منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   مسيرة عطاء // الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ~ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1437)

أمل محمد 09-21-2010 05:47 AM

حج 60 مرة وكل بناته حصلن على التعليم الجامعي أولاد الشيخ بن باز يتحدثون عنه

بعد أقل من 24 ساعة من توجه الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بتسمية الشارع الذي يقع فيه منزل سماحة الشيخ بن باز رحمه الله باسمه كان شارع البديعة يعرف باسم شارع الشيخ بن باز .
الطريق إلى منزل الشيخ رحمه الله في حي البديعة أحد أشهر أحياء العاصمة السعودية الرياض لا يحتاج إلى خريطة لكي يستدل عليه . يكفي أن تسأل أي شخص كيف أصل إلى منزل الشيخ بن باز وتجد الجميع يعرفه والجميع يتسابق لوصفه وهذا دليل على أن منزل الشيخ بن باز كان مفتوحاً للجميع . توجهت إلى منزل الشيخ في المساء لإجراء حوار مع أولاده يتحدثون فيه عن الشيخ عبد العزيز بن باز الأب الوالد والزوج والإنسان . وفي منزله جلست في مجلس الشيخ مع أبنائه عبد الله وعبد الرحمن وأحمد وتجولنا في المنزل من المكان الذي خصصه لاستقبال النساء والآخر الذي خصص للرجال والمختصر والمكتبة . هنا كان يقرأ ، وهنا كان يملي على كاتبه فتاواه ، و هنا كان يرد على الاستفسارات ويلقي دروسه ويتحاور مع الناس ويستقبل طلاب العلم والمعرفة .
جلست في المكان الذي خرجت منه آلاف الفتاوى بصوت الشيخ والمكان الذي شهد آلافاً من المواطنين والمقيمين وفدوا إليه لسؤال الشيخ ابن باز في أمور دينهم وحياتهم .
وعلى مدى 3 ساعات استمعت إلى الابن والحفيد يتحدثون عن العالم الجليل والزاهد البسيط وطالب العلم حتى وفاته ، وتحدثوا عن الوالد ويومه وحياته وكيف أقنعه ابنه بالدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أو العمل في التجارة في صناعة الكيماويات وكيف أقنع حفيدته بدراسة الأدب الإنجليزي .
وتجولنا في الفصل الأهم من حياة الشيخ بن باز وهو علاقته بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز والأسرة المالكة والمسؤولين في المملكة . وهي العلاقة المميزة التي تشهد في السعودية وحدها بين ولي الأمر والعلماء علاقة وطيدة وقوية ومتصلة وممتدة من أجل خير المسلمين .
وفي الحوار تجولنا عبر سيرة ابن باز الذاتية وعلاقته بحراسه وسائقه ، ولماذا رفض البقاء في المستشفى ؟ ولماذا رفض إعداد أكلة خاصة له عندما أصيب بمشاكل طبية في المرارة من دون الذين يأكلون معه ؟ ومتى كان يبكي ويغضب ، وماذا عن أزواج بناته ومهرهن .
أمور كثيرة ناقشتها عن سماحته – رحمه الله – وفي مجلسه الذي كم من آلاف جلسوا معه فيه . كان الحوار الذي دار على جزئين مع ابنه الأكبر عبد الله (58 عاما) وعبد الرحمن ثانيا أبنائه (47 عاما) وبدأ الحوار مع ابنه عبد الرحمن وهنا تفاصيله:
* كيف كان سماحة الشيخ يبدأ يومه ؟
يوم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كان حافلاً بالنشاط ، ووقته موزع بدقة وبشكل مناسب ووقته كله يصرفه في سبيل الدعوة، وتنظيمه لوقته أعطاه فرصة لمقابلة أكبر عدد من الناس الذين يقدمون إليه سواء في المنزل أو في مقر العمل بالرئاسة لدرجة أنه كان يقوم بنشاط وجهد لا يخطر على بال .
* كم ساعة يعمل إذن ؟
16 ساعة يومياً على الأقل .
* ومتى يبدأ عمله ؟
يومه يبدأ قبل صلاة الفجر بساعة يصلي صلاة آخر الليل وبعد ذلك يبدأ في ذكر الله مع دخول الفجر ، وعند دخول الفجر كان يقوم بالاتصال بجميع الأبناء الذين يسكنون معه ويتصل بهم على تحويلاتهم التي يحفظها لإيقاظهم للصلاة كما يتصل بسائقه والحرس .. وحرصه شديد على الجميع لأدائها في أوقاتها .. يخرج من المنزل مع صلاة الفجر التي كان يؤديها في مسجد قريب من المنزل . بعد صلاة الفجر يبقى يسبح ويهلل حتى الشروق ثم يحضر إلى المنزل.
في ذلك الوقت المبكر يكون الموظفون الساعة 6 في الصيف . ويبدأ في الاطلاع على المعاملات والملفات التي تقرأ عليه في أمور الدعوة كافة حتى الساعة الثامنة والنصف صباحاً.
بعدها يدخل إلى مقر العائلة لتناول الإفطار الذي عادة ما يكون تمراً وكوباً من اللبن وقليلاً من الفاكهة .
* ومتى كان يتوجه إلى دار الإفتاء ومقر عمله ؟
من الساعة 9 صباحاً ويستمر حتى الساعة الثانية والنصف . قبل أن يعود إلى المنزل ومعه ضيوفه ويكون في انتظاره عدد آخر في المنزل من الذين يريدون الاستفسار منه على شيء أو الذين يجالسونه طعام الغداء . كان يتناول الغداء مع بعض الأحاديث الخفيفة حتى تأتي صلاة العصر ، التي يؤديها في مسجد اليحيا القريب أيضاً من المنزل ويلقي فيه درساً خفيفاً ويحضره طلبة العلم وغيرهم وهذا يتم طوال الأسبوع .
وبعد الانتهاء من صلاة العصر يعود للمنزل ويدخل إلى مقر العائلة حتى قبل أذان المغرب بنصف ساعة تقريباً . ومع المغرب يذهب لتأدية الصلاة في مسجد الأميرة سارة ليعود ثانية إلى المنزل في لقاء مفتوح مع الناس الذين يحضرون للاستفسار عن أي شيء . ولم يحدث أن منع الحرس ضيفاً قادماً له بناء على تعليماته . ومع صلاة العشاء يذهب إلى مسجد اليحيا ويلقي درساً ما بين الأذان والإقامة .
وبعد صلاة العشاء يعود إلى المختصر في المنزل أو المكتبة . ففي المختصر تتم استقبالاته الخاصة والعلماء . وفي المكتبة للقراءة . فهو يحب القراءة سواء في المكتبة أو السيارة ودائماً يقرأ كطالب علم صغير وكانت ذاكرته على أفضل ما يكون , ويستمر حتى الساعة 11 .

علاقته بخادم الحرمين الشريفين
قال أبناء سماحة الشيخ بن باز الذين التقتهم "المجلة" بأن علاقته بخادم الحرمين الشريفين كانت جيدة جداً ووطيدة ومع الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ، وكان على علاقة خاصة مع الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض .
وقالوا إنها علاقة خاصة ومتينة وامتداد لعلاقة الوالد رحمه الله بالملك عبد العزيز وأبنائه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله . وكما تعلمون العلماء في المملكة يلتقون بولي الأمر خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والمسؤولين للحوار في أمور البلاد والعباد والمسلمين .
وأضافوا أن والدهم رحمه الله كان حريصاً على اليوم الذي خصصه خادم الحرمين الشريفين للعلماء والمشايخ أسبوعياً.
ابن عبد الرحمن – وهو الابن الثاني للشيخ ابن باز – 47 عاماً – قال : إن اتصالاته مع خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز لا تنقطع عبر الهاتف أو المكاتبات والمراسلات شبه اليومية أو اللقاءات معه أو مع ولي العهد .
وكان والدي يرى أن العلماء عليهم واجب كبير بمساندة ولي أمر المسلمين وهم يعضدونه بالمشورة والنصيحة ، وكان خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يوليه والعلماء رعاية خاصة وكبيرة ويستمع إلى رأيهم في كل ما يتعلق بالجوانب الدينية والشرعية ،ولمسنا كأولاد للوالد رحمه الله أن هذه العلاقة وطيدة وقوية جداً ومتصلة بالعديد من الوسائل وكان هذا محل تقدير وثناء والدنا واعتزازه بهذه العلاقة .

هل كان يستمع إلى الأخبار ؟
عند الساعة 11 يومياً يدخل عند العائلة يستمع إلى نشرة الأخبار من الراديو ثم يخلد للنوم حتى قبل الفجر بساعة لينهض ثانية .
* هل كانت له نصائح خاصة يلقيها عليك أو إلى أي من أبنائه وبناته ؟
كان كثير النصيحة لنا مثل كل الذين يقابلونه ، وتنصب على الجانب الديني ويركز على الاهتمام بالصلاة وطلب العلم للعلم.

أمل محمد 09-21-2010 05:47 AM

الدراسة في أمريكا
* عندما دخلت المعهد العلمي كانت لدى الشيخ رغبة في أن تكمل دراساتك في العلوم الشرعية لكنك خالفته ودرست في أمريكا . كيف تم ذلك ؟
صحيح بدأت دراسات العلوم الشرعية من خلال المعهد الديني التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ، ومع المرحلة الجامعية اتجهت لدراسة العلاقات الدولية وأكملت دراستي في الولايات المتحدة الأمريكية .
* كيف أقنعته بتغيير مسارك الدراسي ؟
كان متأثراً لهذا الأمر والحقيقة لم يكن إقناعاً بل وضعته أمام الأمر الواقع ، ويمكن القول أنه كان أشبه بفرض واقع الحال عليه .
لم أبلغه بنيتي في الدراسة في الخارج بل راسلت الجامعات الأمريكية وعندما حصلت على الموافقة والقبول جئت إليه عارضاً الأمر ، وتأثر في البداية وأمام إلحاحي وإصراري وافق ، ولم يوافق إلا لشيء واحد هو ألا أنقطع عن العلم وقال لي : أفضل أن تعلم العلوم الشرعية ولا مانع من تعلم العلوم الأخرى ، المهم العلم للعلم لتنفع نفسك وموقعك .

أمل محمد 09-21-2010 05:47 AM

علاقته بأبنائه
* كيف كانت علاقة الشيخ بأبنائه وبناته وأحفاده ؟
علاقة مثالية تتجسد فيها شخصية الرجل المسلم الحق الذي يخشى الله في كل أموره وتصرفاته، واهتمامه بالأسرة وأفرادها كان اهتماماً كبيراً ، كان يخصص يوماً في الأسبوع للعائلة يجتمع بهم ويلتقي بهم وأحفاده حتى أبناء العم ويحضر أبناؤه الأربعة وبناته الست وأحفاده . بالنسبة إلى الذكور يجتمعون في المكان المخصص للذكور وللنساء في المكان والموعد المخصص للنساء . وكانت جلسته تبدأ بقراءة القرآن من أبنائه أو أحفاده ثم يعقب ذلك شرح لهم في النص القرآني ثم نصائح عامة ويتحدث معهم في أحاديث عامة أو مشاكل خاصة عائلية أسرية حتى تنتهي مع الأبناء والأحفاد .
الأمر نفسه بالنسبة إلى البنات اللواتي يجتمع معهن ليلة أخرى في اجتماع عادة ينتهي الساعة 11 . وهذا نسميه اللقاء الرسمي .
* هل كن يدرسن العلوم الشرعية ؟
كان حريصا على دراستهن العلوم الشرعية ، لكن إحدى حفيداته تخرجت من جامعة الملك سعود في الأدب الإنجليزي وأخرى من جامعة الملك عبد العزيز في الأدب .
الحمد لله تربينا في بيت علم ودين ، والأساس الدراسات الشرعية لكن العلم مفتوح أمام الجميع في مناهجه المختلفة .
* متى كان يبكي ؟
الوالد كان رقيق الدمعة وعواطفه جياشة أمام القصص الحزينة والقصص التراثية ، وإذا قرأ السيرة النبوية ومرت حادثة ما نجده يبكي وغيرها من القصص التي كانت تبكيه . رأيته يبكي أثناء القراءة عن غزوة تبوك والذين تخلفوا عنهم ، وقصة عائشة كانت تدمع عينيه ، وعندما يتذكر الشيخ محمد بن إبراهيم كان يبكي لأنه درس على يديه أطول فترة وكان له فضل كبير عليه شيء يتصل به أو يحضر ليجد فرصة لسؤاله أو شرح ما لديه من موضوع دائماً كان مرحباً.
* متى كان يغضب ؟
عرف الوالد بين الناس وبيننا بالحلم والخصال الطيبة . العلم والصبر والتواضع في معادلة جعلت الناس تحبه . لكنه كبشر وإنسان يغضب وكان ذلك عندما تنتهك الحرمات يغضب غضباً شديداً ، وعندما يسمع أن هناك ظلماً وقع على شخص, عندما يجد مشكلة كبيرة تمس أحد الناس ولا تتخذ فيها خطوة للحل .
وأحيانا كانت تمر السنة أوال سنتان ولا نجده يغضب . لم أره يغضب على العاملين معه ولم أره يغضب على أبنائه أو أحد في العائلة .
* كيف كان ينظر لتعليم بناته ؟
الحمد لله كل بنات الشيخ وحفيداته حصلن على التعليم الكافي وبعضهن تجاوز المرحلة الجامعية وكان حريصاً على تعليمهن .
* كم متوسط من كان يقابلهم يومياً ؟
يختلف الأمر من وقت لآخر سواء في الرئاسة حيث مكتبه أ, المنزل الذي كان يستقبل فيه أعداداً كبيرة من الناس يومياً ، وكان العدد يتضاعف في شهر رمضان المبارك أو في فترة الحج بخلاف من كانوا ينتظرونه في المسجد إضافة إلى الذين يسألونه على الهاتف .
* يقولون أن رنين الهاتف لم يكن ينقطع في منزله ؟
صحيح كان أحياناً يرد على الهاتف وفي انتظاره هاتف آخر . وكانت المكالمات ترد إليه من شخصيات من الدول الخليجية وغيرها ولا ينزعج من الهاتف أبدا ً.
* هل كان تأتيه سيدات إلى مجلس النساء ؟
غالباً النساء كن يستفسرن عبر الهاتف أما من لديهن مشاكل فكن يقدمن إلى المنزل ، ويرد على استفساراهن ويخصص لهن مكاناً آخر ، وكانت أغلب استفساراتهن عن مشاكل تتعلق بالحياة الزوجية والإرث والرضاعة والطلاق ، وكان عندما تحضر النساء يخصص لهن وقتاً قبل الرجال ، أو يدخلن إلى العائلة ويقابلهن في مقرهن .

أمل محمد 09-21-2010 05:48 AM

ابن باز وحرب الخليج
* حرب الخليج كانت حادثاً مهماً . كيف مرت على الشيخ تلك الأيام ؟
مما لا شك فيه أنها كانت فترة حرجة وصعبة على كل من عايشها في المملكة ، وفي دول الخليج والدول العربية والعالم حولنا . وأصيب الناس باضطراب كبير لأنها كانت فتنة كبيرة وكان الجميع يرى كيف يتم التغلب على هذه المشكلة . كان للوالد رأي في الأمر أنه ظلم واضح وواقع ولا بد من رفع هذا الظلم ، ولا بد من رفع الظلم على من وقع عليه ، وأن العراق تجنى وظلم الكويت وحكومته وأبناءها وخرج كثير من أبناء الكويت .
وبالنسبة إلى رفع الظلم كان واضحاً بشأن جيوش الحلفاء والدول العربية بأنه يجب أمام الظلم الذي وقع على حكومة وشعب الكويت على المسلمين رفع هذا الظلم بناء على الأحاديث الواردة في ذلك .
وكان كل من يستفتيه ، حتى الذين جاءوه من الجيش ومن القطاعات العسكرية حول الوضع كان يفتي لهم أنه لا بأس من الدخول في الحرب لرفع الظلم لأنهم معتدون .

أمل محمد 09-21-2010 05:48 AM

ما بين الرياض والطائف
* كان الشيخ يقيم فترة في الرياض وفترة في الطائف . ما السبب ؟
مقره الدائم الرياض وعمله دائماً فيها . وفي فترة الحج يذهب إلى مكة المكرمة لمتابعة أعمال الحج والمشاركة في توعية الحجاج وهذا أمر اعتاده ، ومع انتهاء الحج يذهب إلى الطائف وهي عادة منذ فترة عندما كانت الحكومة تنتقل إلى الطائف وهو يرتاح للطائف حيث قربها من مكة ومع نهاية الصيف يعود إلى الرياض .
* كم مرة حج الوالد ؟
60 مرة .
* هل تدخل الوالد في زواج أبنائه وأنت شخصياً ؟
الوالد كان فقط يوجه ولا يتدخل ولا يفرض رأياً ونقف عند نصيحته ونشاوره في الكبيرة والصغيرة ، وهو كان يقدر الاستشارة وغالباً ما كان يقول لنا أنني سأستخير الله ثم يقرر بعد ذلك ، وبإذن الله لم يستخر الله في شيء إلا وكان فيه الخير .

أمل محمد 09-21-2010 05:48 AM

زواج بناته
* هل تدخل في تزويج بناته أو كانت له اشتراطات معينة ؟
مثلما قلت لك هذه الأمور مهمة ولم تكن له شروط مادية إطلاقاً ولا ينظر لها ، حتى المهور أعادها لأزواج بناته ، يهمه الزوج الصالح في دينه وعقيدته ومسلكه وتصرفاته وهو مثالي في هذا الأمر .
* ماذا عن دروس الشيخ لطلاب العلم ؟
دروسه لطلاب العلم كانت 4 أيام في الأسبوع يقرؤون فيه مطولات الكتب في جامع الإمام تركي فجر الأحد والاثنين والأربعاء والخميس ، ويصلي الفجر معهم حتى موعد الدراسة وهناك مكاتبات كثيرة تأتيه إلى البيت ويرد عليها .
* كم نسبة المراسلات الخارجية التي كانت ترد إلى الشيخ ابن باز؟
أكثر من 40 في المائة من مراسلاته .

أمل محمد 09-21-2010 05:48 AM

وصية ابن باز
* هل من وصية معينة أوصى بها ؟
هناك وصية عامة بنشر مؤلفاته وخاصة أن له حواشي وتعليقات على فتح الباري أوصى ابنه الشيخ أحمد بإخراجها في كتيب .
كما أوصى بنقل مكتبته إلى مكة حيث أن هناك مكتبة كبيرة تبنى ، وفي المكتبة كتب كثيرة ومليئة بتعليقات للشيخ ابن باز ، كما تضم مخطوطات نادرة أوقفها لوجه الله ولخدمة طلبة العلم .
* هل كان يسافر بالطائرة أم بالسيارة إلى مناطق المملكة ؟
المسافات الطويلة بالطائرة أما القريبة فيفضل السيارة وعادة يصطحب عدداً من مرافقيه ومساعديه .
* هل سافر خارج المملكة ؟
لم يسافر خارج المملكة في حياته .. سافر إلى مدن داخل المملكة فقط مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة في السنوات الأخيرة ، أما قبل ذلك فسافر إلى المنطقة الشرقية والأحساء .
* هل من أحفاده من أخذ من الشيخ الكثير؟
الحقيقة أحفاده ما زالوا صغاراً في السن أما شقيقي الشيخ أحمد وهو الابن الثالث له ، فدرس العلوم الشرعية وتخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وحالياً يستعد لتحضير الدراسات العليا والدكتوراه في الشريعة .
الابن الأكبر
عبد الله بن عبد العزيز بن باز الابن الأكبر لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يتحدث عن والده وحياته معه خاصة وأنه رافقه منذ أن كان قاضياً في منطقة الخرج يقول : عملت مع والدي ورافقته في المدينة المنورة ، وكانت فترة مهمة لي في هذا الوقت المبكر من العمر تعلمت منه الكثير واستمعت إلى نصائحه التي كانت تصب في الاهتمام بالأمور الدينية والشرعية .
* في المدينة المنورة شاهدت الوالد مع الآلاف من طلاب العلم في الجامعة الإسلامية ، ما الذي تذكره خاصة وأنك رافقت الوالد 58 عاماً ؟
كثير من الطلاب ينتمون إلى جنسيات أوروبية وأفريقية وأمريكية وعربية ، اهتمامه الأكبر كان بأمور الطلاب والتماس حاجتهم المادية والعلمية وكان يسعى لتقديم مساعدات لهم من كتب أو توفير سكن بشكل منتظم حتى يتم تخرجهم ليواصلوا الدعوة إلى الله في بلادهم ، ولا تقف مسا عدته لهم على التخرج بل تمتد إلى انتقالهم إلى بلادهم لكي يستطيعوا مواصلة مسيرة الدعوة .
* كيف كان ينظر إلى الدراسات الجامعية الأخرى كالطب والهندسة مثلاً ؟
يرى أن الدراسة مهمة ويجب أن يكون هناك المهندس المسلم والطبيب المسلم وكل التخصصات العلمية ، وأن العلوم ليست مقتصرة على العلوم الشرعية فقط ، الدولة بحاجة إلى كل التخصصات والمهن والحرف .
* كيف ينظر إلى سعادة الإنسان ؟
دائماً يقول : إذا رزق الإنسان حلماً وعلماً نافعاً له ولمن حوله فهو سعيد وكذلك التسامح في التعامل مع الناس في البيع والشراء .
* كثيراً ما نسمع عن مساعدات المادية الإنسانية ؟
غالباً المساعدات كانت تأتي له من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد وولي عهده الأمير عبد الله بن عبد العزيز وأصحاب السمو الأمراء وأهل الخير وكان يقوم بتوزيعها ويستفيد منها الكثير من المحتاجين .
* هل كان يتحرى عن المحتاجين الذين يطلبون منه المساعدة ؟
الزمن والعالم تغير كثيراً فكان يتحرى عن أي طلب يقدم له عن طريق القاضي والشهود وعن عائلة طالب المساعدة لكي تصرف الأموال في طريقها الصحيح ، ويرتب تقدير المساعدة حسب حاجة العائلة وأفرادها .
* عندما قامت حرب الخليج هل ترك الرياض ؟
عندما حدثت الحرب رفض مغادرة الرياض رغم أن بعض أبناء العائلة ذهبوا إلى خارجها وبقي في هذا البيت الذي يقع في الشارع الذي أصبح يحمل اسمه .
* ما هو آخر شيء قاله لك ؟
لم يقل شيئاً محدداً لكن قبل الوفاة بليلة واحدة قال : لم أستفد من المستشفى وبقائي ليس له لزوم .
* هل كان يفضل أكلة معينة ؟
ليس له أكلة معينة يأكل مع ضيوفه ، 60 عاماً يأكل مع الناس حتى عندما أبلغه الأطباء بمشاكل صحية في "المرارة" طلب تقليل الدهن في الأكل ورفض أن يكون له إناء لحاله غير ما يأكل منه الناس .

المجلة : صفر 1420هـ

أمل محمد 09-21-2010 05:48 AM

مدير شؤون الموظفين بالإفتاء لـ"الرياض" :الشيخ ابن باز لم يتمتع بإجازة منذ أن عين في عمله

قال مدير شؤون الموظفين بالرئاسة العامة لإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الناصر إن سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بحق هو فقيد الأمة الإسلامية جمعاء فالكل يبكي ويحزن على الشيخ لما له من قدر عظيم في نفوس المسلمين .
وحول تعامله معه ومع موظفي الإفتاء قال الناصر : لقد بلغ سماحته يرحمه الله القمة في التعامل والتعاون فهو يحترم الجميع ويقدرهم كما أنه يتمسك بالنظام والتعليقات رفيقاً في حديثه ، وعندما يخطئ أحد يوجهه توجيهاً أبوياً حنوناً ويرشده إلى ما فيه الخير وينصحه إلى ما فيه مصلحته أما إذا أهمل الموظف وتساهل في عمل طلب تطبيق النظام عليه بعد السؤال والاستفسار عن الأسباب .
ويقول الناصر : لا أذكر أنه تمتع بإجازة ولو ليوم واحد منذ أن بدأ عمله حتى توفي يرحمه الله ، وكان ملتزماً بالدوام الرسمي دخولاً وخروجاً .

الرياض : 1 / 2 / 1420هـ
العدد : 11283

أمل محمد 09-21-2010 05:48 AM

التركي : رسالة في أحكام قصر وجمع الصلاة آخر ما أمر الشيخ ابن باز بطباعته

وصف الشيخ علي بن عثمان التركي المشرف على الإدارة العامة لمراقبة المطبوعات الدينية بالإفتاء وصف سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بأنه رجل محب للخير وحريص على نشر العلم بين المسلمين والدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ .
وقال الشيخ التركي لقد عرفت سماحته يرحمه الله في منتصف عمره الوظيفي عام 1396 هـ ومنذ ذلك الوقت كان لنا خير معين على نشر الدعوة وحل مشاكلها المختلفة ودعم وسائلها المنبرية والمكتوبة وكان له الحظ الوافر في نشر الكتب الإسلامية فكانت كتباً كثيرة جداً وله فتاوى متنوعة وكثيرة عن طريقة النشر لسماحته يرحمه الله قال : لقد كان عندما يلقي محاضرة تدون له ثم تقرأ عليه فيأمر بنشرها . وعن آخر كتاب أمر سماحة الشيخ ابن باز بطبعه قال التركي : هو رسالة صغيرة في أحكام قصر وجمع الصلاة وهو لا يزال تحت الطبع حتى الآن .

أمل محمد 09-21-2010 05:49 AM

الشيخ ابن باز مواقفه اتسمت بالأدب الجم والاعتدال مدرسة متفردة في الفتوى تقوم على إتباع الدليل دون تعصب لمذهب

انتقل إلى رحمة الله تعالى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام السعودية عن عمر يناهز 89 عاماً بعد سنوات حافلة بالعطاء . وولد الشيخ ابن باز في الرياض عام 1330 هجرية وحفظ القرآن الكريم قبل البلوغ ، وتلقى العلم في الرياض على عدد من المشايخ ومنهم الشيخ محمد بن عبد اللطيف آل الشيخ والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ حمد بن فارس ، والشيخ سعد وقاص البخاري ، وسماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ .
وتولى الشيخ ابن باز الذي يعد من كبار العلماء المجتهدين في مجال الحديث والفقه ،القضاء في منطقة الخرج أربعة عشر عاماً ، ثم انتقل للتدريس في المعاهد والكليات العلمية ودرس الفقه والتوحيد والحديث في كلية الشريعة ، ثم أسندت إليه نيابة رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، وصدر بعدها بتسعة أعوام أمر ملكي بتعيينه رئيساً للجامعة وظل في منصبه حتى عام 1395 هجرية حيث صدر أمر ملكي بتعيينه في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بمرتبة وزير .
وفي عام 1414هجرية عين مفتياً عاماً للمملكة ورئيساً لإدارة البحوث العلمية والإفتاء (بمرتبة وزير) ، كما شغل قبل وفاته منصب عضو هيئة كبار العلماء وعضو المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وعضو الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة ، ورئيس المجلس الأعلى التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، ورئيس المجلس الأعلى العالمي للمساجد ، ورئيس مجلس المجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي .
ويعد ابن باز مثالاً للاعتدال ، فلا هو من المتشددين الذين يطلقون عبارات الشرك والكفر عن كل صغيرة وكبيرة ، ولا هو من المتساهلين الذين يغضون النظر عن كبائر الأمور ،كما أنه وعلى الرغم من تمكنه من فقه الحنابلة فقد عرف عنه عدم التعصب للمذهب .
ويعتبر الشيخ ابن باز أحد أبرز علماء الأمة الإسلامية في الوقت الراهن إن لم يكن أبرزهم قاطبة .
وقد نشأ بعد ولادته عام 1330هجرية 1910 ميلادية في شهر ذي الحجة بمدينة الرياض نشأة علمية مباركة حيث استطاع أن يحفظ القرآن قبل أن يصل إلى سن البلوغ ثم جد في طلب العلم على يد عدد من العلماء في الرياض أبرزهم الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي الديار السعودية سابقاً ... الذي لازمه الشيخ ابن باز في طلب العلم بحلقاته عشر سنوات تعلم فيها علوم الشريعة واللغة على يديه وهو الذي اختاره للعمل بالقضاء في مدينة الخرج عام 1357 هجرية 1937 ميلادية وقد مر في حياته بمصاعب كثيرة لعل من أبرزها تعرضه لمرض في عينيه عام (1346هجرية) أدى إلى ضعف بصره ثم فقدانه كلياً للبصر وكان عمره 20 عاماً وذلك في عام 1350 هجرية ولم يكن ذلك إلا شاحذاً له على مواصلة طلبه للعلم ولم يوقفه عن الاستمرارية والجد والعزيمة على الاستزادة من العلم .
ولم يكن وحيداً من علماء السعودية في فقده البصر فقبله كان مفتي الديار السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد الله بن حميد مجلس القضاء الأعلى سابقاً والد عضو الشورى وإمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. صالح بن حميد وغيره كثير من العلماء الذين برزوا وأصبحوا علامات بارزة في العلم الشرعي في السعودية .
ولم يكن تتلمذه في طلبه للعلم على شيخ واحد ، بل تلقى العلم على عدد ليس بالقليل من العلماء وساهم هؤلاء العلماء في تكوين الشخصية العلمية لفضيلته حيث أصبح فيما بعد عالماً فذاً يشار له بالبنان ، ويرجع إليه الكثير من العلماء في بعض المسائل الشرعية إذا اختلفوا فيها . ويعود السبب في ذلك إلى أنه أصبح للشيخ ابن باز مدرسته الخاصة في التعليم والفتاوى التي تنطلق من أساس سليم يتعلق تعلقاً كبيراً بإتباع الدليل أينما كان ولذلك نجد أنه لم يلتزم بالمذهب الحنبلي وهو المذهب الذي كان عليه ولا يزال علماء المملكة العربية السعودية .. ولعل من أشهر المسائل التي ذاع صيته من خلالها في بداية مسيرته العلمية إفتاؤه في "مسائل الطلاق".
وكان خلال فترة عمله قاضياً بمدينة الخرم يلقي الدروس على طلابه وشهدت دروسه إقبالاً كبيراً من طلاب العلم بسبب ترتيبه للدروس في العقيدة وكتب الحديث الشريف وكتب الفقه والنحو وإضافة لذلك رتبت لهؤلاء الطلاب مساعدات شهرية على حساب المحسنين وأصبحوا متفرغين لطلب العلم .
وكان ذلك تشجيعاً لطلاب العلم على جهدهم واجتهادهم وقطعهم المسافات البعيدة لأخذ العلم .
واستمرار دروسه اليومية على ذلك المنوال عدا يومي الثلاثاء والجمعة وهي تنتقل معه أينما حل ، فإذا كان متواجداً بالرياض فإن هذه الدروس تقام يومياً بالجدول المعهود وأنى انتقل للعمل في الصيف إلى الطائف تتواصل هذه الدروس في أحد المساجد بها وكذا في مكة .. كما أنه قام بإلقاء الدروس بالمسجد النبوي بالمدينة المنورة في عام 1381 هجرية عندما كان نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية ثم رئيسا لها بعد وفاة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله الذي كان رئيساً للجامعة وانتفع بعلمه جمع كبير من طلاب العلم بالمدينة المنورة ، وكان قبل ذلك قد عمل بالتدريس بالمعهد العلمي بالرياض تاركاً مدينة الخرج وبعد عام واحد كان أحد الذين تم اختيارهم للتدريس بكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها عام 1373 هجرية وعمل بها حتى عام 1381 هجرية إلى أن انتقل للعمل بالجامعة الإسلامية "كنائب للرئيس .
ثم رئيساً لها حيث صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بمرتبة وزير بعد أن كان قد أمضى خمس سنوات كرئيس للجامعة الإسلامية وذلك في شوال عام 1395 هجرية .
وقد ظل حتى وفاته رئيساً لها وقد اندرجت إدارتا الدعوة والإرشاد ضمن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وأصبح رئيساً لإدارة البحوث العلمية والإفتاء .
وفي محرم من عام 1414 هجرية تم تعيينه مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية ولا يزال حتى وفاته .
ومرت به خلال مسيرته الحياتية والعلمية العديد من المواقف التي مسته شخصياً وأخرى تمس الدين وهذا الأهم وكان له فيها دور واضح .
كما كانت للشيخ ردود على بعض العلماء في بعض المسائل الفرعية كحجاب المرأة .
ويجد المتابع والقارئ لما كتبه الشيخ من ردود تجلي الأدب الجم له ورفعه من مستوى من يرد عليه إن كان من أهل العلم والفضل وعدم الإقلال من شأنه إن كان مغالطاً للحقيقة .
وهذا يبين معدن هذا الرجل والتزامه بمنهج السلف الصالح في تعامله ، حتى أن الكثيرين قالوا عن الشيخ أنه من بقية السلف يعيش بيننا .. حياته بسيطة جداً رغم ما تمتع به من مكانة كبيرة ومنزلة جعلها الله له في الأرض فهو يبدأ يومه بدروسه اليومية يستقبل في بعض الأيام زواره ومستفتيه ويجب على أكثر الأسئلة الموجهة إلى جانب رده على الهاتف عند ورود مكالمات يرغب أصحابها منه أن يفتي لهم .
كما أنه كان يستمع يومياً إلى نشرة الأخبار عن العالم بالتفصيل ويظهر تأثره عند سماعه أمراً يضر بالمسلمين .
وهذا يتضح جلياً في ما يكتبه ويفتي به من مساعدة المسلمين الذين يتعرضون لمآس كمسلمي البوسنة وقبلها أفغانستان وحالياً مسلمي كوسوفا.

الأربعاء : 4 / 2 / 1420هـ
العدد : 13178

أمل محمد 09-21-2010 05:49 AM

أحفاد ابن باز يكشفون النقاب عن أسرار جديدة من حياته لماذا كان يركب في المقعد الخلفي الأيمن من السيارة ؟

لا زالت هناك العديد من الأسرار في حياة سماحة الوالد عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي عام المملكة رحمه الله التي يمكن الإشارة إليها حيث كان في حياته نموذجاً للتواضع الجمع والرغبة في البعد عن الأضواء .
التقت "المدينة" بحفيدي الفقيد وهما منصور عبد الله بن باز و وليد عبد الله بن باز في هذا اللقاء السريع .
* كيف كان الشيخ عليه رحمة الله يتعامل مع أبنائه وأحفاده وأسرته ؟
في الحقيقة أن الشيخ رحمه الله كان مثالياً في كل أموره حيث كان يتعامل معنا دائماً بالنصح والإرشاد والرفق واللطف في الكلام حتى وإن ضايقه أمر فقد كان لطيفاً مع الجميع ولا يغضب على أحد من أفراد الأسرة فالنصح لديه كان أهم شيء مع الجميع . وكان يرحمه الله يجلس مع أفراد الأسرة بعد المغرب عادة جميعهم ويسأل عنا واحداً واحداً بالاسم ويداعب الأطفال ويتحسس مشاكل الجميع وينصح الجميع ولم يكن يفرض علينا شيئاً أبدا بل كان يشجع على الأمور الجيدة والحسنة .
المهم أنه كان لطيفاً مع أفراد أسرته مهما ارتكب الإنسان من خطأ فقد كان النصح هو الأساس لدى سماحته رحمه الله مصحوباً بالرفق واللين كما كان يحثنا على التمسك بتعاليم الدين الحنيف لأنها هي الأساس للنجاة ، ولم نر الغضب على وجه الشيخ يرحمه الله في منزلنا أبداً وتواضعه يشهد به الجميع .. وكان يدعو للجميع بالهداية بصفة مستمرة .

أمل محمد 09-21-2010 05:49 AM

قضاء حاجة الفقراء والمساكين
* كيف كان أسلوب الشيخ يرحمه الله مع الفقراء والمساكين وذوي الحاجة؟
الشيخ كان يحرص على قضاء حوائج الناس ومساعدة الفقراء والمساكين والأيتام وذوي الحاجة فقد كان يرحمه الله يقدم مشكلة الغريب على مشاكل أقاربه من أبناء وأحفاد وغيرهم وكان يعتبر مشكلة أي مشكلة فقير أو محتاج أو صاحب حاجة مشكلته هو شخصياً بحيث يسعى لإنهاء المشكلة وكأنه هو صاحبها لأنه يدرك أن صاحب الحاجة لم يحضر إليه إلا وهو في أمس الحاجة . أما بيته ومكتبته فقد كانا مفتوحين بصفة مستمرة أمام الفقراء والمساكين وطلاب العلم وذوي الحاجة .
* كيف ترون استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله لأبناء الفقيد وأحفاده وتعزيتهم في هذا المصاب الجلل ؟
لقد واسانا خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله وعزانا وكانت كلماته حانية ولطيفة على الجميع مما خفف من آثار مصابنا الجلل وهذا الأمر ليس بغريباً على خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وحكومتهم الرشيدة فهم يولون العلم وأهله جل اهتمامهم والله نسأل أن يحفظ لنا قائد المسيرة وباني النهضة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز يحفظه الله وسمو ولي عهده الأيمن وسمو النائب الثاني وأن يجزيهم خير الجزاء على ما قدموه ويقدمونه دائماً وأبداً لخدمة الإسلام والمسلمين .
مواساة صادقة
* كان صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة يتحدث داخل المقبرة مع بعض أبناء وأحفاد الفقيد ماذا قال سموه في حديثه ؟
قال سموه كلمات معبرة داخل المقبرة حيث أخبرنا أن سماحة الشيخ يرحمه الله والد الجميع واعتبروه موجوداً ونحن أبناؤه جميعاً ولستم أنتم لوحدكم وقد كانت تلك الكلمات معبرة ومخففة لنا من مصابنا .
الركوب في خلف السيارة
* الشيخ يرحمه الله كان يحرص على الركوب في سيارته الخاصة بالمقعد الخلفي ولا يركب بجوار السائق .. لماذا ؟
لأن الشيخ يحرص على الاستماع لقراءة بعض الكتب أثناء تحرك السيارة من مكتبه لمنزله أو عكس ذلك أو إلى المسجد وخلافه حيث كان يقرأ له أثناء تحرك السيارة ولذلك يركب دائماً في الجهة اليمنى الخلفية لسيارته الخاصة .

أمل محمد 09-21-2010 05:49 AM

الشيخ طه البركاتي .. يروي مواقف نصف قرن مع ابن باز

تتميز شخصية فقيد الأمة الإسلامية سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز بجوانب خيرية كثيرة يصعب حصرها ومما كان يتميز به الفقيد أن لديه مشائخ وطلبة علم ورجال ثقات في كل منطقة ومدينة يقومون بدور الدال على الخير ويعرفون أماكن الفقراء والمحتاجين ويرفعون لسماحته بياناً بأسماء المحتاجين ويكتبون لهم الشفاعة إلى سماحته ليشفع لهم لدى مختلف الجهات والمسؤولين ورغم الجهد المبذول إلا أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله لا يحب أن يتحدث أحد عن أعماله الخيرية التي لا تعد ولا تحصى بل هي فريدة في هذا العصر .
وفي هذا الحوار نستضيف إحدى الشخصيات التي كان يثق فيهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ويقبل شفاعتهم للمحتاجين إضافة إلى نقلهم لعلمه وفتاواه التي ترد أحياناً لمكتب الوعظ والإرشاد بالمسجد الحرام .
ضيفنا هو فضيلة الشيخ طه بن عبد الواسع البركاتي مدير إدارة الوعظ والإرشاد بالحرم المكي الشريف والذي كان على اتصال دائم بسماحة الفقيد على مدى أربعين عاما ... فكيف يروي لنا البركاتي رحلته مع فقيد الأمة الإسلامية .
* في البداية نود أن تحدثونا عن بداية علاقتكم بسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز؟
أولاً نسأل الله تعالى أن يرحم شيخنا وإمامنا ومفتي العصر الشيخ عبد العزيز بن باز وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .. و الحقيقة علاقتي بسماحة الشيخ ابن باز علاقة قديمة منذ أكثر من أربعين سنة . وإننا في جلوسنا معه وصلتنا به فقدنا أباً وفقدنا محسناً لا يفرق بين صغير وكبير ولا بين جنس وجنس ولا بين لغة ولغة . فكل الناس عنده سواسية ممثلاً قوله تعالى {وأن هذه أمتكم أمة واحدة} وقوله تعالى {إنما المؤمنون إخوة} فرحمه الله رحمة واسعة ومهما تحدثوا وقالوا لن يستطيع أحد أن يفيه حقه . والحقيقة منذ أن عرفت الشين ابن باز لم تنقطع علاقتي به فإذا حضر إلى المسجد الحرام لإلقاء الدرس حضرنا واستمعنا واستفدنا وإذا عاد إلى الرياض نتصل به ونستفسر عن بعض المسائل الشرعية ومعرفة القول الراجح فيه ومعرفة رأي سماحته فيه لأن آراء الشيخ رحمه الله كانت دائماً تستند على الدليل المأخوذ من كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
وكان يرحمه الله كثير الحث على الخير وهو يحث على الخير ويفعله دائماً وكنت أبعث له ببعض الإخوة من طلبة العلم في المسجد الحرام الوافدين من مختلف الدول الإسلامية لمساعدتهم بعضهم بدفع إيجار السكن وهناك من يعطيهم مخصصاً شهرياً أو سنوياً وعند سفرهم إلى أوطانهم في أيام الإجازات يتحمل تكاليف سفرهم من تذكرة سفر ونفقات لهم ولأسرهم ومن خصال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله أنه كان لا يرد سائلاً ويشفع لكل من طلب منه الشفاعة كان يكتب للمستشفيات الحكومية شفاعته لطلبة العلم والمحتاجين للعلاج والدواء وكان يوم وفاته يوماً تاريخياً حيث توافد علينا عدد كبير من الفقراء والمحتاجين وكانوا يسألون عن صحة الخبر وبعد التأكيد لهم يسألون هل سيستمر مكتب الشيخ عبد العزيز بن باز في تقديم المساعدات .
* كيف كان سماحته يتعامل معكم عندما تطلبون الشفاعة لأحد ؟
كان لا يسأل ولا يعقب بل يقول أحسنوا الظن في المسلمين ساعدوهم قدموا لهم ما تستطيعون من المساعدة ، فالله تعالى فضل الناس بعضهم على بعض في الرزق فلا بد من الإحسان للمحتاجين من المسلمين .
وكان يرحمه الله يتعامل مع الجميع معاملة واحدة فقد أوتي خلق النبوة وأدباً جماً وأسلوباً متميزاً في التعامل مع الناس يعتمد على السماحة وحسن الظن نسأل الله أن يرحمه و أن يوفق من خلفه وأن يسير كما سار وأن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم هو قدوته في جميع أحواله وأن يحتوي جميع أفراد هذه الأمة بقدر ما ييسره الله له ونسأل الله أن يجعل خلف فقيد الأمة أباً للجميع وأخاً لهم ومحسناً وأن يحفظه من كل شر ويوفقه لكل خير ونسأل الله أن يجمع كلمة علماء المسلمين على الحق وأن يجمع المسلمين جميعاً على الخير والهدى وينصرهم على أعدائهم ونسأل الله أن يوفق ولاة أمرنا في هذه الدولة السعودية إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين وأن يجمع على أيديهم كلمة قادة المسلمين ويجعلهم نبراساً للخلق أجمعين ونسأل الله أن يحفظهم .
* كيف تصف الجوانب الإنسانية في شخصية سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله ؟
الجوانب الإنسانية في شخصيته كثيرة فكان يعامل جميع الفقراء والأرامل والأيتام معاملة الأبناء وكأنه المسؤول الوحيد على نفقاتهم وكان في كل مرة اتصل عليه يناقش معي أمور الفقراء والمحتاجين والمساكين بمكة المكرمة وكأنه يقول دائماً ابذلوا كل الجهود حتى لا يكون أحد من المسلمين في حاجة وكان لا يرد سائلاً أبداً ودائماً يسأل عن أحوال طلبة العلم في المسجد الحرام ويطلب تزويده بكشف أسمائهم ليقدم لهم المساعدة .
ومن الجوانب الإنسانية في حياته أنه كان يعرف المحتاجين عندما يتحدث معهم دون أن يشرحوا لسماحته حاجتهم وكان يرسل المندوبين إلى بعض الأسر الفقيرة والأيتام ليمسحوا على رؤوسهم وكان يحرص أن يكون عطاءه يزيد عن حاجة السائل ليغنيه عن سؤال الآخرين ويروى عن الشيخ يرحمه الله أن أحد المحتاجين جاء إليه يطلب المساعدة وكتب له شيكاً بمبلغ معين لكن هذا الشخص قام بتزوير الشيك بقدر عشرة أضعاف المبلغ الذي أعطاه الشيخ ابن باز وعندما ذهب إلى البنك لصرف الشيك اكتشف موظف البنك بأن الشيك فيه تزوير وللتأكد اتصلوا على سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز هاتفياً للاستفسار فماذا كان رده لم يقل عاقبوه أو امنعوه ولا تصرفوا له المبلغ ولكنه قال (لعل الحاجة دعته إلى الإقدام على هذا العمل أعطوه كامل المبلغ الذي كتبه) وهو عشرة أضعاف ما قرر مكتب مساعدات الشيخ انظروا إلى التسامح انظروا إلى الجانب الإنساني في هذه الشخصية الفريدة إنه موقف عظيم يدل على السماحة والرحمة والإنسانية في شخصية فقيد الأمة الشيخ عبد العزيز بن باز وكأني أشبه هذا الموقف بموقف الأعرابي الذي دخل المسجد فبال فقام الصحابة ليعنفوه وقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه واتركوه وناداه وأوضح له أن المساجد جعلت للعبادة وذكر الله . نصحه بلطف ولين فماذا كان رد الأعرابي اللهم اغفر لي ومحمداً ولا تغفر لأحد معنا فقال له صلى الله عليه وسلم لقد حجرت واسعاً .
وأضاف الشيخ طه البركاتي : إن المواقف الإنسانية في شخصية مفتي العصر يرحمه الله تحتاج إلى كتب ومجلدات فمهما قلنا فلن نستطيع أن نفيها حقها .
* كيف كان أسلوبه في النصح والدعوة إلى الله ؟
كان أسلوبه ينطبق مع ما جاء في كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكانت دعوته تتميز باللين والإحسان وعدم الفظاظة والغلظة وكان كل واحد يأتيه لا يخرج إلا وهو مجبور الخاطر كان يرحمه الله لا يكسر خاطر أحد ومنذ أربعين سنة وأنا أتعامل مع الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله ولا أعرف أنه عنفني ولو مرة واحدة أو غضب من كثرة الأسئلة وكان يرد على كل الأسئلة التي تطرح عليه بالدليل والحجة وبأسلوب سهل ميسر ولذلك كانت فتاواه مقبولة في جميع العالم الإسلامي حتى إن بعض المسلمين في أوروبا وأفريقيا وغيرها من الدول الإسلامية لا يقبلون ولا يثقون في أي فتوى إلا إذا كانت صادرة من سماحة مفتي الأمة الشيخ عبد العزيز بن باز فيقولون كل ما يصدر عن الشيخ ابن باز مقبول عندنا بدون نقاش .
* هل لكم أن تحدثونا عن زهد سماحته؟
كان يرحمه الله معروفاً بالزهد والتواضع فهو مذ عرفته لا تجده مهتماً بأمور الدنيا أو يفكر في جمع الأموال فهو لا يطمع في الدنيا ولو أرادها لأتته تجري ولكنه كان بعيداً عن ذلك وأتمثل في زهده قول الله تعالى {وَالَّذِينَ تَبَوَّأُوا الدَّارَ وَالْأِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} ومن زهده أنه كان يرحمه الله جميع ما يملك في سبيل اله وخدمة الإسلام والمسلمين .
* كان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مكانة في قلوب الأسرة السعودية المالكة كيف تصف اهتمام ولاة الأمر في هذه البلاد ورعايتهم للعلم والعلماء ؟
إن هذه الدولة السعودية وفقها الله قامت على دعوة التوحيد والله سبحانه وتعالى أكرم قادة هذه البلاد بنعمة الأمن والأمان بفضل تمسكهم بتعاليم الشريعة الإسلامية فالشيخ عبد العزيز بن باز عاصر ملوك هذه البلاد منذ عهد موحد الجزيرة العربية الملك عبد العزيز آل سعود طيب الله ثراه كما عاصر أبناءه من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد رحمهم الله وحتى هذا العهد المبارك عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله .
وعلى مر العصور كان لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز مكانة في قلوب الناس وهو يحظى بتقدير كبير وتكريم خاص من ولاة الأمر وتأكيداً لهذه المكانة التي تبوأها الشيخ رحمه الله في قلوب ولاة الأمر تقدم إمام المسلمين خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز جموع المصلين في المسجد الحرام للصلاة على جنازة فقيد الأمة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز كما أمر بالصلاة عليه صلاة الغائب في جميع جوامع ومساجد المملكة .
فولاة الأمر في هذه البلاد المباركة حفظها الله يعرفون للناس حقوقهم ويعرفون قدر كل أحد من العلماء فهذا الأمر ليس بغريب على ولاة أمرنا لأنهم ورثوا هذا عن آبائهم وأجدادهم فهم أهل العطاء والكرم والجود والإحسان فنسأل الله أن يحفظهم ويوفقهم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين .

المدينة : 6 / 2 / 1420هـ
العدد : 13180

أمل محمد 09-21-2010 05:49 AM

نبذة عن حياة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

مفتي عام المملكة العربية السعودية ، ورئيس هيئة كبار العلماء ، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بالمملكة .. ورئيس الهيئة التأسيسية لرابطة العالم الإسلامي بمكة .
حسبما أملاها علي بنفسه عندما بدأت في جمع فتاواه .. فقال :
أنا عبد العزيز بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله آل باز .
ولدت بمدينة الرياض في ذي الحجة سنة 1320هـ وكنت بصيراً في أول الدراسة ، ثم أصابني المرض في عيني عام 1346هـ فضعف بصري بسبب ذلك ، وأسأل الله أن يعوضني عنه بالبصيرة في الدنيا .. والجزاء الحسن في الآخرة ، كما وعد الله بذلك سبحانه على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أسأله سبحانه أن يجعل العاقبة حميدة في الدنيا والآخرة .
وقد بدأت الدراسة منذ الصغر ، وحفظت القرآن الكريم قبل البلوغ ، ثم بدأت في تلقي العلوم الشرعية والعربية على أيدي كثير من علماء الرياض .. من أعلامهم :
1- الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله .
2- الشيخ صالح بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قاضي الرياض رحمهم الله .
3- الشيخ سعد بن حمد بن عتيق قاضي الرياض رحمه الله .
4- الشيخ حمد بن فارس وكيل بيت المال بالرياض رحمه الله .
5- الشيخ سعد بن وقاص البخاري من علماء مكة المكرمة رحمه الله ، أخذت عنه علم التجويد في عام 1355 هـ.
6- سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله مفتي عام الديار السعودية وقد لازمت حلقاته نحواً من عشر سنوات ، وتلقيت عنه جميع العلوم الشرعية ، ابتداء من عام 1347هـ إلى سنة 1357 هـ حيث رشحت للقضاء من قبل سماحته .
- جزى الله الجميع أفضل الجزاء وأحسنه ، وتغمدهم جميعاً برحمته ورضوانه .
- وقد توليت عدة أعمال هي :
1- القضاء في منطقة الخرج مدة طويلة استمرت أربعة عشر عاماً وأشهراً امتدت بين سنتي 1357هـ إلى عام 1371 هـ وقد كان التعيين في جمادى الآخرة من عام 1357هـ وبقيت إلى نهاية عام 1371هـ .
2- التدريس في المعهد العلمي بالرياض عام 1372هـ وكلية الشريعة بالرياض بعد إنشائها عام 1373هـ في علوم الفقه والتوحيد والحديث واستمر عملي على ذلك تسع سنوات انتهت في عام 1380هـ.
3- عينت في عام 1381هـ نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وبقيت في هذا المنصب إلى عام 1390هـ.
4- توليت رئاسة الجامعة الإسلامية في عام 1390هـ بعد وفاة رئيسها شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله في رمضان ام 1389هـ وبقيت في هذا المنصب إلى سنة 1395هـ.
5- وفي 14/10/1395هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد وبقيت في هذا المنصب إلى عام 1414هـ.
وفي 20/1/1414هـ صدر الأمر الملكي بتعييني في منصب المفتي العام للمملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء .. ولا أزال إلى هذا الوقت في هذا العمل . أسأل الله العون والتوفيق والسداد .
ولي إلى جانب هذا العمل عضوية في كثير من المجالس العلمية والإسلامية من ذلك :
1- رئاسة هيئة كبار العلماء بالمملكة .
2- رئاسة اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في الهيئة المذكورة .
3- عضوية ورئاسة المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي .
4- رئاسة المجلس الأعلى العالمي للمساجد .
5- رئاسة المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة التابع لرابطة العالم الإسلامي .
6- عضوية المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة .
7- عضوية الهيئة العليا للدعوة الإسلامية في المملكة .
أما مؤلفاتي فمنها:
1- الفوائد الجلية في المباحث الفرضية .
2- التحقيق والإيضاح لكثير من مسائل الحج والعمرة والزيارة "توضيح المناسك".
3- التحذير من البدع ويشتمل على أربع مقالات مفيدة "حكم الاحتفال بالمولد النبوي وليلة الإسراء والمعراج .. وليلة النصف من شعبان ، وتكذيب الرؤيا المزعومة ، من خادم الحجرة النبوية المسمى الشيخ أحمد .
4- رسالتان موجزتان في الزكاة والصيام .
5- العقيدة الصحيحة وما يضادها .
6- وجوب العمل بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكفر من أنكرها .
7- الدعوة إلى الله وأخلاق الدعاة .
8 – وجوب تحكيم شرع الله ونبذ ما خالفه .
9- حكم السفور والحجاب ونكاح الشغار .
10- نقد القومية العربية .
11- الجواب المفيد في حكم التصوير .
12- الشيخ محمد بن عبد الوهاب : دعوته وسيرته .
13- ثلاث رسائل في الصلاة : 1- كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم . 2- وجوب أداء الصلاة في جماعة 3- أين يضع المصلي يديه حين الرفع من الركوع ؟
14- حكم الإسلام فيمن طعن في القرآن أو في رسول الله صلى الله عليه وسلم .
15- حاشية مفيدة على فتح الباري وصلت فيها إلى كتاب الحج .
16- رسالة الأدلة النقلية والحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود إلى الكواكب .
17- إقامة البراهين على حكم من استغاث بغير الله أو صدق الكهنة والعرافين .
18- الجهاد في سبيل الله .
19- فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة .
20- وجوب لزوم السنة والحذر من البدعة .
هذا وقد حرص سماحته على جمعها وغيرها من مقالات ومحاضرات وفتوى في مجموع سماحته مجموعة فتاوى ومقالات متوع .. وقد صدر منها حتى الآن 13 ثلاثة عشر مجلداً وتحت الطبع اثنان ... غفر الله له ونفع بعلمه بعد وفاته مثلما نفع بعلمه في حياته فإن هذا من العمل الذي يستمر أجره وينفع الله به .

محمد بن سعد الشويعر
الجزيرة : 28 / 1 / 1420هـ
العدد : 9724

أمل محمد 09-21-2010 05:49 AM

سد منيع أمام الإلحاد

نحن نشعر أن الأمة الإسلامية فقدت عالما كبيرا نقدر له مواقفه ورجوعه إلى الشرع في كل صغيرة وكبيرة كما نقدر عمله على وحدة المسلمين وما بذله لخدمة الدعوة الإسلامية ، لقد عاش الفقيد طوال حياته سدا منيعا أمام دعاوى الإلحاد ، ووقف حياته وعلمه وفقهه للدفاع عن قضايا المسلمين ، نسأل الله أن يعوضنا عن الشيخ ابن باز خيرا فهذه النوعية من العلماء نادرة الوجود ، وقد أرسلت جماعة الإخوان المسلمين برقية تعزية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز.
الأستاذ مصطفى مشهور
المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين

أمل محمد 09-21-2010 05:50 AM

عالم فذ وناصح أمين

عالم فذ
إن رحيل الشيخ العالم الكبير عبد العزيز ابن باز يعد خسارة فادحة على الأمة العربية والإسلامية وبرحيله يفقد الجميع عالما فذا نذر جل حياته لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين في العالم أجمع.
الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر
رئيس مجلس النواب في الجمهورية اليمنية


الناصح الأمين

إن اهتمام مجلة " الشقائق " بعلماء الأمة المخلصين والتذكير بمآثرهم ومواقفهم وعلى رأسهم سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – يعطي الصورة الحسنة لما ينبغي أن تكون عليه وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة من التكريم والتوقير لعلماء الأمة ورجالها وإن كان من كلمة تقال في حق الشيخ ابن باز – رحمه الله – فنقول ولن نوفه حقه .
تميز الشيخ ابن باز رحمه الله بثلاثة مناقب لم تتحقق لغيره في زمانه .
الأولى : جرأته في قول الحق حيث لم تأخذه في الله لومة لائم فكان ينصح الحاكم والمحكوم ، وكان لنصحه وإرشاده وفتاواه الدور الكبير في الحفاظ على دين الأمة ومعتقداتها .
الثانية : جعل الله للشيخ ابن باز القبول لدى الأمة فأحبه الصغير والكبير والقاصي والداني وما ذلك إلا لما تميز به من أخلاق رفيعة وصفات كريمة أسرت قلوب محبيه وأسكتت ألسنة مبغضيه ، وهكذا شأنه العلماء الربانيون والدعاة المخلصون كما قال تعالى : "فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم " .
الثالثة: ومما تميز به الشيخ ابن باز رحمه الله جوده وكرمه فكان من أكرم العلماء وأجود الفقهاء يجود بعلمه وماله وطعامه وشرابه ويتعهد طلاب العلم في مأكلهم وملبسهم وهكذا شأن العلماء الربانيون في كل زمان ومكان.
الشيخ حمد حسن رقيط
مدير إدارة الأوقاف بوزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف بدولة الإمارات العربية المتحدة

أمل محمد 09-21-2010 05:50 AM

كان نموذجا فريدا في عصره

ان سماحته – رحمه الله – نموذجاً فريداً في عصره جمع الله فيه من الصفات والخصال ما يندر اجتماعها إلا في القليل من الناس ، فهناك معظم النصوص الشرعية ، وهناك الورع والحرص على نشر العلم هناك من الكرم والشفقة على الفقراء والشفاعة للمحتاجين وغير ذلك من معالم الشيخ في الدعوة إلى الله بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة .
الشيخ عبد العزيز بن محمد بن السدحان
إمام وخطيب جامع الفاروق بالرياض – السعودية

أمل محمد 09-21-2010 05:50 AM

غزارة العلم وعمق الفهم

الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز من أعلام الأمة الإسلامية وهو أبرز علماء العالم الإسلامي وهو أشهر من يعرف وقد لفتت حياته وجهوده في خدمة الدعوة والعقيدة الإسلامية نظر الكثير من العلماء والمتمين ولا عجب أن يلقي ابن باز كل هذا الاهتمام وأكثر فقد جمع بين غزارته في العلم وعمق الفهم والإحاطة التامة بعلوم الشريعة والثقافة الإسلامية والقدرة التامة على الفتوى في كل المسائل التي تشكل صعوبة أو معاناة لطالبيها حيث شملت فتاواه وشروحه وتفسيراته كل البقاع الإسلامية وشملت أيضا الرجال والنساء والصغار والكبار وأيضا الحكام والمحكومين .
إن ابن باز يرحمه الله كان من أكثر علماء الإسلام نشاطا وصبرا حيث نذر كل حياته بل كل ساعات يومه في خدمة قضايا الدعوة الإسلامية وكان يواصل الليل بالنهار دون كلل أو ملل ولقد كن ت أعتقد وما زلت أن ابن باز هو من أجدر وأحق علماء المسلمين بالعناية والاهتمام والتقدير ، وأن جهوده الدعوية ومواقفه العظيمة تذكرنا دائما بكنوز سلفنا الصالح ولقد أهله لذلك عقله المستنير وفكره الراجح وقلبه العطوف على أبناء الأمة الإسلامية .
الدكتور الطيب إبراهيم محمد خير
وزير التخطيط الاجتماعي – السودان

أمل محمد 09-21-2010 05:50 AM

أصبح العلماء أيتاما بوفاته

لقد صعقنا جميعا بهذا النبأ ، ولسان حال العلماء في باكستان وفي هذا الاجتماع خاصة يقول بموت العالم يموت عالم ، وسيذكر العلماء وطلبة العلم والمجاهدون والفقراء والمحسنون والحكام والشعوب الإسلامية هذا الشيخ لقد تعلمنا جميعا من ابن باز العلم والعمل ولن ينساه المحتاجين إلى العلم والمساكين الذين وقف إلى جانبهم ، لقد كتب فتاواه لمساعدة المجاهدين في " فلسطين " و " كشمير " و " أفغانستان " .
لقد فجع العلماء وفجع الطلاب وفجع العالم الإسلامي بأكمله بهذه الخسارة الكبيرة للعالم الإسلامي، وأصبح العلماء أيتاما بوفاة والد العلماء وشيخ المشايخ وقلعة للدفاع عن الإسلام والأمة الإسلامية والسد والمنبع للسيل الجارف من البدع والخرافات.
الدكتور محمود غازي
رئيس لجنة تطبيق الشريعة الإسلامية في باكستان

أمل محمد 09-21-2010 05:50 AM

والد الجميع ومحط الأنظار

جع العالم بأسره بوفاة العالم العامل والمجاهد الناصح والداعية الكبير والعالم الجليل علامة زمانه ومفتي دياره وقدوة رجاله سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز – رحمه الله – واسعة وأسكنه فسيح جناته وأعلى درجاته في الفردوس الأعلى والدنيا وأحبابنا وجميع المسلمين إنه بحق والد الجميع ومحط أنظارهم كيف لا وهو الذي بذل جهودا سخية للفقراء والأغنياء للطلاب والعلماء للمدعوين والدعاة للمحكومين والحكام للحاضر والباد للصغير والكبير.
إن عطاء شيخنا رحمه الله في خدمة الإسلام والمسلمين والعلم والعلماء والدعوة والدعاة وتعاونه مع المصلحين وولاة الأمر ونحو ذلك من الأعمال الجليلة لا يماثله عطاء حيث سخر ليله مع نهاره وصيفه مع شتائه وكهولته مع شبابه في الحق ورفع رايته وجاهد بلسانه وقلمه ونصح للجميع ونعم الناصح الأمين الذي سبق عمله قوله وسار على نهج الأسلاف الصالحين حتى مع المجاهدين والمعاندين والمخالفين فأنصف رحمه الله بصفات عديدة قبل أن تجتمع في غيره وهذا بشارة له وفضل الله يوقن من يشاء من عبادة ويحب التنويه بآثاره رحمه الله وأهمية الاستفادة من برنامج حياته للدعاة والاستفادة من علمه ومؤلفاته والسعي لتأصيلها وحفظها للنشء ، القادم والمعاصر لما في ذلك من خير عام للجميع .
الشيخ إبراهيم بن إبراهيم التركي
مدير مركز الدعوة والإرشاد – دبي – الإمارات العربية المتحدة

أمل محمد 09-21-2010 05:50 AM

في وداع الإمام

أفاق المسلمون مذعورين صبيحة يوم الخميس على صوت الناعي ينعى إليهم فقيد الأمة الإسلامية وإمامها سماحة الشيخ عبد العزيز ابن باز – قدس الله روحه – فيا لفداحة المصاب، ويا لعظم الرزية.
لم تنع للأحياء غير ذخيرة *** ولت وغير بقية الكبراء
فاستبك هذا الناس دمعا أو دما *** فاليوم يوم مدامع وبكاء
لقد استوثق الناس من أن القضاء قد وقع وأن أمر الله الذي لا مرد له قد نفذ وعندها طاف بهم طائف من الألم والأسى وغشيهم من الحزن ما غشيهم .
حتى إذا ذهب أثر المفاجأة وآن أوان الصلاة على الفقيد تجلد الناس للمشهد الحزين الذي قدروا أنفا شدته وقسوته.. واصطفت الجموع المكلومة لتلقي الوداع الأخيرة على جثمان إمامهم الراحل .. ولتلهج بالدعاء صادقة لذاك الطود الشامخ الذي هوى .. وتلاقت أعين الناس على منظر الجنازة المهيب الخاشع فهبوا واقفين واجمين كأن على رؤوسهم الطير حتى إذا حان وقت الدعاء على الفقيد تعالى بكاؤهم وتردد نشيجهم في سماء الحرم الآمن .
لكأني بجنبات بيت الله تئن على فراق الحبيب الراحل ، وكأني بحمائمه قد روعت فناحت . بل كأني بثرى مكة يشتاق لذاك الجسد الناحل .
روع البيت إذ نعيت إليه *** وبكى ركنه وناح حمامه
وأفاق الحجاز ذعرا ونادى *** نجد واستوفزت له أكمامه
وتمضي جنازة الشيخ وقد دثرت بعباءته المتواضعة تشق طريقها صوب مثواها وهي تموج في بحر من الزحام يذهب بها ويجيء، ويغيب ثرى مكة المباركة ذلك العالم الرباني وتطوى بذلك صفحة مشرقة ملؤها العمل والنصح للدين. لترجع بعدها جموع المشيعين أدراجها بعيون دامعة وقلوب متصدعة.
يا شباب المسلمين ويا أمل الأمة المرتقب : إذا أردتم السيرة المثلى التي تستفيئون بخطاها وتستنون بهديها فدوئكم حياة بقية السلف – ابن باز – في حياته دروس وعظات ، لقد كان – رحمه الله – قدوة في إنسانيته الرفيعة ، وعلمه الفذ ، وأبوته الرحيمة ، وغيرته اللاهية على دينه ، وبساطته الفطرية التي لم يفسدها زيف أو تكلف .
وها هي الأيام ذوات العدد تنقضي على وفاة الإمام ولا حديث للناس إلا كريم شجاياه ونبيل شمائله.
غدا سيذكرك الزمان ولم يزل *** للدهر إنصاف وحسن جزاء
إنا لا نجد ما يسري عنا لوعة الفقد وألم الفراق إلا أن نلوذ بالله ضارعين أن يربط على قلوبنا وأن يفرغ علينا صبرا من عنده.
اللهم إن عبدك – ابن باز – قد وفد إليك فأكرم وفادته وأحسن مثواه.
اللهم إنا نحبه فيك فأحبه، وارفع في المهديين درجته.
جواهر بنت سليمان المهنا
مجلة الشقائق العدد الحادي والعشرون .

أمل محمد 09-21-2010 06:06 AM

الموظفون في مكتب سماحته رعاه الله

1 - في هيئة كبار العلماء :
لقد صدر المرسوم الملكي رقم 1 / 138 في 7 / 8 / 1391 هـ بتأليف هيئة كبار العلماء ، ويتضمن المرسوم تكوين الهيئة من عدد من كبار المختصين من الشريعة الإسلامية ، من السعوديين ، ويجري اختيارهم بأمر ملكي ، ويجوز عند الاقتضاء وبأمر ملكي إلحاق أعضاء بالهيئة من غير السعوديين ممن تتوفر فيهم صفات العلماء من المسلمين .
وتتولى الهيئة إبداء الرأي فيما يحال إليها من ولي الأمر من أجل بحثه وتكوين الرأي المستند إلى الأدلة الشرعية فيه ، كما تقوم بالتوصية في القضايا الدينية المتعلقة بتقرير أحكام عامة ليسترشد بها ولي الأمر ، وذلك بناء على بحوث يجرى تهيئتها وإعدادها طبقا لما نص عليه الأمر المشار إليه واللائحة المرفقة له .
وقد نص المرسوم السالف الذكر على أن يعين بقرار من مجلس الوزراء في المرتبة الخامسة عشرة أمين عام لهيئة كبار العلماء يتولى الإشراف على جهاز الأمانة العامة ويكون الصلة بينهما وبين رئاسة البحوث العلمية والإفتاء .
هذا وقد صدر ، الأمر الملكي رقم1 / 138 في 8 / 7 / 1391 هـ بتعيين سبعة عشر عضوا في هيئة كبار العلماء هم أصحاب الفضيلة المشايخ :
1- الشيخ محضار بن عقيل- رحمه الله- .
2- الشيخ عبد الرزاق بن عفيفي- رحمه الله- .
3 الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمه الله- .
4- الشيخ عبد الله بن خياط- رحمه الله- .
5- الشيخ عبد الله بن حميد- رحمه الله- .
6- الشيخ عبد العزيز بن باز- حفظه الله-
7- الشيخ عبد العزيز بن صالح- رحمه الله- .
8- الشيخ عبد المجيد بن حسن- رحمه الله- .
9- الشيخ محمد بن علي الحركان- رحمه الله- .
10- الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ- حفظه الله-
11- الشيخ سليمان بن عبيد- رحمه الله- .
12- الشيخ صالح بن غصون- حفظه الله- .
13- الشيخ راشد بن خنين حفظه الله- .
14- الشيخ عبد الله بن غديان حفظه الله- .
15- الشيخ محمد بن جبير حفظه الله- .
16- الشيخ عبد الله بن منيع حفظه الله- .
17- الشيخ صالح بن لحيدان حفظه الله- .
ثم أضيف إليها في عام 1397 هـ الشيخ / عبد الله بن حسن بن قعود الذي استقال منها عام 1806 هـ منها ثم أضيف اليها في عام 1403 هـ خمسة أعضاء جدد بعد وفا المشايخ / محضار بن عقيل ، ومحمد الأمين الشنقيطي وعبد الله بن محمد بن حميد ومحمد بن علي الحركان- رحمهم الله وهم كل من :
1- الشيخ صالح بن فوزان الفوزان ، عميد المعهد العالي للقضاء .
2- الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم .
3- الشيخ حسن بن جعفر العتمي ، قاضي تمييز بالمحكمة الغربية .
4- الشيخ عبد الله بن الرحمن البسام ، قاضي تمييز بالمحكمة الغربية .
5- الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ، الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض .
وفى8 / 6 / 1413 هـ صدر الأمر الملكي الكريم 2/6396 بتوفير سبل الراحة لسبعة من أعضاء هيئة كبار العلماء لانحراف صحتهم بشكل لا يمكنهم من مواصلة العمل ، وتعيين عشرة من أصحاب الفضيلة المشائخ أعضاء في هيئة كبار العلماء لكي يواصلوا المسيرة التي بدأها الأعضاء السابقون الذين منعتهم أعذارهم المرضية وهم كل من :
1- الشيخ عبد الرزاق عفيفي .
2- الشيح عبد الله خياط .
3- الشيخ عبد العزيز بن صالح .
4- الشيخ عبد المجيد حسن .
5- الشيخ سليمان بن عبيد .
6- الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ .
7- الشيخ صالح بن غصون .
والأعضاء المعشون هم :
1- الشيخ ناصر بن حمد الراشد ، رئيس ديوان المظاليم .
2- الشيخ محمد بن عبد الله السبيل ، الرئيس العام لشئون الحرمين الشريفين .
3- د / عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، وزير العدل .
4- د / عبد الله بن عبد المحسن التركي ، وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .
5- الشيخ د . عبد الرحمن بن حمزة المرزوقي ، المستشار في الديوان الملكي .
6- الشيخ محمد بن زيد آل سليمان ، رئيس محاكم المنطقة الشرقية .
7- الشيخ د . بكر بن عبد الله أبو زيد ، عضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
8- الشيخ د . صالح بن عبد الرحمن الأطرم الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
9- الشيخ محمد بن سليمان البدر ، عضو المجلس الأعلى للقضاء .
10- د . عبد الوهاب ابراهيم أبو سليمان ، الأستاذ بكلية الشريعة جامعة أم القرى .
الأمناء :
تولى أمانتها إلى الآن ثلاثة أمناء هم :
1- الشيخ محمد بن عودة ، المستشار بالديوان الملكي - حاليا- .
2- الشيخ عبد العزيز الفالح ، نائب الرئيس العام لشئون الحرم النبوي- حاليا .
3- الشيخ عبد العزيز العبد المنعم ، الأمين العام لها- حاليا- .

أمل محمد 09-21-2010 06:06 AM

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

صدر الأمر الملكي رقم ( 1 / 137 وتاريخ 8 / 7 / 1391 هـ بإنشاء هيئة كبار علماء وجاء في المادة الرابعة منه ما نصه ( تتفرع عن الهيئة لجنة دائمة متفرغة يختار أعضاؤها من بين أعضاء الهيئة بأمر ملكي وتكون مهمتها إعداد " البحوث وتهيئتها للمناقشة من قبل الهيئة وإصدار الفتاوى في الشئون الفردية وذلك بالإجابة على أسئلة المستفتين في شئون العقائد والعبادات والمعاملات الشخصية ، وتسمى اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاءة وجاء في المادة الثامنة من اللائحة المرفقة بالأمر الملكي ما نصه ألا تصدر الفتاوى عن اللجنة الدائمة إلا إذا وافقت عليها الأغلبية المطلقة من أعضائها على الأقل على أن لا يقل عدد الناظرين في الفتوى عن ثلاثة أعضاء وإذا تساوت الأصوات يكون صوت الرئيس مرجحا ) . .
وتنص المادة التاسعة من اللائحة على : ( يعين رئيس اللجنة فيها وأعضاؤها بأمر منا بترشيح من رئيس إدارة البحوث ) :
وقد شكلت بعد صدور الأمر على النحو التالي :
الشيخ إبراهيم بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، رئيسا .
الشيخ عبد الرزاق بن عفيفي عطية ، نائبا للرئيس .
الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان ، عضوا .
الشيخ عبد الله بن سليمان المنيع ، عضوا .
ثم في آخر عام 1395 هـ عين معالي الشيخ إبراهيم بن محمد ال الشيخ وزيرا للعدل ، وعين سماحة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، رئيسا لإدارات البحوث العلمية والدعوة والإرشاد ورئيسا للجنة الدائمة وفي عام 1396 هـ عين الشيخ / عبد الله بن سليمان بن منيع نائبا للرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، ثم انتقل منها قاضيا لمحكمة التمييز بمكة المكرمة عام 1397 هـ وفي عام 1397 هـ عين الشيخ / عبد الله بن حسن بن قعود عضوا . في اللجنة الدائمة ثم استقال وخرج منها عام 1406 هـ .
وفي عام 1413 هـ عين كل من الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
والشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ أعضاء في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء . وفي عام 1413 هـ عين الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد عضوا في اللجنة الدائمة .
وفي عام 1415 هـ انتقل إلى رحمة الله فضيلة الشيخ العلامة / عبد الرزاق عفيفي- رحمه الله- نائب رئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ، وعين نائبا بدلا منه معالي الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ .

أمل محمد 09-21-2010 06:07 AM

المستشارون لدى سماحته

1- الشيخ عبد العزيز بن ناصر بن عبد الرحمن بن باز المشرف العام على مكتب سماحته بالرئاسة والمستشار لديه ، وأحد أبناء عمومته ، ومن قدماء طلابه ، معروف عند عامة الناس بتواضعه وزهده ودماثة خلقه ، عرفته عن قرب فأكبرت فيه حب العمل والإخلاص في سيره صاحب سمت وهيبة - أدام الله عزه
2- الدكتور محمد بن سعد الشويعر المستشار لسماحته ، ورئيس تحرير مجلة البحوث الإسلامية ، ونائب رئيس النادي الأدبي بالرياض ، أديب معروف وله مقالات متميزة وآراء سديدة ، حريص على نشر التوحيد والسنة جمع مقالات وفتاوى الشيخ- رعاه الله- ورتبها ترتيبا متكاملا ، واعتنى بجميع ذلك عناية فائقة لا يقدر عليها إلا هو ، وهو من ألصق الناس بالشيخ ، وملازم له سفرا وحضرا زاده الله رفعة وعزة وتوفيقا- .
الموظفون في مكتب الرئاسة :
1- الدكتور عبد الله بن حافظ الحكمي ، مدير عام المكتب ، صاحب خلق رائع ، وحب للخير ، ومعروف ببذل نفسه وجهد للمراجعين ، وهو ابن العلامة الكبير الشهير / حافظ الحكمي- رحمه الله -
2- الأستاذ محمد بن عبد العزيز الراشد ، مدير المكتب الخاص ، خلوق فاضل ، صاحب همة عالية ، وتواضع رائع .
3- الشيخ محمد بن عبد الله القرعاوي ، سكرتير الشيخ للشئون المالية الخاصة ، وهو من ملة شيوخنا الفضلاء ، له فضل واسع علي ، معروف بالخير والهدى والصلاح والتقى ، متواضع للغاية ، كريم في كلامه وطيب فعاله ، محبوب لدى الجميع ، وهو محل ثقة الجميع يستأنس برأيه ، وله مواقف حميدة ، وهو ابن العالم المعروف المصلح عبد الله القرعاوي- رحمه الله- .
4- الشيخ عبد العريز بن سليمان بن شبيب ، سكرتير الشيخ لشئون فتاوى الطلاق .
5- الشيخ د محمد لقمان السلفي ، سكرتير الشيخ لشؤون الترجمة .
6- الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الناجم ، سكرتير الشيخ لشؤون المساعدات .

أمل محمد 09-21-2010 06:07 AM

كتاب الشيخ

1- الشيخ عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ ، أحد كتاب الشيخ ، محبوب معروف بالخير والصلاح : والوقوف مع الناس .
2- الشيخ صالح بن محمد الحكمي ، أحد كتاب الشيخ ، صاحب ديانة وخلق معروف بتواضعه ، وطيب أخلاقه وله جهود مباركة ، ومساعي طيبة- رعاه الله- .
3- الشيخ عبد العزيز بن محمد الفنتوخ ، أحد كتاب الشيني ، محبوب معروف بالخير والصلاح والتواضع وسعة الصدر وسرعة إنجاز العمل .

أمل محمد 09-21-2010 06:07 AM

الموظفون في مكتب البيت

1- الشيخ محمد بن عبد الله الموسى ، مدير مكتب البيت ، معروف بالخير والصلاح ، وحب الخير للناس والتواضع لهم .
2-الشيخ عبد الرحمن بن عتيق ، مدير مكتب البيت المساعد محبوب معروف بالهدى والتقى وحسن الخلق .
3- الشيخ صلاح بن عثمان ، أمين المكتبة- تقدم الكلام عنه-
4- الأخ سعيد البديوي ، مسؤول عن الصادر والوارد .

أمل محمد 09-21-2010 06:07 AM

كلمات مشهورة

هذه بعض الكلمات التي تتكرر على لسان سماحته - رعاه الله - وأكثرها مما لاحظته أثناء مجالستي له في دروسه أو في مكتبه أو في منزله العامر ، وأغلبها تدور على أطيب الكلام وأحسنه ، لأنها حتى في حالة الغضب مشتملة على تعظيم الله وتنزيهه ، فهاك بعضا منها :
1- سبحان الله : يقولها خاصة حين يسأله بعض الطلبة عن حكم واضح من أحكام الشريعة .
2- سبح : يقولها إذا غضب من السائل أو المتكلم ، أو لمن يريد قطع الكلام عليه ، أو لمن يريد قطع فكر الشيخ في الإملاء .
3- جعلنا الله وإياكم من أنصار الحق والهدى : يذيلها الشيخ في رسائله للعلماء وطلبة العلم .
4- فيا محب وصلتني رسالتكم وصلكم الله بهداه : يقدمها الشيخ في أول رسائله المردودة على طلاب العلم والعلماء .
5- كتب الله لكم سعيكم وضاعف مثوبتكم : يختم بها رسائله في الشفاعة .
6- يسر الله أمرك وأمر كل مسلم ومسلمة : لمن كان عليه دين ولم يثبته وطلب الشيخ منه الإثبات .
7- أسأل الله أن يعطيك خيرا منها ، ويعطيها خيرا منك ، ثم يستدل بالآية الكريمة : وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا يقولها - الشيخ - حفظه الله - لمن بانت زوجته البينونة الكبرى .
8- دائما ما يسمع الشيخ في دروسه وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .
9- كثير الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم جدا في دروسه .
10- الوصية بالتقوى يكررها على مسامع طلابه في كلماته ومواعظه ، بل حتى لغيرهم بقوله : " اتقوا الله " " عليكم بتقوى الله " " الوصية الوصية التقوى " . قلت : هذه عشرة كاملة من الكلمات التي أسمعها بكثرة من سماحته - حفظه الله - وما أوردتها هاهنا إلا لنعرف أن هذا . الإمام الرباني - ختم الله بالصالح من الأعمال - ما هو إلا بقية السلف في جميع هديه وسمته ودله زاده الله عزا وتوفيقا .

أمل محمد 09-21-2010 06:07 AM

قالوا عن الشيخ :




كلمة سماحة الشيخ العلامة: عبد الله بن سليمان بن منيع - رعاه الله

كلمة سماحة الشيخ العلامة / عبد الله بن سليمان بن منيع - رعاه الله - قاضي التمييز بمكة المكرمة وعضو هيئة كبار العلماء
إن الحديث عن سماحة شيخنا الجليل تنشرح له الصدور ، وتتفتح له النفوس ، ويحلو بذكره اللسان فقد كان لي مع سماحته أكثر من علاقة أهمها وأحلاها علاقتي به شيخا كريما لقد درست على يد سماحته في المراحل الدراسية الثلاث : الثانوية والجامعية والدراسات العليا في المعهد العالي للقضاء ، فاستفدت من علمه الغزير ، وفقهه الواسع ، وأدبه الجم في التعليم والتعلم ، الشيء الذي أعتز بتحصيله من سماحته .
وعملت مع سماحته وتحت رئاسته في الرئاسة العامة للإفتاء والبحوث والدعوة والإرشاد ، فكنت نائبا عاما لسماحته في الرئاسة لمدة عامين ، وقد كنت قبل ذلك عضوا في اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء تحت رئاسته ، ثم تشرفت بالعمل مع سماحته في هيئة كبار العلماء فكان ولا يزال - حفظه الله - نعم الشيخ معلما وموجها وناصحا وحريصا على الاهتمام والعناية بطلابه ، فلقد أخذنا عنه - حفظه الله - العناية بالدقة في إصدار القرار الحكيم أو الفتوى أو بالرأي ، وأخذنا عنه المرونة في النقاش ، وتبادل الآراء والوقوف عند الحقيقة والبعد عن التعصب للرأي ، حيث كان - حفظه الله - يقرر " رجوعه إلى رأي الأكثرية من زملائه وإخوانه وأبنائه في بحث أمر يكون له فيه رأي مخالف فيرجع ويقول : - اللهم اهدنا فيمن هديت - وذلك حينما يظهر له رجحان الرأي المخالف له .
وكان - حفظه الله - نعم الرئيس في العمل نصحا ورأفة ورحمة وتقديرا لزملائه وتابعيه في العمل ، ويرعى حقوقهم ، ويحترم مشاعرهم ، ويقدر جهودهم ، ويكره الحديث فيهم ، وعنهم مما يكرهون ؛ وقد قال لبعض الناس حينما كان يتحدث في حق موظف تابع له : " اتركوا لي عمالي " ولا يألوا جهدا في سبيل تحقيق مصلحة لأحد موظفيه ، إذا كانت لا تتعارض مع المصلحة العامة .
وكان - حفظه الله - نعم المشارك في المسائل والبحوث العلمية ، فالبرغم من جلالة قدره ، ورفعة مكانته العلمية ، وإقرار الجميع بفضله وفقهه وغزارة حصيلته العلمية ، فهو لا يتعصب لرأي إذا كانت المسألة موضوع البحث مما للاجتهاد فيها مجال ، ويحب أن يسمع الرأي في المسألة من كل مشترك معه في البحث من غير تفريق بين كبير وصغير ، ولكنه حينما يظهر له فيها رأي يعتقده فهو يتمسك به ، ولا يرجع عنه إلا بمبرر شرعي ظاهر .
وقد ضرب - حفظه الله - رقما قياسيا في كرم النفس وكرم المال لم يجاره في ذلك أحد من العلماء المعاصرين فيما علمنا .
ولقد ذكر لي أحد المختصين بشئون نفقات بيته ، أن نفقاته اليومية تتجاوز الألفي ريال ولهذا ما من عام ينصرم إلا وعليه ديون ؛ والحكومة - أعزها الله - تدرك ذلك من سماحته فتقوم بسداد ديونه لأنها تعرف أنه وجه مضيء للبلاد في كرمه وخلقه وعلمه ونصحه وتقاه وإجماع الناس على تقديره وحبه .
وهو - حفظه الله - إنسان يتمتع بصفات الإنسان الفاضل من حيث نظراته إلى بني جنسه ، بغض النظر عن العرق والجنس واللون فهو يحب الإنسان من حيث هو إنسان يرى فيه عوامل إكرام الله إياه ؛ فيأمل من كل إنسان أن يدرك حكمة وجوده في هذه الحياة فيعرف قدر حق ربه عليه ليكون من هذه المعرفة قادرا على تحصيل أسباب السعادة في الدنيا والآخرة .
فهو - حفظه الله - لا يألوا جهدا في سبيل مناصحة أي إنسان على أن يسلك الصراط المستقيم ليكون بذلك لبنة صالحة ، لبناء المجتمع الإسلامي النبيل .
ولقد تقلد القضاء - حفظه الله - في آخر شبابه ومستهل كهولته ، فكان نعم القاضي العادل ، ونعم القاضي العالم ، ونعم القاضي المرضي ، فما من حكم يصدر من سماحته في قضائه إلا هو موضع التسليم والرضى والقناعة من طرفي الخصومة ، لما يتمتع به - حفظه الله - من القبول لدى الجميع والقناعة به من الجميع والاطمئنان إلى ما يحكم به من الجميع .

أمل محمد 09-21-2010 06:07 AM

كلمة سماحة الشيخ : عبد الله بن الرحمن آل بسام رحمه الله

كلمة سماحة الشيخ / عبد الله بن الرحمن آل بسام رئيس محكمة التمييز بمكة سابقا وعضو هيئة كبار العلماء

شيخنا سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - حفظه الله تعالى - هو المستحق الآن للقب - شيخ الإسلام والمسلمين - ، لما يبذله من مساع في خدمة الإسلام والمسلمين ، فهو الداعية الكبير وهو المفتي الأول في الداخل والخارج ، وهو الموجه إلى فعل كل خير ، وهو رئيس المجلس التأسيسي في رابطة العالم الإسلامي ، ورئيس مجمع الفقه الإسلامي ، ورئيس مجلس هيئة كبار العلماء ، وهو المرجع في كل شأن من شئون الإسلام ؛ لما حباه الله تعالى من إخلاص لدينه وأمته ؛ ولما امتاز به من سعة علم وبعد نظر ، وقبول لدى المسلمين ، فهو موزع وقته على خدمة الإسلام ومصالح المسلمين .
وقد جعل الله تعالى له إجلالا في النفوس ، ومحبة في القلوب ، متع الله تعالى بحياة شيخنا وأبقاه ذخرا للإسلام والمسلمين .

أمل محمد 09-21-2010 06:08 AM

كلمة فضيلة الشيخ : صالح بن عبد الرحمن الأطرم

كلمة فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن عبد الرحمن الأطرم
- رعاه الله - عضو الإفتاء ، وعضو هيئة كبار العلماء ، والأستاذ بكلية الشريعة بالرياض :
إن صفات سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز واضحة لا تخفى على معاصريه من عالم ومتعلم ، فهو ذو علم جم وخلق فاضل ونظر ثاقب ، وحسن خلق ، وحسن معاملة مع الصغير والكبير ، والعالم والمتعلم ، والعامي والغريب والمعروف ، والقريب والبعيد ، يفيد المتعلم ويرشد الجاهل .
ونرى سماحته يزداد علوا في العلم والمعرفة وبذل العطاء من المعلومات ، وانتشار علمه في جميع الأقطار وتزداد علاقته بالكتب من شتى الفنون من توحيد وفقه وحديث وتفسير ولغة وأصول فقه في القراءة والكتابة والإفتاء ابتداء وجوابا عليها .
وكثيرا ما يحضر لدرسه تحضيرا علميا دقيقا بأن يراجع أمهات الكتب ، وكتب الشروح ، وقد يقرأ عليه وهو يتناول الطعام حرصا على إفادة الطلاب ؛ كما هو دأب العلماء السابقين .
ولسماحة الشيخ عبد العزيز مكانة رفيعة في نفوس القاصي والداني ، وفي الداخل والخارج لعلمه الواسع ، وحب الخير لكل واحد ، وحسن خلقه ، فهذا وذاك غرس الثقة في قلوب الناس ؛ كما دعم ذلك حبه للاستفادة من غيره ، وانشراح صدره لها ، وتراجعه عن المسألة إذا تبين له الراجح بدليله ، وحبه الاستدلال بالكتاب والسنة والقواعد الشرعية .
وللشيخ أسلوب فاضل في التدريس ، إذ يحضر للدرس ، ويقرأ عليه الكتاب ، ويتكلم عنه بوضوح ويعطي ويأخذ ، ويطرح الاستشكالات ، ويتقبل الجواب من أي طالب كان ، وله منهج في الردود إذ يرد على المغرضين بتشخيص المشكلة وبيان وجه غلطها والاستدلال على بطلانها أو تضعيف أدلة المستدل بأسلوب يفهم القارئ منه حبه ونصحه لمن أثار المشكلة .
وكل مواقف شيخنا - حفظه الله - طيبة ومؤثرة ، تأثرت بعلمه وأخلاقه وبقبول توجيهه ، وبتواضعه وانشراح صدره وتأثيره على العامة والخاصة والداخل والخارج ، فهو محل ثقة في المعتقدات وفي علم الحلال والحرام والوعظ والإرشاد والترغيب والترهيب ؛ فلا يكاد يقف موقفا ويعدم التأثير .
ومع كل المناصب التي تولاها بدءا القضاء في محكمة الدلم عام 1359 هـ كان التدريس هو القاسم المشترك في مهامه ؛ وقد كنت أنا أحد الطلاب الذين تلقوا منه علوم التوحيد والفقه في معهد الرياض العلمي وفي كلية الشريعة ، وحتى بعد ما تولى نيابة الرئيس للجامعة الإسلامية استمرت صفة التدريس ملازمة له في مناصبه التي تولاها في هذه الجامعة أو في رئاسة البحوث والإفتاء والدعوة والإرشاد .
ولا يكاد سماحته يقف موقفا مع فرد أو جماعة أو جهة حكومية إلا ويؤثر فمه ؛ ولا يطلب فرد أو جماعة شفاعة في أمر عام أو خاص إلا شفع فيه وما تكلم بأمر إلا نفع الله به في شتى المجالات ، وليس مجال العمل الرسمي فحسب وكنت أحد طلابه - كما قلت - في معهد الرياض وكلية الشريعة ، ومن يومها لازلت أحضر دروسه في المسجد ما استطعت وأقرأ كتاباته ومقالاته وفتاويه من خلال وسائل الإعلام المختلفة جزاه الله خيرا عن الإسلام والمسلمين ونفعنا بعلومه .

أمل محمد 09-21-2010 06:08 AM

كلمة الدكتور : عبد الله عبد المحسن التركي - حفظه الله

كلمة الدكتور / عبد الله عبد المحسن التركي - حفظه الله - وزير الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، محمد خاتم النبيين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعد :
فإن الله عز وجل قد وهب سماحة والدنا وشيخنا العلامة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، من الصفات الحسنة ، والخلال الحميدة ، والشمائل الكريمة ؛ الشيء الكثير ، فهو - حفظه الله وبارك في عمره - في مقدمة علماء الشريعة في المملكة العربية السعودية ، بل وعلى مستوى العالم ، وهو إلى جانب ما وهبه الله من العلم الواسع تجتمع فيه خلال قلّ أن تجتمع في غيره ، فقد عرفته كما عرفه غيري عالما فاضلا ، ضرب من نفسه المثل والقدوة في التواضع والسماحة والكرم والإيثار ، والزهد والورع والتقوى ، والسعي في حاجات المسلمين أفرادا وهيئات ، والاهتمام بهم حيث كانوا .
وقد بارك الله تعالى في علمه ، فانتفع به خلق كثير ، سواء كان ذلك في حلقات التدريس ، أم في المحاضرات في الجامعات والمدارس والهيئات ؛ أم في نصحه وإرشاده في كل مناسبة ، أم في برامج الإذاعة ، أم فيما ينشر في الصحافة ، أم في منزله العامر ، أم في مقر عمله .
كما بارك الله في وقته وجهوده وجميع أموره ، لا يدخر جهدا في التوجيه والنصح والإرشاد محب لولاة الأمر ، ناصح لهم ، عون لهم على كل خير ، سالك الطريق الوسط ، لا إفراط ولا تفريط . هكذا عرفته في علمه وفضله ، وحسن تعامله وسائر صفاته ، من غير مبالغة غير مشروعة في المديح ، ولا إطراء في الثناء ، كموقفنا الوسط من علماء السلف الصالح - رحمهم الله - نجلهم ونحترمهم ، ونعرف لهم فضلهم وجهودهم ، ونفيد من علمهم ، وندعو لهم ، ولا نتجاوز ذلك .
وقد عرف ولاة أمرنا - وفقهم الله وأيدهم - لسماحته قدره ومنزلته ، ورأوا فيه العالم الفاضل الكفء فكانوا له نعم المعين والسند - بعد الله عز وجل - انطلاقا من نهجهم الكريم في العلماء وتقديرهم ، ومن عقيدتهم الإسلامية الخالصة ، والأخذ بالشريعة الإسلامية قولا وعملا ، وتحكيمهم لها في جميع شئونهم ، وقيادة الدعوة الإسلامية الصحيحة .

وقد سبق أن منح سماحته - حفظه الله - جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام تقديرا لعلمه وجهوده في هذا المجال المهم .
جزى الله سماحة شيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العملية والإفتاء ، كل خير عنا وعن الإسلام والمسلمين على ما قدم وما سيقدم من جهود وخدمات ، وعلى نصحه وإخلاصه ، وضاعف له الثواب ، وجمع له بين عاجل بشرى المؤمن وآجلها ، وبارك في عمره وأعماله ، ووفق أعوانه ومن حوله من العلماء والمسئولين والعاملين ، وهدانا وإياهم الصراط المستقيم . . آمين .

أمل محمد 09-21-2010 06:08 AM

كلمة فضيلة الشيخ : عبد الله بن إبراهيم الفنتوخ - رعاه الله

كلمة فضيلة الشيخ / عبد الله بن إبراهيم الفنتوخ - رعاه الله - مدير عام الدعوة بالداخل والجزيرة العربية سابقا -
منذ عرفته في عام 1363 هـ ، وحتى الآن وسمعته ومكانته الحسنة ، تتمدد تمدد أشعة النور النافذ ، ترتفع مع الإنجاز ، وتنزل إلى الوهاد ، لا تغلق دونها الأبواب ، وليس لها حجاب ، ولا يحرم منها هياب ، ولا يمحوها ضباب ، كأنها شمس لاتغيب ، يستضيىء بها البعيد والقريب .
- تحلى - سماحته - بصفة الأمانة في الدين ، وجمع إليها صفات نادرة ، فحاز من المكارم ما لم يحزه ذو سلطان ، ولا ذو فصاحة وبيان ، ولا ذو نسب ومال وكيان ؛ بل جمع الله له محاسن الأخلاق ، وشيما ومروءة وشمما يندر أن تجتمع لأحد ، فسبحان من يختص بفضله من يشاء .
فمن صفاته الاهتمام بعلم الحديث سندا ومتنا وحفظا ، وتكميل ذلك بالعناية بمفاهيم الصحابة وكبار الأئمة من السلف الصالح - رحمهم الله -
- ومن صفاته اليقين بما أخبر الله به ، يتجلى ذلك في صفاته العملية المنيرة لحياته .
ومن صفاته التوكل على الله ، الذي يتجلى في شجاعته وكرمه وقوة عزيمته إذا رأى الحق ؛ بيد أن هذه الشجاعة والعزيمة عنده يسبقها رأي ودراسة توجب وضع الشيء في محله ، إذ الأزمان والأحوال قد تتغير وتتبدل .
ومن صفاته الحرص على اختيار الحق في المسألة بدليله ، والعض بالنواجذ على ما كان السلف الصالح من مراعاة القواعد العامة للشريعة ومفاهيم الأئمة ومقتضيات الأحوال لواقع حدود المسألة زمانا ومكانا وحالا ، بما لا يعارض نصا من كتاب أو سنة . .
ومن صفاته الكرم ، فله مائدة مع ضيوفه صباحا ، ومائدة مع ضيوفه ظهرا ، ومائدة مع ضيوفه عشاء ، ولا تختص بفئة من الناس ولا طبقة معينة ، بل إنها مفتوحة وذلك كل يوم طيلة العام ، وتتضاعف في رمضان وأيام الحج في مكة والمشاعر المقدسة لمن قصد سماحته من كافة الطبقات ؛ ولولا أن الله قد أمده بالبركة لما كفى ما خصص له من راتب شهري - كأي موظف يماثله - فيما يصرف من مال .

ومن صفاته التواضع ، يتضح ذلك في أخلاقه وآدابه مع الضعفاء والجهال ، وصبره على الإلحاح الممل أحيانا والزحام المضايق للنفوس الضعيفة ، كما يتضح ذلك في سماعه للاعتراض في أي مسألة ، ولو من أدنى التلاميذ حتى يتضح الحق بدليله ، وهو بهذا الخلق يتحرى خلق النبي وأعني بذلك التواضع وتآلف الناس على سائر طبقاتهم .
ومن صفاته الصبر ، يتضح ذلك بالدأب الذي لا يتغير من برنامج دروسه ومحاضراته ومواعيده وأعماله الرسمية وغير الرسمية ، إلا مرض مقعد به كما يتضح من مواصلة الأعمال ليلا ونهارا إلا من ضرورات الإنسان ، فلا يترك لنفسه مجالا ولا نزهة ولا إجازة اضطرارية ولا رسمية فسبحان من أعطاه وقواه ورعاه وتولاه .
ومن صفاته حفظ المعروف ، والمجازاة عليه بأضعافه ، بل يبدأ بالمعروف ثم لا ينقطع بذله للمعروف مهما طال الزمن . ولو تغيرت الأحوال ، فهو بالمعروف سابق ولاحق .
ومن صفاته النجدة بما يستطيعه - بالمال أو بالجاه أو بغير ذلك - فيما يتمشى مع الحق ، ونفع الخلق .
ومن صفاته ملازمة الأذكار في أوقاتها ، فلا يحول دون ذلك أي شغل آخر ، ولا يجامل في ذلك أحدا مهما كان مقامه ، ولا شغل مهما كان شأنه .
- ومن صفاته تحري تطبيق السنة النبوية في كل شيء في صلة الرحم وزيارة المريض واتباع الجنازة وإجابة الدعوة وآداب اللقاء والجلوس والكلام والطعام والشراب واللباس ، والأذكار والأسفار وغير ذلك من شئون الحياة .
ومن صفاته الحرص على نشر الدعوة إلى الله بكافة الأساليب الممكنة وعدم اليأس وعلاج المدعو بما يناسب حاله وعدم اليأس من هدايته .
ومن صفاته بذل المساعي في تغيير المنكرات - ما ظهر منها وما بطن - بعلاجها المناسب بما يزيلها بالكلية أو يخفضها ، ومواصلة الصبر بتكرار المساعي المناسبة بدون يأس ولا سآمة .

ومن صفاته النادرة في الناس ، كراهية مدحه بما فيه ، وعدم إقرار ذلك إذا سمعه ، ولو أن ما أذكره من هذه الصفات فيه إجابة عن سؤال لم أفعل لعلمي بهذه الصفة فيه - حفظه الله - ومن صفاته الحميدة ، سلامة قلبه ، ومحبة الخير والهداية للناس والنصح التام لكل من سأله أو توسط به .
وأما تعامله مع إخوانه فسماحته يتعامل معهم تعامل الأخ مع إخوانه ، ويتبادل معهم البساطة ونوادر المرح الرفيع بما لا يضيع الوقت عن الأهم . وأود أن أشير هنا إلى أنه ليس للمناصب أي أثر على حياته العلمية لأن صفات الأمانة الإسلامية التي فيه لم تبنها المناصب ، وإنما بناها الله بما حباه الله من علم شرعي وأعمال صالحة وأخلاق نبيلة وهكذا علاقته مع الناس ، وأثر المناصب يتجلى في توفير الإمكانيات والنفوذ .
وأما الأساليب التي يرد بها سماحته على المغرضين فهي نابعة من تعاليم الإسلام ، فإذا كانوا يسبونه ، فهو لا يغضب لنفسه ويتركهم وحسابهم على الله ولا يحمل قلبه عليهم ، وقد اقتدى في ذلك برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما إن كان المغرضون قد انتهكوا شيئا من حرمات الله فهو يرد عليهم ردا علميا بالحجة والبرهان ، ملتمسا بذلك هدايتهم لا شقاءهم وضلالتهم ، وهذا أيضا من أخلاق الرسول .
وفي حياة سماحته مواقف كثيرة منها ما يناسب ذكره ، ومنها ما احتفظ به وهو كثير .
ومما يناسب ذكره أن ضيفا من تلاميذه الأفاضل ، أفريقي متجنس ، بات عنده ، فقام سماحة الشيخ آخر الليل للتهجد ، وكانت غرفة الضيف بعيدة عن مقر الماء ، وفي هذه الساعة يندر من يكون مستيقظا ، وهو يكره الإزعاج ، فذهب - سماحته - بنفسه إلى مقر الماء بالإبريق ، رغم أنه كريم العينين ، وملأ لإبريق وجاء به إلى مقر باب غرفة الضيف ثم أيقظه برفق لعلمه بالرغبة في ذلك .
ثم ذهب عن الباب ، حتى لا يحرج الضيف ، فخرج الضيف مسرعا ، فرأى الشيخ - حفظه الله - قد ولى وترك الإبريق عند الباب من خارجه ، والضيف من أهل العلم ، وهو من تلاميذ الشيخ - رعاه الله - أطال الله في عمر سماحته وبارك في حياته وأمده بالصحة والعافية وكثر الله من أمثاله .

أمل محمد 09-21-2010 06:08 AM

كلمة معالي الشيخ: صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله ورعاه

كلمة معالي الشيخ د / صالح بن عبد الله بن حميد - حفظه الله ورعاه - إمام وخطيب المسجد الحرام ، وعضو مجلس الشورى
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده : فإن الأجيال في كل عصر بعامة ؛ وفي هذا العصر بخاصة بحاجة ماسة إلى التعرف على الشخصيات البارزة في مجتمعهم ، المعاشة في واقعهم ، الشخصيات التي يقوم عليها - بإذن الله - البناء ، ويرتسم بسيرتها المنهج .
يحتاج النشء إلى التعرف عن قرب على هؤلاء الرجال الذين يحملون المسئولية بقوة واقتدار ، وكفاءة واصطبار ، يحملون على عواتقهم أمانة الحفاظ على دين الله ، وتربية عباد الله في جمع عجيب بين الحب لهم والغيرة عليهم منطلقهم في ذلك الدين بكل شموله الإيماني والفكري الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي ، دين الدنيا والآخرة جميعا ، الإيمان والعمل الصالح معا ؛ إنهم علماء المساجد والمنابر ، وشيوخ الميادين والعامة .
وصاحب السماحة الإمام العالم العلامة الحبر والبحر والدنا وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - حفظه الله وأمد في عمره على طاعته أنموذج من هؤلاء ، علم يتسنم الذروة في الرجال ، ويعلو القمة في الأفذاذ دينا وورعا وعلما وفضلا وكرما وجودا ، ولا أزكي على الله أحدا ، وما شهدنا إلا بما علمنا وعلم البواطن موكول إلى الله وحده فهو أعلم بمن اتقى ، وهو أعلم بمن هو أهدى سبيلا .
لقد عاش الشيخ حياة علمية دعوية متوازنة يتوافق فيها الفكر مع العمل ، ويقترن فيها العلم بالسلوك ، حياة تجلي في توازنها الفكر الثاقب ، والعطاء النير ، والإسهام العميق ، والمدد الغزير في ميادين الحياة كافة ، امتداد في العلم والدعوة والتربية والتوجيه ، شمل أصقاعا عريضة من العالم الفسيح من خلال أثره الفكري المقروء والمسموع ومشاركاته الميدانية في المؤتمرات والمجامع والحلقات والمنابر والمجالس واللجان ، رئاسة وأستاذية وعضوية ، إنه رجل شاء الله أن يقع على كاهله ، أعباء جسام في الدعوة والإرشاد والبحث العلمي والإفتاء ، وخدمة قضايا المسلمين كافة .
إن العطاء والتوازن والتثبت في حياة الشيخ وسيرته - علما وتعليما ودعوة - جلي بارز من خلال الرصد للقنوات التي صبغت عطاء الشيخ وأطرت أثره في إطار متميز ، ولعل ذلك يتبين من هذه القنوات الثلاث الكبرى :
الأولى : الإيمان العميق ، والعقيدة الراسخة في الله ورسوله وكتابه ودين الإسلام ، وأثر ذلك في سيرته ومسيرته ، سلوكا حسنا ، وورعا وزهدا ، وصدقا في اللهجة ، وحبا للناس ، وثقة متبادلة وعطفا ورقة ، وكرما وبذلا.
الثانية : التأصيل العلمي المبني على أصلي الدين : الكتاب والسنة فالشيخ يحفظ القرآن كله ويتدبره ، ويحفظ الكثير من السنة ويفقهها ، فهو دائم التلاوة للقرآن بتدبر ، قدير في الاستحضار للسنة بتفهم ، سريع الاستشهاد بها ، ملتزم للاسترشاد بنورهما ، مع دعوته الظاهرة في كل مجلس وناد للأخذ بهما والرجوع إليهما والحث على مداومة قراءتهما ومطالعتهما ، وحفظ المتيسر منهما .
الثالثة : روح الاجتهاد والاستنباط المنبثقة من الفقه المتين والدارسة الواعية والفهم العميق والفكر المستنير مع الإحاطة البينة بمقاصد الشريعة وأصولها وقواعدها وضوابطها . ومن يسبر ذلك ويرصده في حياة هذا الإمام يدرك وضوح الطريق عنده ، وانسجامه مع نفسه ، ومن حوله في توافق سوي وسيرة معتدلة ونهج قويم . هذا هو الشيخ الذي يزكو شكره ، ويعلو عند أهل العصر ذكره ، ويعني الأمة أمره .
الصنعية عنده واقعة موقعها ، والفضيلة إليه سالكة طريقها ، إن أوجز في الموعظة كان شافيا ، وإن أطنب كان مذكرا ، وإن نبه إلى ملاحظة فهو المؤدب المؤدب ، وإن أسهم في التوجيه فهو المفهم ، واضح البيان ، صادق الخبر ، بحر العلوم ، نزهة المتوسمين ، خصيم الباطل ، نصير الحق ، سراج يستضيء به السالكون ؛ لين العريكة ، أليف مألوف ، يرفق في أعين الناس صغر الدنيا في عينه ، لا يتطلع إلى ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد ، متحكم في سلطان شهوته ، لا تدعوه ريبة ولا يستخفه هوى خارج من سلطان الجهالة ، لا يقدم إلا على غلبة ظن في منفعة ، لا يرى إلا متواضعا ، وإذا جد الجد فهو القوي الغيور ، لا يشارك في مراء ، ولا يلوم إذا وجد للعذر سبيلا ، لم ير متبرما ، ولا متسخطا ولا شاكيا ، ولا متشهيا ، لا يخص نفسه باهتمام دون إخوانه ، واسع الشفاعة ، طويل يد العون .
هذه إلماحات من سيرته ، وإشارات إلى ظاهر حاله ، والله ربنا وربه ، وهو حسبنا وحسبه . فعليك أيها النبيل بالأخذ بمجامع المحاسن إن أطقت ، إن عجزت ، فأخذ القليل خير من ترك الجميع ؛ ولله الحجة على خلقه أجمعين .
حفظ الله شيخنا ، وألبسه لباس الصحة والعافية ، وأبقاه ذخرا للإسلام وأهله .

أمل محمد 09-21-2010 06:08 AM

كلمة معالي الدكتور : عبد الله بن عمر نصيف - رعاه الله -

كلمة معالي الدكتور / عبد الله بن عمر نصيف - رعاه الله - نائب رئيس مجلس الشورى

الحمد لله المنعم المتفضل ، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبي الهدى ، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى ؛ وبعد : فعندما طلب مني الكتابة عن شيخنا سماحة الشيخ / عبد العزيز عبد الله بن باز - حفظه الله ورعاه - انتابني شعوران : شعور المشفق الواجل الذي لا يستطيع أن يوفي هذا العالم حقه ، أو أن ينزله مكانته اللائقة به في سجل أعلام الأمة ورجالاتها ، والشعور الثاني هو الخوف من أن أكتم علما أعلمه عن جزء يسير من حياة الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز وسيرته ، وقد قيض الله لي أن أعايشها وألمسها عن قرب ، وقد تغلب الشعور الثاني إدراكا مني بالواجب والأمانة التي يسألني الله عنها يوم القيامة ، وكذلك المحبة التي هي له في نفسي وفي نفوس كل من يعرفه ويقدره ويحترمه ، وهم أكثر من أن يحصوا .
لقد عرفت الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز منذ كنت طالبا في المرحلة الإعدادية عند زيارته لجدي الشيخ محمد بن حسين نصيف - رحمه الله - في منزله في جدة ، أو لقائه مع جدي في المدينة المنورة ، عندما كان الشيخ رئيسا للجامعة الإسلامية ، ثم بسماعي لبعض دروسه ومحاضراته في مراحل لاحقة .
ولقد لفت نظري علمه وتواضعه وإجماع الناس على احترامه وتقديره ؛ وقد تأثرت بحادثة وقعت عندما ألقى الشيخ / محمد متولي الشعراوي محاضرة في المدينة عام 1392 هـ ، أقيمت بمناسبة تأسيس الندوة العالمية للشباب المسلم ، وكنت مرافقا لضيوف الندوة عند زيارتهم للمدينة بعد انتهاء البرنامج الأساسي في الرياض ، فقد تحدث الشيخ الشعراوي لمدة ساعة ونصف على الأقل عن مكانة المرأة في الإسلام ، وبعد انتهائه من المحاضرة علق سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز على إحدى عشرة مسألة وردت في المحاضرة ؛ رتبها حسب موقع ورودها في المحاضرة ، وناقشها بموضوعية علمية ، وفق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، مما أثار إعجاب الحاضرين بكل الملكات التي مكنت الشيخ من القيام بذلك .
ولقد عايشت سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في رئاسته لعشر اجتماعات للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي ، ومثلها للمجلس الأعلى للمساجد بالرابطة ، وست اجتماعات لاجتماع المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي ، وغير ذلك من اللقاءات والندوات والمؤتمرات التي أقيمت في الرابطة أو خارجها ، خلال عقد من الزمان أو يزيد فكان حفظه الله مثاليا في مقدرته على إدارة الجلسات ضبطها والتعليق على الكلمات باقتدار وتواضع وتوجيه النقاش لكي يكون إيجابيا منتجا مع إنزال الناس مكانتهم ، وتحمل من يشتط منهم في الرأي ، أو يحتدم في النقاش ، دون تجريح أو انتقاد في غير محله ، مع احترام الآراء وإعطائها حقها من النقاش بسعة صدر وطول بال ، وإعطاء أقوال العلماء من سلف الأمة وأئمتها مكانتها اللائقة دون تعصب لمذهب دون الآخر ، بل كان يؤكد أكثر من مرة أن مجالس رابطة العالم الإسلامي تمثل المسلمين في كل مكان باختلاف مذاهبهم الفقهية ومدارسهم العلمية ، وهذا يجب أن يوضع في الاعتبار ، وإن الترجيح يجب أن يكون للرأي المدعم بالنص من الكتاب والسنة والإجماع ؛ كذلك فإني ترددت على منزله العامر عشرات المرات ، فالمنزل مفتوح للقاصي والداني ، والمائدة ممدودة باستمرار ، لكل الحاضرين والدعوة مفتوحة لكل زائر من خارج البلاد وداخلها ، كما أن أصحاب الحاجات من طلبة العلم وأبناء السبيل وغيرهم يملئون رحبات الدار ليلا ونهارا ، لا يجدون من الشيخ إلا كل رحابة صدر وحسن استقبال وسعي حثيث لتحقيق المطالب وتفريج الكربات ، والشفاعة الحسنة لدى أولي الأمر والمسئولين أو إلى رجال الأعمال والمحسنين ،
ورغم كل الزحام وكثرة الواردين فلم يتخلف الشيخ عن الرد على فتاوى الناس واستفساراتهم حضوريا وهاتفيا أو بالبريد في كل يوم ، كما أنه كان يخلو إلى نفسه للعبادة وقراءة القرآن أو الاستمرار في طلب العلم - حسب تعبيره - بقراءة الكتب والاستزادة من العلم والمعرفة ، فوقته كله لله عز وجل ، ليس له فيه لحظ نفسه نصيب ، فقد زهد في الدنيا ، وسعى لما عند الله مما هو خير وأبقى .
وبعد : فهذا قليل من كثير ، وغيض من فيض ، استطعت أن أعبر عنه في هذه الكلمة المتواضعة لقد تعلمت منه الشيء الكثير وأسأل الله عز وجل أن يجزيه خير الجزاء في الدنيا والآخرة ، وأن يمد في عمره ويجعله ذخرا للإسلام والمسلمين ، ومقصدا لطلبة العلم وأصحاب الحاجات والمكروبين ، وأن ينفع بعلمه الإسلام والمسلمين.
والله ولي التوفيق والهادي إلى سواء السبيل .

أمل محمد 09-21-2010 06:09 AM

كلمة معالي الدكتور: راشد الراجح الشريف

كلمة معالي الدكتور : راشد الراجح الشريف عضو مجلس الشورى ورئيس النادي الأدبي بمكة

الحمد لله ولي من أطاعه واتقاه ، ومذل من خالف أمره وعصاه ، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير ، نبينا وسيدنا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد :
- فإن سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، مفتي عام المملكة العربية السعودية شخصية إسلامية بارزة ، ليست في حاجة إلى تعريف ، كما قيل " المعرف لا يعرف " فهو العالم العلامة ، والحبر الفهامة ، نشأ - حفظه الله - في بيئة إسلامية ملتزمة مستقيمة ، وطلب العلم صغيرا ، على أيد جهابذة فضلاء ، وأساتذة علماء ، وعلى رأسهم سماحة مفتي الديار السعودية - سابقا - الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - طيب الله ثراه - ، وغيره من الفقهاء ، والعلماء والمشايخ الأفذاذ ، المتخصصين في علوم العقائد والشريعة واللغة ، ولقد أحسن الأخذ . والفهم ، واطلع على كثير من كتب العقائد والتفاسير ، وتراجم الرجال ، وعلوم الحديث والمصطلحات ، كما تتبع أقوال العلماء والفقهاء ، في مظانها ، وخلص بذلك إلى استنباطات بديعة ، واختيارات فقهية راجحة ، مستنبطة من الكتاب والسنة ، اللذين هما المصدران الرئيسان والوحيدان لهذه البلاد ومحاكهما - حرسها الله من كل سوء - .
وسماحة الشيخ إلى جانب ذلك كله يقوم - أمده الله بعونه - برئاسة هيئة كبار العلماء ، ورئاسة مجالس الرابطة الإسلامية ، وغير ذلك من الأعمال الصالحة - جزاه الله خيرا - .
إن الشيخ عبد العزيز بن باز شيخ جليل ، وعالم فاضل ، اتسم بسعة الاطلاع ، وحسن الفهم ، وجلاء البصيرة ، رزقه الله خلقا فاق الكثير من أمثاله ، وكرم نفس عز في هذا الزمان ، بابه مفتوح للكبير والصغير ، للغريب والقريب ، لا يرد طالبا ، ولا ينهر سائلا .
تشرفت بالإنصات إلى كثير من محاضراته القيمة ، ودروسه المفيدة ، وإجاباته الشافية ، فكانت بلسما يداوي الجراح ، من يد نطاسي يشخص الأدواء ، ويصف لها الدواء الناجع ، بارك الله في حياته وأمد في عمره .
ولقد صدق ذاك حينما قال : العلم مؤنسه والله يحرسه ما كان مجلسه للقيل والقال حفظ الله شيخنا الجليل سماحة الوالد الشيخ / عبد العزيز بن عبد الله بن باز ، وأمد في عمره ، معلما وداعية ، إلى الحق ، ومدافعا عن حياض الشريعة الغراء ، والله من وراء القصد .

أمل محمد 09-21-2010 06:09 AM

كلمة فضيلة الشيخ: عبد الله بن حمد الشبانة

كلمة فضيلة الشيخ: عبد الله بن حمد الشبانة- حفظه الله - الوكيل المساعد لشئون الدعوة والإرشاد بوزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

لقد منح الله شيخنا الجليل عددا من المزايا ، وأنعم عليه بعدد من الصفات التي قل أن تجتمع في شخص واحد ، كحسن الخلق وكرم النفس ، والتواضع الجم وأدب الحديث ، وأدب الاستماع ، والعناية بشئون المسلمين ، وقضاء حوائجهم ، والتلطف مع كل واحد - صغيرا كان أم كبيرا - ، إضافة إلى الذكاء والأريحية وغزارة العلم وكثرة الاطلاع مع الصبر وقوة الإرادة ، والتحمل وعظيم الثقة بالله تعالى ، ودوام الاعتماد والالتجاء إليه ، وحسن الظن به سبحانه .
وسماحته حريص على نفع المسلمين ، توجيها ونصحا وتعليما وإرشادا - فهو مع كبر سنه - متع الله المسلمين ببقائه دائم التدريس لعدد من العلوم النافعة في حلقات من طلبة العلم الحريصين على الاستفادة من هذا العلم الشامخ .
ولا يألوا سماحته جهدا لي تتبع أحوال المسلمين ، وملاحقة شئونهم في جميع البلدان الإسلامية فيفرح ويسر ، لما يسرهم ويحزن ويهتم لكل ما يحزنهم ويهمهم ، فكل هذه الصفات الطيبة مجتمعة في سماحته وغيرها كثير مما من الله عليه ، فأصبح بذلك نموذجا يحتذى به ، ومثالا فريدا في عصره ، ومحل ثقة جميع الناس تقريبا ومحبتهم - من رآه أحبه ومن سمع به اشتاق إلى رؤيته - .
وأما عن اهتمامه بالدعوة ، فالدعوة هاجسه في الليل والنهار ، وحيثما كان وأينما حل ، لا يفتأ يمارسها قولا وعملا ، ويدعمها ويقف بجانبها ، يحث على القيام بها ويدعو إلى إثرائها على طريقة أنبياء الله ورسله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فهو بحق أبو الدعوة والدعاة في هذا العصر وكفى بذلك شرفا وفخرا . إنه يتابع أخبار الدعوة والدعاة ، ويعتني بشئونها وشئونهم ، ويعمل على تذليل ما قد يعترض طريق الدعوة من عقبات أو عراقيل في كل مكان .
وأما العلم قد أكرمه الله بذكاء نادر وحرص على طلب العلم شديدة فسعى إليه منذ نعومة أظفاره ، فحفظ القرآن الكريم في بداية حياته ، وأقبل على مختلف العلوم النافعة ، ينهل منها من أمهات الكتب فيها ، في حلقات علمية ، يقوم عليها علماء أجلاء من رجال الدعوة وعلمائها الأفاضل في هذه البلاد ، وكان عالمها آنذاك سماحة الشيخ / محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - مفتي البلاد ورئيس قضاتها فتتلمذ عليه سماحته زمنا ، وقد نفع الله بعلم شيخنا - أمد الله في عمره - فألف وكتب العديد من الرسائل وتتلمذ عليه عديد من طلبة العلم الحريصين على الاستفادة من علم سماحته ومواهبه ومازالوا .
وأما في الفتيا فوهبه الله عز وجل إضافة إلى العلم ورعا وتقوى ، وخوفا من الله عز وجل ، يدعو صاحبه إلى التثبت والتحقيق في كل ما يفتي به ، مع رغبة شديدة في التيسير على المسلمين فيما لا يعارض نصا قطعيا من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو يخالف معلوما من الدين بالضرورة ، مما جعل كل صغير وكبير ورجل وامرأة يثق به ويعول عليه في إفتائه ويقتنع كل الاقتناع إذا كانت الفتوى صادرة عنه ومنه .
وقد ولي سماحته القضاء زمنا طويلا قارب العشرين سنة فكان فيه مثال القاضي الورع الزاهد المتعفف التقي النقي الحريص على إيصال الحقوق لأصحابها ، ومنع المظالم وتطبيق شرع الله سبحانه على عباده .
أمد الله في عمر سماحته ، ومتع المسلمين ببقائه ، وأكثر من أمثاله .
- والله ولي التوفيق .

أمل محمد 09-21-2010 06:09 AM

كلمة فضيلة الشيخ : سليمان بن محمد المنها - حفظه الله

كلمة فضيلة الشيخ : سليمان بن محمد المنها - حفظه الله - الرئيس المساعد لمحاكم مكة المكرمة

لقد قيض الله - عز وجل - لهذه الأمة المحمدية ، في جل أعصارها ، رجالا أفذاذا ، وعلماء ربانيين ، يجددون لها ما خلق في قلوب العباد من أمور الدين ، ويعيدون فيها بناء ما اندرس من معالم الشريعة ؛ يحملون راية التوحيد والسنة ، ويكشفون عوار الشرك والضلالة والبدعة ، يحيون فيها رسالة المرسلين وميراث النبيين ، من الدعوة إلى الله ونصح المسلمين ، والقيام على حدود الله والذب عن حرمات الدين .
تخلقوا بأخلاق النبوة وتأدبوا بآداب الشريعة ، فدعوا العباد إلى الله تعالى بأقوالهم وأفعالهم ، فهم العدول حيث ورد في الحديث قوله : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين " .
والحديث عن سماحة الوالد الشيخ عبد العزيز بن باز - كما أحسبه ولا أزكي على الله أحدا - حديث عن هذا الصنف المبارك من تلك الصفوة المذكورة ، التي أرادها الله أن تكون منارا للمسترشدين ، ومثلا حيا للمتخلقين بأخلاق القرآن .
ومهما سطر اليراع من القوافي والمنثور ، في وصف حاله ، وذكر فضائله ، فهو مقصر فقلد طوفت الآفاق ، وسارت بها الركبان ، وشهد بها القاصي والداني .
فجدير بشباب الأمة ، وجمهور المتعلمين أن يستفيدوا من تلك الخلال ، ويقطفوا الثمرة من تلك الأقوال والأفعال بالملازمة والطلب ، والجثي على الركب .
وحسبنا من المكافأة على الصنيع لما أسداه سماحته في البذل لهذا الدين ، أن ندعو المولى العظيم بأن يرزقه العمل السديد في العمل الرشيد ، وخاتمة على التوحيد ثباتا على الحق حتى الممات ، إنه سميع مجيب .

أمل محمد 09-21-2010 06:09 AM

من سجايا شيخنا ابن باز

من سجايا شيخنا ابن باز
بقلم فضيلة الشيخ / عبد الله بن مانع الروقي محافظة الشيخ على السنة وآدابها :
شيخنا عبد العزيز بن باز - حفظه الله - يسير على منهاج السلف علما وعملا وعقيدة ، فمن سره أن ينظر إلى سلفي حقا فلينظر إلى هدى شيخنا وسمته ، فأدبه في الدرس واللباس والجلوس ودخول المسجد والخروج منه والأكل والشرب والمحادثة كله على نظام السنة حتى في لبس النعل يبدأ برجله اليمنى ويخلع مبتدئا باليسرى.
وشيخنا - حفظه الله - من أذكياء العلماء ، فله ذهن وقاد ونظر ثاقب وربما استصعب الأمر على الطلاب كلهم والمشايخ ، فيعيد ويكرر حتى يتضح الأمر ويبين أصل المسألة ويسهلها على الطالب ، أشكل علي مرة فهم بعض الأحاديث فسألته عنها فكرر علي وقال لي فهمت فقلت : نعم ، وقرئ على شيخنا مرة حديث لجرير بن عبد الله البجلي وأخذ المؤلف يسرد الأسانيد إلى جرير فقرأ القارئ الأسانيد إلى قوله عن جرير به . أي بالحديث فتصفحت على القارئ فقرأ عن جويرية فقال الشيخ عن جرير به!
علم شيخنا بالرجال :
وشيخنا معدود من المحدثين في هذا العصر ، فالصحيحان والسنن تقرأ عليه من دهور فيختم الكتاب ويعيده وهكذا وقلما يفوته حديث في الكتب الستة ، وقلما يعزب عنه اسم رجل ، وشيخنا مستحضر . لجمهور أحاديث الكتب الستة خاصة أحاديث الأحكام ، ومستحضر لجمهور - رجالها خاصة من تدور عليهم الأسانيد ، وقلما يأمر بالبحث عن اسم رجل وعن الجرح والتعديل فيه وسمعته ما لا أحصي يسأل عن أحاديث فيذكر درجتها وسبب الضعف إن كانت ضعيفة .
قوة ذاكرة الشيخ :
يقرأ على شيخنا كتب السنة وكتب أئمة الإسلام فيقف القارئ ويبتدئ الشيخ الكلام ، فربما سرد الأحاديث المقروءة وشرحها حديثا حديثا ، ويذكر كلام العلماء في الكتاب المقروء وينبه على ما فيه إن كان فيه غلط مع العلم أن هذا في بداية القراءة وقد قرأ الطالب بعدها أحيانا صفحة ، فينبه الشيخ على كلام المؤلف في أول القراءة .

أمل محمد 09-21-2010 06:09 AM

منهج ابن باز في التعامل مع المخالفين

هذا هو منهج ابن باز في التعامل مع المخالفين بقلم فضيلة الشيخ / فهد بن عبد الله السنيد
لقد سررت كثيرا بالتحقيق النافع الذي نشرته مجلة " الدعوة " عن دروس سماحة شيخنا عبد العزيز بن باز في العدد 1638 وأحببت أن أشارك معقبا حول هذا الموضوع فأقول :
الشيخ - حفظه الله - من بقية السلف الصالح ، فهو زاهد ورع عامل بالسنن القولية والفعلية ، من الذاكرين لله كثيرا ، محافظ على الأذكار الصباحية والمسائية وغيرها ، فقد رأيته أكثر من مرة بعدما يصلي راتبة الفجر يذكر الله حتى يقيم المؤذن لصلاة الفجر وكذلك رأيته أكثر من مرة في درس يبتدأ القارئ الدرس والشيخ - حفظه الله - في شغل مع الأذكار نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا .
رأيته كثيرا إذا أذن المؤذن أقبل على إجابة المؤذن وترك ما كان فيه , تدهشني رحابة صدر الشيخ - حفظه الله - مع السائل وغير السائل حتى إنه ليأتيه الرجل من آحاد الناس فيسأله عن حاله وحال أولاده إلى غير ذلك مع كثرة مشاغله - حفظه الله - .
جاء مرة ذكر كتاب ابن القيم " السماع " فسأل الشيخ رحمه الله - هل هو مطبوع ؟ فقلت له : نعم ، فطلب نسخة من الكتاب ، فاشتريت نسخة من الكتاب وكان الشيخ قد سافر إلى الطائف فأتيته في منزله وهو خارج يريد الصلاة فسلمت عليه وأعطيته الكتاب فسأل - حفظه الله - عن ثمنه . . فقلت له هذا هدية - حفظك الله - فأصر - حفظه الله - عن ثمنه . . فقلت له هذا هدية - حفظك الله - فأصر - حفظه الله - على معرفة ثمنه وقال لي :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويثيب عليها وهذا من إثابتها فأخبرته بثمنه فأمر أحد موظفيه فأعطاني الثمن .
كان الشيخ - حفظه الله - بكاء ، وكان كثيرا ما يبكي عند حادثة الإفك وعند قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه " من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حتى لا يموت " .
منهج الشيخ - حفظه الله - مع المخالف ينقسم إلى قسمين : -
1 - أن يكون المخالف قد خالف مخالفة صريحة للكتاب أو السنة أو الإجماع ، فهنا إذا رد عليه الشيخ فإنما يرد عليه بأسلوب رفيع وأدب تام مع بيان الأدلة من الكتاب والسنة المدحضة لقوله ويأتي - حفظه الله - بعبارات تنم عن خلق رفيع . كقوله " هداه الله " . و " عفا الله عنه " .
2- أن يكون المخالف قد خالف في مسألة الاجتهاد فيها مصرح ، فهذا لا يرد عليه الشيخ إنما يذكر القول الذي يرجحه بالأدلة ويضعف أدلة القول الآخر إن وجدت ولا يأتي - حفظه الله - بعبارات التعنيف والتكبيت والتشنيع ، فليت أهل العلم في عصرنا نهجوا هذا المنهج ليغلقوا بذلك بابا عظيما ولج منه الشيطان أعاذنا الله عنه وإخواننا المسلمين .

أمل محمد 09-21-2010 06:09 AM

هذه مشاهداتي في دروس سماحة المفتي

هذه مشاهداتي في دروس سماحة المفتي بقلم الشيخ: عبد العزيز بن محمد السدحان

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فتجاوبا مع مجلة " الدعوة " المباركة ونزولا عند رغبتها في كتابة نبذة عن سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حفظه الله تعالى ووفقه لما يحبه ويرضاه . . - آمين
فأقول : في عام 1397 هـ تقريبا أكرمني الله تعالى وأنعم علي بالتشرف والتتلمذ على يدي سماحة الوالد الشيخ عبد الله العزيز بن باز . فإن رأيت لم ترى إلا خيرا وإن سمعت لم تسمع إلا خيرا . تري رجلا يتمثل السنة في قوله وفعله ولباسه .
دروسه تغشاها الهيبة من حيث وقار الشيخ والإنصات من طلابه والمواظبة على المتابعة في أثناء الدرس . والإصغاء التام لكلام سماحته حتى يخيل إليك أن مجلسه كمجلس عبد الرحمن بن مهدي - شيخ الإمام أحمد - ذلك المجلس الذي وصفه أحمد بن سنان بقوله : " كان عبد الرحمن بن مهدي لا يُتحدث في مجلسه كأنهم في صلاة " . تذكرة الحفاظ ص 331 . ناهيك عن جلد الشيخ وصبره على الجلوس الطويل للطلاب . فضلا عن سعة صدره ورحابة نفسه في تحمل كثرة الأسئلة .
وكان شيخنا يلقي علينا بعض الأسئلة في الفرائض ويطلب الإجابة عليها . ومما تميز به سماحته في دروسه ومحاضراته وكتاباته تعظيمه للنصوص الشرعية والوقوف عندها والأخذ بالدليل - متى صح - وعدم الالتفات إلى ما سواه من مذهب أو عادة أو اشتهار أمر ، ولله دره . فكم أحيا الله به سننا وأمات به بدعا وأزل به جهلا .
ومما تميز به سماحة شيخنا : الحافظة العجيبة والاستحضار السريع ، وإذا أردت مصداق ذلك فاستمع إلى سرده للآيات والأحاديث التي يستشهد بها في محاضراته وندواته ، ولو أدركه الإمام الذهبي أو علم عنه لترجم له في كتابه " تذكرة الحفاظ " .
كان شيخنا ولا يزال سريع الدمعة تسبق عبراته عباراته في كثير من المواقف مما يضفي على كلامه ومجلسه شعورا روحانيا وخاصة عند مواقف السيرة النبوية على صاحبها أتم الصلاة والتسليم .
ومن صفات شيخنا أيضا سعة الصدر وعدم الضجر والسآمة من كثرة السائلين مع أن بعض الأسئلة قد يتكرر في المجلس الواحد مرارا . وخيمته في الحج خير شاهد على ذلك .
ومن صفاته التواضع الجم ، فتحسب إنك إذا جلست بجواره أو تكلمت معه كأنك أمام شخص من أمثالك . وما ذاك إلا لسمو أخلاقه وعدم ترفعه على جليسه ، بل إنك تعجب إذا قام سماحته يسأل من في المجلس من المشايخ أو طلبة العلم عن بعض الإشكاليات التي قد ترد عليه من السائلين وهكذا العلماء الربانيون .
الكرم ، صفة غالبة ، لا ، بل دائمة في الشيخ متوفرة فيه أبدا . قال صلى الله عليه وسلم : خيركم من أطعم الطعام أخرجه الإمام أحمد والحاكم ، عن صهيب رضي الله عنه . وأحسب أن إمامنا وشيخنا ابن باز ممن ضرب مثالا في الكرم أتعب به من عاصره وفاق به من قبله فيما نسمع . فلا تكاد مائدته تخلو من أحد ، بل لو حلف أحد على عدم خلو مائدته من أحد فاحسب أنه لا يحنث . . شاهد المقال أن كرم الشيخ قد زاد خيريته عند الناس .
يشعر من جالسه وقرب منه أنه أحب الناس إلى الشيخ وذلك من خلال حفاوة الشيخ بجليسه وسؤاله عن أحواله الخاصة والعامة وايم الله : كم يغبط المرء نفسه إذا أحاطه الشيخ بالسؤال والدعاء .
حرص الشيخ على الفائدة أمر عجاب . يعجب المرء من شدة حرص الشيخ على الفائدة والإنصات التام من سماحته عند سماعها وطلبه الاستزادة من القراءة فيما تعلق بها . بل قد يكلف سماحته الباحث أو القارئ بزيادة التتبع والاستقراء لأجزائها . شاهد المقال هنا أن سماحة الشيخ قد شارك بلسان الحال الإمام الشافعي بلسان المقال . عندما سئل - الشافعي - رحمه الله تعالى فقيل له : كيف شهوتك للعلم ؟ قال : أسمع بالحرف - مما لم أسمعه - فتود أعضائي أن لها أسماعا تتنعم به مثل ما تنعمت الأذنان .
فقيل له : كيف حرصك عليه ؟ فقال حرص الجموع المنوع في بلوغ لذته للمال . فقيل له : فكيف طلبك له ؟ فقال : طلب المرأة المضلة ولدها ؛ ليس لها غيره .
البركة في الوقت
يرى المرء أثر تلك البركة في برنامج الشيخ اليومي . فالأعباء العلمية والوظيفية التي يقوم بها الشيخ لو قسمت على مجموعة من الموظفين لكفتهم ، بل كفتهم ومع ذلك كله ترى وقت الشيخ مباركا فيه في تنظيمه وترتيبه ، ويزيدك عجبا إذا رأيته مع كثرة مشاغله يسعى جاهدا لإدخال السرور على المسلمين من حيث حضور الأعراس أو عيادة المرضى . ذلك الفضل من الله .
القبول الجميل عند جميع طبقات المجتمع ، بل تعدى الأمر مجتمعنا وأصبح قبول الشيخ في غالب العالم الإسلامي وهذه منقبة فريدة يكاد الشيخ أن يتفرد بها عن جميع علماء العصر ، فلا أعرف - حسب علمي وسؤالي - أن إماما وضع له القبول كما وضع لسماحة شيخنا ابن باز فسمعته ومحبته لا يشق لها غبار .
أخيرا : أوصي طلبة العلم الذين لم يحضروا حلقات الشيخ ودروسه أن يسارعوا بالتشرف والجلوس عند ركبتيه والحرص على ملازمة دروسه . ولئن كان المحدثون يشدون الرحل في طلب الإسناد العالي ، فالجلوس مع الشيخ وحضور دروسه والسماع منه مباشرة قد يكون من الإسناد العالي ، إذ الشيخ يعتبر شيخا لجميع المشايخ المعاصرين حقيقة أو حكما . فسماع اختياراته وفتاواه منه مباشرة من الظفر العلمي الذي ينبغي أن يحرص عليه طالب العلم .
ويطيب لي عند هذه الوصية أن أشكر فضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك الذي ضرب مثالا يحتذى - مع تقدمه في العلم والسن - لكثير من طلبة العلم في حرصه على العلم والجلوس في حلقاته وقد أثر الشيخ عبد الرحمن بحضوره على عدد غير قليل من طلبة العلم ، فليهنك العلم والأجر يا شيخ عبد الرحمن .
من حرص الشيخ على البحث :
في عام 1398هـ أو 1399هـ كلفني سماحته ببحث حديث عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات فرضهن الله فنقلت أسانيد الحديث من عشرين مرجعا تقريبا ومن السنن والمسانيد - فلما أكملت البحث وأحضرته إلى سماحته بعد صلاة العشاء بدأت القراءة عليه بعد طعام العشاء وفي أثناء القراءة كأن يأمر بقراءة بعض التراجم من كتب الرجال فلما شارفت عقارب الساعة على الثانية عشرة تغشاني النعاس فشعر الشيخ بذلك فاستأذنته في الانصراف فأذن أثابه الله تعالى وقال لي جملة كلامية مفادها : أسهرناك هذه الليلة أو نحوها .
وأخيرا : أقول لسماحة شيخنا : لقد تعلمت فعملت وعلمت . فجزاك الله عن المسلمين خير ما جزى شيخا عن طلابه ومجتمعه وأمته .
وشكر آخر لمجلة الدعوة على هذه الطرح المبارك الذي تحيا به سير الأئمة الأعلام . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .


الساعة الآن 06:52 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team