المتيقن .
مثال ذلك :
لو طلب من إنسان أن ينام ليلة مع ميت ، فإن معظم الناس يستوحش من ذلك ، رغم يقينه أن هذا الميت كالخشبة . فالإنسان يخاف من الحي ، لا من الميت .
قديما كانت تعد الجراثيم من عالم الغيب بمعنى من المعاني لأنها لا ترى ، وذلك قبل اكتشاف المجهر ، أما الآن وبعد اكتشافه ، فإننا نرى أدق الأشياء .
وهذه الأيام هنالك ما يسمى : بالعين ، والسحر ، والشعوذة ، والعمل . فما هو الموقف الشرعي تجاه هذه الأمور ؟.
إن بعض الناس طبيعتهم هكذا ! ولعل البعض يتظاهر بالأكاديمية ، وأنه إنسان علمي وموضوعي ، فينفي كل شيء ما وراء المادة .
وطبعا هذا من الجهل بكل وضوح !. لأننا نعيش في بيئة مليئة بالأمواج المغناطيسية ، والكهربائية ، والصوتية . الخ .
وكل ما حولنا هو أشد تأثيرا في حياتنا من الشهود . وعليه ، فإن الإنسان الذي لا يعتقد بأصل المادة ، هذا إنسان غير موضوعي .
إن الإنسان لا ينفي أصل الموضوع ، فهناك سورة في القرآن الكريم باسم ( الجن ) { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا } .
وبالنسبة إلى السحر أيضا يقول القرآن الكريم : { وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ } .
قديما كان هذا السحر موجودا ، كانوا يعقدون العقد على الحبل ، وتنفث فيه الساحرة . وهناك معنى آخر للنفاثات : أي أن الإنسان إذا عقد عزمه على شيء ، يأتي إنسان يحبط من عزمه ؛ أي ينفث في عقده .
وورد أيضا في القرآن الكريم:{ مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } .
فإذن ، إن هناك حقيقة قائمة ، ولكن ليس معنى ذلك أن كل ما يراه الإنسان من عوامل غريبة ، ينسبه إلى السحر وما شابه ذلك .
وعليه ، فإن هناك نكبات وبلاء ، ولكن ليس معنى ذلك أنه كلما رأينا بلية ، نفسر ذلك على أنه من عمل السحر والجن وما شابه ذلك . والحل هو :
أولاً : أن لا ننتقل من عالم الشهود إلى عالم ما وراء الطبيعة إلا بدليل قاطع ، وأنى لنا بدليل قاطع !.
ثانياً : دفع الصدقة . فالوقاية خير من العلاج . هناك ما يسمى اليوم بالتطعيم ضد الأوبئة والأخطار ، لمن يخاف من المفاجآت المستقبلية .
وكذلك الذي يخاف من مفاجآت القضاء والقدر ، عليه أن يدفع صدقة ، وقد يكون أثر هذا العمل أكثر من بعض الأحراز لأن فيه تضحية ،{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } .
فإذن ، يستحب للإنسان أن يدفع صدقة يومية ، والذي نفهمه من الروايات ، أن صدقة الليل غير صدقة النهار . وهناك فرق بين عزل الصدقة وبين دفع الصدقة ، حيث أن الأثر الأتم لدفع الصدقة للفقير ، لا لعزل الصدقة .
حميد
عاشق العراق
8 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 02-09-2013 11:56 AM

روافد الشر غير المرئية
******************************
إن الشر بعض الأوقات يأتي من مصدر مادي معلوم ، كإنسان عدو مثلا . وأحيانا يأتي من عالم غير مرئي من : الجن ، والشياطين ، والحسد ، وغير ذلك من الأمور .
ولكن المؤمن يحاول دائما أن يتناول الشق المادي ، ولا يحيل الأمر إلى الجانب الغيبي ، وذلك لأمرين :
أولا : الغيب لا يرى . فلو اعتقد إنسان أن جنا قد مسه ، كيف يصارع ويواجه هذا الجن الذي لا يرى ؟
فلو كان المهاجم عدوا ، لاستطاع أن يشتكي عليه أو يواجهه . ولو كان جراثيماً ، لاستخدم مضادا حيويا للقضاء عليه . أما الجن الذي لا يرى ، كيف يقضي عليه ؟. وهنا وبسبب هذه الأوهام ، يذهب لكل نصاب ومشعوذ .
ثانيا : الغيب لا يقطع به . فالإنسان عندما يرى عدوا أمامه ، يقول : هذا عدو أمامي ، ولكنه لا يقطع أن الذي وراء الكواليس ، هي هذه الأمور الغيبية .
فإذن ، إن المؤمن سياسته سياسة القرآن الكريم : لا يتبع الظن ، ولكن يمشي وراء اليقين { إِنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا } . ولكن مع ذلك نحن قوم واقعيون ، نتبع القرآن والسنة .
فالقرآن ذكر الجن في آيات متفرقة ، منها : { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا } .
وقد صنّف القرآن الكريم الجن إلى صالحين وغير صالحين { وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا }
، وكذلك ذكر شر الجن : { مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
فإذن ، إن هناك شرا يصلنا من الجن ، وهناك شرا من الناس . فما هو الحل الجامع لهذا الأمر ؟ الحل هو أن نوكل الأمر اليقيني والاحتمالي إلى خالق الشرور .
فالإنسان عندما يصاب بمرض ، يحتمل الطبيب أن الجرثومة الفلانية هي السبب وراء ذلك المرض ؛ فيعطيه مضادا حيويا يقضي على الجرثومة المحتملة غير المقطوع به .
وكذلك المؤمن ، فإنه يراجع ربه ويقول : { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ } . وهنا نكتة قرآنية لطيفة : فـ{ أَعُوذُ } فعل مستمر ؛ لأن العدو عداوته مستمرة ، { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ } .
أحيانا الطائرات المعادية تهجم مرة في السنة ، أما إذا كان الهجوم يوميا ؛ فلا بد أن يكون الدفاع يوميا .
وعليه ، فبما أن الشيطان يوسوس دائما ، فإن على الإنسان اللجوء إلى الاستعاذة المستمرة ، للتصدي لهذا العدو : {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ } .
إن هنالك بشارة لجميع المؤمنين ، وهي أن الشياطين والأجنة ، لا تصل إلى أعضاء بدن الإنسان . فالشياطين والجن لو كان لهم سلطة على الأبدان ، لذكر ذلك القرآن الكريم ، إنما شغلهم الوسوسة فقط .
ومن هنا الشيطان يوم القيامة يدافع عن نفسه دفاعا بليغا :
{ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } .
أي أنا عملي كان مجرد دعوة ، ولم يكن هناك إلزام وإكراه . ومن منا يدعي أن الشيطان دفعه إلى المعصية دفعا ؟!
فإذن ، إن الأمر سهل ما دامت القضية وسوسة ، فالذي يلتفت إلى منافذ قلبه ، ينجو من هذا الشر .
حميد
عاشق العراق
9 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 02-11-2013 06:51 PM

الإحرام

إن الميقات هو النقطة الأولى للقاء مع رب العالمين ، وقد ورد إن السجاد بن الحسين ( علبهما السلام ) « لما أحرم واستوت به راحلته : اصفر لونه ، وانتقض ، ووقع عليه الرعدة ، ولم يستطع أن يلبي . فقيل له : لم لا تلبي ؟ فقال : أخشى أن يقول لي ربي : لا لبيك ولا سعديك !.
فلما لبّى غشي عليه وسقط من راحلته ، فلم يزل يعتريه ذلك حتى قضى حجه » . إن الملوك عادة إذا لم يحبوا اللقاء مع أحد يمنعونه من الدخول من الباب .
إن الإنسان يحرم كل يوم ، في كل فريضة ، وحاله حال المحرم في الميقات . فالتكبيرة الأولى ، تسمى تكبيرة الإحرام .
والصلاة معراج المؤمن ؛ فكما أن الحج والعمرة سفرة أفقية على الأرض ، فإن الصلاة سفرة عمودية إلى السماء .
فإذن ، إن المؤمن الذي يريد أن يتقن صلاته اليومية ، فليستول ِ على حدود الصلاة الأولى .
ومن المعروف أن الذي يتقن تكبيرة الإحرام ، يتقن الصلاة . إذا أراد الإنسان أن يخشع ، فليسيطر على صلاته من تكبيرة الإحرام .
وتكبيرة الإحرام من أركان الصلاة ، إذا نسيت التكبيرة سهوا أو عمدا ؛ تعتبر الصلاة باطلة . وتأتي هذه التكبيرة بعد ست تكبيرات مستحبة ، وكأن الله عز وجل يريد أن يدربنا على تكبيرة الإحرام .
إن المؤمن قبل تكبيرة الإحرام ، يستعد للقاء الإلهي . ما المانع أن يطيل الوقت قبل التكبيرة ؟. إن البعض يتوقف تقريبا بمقدار الصلاة الواجبة ، ويقول :
{ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ،
{ وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } .
فكما أن وجهك الظاهري إلى جهة القبلة، لماذا لا توجه قلبك الباطني إلى جهة الرب أيضا ؟. وهنيئا لمن استدر دمعة بمقدار جناح بعوضة ، ثم بعد ذلك قال : الله أكبر !.
ما معنى الله أكبر؟!..
نحن نستخدم صيغة التفضيل ، فنقول : فلان عمره أكبر من فلان !. وفلان أطول من فلان !. ولكن هل هناك أحد مقابل رب العالمين ، كي نقول : بأن الله أكبر منه ؟!. حاشا أن يكون طرفا للقياس !. فإذن أكبر من من أي شيء ؟!.
الله أكبر من أن يوصف !. إن غاية المدح أن تعجز عن مدحه !.
فيك يا أعجوبة الكون *** غــدا الفكر عليلا
كلما أقدم فكــري *** فيــك شبراً فرَّ ميلا
أنت حيــرت ذوي *** اللب وبلبلت العقـولا

حميد
عاشق العراق
11 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 02-12-2013 08:07 PM

سجدة الشكر
إن البعض يظن أن سجدة الشكر خاصة بالصلاة الواجبة ، والحال أن سجدة الشكر كما هو معلوم من اسمها يؤتى بها بعد حصول نعمة من الله سبحانه ، أو دفع نقمة منه ، وتكون في كل وقت .
مثلا : إنسان جالس في المنزل ، فيتذكر نعمة من نعم الله ، فيخر لله ساجدا . هذه حركة مشكورة من العب.
والبعض في المستشفى عندما يقال له : فلان برأ من مرضه ، فيخر لله ساجدا . هناك ثلاث جمل شرطية وردت في القرآن الكريم ، ورب العالمين أصدق الصادقين { وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ } :
الأولى : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } .
طبعا هناك فرق بين ذكر العبد لربه ، فهذا الإنسان المسكين يذكره لقلقة لسان . وبين ذكر الله عز وجل لعبده، لأنه إذا ذكره ؛ قلب كيانه !.
الثانية : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } .
اللام لام التأكيد ، والنون نون التوكيد الثقيلة . فهو إما أن يُعطى من جنس النعمة المشكورة ، أو من جنس آخر .
مثلا : إنسان أعطي ولدا ، فشكر الله : فإما أن يعطى ولدا آخر صالحا ، أو يعطى من جنس آخر ، كالمال الوفير مثلا . فالعبارة مفتوحة ، ورب العالمين لا مانع لعطائه .
الثالثة : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .
فرب العالمين كما نقرأ في المناجاة : ( وليس من صفاتك يا سيدي ، أن تأمر بالسؤال وتمنع العطية ) !.
فإذن ، إن سجدة الشكر يمكن استعمالها في كل الحالات ، والأفضل أن تؤدى على نحو سجدتين . ويُستحبّ فيها تعفير الجبينين بين السجدتين ، وكذا تعفير الخدّين .
ويستحب فيها أن يفترش ذراعيه ، ويلصق صدره وبطنه بالأرض .
لطالما الإنسان أراد أن يسجد لله شكرا ، وإذ بهذا الشكر يجره إلى المناجاة مع رب العالمين .
بعض العلماء يقول : ليس هناك مانع أبدا ، أن تبكي على مشكلة من مصائب الدنيا ، وبمجرد أن تدمع عيناك ، ويرق قلبك ؛ تحوّل الحالة إلى رب العالمين .
( تبكيك عيني لا لأجل مثوبة ولكن عيني لأجلك دامعة ) .
ولعل الله يبتلي المؤمن ببعض هذا الضيق حتى يذكره به !. فإذن ، إن المؤمن يشكر الله أن ابتلاه بهذه المصيبة ، حتى يذكر رب العالمين .
نحن نعرف أن السجود لا يكون إلا لله عز وجل { وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا } ،
قد يكون التفسير أن المساجد السبعة ، هي الأعضاء السبعة التي يسجد عليها في الصلاة : الكفين ، والركبتين ، والإبهامين ، والجبهة .
إن هذا السجود، هو سجود الشكر لله , وإلا أن يسجد الإنسان لغير الله ، فإن هذا ليس من الإيمان .
إن من موارد سجود الشكر ، أن يُوفق الإنسان للإصلاح بين متنازعين . يا لها من فضيلة عند الله عز وجل !.
لأن الإنسان عندما يتخاصم مع أحد ، يتجاوز الحدود الشرعية : غيبة ، وبهتانا ، وفحشا . فهو عندما يصلح بين مؤمنين ، أو بين مؤمن ومؤمنة ؛ يكون قد منع عنهما هذا الحرام الكبير .
حميد
عاشق العراق
12 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png


حميد درويش عطية 02-13-2013 05:22 PM

النِيَّة
إن الصلاة تتكون من واجبات ركنية ، وواجبات غير ركنية . والواجبات الركنية هي التي تبطل الصلاة بنقصانها عمداً وسهواً . ومن هذه الواجبات النية ، التي هي حركة في القلب . فالتكبير ، والقيام ، والركوع ، والسجود ؛ أعمال خارجية .
أما النية ؛ فإنها عملية في القلب ، وهي قوام الصلاة .
يقولون : بأن النية بالنسبة إلى العمل ، كالروح إلى الجسد : مهما كان الجسد قويا ، فهو ميت لا قيمة له . وأعمالنا كذلك .
أثر النية في الخلود
إن طاعات الإنسان في الحياة الدنيا ، تكون لسنوات محدودة ؛ فكيف يعطى الأبدية في الجنة ؟. والأعجب من ذلك ، إذا كان هناك مسلم ارتد عن الإسلام ، ثم مات بعد الارتداد بثوانٍ قليلة ؛ هذا جزاؤه جهنم خالدا فيها ؛ لأنه أشرك بالله عز وجل
{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء }
هذا الشرك كان لثوان فقط ، ولكن الجزاء هو الخلود في جهنم . وكذلك بالنسبة إلى الطاعة : إذا كان هناك إنسان كافر وأسلم ، ثم مات بعد ثوان ؛ فإن هذا الإنسان يدخل الجنة خالدا فيها .
والذي أوجب لهذا الخلود في النار ، ولهذا الخلود في الجنة ؛ هي النية . أي يا رب ، لو أبقيتني إلى أبد الآبدين ، لكنت لك مطيعا وبك مؤمنا ، أو العكس . هذا تأثير النية .
الرياء المبطل للعمل
إن من شرائط الصلاة النية الصحيحة ؛ أي أن لا يكون الإنسان مرائيا في عمله . إن البعض يصلي جماعة ، فتأتيه خاطرة : أن الناس ينظرون إليه بارتياح ، ونظرتهم هذه توجب له زيادة في المعاش . أو أن شابا يذهب إلى المسجد ، فيكون ذلك مدعاة لتزويجه .. هل هذه الخواطر مبطلة أو غير مبطلة ؟.

إن هناك فرقا بين الخواطر ، وبين ما استقر في صفحة النفس . فالرياء المبطل ، هو الرياء المستقر ، وليس الذي يرد على نحو الخاطرة . قال تعالى في كتابه الكريم :
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ }
قال تعالى : { إِذَا مَسَّهُمْ } ؛ أي اتصال سطحي . { طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ } ؛ لم يقل : شيء استقر من الشيطان . وقد ورد في الرسالة العملية مع أن هذه مسألة أخلاقية :
وأما الخواطر فلا تبطل الصلاة ، وخصوصا إذا تأذى منها الإنسان . إذا تأذى الإنسان من خاطرته ، فهو إنسان مخلص .
إن من نعم الله علينا، أنه لا يؤاخذنا بالرياء بعد العمل ، مثلا : إنسان ذهب إلى الحج وأتقن حجه ، وخشع في صلاته ، ونقل ذلك إلى الآخرين ؛ رب العالمين أكرم من أن يضيع أجره .
الرياء المبطل هو ما كان أثناء العمل ، أما الرياء اللاحق ؛ فإنه لا يفسد العمل . وكذلك بالنسبة إلى العجب : إذا أُعجب الإنسان بعمله بعد أداء العمل؛ فإن هذا لا يضر بالعمل . حيث أن العجب المبطل ، هو العجب المقارن .

هل من موجبات عدم الإخلاص ، أن يعبد الإنسان ربه طمعا في الجنة ، أو خوفا من النار؟
إن عبادتنا هي إما عبادة العبيد الخائفين ، أو عبادة التجار . فهل هذا يخل بالإخلاص ، أم لا ؟. فقهيا : لا ، الصلاة صحيحة . أما عرفياً وأخلاقياً ؛ فإن هذا بعيد عن الإخلاص . أين نحن وعبادة أمير المؤمنين ، الذي كان يقول :
( إلهي ! ما عبدتك خوفاً من عقابك ، ولا طمعاً في ثوابك .ولكن وجدتك أهلاً للعبادة ؛ فعبدتك ) ؛
هذه هي عبادة الأحرار . والإنسان المؤمن يحاول أن يترقى في عبادته ، ليصل إلى هذه الدرجة .
إننا عندما نتوضأ في الصيف بالماء البارد ، أحدنا يتوضأ وهو يعلم أنه ضمنا سوف ينتعش وتسري البرودة إلى بدنه . هو لا ينوي ذلك ، ولكن البرودة تأتيه قصرا .
وكذلك في قربك لله عز وجل لا تنوي الحور ولا القصور، بل قل : يا رب أحاول أن أعبدك عبادة الأحرار إن استطعت ذلك ،
فإنه عز وجل يعطيك ما لا يخطر على بال بشر . عندما يدخل الإنسان الجنة ، فإنه يرى من الجمال الإلهي ما تندهش منه العقول ، يقال له :
اذهب إلى القصور وإلى الحور ؛ ولكن قلبه لا يطيق فراق هذه الحالة ، لأنه يرى أن ما هو فيه من الانشغال بهذا الجمال الإلهي ، لا يقاس بالجمال المادي . ومن هناك قيل : { وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ } !.
حميد
عاشق العراق
12 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 03-08-2013 09:29 AM

آدابُ التَّهيؤ ِ النَّفسي
إن للعبادات ملكوتا وباطنا . فليس الحج هذه الحركات التي يؤديها الحجاج فحسب !. وباطن الصلاة ، ليس هذه الحركات المعهودة فحسب !.
إن على الإنسان أن يعيش حالة من الترقب للصلاة ، فالإنسان المؤمن الذي يريد أن يصل إلى ملكوت الصلاة،
لا بد وأن يعيش هذا الهاجس قبل دخول الوقت ، مترقبا للصلاة بكل شوق .
إن الأمور الكبرى في الحياة ، والمعاني السامية تبدأ بالتلقين ، وتتحول إلى واقع ، وعلى الإنسان أن لا يملّ من التلقين المستمر .
فالسير إلى الله عز وجل حركة معاكسة لطبيعة الإنسان لجهتين : لوجود قوة دافعة . ولوجود قوة مانعة .
علينا ان نعلم أن هناك قوة دافعة ، تدفع الإنسان الذي يريد أن يصل إلى الله عز وجل إلى اتجاه معاكس لما يريده ، أي تدفعه إلى :
الميل إلى شهوات الدنيا ، والتثاقل إلى الأرض ، وتقديم العاجل على الآجل ، وتقديم اللذة على الفكرة ، وتقديم المصلحة الآنية على المصلحة المستقبلية .
أضف إلى ذلك أن العبادة هي تعامل وتفاعل مع عالم الغيب ، والغيب إذا بقي غيبا محضا ، فإنه لم يعد داعيا لحركة الإنسان .
فالذي يؤمن بالله وبالمبدأ والمعاد ؛ ولكن لا يعيش حقيقة شهودية في قلبه ، فإن من الطبيعي أن لا يسير إلى الله عز وجل سيراً حثيثاً ؛ ومن الطبيعي أن يحاول معاكسة التيار .
فالسباح الذي يريد أن يسبح خلاف التيار ، يحتاج فى أول الأمر إلى تكلف ومعاناة ومجاهدة ، إلى أن يتعود ركوب الموجة وتجاوز العقبات .
وعليه ، فإن مسألة الدخول في بحر الصلاة ، تحتاج إلى تهيؤ نفسي مسبق . فقبل دخول الوقت ، يا حبذا لو يجعل الإنسان حائلا بينه وبين الصلاة ؛
أي منطقة برزخية حائلة بين العالمين : فلا هي صلاة ، ولا هي تعامل مع البشر .
ولهذا يلاحظ بأن القرآن الكريم ، يؤكد على هذه الحقيقة : ألا وهو التسبيح قبل طلوع الشمس ، وقبل الغروب .
فعلى الإنسان أن يجلس في المصلى قبل أن تغرب الشمس ، وفي مكان يهيئ نفسه للدخول بين يدي الله عز وجل بذكر بعض التسبيحات ، والتهليلات ،
وباقي المستحبات بحيث يخرج تدريجياً من جو التفاعل مع عناصر هذه الدنيا .
ومن هنا فإن صلاة المؤمن تبدأ قبل الوقت بفترة طويلة ، فالصلحاء والأولياء يعدون أنفسهم للقاء المولى قبل ساعة او ما يقرب منه .
بينما عامة الناس يفاجؤهم الوقت مفاجأة ولعلهم يتمنون فى قرارة أنفسهم أن لا يدخل عليهم الوقت ؛ لكيلا يفسد عليهم لهوهم !.
وإذا كان ولا بد أن يصلي في المنزل لا في بيت من بيوت الله عز وجل فعليه أن يهيئ مكانا فارغا للعبادة فى منزله إثباتا لترقبه وميله إلى لقاء مولاه .
إن اتخاذ مكان ثابت فى المنزل للصلاة بين يدى الله تعالى ، لمن دواعي التوجه ، والتركيز ، والإقبال على رب العالمين !. فمن المستحب أن يجعل الإنسان في بيته ، محلاً خاصاً للصلاة بين يدي الله عز وجل ، إذ كلما جاء إلى المصلى ، تذكر ساعات إقباله ،
إذ لعله بالأمس ، أو قبل أيام كان خاشعاً في هذا المكان ، ولعل دموعه كانت جارية على خديه .
ومن المعلوم أن هذا الجو مفعم بأجواء الروح والريحان ؛ فكلما دخل هذا المكان ، أحس بتلك الأجواء ، ولهذا نقرأ في القرآن الكريم :
{ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً } .
فمن هذه الآية يبدو أن مريم ، اتخذت محراباً ومكاناً ثابتاً ، للعبادة بين يدي الله سبحانه وتعالى . فتبين بما ذكرنا أن هذه الفترة الحائلة بين العمل اليومي وبين الصلاة مسألة مهمة .
وإن من صور التهيؤ المقترحة : أن يسجد الإنسان بين يدي الله عز وجل ، قبل دخول الوقت في سجود عبادي تأملي . فإننا مع الأسف نتخذ السجود وسيلة للعبادة وللذكر فحسب ,
وقد يتحول السجود إلى حركة بدنية محضة ، لإظهار التذلل بين يدي الله عز وجل ؛ ولكن حقيقة السجود ، حقيقة جامعة مستوعبة .
فما المانع أن يعيش الإنسان أجواء مختلفة : من التذلل ، والمناجاة ، والتأمل فيما سيقبل عليه من اللقاء بين يدي الله عز وجل ؟!.
إن من موجبات التوفيق والتهيؤ للصلاة الخاشعة ، مراقبة السلوك بين الفريضتين . أي أن من موجبات التوفيق للصلاة ، هي مراقبة السلوك بين الحدين .
. فمن المعلوم ان الذنب السابق للصلاة ؛ يؤثر على توجه الإنسان ، فعندما يأتي إلى الصلاة ، يأتي وهو يعيش جوا من أجواء البعد عن الله عز وجل .
وهناك تعبير جميل في كتب الأخلاق مفاده : ان من يلطخ نفسه بالعسل ، ثم يقترب من بيت الزنابير ، فإن من الطبيعي أن تهجم عليه الزنابير ، لتلدغه في كل بقعة من بقاع جسده ؛ لأن العسل الذى لطخ به بدنه يغري مثل هذه الزنابير .
ان هذا المثال مقدمة للقول : بأن الشياطين تستهوي هذا الإنسان العاصي المنهمك في لذاته ، وفي معاصيه وغفلاته . وعليه ، فإنه عندما يقف للصلاة بين يدي الله عز وجل ، تهجم عليه الشياطين والأوهام والخواطر الحقة منها والباطلة . بحيث ينتهي من الصلاة ، وهو لا يفقه كلمة من كلمات صلاته ، وإلا فما هي دواعي الشك في الصلاة ؟.
إن الشكوك الصلاتية لها حلول فقهية واضحة ، حيث يبنى على الاكثر مثلا ويأتى بصلاة الاحتياط . ولكن أصل عروض الشك حالة سلبية عند الخواص !.
فليس من المقبول أن يصاب المؤمن المتوجه في صلاته ، بحالات الشك والذهول ، بحيث يصل الأمر إلى أن يشك بين الركعة الثانية والركعة الرابعة مثلا !.
فالركعة الثانية فيها قنوت ومناجاة مع رب العالمين ، فيقال في الركعة الثانية : من الطبيعى أن الإنسان يأخذ عزه ودلاله في الحديث مع الله عز وجل .
بينما الركعة الرابعة فيها رائحة الوداع ، بما تستلزمه من الهم والغم ؛ إذ إن الانسان بعد لحظات سينتهي من لقاء الله عز وجل.. فعالم القنوت عالم يغاير تماماً عالم التشهد والتسليم، فكيف يخلط المؤمن بين الركعة الثانية، وبين الركعة الرابعة؟!.. بل حتى الركعة الثالثة ؟!.
وعليه فإن الشك الكثير في الصلاة ، والسهو الكثير فيها ، علامة على نوع من أنواع الإدبار فيها ، وعدم التوجه الكامل للمضامين الصلاتية ، وعدم الانغماس فى بحرها .
والحقيقة التى لا يمكن إنكارها أن الإنسان في حياته يحتاج إلى من يبث إليه همومه ، إذ إن من الطبيعى أن نقول : أن الذي لا أنيس له ، ولا صديق له ، ولا متنفس له ، ولا مفزع له في الحياة ،
قد يعيش فى بعض الحالات : حالة الكبت ، والتبرم ، ثم الانفجار ، وبعد ذلك الانهيار الكامل . فإذا كان الإنسان العادي يتخذ بين فترة وأخرى من هو سبيل وذريعة لتفريغ الهموم ، فلماذا لا يتخذ من الصلاة مثل هذه المحطة ، لتفريغ همومه وذلك مع القدير على كشف كل كربة .
نعم، إذا جعل الإنسان الصلاة ذريعة للحديث مع الله عز وجل ؛ تحولت الصلاة إلى أحلى محطة من محطات الأنس .
وتحولت الصلاة في حياة البعض إلى محطة للتلذذ والارتياح ، تلك المحطة التي لا تقارن بمحطات التلذذ المادي بالمتاع الزائل ، الذي تفنى لذته ويبقى وزره !.
عاشق العراق
8 - 3- 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

آية أحمد 03-14-2013 03:20 PM

أستاذي الفاضل حميد:
بوركت على هذا الكلام المنتقى من روضة الايمان.
وجزاك الله خير الجزاء على هذا الزاد العظيم
الذي منحته لنا قبسا ينير قلوبنا ويهديها.
جعلنا الله واياك من أهل التقى والإيمان.

آمين.

حميد درويش عطية 03-14-2013 04:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آية أحمد (المشاركة 141189)
أستاذي الفاضل حميد:
بوركت على هذا الكلام المنتقى من روضة الايمان.
وجزاك الله خير الجزاء على هذا الزاد العظيم
الذي منحته لنا قبسا ينير قلوبنا ويهديها.
جعلنا الله واياك من أهل التقى والإيمان.
آمين.

إبنتي آية أحمد
اسعدني مرورك من هنا وتزودكِ بهذا الزاد الإيماني
وأحمد اللهَ تعالى على أن هداني لتقديم هذا الزاد الكريم .
تحياتي
حميد
14 - 3 - 2013


فاطمة أحمد 03-14-2013 09:15 PM

ما شاء الله على هذا العلم الوافر سيدي
جزاك الله خيرا بإذنه
أنقل بعضا منه من بعد إذنك ولك الأجر لتقديم المنفعة للجميع

حميد درويش عطية 03-14-2013 10:44 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة أحمد (المشاركة 141220)
ما شاء الله على هذا العلم الوافر سيدي
جزاك الله خيرا بإذنه
أنقل بعضا منه من بعد إذنك ولك الأجر لتقديم المنفعة للجميع

إبنتي الطيبة فاطمة أحمد
تحية طيبة
أسعدني كثيراً إعجابكِ بما أكتب , وفرحتُ أكثر لرغبتكِ في إيصال كتاباتي للآخرين لتعم الفائدة , عسى أن يقتدي بها الطيبون .
إنقلي ما شئتِ ويُجزيكِ المولى القدير خير الجزاء .
تحياتي
حميد
14 - 3 - 2013

حميد درويش عطية 03-20-2013 05:34 PM

التعامل مع الدنيا
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا ، على نوعين : هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل . وبتعبير القرآن :
{ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } . وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة، وأهملوا الدنيا؛ أي لا يشتغلون للدنيا، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم .
وهذه أيضا حالة مرفوضة.
إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين ( عليهِ السَّلام ) :
( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) .
إنه تعبير رائع جدا !. فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية . والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفيرا ، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة .
( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) . من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟.
هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير : رأس ماله الدعاء ، والصبر . أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام .

فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة . في عالم الزراعة : كلما اتسعت الرقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول . وكلما زاد المحصول زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .
وبالتالي ، فإن الدنيا إذا أصبحت في يد أمثال سليمان ، تصبح نعم العون على الآخرة !.

إن الإمام ( عليهِ السَّلام ) يقول : ( واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً ) . إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي .
أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة . وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله تعالى يقول في كتابه الكريم :
{ اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } ؛ فالموت والنوم أخوان قريبان .
من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟. ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني ، وإليه النشور ) . فالعبارة حقيقية !.

إن بعض الحجاج مع الأسف يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !. من قال أنه سيوفق لذلك ؟. لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع .
ومعنى قول الإمام ( عليهِ السَّلام ) : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) بعبارة أخرى : ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا ، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) .
مثلا : هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا . وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا .
عاشق العراق
20 - 3 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 03-23-2013 04:59 PM

آدابُ التَّوْبةِ
أن التوبة من المعاصي أول طريق الســالكين إلى الله تعـــالى ، وهي رأس مال الفائزين ، ومفتاح استغاثة المريدين ، وأصل نجاة الناجين
وقد وردت الآيات والأخبار الصحاح في فضل ذلك ، ويكفي مدحاً لها قول أصدق الصادقين في كتابه الكريم :
{ إن الله يحب التوابين } . البقرة /222
وقول النبي الأكرم ِ( صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) : التائب من الذنب كمن لا ذنب لـه .
وقد ذكرتْ معان عديدة للتوبة ، فمنها :
المعنى الفقهي : وهو ترك المعاصي في الحال ، والعزم على الترك في الاستقبال ، وتدارك ما يمكن تداركه في المآل .
ومن معانيه : خلع لباس الجفاء ، ثم نشر بساط الوفاء .
ومن معانيه : مطلق الندم .
وعلى أي حال ، لا إشكال في وجوبه عقلاً وشرعاً بلا تأمل ، إذ لو علمت انحصار السعادة الحقيقية الأبدية في لقاء الله تعالى ، لعلمت أن المحجوب عنه شقي محترقٌ بنار الفراق في دار البوار ،
ومن المعلوم أن من أغلظ الحجب : حجاب اتباع الشهوات وارتكاب السيئات ، لكونه إعراضاً عن الله تعالى بمتابعة الشيطان والهوى ، بل بعبادتهما في الواقع ، لما روى من أنه : من أصغى إلى ناطق فقد عبده .
ولعلمت أيضا أن الانصراف عن طريق البعد للوصول إلى مقام القرب واجب ، ولا يتم الانصراف إلا بالأمور الثلاثة المذكورة في معنى التوبة ،
وقد تقرر في محله أن مقدمة الواجب واجبة عقلاً وشرعاً ، نظراً إلى الملازمة بينهما ، كما أن وجوبه أيضا فوري كما لا يخفى .
فكما أن شارب السم لا بد له من إخراج السم من بدنه فوراً بقيءٍ أو بغيره وإلا سبّب له الهلاك الدائم ،
فكذلك الأمر في سموم المعاصي ، فلو تساهل في التوبة منها ، فسيحل عليه الهلاك ويختم له بالشر ، وقد كانت عمدة خوف الأنبياء والأولياء من سوء الخاتمة.
فالبدار البدار !. يا إخوان الحقيقة وخلان الطريقة إلى التوبة الحقيقية ، قبل أن تعمل سموم الذنوب في روح الإيمان بما لا ينفع بعده الاحتماء ، وينقطع عنه تدابير الأطباء ، ويعجز عن التأثير فيه نصح العلماء ، وتكونوا من مصاديق قوله تعالى :
{ وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون وسواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون } . يس/9
ثم اعلموا أيها اأخوة أنكك لا تخلو من المعصية في جــوارحك من : الغيبــة ، والإيـذاء ، والبهتـان ، وخيـانة البصـر وغيـرها من صنـوف المعاصي ،
ولـو فـرض خلـوك منها ، فإنك لا تخلو عن الرذائل في نفسك والهمّ بهـا ، وإن سلِمت منها فلا أقل من الخواطر المتفـرقة المذهلة عن ذكر الله ،
ولـو سلِمت منها أيضاً فلا أقـل من الغفلة والقصـور في معـرفة الله وصفات جمـاله وجلاله وعجائب صنعه وأفعـاله ،
ولا ريب في أن كل تلك الأمور ، من موجبـات النقص التي ينبغي تداركهـا ، ولذلك وجبت التوبة في كل آنٍ من الآنات . إذ قــال أشرف المخلوقات صلى الله عليه وآله :
إنه ليغان على قلبي ، حتى استغفر الله في اليوم والليلة سبعين مرة .
فإذا عرفت معنى التوبة وضرورتها ، والتفت إلى أن تركها يعني الإصرار على الذنب ، فاعلم أن الله تعالى إنما يقبل التوبة الصحيحة بشروطها ،
ومنها غسل وسخ القلوب بالدموع ، بعد اشتعال نيران الندامة فيها .
وكلما زادت نيران الندم اشتعالا كلما تحقق الأمل بتكفير الذنب ، وبذلك تتحقق علامة الصدق في التوبة.
وعليه فلا بد من تبديل حلاوة الشهوات بمرارة الندم ، ليكون علامة على تبدل السيئات بالحسنات .
ومن هنا قالوا أنه لا بد من إذابة اللحم الذي نبت على الحرام ، فهو لحمٌ فاسد ومفسد للصحيح .
ولا بد من تعلق قصده بترك كل مُحرّم ، وأداء كل واجب في الحال وفي الاستقبال إلى أن يلقى ربه ، كما أنه لا بد من تدارك ما قد فاته في سالف أيامه .
إن على التائب أن يستقصي في نفسه عالم ما قبل البلوغ وحين البلوغ وبعد البلوغ ، لينظر إلى تصرفاته في أموال الآخرين ،
سواء كانت بعمد أم خطأ ، مكلفاً كان أو غير مكلف .
فإذا كان حقـاً ماليـاً ووجـد صاحبه - ولو كان وارثا - استحل منه ، وإلا رد تلك المظلمة حين القدرة والاستطاعة .
ثم ينظر في الطاعــات ، فمـا ترك منهـا يلتزم بقضائها وكفارتها .
ثم ينظـر إلى الحقـوق الشرعية كالخمس والزكاة وما في ذمته ، فيوصـلها إلى مصارفهـا الشرعية لئـلا يبقى في حياته ما يحتاج إلى تداركٍ وتعويض ، فإنه لو مات على تلك الحالة أُبتلى بالعذاب الأليم .
عاشق العراق
23 - 3 - 2013

http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 04-08-2013 02:16 PM

الحضورُ فرعُ الإحضار
إن حضور القلب في الصلاة فرع ( إحضاره ) ، وهو فرع سيطرة الإنسان على القلب بما فيه من هواجس وخواطر .
وهذا الأمر لا يحصل إلا بالرياضة والمجاهدة ، وحبس النفس - فكرا وإرادة وميلا - على ما يقتضه العقل المستسلم لإرادة الحق المتعال .
وليُعلم أن ضبط الخواطر والسيطرة عليها من أصعب الأمور ، لأنها تتوارد على القلب بغير حساب .
وطرد الخاطرة - وخاصة الملحّة منها - عسير بعد تمكنها في القلب ، ولطالما ترسخت الخواطر السيئة وصارت مادة ( لمـيل ) النفس ،
ثم ( إرادة ) ما تقتضيه الخاطرة ، ثم ( سوق ) البدن لتحقيق تلك الخاطرة التي وردت على القلب من دون سابق تفكير .
وهذا سبيل من سبل خذلان العبد ، لسوء فعله المستوجب لذلك .
عاشق العراق
8 - 4 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حسام الدين بهي الدين ريشو 04-11-2013 06:40 PM

ا[size="7"بارك الله فيك
سيدى / حميد الشيخ صالح
وجعل منبرك
في صحائف حسناتك
ونفعنا بما فيها من انوار
واضاءات للحياري
في مسالك الحياة
وكن بالف خير[/size]

حميد درويش عطية 04-11-2013 07:49 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام الدين بهي الدين ريشو (المشاركة 143475)
ا[size="7"بارك الله فيك
سيدى / حميد الشيخ صالح
وجعل منبرك
في صحائف حسناتك
ونفعنا بما فيها من انوار
واضاءات للحياري
في مسالك الحياة
وكن بالف خير[/size]

أسعدني كثيراً مرورُكَ أ.حسام الدين وتواجدكَ معي هنا , لنتزود من مائدة المولى الكريم بما ينفعنا في مسيرتنا الطويلة إليه .
أسأله سبحانه أن يوفقنا جميعاً لما يحبه ويرضاه لنا , إنه نعم المولى ونعم النصير
بوركتَ أستاذي وجزاكَ الكريم خيراً
عاشق العراق
11 - 4 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 05-01-2013 04:09 PM


آية أحمد 05-09-2013 04:09 PM

اللهم ألهم نفوسنا تقواها أنت خير من زكّاها.

حميد درويش عطية 06-05-2013 05:18 PM

الحسنة مُضاعفة والسيئة بمثلها
أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن فضل الله تعالى وكرمه :
أن العبد إذا هم بحسنة فعملها تكتب له عشر حسنات ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة ، وإن هم بها ولم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ،
وبالعكس السيئة : فإن العبد إذا هم بها فعملها كتبت عليه سيئة واحدة ، وإن هم بها ولم يعملها كتب له حسنة كاملة .
ومصداق هذا ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما :
عن النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال :
( قال الله سبحانه : إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك ، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ، ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة ، فإن هو هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة )
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم: قال الله عز وجل إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة ، فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها ، فإذا عملها ، فأنا أكتبها بعشر أمثالها ، وإذا تحدث بأن يعمل سيئة ، فأنا أغفرها له ما لم يعملها ، فإذا عملها فأنا أكتبها له بمثلها )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ( قالت الملائكة : رب ذاك عبدك يريد أن يعمل سيئة ، وهو أبصر به ، فقال : ارقبوه ، فإن عملها فاكتبوها بمثلها ، وإن تركها فاكتبوها له حسنة ، إنما تركها من جرائي )
وقال رسول الله صلى الله عليه وآِله وسلم : ( إذا أحسن أحدكم إسلامه ، فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، وكل سيئة يعملها تكتب له بمثلها حتى يلقى الله عز وجل )
وقد أرشد صلى الله عليه وآلهِ أمته إلى أمور إذا فعلها العبد كتب الله له بسببها الأجر العظيم ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
أن رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم قال :
( من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير، في يوم مائة مرة ،
كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنة ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ،
ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر )
وعن مصعب بن سعد قال : حدثني أبي قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم قال :
( أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة ؟ فسأله سائل من جلسائه : كيف يكسب أحدنا ألف حسنة ؟ قال : يسبح مائة تسبيحة ، فيكتب له ألف حسنة ، أو يحط عنه ألف خطيئة ) .
وفي الصحيحين وغيرهما من السنن والمسانيد أحاديث كثيرة ،
كلها تدل على كتابة الملائكة الحسنة بعشر أمثالها إلى ما يشاء الله من التضعيف ، والسيئة ب
مثلها . وهذا ما قرره القرآن الكريم :
قال تعالى : مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [ الأنعام : 160 ]
وغيرها من الآيات : كالآيات التي ذكرها الله في مضاعفة ثواب الصدقات ، وهي كثيرة في القرآن الكريم .
بل تكرم الله تعالى بما هو فوق هذا كله ،
حيث أنه يأمر باستمرار الكتابة في صحيفة حسنات العبد المؤمن الذي يشغله عن عبادته التي كان يعتادها سفر أو مرض أو أي شاغل آخر .
كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ( إذا اشتكى العبد المسلم ، قيل للكاتب الذي يكتب عمله ، اكتب له مثل عمله إذا كان طليقاً ، حتى أقبضه أو أطلقه )
وفي هذه الأحاديث التي عرضناها دلالة صريحة على كتابة كل ما يصدر عن العبد , وتسجيله في سجله الخاص خيراً كان أم شراً ،
فإذا جاء يوم القيامة ورأى ما لم يسره في كتابه ، أخذ يجادل , ويجحد , وينكر ما كتبه الحفظة رادًّا شهادتهم عليهم .
منقول بتصرف
------------------------------------------------------------------------------
عاشق العراق
5 - 6 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 06-09-2013 08:58 PM

الترغيبُ في إكرامِ الْجارِ
والإحسانِ إليهِ
إن إكرام الجار والإحسان إليه من الإيمان ومن آكد أبواب الإحسان ، فقد أوصى الله سبحانه وتعالى في كتابه بالجار ، فقال :
" واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا " { النساء : 36 }
وأكد على هذا النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم في أحاديث كثيرة ، ففي الصحيحين عن أبي شريح العدوي قال : سمعت أذناي وأبصرت عيناي حين تكلم النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم فقال :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ... الحديث .
وإكرام الجار لا يقتصر على حسن ضيافته أو التصدق عليه إن كان فقيرا - وإن كان هذا مطلوبا - بل هو أعم من ذلك ، فيشمل :
الإحسان إليه وعدم إيذائه ، وتفقد أحواله ، والسلام عليه ، وعيادته إذا مرض ، والإهداء له ولو لم يكن محتاجا ، وحسن ضيافته إذا زارك ، وإقراضه إن احتاج ،
وكف الأذى عنه ، والصبر على أذاه إن حصل ، وتهنئته إن أصابه خير ، ومواساته إن أصابه مكروه ، بل ومن إكرام الجار ما يكون حتى بعد موته وذلك باتباع جنازته ،
ولعظم حق الجار ، قال صلى الله عليه وآلهِ وسلم : ما زال يوصيني جبريل بالجار حتى ظننت أنه سيورثه .
رواه البخاري ومسلم .
------------------------------------------------------------------------------
عاشق العراق
9 - 6 - 2013

حميد درويش عطية 06-12-2013 03:32 PM

شهر شعبان ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ، أما بعـد :
فقد روى أبو داود والنسائي وابن خزيمة من حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : قلت :
يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم في شعبان ؟
قال صلى الله عليه وآله وسلم : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ،
وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم . والحديث حسنه الألباني .
وعلى هذا ؛ فإن الأعمال ترفع إلى الله تعالى في شهر شعبان كما صرح بذلك الحديث الشريف .
والذي لا شك فيه أن النبي صلى الله عليه وآلهِ وسلم كان يكثر من الصيام فيه ؛ كما في الصحيحين
والله أعلم .
-------------------------------------------------------------
عاشق العراق

12 - 6 - 2013

حميد درويش عطية 06-22-2013 06:36 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ كلّ موجود على وجه الأرض ؛ شأنٌ من شؤون الله عزّ وجلّ .
لو قضيتَ حاجة هذا الموجود على أنه شأن من شؤون المولى ؛ أجرك على الله عزّ وجلّ
لذا فمن كنوز البرّ قضاء حاجة المؤمنين .
-------------------------------------------------------------
عاشق العراق
22 - 6 - 2013

حميد درويش عطية 10-27-2013 01:30 PM

ما هو موقف المؤمن تجاه ما يورث له الظن؟.
إن كل ما يرد في فكر المؤمن وعقله ، عليه أن يذهب به إلى مختبر العقل والفهم الدقيق .
فإن كان هذا الظن يوجب له الارتياح ، أو إذا كان هناك إمضاء شرعي لهذا الظن ، نتعامل معه معاملتنا مع اليقين .
أما إذا كان الظن غير معتبر: كالمنامات ، والأبراج ، وقراءة الكف والفنجان ؛ فإن هذه الأمور لا تورث اليقين .
إن الذي يتأثر بالظن ، ويتأذى ، ويخجل ، وقد يصاب ببعض العوارض العصبية . إن هذا الشخص غير مأجور في ابتلائه ؛ لأنه هو من أوقع نفسه في البلاء .
والبلاء الذي يؤجر عليه الإنسان ، هو ما كان قضاءً وقدرا . أما الإنسان المهمل والذي يصاب ببعض الأذى من وراء إهماله ؛ فإنه لا يؤجر على بلائه .
وكم يكون الأمر ثقيلا على الإنسان ، أن يبتلى في الدنيا ببلية لا يؤجر عليها في آخرته !.
-------------------------------------------------------------
عاشق العراق
27 - 10 - 2013

حميد درويش عطية 10-30-2013 01:47 PM

ما دام الإنسان يعيش في هذه الدنيا فإن الأحداث المستجدّة والأمور المفاجئة والمواقف غير المتوقعة قد تطلّ برأسها في كل لحظة لتعكّر صفوه وتنغّص عيشه ،
فإذا لم يكن ذا حلم وسعة صدر في تحمّل الصعاب ومواجهة المشاكل ، فسرعان ما قد تشتعل نار قوة الغضب في صدره ،
والتي إذا ما خرجت عن حدّ اعتدالها ومالت إلى حد الإفراط ربما أدّت بصاحبها إلى هلاك نفسه ، أو فساد دينه وخراب دنياه ،
حيث يمكن أن توقعه والعياذ بالله في الطغيان والظلم ، وهتك النواميس ، وقتل النفوس المحترمة
.-------------------------------------------------------------
عاشق العراق
30 - 10 - 2013

حميد درويش عطية 10-31-2013 02:03 PM

إذا تغلغل الإيمانُ واستمكن سيفضي على صاحبه قوة تنطبع في سلوكه كله ،
فإذا تكلم كان واثقاً من قوله ، وإذا اشتغل كان راسخاً في عمله، وإذا اتجه كان واضحاً في هدفه ،
ومادام مطمئناً إلى الفكرة التي تملأ عقله وإلى العاطفة التي تغمر قلبه
فقلما يعرف التردد سبيلاً إلى نفسه ، وقلما تزحزحه العواصف عن موقفه .
**************************************
حميد
31 - 10 - 2013

حميد درويش عطية 11-01-2013 11:36 AM

الذكرُ الدّائم
إن من صفات المؤمن ، أنه يطلب من الله - عز وجل - أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل . ( واجعل لساني بذكرك لهجا ، وقلبي بحبك متيما ) . فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة .
كيف يذكر الإنسان ربه ؟.
هناك عدة عوامل ، تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة ، يخرج من جو الغفلة . ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف ، فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان ، يذكر الله عز وجل .
يقول تعالى في كتابه الكريم : { فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } . فإذن ، إن المصيبة تذكّر، ولكن مادامت قائمة .
ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي ، فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء .
ثانيا : النعمة
إن النعمة هي أيضا تذكر، حيث يكون الإنسان في غفلة ، فيأتيه خبر مفرح مثلا : جاءه صبي ، أو مال ، أو فرج . فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد .
ثالثا : الاستفتاح بالتسمية
إن الإنسان ليس دائما في مصيبة ، وليس دائما في نعمة لذا علينا أن نجعل الأعمال لله - عز وجل - دائما ، مثلا :
عندما يدخل المنزل ، فليقل : بسم الله أدخل هذا البيت . وعندما يريد أن يتناول الطعام ، يبدأ بالبسملة ، وينتهي بالحمد . وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة .
وقد ورد عن النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلَّمَ ) : ( كل أمرٍ ذي بال ، لم يُذكر فيه بسم الله؛ فهو أبتر ) . فإذن ، إن كل الأمور الهامة ، هي من موجبات ذكر الله كثيرا .
إن من آثار ذكر الله عز وجل ، غير إخراج العمل عن كونه أبتر ، أنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي .
ما معنى بسم الله ؟.
في اللغة العربية : كل جار ومجرور ، لا بد أن يكون متعلقا بشيء . مثلا : إذا قلنا : في الدار . فإن هذه الجملة ناقصة ، ولا بد أن تقدر تقديرا بـ: مررت أو دخلت .
وهنا { بسم الله } جار ومجرور، و { الرحمن الرحيم } صفة للفظ الجلالة . فالجملة ناقصة جدا ، ولابد أن نقدر، والتقدير المعروف : أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم .
**************************************
حميد

1 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 11-03-2013 10:37 AM

إن من مقاييس معرفة سلامة القلب ، هو البحث عن ( محور ) اهتمام القلب ومصب اهتمامه ، وما هو الغالب على همه .
فإن كان المحور هو الحق صار القلب إلهـيّا تبعا لمحوره ، وإلا استحال القلب إلى ما هو محور اهتمامه ، ولو كان أمراً تافها .
وقد ورد في الحديث القدسي ما يمكن استفادة هذا المعنى منه :
( إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي ، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي ، فإذا كان عندي كذلك ، فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو )
وقد سمي القلب قلباً لشدة تقلبه ، ومن هنا لزم ( تعهّد ) محور القلب في كل وقت ، تحاشيا ( لانقلابه ) عن محوره ، متأثراً باهتمام قلبه فيما يفسده ويغيّر من جهة ميله .
**************************************
حميد
3 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 11-13-2013 10:09 AM

كوني مؤمنةً
الإسلام الحقيقي يعني أن يلتزم المسلم بأحكام الإسلام ، ومن أهم ذلك الصلاة فهي عمود الدين ، وهي أول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة ، وهي العهد بين أهل الإيمان وأهل الكفر فمن تركها فقد كفر .
لذا فالواجب عليكِ أختي المؤمنة المحافظة على الصلاة في أوقاتها وعدم التفريط في شيء منها .
ثم عليكِ الإلتزام بسائر أحكام الشرع ، ومنها الحجاب ، ومما يعين المسلم على ذلك اعتناؤه بقراءة القرآن ، وقراءة سيرة النبي صلى الله عليه وآلهِ وسير الصالحين وأخبارهم .
وننصحكِ باختيار صحبةٍ صالحةٍ من النساء المسلمات فإن ذلك مما يعينكِ بإذن الله تباركَ وتعالى على الإستقامةِ على دينِ الله .
وعليكِ أيتها الأخت بمحاسبة نفسك امتثالا لقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله )
فأمر سبحانهُ مرتين بتقواه وأمر بينهما بمحاسبة النفس . فانظري ماذا قدمتِ ليوم القيامة من فعل الخيرات وترك المنكرات ،وهذه المحاسبة هي الوسيلة العظيمة للتغيير
فيوم القيامة شديد طويل عبوس قمطرير فانظري ماذا أعددتِ له من الطاعات واستكثري منها وأخلصي فيها ودعي المعاصي فإنها شر ما يستعد به لذلك اليوم وانتقلي إلى الآخرة بأفضل ما لديك ،
ولاتنسي الدعاء لله تبارك وتعالى بأن يهديكِ إلى الصراط المستقيم ، وأن يرزقك الثبات عليه .
نسأل الله لنا ولكِ التوفيق والهداية والخاتمة الحسنة وصلى الله على نبينا محمد وآلهِ الطيبين الطاهرين وصحبهِ المنتجبين .
**************************************
حميد
13 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 11-15-2013 10:33 AM

من آدابِ قراءة القرآن الكريم
تلاوة القرآن العظيم من أفضل الطاعات وأعظم القربات ، وينبغي للمسلم إذا أراد تلاوة القرآن أن يهيئ نفسه لها، ويحصل الآداب المطلوبة لها لينال الثواب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه و آلهِ وسلم :
" من قرأ حرفا من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول : الم حرف ، ولكن ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه .
ومن أهم الآداب التي ينبغي لقارئ القرآن أن يتحلى بها : أن يقصد بقراءته وجه الله تعالى والتقرب إليه ، فالعمل إذا دخله الرياء أو السمعة أو المنافسة , فلا قيمة له بل ربما أصبح وبالا على صاحبه .
ومنها : الطهارة الظاهرة والباطنة ، فيطهر ظاهره من الحدث والخبث ، وباطنه من الذنوب والمعاصي .
ومنها : القراءة بتدبر لمعانيه وخشوع بقلبه وخضوع بجوارحه فلا يعبث بشيء منها ، أو يشغل سمعه أو بصره ، بما يتنافى مع التلاوة .
ومنها : أن يكون نظيف الثياب حسن الهيئة مستقبل القبلة إن أمكن .
ومنها: السواك قبله، وعليه أن ينظف فمه بأن يتمضمض ، ويجب عليه أن يبتعد عن التدخين وكل الروائح الكريهة .
ومنها : أنه لا ينبغي له أن يقطع التلاوة لشيء من أمور الدنيا إلا إذا كان ذلك ضروريا .
**************************************
حميد
15 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 11-23-2013 06:52 PM

لا قيمة للعلم مهما بلغت درجة صاحبه فيه ، إذا لم يرتفع بالانسان إلى مستوى العطاء الذي يفتح فيه من نفسه مدرسة للآخرين
ويقدم للحياة من فكره خبرةً واسعة تمنحها فرصة النّمو والتقدم والازدهار ،
ولا قيمة للقوّة إذا لم تتحول إلى عنصر من عناصر القوّة التي تنقذ الآخرين من عوامل الضعف الإنساني .
**************************************
حميد
23 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 11-23-2013 07:00 PM

إذا بلغ الإنسان حقيقة الإيمان فإن أثر ذلك سوف يظهر على سلوكه في حياته مع الناس ،
كما أن اهتمام الإنسان بخلقه وسعيه للتحلي بمكارم الأخلاق ومرضيّ الصفات هو من موجبات كمال الإيمان .
وقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه و اله وسلم في جواب رجل سأله : أحب أن يكمل إيماني : " حَسِّنْ خلقك يكملْ إيمانُك " .
وعن الإمام علي عليه السلام : " أكملكم إيمانا أحسنكم خلقا "
**************************************
حميد

23 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 11-30-2013 09:23 AM

https://fbcdn-sphotos-h-a.akamaihd.n...72969629_n.jpg
المراد من الموعظة الحسنة :
" هي طريقة في التبليغ وأسلوب في الدَّعوة يحبّبها ولا ينفّر عنها ، يُقرّب إليها ولا يبعّد عنها ، ييسّرها ولا يعسرها .
هو الأسلوب الذي يشعر المخاطب أنَّ دورك معه دور الرفيق به , والناصح له , والباحث عما ينفعه , ويسعده . "
**************************************
حميد
30 - 11 - 2013

حميد درويش عطية 12-06-2013 10:28 AM

الابتلاء في الحياة ليس اختباراً لقوتك . بل هو اختباراً لقوة استعانتك بالله سبحانه . اذا ضاق صدرك تدبر قوله تعالى :
[ ولقد نعلم انك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ]
لا تقارن حياتك بحياة الآخرين الاكثر حظا في الدنيا . بل قارن دينك بدين الصالحين . ففي الاولى ستخسر راحة بالك . وفي الثانيه تكسب دينك ودنياك .
احسنوا الظن بالله فالله اذا اراد شيئا هيأ له اسبابه .
خير الاصحاب من احبك في الله , وذكرك بالله , وخوفك من غضب الله , ورغبك في لقاء الله .
**************************************
حميد
6 - 12 - 2013

حميد درويش عطية 12-24-2013 10:30 PM

كيف نجمع بين آية { إِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } والاستعانة بالغير؟.
-------------------------------------------------------------
إن المصلي يقرأ في كل صلاة في سورة الحمد : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ؟.
وكما هو معلوم هناك فرق بين { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، وبين نعبدك ونستعينك . إذا قلنا : ( نعبدك ) ، فإن هذا لا ينافي أن نعبد غير الله عز وجل ، ولكن عندما نقول : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } ؛ أي نعبدك حصرا. { وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } ، أي نستعين بك حصرا .
من حيث العبادة ، كلنا نعبد الله عز وجل حقيقة وحصرا ، ولكن المشكلة في الشق الثاني.. طبعا الشرك الخفي له مجاله ، ولكن الكلام هنا عن الاستعانة ؛ أي يا رب نستعين بك ، ولا نستعين بأحد سواك .
فإذن ، كيف نجمع بين هذه المقولة ، وبين استعانة بعضنا ببعض في الحياة الدنيا ؟.
نحن نستعين بذوي الاختصاص: بالطبيب والمهندس، ونجعل بعضنا وسطاء في قضاء
الحوائج .
كيف نجمع بين { إيّاكَ نستعين } وبين الاستعانة بالغير كما هي سنة الحياة ؟.
إن القضية جدا بسيطة : أي أستعين بأخي المؤمن على أنه سبب من الأسباب ، وعلى أنه أداة بيد الله عز وجل { وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } . ولو شاء الله لقلب فؤاده على خلاف ما هو يريد .
فرعون كان يقتل الأطفال ، ولكن عندما وقع موسى بيده تحول من عدو قاس إلى إنسان لين ، وجعله ابنا له .
عندما عاد موسى وقام بثورته على فرعون منّ عليه بأنه رباه وليدا فـ{ قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ } .
فإذن ، إن معنى ذلك أن القلب بيد الله عز وجل ، ( إن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن، يصرفها كيف يشاء ) .
وبالتالي ، فإنه عندما يذهب الإنسان للأسباب الظاهرية ، عليه أن يذهب إلى أن هذا السبب بيد الله عز وجل ولو شاء لأزال سببيته .
ولهذا عندما تقضى حاجة المؤمن كعملية موفقة على يد جراح ماهر ، فإن أول خطوة عليه القيام بها ، هي أن يشكر الله عز وجل على هذه النعمة ، فيقول :
يا رب لك الحمد ، ولك الشكر ، أن سخرت لي فلانا . فمن شكر الله على النعم ، سيسخر له رب العالمين أسبابا أخرى ، من باب : { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ } .
**************************************
حميد
24 - 12 - 2013

حميد درويش عطية 04-08-2015 03:30 PM

قضاء صلاة الفجر
إن الإنسان - بعض الأوقات - يستيقظ، وقد طلعت عليه الشمس ..
فما هو الحل، وما هو الإحساس الطبيعي والمطلوب في هذا المجال ؟..
أولا : الشعور بالندامة ..
إن الذي يستيقظ بعد طلوع الشمس ، ويرتاح لذلك لأنه أكمل نومه .. هذا الإنسان لم يرتكب حراما ، ولكنه قد يحرم من صلاة الفجر شهرا كاملا ؛ لأنه فرح بعدم توفيقه للقاء رب العالمين ..
إذن الخطوة الأولى الشعور بالندامة .

ثانيا : الإسراع في القضاء .. إن الإنسان يتعجب عندما يرى شابا بكامل قواه، وعندما يسأل : ما وصيتك ؟.. يقول : أوصي أن يصلى عني صلاة آيات، أو قضاء صلوات واجبة !.. هو الآن معافى ، ويأتي إلى المسجد ، ووقت صلاةٍ ، ومكان صلاةٍ ..
فتراه يتكلم فيما لا داعي له ، ولا يقضي ما عليه من الصلوات الواجبة .
فإذن ، إن الخطوة الثانية هي أنه بمجرد أن يستيقظ، عليه أن يبادر إلى قضاء الصلاة .. ومع الأسف البعض يستيقظ وهو شاك في طلوع الفجر ، ولا يصلي ما في ذمته ؛ أي هو غير متيقن من طلوع الشمس ، ومع ذلك يحجم عن الصلاة .
إن هذه الصلاة القضائية ، من الممكن أن تكون عند الله - عز وجل- أفضل من الصلاة الأدائية ؛ لأنه ربما عندما يستيقظ لصلاة الفجر ، وبين الطلوعين ؛ يدخله شيء من العجب، ويرى في نفسه شيئا من التميز ..
أما بعد طلوع الشمس ، فإنه يشعر بشيء من الخجل والوجل والتقصير ؛ لذا من الممكن أن يكون مفعول هذه الصلاة ، ليس بأقل من مفعول الصلاة الأدائية ..
ولو أن إنسانا كل يوم ينام على أمل أن يستيقظ، وفي كل يوم يستيقظ بعد طلوع الشمس ، ويبادر إلى القضاء السريع؛ فإن هذا من موجبات التكفير .

إن هناك بعض العوامل التي تساعد على الاستيقاظ للصلاة ، منها :
أولا : تخفيف النوم ..
عن الرسول (صلى الله عليه وآله ) : ( إياكم وكثرة النوم ؛ فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة).. وعن جعفر الصادق (عليه السلام) : (إن الله يبغض كثرة النوم، وكثرة الفراغ).. وعن الصادق (عليه السلام ): (كثرة النوم ، مذهبة للدين والدنيا ) .

ثانيا : تخفيف طعام العشاء ..
اجعل العشاء مبكرا، وليكن الطعام خفيفا؛ فإن ثقل العشاء يمكن أن يسلب من العبد بعض التوفيقات
.. قال الصادق (عليه السلام ) :
(ليس شيء أضر لقلب المؤمن من كثرة الأكل ).

ثالثا : الدعاء.. ولعل أهم عامل على الاستيقاظ ، هو الدعاء.. (ما نوى عبد أن يقوم أية ساعة نوى، يعلم الله ذلك منه.. بالليل، فليقل عند النوم : اللهم!.. لا تنسني ذكرك، ولا تؤمني مكرك، ولا تجعلني من الغافلين، وانبهني لأحب الساعات إليك : أدعوك فيها فتستجيب لي ، وأسألك فتعطيني، وأستغفرك فتغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.. يا أرحم الراحمين ..
ثم يبعث الله - تعالى - إليه ملكين ينبهانه ، فإن انتبه ، وإلا أمر أن يستغفرا له .. وإن انتبه لم يسأل الله -تعالى- شيئا في ذلك الوقت ، إلا أعطاه .
رابعا : قراءة آخر آية من سورة الكهف..
إن قراءة آخر آية من سورة الكهف ، تساعد على الاستيقاظ، { قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }.

خامسا : النوم على وضوء ..
إن من أهم المستحبات أن ينام الإنسان على وضوء ؛ لأن من نام على وضوء كان فراشه كمسجده، أي إلى الصباح وهو في حال عبادة .. قال الصادق ( عليه السلام): (من تطهر ثم أوى إلى فراشه، بات وفراشه كمسجده .. فإن ذكر إنه على غير وضوء، فليتيمم من آثاره كائناً ما كان..
فإن فعل ذلك، لم يزل في الصلاة وذكر الله عز وجل).

سادسا: تسبيح الزهراء (ع).. قال الصادق (ع): (من بات على تسبيح فاطمة -عليها السلام- كان من الذاكرين للَّه كثيراً والذاكرات).

إن من التزم بهذه الآداب، مع عدم نسيان آلة التنبيه؛ يرجى له أن يستيقظ لصلاة الفجر ..
إن الحوائج الكبرى تعطى في صلاة الفجر ، لما فيها من ثقل على الإنسان ..
والقرآن الكريم يقول : {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا }؛ لأن هناك حركة للملائكة بين الطلوعين ؛ حيث أن ملائكة الليل ترتفع، وملائكة النهار تنزل ..
فهنيئا لمن كان من الذاكرين!..
**************************************
حميد
عاشق العراق
8 - 4 - 2015
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif

حميد درويش عطية 04-09-2015 04:50 PM

التعامل مع الغير من خلال الصورة الذهنية
إن هناك فكرة مصيرية ومؤثرة في حياتنا، وهي أن تعاملنا مع الغير يكون من خلال الصورة الذهنيةالتي نرسمها للآخرين ..
نحن لا نعلم بواطن الأشخاص، ولا نعلم ما في النفوس ..
لكل منا ريشة يرسم بها صورة الأشخاص في ذهنه..
هنا تتدخل عوامل الشر، وتأخذ دورا مهما في الرسمة.. يحاول الشيطان أن يوسوس للإنسان ، ويلقنه أن هذه الصورة هي الصورة الصحيحة.. مثلا : إنسان يتعامل مع مؤمن تقي ورع، ولكن الشيطان يجسده له على أنه شخص فاسق.. إنسان له زوجة صالحة إجمالا، ولكن في ذهنه أنها سيئة ، وهكذا بالعكس ..
فإذن، إن كلمة يوسوس فعل مضارع ؛ تعني أن هذه العملية مستمرة .

من موجبات رسم الصورة القبيحة :
- سوء الظن: كأن يرى الإنسان من أحدهم فعلا ؛ يقبل التفسير الصالح ، ويقبل التفسير الطالح
مثلا : يرى مؤمنا مع امرأة ، ولا يعلم : هل هذه أجنبية ، أم زوجة لهذا الشخص !..
إذن هناك احتمالان: احتمال أنه عقد عليها، واحتمال أنها علاقة غير شرعية..
فلماذا يرجح جانب السوء على جانب الخير؟!..

- الاستماع إلى شياطين الإنس: هناك قوم لا يريدون إلا الشر للآخرين، وإذا رأوا حسنة حسدوا صاحبها؛ فهؤلاء أيضا لهم دور الوسوسة ..
ولهذا في سورة الناس رب العالمين يقول: { الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}.. هؤلاء دورهم دور الشياطين تماما في أنهم يوسوسون في الصدور.

كيف نبطل هذا الكيد؟..
أولا : الاستعانة بالله عز وجل..
قبل أن تفكر في شخص، وقبل أن تفكر في أمر، وقبل أن تفكر في قرار؛ قل: يا رب !..
سددني، خذ بيدي، لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا!..
وخاصة في القرارات المصيرية، إذا أردت أن تقوم بعمل هام جدا، صلّ ركعتين، وقل: يا رب خر لي، واختر لي في عملي هذا!.. وصورة الاستخارة هذه، هي التي يتفق عليها جميع المسلمين، حيث أن هناك استخارة بالمصحف، واستخارة بالسبحة، وهناك استخارة بمعنى أن يلقي في القلب وفي الروع ما فيه الصلاح.

ثانيا : الحمل على الأحسن..
وكذلك من موجبات كيد الشياطين، والنفس الأمارة بالسوء، ومن يوسوس من الناس: هناك قاعدة إسلامية تقول: (إحمل فعل أخيك على أحسنه)، وتقول: (إحمل فعل أخيك على سبعين محملا).. أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به، حتى أنهم قالوا: لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك، قل: لعله تمضمض به ولم يشربه.. إلى هذه الدرجة، يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا.

إن من لم يحمل فعل أخيه على الأحسن، قد يقع في يوم من الأيام في ورطة وفي هتك مؤمن، فإذا تورط في هذه العملية، كأنه هدم الكعبة..
منقول بتصرف
**************************************
حميد
عاشق العراق
9- 4 - 2015
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif

حميد درويش عطية 04-10-2015 04:21 PM

المنامات
إن من الأمور التي تواجهنا، مسألة المنامات ..
وبعض هذه المنامات تغير طبيعة الإنسان ، فتورث له حزنا بلا سبب ، أو سرورا بلا سبب.. فما هو الموقف الشرعي تجاه ذلك ؟..

إن المنامات موزعة بين العناصر التالية :
- إما منام حق ..
وهذا المنام لا يتوقف على كون الرائي مؤمنا ، ففي سورة يوسف هناك منامات صحيحة مفسرة ؛ منها منام يوسف (عليه السلام ) ومنها منام فرعون الذي رأى البقرات.. إذن هناك منامات تفسر ..
والمنام من آيات الله عزوجل ، فالإنسان عندما ينام ، تصعد روحه ..
وفي هذه الحالة من الصعود ، يرى بعض الصور الخاصة .

- وإما أضغاث أحلام ..
هناك منامات لا يمكن أن تفسر بشيء، ليس لها قيمة ..
عن ابن عباس قال : إن الرؤيا منها حق، ومنها أضغاث أحلام ؛ يعني بها الكاذبة.. والأضغاث ما لا تأويل له من الرؤيا .

- وإما منامات شيطانية ..
إن الشيطان يوسوس للإنسان في اليقظة وفي المنام .. فالشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه؛ لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال الله تعالى: { إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}.

وعليه ، ماذا نعمل تجاه ظاهرة المنامات ؟..
ما دام الأمر لا يورث القطع واليقين ، لا بد من عدم الاعتناء بهذه الظاهرة .. إن وجدنا مفسرا ومعبرا صادقا ، يمكن الرجوع إليه من باب الرجوع إلى أهل الفكر في كل حقل ..
والذين يفسرون الأحلام، هم طبقة نادرة، رب العالمين منّ على يوسف (عليه السلام ) بتأويل الأحاديث {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ}.. فهذا علم إلهي لدني ، والذي ليس له طريق إلى هذا العلم اللدني ، ليس له الحق أن يتخرص في هذا المجال .

ما الذي يجب القيام به عند رؤية المنام ؟..
إذا رأى الإنسان مناما مزعجا أو مفرحا ، ولم يجد من يعبر له هذا المنام .. - وبالمناسبة : إن الرجوع إلى بعض الكتب في هذا المجال خاطئ ؛ لأنه لا يورث اليقين - فإن ذكر هذا المنام إلى قريب ، قد يورثه الحزن .. وهذا تصرف غير صحيح ، أن نورث مؤمنا حزنا دون سبب وجيه ..
لذلك علينا القيام بما يلي :

الخطوة الأولى : الكتمان.. من كتم منامه وأسره ، كفاه الله شره .

الخطوة الثانية : دفع صدقة.. إن على الإنسان أن يدفع هذه الصدقة بنية دفع البلاء ، إن كان المنام منذرا بشر .. وبنية جلب النعمة ، إن كان مبشرا ..
حيث أن بعض الهبات الإلهية معلقة على الصدقات .. فرب العالمين أمضى هذه الهبة ، بشرط أن تدفع صدقة .. فتكون هذه الصدقة إما دفعا للبلاء ، أو جلبا للنعماء .

إن مضمون المنام ، إن كان فيه قول من إمام أو مرجع لفت انتباهك إلى تقصير أو إلى خطأ ترتكبه في حياتك .. فإن القاعدة العلمية تقول : انظر إلى نفسك ، إن كنت مقصرا وكان هذا التحذير في محله ؛ عليك أن تتفادى هذا الخطأ .. أما إذا كان لا واقع له ، فلا ينبغي التأثر بهذا المنام .

الخلاصة : إن مختصر الكلام في موضوع المنام ، هو : ما دام هناك احتمال أن يكون أضغاث أحلام ، وهذا الاحتمال وارد ؛ فإن على الإنسان أن لا يبني حزنه وسروره على هذه المسألة .
منقول بتصرف
**************************************
حميد
عاشق العراق
10 - 4 - 2015
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif

حميد درويش عطية 04-13-2015 06:29 PM

(طائر النفس)


إن هناك عنوانا يتردد في الكتب الأخلاقية، وهو: كيف يتعامل المؤمن مع مسألة الخواطر، أو ما يسمى بـ(طائر النفس)؟..
إن الإنسان من الممكن أن يضبط سلوكه وجوارحه؛ لأن الأعضاء تأتمر بأوامر الإنسان الإرادية.. ولكن المشكلة في هذا البعد اللاإرادي، لأن الإنسان الذي يفكر تفكيرا سودويا، أو شهويا، أو غضبيا؛ تنعكس آثار هذه الأفكار على بدنه وكأنه واقعا.. فإذن، إن المسألة مهمة من ناحيتين لأنها:

أولا: غير إرادية.. والتعبير عن الخواطر بطائر النفس، تعبير جيد؛ لأن الإنسان كلما أراد أن يضبط هذه الخواطر لا يستطيع، مثل الإنسان الذي يملك طائرا، وهذا الطائر تحت يده، ويتصرف به كيف يشاء.. ولكن بمجرد أن يطير ويحلق في السماء؛ فإن صاحبه يفقد السيطرة عليه.. وكذلك فإن مسألة ضبط الخواطر صعبة جدا، ولكن ليست مستحيلة؛ لأنه يوجد هناك أناس يسيطرون على خيالهم.
ثانيا: تنعكس على سلوك الإنسان.. إن هذه الخواطر، تنعكس على وضع الإنسان، وإن كانت في الخيال.

إن الإنسان بإمكانه أن يتخلص من هذه الخواطر، أو يضبطها من خلال اتباع بعض الخطوات، ومنها:
أولا: لا يوسع من دائرة خياله.. إن الإنسان الذي يسمع كثيرا، ويتكلم كثيرا، وينظر كثيرا؛ فإن جهازه الباطني جهاز مشوش.. والعلماء يشبهون الذهن البشري بحوض الماء: تارة لا ترسبات في هذا الحوض، وتارة هناك ترسبات ولكنها راكدة في القاع.. والإنسان بعض الأوقات بسوء اختياره، يأخذ عصا ويحرك هذا الحوض.. وبالتالي، فإنه يتسبب في أن يعيش التكدر الباطني.

يقول الإمام علي (ع): (وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم)؛ أي أن هذه الأذن لا يدخل فيها إلا ما كان نافعا، وكذلك بالنسبة إلى النظر.. ومن هنا هذا المعنى: إذا أردت أن تقيّم إنسانا تقييما أوليا، أنظر إلى مشيه!.. إن كان يديم النظر إلى الأرض، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا، وكذلك الذي لا يتكلم كثيرا؛ فإنه يرجى منه الخير وقد ورد: (وإذا رأيتم الرجل صموتاً وقوراً، فاقتربوا منه؛ فإنه يلقي الحكمة).

فإذن، إن الخطوة الأولى، هي عدم إعطاء المجال لطائر النفس أن ينتشر، وبعبارة أخرى: إذا أردت أن يكون الطائر معك، فلا تنثر أمامه الحبوب والبذور؛ لأنك عندما تنثر الحبوب في أرض واسعة، فإنه من الطبيعي أن يطير ليقتات من تلك الحبوب.

ثانيا: التدرج في المحاولة.. إن الإنسان لا يستطيع ضبط خواطره في كل ساعات نهاره وليله، لأن السيطرة على الخواطر تحتاج إلى مجاهدة كبيرة.. لذا فلنبدأ بالتدريج لمدة دقائق، فنحاول ذلك أولا في الصلاة؛ لأن الصلاة دقائق.. الذي يريد أن يضبط خواطره، فليمتحن نفسه في صلاته.. وبالتالي، فإنه يضرب هدفين بسهم واحد: الهدف الأول: أنه أوجب له الإقبال في الصلاة، والهدف الثاني: أنه دخل دورة تدريبية في ضبط فكره في الصلاة.. إن نجح في ذلك، يعديه إلى ما قبل الصلاة من الأذان والإقامة، وإن نجح في ذلك أيضا يعديه إلى المقدمات عند الوضوء، ثم يعديه إلى ما بعد الصلاة إلى التعقيبات وغيرها.. وإذا به يعيش أجواء مركزة لمدة ساعة، من قبل الصلاة وأثناء الصلاة وبعدها.. إن الإنسان الذي يعيش التركيز، هو على طريق الفوز في هذا المجال.

حميد درويش عطية 04-21-2015 09:01 PM

مقدمات الصلاة
نفهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال، لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة..
فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه ؛ من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب.. إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام، يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية..
فكيف بلقاء جبار السموات والأرض؟..

إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب:
المقدمة الأولى: الإتيان إلى المساجد قبل الأذان، ولو بفترة قصيرة.. وهذه الحركة هي علامة الشوق.. مثلا: إنسان يدعوك لبيته، فتذهب مبكرا..
فهذا الذهاب المبكر، دليل على أن هناك شوقا في البين.

المقدمة الثانية: الإتيان ببعض المستحبات.. هناك فرق بين الواجب والمستحب: فالإنسان يقوم بالواجب؛ خوفا من غضب الله، أو طمعا في جنته.. ولكن الذي يأتي بالمستحب، لا يأتيه بداعي الخوف..
فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب، وإذا ما قام به لا يعاقب.. إذن، ليس فيه خوف، نعم فيه طمع.. وعليه، فإن التقرب بالمستحبات، من الممكن أن تكون من هذه الزاوية، أقوى من التقرب بالواجبات.

المقدمة الثالثة: الإتيان بركعتين بعنوان: تحية المسجد.. قد يقول قائل: كيف نحيي المسجد، وهل هو موجود حي؟.. هناك عدة أجوبة، منها:
أولا: إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد.. فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة، وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة.. فإن بيت الله عز وجل - أولى بهذه الملائكة..
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ): ( إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول.. فإذا جلس الإمام، طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر).

ثانيا:ما المانع أن نحيّي المسجد، قال تعالى في كتابه الكريم: { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ }.. هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها..
هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح : فالكعبة لها روح، ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول: ( الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك، وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً، وهدىً للعالمين ).

فإذن،ركعتان قبل الصلاة الواجبة، من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء.

إن هناك فرقا بين المستحب والواجب.. في الواجب: المصلي يراعي مخارج الكلمات؛ لأن هناك فريضة..
ويراعي حركته؛ لئلا تسلب منه الطمأنينة.. في الصلاة الواجبة، تكون عينه على الظاهر، وعينه على الباطن؛ فيتوزع اهتمامه..
أما في المستحب: فهو معفي من هذه الأمور.. ولهذا يجوز الصلاة المستحبة، ولو بدون سورة؛ أي يقرأ الحمد ويركع ويسجد، وإن أخطأ بقراءته لا ضير عليه.. وهناك صلاة الماشي: في الفريضة لا يحق للمصلي أن يحرك بدنه، ولكن في المستحب يمكنه أن يصلي وهو يمشي.. وهنيئا لمن يصلي ويختم القرآن أثناء الطواف حول البيت !..
**************************************
حميد
عاشق العراق
21 - 4 - 2015
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif


حميد درويش عطية 05-07-2015 08:26 PM

( تشتت الفكر)
إن المصلين يشتكون من تشتت الفكر في الصلاة، ولعل الخواص من الناس، مبتلون بهذه المسألة..
وهناك شيء عجيب!.. أن الإنسان قادر على ضبط فكره في غير الصلاة، كأن يقرأ دعاءاً طويلا وهو مقبل، فإذا وقف للصلاة بين يدي الله - عز وجل- يذهب فكره يمينا وشمالا.. فما هو تفسير هذه الظاهرة؟..
والأعجب من ذلك ليالي القدر، حيث أن المؤمنين من أذان المغرب إلى طلوع الفجر، يتقلبون من إحياء إلى إحياء، ولكن مجرد أن يدخل موعد صلاة الفجر، ويقف الإنسان ليصلي ركعتين، يصعب عليه الالتفات ولا يضبطهما.
أسباب تشتت الفكر:
أولا: إن الله - عز وجل- لا يُدخل في دائرته الخاصة، إلا من ارتضاه.. فالصلاة لقاء مع رب العالمين، وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان.. في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة، أما الصلاة فهي معراج المؤمن؛ أي اللقاء الخاص.. ولهذا القرآن الكريم يقول:
{ وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ}، ومنها صلاة الفجر التي هي ركعتان، ولكنها كبيرة على النفس؛ إلا على الخاشعين..
وأما غير الخاشع - وهو أغلبنا- فهي كبيرة عليه.. كأن الله -عز وجل - لا يسمح لكل أحد أن يقبل في صلاته إقبالا خاصا.
ثانيا: إن الشياطين تكثف جهودها على بني آدم حسب حجم العمل؛ كلما كان حجم العمل كبيرا ويعتد به، كلما كانت الجهود كبيرة.. مثلا: إنسان يريد أن يقرأ القرآن الكريم، يأتيه الأمر: استعذ { فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } هناك أمر بالاستعاذة..
والصلاة فيها قرآن، وفيها ركوع، وفيها سجود، وفيها قنوت، وفيها دعاء.. فالصلاة معجون متكامل، والذي نفهمه أن المصلي لا يصل إلى الصلاة الخاشعة، إلا بشق الأنفس..
عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): ( فإذا أحرم العبد بالصلاة، جاءه الشيطان فيقول له: اذكر كذا، اذكر كذا!.. حتى يضل الرجل، فلا يدري كم صلى)!..
فإذن، إن هناك جوا شيطانيا يحيط بالقلب.. ولهذا أمرنا بالاستعاذة قبل قراءة الحمد في الصلاة، والمؤمن قبل أن يكبر يستغيث بالله أن يعينه.. ومن أفضل ما يقرأ قبل الصلاة الواجبة: {وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ}.. وكذلك: ( اللهم!.. اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين ) .. فالاستنجاد بالله وأوليائه قبل الصلاة، من موجبات الإقبال فيها.
**************************************
حميد
عاشق العراق
4 - 6 - 2015
http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif


حميد درويش عطية 05-10-2015 10:48 AM

تجليات إلهية
أن الإنسان بالدعاء الحثيث لإحراز القابلية، تُمدد له العطاءات المعنوية.. فاللقاء الإلهي في طور سيناء، هو لقاء مغتنم ومصيري لنبي الله موسى ( عليه السلام )، وقد كان بالإمكان أن يواعده منذ البداية أربعين ليلة، ولكنه جعل الموعد على مرحلتين: أولى وثانية..
و"لعله ذكر الليالي دون الأيام - مع أن موسى مكث في الطور الأربعين بأيامها ولياليها..
والمتعارف في ذكر المواقيت والأزمنة ذكر الأيام دون الليالي- لأن الميقات كان للتقرب إلى الله سبحانه ومناجاته وذكره، وذلك أخص بالليل وأنسب.. لما فيه من اجتماع الحواس عن التفرق، وزيادة تهيؤ النفس للأنس..
وقد كان من بركات هذا الميقات نزول التوراة".
فإذن، إن الله تعالى قد اختار الليل، ليدل على أن اللقاء الإلهي يتجلى في الليل.. صحيح أن النبي هو موسى (عليه السلام)، والمتكلم هو الله عز وجل، والمكان المقدس طور سيناء..
لكن ليله يختلف عن نهاره.. وعليه، فإن هذا درس للجميع، ليغتنموا الليل لخصوصيته واختلافه عن النهار.
**************************************
حميد
عاشق العراق
10 - 5 - 2015

http://www.al-wed.com/pic-vb/76.gif


الساعة الآن 12:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team