![]() |
لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَ وبيننا ( أبو فراس الحمداني ) لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَ وبيننا بِلادٌ إذا ما شِئتُ قَرّبَها الوَخْدُ فكيفَ وفيما بيننا ملكُ " قيصرٍ " وَلا أمَلٌ يُحيي النّفُوسَ وَلا وَعدُ! |
لقدْ نافسني الدهرُ ( أبو فراس الحمداني ) لقدْ نافسني الدهرُ بتأخيرِي عنِ الحَضْرَة فَمَا ألْقَى مِنَ العِلّـ ـة ِ ما ألقى من الحَسْرَة ْ |
للهِ بردٌ ما أشـد ( أبو فراس الحمداني ) للهِ بردٌ ما أشـ ـدَّ ومنظرٌ ما كانَ أعجبْ جَاءَ الغُلامُ بِنَارِهِ حمراءَ في جمرٍ تلهبْ فكأنما جُمعَ الحلـ ـيّ فمُحرَقٌ مِنها وَمُذهَبْ ثمَّ انطفتْ فكأنها مَا بَيْنَنَا نَدٌّ مُشَعَّبْ |
لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ، ( أبو فراس الحمداني ) لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ ، وفي نظائرها تستنفدُ النعمُ هِيَ الرّئَاسَة ُ لا تُقْنى جَوَاهِرُهَا، حتى يخاض إليها الموتُ والعدمُ تقاعسَ الناسُ عنها فانتدبتَ لها كالسيفِ ، لا نكلٌ فيهِ ولا سأمُ ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ شكراً فَقَدْ وَفَتِ الأيّامُ ما وَعَدَتْ، أقرَّ ممتنعٌ ؛ وانقادَ معتصمُ ! وَمَا الرّئَاسَة ُ إلاّ مَا تُقِرّ بِهِ شمسُ الملوكِ ، وتعنو تحتهُ الأممُ مَغَارِمُ المَجْدِ يَعْتَدُّ الملوكُ بها مَغَانِماً في العُلا، في طَيّهَا نِعَمُ هذي شيوخُ "بني حمدانَ " قاطبة ً ، لاذوا بدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاعتَصَموا حلوا بأكرمِ منْ حلَّ العبادُ بهِ بحَيثُ حَلّ النّدى وَاستَوثَقَ الكَرَمَ فكُنتَ مِنْهُمْ وَإنْ أصْبَحتَ سيّدَهم، تواضعُ الملكِ في أصحابهِ عظمُ ! شيخوخة ٌ سبقتْ ، لا فضلَ يتبعها وَلَيْسَ يَفضُلُ فِينا الفاضِلُ الهَرِمُ ولمْ يفضلْ " عقيلاً " في ولادتهِ عَلى عَليٍّ أخِيهِ، السّنُّ وَالقِدَمُ وكيفَ يفضلُ منْ أزرى بهِ بخلُ وقعدة ُ اليدِ ، والرجلينِ ، والصممُ لا تنكروا ، يا بنيهِ ، ما أقولُ فلنْ تُنسَى التِّرَاتُ وَلا إن حالَ شَيخُكُمُ كادَتْ مَخَازِيهِ تُرْدِيهِ فَأنْقَذَهُ منها ، بحسنِ دفاعٍ عنهُ ، عمكمُ أسْتَوْدِعُ الله قَوْماً، لا أُفَسّرُهُمْ، الظالمينَ ، ولوْ شئنا لما ظلموا القائلينَ ، ونغضي عن جوابهمُ , وَالجَائِرِينَ، وَنَرْضَى بالذي حكَموا إني ، على كلِّ حالٍ ، لستُ أذكرهمْ ؛ إلاّ وَللشّوقِ دَمعي وَاكِفٌ، سَجِمُ الأنفسُ اجتمعتْ يوماً ، أو افترقتْ إذا تَأمّلتَ، نَفسٌ، وَالدّمَاءُ دَمُ رَعَاهُمُ الله، مَا نَاحَتْ مُطَوَّقَة ٌ، وَحاطَهُمْ، أبَداً، مَا أوْرَقَ السَّلَمُ |
لمنِ الجدودُ الأكرمون ( أبو فراس الحمداني ) لمنِ الجدودُ الأكرمو نَ ، من الورى ، إلا ليهْ ؟ مَنْ ذَا يَعُدّ، كَمَا أعُدّ، منَ الجدودِ العاليهْ ؟ مَنْ ذَا يَقُومُ لِقَوْمِهِ، بينَ الصفوفِ ، مقاميهْ ! ؟ مَنْ ذَا يَرُدّ صُدُورَهُـ ـنّ، إذَا أغَرْنَ عَلانِيَهْ؟ أحْمِي حَرِيمِي أنْ يُبَا حَ، وَلَستُ أحْمي مَالِيَهْ! وتخافني كومُ اللقا حِ ، وقدْ أمنَّ عداتيهْ تمسي ، إذا طرقَ الضيو فُ ، فناؤها بفنائيهْ ناري ، على شرفٍ تأجـ ـجُ، لِلضُّيُوفِ السّارِيَهْ يَا نَارُ، إنْ لَمْ تَجْلِبِي ضيفاً ، فلستُ بناريهْ ! والعزُّ مضروبُ السرا دِقِ وَالقِبَابِ الجَارِيَهْ يَجْني وَلا يُجْنَى عَلَيْـ ـهِ، وَيَتّقِي الجُلّى بِيَهْ! |
لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ ( أبو فراس الحمداني ) لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُ المجاهدِ وَأعْجَزُ مَا حَاوَلْتُ إرْضَاءُ حَاسِدِ و لمْ أرَ مثلي اليومَ أكثرُ حاسداً ؛ كأنّ قُلُوبَ النّاسِ لي قَلبُ وَاجِدِ ألمْ يَرَ هذا النّاسُ غَيْرِيَ فاضِلاً؟ وَلمْ يَظْفَرِ الحُسّادُ قَبلي بمَاجِدِ؟! أرى الغلَّ منْ تحتِ النفاقِ ، وأجتني مِنَ العَسَلِ المَاذِيّ سُمّ الأسَاوِدِ وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِ الصَّبْرُ ذِلّة ً، وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّة حَامِدِ قليلُ اعتذارٍ ، منْ يبيتُ ذنوبهُ طِلابُ المَعَالي وَاكتِسَابُ المَحامِدِ و أعلمُ إنْ فارقتُ خلاَّ عرفتهُ ، و حاولتُ خلاً أنني غيرُ واجدِ وَهل غضَّ مني الأسرُ إذْ خفّ ناصري و قلَّ على تلكَ الأمورِ مساعدي ألا لا يُسَرّ الشّامِتُونَ، فَإنّهَا مَوَارِدُ آبَائي الأولى ، وَمَوَارِدِي و كمْ منْ خليلٍ ، حينَ جانبتُ زاهداً إلى غَيرِهِ عَاوَدْتُهُ غَيرَ زَاهِدِ! وماكلُّ أنصاري من الناس ناصري ولاَ كلَّ أعضادي،منَ الناسِ عاضدي وَهَل نافعي إنْ عَضّني الدّهرُ مُفرَداً إذا كانَ لي قومٌ طوالُ السواعدِ وَهَلْ أنَا مَسْرُورٌ بِقُرْبِ أقَارِبي إذا كانَ لي منهمْ قلوبُ الأباعدِ؟ أيا جاهداً ، في نيلِ ما نلتُ منْ علاَ رويدكَ ! إني نلتها غيرَ جاهدِ لَعَمْرُكَ، مَا طُرْقُ المَعَالي خَفِيّة ٌ وَلَكِنّ بَعضَ السّيرِ ليسَ بقَاصِدِ و يا ساهدَ العينينِ فيما يريبني ، ألا إنّ طَرْفي في الأذى غَيرُ سَاهِدِ غفلتُ عنِ الحسادِ ، منْ غيرِ غفلة ٍ ، وَبِتّ طَوِيلَ النّوْمِ عَنْ غَيْرِ رَاقِدِ خليليَّ ، ما أعددتما لمتيمٍ أسِيرٍ لَدى الأعداءِ جَافي المَرَاقِدِ؟ فريدٍ عنِ الأحبابِ صبٍّ ، دموعهُ مثانٍ ، على الخدينِ ، غيرُ فرائدِ إذا شِئتُ جاهَرْتُ العدوّ، وَلمُ أبتْ أُقَلّبُ فَكْري في وُجُوهِ المَكَائِدِ صبرتُ على اللأواءِ ، صبرَ آبنِ حرة ٍ ، كثيرِ العدا فيها ، قليلِ المساعدِ فطاردتُ، حتى أبهرَ الجريُ أشقري، وضاربتُ حتى أوهنَ الضربُ ساعدي و كنا نرى أنْ لمْ يصبْ ، منْ تصرمتْ مَوَاقِفُهُ عَن مِثلِ هَذي الشّدائِدِ جمعتُ سيوفَ الهندِ ، منْ كلِّ بلدة ٍ ، وَأعْدَدْتُ للهَيْجَاءِ كُلّ مُجَالِدِ وأكثرْتُ للغَاراتِ بَيْني وَبَيْنَهُم بناتِ البكيرياتِ حولَ المزاودِ إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدة ٌ ، أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْ وُجُوهِ الفَوَائِدِ فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَ حُذَيْفَة ٍ و كانَ يراها عدة ً للشدائدِ وَجَرّتْ مَنَايَا مَالِكِ بنِ نُوَيْرَة ٍ عقيلتهُ الحسناءُ ؛ أيامَ " خالدِ " وَأرْدى ذُؤاباً في بُيُوتِ عُتَيْبَة ٍ، أبوهُ وأهلوهُ ؛ بشدوِ القصائدِ عسى اللهُ أنْ يأتي بخيرٍ ؛ فإنَّ لي عوائدَ منْ نعماهُ ، غيَرَ بوائدِ فكمْ شالني منْ قعرِ ظلماءَ لمْ يكنْ ليُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُ حاشِدِ فإنْ عدتُ يوماً ؛ عادَ للحربِ والعلاَ وَبَذْلِ النّدى وَالجُودِ أكرَمُ عائِدِ مَرِيرٌ عَلى الأعْدَاءِ، لَكِنّ جارَهُ إلى خَصِبِ الأكنافِ عَذبِ المَوَارِدِ مُشَهًّى بِأطْرَافِ النّهارِ وَبَيْنَهَا لَهُ مَا تَشَهّى ، مِنْ طَرِيفٍ وَتالِدِ مَنَعتُ حِمى قَوْمي وَسُدتُ عَشيرَتي وَقَلّدْتُ أهْلي غُرّ هَذِي القَلائِدِ خَلائِقُ لا يُوجَدْنَ في كُلّ ماجِدِ، وَلَكِنّهَا في المَاجِدِ ابنِ الأمَاجِدِ |
لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني ، ( أبو فراس الحمداني ) لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني ، وَاثِقٌ مِنْكَ بِالوَفَاءِ الصّحِيحِ فجميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ ، و قبيحُ الصديقِ غيرُ قبيحِ |
لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا ، ( أبو فراس الحمداني ) لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا ، بعيدُ مذاهبِ الأطنابِ ، سامِ تظللهُ الفوارسُ بالعوالي ، وَتَفْرِشُهُ الوَلائِدُ بالطّعَامِ |
لنْ للزمانِ ، وإنْ صعبْ ( أبو فراس الحمداني ) لنْ للزمانِ ، وإنْ صعبْ وَإذَا تَبَاعَدَ فَاقْتَرِبْ لا تَكْذِبَنْ، مَنْ غَالَبَ الـ أيامَ كانَ لها الغلبْ |
ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ ( أبو فراس الحمداني ) ليسَ جوداً عطية ٌ بسؤالِ قدْ يهزُّ السؤالِ غيرَ الجوادِ إنّما الجُودُ مَا أتَاكَ ابْتِدَاءً لَمْ تَذُقْ فِيهِ ذلّة َ التّرْدَادِ |
لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، ( أبو فراس الحمداني ) لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، من كلّ ما أخْـ ـشَاهُ، إلاّ بِأحْمَدٍ وَعَلِيِّ وَبِبِنْتِ الرّسُولِ فَاطِمَة ِ الطُّهْـ ـرِ، وَسِبْطَيْهِ وَالإمَامِ عَلِيّ و التقيِّ النقيِّ باقرِ علمِ الـ ـلّهِ فِينَا، مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ و ابنهِ "جعفرٍ" و"موسى " ومولا نا عَليٍّ، أكرِمْ بِه مِنْ عَليّ! وأبي جَعْفَرٍ سَمِيِّ رَسُولِ الـ ـلهِ ، ثمَّ ابنهِ الزكيِّ " عليِّ" و ابنهِ "العسكريِّ " والقائمِ المظـ ـهِرِ حَقّي مُحَمّدِ بنِ عَلِيّ فيهمُ أرتجي بلوغَ الأماني يوم عرضي على الاله العلي |
لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُ الحَيّ أنّا ( أبو فراس الحمداني ) لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُ الحَيّ أنّا لَنَا الجَبَلُ المُمَنَّعُ جَانِبَاهُ يفيءُ الرغبونَ إلى ذراهُ ، و يأوي الخائفونَ إلى حماهُ |
لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا ( أبو فراس الحمداني ) لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُ عَيلانَ أنّنا بنا يدركُ الثأرُ الذي قلَّ طالبهْ وَأنّا نَزَعْنَا المُلْكَ مِن عُقْرِ دَارِهِ و ننتهكُ القرمَ الممنعَ جانبهْ وَأنّا فَتَكْنَا بِالأغَرّ ابنِ رَائِقٍ عَشِيّة َ دَبّتْ بِالفَسَادِ عَقَارِبُه أخَذْنَا لَكُمْ بِالثّار ثَارِ عُمَارَة ٍ، و قد نامَ لمْ ينهدْ إلى الثأرِ صاحبهْ |
لَمّا تَبَيَّنْتُ بِأنّي لَهُ ( أبو فراس الحمداني ) لَمّا تَبَيَّنْتُ بِأنّي لَهُ أزدادُ حباً ، كلَّما لاموا ، وددتُ إذْ ذاكَ ، بأنَّ الورى فِيكَ، مَدَى الأيّامِ، لُوّامُ |
لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِ ( أبو فراس الحمداني ) لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِ ظلتْ تقابلهُ بوجهٍ عابسِ ! خَلَفَ السّنَانُ بهِ مَوَقِعَ لَثْمِهَا، بئسَ الخلافة ُ للمحبِّ البائسِ ! |
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ ( أبو فراس الحمداني ) لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ مَا خِفْتُ أسْبَابَ المَنِيّهْ وَلَكَانَ لي، عَمّا سَأَلْـ ـتُ منَ الفدا ، نفسٌ أبيهْ لكنْ أردتُ مرادها ، وَلَوِ انْجَذَبْتُ إلى الدّنِيّهْ وَأرَى مُحَامَاتي عَلَيْـ ـهَا أنْ تُضَامَ مِنَ الحَمِيّهْ أمستْ بـ " منبج " ، حرة ً بالحُزْنِ، من بَعدي، حَرِيّهْ لوْ كانَ يدفعُ حادثٌ ، أوْ طارقٌ بجميلِ نيهْ لَمْ تَطّرِقْ نُوَبُ الحَوَا دثِ أرضَ هاتيكَ التقيهْ لَكِنْ قَضَاءُ الله، وَالـ أحكامُ تنفذُ في البريهْ وَالصَّبْرُ يَأتي كُلَّ ذِي رُزْءٍ عَلى قَدْرِ الرّزِيّهْ لا زَالَ يَطْرِقُ مَنْبِجاً، في كلِّ غادية ٍ ، تحيهْ فيها التقى ، والدينُ مجـ ـمُوعَانِ في نَفْسٍ زَكِيّهْ يَا أُمّتَا! لا تَحْزَني، وثقي بفضلِ اللهِ فيَّهْ ! يَا أُمّتَا! لا تَيّأسِي، للهِ ألطافٌُ خفيهْ كَمْ حَادِثٍ عَنّا جَلا هُ، وَكَمْ كَفَانَا مِنْ بَلِيّهْ أوصيكِ بالصبرِ الجميـ ــلِ ! فإنهُ خيرُ الوصيهْ ! |
لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟ ( أبو فراس الحمداني ) لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟ قَدْ صَرّحَ الدّهْرُ لي بِالمَنعِ وَاليَاسِ أبْغي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لا وَفَاءَ لَهُ، كَأنّني جَاهِلٌ بِالدّهْرِ وَالنّاسِ! |
ما آنَ أنْ أرتاعَ للشـيب ( أبو فراس الحمداني ) ما آنَ أنْ أرتاعَ للشـ ـيْبِ، المُفَوَّفِ في عِذَارِي؟ وَأكُفَّ عَنْ سُبُلِ الضّلا لِ، وَأكْتَسِي ثَوْبَ الوَقَارِ أمْ قَدْ أمِنْتُ الحَادِثَا تِ من الغوادي والسواري إني أعوذُ ، بحسنِ عفـ ــوِ اللهِ ، منْ سوءِ اختياري |
ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني : ( أبو فراس الحمداني ) ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني : " أزرى السنانُ بوجهِ هذا البائسِ! " قالتْ لهنَّ ، وأنكرتْ ما قلنهُ : أجَمِيعُكُنّ عَلى هَوَاهُ مُنَافِسِي؟ إني ليعجبني ، إذا عاينتهُ ، أثرُ السنانِ بصحنِ خدِّ الفارسِ |
ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ ( أبو فراس الحمداني ) ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِن سِرّهِ أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ ، و طويتُ وجدكَ ، والهوى في نشرهِ تردُ الدموعُ ، لما تجنُّ ضلوعهُ ، تترى إلى وجناتهِ أو نحرهِ من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْ شأنهِ نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ ؟ يا ليتَ مؤمنهُ سلوى - ما دعتْ ورقُ الحمامِ - مؤمني منْ هجرهِ منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ، والهوى يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ ؟ أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ ، وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَى غَدْرِهِ وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَ خِبْرَة َ نَاقِدٍ حتى أنستُ بخيرهِ وبشرهِ لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِ صَاحِباً إلا وددتُ بأنني لمْ أشرهِ منْ كلِّ غدارٍ يقرُّ بذنبهِ فيكونُ أعظمُ ذنبهِ في عذرهِ ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ ، جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ في ضره فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَ ودادهُ و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ، بسترهِ وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى لي طَاعَتي حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْ أمرِهِ و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْ بهِ لمَّا رأيتُ أعزَّهُ في مره وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ في أرْضِهِ، كالصقرِ ليسَ بصائدٍ في وكرهِ أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ، فإنهُ لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ صَبرِهِ واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ، وقلْ لهُ حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَ بِهُجْرِهِ وَأحَبُّ إخْوَاني إليّ أبَشَّهُم بصديقهِ في سرهِ أو جهرهِ لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْ يكنْ أصفى مشارب برهِ في بشرهِ ألقى الفتى فأريدُ فائضَ بشرهِ و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِ برهٍ ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ، لقيتهُ بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا في صَدْرِهِ |
ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني، ( أبو فراس الحمداني ) ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني، ليستْ مؤاخذة ُ الإخوانِ منْ شاني يَجْني الخَليلُ، فأسْتَحلي جِنَايَتَهُ حتى أدلَّ على عفوي وإحساني وَيُتْبِعُ الذّنْبَ ذَنْباً حِينَ يَعرِفُني عَمداً، وَأُتْبِعُ غُفرَاناً بِغُفْرَانِ يَجْني عَليّ وَأحْنُو، صَافِحاً أبَداً، لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ على جَانِ |
ما للعبيدِ منَ الذي ( أبو فراس الحمداني ) ما للعبيدِ منَ الذي يقضي بهِ اللهُ امتناعُ ذُدْتُ الأسُودَ عَنِ الفَرَا ئسِ ، ثمَّ تفرسني الضباعُ |
مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ، ( أبو فراس الحمداني ) مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ ، وَمُضَامُ الهَوَى بِغَيْرِ نَصِيرِ مَا لِمَنْ وَكّلَ الهَوَى مُقْلَتَيْهِ بِانْسِكَابٍ وَقَلْبَهُ بِزَفِيرِ؟! فَهْوَ مَا بَينَ عُمْرِ لَيْلٍ طَوِيلٍ، يَتَلَظّى ، وَعُمُرِ نَوْمٍ قَصِيرِ لا أقولُ : المسيرُ أرَّقَ عيني ! قدْ تناهى البلاءُ ، قبلَ المسيرِ! يا كثيباً ، منْ تحتِ غصنٍ رطيبٍ ، يتثنى ، منْ تحتِ بدرٍمنيرِ ! شَدّ مَا غَيّرَتْكَ بَعْدي، اللّيالي يا قليلَ الوفا ، قليلَ النظيرِ لكَ وصفي ، وفيكَ شعري ؛ ولا أعـ ـرفُ وصفَ المؤارة ِ العيسجورِ وَلِقَلْبِي مِنْ حُسنِ وَجْهِكَ شغلٌ عَنْ هَوَى قاصِراتِ تِلكَ القُصُورِ قد منحتُ الرقادَ عينَ خليٍّ بَات خِلْواً مِمّا يُجِنّ ضَمِيري لا بَلا اللَّهُ مَنْ أُحِبّ بِحُبٍّ، وَشَفَى كُلّ عَاشِقٍ مَهْجُورِ يا أخي " يا أبا زهيرٍ " ألي عنـ ـدَكَ عَوْنٌ عَلى الغَزَالِ الغَرِيرِ؟ إنَّ لي ، مذء نأيتَ ، جسمَ مريض و بكا ثاكلٍ ، وذلَّ أسيرِ لمْ تزل مشتكايَ ، في كلِّ أمرٍ ، وَمُعِيني، وَعُدّتي، وَنَصِيري وَرَدَتْ مِنْكَ، يا بنَ عَمّي، هَدَايا تتهادى في سندسٍ ، وحريرِ بفوافٍ ، ألذَّ منْ باردِ الما ءِ، وَلَفْظٍ كَاللّؤلُؤِ المَنْثُورِ محكمٍ ، قصَّرَ " الفرزدقُ " و" الأخـ ـطَلُ عَنْهُ، وَفَاقَ شِعْرَ جَرِيرِ أنتَ لَيثُ الوَغَى ، وَحَتْفُ الأعَادي وَغِيَاثُ المَلْهُوفِ وَالمُستَجِيرِ طُلْتَ، في الضّرْبِ للطُّلى عن شَبيهٍ وَتَعَالَيْتَ، في العُلا، عَنْ نَظِيرِ كُنْتَ جَرّبْتَني، وَأنْتَ كَثِيرُ الـ ـكَيْسِ، طَبٌّ بِكُلّ أمْرٍ كَبِيرِ و إذا كنتَ ، " يابنَ عمي " ، قنوعاً بِجَوَابي، قَنِعْتَ بِالمَيْسُورِ هَاجَ شَوْقي إلَيكَ، حينَ أتَتْني: «هَاجَ شَوْقُ المُتَيَّمِ المَهْجُورِ» |
مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ ( أبو فراس الحمداني ) مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ إنّ قَلْباً، يُطِيقُ ذا، لَصَبُورُ وَكَثِيرٌ مِنَ الرّجَالِ حَدِيدٌ، وَكَثِيرٌ مَنَ القُلُوبِ صُخُورُ قُلْ لِمَنْ حَلّ بِالشّآمِ طَليقاً، بِأبي قَلْبُكَ الطّلِيقُ الأسِيرُ أنَا أصْبَحْتُ لا أُطِيقُ حَراكاً، كيفَ أصبحتَ أنتَ يا " منصورُ " ؟ |
منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ ، ( أبو فراس الحمداني ) منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ، الأحورِ ، في الخدِّ ، مثلُ عذارهِ المتحدرِ ؟! قَمَرٌ، كَأنّ بِعَارِضَيْهِ كِلَيْهِمَا مِسْكاً، تَسَاقَطَ فَوْقَ وَرْدٍ أحمَرِ |
منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً ( أبو فراس الحمداني ) منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدى نشباً فأنتَ أنفقتَ فيه النفسَ والنشبا يُذكي أخوكَ شِهَابَ الحرْبِ مُعتمداً فَيَسْتَضِيءُ، وَيَغشَى جَدُّكَ اللّهَبَا |
منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ ( أبو فراس الحمداني ) منْ لي بكتمانِ هوى شادنٍ عيني لهُ عونٌ على قلبي ؟ عرَّضتُ صبري وسلوى لهُ فاستشهدا في طاعة ِ الحبِّ |
مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ، ( أبو فراس الحمداني ) مَا العُمْرُ ما طالَتْ به الدّهُورُ، العمرُ ما تمَّ بهِ السرورُ ! أيامُ عزي ، ونفاذِ أمري هي التي أحسبها منْ عمري مَا أجْوَرَ الدّهْرَ عَلى بَنِيهِ! وأغدرَ الدهرَ بمنْ يصفيهِ ! لوْ شئتُ مما قدْ قللنَ جدَّا عَدَدْتُ أيّامَ السّرُورِ عَدّا أنعتُ يوماً ، مرَّ لي بـ " الشامِ " ، ألذَّ ما مرَّ منَ الأيامِ دَعَوْتُ بِالصَّقّارِ، ذاتَ يَوْمِ، عندَ انتباهي ، سحراً من نومي قلتُ لهُ : اخترْ سبعة ً كباراً كُلٌّ نَجِيبٌ يَرِدُ الغُبَارَا يَكُونُ لِلأرْنَبِ مِنْهَا اثْنَانِ، وخمسة ٌ تفردُ للغزلانِ وَاجْعَلْ كِلابَ الصّيْدِ نَوْبَتَينِ ترسلُ منها اثنينِ بعدَ اثنين و لاَ تؤخرْ أكلبَ العراضِِ! فَهُنّ حَتْفٌ لِلظِّبَاءِ قَاضِ ثم تقدمتُ إلى الفهادِ وَالبَازيَارِينَ بِالاسْتِعْدَادِ وقلتُ : إنًَّ خمسة ً لتقنعُ وَالزُّرّقَانِ: الفَرْخُ وَالمُلَمَّعُ و أنتَ ، يا طباخُ ، لا تباطا! عجلْ لنا اللباتِ والأوساطا ! ويا شرابي البلقسياتِ تَكُونُ بِالرّاحِ مُيَسَّرَاتِ بِالله لا تَسْتَصْحِبُوا ثَقِيلا! واجتنبوا الكثرة َ والفضولا ! ردوا فلاناً ، وخذوا فلانا! وَضَمّنُوني صَيْدَكُمْ ضَمَانَا! فاخترتُ ، لمَّا وقفوا طويلا، عشرينَ ، أو فويقها قليلا عِصَابَة ٌ، أكْرِمْ بِهَا عِصَابَهْ، معروفة ٌ بالفضلِ والنجابه ثُمّ قَصَدْنَا صَيْدَ عَينِ قَاصِرِ مَظِنّة َ الصّيْدِ لِكُلّ خَابِرِ جئناهُ والشمسُ ، قبيلَ المغربِ تَختالُ في ثَوْبِ الأصِيلِ المُذهَب وَأخذَ الدُّرّاجُ في الصّيَاحِ، مُكْتَنِفاً مِنْ سَائِرِ النّوَاحي في غَفْلَة ٍ عَنّا وَفي ضَلالِ، ونحنُ قد ْ زرناهُ بالآجالِ يَطْرَبُ للصُّبْحِ، وَلَيسَ يَدرِي أنَّ المنايا في طلوعِ الفجرِ حَتى إذَا أحْسَسْتُ بِالصّبَاحِ ناديتهمْ : " حيَّ على الفلاحِ ! " نحنُ نصلي والبزاة ُ تخرجُ مُجَرَّدَاتٍ، وَالخُيُولُ تُسْرَجُ فقلتُ للفهادِ : فامضِ وانفردْ وَصِحْ بنا، إنْ عنّ ظبيٌ، وَاجتَهِدْ فلمْ يزلْ ، غيرَ بعيدٍ عنا ، إليهِ يمضي ما يفرُّ منا وَسِرْتُ في صَفٍّ مِنَ الرّجالِ، كَأنّمَا نَزْحَفُ لِلْقِتَالِ فما استوينا كلنا حتى وقفْ لَمّا رَآنَا مَالَ بِالأعْنَاقِ ثمَّ أتاني عجلاً ، قالَ : ألسبقْ ! فقُلتُ: إن كانَ العِيانُ قد صَدَقْ سِرْتُ إلَيْهِ فَأرَاني جَاثِمَهْ ظَنَنْتُهَا يَقْظَى وكَانَتْ نائِمَهْ ثُمّ أخَذتُ نَبَلَة ً كانَتْ مَعي، وَدُرْتُ دَوْرَيْنِ وَلَمْ أُوَسَعِ حتى تمكنتُ ، فلمْ أخطِ الطلبْ ، لكلِّ حتفٍ سببٌ منَ السببْ وَضَجّتِ الكِلابُ في المَقَاوِد، تَطْلُبُهَا وَهْيَ بِجُهْدٍ جَاهِدِ وَصِحْتُ بِالأسْوَدِ كَالخُطّافِ ليسَ بأبيضٍ ولا غطرافِ ثمَّ دعوتُ القومَ : هذا بازي ! فأيكم ْ ينشطُ للبرازِ ؟ فقالَ منهمْ رشأٌ : " أنا ، أنا! " وَلَوْ دَرَى مَا بِيَدي لأذْعَنَا! فَقُلْتُ: قَابِلْني وَرَاءَ النّهْرِ، أنْتَ لِشَطْرٍ وَأنَا لِشَطْرِ! طارتْ لهُ دراجة ٌ فأرسلا أحْسَنَ فِيهَا بَازُهُ وَأجمَلا عَلَّقَهَا فَعَطْعَطُوا، وَصَاحُوا، و الصيدُ منْ آلتهِ الصياحُ ! فقلتُ : ما هذا الصياحُ والقلقْ ؟ أكُلُّ هذا فَرَحٌ بِذا الطَّلَقْ؟ فقالَ : إنَّ الكلبَ يشوي البازا قَد حَرَزَ الكَلْبُ، فَجُزْ، وَجَازَا فلمْ يزلْ يزعقُ : يا مولائي ! وَهْوَ كَمِثْلِ النّارِ في الحَلْفَاءِ طارتْ ، فأرسلتُ فكانتْ سلوى حَلّتْ بِهَا قَبْلَ العُلُوّ البَلْوَى فَمَا رَفَعْتُ البَازَ حَتى طَارَا آخَرُ عَوْداً يُحْسِنُ الفِرَارَا أسودُ ، صياحٌ ، كريمٌ ، كرَّزُ ، مُطرَّزٌ، مُكَحَّلٌ، مُلَزَّزُ عليهِ ألوانُ منَ الثيابِ مِنْ حُلَلِ الدّيبَاجِ وَالعُنّابي فلمْ يزلْ يعلو وبازي يسفلُ يحرزُ فضلَ السبقِ ليسَ يغفلُ يَرْقُبُهُ مِنْ تَحْتِهِ بِعَيْنِهِ، وَإنّمَا يَرْقُبُهُ لِحيْنِه حتى إذا قاربَ ، فيما يحسبُ ، معقلهُ ؛ والموتُ منهُ أقربُ أرْخَى لَهُ بِنَبْجِهِ رِجْلَيْهِ، والموتُ قدْ سابقهُ إليهِ صِحْتُ وَصَاحَ القَوْمُ بالتّكْبيرِ، وغيرنا يضمرُ في الصدورِ ثمّ تَصَايَحْنَا فَطَارَتْ وَاحِدَهْ شيطانة ٌ منْ الطيورِ ماردهْ من قربٍ فأرسلوا إليها وَلَمْ تَزَلْ أعْيُنُهُمْ عَلَيْهَا فَلَمْ يُعَلِّقْ بَازُهُ وَأدّى مِنْ بَعْدِ مَا قَارَبَهَا وَشَدّا صحتُ : أهذا البازُ أمْ دجاجهْ ؟ ليتَ جناحيهِ على دراجهْ فاحمرتِ الأوجهُ والعيونُ وَقَالَ: هَذا مَوْضِعٌ مَلْعُونُ إنْ لزَّها البازُ أصابتْ نبجا أوْ سقطتْ لمْ تلقَ إلاَّ مدرجا اعدلْ بنا للنبجِ الخفيفِ وَالمَوْضِعِ المُنْفَرِدِ المَكْشُوفِ فقثلتُ : هذي حجة ٌ ضعيفة ْ وغرَّة ٌ ظاهرة ٌ معروفهْ نحنُ جميعاً في مكانٍ واحدِ ، فَلا تُعَلِّلْ بِالكَلامِ البَارِدِ! قصَّ جناحيهِ يكنْ في الدارِ معَ الدباسي ، ومعَ القماري ! وَاعْمِدْ إلى جُلْجُلِهِ البَدِيعِ، فاجعلهُ في عنزٍ منَ القطيعِ! حتى إذا أبْصَرْتُهُ، وَقد خَجِلْ، قُلتُ: أرَاهُ، فارِهاً، على الحَجَلْ دعهُ ، وهذا البازُ فاطردْ بهِ تَفَادِياً مِنْ غَمّهِ وَعَتْبِهِ! وقلتُ للخيلِ ، التي حولينا : تَشَاهَدُوا كُلُّكُمُ عَلَيْنَا! بِأنّهُ عَارِيَة ٌ مَضْمُونَه، يُقِيمُ فِيهَا جَاهَهُ وَدِينَهْ جئتُ ببازٍ حسنٍ مبهرجِ دُونَ العُقَابِ وَفُوَيقَ الزُّمَّجِ زينٍِ لرائيهِ ، وفوقَ الزينِ ، يَنْظُرُ مِنْ نَارَيْنِ في غَارَيْنِ كأنَّ فوقَ صدرهِ والهادي آثَارَ مَشْيِ الذَّرّ في الرّمَادِ ذِي مِنْسَرٍ فَخْمٍ وَعَيْنٍ غائِرَهْ، وفخذٍ ملءَ اليمينِ وافرهْ ضَخْمٍ، قَرِيبِ الدَّسْتَبَانِ جِدّا يَلْقَى الّذِي يَحمِلُ مِنهُ كَدّا وَرَاحة ٍ تَغْمُرُ كَفّي سَبْطَهْ زَادَ عَلى قَدْرِ البُزَاة ِ بَسْطَهْ سُرّ، وَقالَ: هاتِ! قلتُ: مَهْلا! احلفْ على الردِّ!"فقالَ:كلاَ! أما يميني ، فهي عندي غاليهْ وكلمتي مثلً يميني وافيه قُلْتُ: فَخُذْهُ هِبَة ً بِقُبْلَة ! فَصَدّ عَني، وَعَلَتْهُ خَجْلَهْ فلمْ أزلْ أمسحهُ حتى انبسطْ وَهَشّ للصّيدِ قَلِيلاً، وَنَشَطْ صحتُ بهِ :اركبْ ! فاستقلَّ عنْ يدِ مُبادِراً أسرَعَ مِنْ قَوْلِ: قَدِ! وَضَمّ ساقَيهِ وَقَالَ: قَدْ حَصَلْ! قلتُ لهُ:"الغدرة ُ منْ شرِّ العملْ !" سرتُ ، وسارَ الغادرُ العيارُ ليسَ لطيرٍ معنا مطارُ ثمَّ عدلنا نحونهرِ الوادي ، وَالطّيْرُ فِيهِ عَدَدُ الجَرَادِ أدَرْتُ شَاهِينَيْنِ في مَكَانِ لكثرة ِ الصيدِ معَ الإمكانِ دارا علينا دورة ً وحلقا ، كِلاهُمَا، حَتى إذَا تَعَلّقَا تَوَازَيَا، وَاطّرَدَا اطّرَادا، كالفارسينِ التقيا أو كادا ثَمّتَ شَدَّا فَأصَابَا أرْبَعَا ثَلاثَة ً خُضْراً، وَطَيْراً أبْقَعَا ثمَّ ذبحناها ، وخلصناهما وَأمْكَنَ الصّيْدُ فَأرْسَلْنَاهُمَا فَجَدّلا خَمْساً مِنَ الطّيُورِ، فَزَادَني الرّحْمَنُ في سُرُورِي أربعة ً منها أنيسيانِ وَطَائِراً يُعْرَفُ بالِبَيْضَاني خَيْلٌ نُنَاجِيهِنّ كَيْفَ شِينَا طيعة ٌ ، ولجمها أيدينا وهيَ إذا ما استصعبَ القيادهْ صَرّفَهَا الجُوعُ عَلى الإرَادَهْ تَسَاقَطَتْ مَا بَيْنَنَا مِنَ الفَرَقْ حتى أخذنا ما أردنا منها ثُمّ انْصَرَفْنَا رَاغِبِينَ عَنْهَا إلى كراكيَّ بقربِ النهرِ عشراً نراها ، أو فويقَ العشرْ لَمّا رآها البَازُ، من بُعْدٍ، لَصَقْ وَحَدّدَ الطّرْفَ إلَيْهَا وَذَرَقْ فَقُلْتُ: قد صَادَ، وَرَبِّ الكَعبهْ، فدارَ حتى أمكنتْ ثمَّ نزلْ فَحَطّ مِنْهَا أفْرَعاً مِثلَ الجَمَلْ ما انحطَّ إلاَّ وأنا إليهِ ممكناً رجليَّ منْ رجليهِ جلستُ كيْ أشبعهُ إذا هيهْ قد سَقطَتْ من عَن يَمينِ الرَابِيَهْ فَشلْتُهُ أرْغَبُ في الزّيَادَة ، وَتِلْكَ للطّرَادِ شَرُّ عَادَة لَمْ أَجْزِهِ بِأحْسَنِ البَلاءِ، أطَعتُ حِرْصِي، وَعَصَيْتُ دَائي فلمْ أزلْ أختلها وتختتلْ ، وإنما نختلها إلى أجلْ عمدتُ منها لكبيرٍ مفردِ يمشي بعنقٍ كالرشاءِ المحصدِ طارَ ، وما طارَ ليأتيهِ القدرْ ، وهلْ لما قدْ حانَ سمعٌ أوْ بصرْ ! ؟ حتى إذا جدلهُ كالعندلِ ، أيقنتُ أنَّ العظمَ غيرُ الفصلِ ذَاكَ، عَلى مَا نِلْتُ مِنهُ، أمْرُ عثرتُ فيهِ وأقالَ الدهرُ ! خيرٌ منَ النجاحِ للإنسانِ صحتُ إلى الطباخِ : ماذا تنتظر؟ انزِلْ عنِ المهرِ، وَهَاتِ ما حَضَرْ جَاءَ بِأوْسَاطٍ، وَجُرْدِ تَاجِ، منْ حجلِ الصيدِ ومنْ دراجِ فما تنازلنا عنِ الخيولِ، يمنعنا الحرصُ عنِ النزولِ وَجِيءَ بِالكَأسِ وَبالشّرَابِ، فَقُلتُ: وَفّرْهَا على أصْحابي! أشْبَعَني اليَوْمَ وَرَوّاني الفَرَحْ، فقدْ كفاني بعضُ وسطٍ وقدحْ ثمَّ عدلنا نطلبُ الصحراءَ ، نَلْتَمِسُ الوُحُوشَ وَالظّبَاءَ عَنّ لَنَا سِرْبٌ بِبَطْنِ الوَادِي قَدْ صَدَرَتْ عَنْ مَنهَلٍ رَوِيِّ، منْ غبرِ الوسميِّ والوليِّ ليسَ بمطروقٍ ولا بكيِّ، ومرتعٍ مقتبلٍ جنيّ رعينَ فيهِ ، غيرَ مذعوراتِ ، مرَّ عليهِ غدقُ السحابِ بواكفٍ ، متصلِ الربابِ مازالَ في خفضٍ ، وحسنِ حالِ حَتى أصَابَتْهُ بِنَا اللّيَالي سِرْبٌ حَمَاهُ الدّهْرُ مَا حَمَاهُ لَمّا رَآنَا ارْتَدّ مَا أعْطَاهُ بادرتُ بالصقارِ والفهادِ حَتى سَبَقْنَاهُ إلى المِيعَادِ فَجَدَّلَ الفَهْدُ الكَبِيرَ الأقْرَنَا، شدَّ على مذبحهِ واستبطنا وجدَّلَ الآخرُ عنزاً حائلاً رَعَتْ حمى الغَوْرَينِ حَوْلاً كاملا ثُمّ رَمَيْنَاهُنّ بِالصّقُورِ فَجِئْنَهَا بِالقَدَرِ المَقْدُورِ أفْرَدْنَ مِنها في القَرَاحِ وَاحِدَة قدْ ثقلتْ بالخصرِ وهيَ جاهدهْ مَرّتْ بِنَا، وَالصّقْرُ في قَذالِهَا يُؤذِنُهَا بِسيِّءٍ مِنْ حَالِهَا ثمَّ ثناها وأتاها الكلبُ هما ، عليها ، والزمانُ إلبُ فَلَمْ نَزَلْ نَصِيدُهَا وَنَصْرَعُ حَتى تَبَقّى في القطِيعِ أرْبَعُ ثمَّ عدلنا عدلة ً إلى الجبلْ إلى الأراوي ، والكباشِ والحجلْ فَلَمْ نَزَلْ بِالخَيْلِ وَالكِلابِ نحوزها حوزاً ، إلى الغيابِ ثمَّ انصرفنا ، والبغالُ موقرهْ ، في لَيلَة ٍ، مثلِ الصّبَاحِ، مُسفِرَهْ حتى أتينا رحلنا بليلِ ، وَقَدْ سُبِقْنَا بِجِيَادِ الخَيْلِ حتى عددنا مئة ً وزيدا فلمْ نَزَلْ نَقلي، وَنشِوي، وَنصُبْ، حَتى طَلَبْنَا صَاحِياً فَلَمْ نُصِبْ شُرْباً، كمَا عَنّ، مِنَ الزِّقَاقِ بغيرِ ترتيبٍ ، وغيرِ ساقِ فَلَمْ نَزَلْ سَبْعَ لَيَالٍ عَدَدا أسعدَ مَن رَاحَ، وَأحظَى مَن غَدا |
مَا زِلْتَ تَسْعَى بِجِدٍّ، ( أبو فراس الحمداني ) مَا زِلْتَ تَسْعَى بِجِدٍّ، برغمِ شانيكَ ، مقبلْ تَرَى لِنَفْسِكَ أمْرَاً، و ما يرى اللهُ أفضل |
مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ ( أبو فراس الحمداني ) مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ عُنْوَانُهُ في وَجْهِهِ وَلِسَانِهِ كَمْ صَاحِبٍ لمْ أَغنِ عَنْ إنْصَافِهِ في عُسْرِهِ، وَغَنِيتُ عَن إحْسَانِهِ |
مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ، ( أبو فراس الحمداني ) مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ، وصدركَ الدهناءُ ، بلْ أوسعُ وَقَلْبُكَ الرّحْبُ الّذِي لَمْ يَزَلْ، للجدِّ والهزلِ ، به موضعُ رفهْ بقرعِ العودِ سمعاً ، غدا قرعُ العوالي جلَّ ما يسمعُ |
مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراً وَطَوْراً، ( أبو فراس الحمداني ) مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراً وَطَوْراً، فما أدري عدوي أم حبيبي يقلبُ مقلة ً ، ويديرُ طرفاً ، بِهِ عُرِفَ البَرِيءُ مِنَ المُرِيبِ وَبَعْضُ الظّالمِينَ، وَإنْ تَنَاهَى ، شَهِيُّ الظّلمِ، مُغْتَفَرُ الذّنُوبِ |
مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ، ( أبو فراس الحمداني ) مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُ جَمِيلُ، وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَ يُدِيلَ جِرَاحٌ، تحَامَاها الأُسَاة ُ، مَخوفَة ٌ، وسقمانِ : بادٍ ، منهما ودخيلُ و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ ، أرَى كُلّ شَيْءٍ، غَيرَهُنّ، يَزُولُ تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة ؛ وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ ! تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ، إلاّ عُصَيْبَة ً ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ ! و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟ إنهمْ ، و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ ! أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ ، يميلُ معَ النعماءِ حيثُ تميلُ وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ ؛ وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّ خَلِيلُ فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُ منصفٍ ! وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِ بَخِيلُ! نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِ دعوة ً ، أجابَ إليها عالمٌ ، وجهولُ وَفَارَقَ عَمْرُو بنُ الزّبَيرِ شَقِيقَهُ، وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ عَقِيلُ! فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ لي بخِلٍّ مُوَافِقٍ أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً، وَيَقُولُ! وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ، أُمّاً بُكَاؤهَا عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ، طَوِيلُ! فَيَا أُمّتَا، لا تَعْدَمي الصّبرَ، إنّهُ إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِ القَرِيبِ رَسُولُ! وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئي الأجْرَ! إنّهُ على قدرِ الصبرِ الجميلِ جزيلُ أما لكِ في " ذاتِ النطاقينِ "أسوة ٌ ، بـ"مكة َ " والحربُ العوانُ تجولُ ؟ أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِ فَلَمْ تُجبْ و تعلمُ ، علماً أنهُ لقتيلُ! تأسّيْ! كَفَاكِ الله ما تَحْذَرِينَهُ، فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِ غُولُ! و كوني كما كانتْ بـ " أحدٍ " "صفية ٌ" ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ ! ولوْ ردَّ ، يوماً " حمزة َ الخيرِ "حزنها إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌ وَعَوِيلُ لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَ صَوارِمٌ، وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ، وَهْوَ خيولُ وَلمْ أرْعَ للنّفْسِ الكَرِيمَة ِ خِلّة ً، عشية َ لمْ يعطفْ عليَّ خليلُ ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتى تركتها ، وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِ فُلولُ ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ ! ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَ ذليلُ! و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، في الأمرِ كلهِ، فليسَ لمخلوقٍ إليهِ سبيلُ |
مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ، ( أبو فراس الحمداني ) مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ، و بفضلِ علمكَ أعترفْ أنشدتني ؛ فكأنما شققتَ عنْ درٍّ صدفْ شِعْراً، إذَا مَا قِسْتُهُ بجميعِ أشعارِ السلفْ قصَّرنَ ، دونَ قراهُ تقـ ـصِيرَ الحُرُوفِ عَنِ الألِفْ |
ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَ نجيبِ ( أبو فراس الحمداني ) ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَ نجيبِ و ناديتَ للتسليمِ خيرَ مجيبِ وَلمْ يَبْقَ مِني غَيْرَ قَلْبٍ مُشَيَّعٍ و عودٍ على نابِ الزمانِ صليبِ و قدْ علمتْ أمي بأنَّ منيتي بحدِ سنانٍ أو بحدِ قضيبِ كما علمتْ ؛ منْ قبلِ أنْ يغرقَ آبنها ، بِمَهْلَكِهِ في المَاءِ، أُمُّ شَبِيبِ تحملتُ ، خوفَ العارِ ، أعظمَ خطة ٍ وَأمّلْتُ نَصْراً كَانَ غَيرَ قَريبِ وَللعَارِ خَلّى رَبُّ غَسَّانَ مُلْكَهُ وَفَارَقَ دِينَ اللَّهِ غَيْرَ مُصِيبِ ولمْ يرتغبْ في العيشِ"عيسى بنُ مصعبِ" وَلا خَفّ خوْفَ الحرْبِ قلبُ حبيبِ رضيتُ لنفسي : " كانَ غيرَ موفقٍ " ولم ترضَ نفسي : كانَ غيرَ نحيبِ |
نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ ( أبو فراس الحمداني ) نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ، وَجَامِلُ فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَ فاعلاً فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَ لزائلُ كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، في أخواتها ، خذولٌ ، تراعيها الظباءُ الخواذلُ قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ، بَدَوِيّة ٌ، لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ، منازلُ وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُ أرُومُهُ، وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَا وَالقَنَابلُ هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِ والقنا لنا كتبٌ ، والباتراتُ رسائلُ أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍ من الهَوَى فطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْ نصالها، و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتها الصياقلُ وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَا كَثِيرَة ٌ، ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّ ذابلُ أراميتي ! كلُّ السهامِ مصيبة ٌ ؛ و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكلي مقاتلُ وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِ هَائِبٌ، وفي الحيِّ " سحبان" ؛ وعندكَ " باقلُ " يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُ دارها، وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَا أنَا فَاعِلُ وحجتها العليا ، على كلِّ حالة ٍ فباطلها حقٌّ ، وحقيَ باطلُ تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِ وَالقَنَا بما وعدتْ حدَّيَّ فيَّ المخايلُ وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَ لَصَارِمٌ، و إنَّ الحسامَ المشرفيَّ لفاصلُ و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ ، وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّ لَعَاسِلُ وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْني خُطُوبُهُ كما دفعَ الدينَ الغريمُ المماطلُ و أخلافُ أيامٍ ، إذا ما انتجعتها ، حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّ حَوَافِلُ وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَا بِفَضْلٍ مَنحْتُها فضائلَ تحويها وتبقى فضائلُ ولكنهما الأيامُ ، تجري بما جرتْ ، فيسفلُ أعلاها ، ويعلو الأسافلُ لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِ مُجملاً وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّ المُجامِلُ وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صَاحبي وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَ رَاحِل؟ وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ، وَرِفْدُهُ، ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَ سائلُ ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّ مذنبٍ لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُ الوَسَائِلُ لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِي في صُدُورِهِ تطاولُ أعناقُ العدا ، والكواهلُ أصاغرنا ، في المكرماتِ ، أكابرٌ أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ، أوَائِلُ إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ لي مصاولاً ؛ وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْ منْ يقاولُ! |
نفسي فداؤكَ ـ ( أبو فراس الحمداني ) نفسي فداؤكَ ـ قدْ بعثـ ـتُ بعهدتي بيدِ الرسولِ أهْدَيْتُ نَفْسِي، إنّمَا يُهْدَى الجَلِيلُ إلى الجَليلِ وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْ يَدِي، بُشْرَى المُبَشِّرِ بِالقَبُولِ |
نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ، ( أبو فراس الحمداني ) نَبْوَة ُ الإدْلالِ لَيْسَتْ، عِنْدَنَا، ذَنْباً يُعَدُّ قُلْ لِمَنْ لَيسَ لَهُ عَهْـ ـدٌ، لَنَا عَهْدٌ وَعَقْدُ جُمْلَة ٌ تُغْني عَنِ التّفْـ ـصيلِ : " مالي عنكًَ بدُّ " إنْ تَغَيَّرْتَ فَمَا غُيّـ ـرَ مِنّا لَكَ عَهْدُ |
نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ ( أبو فراس الحمداني ) نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ تَأوّبَ مِنْ أسماءَ، وَالرّكبُ نُوّمُ ظِلِلْتُ وَأصْحابي عَبادِيدَ في الدّجى ألَذَّ بِجَوّالِ الوِشَاحِ، وَأنْعَمُ وَسَائِلَة ٍ عَنّي فَقُلْتُ، تَعَجّباً: كَأنّكِ لا تَدْرِينَ كَيْفَ المُتَيَّمُ؟ أعرني ، أقيكَ السوءَ ، نظرة َ وامقٍ لَعَلّكَ تَرْثي، أوْ لَعَلّكَ تَرْحَمُ! فما أنا إلاَّ عبدكَ القنُّ في الهوى ، وَما أنْتَ إلاّ المَالِكُ، المُتَحَكِّمُ وأرضى بما ترضى على السخطِ والرضا وَأُغضِي، عَلى عِلْمٍ بِأنّكَ تَظْلِمُ يئستُ منَ الإنصافِ بيني وبينهُ ، وَمَن ليَ بالإنْصَافِ وَالخَصْمُ يحكُمُ؟ وَخَطْبٍ مِنَ الأيّامِ أنْسَانيَ الهَوَى ، وَأحلى بِفِيَّ المَوْتَ، وَالمَوْتُ عَلقَمُ وواللهِ ، ماشببتُ إلا علالهً ، وَمِنْ نَارِ غَيرِ الحُبّ قَلْبِيَ يُضرَمُ ألاَ مُبْلِغٌ عَني الحُسَينَ أَلُوكَة ً، تَضَمّنَهَا دُرُّ الكَلامِ المُنَظَّمُ لذيذُ الكرى ، حتى أراكَ ، محرمٌ ونارُ الأسى بينَ الحشا تتضرمُ وَأتْرُكُ أنْ أبكي عَلَيكَ، تَطَيّراً، وقلبيَ يبكي ، والجوانحُ تلطمُ وَإنّ جُفُوني إنْ وَنَتْ لَلَئِيمَة ٌ، وإنَّ فؤادي إنْ سلوتُ لألأمُ وَأُظْهِرُ لِلأعْدَاءِ فِيكَ جَلادَة ً، وَأكْتُمُ مَا ألْقَاهُ وَالله يَعْلَمُ سَأبكِيكَ، مَا أبقى ليَ الدّهرُ مُقلَة ً، فإنْ عَزّني دَمْعٌ، فَما عَزّني دَمُ وَحُكْمي بُكاءُ الدّهرِ فيما يَنُوبُني، وَحُكْمُ لَبِيدٍ فِيهِ حَوْلٌ مُجَرَّمُ و ما نحنُ إلاَّ " وائلٌ " و" مهلهلٌ " صَفَاءً، وَإلاّ مَالِكٌ وَمُتَمِّمُ! وَإنّي وَإيّاهُ لَعَيْنٌ وَأُخْتُهَا، وَإنّي وَإيّاهُ لَكَفٌّ وَمِعْصَمُ تصاحبنا الأيامُ في ثوبِ ناصحٍ ويختلنا منها ، على الأمنِ ، أرقمُ وَمَا أغْرَبَتْ فِيكَ اللّيَالي، وَإنّهَا لتصدعنا منْ كلِّ شعبٍ وتثلمُ طوارقُ خطبٍ ، ما تغبُّ وفودها ، وأحداثُ أيامٍ تغذُّ وتتئمُ فما عرفتني غيرَ ما أنا عارفُ ولا علمتني غيرَ ما كنتُ أعلمُ مَتى لمْ تُصِبْ مِنَّ اللّيَالي ابنَ هِمّة ٍ يجَشّمُهَا صَرْفُ الرّدَى فَتَجَشّمُ تهينُ علينا الحربُ نفساً عزيزة ً إذَا عَاضَنَا مِنْهَا الثّنَاءُ المُنَمْنَمُ وَإنّي لَغِرٌّ إنْ رَضِيتُ بِصَاحِبٍ يبشُ ، وفيهِ جانبٌ متجهمُ وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَزَالُ سَرَاتُنَا لهَا مَشرَبٌ، بَين المَنَايَا، وَمَطْعَمُ نظرناإلى هذا الزمانِ ، وأهلهِ فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَشِتّ وَيَنظِمُ وندعو كريماً منْ يجودُ بمالهِ ، وَمَنْ يَبْذِلُ النّفسَ الكَريمَة َ أكرَمُ وَمَا ليَ لا أمضِي حَميداً وَمَطلَبي بعيدٌ ،و ما فعلي بحالٍ مذممُ إذَا لمْ يكُنْ يُنجي الفِرَارُ من الرّدى ، على حَالَة ٍ، فالصّبرُ أرْجَى وَأحزَمُ لكَ اللهُ إنا بينَ غادٍ ورائحٍ نُعِدّ المَغَازي في البِلاَدِ وَنَغنَمُ وأرماحنا في كلِّ لبة ِ فارسٍ تثقبُ تثقيبَ الجمانِ وتنظمُ سنضربهمْ ، مادامَ للسيفِ قائمٌ ، ونطعنهمْ ، مادامَ للرمحِ لهذمُ ونقفوهمُ ، خلفَ الخليجِ بضمرٍ تخوضُ بحاراً بعضُ خلجانها دمُ بكلِّ غلامٍ منْ "نزارٍ " وغيرها عليهِ من الماذي درعٌ مختمُ ونجنبُ ما ألقى " الوجيهُ " و" لاحقٌ " إلى كُلّ ما أبقى الجَديلُ وَشَدقَمُ ونعتقلُ الصمَّ العوالي إنها طريقٌ إلى نيلِ المعالي وسلَّمُ رَأيْتُهُمُ يَرْجُونَ ثَأراً بِسَالِفٍ، وفي كلِّ يومٍ يأخذ السيفُ منهمُ فقلْ لـ" ابن فقاس ": دعِ الحربَ جانباً ! فإنكَ روميٌّ ، وخصمكَ مسلمُ فَوَجْهُكَ مَضرُوبٌ، وَأُمّكَ ثاكِلٌ، وَسِبْطُكَ مأسُورٌ، وَعِرْسُكَ أيِّمُ ولمْ تنبْ عنكَ البيضُ في كلِّ مشهدٍ وَلَكِنّ قَتلَ الشّيخِ فِينا مُحَرَّمُ إذا ضربتْ فوقَ الخليجِ قبابنا ، وأمسى عليكَ الذلُّ ، وهوَ مخيمُ وأدى إلينا " الملكُ " جزية َ رأسهِ ، وَفُكّ عن الأسرَى الوِثَاقُ وَسُلّمُوا فإنْ ترغبوا في الصلحِ فالصلحُ صالحُ وَإنْ تجنَحوا للسّلمِ فالسّلمُ أسلمُ أعَاداتُ سَيْفِ الدّوْلَة ِ القَرْمِ إنّهَا لإحدى الذي كشفتَ بلْ هيَ أعظمُ ! وَإنّ لِسَيْفِ الدّوْلَة ِ القَرْمِ عَادَة ً تَرُومُ عُلُوقَ المُعجِزَاتِ فَتَرْأمُ وَقِيلَ لهَا: سَيفُ الهُدى ، قُلتُ: إنّه ليفعلُ خيرُ الفاعلينَ ويكرمُ أما انتاشَ منْ مسَّ الحديدِ وثقلهِ " أبا وائلٍ " والبيضُ في البيضِ تحكمُ تجرُّ عليهِ الحربُ ، منْ كلِّ جانبٍ ، فَلا ضَجِرٌ جَافٍ، وَلا مُتَبَرِّمُ أخُو عَزَمَاتٍ في الحُرُوبِ إذَا أتَى أتَى حادِثٌ، من جانِبِ الله مُبَرمُ نَخِفّ، إذَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا أُمُورُنا، بأبَيضِ وَجهِ الرّأيِ وَالخُطبُ مُظلِمُ ونرمي بأمرٍ لا نطيقُ احتمالهُ إلى قرمنا ، والقرمُ بالأمرِ أقومُ إلى رجلٍ يلقاكَ في شخصٍ واحدٍ ولكنهُ في الحربِ جيشٌ عرمرمُ نثيلٌ على الأعداءِ أعقابُ وطئهِ ، صليبٌ على أفواهها حينَ تعجمُ ونمسكُ عنْ بعضِ الأمورِ مهابة ً ، فيعلمُ ما يخفي الضميرُ ، ويفهمُ ونجني جناياتٍ عليهِ يقيلها ، ونخطيءُ أحياناً إليهِ فيحلمُ يسوموننا فيكَ الفداءَ ، وإننا لَنَرْجوكَ قَسراً وَالمَعاطِسُ تُرْغَمُ أترضى بأنْ نعطى السواءَ قسيمنا إذا المجدُ بينَ الأغلبينَ يقسَّمُ ؟ وَما الأسرُ غُرْمٌ، وَالبَلاءُ مُحَمَّدٌ، وَلا النّصْرُ غُنْمٌ، وَالهَلاكُ مُذَمَّمُ وَأقْدَمْتَ لَوْ أنّ الكَتائِبَ تُقْدِمُ دَعَوْتَ خَلوفاً، حينَ تختلِفُ القَنَا، وناديتَ صماً عنكَ ، حينَ تصممُ وَمَا عابَكَ، ابنَ السّابِقِينَ إلى العُلا، تَأخّرُ أقْوَامٍ وَأنْتَ مُقَدَّمُ و مالكَ لا تلقى بمهجتكَ الردى ، وأنتَ منَ القومِ الذينَ همُ همُ ! لعاً ، يا أخي ! - لامسكَ السوءُ - إنهُ هُوَ الدّهرُ في حالَيه: بؤسٌ وَأنعُمُ و ما ساءني أني مكانكَ ، عانياً وأسلمُ نفسي للإسارِ وتسلمُ طلبتكَ حتى لمْ أجدْ ليَ مطلباً ، وَأقْدَمْتُ حَتى قَلّ مَنْ يَتَقدَّمُ وَلَكِنْ قَضَاءٌ فاتَني فيك مُبرَمُ! فإنْ جَلّ هَذَا الأمرُ فَالله فَوْقَه، وَإنْ عَظُمَ المَطْلُوب فالله أعظَمُ! وإني أخفي فيكَ ، ماليسَ خافياً وَأكْتُمُ وجْداً، مِثْلُه لا يُكَتَّمُ ولو أنني وفيتُ رزءكَ حقهُ لما خطَّ لي كفٌّ ، ولا فاهَ لي فمُ ! |
نُدِلّ عَلى مَوَالِينَا وَنَجْفُو ( أبو فراس الحمداني ) نُدِلّ عَلى مَوَالِينَا وَنَجْفُو و نعتبهمْ وإنَّ لنا الذنوبا بِأقْوَالٍ يُجَانِبْنَ المَعَاني و ألسنة ٍ يخالفنَ القلوبا |
الساعة الآن 06:31 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.