منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الدراسات الأدبية والنقدية والبلاغية . (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=7)
-   -   مرآة العصر لسير أهل الشعرو النثر! (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=11522)

عبده فايز الزبيدي 05-26-2014 02:48 PM

الدكتور سمير العُمَري
هو أبو حسام سمير بن إسماعيل العمري، و العمري بعين مضمومة و ميم مفتوحة ، ولد في عام 1964 ميلادية في أحد مخيمات اللجوء في قطاع غزة في فلسطين أبوين مهاجرين من قضاء عسقلان، ويعود نسبه إلى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله غنه. - نشأ عصاميا يعيل أسرته الممتدة وأقاربه بالعمل في أغلب المهن والحرف دون أن يؤثر ذلك على تحصيله الدراسي المتفوق. - حصل على الدرجة الجامعية في علم الصيدلة وعمل في هذه المهنة منذ ذلك الحين. - تفرغ تماما للعمل الثقافي منذ العام 2008 ميلادية. - متزوج وله ثلاثة أولاد وثلاثة بنات. - هاجر للسويد العام 1998 ميلادية نتيجة ظروف معينة وحصل على الجنسية ويقيم فيه وأسرته منذ ذلك الحين. السيرة الأدبية: - مفكر ذو رؤية فلسفية تعتمد الوسطية وتميل للمثالية وصاحب هم إنساني ممتد. - شاعر من الطراز الأول وذو بصمة فريدة ، يمازج بين أصالة الأسلوب وحداثة المضمون ، ويكتب الشعر بلغات ثلاث وإن امتاز في العربية. - كاتب نثر وقصة وصاحب أسلوب رائد فيهما. - بدأ الكتابة الأدبية مبكرا وولدت أول قصائده الناضجة قبل أن يتم السادسة عشر من عمره. - مهتم بالعمل الثقافي وسبل تطوير المشهد الأدبي والفكري على وجه الخصوص. الإنجازات: - له رصيد شعري يزيد عن عشرة آلاف بيت شعري والكثير من المقالات الفكرية والإنتاجات الأدبية والقصصية حتى اللحظة. - نشر ديوانا شعريا في بدايات حياته بعنوان ترانيم شاعر ولأسباب فنية وإدارية لم يقم بطبع دواوين أو أية إصدارات له منذ ذلك الحين. - نشرت له العديد من القصائد في عدة مجموعات شعرية مختلفة يكون له فيها غالبا نصيب كبير. - نشر له العديد من المقالات والقصائد في عدة صحف ومجلات عربية وأجنبية ومواقع على الشابكة. - نشر العديد من المقالات النقدية والدراسات الأكاديمية حول شعره. - مؤسس ورئيس رابطة الواحة الثقافية ومدير ملتقاها على الشابكة ، والتي تمثل حالة ناهضة بالمشهد الأدبي العربي بشهادة كل المنصفين. - قام بطباعة عدة إصدارات أدبية مشتركة لأعضاء رابطة الواحة الثقافية. - تم تكريمه من قبل عدة مؤسسات رسمية ومنظمات ثقافية. الأنشطة: - شارك في العديد من الأمسيات الشعرية واللقاءات الثقافية والمهرجانات الجماهيرية. - تم استضافته في عدة قنوات تلفازية فضائية عربية في برامج أدبية وثقافية. - تم استضافته في قنوات تلفازية وإذاعية سويدية في برامج ثقافية وسياسية. - قام بعدة لقاءات إذاعية أدبية وثقافية. - أجريت معه العديد من اللقاءات الصحفية العربية والسويدية في الجوانب الثقافية والسياسية. - المؤسس الأساسي للاتحاد العالمي للإبداع الفكري والأدبي.
من شعره:
1. من قصيدة قال فيها عن نفسه:

أَنَا السَّمِيْرُ سَلِيلُ الْحَـقِّ مِـنْ عُمَـرٍ
وَابْنُ العُرُوْبَةِ فِي دِيْـنٍ وَفِـي شِيَـمِ

أَنَا النَّصِيْرُ بِكَفِّـي سَيْـفُ ذِي جَلَـدٍ
عِنْدَ النِّزَالِ وَسَيْفُ الشِّعْرِ مِلءُ فَمِـي

أَنَا ابْنُ مَنْ حَفِظُوا بِالسَّيْفِ عِزَّتَهُـمْ
نَبْضُ الكَرَامَةِ يَجْرِي فِي صَمِيْمِ دَمِ
2. و سمير العمري هو صاحب رابطة الواحة الثقافية فيقول عنها و عن هدف تأسيسها:
يَا وَاحَةَ الخَيرِ التِي لَبِنَاتُهَا
شِيْدَتْ عَلَى التَّقْوَى وَصِدْقِ رُؤَاكِ

يَا صَرْحَ عِلْمٍ يَا رِسَالَةَ أُمَّةٍ
تَسْبِي بِمَنْهَجِهَا نُهَى الأَمْلاكِ

فَكَأَنَّهَا أُذُنُ الزَّمَانِ وَعَيْنُهُ
قَدْ كُحِّلَتْ بِالنُّورِ لا الأَحْلاكِ

عَلْيَاءُ لا تَهْوِي بِفَصْلِ خِطَابِهَا
قَعْسَاءُ فَوْقَ مَكَامِنِ الأَشْرَاك




عبده فايز الزبيدي 05-30-2014 03:00 PM

عبدالكريم الفقيه

هو أبو المنذر عبد الكريم بن علي بن محمد بن سالم بن يحيى الفقيه لقبا المَغْلَسِي نسبا الشافعي مذهبا يرجع نسبه إلى قبيلة الزَرانيق التهامية اليمنية وهي من قبائل عك المعروفة، ولد عام 1405هـ في شهر ربيع الآخر ، في قرية الكُرَيْسَا شرق مدينة( بيت الفقيه) بمحافظة الحُديدة .
وقرأ القرآن في بادئ الأمر على يدي والده، ثم ذهب في سن السابعة إلى مدرسة القرية المسماة بالزبير بن العوام وتعلم فيها إلى مرحلة الإعدادية ثم انتقل إلى مدينة بيت الفقيه وتلقى في مدرسة التقوى الثانوية الشرعية بقية المرحلة الثانوية وكانت حين ذاك علوما شرعية من فقه وحديث ونحو وصرف وعقيدة وغيرها من العلوم وحصل حينها على إجازات علمية في صحيح البخاري من طريق الإمام الشوكاني بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأتمم حينها حفظ القرآن الكريم ثم بعد انتهاء مرحلة الثانوية انتقل إلى صنعاء لتكملة المرحلة الجامعية ودرس في جامعة صنعاء قسم الدراسات الإسلامية تخصص قرآن وعلومه ، وتخرج منها عام 2007م ، حفظ حينها عدة متون مثل الملحة وكتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب ونظم الورقات في الأصول للعمريطي ، والرحبية، والبيقونية في مصطلح الحديث ، وسلم الوصول للحافظ الحكمي، وجزءاً من عمد الأحكام في الحديث لابن قدامة المقدسي، وحصل على عدة إجازات في الفقه والنحو كالتنبيه للإمام الشيرازي وشرح التحفة إلى مؤلفه محي الدين عبد الحميد
عضو في رابطة شعراء العرب ، وفي عدة منتديات أدبية ،له مقالات أدبية من ضمنها مقال (عكاظ بوك) وهو مقال في جانب النقد
بدأ محاولاته مع الشعر في المرحلة الثانوية والجامعية .
من شعره:
.................................................. .....

1. قصيدة (كـل الـقلوب ):

--------------
كـــلُّ الـقـلوبِ لــدى أعـيـادك الـوجـدُ
أهـــواكِ يـــا وردةً مـــا مـثـلَـها الــوردُ

قلبي هوى وانتشى من فرحتي طربًا
حــتـى دعـــاكِ لـقـبلاتٍ بـهـا يـشـدو

يـا لـيتني قـربَكم كـنتُ الـجليسَ ولـمْ
ألــق الـهـوانَ و لــم يـطوِ الـهوى بُـعدُ

لــكــنّ قـلـبـي حــزيـنٌ كـــم يـــراودُه
شــــوقٌ كـبـيـرٌ ولــيـلٌ كــلـهُ سُــهـدُ

لـم يـطربِ العيدُ شعري في بُعادكِ إذْ
يــكـادُ يــحـرقُ أوراقـــي لـــك الـوجـدُ

لــلـه أمـــري وهـــذا الـبُـعـدُ يـقـتلُني
كـيـفَ الـسبيلُ إلـى لـقياكِ يـا شــهدُ

يـبقى الوفاءُ بعهدي مـــا حييـــتُ إلى
أنْ يـلقني الـموتُ أو يـطوي بـيَ اللحدُ

.................................................. .

2. قصيدة (نداءعاشقة)

نـــادتْ تـبـادلـني الــغـرامَ تـصـافـيا
مـــن بـعـدمـا نـــاءتْ وطــال تـنـائيا

أقــبــلْ إلــــيَّ فــإنـنـي مـلـهـوفـة
أبــغـي الــوصـال بـضـمـة وتـحـانـيا

قـلـبي تـفـطّر بـيـن غـربـة عـاشق
ودمـوع حـزني فـي الـحشا وفؤاديا

وا لـهفَ نـفسي حـين بـتُ وحـيدةً
أرعــى الـنـجوم ولـيس ثـمّ مـناجيا

وظَـهَرْتَ لـي بـين الـظلامِ كشمعةٍ
تـحكي اشـتعالَ صـبابتي وشـقائيا

أو صــدّح الـشـحرورُ صــرتُ كـأنني
مـمـسـوسة بـيـن الـعـناق شفـائيا

أو حـــرّك الأغـصـانَ عِـطـرُ نـسـائمٍ
حـضـرتْ هـموم الـعاشقين حـواليا
أو يــدفـعُ الــمـوجُ الـعـتـيَّ مـحـارةً
تـاهـتْ كـمـا تـاهـت إلـيـك شـكاويا

لـلـه مــا أقـسـا فـؤادك فـي هـوىً!
لــو كـنـتَ تـعشقُ مـا تـركتَ نـدائيا

فسمعتُ رجع الصوت بين جوانحي
دانٍ إلـــى الأحـشـاء فـيـه هـلاكـيا

فـأجـبـتها رغـــم الـمـسـافة بـيـنـنا
وجـعلتُ صـدق الـحبِّ نحوك حاديا

وغــدوتُ أركــض فـي الـبرية هـائما
كـيـف الـسـبيلُ إلـى لـقائك داعـيا؟

ومـزجـتُ هـذا الـروحَ بـين رحـيقِكم
مــا عــاد لــي طَــوْلٌ لـبُـعدك بـاديا

مــا فــارق الـقلبَ الـجريحَ خـيالُكم
ويـبـيـتُ سـهـراناً لـشـهدك صـاديـا

بـل كـيف يُـدْفَع مـا لـقيت بـهجركم؟
عــــزَّ الـطـبـيـبُ وحـارفـيـه دوائــيـا

يـــا ربــي عـجّـلْ بـالـوصال فـإنـني
دنـِــفٌ بــهـا مـسـتـسلمٌ لـقـضـائيا



...............................
3. قصيدة ( سلام على عمِّي) :
.
ولـــلــه قــبــرٌ بـالـجـروبـة جــاثــمُ
عـلـيـه جــلالٌ واحـتـوته الـمـكارمُ
ســلامٌ عـلـى تـلك الـعظامِ فـإنَّها
رفـــاتُ جـــلالٍ خـلـدتها الـعـظائمُ
فـتـىً كــان مـقـداماً بـغـير مـهابةٍ
وصـولٌ لـذي قـرباه شـهمٌ مـراحمُ
رأيــتُ نـسـاءَ الــدارِ يـبكين حـرقةً
وحــولـك آســـادٌ لــيـوثٌ ضـراغـمُ
إذا حـلّ مـن خـطب تداعوا لنجدةٍ
وسـالـتْ نـفوسٌ تـحتهن جـماجمُ
ولـكـنَّ وقـعَ الـموتِ صـعبٌ دفـاعُه
فـلو جـاء يـومُ الـمرءِ خـانتْ تمائمُ
يـسائلني الأقـوامُ عـنكم ولم أجدْ
جـوابـًا لـهم غـيرَ الـسكوتِ يـلائم
عـلى هولِ هذا اليومِ ناحتْ حرائرٌ
وشُـقـتْ جـيوبٌ تـحتهن الـغلاصمُ
نـبـا بــك سـيـفٌ واعـتـلتك أسـنةٌ
فـشُج لـديك الوجهُ والظهرُ سالمُ
فـلـلـه كــم عـانـيتُ لـمـا رأيـتـكم
فـهـا أنــا مـفـجوعُ الـفـؤادِ ونــادمُ
وإني رأيتُ الداء يسري بجسمِكم
وصـــدرُك مـهـمومٌ وحـزنُـك قـائـمُ
فـلـلـه كـــم عـانـيـتَ داءً وغــربـة
وأمّـــــل أهــلـونـا بــأنـَّـك قــــادمُ
ولــكـنَّ أمـــرَ الله يــجـري بـخـلقه
فــبــادرْ بــأعـمـال فــربـُك راحـــمُ
قـطعنا بـك الأرضين تجري دموعُنا
فـحـنَّ لــك الأجـبالُ مـنها الـتهائمُ
وظـلَّ أديـمُ الأرضِ يـبكي بـحسرةٍ
وكـلُّ غُـصيْنٍ فـيه تـبكي الحمائمُ
فــمـا هـــي إلا أن رأتـْــك خـيـارُنا
فــولـول أحــبـابٌ وخـــارتْ قـوائـمُ
حـنانيك إنَّ الـقلب يـبكيه شـجوةً
بـــدورٌ حــسـانٌ خــدّهـن تـلاطـمُ
ومـا كُـنَ قـبل الـيوم يُبدينَ شعرةً
ولـكـنْ بـهـذا الـيـومِ جـاز الـتزاحمُ
سـلامٌ عـلى عمي الفقيدِ كرامةً
يـظلُّ مـع الأيـامِ مـا ناحتْ حمائمُ
................................................


عبده فايز الزبيدي 05-30-2014 03:35 PM

الشيخ عبدالرحمن الباني
قال عنه تلميذه أيمـن بن أحمد ذو الغـنى و الذي التقاه في الرياض في عام 1422 للهجرة :
(هو عبد الرحمن بن محمد توفيق بن عبد الرحمن بن إبراهيم الشيخ عثمان الباني (نسبة إلى الولي: قضيب البان الموصلي) الحسَني، أبو أسامة، يرجع نسبه إلى الحسن المثنَّى ابن الإمام الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
ولد في حيِّ الدقَّاقين بدمشق في (شعبان 1335هـ/ حَزيران 1917م): علامة ربَّاني، وداعية مصلح، ومربٍّ من طراز فريد، زاهد عابد، وإمام قدوة، سلفي معمَّر، من بركات العصر وبقية السلف الصالح، ونوادر الدهر في الورع والتقوى والاستقامة، ومن الذين يؤثرون العمل بعيدًا عن الأضواء والشهرة، صادق اللهجة، لين العريكة، يألف ويؤلف، من الأمَّارين بالمعروف النهَّائين عن المنكر، بأسلوب يفيض رقة ولطفًا. قارئ نهم مدقق، واسع الاطلاع على التراث العربي والإسلامي المطبوع، يملك مكتبة ضخمة من أكبر المكتبات الخاصة، تحتوي نوادر البحوث والدراسات.
صاحب آراء إصلاحية غير مسبوقة في قضايا التربية الإسلامية، وذاكرة قوية حاضرة.
قضى أكثر من سبعين سنة في ميادين التربية طالبًا ومتعلِّمًا، ومدرِّسًا ومعلمًا، وموجهًا ومفتشًا، ومشرفًا ومنظِّرًا، وخبيرًا ومستشارًا.
أستاذ جامعي مرموق، ومن علماء العربية المعدودين. يتميز بالتزام الفصحى في حديثه، وبجمال الخط وفق قواعد الرقعة.
درس المرحلة الابتدائية في المدرسة الجوهرية السفَرجلانية، التي أسسها الشيخ المربي محمد عيد السفرجلاني. وتابع المرحلة الثانوية في مكتب عنبر، ومدرسة التجهيز (جودة الهاشمي). ثم التحق بدار المعلمين، وتخرَّج الأول على دفعته، وحصل على شهادة أهلية التعليم سنة 1363هـ/ 1943م.
وبعد تخرُّجه في دار المعلمين ابتعثته وزارة المعارف السورية إلى مصر للدراسة في كلية أصول الدين بالأزهر، فقضى في القاهرة سبع سنين، وأبت همَّته العالية إلا أن يعودَ بأربع شهادات بدل الشهادة. فنال الشهادة العالية لكلية أصول الدين في الجامع الأزهر سنة 1365هـ/ 1945م. وشهادة العالِمية مع الإجازة في الدعوة والإرشاد بالجامع الأزهر 1367هـ/ 1947م. وشهادة ليسانس في الفلسفة من كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًّا) 1369هـ/ 1950م. وإجازة التدريس من المعهد العالي للمعلمين في القاهرة 1370هـ/ 1951م. درَّس قبل ابتعاثه إلى مصر في (مدرسة التهذيب) قرب جامع الحنابلة، و(مدرسة سعادة الأبناء) التي أنشأها الشيخ علي الدقر، و(مدرسة أنموذج عمر بن عبدالعزيز) في منطقة عرنوس.
وبعد عودته من مصر سنة 1951م تولى التدريسَ في دار المعلمين بدمشق، ودار المعلمات، وفي كليتي الشريعة والتربية بجامعة دمشق، سنتين، وكان في كلية التربية مشرفًا على القسم التطبيقي العملي لطلاب الشريعة. ثم عيِّن مفتشًا اختصاصيًّا لمادة التربية الإسلامية، فكان مسؤولاً عن كل ما يتصل بالمادَّة، من اختيار المعلمين الأكفاء لتدريسها، ووضع مناهجها، والإسهام في تأليف مقرَّراتها.
ثم في نحو سنة 1964م انتقل إلى الرياض، فعمل في وزارة المعارف السعودية، وفي إدارة معاهد إعداد المعلمين. وشارك في تأسيس المعهد العالي للقضاء، ووضع مناهجه، بتكليف من الملك فيصل بن عبدالعزيز. وشارك أيضًا في وضع سياسة التعليم بالمملكة، وكان عضوًا خبيرًا في اللجنة الفرعية لسياسة التعليم. ويرى أن هذه السياسة هي وثيقة ثمينة عظيمة النفع متكاملة، أقيمت وفق الشريعة الإسلامية، تصلح لنهضة التعليم في العالم كله.
وأسهم شيخنا في تأسيس مدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة. وكلِّف التدريسَ في كلية الشريعة وكلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، بالرياض، وفي قسم الاجتماع من كلية التربية بجامعة الإمام، وكان عضوًا في لجنة قبول الطلاب لمرحلة الماجستير. وبلغ تدريسه الجامعي زهاء 30 سنة، أشرف فيها على عدد من رسائل الماجستير والدكتوراه، وشارك في مناقشة رسائل أخرى. وكان أولَ من وجه طلاب الدراسات العليا إلى دراسة الفكر التربوي عند أعلام المسلمين في رسائلهم الجامعية، كالفكر التربوي عند الغزالي، وابن خلدون، وابن تيمية، وابن القيم... إلخ.
وأسهم في نحو سنة 1392هـ في تأسيس مدارس (منارات الرياض الأهلية)، وهي مدارس نموذجية رفيعة المستوى، غايتها تربية طلابها على الإسلام في منهج تربوي متكامل، وهي مشروع غير ربحي، وعمل الشيخ فيها موجِّهًا ومشرفًا عامًّا سنوات من 1412- 1418هـ.
وكان عضوًا في لجنة المراجعة النهائية للموسوعة العربية العالمية التي صدرت في ثلاثين مجلدًا برعاية الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود. وعضوًا في لجان جائزة الملك فيصل العالمية ثلاث سنوات. وشارك في عدد من المؤتمرات العلمية والإسلامية داخل المملكة وخارجها. وقضى ثماني سنين يعمل مستشارًا لوزير المعارف السعودي.
كان ذا همة عالية ونشاط وافر في تعرف أعلام عصره، والتواصل مع كبار العلماء والمفكرين والأدباء ممن أدركهم، وربطته بكثير منهم روابط متينة من الإفادة والتعاون المثمر.
ولم يعتنِ الشيخ بتأليف الكتب؛ إذ كان جلُّ اهتمامه متجهًا إلى ما يراه أهمَّ وأجدى وهو وضع المناهج والخطط التربوية، والعمل في ميادين الإصلاح والتربية الفاعلة.
وأهم كتبه وبحوثه:
(مدخل إلى التربية في ضوء الإسلام)، كان جزءًا من منهج للتربية وضعه الشيخ، ثم اطلع عليه العلامة أحمد راتب النفاخ فألفاه جديرًا بالطباعة، وألحَّ على الشيخ أن يطبعه فطبعه. و(الفلم القرآني)، و(ابن خلدون والأدب)، و(الدين والتربية وأسس التربية الدينية)، و(فكرة وحدة الوجود عند ابن عربي)، و(فن التراجم وحاجة الأمة إليه).
ومن مقالاته: (فلنذكر في هذا اليوم العظيم ذلك الرجل العظيم عبد الحميد بن باديس)، و(أوصيكم بالمقدِّمات خيرًا)، و(الزيادة السكانية نعمة ربَّانية).
وقدَّم لكتاب: (العبودية) لشيخ الإسلام ابن تيمية، ولكتاب: (لمحات في تاريخ العلوم الكونية عند المسلمين) للدكتور عبدالله حجازي، ولكتاب: (العقل عند شيخ الإسلام ابن تيمية) للدكتور فهمي قطب النجار، ولكتاب: (الخرسانة) للدكتور المهندس حبيب زين العابدين، وهي مقدمة مهمة جدًّا بعنوان: ضرورة التأليف باللغة العربية في العلوم التجريبية والتقنية.
أثنى عليه خيرًا أستاذه الشيخ علي الطنطاوي في تقديمه لرسالة (المرأة المسلمة)، التي وزِّعت في زفافه، فقال: ((عرفته تلميذًا وعرفته صديقًا، فما رأيت في شباب الشام من يفضله في حسن سيرته، واتباعه أمرَ الشرع ونهيه، فهو مسلم صادق الإسلام، في ظاهره وفي باطنه، وفي وحدته وفي صحبه)).
ووصفه الطنطاوي أيضًا في معرض حديثه عن عمِّه العلامة الشيخ محمد سعيد الباني بقوله: ((هو العالم العامل الصالح الأستاذ عبدالرحمن الباني)). من تقديمه لكتاب تلميذه د. محمد بن لطفي الصباغ: (لمحات في علوم القرآن) ص13.
وقال عنه في (الذكريات) 1/ 205: ((ومن آل الباني الأستاذ عبدالرحمن (الحفيد)، وهو عالم ديِّن، كان مفتشَ العلوم الإسلامية في وزارة المعارف السورية، فأدى في الوظيفة حقَّ الله، ووفَّى الأمانة، وأفاد ناشئة المسلمين)).
وكال له الطنطاوي جميلَ الثناء في معرض حديثه عن المدرسة الجوهرية السفرجلانية، قال: ((وكان من تلاميذي فيها واحدٌ نبغ حتى صار من شيوخ التعليم، ومن العلماء، وأمضى شطرًا من عمره موجِّهًا للمدرسين، مشرفًا على وضع المناهج، وتأليف الكتب في العلوم الدينية؛ لأنه كان مفتش التربية الدينية في وزارة المعارف، وهو أحد تسعة كانوا أوفى من مرَّ بي من الطلاب، وقد مرَّ بي آلاف وآلاف وآلاف.. هو الأستاذ عبدالرحمن الباني)). (الذكريات) 1/ 280.
وعدَّه في (الذكريات) 5/ 266: أحدَ علماء العربية الذين حفظ الله بهم العربية في الشام.
وقال في 7/ 291 عنه يوم كان مفتشًا للتربية الإسلامية، وعن سميِّه عبدالرحمن رأفت الباشا مفتش اللغة العربية: ((فصنعا للدين وللعربية ما يبقى في الناس أثرُه، وعند الله ثوابه)).
وذكره الأستاذ عصام العطَّار، في برنامج (مراجعات) على قناة (الحوار) فقال: ((لا أعرف أحدًا أفضل من عبدالرحمن الباني في هذه الدنيا، نعم أعرف مثله: محمد سعيد الطنطاوي وغيره، هذه الطبقة نادرة، لكني لا أعرف أحدًا أفضل منه. عبدالرحمن الباني رجل نادر المثال، ولكنه من الناس المتواضعين، هنالك ناس جواهر لا يكاد يعرفهم إلا القلة، وهناك ناس لا يساوون شيئًا تجدهم مالئين الدنيا، وشاغلين الناس)).
ووصفه العلامة الشيخ د. مصطفى الخن بعد رفقة طويلة، ومهمَّات علمية كثيرة، بقوله: ((إنه يؤدي ما كُلِّفه بدأب وإتقان، ثم لا يريد أن يُنسبَ إليه شيءٌ مما أنجزه!)). (مصطفى سعيد الخن: العالم المربي، وشيخ علم أصول الفقه في بلاد الشام) للدكتور محيي الدين مستو ص 39.
وسمعت شيخنا العلامة د. محمد بن لطفي الصبَّاغ يقول غير ما مرَّة: ((لا أعرف في علماء الشام من هو أعلم وأتقى وأورع من الشيخ الباني )توفي رحمه الله يوم 9/6/1432هـ و12/5/2011م .)

عبده فايز الزبيدي 05-30-2014 05:25 PM

محمد الشَّرفي
هو( محمد بن حسين بن عبدالله الشرفي.) *
(ولد الشرفي ( نسبة لمنطقة الشرف الأسفل من مناطق حجة في الشمال من اليمن ) في مدينة الشاهل – وهي مركز ناحية الشاهل قضاء المحابشة التابع لمحافظة حجة – في كانون الثاني من عام 1940 م .

وبعد أن أكمل ادراسته في المدرسة العلمية بصنعاء عام 1960 م عمل في الإذاعة إلى عام 1995م ، ثم بدأ في العمل في السلك الدبلوماسي منذ عام 1995 م إلى ألان . فقد عمل في السفارة اليمنية في براغ تشيكو سلوفاكيا لمدة سنتين ، عاد بعدها للعمل في وزارة الخارجية سكرتيرا أول . وإثناء ذلك كان يقوم بتقديم برامج شعبية وأدبية للإذاعة . وفي عام 1970 تعين أول قنصل للجمهورية العربية اليمنية لدى سفارتها في المملكة العربية السعودية . ولأسباب سياسية رفض قبوله في المملكة فنقل إلى القاهرة وعمل بوظيفة سكرتير أول من عام 1970 إلى عام 1973 . ثم عمل بعد ذلك مستشارا في السفارة اليمنية في الجزائر . ثم نقل للعمل في السفارة اليمنية في بيروت بدرجة وزير مفوض – لكن لم يلبث أن عاد إلى صنعاء يعمل في وزارة الخارجية مديرا للعلاقات العامة والإعلام . وكان يكتب للمسرح وللإذاعة وللصحف والمجلات المحلية حتى عام 1978م .

وفي عام 1978 عمل في السفارة اليمنية في إيران بدرجة وزير مفوض انتقل بعدها الى أديس بابا – الحبشة – حتى عام 1982 ثم عمل وزيرا مفوضا في السفارة اليمنية في براغ .

قلتٌ:
و هو أديب شاعر و قاصو كاتب ،توفي محمد الشرفي في عام 2013 للميلاد الموافق لعام 1435 للهجرة.
مؤلفاته:
الدواوين الشعرية:
  • دموع الشراشف.
  • أغنيات على الطريق الطويل.
  • ولها أُغني.
  • من أجلها.
  • منها وإليها.
  • الحب مهنتي.
  • وهكذا أُحبها.
  • الوصية العاشرة أن تحب.
  • صاحبتي وأناشيد الريح.
  • من مجامر الأحزان.

و في المسرح و القصة و سائر النثر:

  • في أرض الجنتين
  • حريق في صنعاء.
  • الانتظار لن يطول.
  • الغائب يعود.
  • من مواسم الهجرة والجنون.
  • العشاق يموتون كل يوم.
  • الطريق إلى مأرب.
  • موتى بلا أكفان.
  • حارس الليالي المتعبة.
  • الكراهية بالمجان.
  • العجل في بطن الإمام.


من شعره:
1. قصيدة ( على الهامش):
** على الهامش



هذا أنا

بدمي ولحمي ها هنا

ماقلت

إلا ماشعرت به أنا

فتش تجدني

مهجة من أحرف

تبكي

وقلباً في المقاطع متخناً

المرأة الانثى

هززت حقولها

فتماوجت زهراً ومالت اغصناً

والمرأة الانسان

دفء في دمي

يجري حياة أو يفيض بها مني

غنيتها أمرأة تقود حضارة

ونسفتها لعباً وقيداً مؤمناً

قلبي لها ويعيش فيها مؤمناً

لملمت من زور الرجال حياتها

ونشرتها رغم الرجال تمدناً

وفضحته رجلا يمارس هوى

أبداً

ويجحد من هواها ماجنى

يزني ويلهث خلفها

وهي التي

تدمي وتحمل عنه آثام الزنى

مسكينة كم يدفنون وجودها

ووجودهم أولى به أن يدفنا



2. قصيدة ( عتاب إلى الشرشف):



وتمشي كربوة فحم

حزين

بشرشفها الاسود المستكين

مكومة فيه ملفوفة

كما التف ليل الاسى بالسجون

أرى امرأة ؟

أم أرى كتلة من الحزن تعكس غدر السنين ؟

تمد خطاها

كما ترتمي

على الليل أشباح خوف لعين

فلا نهد ينثال بالاغنيات

ولاجفن

يرعش سحر العيون

ولا لفتات

تثير الطريق

ولا ومضات ابتسام حنون

فتاتي

ومن شاء أن يختفي

صباك وراء السواد المشين ؟

ويبعد عن فلسفات الحياة

وعن خلجات الهوى

والحنين؟

,انت كغيرك إنسانة

لها مالنا من هوى من جنون

تحب الجمال

وأزهاره

وتعشق فجر المُنى والفتون

أحبك فاتنتي كالزهور

أمتع طرفي بها كل حين

دعيني إذا كنت لاتعشقين

سوى الليل مثل الخفاش

دعيني أنا

لا أحب السرى في الظلام

وأهوى

جمال الصباح الأمين

متى ينعم العاشق المستهام

بوجه دفين

وجسم سجين ؟

فتأتي

أحبك لكن بلا

بلا شرشف بالهوى مستهين







3. قصيدة ( أشواق في شرشف):



وتخطر

في "شرشف "

كالغراب

وتنساب كالافعوان المصاب

تلون في مشيتها

كالظنون

وتكتب أحجية في التراب

ففي جسدها لفتات تثير

وفي قدميها معاني اضطراب

وفي رعشات الثياب

حكايا حنين أشتياق ودنيا تصابي

ونار

من الشوق والامنيات

كشوق الضحى لاحتضان الروابي

وترمقني من وراء الحجاب

أتسخر مني

ومن حبها ؟

ومن شرشف في هواها مرابي

اتضحك لي ليتها !

أن تطوف على فمها رعشات عتاب؟

فأين ملامحها الفاتنات ؟

أرى أمنياتي بها

أو سرابي

وأين مدى عينيها

ياحجاب؟

لابحر في جنة أو عذاب

هنا زورقي ظامئي كالجريح

يفتش عن يسُرها في عباب

وايأل عنها

إنهمار العطور

وماخلفت من حكايا الثياب

ويأتي الجواب

من الاغنيات

هنا مر جدول حب شباب

هنا أسكرت

لمسات الجمال

دماء الطريق وقلب السحاب

وأتبعها زورقاًصاخباً

وأرمي على قدميها اصطخابي

وأصغي

وتلحظني من بعيد

فتهمس رفقاً أخاف صحابي

أخاف هنا

تمتمات الرياح

ولفتة غصن وأنة باب

وأخشى

تلفت قلبي اليك

وخفق خطاك ووقع انسيابي

فكل الطريق

ومافي الطريق

مثار شكوك ومدعي ارتياب

وأرجع عنها

وفي خاطري

جنون التهاب وحمى اكتئاب

وعندي لشرشفها

مايدين

ظروف الزمان الغبي المحابي

إذا كان

هذا أساس الحياة

فعمر الهوى كله في خراب

بعدنا لقاء

ومابيننا سوى قطعة من قيود الحجاب







4. قصيدة (مرضعة حبلى وأنا ) :



نسفت

رؤى دارك المقفره

وعريت

أسرارها المضمره

تجولين

في غرف الجائعين

مثرثرة

حولها مكثره

أحبلى

ومرضعة تزحفين

إليها

كما تزحف المقبره

وتأتيني

هاهنا للفجور

بأثوابك الغضة النيرة

تمدين لي جسمك المشتهي

وروعة فتنتك المزهرة

على راحتيك

صبي وفي

حشاياك آخر أو آخرة

نفضت

عهود الزواج الشريف

وأشبعتها

في الهوى بعثره

لماذا تجيئينني ؟

للجنيه ؟

معربدة فيه مستهتره

أمن أجل جوعك تستنزفين

شبابك نافضة بيدره ؟

أبائسة ؟

يالسحر الجمال

تمزقه أمرأة مقتره

إذا جعت

من للعفاف الثرى ؟

إذا ضج يسأل من أفقره

عفافك

مملكة خصبة

وعرضك

مزرعة مثمره

أنا قذر

غير إني لديك

أعف هوى من فم المغفره

فلي كبرياء فجوري ولي

شفاه لمثلك مستكبره



دعيني لرجسي لا

لا أريد

صباك المهدم لن أنظره

وهاك جنيهي لا عم عفاف

ذراعي

لعرض النساء مجزره

ولكن لي

خلقاً مؤمناً

يعاف التمرغ في معسره

تمنيت لو إنني استطيع

فأخنق شهوتك المسفره

فعودي

لبيتك لاتسرقي

مزارع

صاحبك الخيره

ألم تستحي

من صغير رضيع

ومن آخر

يبتني أشهره ؟

فصوني حقوقهما والجمي

تمرد شهوتك المنكره

وراعيهما

وارجعي من هنا

كفاك

أطلبي منهما المعذره







5. قصيدة ( الخداع المغلف):



تحبني قالت

بصوت شقي

يلملم الأنفاس كالمرهق

أحبها ؟ ماذا ؟ وهل في دمي

إلا بقايا أمل محرق ؟

أحبها يا ليتها لم تكن

أو إنني يأرب لم أخلق

تحبني قالت وتهذي ولم

تشعر بمآسأتي ولا مأزقي

لمحتها في شارع مرة

ملتفة بالشر شف المونق

تعابت الخطو على مهلها

رائعة كالآمل المشرق

ولاح منها معصم كالضحى

يموج بالسحر وبالرونق

وأنزلق الشرشف عن ثوبها

يضحك للريح وللمطلق

حسبت إن الله في ثوبها

يصنها بالورد بالزنبق

وحكمة الاقدار فيها يد

تجول في الوجنة والمفرق

فجئتها والشوق يجتاحني

أبحث

عن حب بها شيق

دفعت ماقال بها أهلها

وزدت لم أبخل ولم أفرق

وخضت في الاسواق أختار ما

يحلو وأغلى ما أرى أنتقي

وزينوها لي

وجاءوا بها

محفوفة بالموكب المحدق

صدقت أن البؤس

ولّى وكم

تكذب أحلام ولم تصدق

وجدتها عينين لم تأتلق

يوماً على سحر ولم تشرق

مرزومة الجسم على بعضه

مجموعة كالاحدب الموثق

ممسوخة القامة لم تأتلف

ردف على ساق ولم يلتقي

قبيحة ترنوا

ولكن كما

يحملق الاحمق في أحمق

لم يلتفت حسن اليها ولم

تزهر به حيناً ولم تورق

مر بها نوح سوى إنها

فاتته

لم تلحق ولم تغرق

أهذه أنت التي خلتها

فجر زماني المظلم المقلق

ضللت

في شرشفك المشتهي

وتهت

في تلوينه الموبق

وجئت مخدوعاً به

باحثاً

في عمق ما استحسنت عن أعمق

فلم أجد فيك سوى قصة

هاربة عن عمرها المخفق

الا ضياع امرأة تختفي

بحظها في الشرشف المغلق

لا راحتي فيك ولا مال لي

أبحث عن أحلى وعن أرشق

صاحبتي

مأساتنا شرشف

لم يعرف الله ولم يتق

لست أنا المغشوش وحدي به

كم غش من ناس

ومن عشق







6. قصيدة ( خطأ الايام):



من ذا الذي أخفاك

في شرشف

من ذا الذي جار ولم ينصف

من ذا الذي لفك في أسود

دام لغير الحزن لم يعرف

يمنع عينينا فلا تلتقي

همساً ولا تصطاد وعداً خفي

إنسانة ضجت فتون الصبا

فيها وراء الشرشف الاغلف

هل يمنح الانسان مايشتهي

وتسجن المرأة في معطف

ماذا هي الانثى

جمال الدنى

لو لم تكن دنياكمو لم تف

كم تظلم الانسان عاداته

وتدعي الظلم على منصف

لم يخلق الله صبايا الضحى

كي تختفي في أسود مجحف

هل تحجدب الروضة

عن مجتل لزهرها الفواح أو مشرف

من للرياض الخضر إن اجفلت

عنها يد الفجر الحنون الوفي

لولا الجمال الغض

ماصفقت

عصفورة للجدول النترف

ولا تغنى مزهر عازف

ولا شدا لحن على معزف

دعوا صباها البكر

يخطر على

فجر الاماني الخضر أو يقطف

رفقاً بها لاتحرموا ثغرها

من بسمة نشوى إلى محتف

فهي التي غرد زهوا بها

شعر الوليد الغض والاحنف

وسلسل الأنغام في سحرها

فم الزمان الشاعر المرهف

شرشفها الاسود أف له

أف له من منظر مؤسف

يجرم آفاق الهوى بسمة

عذراء من مبسمها المللحف

ويستر الاعين عن همسة

تمنحها للعاشق المدنف

إنسانة ياناس رفقا بها

هل يسعد الانسان في شرشف) ) **

____________
*هكذا أوردت موسوعة البابطين اسمه.
** من منتديات ( مدينة المجاشة).

عبده فايز الزبيدي 05-30-2014 10:08 PM

أحمد قنديل

هو الشاعر الأديب أبوعمرو أحمد بن محمد قنديل
، المولود في 31 أكتوبر من عام 1961 للميلاد ، محافظة المنيا
بجمهورية مصر ، حاصل على ليسانس اّداب... قسم اللغة العربية دفعة 1982
كتب الشعر وهو فى مرحلة الجامعة ونشر منه الكثير وقتها فى مجلة الشعر ومجلات أخرى تهتم بالثقافة والأدب
متزوج وله أربعة أولاد : ولدان وبنتان.
بعد التخرج من الجامعة توقف عن الكتابة فترة طويلة نظرا لظروف خاصة ثم عاودته الكتابة من جديد.
مؤلفات ودراسات
له دراسات نقدية وأدبية منشورة على صفحته الخاصة ومطبوعة فى مجلدات خاصة حول دواوين كثير من الشعراء من مصر والوطن العربى وقام بإلقاء دراساته النقدية فى مؤتمرات عدة بالقاهرة وأسيوط والمنيا
لم يكن مهتما كثيرا أول الأمر بطبع قصائده الشعرية حتى نصحه الناصحون مؤخرا بضرورة توثيق القصائد على شكل دواوين واستجاب مؤخرا وطبع أول ديوان له المسمى (ركض فرس )في عام 2014 م.
ولى ديوانا اّخران تحت الطبع
-----------------------------
من شعره:
1
قصيدة (هل يبقى شىء اّخر )
-------------------------
هل يبقى شىء ٌ اّخر ٌ
كى نخسرَه ..!!!؟؟؟؟
==================
وقبيلتي
عبر العواصم سافرت ْ
كى تستعيد َ
قراءة َ الكتب ِ القديمة ِ
عن صبايا الروم
والشَّعْر ِ المسافر ِ
فوق أكتاف ِ البنات الغانيات
وعن رقيقِ الخاصرة ْ
تَركَتْ
خيام َ الأهلِ والأوتاد
أسواق َ الهجين ِ الحر ِ
باتَتْ
فى فنادق ِ أنقرهْ
باعوا الجياد َ بسوقِ روما
للعيونِ الزرقِ
والنهد ِ المُدوّر ِ
فى فرنسا
لارتعاش ِ الخاصِرَهْ
باعوا الجياد َ
وقايضوا عنها
بمعجون ِ الحلاقةِ والكريم ِ
مرطب ِالشفتينِ
أطليةِ الأظافر للنساء
ومنتجاتِ
(الماسكرة)
يا هَل ترى
سيعود ُ للصحراء ِ
وقع ُ حوافر ِ الخيل ِ القديمةِ
والجنودُ العابرون
إلى ربا عبس ٍ
وساحة ِ عنترة ْ
( هلّا رأيتِ الخيلَ يابنة َمالك )
أم أنت ِ مثل ُ القوم ِ
صرتِ مسافِرةْ
كل الدروب ِ
إلى خيامِك أُوصِدَتْ
هل يبقى شىء ٌ اّخر ٌ
كى نخسَرَه !! ؟؟
كل الدروب ِ
إلى خيامك أُوصِدَتْ
هل يبقى شىء ٌ اّخر ٌ
كى نخسَرَه !! ؟؟
-
-
-
-
---------------------------------------------
من ديوانى الجديد ......( ركض فرس )
----------------------------
2
------
من أينَ أدخل ُ فى الوطن !!!! ؟؟
=========
اّخر ما كتب الحلَّاج
إلى سعيد بن جبير
=====================
من أين أدخل ُ فى الوطن ؟
من أين يا هذا السؤال
على سطور ِحنيننا
من أين .. ؟
يا هذا الوهنْ
ينتابُنى
عشق ٌ لنهر ٍ
كانَ فوق خرائطى يشدو
كما يشدو الربابْ
وأنا الذى
أشتاق ُ مجرى النيل ِ
هزهزة َ النخيل ِ
على هديل ِ حمامتين
تموسقانِ الشوق
فى نايٍ
وغابْ
من أين يا هذا السؤال
يجيئنى اللحن ُ المغادر ُ
والمفارق ُ
نبض َ أحلامى
العِذَابْ
من أين أدخل فى الوطن ؟
من بابه الشرقى
أم من شرفةِ الأمراء
أم من ساحة ِالفقراء
أم تلك أضغاث المنام
بخافقي
ورؤى وَسَن ْ
لا زلت أومن يا سعيدُ
ومثل ما عُلِّمتُ
أن الله حى ٌّ
لا يموتْ
وأراه فى كل ِ الزوايا
عبر نبتِ الأرض ِ
فى الطير ِ المفارق ِ
جبَّة َ الحلاجِ
عن كتفيه
فى هذا الكلام المرِّ
فى هذا الكلام الحلوِ
حتى
فى السكوت
أنا ما صبأت ُ
أيا سعيد ُ
وجُبَّة التشكيك ِ ما فيها
وثن ْ
أنا ما تركت ُتصوِّفى وتشبُبى
منذ التحفت عباء ة ً للفجر ِ
أنهيت الصلاة َ
ركوعها
وسجودها
حتى القنوت ْ
فبأى ذنب ٍ قد قتلت ُ !!!!!!؟
أيا سعيد بن الجبير
وما صبأت ُ
كما تلسَّنَ كل ُ فقهاء ِ الكلام ِ
بمحض ِظن
حَجَّاجُنا
قد أولغوه دماء َ تيس ٍ
يا سعيد ُ
فما استقام َعلى بلاط ِ العرش ِ
بعدك
( إن بعض الظن إثم ٌ)
إن بعض َالإثم ِ
ظن ْ
من أين أدخل ُ فى الوطن ؟
من ثقب ِ تاريخ ٍ بعيد ٍ
حيث ُ كان أميرُنا يحيا على خبز ِ الكلام
ويستبيحُ قصائد اً
فى الفخروالوصف المداعبِ
كل ساحات ِالبطولة ِ
والفحولةِ
فى ميادين الكلام
وبين أيدى الغانيات ِ
لهُ تُهَزُّ
خصورُهن
من أين أدخل فى الوطن !!!؟
من بابه الغربيِّ
واللغةُ القديمة ُ ضاجعتْها التقنيات ُ
وراودت ْكل َالمعاجم ِفى سما روما
وبين دروب باريس المضاءة ِ
بالعيون الزرق ِ
والنهد المدوَّر ِ
للبنات ْ
الصرفُ ماتَ
ونحوها صار التواء ً
فوق ألسنةِ الثِقاتْ
من أين أدخل فى الوطن ؟
ضاعت ْخرائطُنا القديمة ُ
فى دواليب ِ الإمارة ِ
بين أيدى العابثين
الخارجين
على قواميسِ ِالحضارة
واللغاتِ
وكل ناموس ِالزمنْ
وطن ٌ يَطِن ُ
كنحلة ٍ تركت ْ خليَّتها
لأشباهِ الرجال ِ
وأودعوها الجب َ
لا غسل ٌ هناك
ولا كفن ْ
الليل جن
وصبحُنا
لا زال َ مرتكزا ً
على عكَّازه المكسور ِ
مخبوءاً بجوف الليل
ينتظر ُالشعاع المرتهن
قل لى : سعيد ُ
فكيف ندخل ُ
فى الوطن !!!؟؟
-
-
==============
المنيا .. مصر
فى
20.. 11 .. 2013
========================
3
قصيدة ( حنان )
----
حنان
... (ترنيمة ُ الحُلْم ) ....
========================
يا هذه ِ النجلاء ُ
والهيفاءُ
والحسناء ُ
والسمراء ُ
والشقراء ُ
يا أحْلى مَلَك ْ
يا من ْ مَلكْت ِ
فؤاد َ صَبٍّ عاشق ٍ
قلبا ً بنكْهةِ شاعر ٍ
كل ُّ الذى يرجوه ُ قمح ُحصادِهِ
و قت َ اهتزاز ِ سنابلِ ِ الشَّوق ِ
المسافر ِفي بساتين ِ الفواكه ِ
فى هِضَابِك ِ
أن تُثِيري
مِنجلَك
ولْتصْعَدي
نخْلاتِهِ الحَرَّى..حنان ُ..
و داعبي السَّعف َ الذي
قد ْ بات َ يهْفو نحو َ
حِنَّاء ٍ وصهْباء ٍ واّلاء ٍ
فهُزِّي لؤلؤكْ
وتشبّثي بِيْ
في عِناقٍ ِ الحلم ِ
يا أنثى البهاء ِتدللي
هذي ضلوعي يا حنان َ القلب ِ
سُلَّمُك ِ الذى يَرْجُوك ِ..
خَلِّي سُلّمَك
مُرِّى هنا
فلربما اشْتقْنا كما اشتاقتْ
أصابع ُ كفِّنا دفء َ العناق ِ
ومنذ أن ذقْناه ُ عصْفوريْن ِ
ذابا راقصَين ِ
بلا سؤال ٍ
حَقُّها
أن تسألَك ْ
عن سِر ِّ هذا الدفء ِ
حين يمر ُّ همسُك ِ
فى مسامعِ ِ لهْفَتى
(إنِّي عشِقْتك )
حين راودني الهوى
عن نفسه ِ السكْرَى ..حنان ُ
وراودَك ْ
لا زلتُ أرْعَى كرزتين ِ
لذيذتين ِ
على شِفاه ِ حبيبتي
قولي بربك ِ
مَن ْ ببستان ِ الفواكه ِ
و الحلا
قدْ أنزلَك !!؟
(فينوس ُ) فاختبئي
فقد جاءت ْ حنان
على جبال ِ أوليمبها تزهو
وفى ثوب ِ الدلال ِ
رقيقة ًوجميلة ً
وكأنَّها
في دُلِّها صارت ْ
رفيقة َ ( تايتنَك )
ليْ فيك ِ
سُكْر ُ زجاجتين ِ من الشفاةِ
رَصاصتان ِ من الرماةِ
وقِتْلَتان ِ من الطغاةِ
وغزْوَتان ِ
ومعترَك ْ
لى في سهولِك ِ
قَطْفتان ِ من الخدود ِ
ورَشْفَتان ِ من الصدود ِ
ونهلتان
تراودان ِ النحر َ
في
أن تنهَلَك
ماكان للقلب ِ الذى تَسْبينَه ُ
فى إثر ِ معركة ِ الهوى
أو فى أتون ِ حبائل الدُّلِّ
الذى تأتينَه ُ
أن يخذلَكْ
أَوَتعْجبين َ من البُخار ِ
إذا تَصَاعَد َ من دمِي !!؟
حين َ العناق ِ
أليس َ أوْلَى
أن تلومِي
مِرْجلَك !!! ؟؟
تلك الحروف ُ خيوطُها
تواقة ٌ للنور ِفى عينيك
تنسج ثوبَك ( الدانتيل َ )
يا أحلى النساءِ
ألَا فلمُّي
مِغْزلَك
عطر ُ النساء ِ
يضوع ُ إن ْ يَصْببنَه ُ
لكن َّ عطرَك ِ أينما تهمي
ودون قِنانِه ِ
قد ْ جاز َ جوزاء َ الفلك ْ
هذي هَدَاياك ِ الجميلة ُ
يا حنان ُ.... أتذْكرين َ ؟
وتلك وردتُك ِالتى أهديتنِي
فى يوم ِ عيد ِ اللثْمِ ِ
ما زالت ْ تداعب ُ لهفتي
تشتاق ُ لَكْ
ثوري
كما تبغين يا وتر َ الحنان ِ
وتلك قمْصَانِى فقدِّيها
ومن قُبُل ٍ
ومن دُبُر ٍ
وقولي
مثل َما قالت ْ زُليخَة ُ سابقاً .
والقولُ لك
قول ٌ
وحيدٌ ..يا حنان ُ .. أقولُه ُ
وتقولُه ُ
قبْلِى جميع ُ قصائدي
فى هذه اللغة ِ القديمة ِ
والحديثة ِ كلها
ومفادُه ُ
ما أجملَكْ
قوْل ٌ وحيد ٌ يا حنان ُ أقُوْلُهُ
ما أجملَكْ
-
-
-
-
=================
...أحمد قنديل
....المنيا.... مصر
26_ 2 _ 2014
==========================
4
قصيدة ( نرفانا )
نرفانا
.................. ( أول الحلم )
==================
عشرون عاما ً
ومُر ُّ الهجر ِ يفضحُنى
إن ْ مَر َّ طيفُك ِ فى أضواء ِ
لُقيانا
عشرون عاماً
وجدْبى لا يراوحنى
هل يهطل ُ الغيث ُ من كفيك ِ
نرفانا
عشرون عاما ً
وصار البوح ُ نافلة ً
حتى التنفَّل لم يسعفك ِ
غفرانا
ماذا جَنيت ُ
لكى أشْقَى مُعذبتي
من بعد ما قد ْ روينا الشوق َ
وديانا
يازهرة َ النور ِ
ما طاف َ العبير ُ بنا
منذ ُ ارتحلت ِ فكيف َ النور ُ
ينسانا
الموصلى ُّ إذا غنَّى
صَغَت ْ رهَفاً كل ُ العذارى
فمن ْ للهجر ِ
غنَّانا !!!؟
قولى هَجَرتك َ
كى أنسى الغرام َبها
يا (كوكب َالشرق )قد أشعلت ِ
نيرانا
لمِّى الضفائرَ
يا أنثى الأوليمب ِ فقد ْ
أهْدَتك ِ (هيرا ) سوار َ الشمس ِ
عرفانا
صُبِّى العصائر َ
ما تنداح ُ فى عطشٍ ٍ
(سيزوسُ ) أسْكر َ من كفيك ِ
يونانا
بلقيس ُ
إن كشفت ْساقين ِ من خَيَلٍ
فلجَّة ُ النور ِ لم تخطئْك ِ
سِيقانا
من ذا الذى
أوهم َ الشعراء َ خاتلَهم
فى حبِّ ليلىْ .. أليسَ العشق ُ
نرفانا !!!؟؟
كنَّا نداعب ُ
غيمات ِ السماْ ألقاً
يهمي لنا الغيث ُ مشتاقاً
وعطشانا
وكم ْحلمنا
بأكواخ ِ الهوى أملا ً
يا سِفْرَ (سِيرين َ ) ما تفسيرُك َ
الاّنا
من لم يذق ْ
خمرة َ العشاق ِ سائغةً
عليه هَدْى ٌ لنا
أن ْ ضَلَّ
مسعانا
يا لمعة َ البرق ِ
هاتى الشهد َ مِن ْ شفة ٍ
كِدْنا نذوب ُ بكف ّ ِ الهجر ِ
حِرمانا
يا دار عاتكة َ
الـــ قد صابَها غزلٌ
يا ( أحوص َ الشعر ِ ) قد أخطأت َ
نرفانا
(نرفا) إذا ابتسمتْ
فاض َ العبير ُ بنا
أو تركب ُ البحر َصار َ الموجُ
نشوانا
إن مسَّها
الدل ُّ رِئم ٌ فى ملاطفة ٍ
أو كعبُها مس َّ رملا ً صار َ
ريحانا
(نرفا ) إذا أومأت ْ للقلب ِ هبَّ لها
كل ُ الجوارح ِ يُمنانا
ويُسرانا
سَبَّحْت ُ باسم
الذى سَواك فى هيفٍ
وأشعلَ الورد َ فى خديك
سبحانا
سَبَّحْت ُ باسمكَ
ربِّي إذ أمرت بها
كونى الجمال َوكونى ِ
حيثما كانا
قلبان ِ قد ْ رَضَعا
صبح َ الغرام ِ معا
فكيف يُفطَم ُ فى ليل ٍ
رضِيعانا
-
-
-
=================
أحمد قنديل
المنيا ... مصر
5
ركض ُ فرس
=============
إلى أين تركض هذي الفرس ْ؟؟
وما من حرس ْ
يكفكف ُ هذى الدموع َ
التى سكبتْها النساء ُ اللواتي سُقِيْن َ الخرس ْ
ألم تخبروها بأن الركوضَ
إلى عالم ِالحلم ِ
أمْر ٌ مُحال ؟!!ْ
وأن المعارك َ فى عرْف ِ هذا الزمان تدور ُ
على عتبات ِ النساء ِ وبين جذور ِ المعاجم ِ
حول َ الفحولة ِ ِ
فوق سَرير ِ الخيال ْ
وأن الصهيل بتلك الصحارى العقيمة ِ
لا يستثير الرجال ْ
إلى أين تركض ُ هذي الفرس ْ !!!!؟؟
ألم تخبروها بأن المغيرات ِ
ماجِئْن صُبْحا
ولا الموريات بصخر الميادين
يَقدحن قدحا
وأ ن صليل َ السيوف ِالتى جهَّزتها القبائل ُ منذ ُ زمان ٍ
تناهت إلى رقصة ٍ للقيان
إلى دبْكة ٍ للعرايا الحسان
إلى ومضة ٍ من قصيد ٍ
يداهن كل َّ السلاطين
قدحا ً ومدحا
إلى أين َ تركض ُ هذي الفرس ْ؟؟
ألم تخبروها بأن القبيلة عافت ْ
حليب َ النياق ِ
ورامت فنون َ النفاق ِ
وسيل َ الشقاق ِ
.وخلَّت ْ سبيل َدروبِ التجارة ِ فى رحلتيها
شتاء ً وصيفا
وأدْمَن َ فرسانُها الغانيات ِ اللواتي
يحركن أردافَهن وأثداءَهُن
وصار
الفوارس فى وقفة الخيل ِ
فى هدأة الظل ِّ
يَسْعَون للعهر صفا ً
فصفا
إلى أين تركض هذي الفرس !!!!!!!!!؟؟
ألم ْ تخبروها
بأن بثينة َ ماتت ْ وعبلة َ ماتت
وكل العناتر ِ منذ ُ المهلهل ِ
لم يبق فى الحي ِّ إلا العسسْ
ولم يبق فى الحي ِّ إلا اللواتي يراودن َ يوسف َ
فوق بلاط ِ العزيز ِ
وبين يديه السنيةْ
وهن َّ يقطَّعن كل َّ الأصابع ِ
يهزُزن جذع َالأنوثة ِ للعابرين
وللعاجزين
الذين تخلَّوا عن موقع ِ الرَّمْي ِ فوق الجبال ِ
وخانوا القضيَّة ْ
والذنب ليس بسهم الرُماة ِ
ولكنَّهُ - أيها المُهْر ُ - ذنب ُ الرميَّة ْ
ألم تخبروها
( بأن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها )
وأن السلاطين قد ضاجعوها !!!!
إلى أين تركض هذي الفرس !!!!!؟؟
فهيا انصحوها بألَّا تجيء
لنا الاّن . هيَّاَ
إلى أن تعود َ لهذي الميادين
ترنيمة ُ الفاتحين
وتكبيرة ُ الأوَّ لين وصدق ُالحَميَّه ْ
إلى أين تركض هذي الفرس !!!!!!!!!!؟؟
فهيا انصحوها بألا يجيءَ
إلى أن يُدَق َبساح ِ البطولة ِ
صوت ُ الجرس
إلى أن يُدَق َّ بساح ِالبطولة ِ
صوت ُ الجرس ْ
-
-
==================

عبده فايز الزبيدي 06-03-2014 12:06 PM

محمد حسن عوَّاد

ولد الشاعر الأديب المجدد في الأدب العربي محمد بن حسن بن قاسم عواد في مدينة جدة ، وفيها توفي في ما بين ( 1902 للميلاد و 1980 ميلادي)* و قد أدرك العصرين الهاشمي(1902-1925 ميلادي) و السعودي ( 1925- 1980 ميلادي) في الحجاز . في الخامسة من عمره دفع به والده إلى أحد الخطاطين لتعلم الكتابة، ثم التحق بمدرسة الفلاح وفيها كتب أشعاره الأولى التي دارت حول الحب والسخرية، ثم عمل على تثقيف نفسه بنفسه بالاطلاع والقراءة الواسعة. تدرج في العمل الوظيفي، فعمل معاوناً لرئيس لجنة التفتيش والإصلاح لمراقبة المدارس والمطبوعات عام 1927م، ثم معاونًا لمدير شعبة الطبع والنشر بمكة المكرمة عام 1928م، ورئيسًا لكتاب الغرفة التجارية، ثم مديرًا لصحيفة صوت الحجاز بمكة المكرمة عام 1932. وتم اختياره عضوًا بمجلس الشورى عام 1953، ورئيس تحرير مجلة الحج عام 1955، واشترك مع «عزيز ضياء» في تأسيس النادي الأدبي بجدة الذي كان نواة لما أنشئ من نواد أدبية فيما بعد في المملكة.
خاض العواد في حياته العديد من المعارك الأدبية الحامية التي اندلعت في تهامة بين المجددين والتقليديين، وفيما بين المجددين أنفسهم، لعل أشهرها سجاله الحامي مع الشحاتة. وقد عرضته جرأة طرحه إلى تكفير المؤسسة الدينية الرسمية له والمطالبة بنفيه إلى خارج البلاد من بعد طرحه لكتاب خواطر مصرّحة، ذي المضامين النهضوية والتحررية. إلا أن رصانة العواد حفظت له دوما الاعتبار. رأس نادي جدة الأدبي الثقافي منذ تأسيسه إلى السبعينات، ويعتبر اليوم أحد أهم رموز النهضة بتهامة والسعودية، المحتفى بها وبتجربتها، على الأصعدة الرسمية والشعبية.

أهم منجزاته:
1. ريادته لقصيدة التفعلية في العالم العربي:
فهو صاحب أول قصيدة تفعلية في الأدب العربي و قد أصدر ديواني ديواني (آماس وأطلاس) و(قمم الأولمب)، حيث كسر العواد فيهما عمودية الشعر، وبهما مُنِح ريادة الشعر الحديث بالعالم العربي، منذ عام ١٩٢١.للميلاد و كان هذا في العهد الهاشمي على الحجاز و بداية العصر السعودي .
و يطيب لي أن أورد كلاما مفيدا يثبت ريادة محمد بن حسن العواد لشعر التفعيلة:
(
... إن أبرز الأسماء التي تتداولها كتب الأدب العربي الحديث في ميدان ريادة الشعر الحر هي: محمد علي باكثير، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السياب. وبالرغم من إكبارنا لهذه الأسماء إلا أن ريادة الشعر الحر بالمعنى الزمني للريادة ليست من نصيب أي منها. فمن الثابت في تاريخ الأدب العربي الحديث أن باكثير تعاطى الشعر الحر لأول مرة سنة 1936م من خلال ترجمته لمسرحية شكسبير الشهيرة "روميو وجولييت" إلا أنه تأخر في نشرها وقد شهد المازني أنه اطلع عليها منسوخة قبل سنة 1940م. وفي سنة 1938م كتب باكثير ترجمته لمسرحية "أخناتون ونفرتيتي" إلا أنه لم ينشرها إلا سنة 1940م بينما لم ينشر ترجمته لروميو وجولييت إلا في سنة 1946م. ومن الثابت تاريخياً أيضاً أن نازك الملائكة نشرت قصيدتها الحرة "الكوليرا" في مجلة العروبة الصادرة من لبنان ووصلت المجلة بغداد في أول كانون الأول سنة 1947م وفي النصف الثاني من الشهر نفسه صدر في بغداد ديوان (أزهار ذابلة) لبدر شاكر السياب وفيه كانت قصيدته الحرة (هل كان حباً). أي أن ما بين نازك والسياب نصف شهر من عمر الريادة، ولا يكون هذا الفصل الزمني دقيقاً إذا أخذنا في الاعتبار تاريخ تسليم نص نازك للمجلة. وتاريخ تسليم ديوان السياب للمطبعة. إن هذه الحقائق التاريخية ترسم مثلثاً ريادياً يتكون من باكثير، ونازك والسياب. لكن هذا المثلث لا يلبث أن يزول أما حقيقة أن الشاعر السعودي محمد حسن عواد قد سبق زوايا مثلث ريادة الشعر الحر. فقد ثبت تاريخياً أن العواد قد كتب الشعر الحر قبل باكثير ونازك والسياب فقد نشر العواد أول نص من الشعر الحر في صحيفة القبلة التي كانت تصدر في العهد الهاشمي قبل قيام الدولة السعودية في (العدد 515- الصادر سنة 1340هـ/ الموافق سنة 1921م) بعنوان "تحت أفياء اللواء". كما نشر العواد نصاً حراً آخر في صحيفة القبلة نفسها في (العدد 519- الصادر سنة 1340هـ/ الموافق سنة 1921م) بعنوان "نطلب العزة أو يهراق دم". وبهذا يكون الشاعر السعودي محمد حسن عواد قد سبق باكثير في كتابة الشعر الحر بخمس عشرة سنة. ويكون العواد قد سبق نازك والسياب في كتابة الشعر الحر بست وعشرين سنة. وبناء على هذه الحقائق التاريخية المؤكدة يكون الشاعر السعودي محمد حسن عواد هو رائد الشعر الحر.)*

_ و يقول أحمد الواصل في جريدة الرياض :
( ...
ونلفت إلى أن معظم قصائد دواوينه الشعري لا تقف عند شكل واحد فهي متنوعة منذ البداية، ولكونه نشر دواوينه حسب سني عمره في كتابتها، فنشير إلى أنه نقف على أربع قصائد من شعر التفعيلة وضعها في ديوانه الأول" آماس وأطلاس"(1952) التي يؤرخ كتابتها بين عمر الحادية عشرة والعشرين أي بين1912 و1922 عاماً،...)
2. رائد لقصيدة النثر:
فيما ترجمه من أعمل أدبية يكون العواد علم هذا المجل مبكرا.


3.أصدر العديد من الدواوين الشعرية و الكتب النقدية منها:
  • (خواطر مصرحة).
  • - (ديوان آماس وأطلاس).
  • - (ديوان قمم الأولمب).
  • - (ديوان في الأفق الملتهب).
  • - (ديوان رؤى أبو لون).
  • - (ديوان نحو كيان جديد).
  • - (ديوان العواد) 1978.
  • - (محرر الرقيق). / دراسة تاريخية عن حياة الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك.
  • - الطريق إلى موسيقى الشعر الخارجية).


و قد أثنى عليه جملة من أرباب الفكر و القلم و منهم:
ابرز جوانب العواد في نظري هو جرأته الأدبية ونقده الذي لا يجامل ولا يهاود وإن كانت له مشاركات أدبية لا تنكر نثراً أو شعراً. (محمد حسن فقي)


العواد هو ذلك الشاعر الكبير الذي عاش الشعر وأحلام الشعراء حتى في مسيرة حياته وهو الناثر الذي استطاع أن يتميز بأسلوب يؤكد استقلاله وشموخ شخصيته.
(عزيز ضياء)

العواد ليس نيزكاً ولا نجماً عابراً في سماء حياتنا الأدبية والفكرية بل كوكباً ساطعاً شغل الناس طوال أربعين سنة بفكره وأدبه وعصف ما كان يقوله وينشره .
(عبدالله مناع)

كانت للعواد أفكار طليعية في حياته الأدبية وأصدر كتابيه "خواطر مصرحة" و"تأملات في الأدب والحياة" وفيهما عبر عن أفكار جديدة وجريئة في تلك الفترة أثارت الكثير من النقاد والمتابعين.
(عبدالله الجفري)

وعلينا أن نقول إن العواد قال الشعر المنثور والشعر الحر والمرسل في الثلاثينات من القرن العشرين وسبق نازك الملائكة التي قالته في الخمسينات حسب اعترافها.
(إبراهيم الفوزان)

وليس للمرء إلا أن يقدر "للعواد" فتح باب الاجتهاد في تنويع موسيقى الشعر و"العواد" أحد رواد التجديد والداعين له منذ مطلع حياته وكتابه "خواطر مصرحة" شاهد على ذلك .
(عبدالله الغذامي)
_و قد حياه أديب العصر و نابغته علي بن أحمد باكثير بقوله:
عوّاد لا مدحةٌ و لا ملقُ = شعرك حيٌّ في الكون منطلقُ
يزينه الصدق كيفما اختلفت = مذاهب القول فيه و الطرق *


قلت جاء في جريدة الرياض أن الأستاذ أحمد بن محمد باديب جمع كل أعمال العواد في سفر واحد و قدم لها بقوله:
(

كان العواد – رحمه الله – يكره الجمود والتقليد ويسعى إلى التجديد الباعث لحركة الحياة والإبداع، وكان عظيماً في أعين طلابه ومحبيه، وقد واكب حركة التجديد في الشعر على يد مدرسة الديوان فكان من المبدعين البارزين فيها وسبق الكثير.. ويضيف باديب: كان العواد شاعراً مبدعاً عارفاً بالمعاني مدركاً للتصوير الفني، عقلانياً أقرب في تفكيره إلى الفلاسفة وكان ذلك سبباً في مجلبته التعب عليه وسبباً في سوء فهم الآخرين له وحربهم عليه انتصاراً لآرائهم. ) **

من شعره:



من مترجماته:

قصيدة (عذراء مدريد) ****: اقبلت نحوي - مساء - كاعب
بسمت تسألني: ماذا لديك؟
أترى هل هبطت من أفقها ربة الشعر، تلبي أصغريك
قلت: بل ها هي ذي هابطة
من "أولمب" الحسن تملي شفتيك
فذريني أتلقى وحيها شاعري الحسن يرتد إليك!
دافق النشوة، عطراً ناعماً
عربي الجرس، يثري أذنيك
ما على روحي أن أحببتها
فيك، أو أحببت فيها ناظريك؟
هي أنت الآن، أو أنت ال
دهر في مستقبلي واهاً عليك
بدأ العمر هنا.. يا ليته
ينتهي - إذ ينتهي - بين يديك.

"أغان أولميبية"
يا حبيبي المتحجب وراء غيمة رقيقة
غيمة بلغت من الرقة مستوى السراب!
يا حبي الأخير، باعتبار الزمن!
ويا حبي الأول باعتباره حرارة النبض في الحنايا!
أنت تدري ماهبة الذوب لروحي
الذي جسدته حياتي حنيناً إليك
وحدباً عليك
وارتماءً في يديك
لكم هو عميق هذا الحنين
وكم هو مشهي هذا الحدب
وكم هو سعيد هذا الارتماء!
إنا ليالي الحالمة مدينة بأحلامها لسيدة النجوم
أسابيع كان شعارها: "إني أريد" إني أريد.. وأريد المزيد.
ويردد صداها الساحر: "وأريد المزيد"

________________
* كل المصادر التي أطلعت عليها تقول أن ولادة العواد كانت في عام 1902 ميلادي ما عدا معجم البابطين فقد ذكر أنها في عام 1906 ميلادي.
*
محمد الصفراني ، العواد رائد الشعر الحر ، جريدة الرياض السعودية ، العدد :12241 ، الصادر في يوم الخميس 6 جمادى الآخرة 1428هـ ،الموافق لـ /21 يونيو 2007م.، جاء هذا الكلام في بحثنا ( س و ج حول شعر التفعيلة) فراجعه هنا: http://www.gunfdh.com/vb/showthread.php?t=220359
** أورد موقع محمد عبدالله الطائي هذا البيت هكذا:
(
يزيفه الصدق كيفما اختلفت = مذاهب القوى فيه و الطرق)
*** (جريدة الرياض ) السعودية في عددها رقم: ( 15934) في يوم الخميس 6 جمادى الآخرة 1428 هجري ، الموافق لــ 21 يونيو 2007 ميلادي.

****جريدة الرياض السعودية في عددها رقم: (14140 ).

*****أحمد الواصل ،
محمد حسن عوّاد التجريبي والغرائبي ، جريدة الرياض السعودية، عدد رقم ( 16138) الصادر فى يوم الخميس 12 شوال 1433 هجري و الموافق لـ 30 أغسطس 2012 ميلادي.

عبده فايز الزبيدي 06-04-2014 10:30 PM

فاطمة بوهراكة

هي فاطمة بنت عبدالله بوهراكة أديبة مغربية ،من مواليد فاس في 13فبراير1974 للميلاد ، لها نشاط أدبي واسع فهي:
- عضو مؤسس لمحترف الشعر المعاصر بكلية الآداب ظهر المهراز / فاس عام 1996
- رئيسة جمعية دارة الشعر المغربيwww.moroccodara.com
- مدير عام شبكة صدانا الثقافية www.saddana.com
- مدير مهرجان فاس للإبداع الشعري
- عضو حركة شعراء العالم بجمهورية تشيلي.
- سفيرة السلام / عضو رابطة محبي السلام بالعالم / جنيف
- عضو اتحاد كتاب المغرب
- عضو الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني بمصر
- عضو اتحاد كتاب الأنترنت العرب بالأردن
- عضو المركز الافتراضي لإبداع الراحلين بسوريا
- عضو رابطة أديبات الإمارات
- مستشارة بمجلة الثقافية التي تصدر من ليبيا.
نشرت إنتاجها بعدة جرائد ومجلات وطنية ودولية منها : الميثاق الوطني , الحركة, الزمن , شبابيك المالطية , الراية القطرية, عشتاروت اللبنانية ,الاهالي والحقيقة العراقية , زهرة الخليج, الحركة الشعرية بالمكسيك , شؤون ثقافية , الفصول الأربعة الليبية , النصر الجزائرية ..
* شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية منذ عام 1996 وإلى يومنا هذا.

* شاركت إلى جانب الدكتورة الشيخة سعاد الصباح في إنجاز مسرحية شعرية تحت عنوان '' فيتو على نون النسوة '' عرضت بالمركب الثقافي بمدينة فاس المغربية يوم السبت 28 يوليوز 2007 م.
* ساهمت في أنجاز أربع دواوين مشتركة رفقة ثلة من الشعراء وهي:
- احتراقات عشتار 1995
- غدائر البوح 1996
- وشم على الماء 1997
- بهذا وصى الرمل 1998

مؤلفاتها:

_الموسوعة الكبرى للشعراء العرب تحت رعاية الشيخة هند بنت صقر القاسمي.
_ ديوان شعر تحت عنوان : اغتراب الأقاحي صادر عام 2001 م.
_
ديوان شعر يحمل عنوان : بــوح المــرايا الصادر عام 2009 بثلاث لغات : العربية / الفرنسية / الاسبانية .
_
ديوان شعر تحت عنوان نبض بسبع لغات هي : العربية , العبرية , الانجليزية , الفرنسية ،الاسبانية ، الكردية ، التركية صدر عام 2012م.

تعرفت عليها في بداية عام 2007 ميلادي 1427 هجري في مجلة ( أوتار )الإليكترونية لصاحبتها لمياء البجاوي التونسية و كانت تعمل معها في إدارة الموقع و حين اختلفتا تركت بوهراكة المجلة .



و أبوهراكة ممن يدعي أن هناك ما يسمى شعر النثر و هذه خرافة و لهذا صنفت في موسوعتها كثيرا من الناس تحت مسمى الشعر والشعر ينكرهم
كما أنها لا تكتب الشعر بل تكتب النثر.

عبده فايز الزبيدي 06-04-2014 11:13 PM

الأستاذ أحمد قنديل
هو أحمد بن صالح بن أحمد قنديل ، شاعر و كاتب و روائي سعودي من مواليد مدينة جدة في حي العلوي في عام 1911 الموافق لعام 1330 هجري للميلاد و المتوفي بها في عام 1979 ميلادي الموافق لعام 1399 هجري ، و هناك من يرجع ميلاده لعام 1332 هجري ، درس بمدرسة الفلاح بجدة ،رأس تحرير صحيفة صوت الحجاز (البلاد) من عام 1355 هجري إلي عام 1356 هجري و استكتب في عدة صحف مثل عكاظ . عيّن في عدة وظائف حكومية، حتى وصل إلى مرتبة مدير عام مديرية الحج.

يلقب بشاعر الحجاز الضاحك لكثرة قصائدة المضحكة و يكتب قصائد بالفصحى و له باع في ما يسمى بالشعر الحلمنتيشي بلهجة الحجازيين و هو نوع من الشعر الفكاهي يقوم أحمد قنديل باستفتاح القصيدة ببيت مشهور ثم يطرح قضية اجتماعية بشكل ساخر و مضحك ، وله تعاون غنائي مع مطربي الحجاز كالفنان طلال مداح .
و كان ينحاز لفريق حمزة شحاتة في حروبهم الأدبية مع فريق محمد حسن عواد .
من نتاجه:
في الشعر له عدة دواوين منها :
- ديوان ( أغاريد) ، طبع في بيروت دار المكشوف، 1372هـ/ 1953م.
_ ديوان ( نار) طبع في جدة: مؤسسة قنديل، 1387هـ/ 1967م.
_ ديوان ( الأصداف ) طبع في جدة: تهامة 1401هـ، ، 1981م
_ قا اطع الطريق (قصة شعرية) طبعت في الرياض: مطابع اليمامة، 1397هـ/ 1977م.


النثر:
- رواية ( الجبل الذي صار سهلا)
-( كما رأيتها) مقالات ، طبعت بالقاهرة: 1366هـ/1947م.

من شعره:

قصيدة فكاهية حلمنتيشية اسمه ( رجيم) يقول فيها:

(الا هبي بصحنك فاصبحينا = ولاتبقي خمور الأندرينا)
وسيبك من رجيم طال حتى = عييت به .. كما أنا عيينا
وهاتي الفول مرشوشا بسمن = ومعصورا به الليمون حينا
وحطي جنبه الدقا , وقرنا = رفيعا من فلافلنا ..ثخينا
وشيئا من طحينتنا عليه = فإن الفو ليحس بالطحينا
وصوني من تميزك ماتبقى = فما شغل (المنى ) منا وفينا
وجيبي العيش مفرودا ولفنا = على أقراصه الطعمى سنينا

** و هذ القصيدة نسبها الباحث الدكتور غازي بن عبداللطيف جمجموم للشاعر حمزة شحاتة و يرده الأستاذ سعد الحميدين لأحد قنديل في مقالة له بجريدة الرياض في عددها رقم : ( 166 27) في 3 جمادى الآخرة 1431 هجري ، بعنوان (
قصيدة رجيم9 لأحمد قنديل و ليست لحمزة شحاتة.

. قصيدة ( قال لي و التلال):

قال لي والتلال قد لفها الصـ = ـمت كما لفنا الهوى بردائه
ويميني تحيط عطفيه والبدر= مظل واللحظ في اللحظ تائه
كيف احببتني وفسَّر ماقــــ=ــــــال بإيماء الهوى وذكائه
وانثنى ضاحكا يشاركني الضحــــــــــ=ـك بابتساما ينم عن ذكائه
واستحى والحياء فن من الحســـ=ــــن أضاع الجواب في استحيائه


. قصيدة (أَعِرني مِنْ شبَابِك ):
أَعِرْنِي مِنْ شَبَابِكَ .. يَا حَبِيبِي ..= حَيَاةً .. أَسْتَعِيدُ بِهَا شَبَابِي ..
فَمَا فَنِيَتْ دَوَافِعُهُ .. بِقَلْبِي = وَلاَ بَرِحَتْ نَوَازِعُهُ صَوَابِي
..وَإِنِّي .. رَغْمَ أَحْدَاثِ اللَّيَالِي .= جَدِيدُ الْعُمْرِ مَوْصُولُ الرَّغَابِ
..وَلَكِنِّي .. بِدُونِكَ .. بَعْضُ ذِكْرَى= .وَفَضْلُ صَبَابَة .. وَصَدَى عَذَابِ .



عبده فايز الزبيدي 06-05-2014 05:05 PM

محمد حسن فقي
ولد الشاعر السعودي أبو عبدالعزيز محمد حسن بن محمد حسين فقي و ( محمد حسن و محمد حسين) من الأسماء المركبة في مكة المكرمة عام 1332هـ الموافق لعام 1914م، و فقي تضبط بفاء مفتوحة و قاف مكسورة ،( .. توفيت أمه وعمره سبعة أشهر ثم توفي والده بعدها بنحو عقدين من السنين فأصرت شقيقاته على زواجه مبكرا فتزوج من بيت الموصلي ثم تزوج من بيت الغباشي ثم تزوج من بيت الفداء فرزقه الله البنين والبنات ولكن وفاة ولده عبد العزيز نائب القنصل السعودي في نيويورك ثم وفاة ابنته فوزية بعده بشهور أدمت فؤاده الرقيق. هذا هو الشاعر الكبير محمد حسن فقي حتى أصبح يكتب في صوت الحجاز فلفت الأنظار بمقالاته واستدعاه محمد سرور الصبان وعينه في وزارة المالية براتب مائة ريال بالإضافة إلى مكرمة شهرية من الأرز والحنطة والسكر والشاي والهيل والبن.
لكنه قبل ذلك عمل في مدرسة الفلاح مدرسا رغم صغر سنه ثم أصبح محررا في صحيفة صوت الحجاز فرئيسا لتحريرها عندما حدثت أحداث تتعلق برئيس تحريرها السابق.
وبدأ في وزارة المالية كمساعد مفتش عام ثم ارتحل إلى جدة ليعمل مديرا عاما لمكاتب الوزارة بجدة وقد عمل مع عبد الله السليمان في المالية حتى توفي السليمان ثم أصبح محمد سرور الصبان وزيرا للمالية وعمل الاستاذ محمد حسن فقي معه ولكنه لم يلبث أن استقال فطلب منه الامير فيصل «الملك فيما بعد» ان يعمل معه وبقي عدة شهور مع الفيصل ثم انتقل للعمل مفوضا بالدرجة الأولى في مفوضية المملكة في اندونيسيا، حضر مؤتمر باندونج الشهير الذي اجتمع فيه الرئيس سوكارنو والرئيس جمال عبدالناصر والامير فيصل بن عبد العزيز وسلم الاستاذ الفقي رسالة إلى الرئيس سوركانو من الملك سعود بن عبد العزيز لزيارة المملكة وعاد محمد حسن فقي إلى جدة ليكون مسؤولا في ديوان المراقبة العامة وبقي فيه عدة سنوات ثم تقاعد بموافقة الفيصل وقال محمد حسن فقي إن حنينه إلى الادب هو سبب الاستقالة التي قبلها الفيصل.) *
و يعد الفقي من الجيل الثاني للنهضة الأدبية في العصر السعودي الثالث ، و يلقب بشاعر الرومانسية في الحجاز ، و هو يزواج بين الشعر و الفلسفة، توفي غ\في عام 1425 هجري الموافق لعام 2004 ميلادي عن 93 سنة.

مؤلفاته:
_ ديوان
(قدر.. ورجل) الصادر عام 1386هـ .
ـ «ترجمة حياة» في جزءين
ـ «مطالعات وأفكار في الكتب والحياة» في جزءين
ـ «مذكرات يومية» ـ 3 أجزاء
ـ «رمضانيات فيلسوف» 1414هـ

صدرت أعماله الكاملة في ثمانية مجلدات عام 1985 م الموافق لعام 1405 هجري و كانت وفاته في عام .

من شعره:

كليل عشت بلا حب ولا امل
كالقفر عاش بلا ماء ولا شجر!!
انا اليتيم!! وما تحصى عشيرته
لكنني بينهم عود بلا وتر
يكاد يحسبني من ليس يعرفني
من التبلد تمثالاًَ من الحجر!!
المال والمجد اوهاق لمرتقب
وليس فوق اديم الارض من وطر!!
قد اغتربت بداري غير مؤتنس
بها وأمسيت من اهلي على حذر!!
اهيم على وجهي فما أنا منتم
الى الروضتين مثل الآمنين ولا القفر!!
ويسلمني خوفي الى السهر تارةً
واخرى الى النوم المفزع بالشر!!
_____________
*من مقالة للكاتب الباحث علي فقندش بعنوان (
محمد حسن فقي.. شاعرية وآفاق أدبية اتسعت بلقاءات الكبار) بجريدة عكاظ في عددها رقم: ( 3875 ).
من شعره:

عبده فايز الزبيدي 06-05-2014 05:05 PM

محسن السهيمي
هو محسن بن علي السهيمي و كنيته أبو إبراهيم أديب شاعر و صحفي سعودي ،من مواليد حصل على الشهادتين الابتدائية والمتوسطة في مدرسة الحسن بن الهيثم بالمعقص بالعرضية الشمالية، و تضبط المعقص بعين مضمومة و عين مفتوحة و قاف مشددة مفتوحة ،وحصل على شهادة الثانوية في ثانوية المعقص بالعرضية الشمالية عام (1406هـ) ثم حصل على دبلوم الكلية المتوسطة في الكلية المتوسطة لإعداد المعلمين بالقنفذة عام (1409هـ) ثم حصل على بكالوريوس اللغة العربية في كلية المعلمين بالقنفذة عام (1423هـ) ثم حصل على الماجستير في (مناهج وطرق تدريس اللغة لعربية) في كلية التربية بجامعة أم القرى عام (1428هـ). و يعمل معلم موهوبين بمدرسة أبي بكر الصديق الابتدائية بمحافظة العُرضيات.
النشاطات:
_كاتب بصحيفة المدينة.
_ رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة العُرضيات التابعة لأدبي جدة.
_ عضو سابق في اللجنة الثقافية بالقنفذة التابعة لأدبي جدة.
_- عَمِل مشرفًا تربويًّا بمكتب التربية والتعليم بالعرضية الشمالية.
- عضو سابق بالمجلس الاستشاري للمعلمين بإدارة التربية والتعليم بالقنفذة. .
- الأمين العام السابق لجمعية البر الخيرية بالعرضية الشمالية. - صحفي سابق بصحيفة الوطن. .
- عضو لجنة التنمية الاجتماعية بالعرضية الشمالية.
- له مشاركات في الصحف والمجلات المحلية والإذاعة السعودية.
_ أحيا وأدار عددًا من الأمسيات الشعرية.
المؤلَّفات:
له ديوان مطبوع "وجه الصَّباح" صدر عن أدبي الطائف عام 1431هـ. و عندي منه نسخة أعطانيها الأستاذ الأديب محمد خُريص المرحبي .

من شعره:
1. قصيد (طيـــــفُ الـــرُّوح ):
لطيـفُ الـروحِ أتعــبَ مُقلتـيَّا = مضى يشدُو فأُسقِطَ في يديًّـــا
تولـَّى باسمـًا ورمـى بلـحــظٍ = فـؤادًا لـم يزلْ غـضًّا طريـَّـا
وخلَّـفَ مسكَـهُ الفـوَّاحَ ذكرى تُـقرِّبُ مَـن نـَأى عـنِّي إلـيَّا
وأرسلَ في فـؤاد الصــبِّ لحنـًا لطيفـًا همسُهُ يـسري نديـَّــا
وأهدى الـروحَ من حُللٍ وغنـَّى بلحنِ الخُلـدِ مبتـهجـًا شجيـَّا
لطيفَ الروح .. لحظُك هدَّ صبـرِي وأدمـى مُهجتـي وجنَـى علَـيَّا
كـأن قوامَكَ الممشــوقَ سهـمٌ تغلغـلَ في الحَشـا وغـدا أبـيَّا
وأبكـتْ مقلتـاكَ شغـافَ قلبِي وثغـرُكَ باسمٌ طَلـْقُ الـمحيَّا
لطيفَ الـروحِ... رفقًـا إنَّ نفسي لتكرهُ أنْ تـراكَ لـها عَصـيـَّا
وتكـرهُ أنْ أكـونَ بـدار قُـربٍ وتغـدُو أنـتَ مبتعِــدًا قصيـَّا
إذا ما الليـلُ أرخَـى كـلَّ ستـرٍ على عينـيَّ واصطحـبَ الثريَّـَـا
أراكَ مــعَ المنــامِ لأن قلـبي سيبقـى في محبتِكــم فتيــَّـا
إذا مـا ينجلـي لـيلٌ وتـدنـُو خيـوطُ الفجـرِ والأوراقُ رَيـَّـا
وتنفـضُ ريشَها الأطيـارُ تغـُدو خماصًا تطلـبُ الـرزقَ الشَّهيـَّـا
يلازمُنـي خيالُك طـولَ يومِـي و يُمعنُ في مُلازمتِي عشِــيـَّـا
ومـا إن تكتـسِ الآفـاقُ ثوبـًا بلونِ الـحُـزنِ إلاَّ صـاحَ فــيَّا
أيدنـو الليـلُ والأرواحُ جذلـَى بمقـدمِـهِ ولسـتَ بـهِ حفـيَّا؟
أجبنـي: هل فـؤادُك صار قفـرًا مِن الأشــواقِ أم أضحى عيِيـَّا؟
وهــل نطقَ الجمالُ فلم تُجبْـهُ وجرحُكَ لم يعـُدْ دمُـهُ سخيَّـا؟
تـسامتْ ثـَمَّ أحلامِي وصاحتْ رويــدَكَ ما يزالُ الشـوقُ حيـَّا


2. قصيدة ( أسئلةُ الصَّمت ):
رقَصَ النَّدَى
صرَخَ المَدَى
وعلى الشِّفاهِ تكسَّرتْ مُهَجُ الصَّدَى
وهناكَ خلفَ عباءةِ اللَّيلِ المدثَّرِ
بعضُ أسئلةٍ تلوكُ فُصُولَ أقْبيةِ الرَّدى
هتفتْ بهَا حُجُبُ الظُّنونِ ترومُها فاستعصَمتْ
برموشِ رابيةٍ يُؤانسُها القَمَرْ وغفَتْ
على خَفَقاتِ بوحِ الصَّمتِ ترقصُ فوقَ
مجامِرِ الأحلامِ فاندلقتْ مواويلُ السَّحَرْ
نقشتْ على مُقَلِ الظلامِ قصيدةَ الألَمِ المكمَّمِ بالخطيئةِ
تحتَ جلجلةِ الكمَدْ
جَمَحَتْ إلى الفَجْرِ المُلفَّعِ في دِثارِ اليأسِ
ترشفُ طيفَ أزمنةِ الشَّجَنْ
تهفُو إلى الفلَقِ المرقَّعِ فوقَ ألويةٍ تمورُ ظِلالُها
كدْحًا بساريةِ الزَّمنْ وبلاقِعُ الأكبادِ
حينَ تقرَّحتْ أجفانُها
شهقتْ لتمتمةِ النَّزقْ
لثَمَتْ رُضَابَ خَلاصِها الموءودَ في كفَنِ الوِصايةِ
وانثنَى الإصباحُ يرتشفُ الشَّفَقْ.

3. قصيدة ( صَبَاحَات):
أُحِبُّ الصُّبحَ أرشفُ مِن ضِياهُ = إذا مَا اللَّيلُ أرَّقَنِي دُجاهُ
يجِيءُ الصُّبحُ يحملُ كلَّ بُشرَى لِقَلبِي ثُمَّ تزهِرُ في رُبَاهُ
يُذكِّرُني الصَّباحُ ربيعَ عُمرِي وَدَهْرًا هيَّجتنِي مُقلتَاهُ
ألا يا صُبحُ ويحكَ عُدْ فإنِّي أراكَ لقلبِ مكلُومٍ دَوَاهُ
تَأوَّهَ حينَما وليَّتَ عَنهُ ولمَّا عُدتَ آبَ إلى غِنَاهُ
زُهُورُ الرَّوضِ تَرقُصُ حينَ تَأتِي ويمضِي اللَّيلُ يَطلُبُ مَن نَعَاهُ
سُويعَاتٌ سَقَينَ الصَّبَّ شَهدًا فهَلْ تَبقَى تَقُومُ علَى رِضَاهُ ؟
تُحَرِّكُ فيهِ أشجَانَ الحيَارَى وتَبعثُ ما تقَادمَ في جَوَاهُ
هناكَ الرُّوحُ تألفُ كُلَّ لحنٍ كَمَنْ يَلقَى علَى ظَمَأٍ ضَنَاهُ
ويَبسُمُ ثغرُ مُكتئِبٍ ويمضِي يُردِّدُ مَا تعَلَّقَ فِي صِباهُ
تباشِيرَ الصَّباحِ هَواكِ أَضنَى فُؤَادِي فاحقِنِي (فَضْلاً) دِمَاهُ
هبِيهِ مِن رُضَابِكِ واترُكِيهِ ليُبحِرَ في الحيَاةِ علَى هَواهُ
يُلَملِمُ بعضَ أحرُفِهِ ويمضِي يُحلِّقُ بالخيالِ إلى مَداهُ
فَلا وطَنٌ هناكَ يظَلُّ قَيدًا وَلا أُفُقٌ يُغيِّبُ مُبتغَاهُ
تَجَلَّى الصُّبحُ في عينَيْهِ عِشْقًا وتَفضَحُ مَا يُخبِّئُهُ الشِّفَاهُ
وهَل تصفُو الحيَاةُ بدونِ صُبْحٍ بهِ يمضِي الطَّرُوبُ إلى مُنَاهُ ؟

4. قصيدة ( موسِمُ السَّفَر ) :
في مَوسمِ السَّفرِ البعيدِ
رؤاكِ ترسمُ في درُوبي ألفَ موعدْ
ويظلُّ صوتُكِ يطرقُ مَسمعِي في كلِّ مرصَدْ
وعلى شِغافِ القلبِ يرسمُ نبضَ أحلامِي
ويسكبُ كلَّ ألوانِ المسافةِ في دمِي
يا بحرَ أغنيتي وظِلَّ خميلَتِي حتَّامَ نرتقبُ اللِّقاءْ ؟!
أوَ مَا ترينَ الزهرَ عانَقَ نسمةَ الفجرِ المطرَّزِ بالضِّياءْ ؟!
وعلى ضِفافِ اليمِّ ترقصُ لوعتِي وتمدُّ كفًّا للشراعْ ؟!
يا دِفْءَ أيامِي وبردَ هجيرتِي ولَم البعَادْ ؟!
أوَ ما كفاكِ بأنَّنِـي ما زلتُ مأسورَ الفؤادْ ؟!
قلَّبتُ في كفيَّ أرديةَ الزمانِ
لعلَّ طيفًا من هواكِ يشعُّ
في دربِي فيشعلَ في فؤادِي كلَّ أسرَارِ الحياةْ
يا كلَّ أطيافِي
وكلَّ قصائدِي
زُفِّي لروحِي منكِ أغنيةً
تؤانسُ وحشتِي
وخُذِي مفاتيحَ الفُؤادْ

5. قصيدة ( جفول):
يَجفُلُ اللَّيلُ ويرتَدُّ إليْ= لم يَجِد في الدَّربِ إلا مُقلَتَيْ
كَمَدًا يجثمُ لا يَمضِي إلى غَدِهِ قَد ملَّ مِن حتَّى وكَيْ
سُرَّ بالنَّجوَى مَتى يَبعثُهَا في فُؤادِي لم أعُدْ أعبَا بشَيْ
وإذَا قُلتُ مضَى أوَّلُهُ يتَمطَّى ثُمَّ يأتِي ساعِدَيْ
وإذا الفَجرُ تبدَّى قُلتُ مَا عادَ في القلبِ سِوى أيامِ مَيْ
آهِ مَا أقسَاكَ يا ليلُ وهَل سَوفَ تبقَى كسِوارٍ في يدَيْ ؟
آنَ أنْ تمضِي فَرُوحِي لم تَعُد في دُرُوبِ الوهمِ تهفُو نحوَ فَيْ
وَدَعِ الدُّنيا تُغـنِّي كُلَّما هبَّتِ الأنسَامُ بالبُشرَى علَيْ
في غُرُوبِ الشَّمسِ سِرٌّ جَامِحٌ طافَ بالقَلبِ وأظمَى كُلَّ ريْ
فجَعَ الطَّيرَ علَى أغصانِهَا فتَولَّى الشَّدوُ يَبكِي مسمعَيْ
وانثنَى الصَّبُّ على آلامِهِ يتلقَّاهَا على قَهْرٍ بـِ( وَيْ )
هاتِها دُنَيا حُبُورٍ كلَّما مُلئتْ حُبًّا تَولَّى كُلُّ غَيْ
تَنثُرُ البِشْرَ علَى أرواحِنَا كَزُلالٍ بَلَّ يَومًا راحتَيْ
تَبعثُ الآمالَ في الرُّوحِ علَى أُغنياتٍ عُزِفتْ في كلِّ حَيْ
لم تَزَلْ حُلْمًا طَرِيًّا عابِقًا خلَدَتْ أيامُهُ في ناظِرَيْ
ليتَهُ يبقَى وَلِيدًا طَالمَا طَوَّقَ اللَّيلُ بِصَمْتٍ مِعصَمَيْ

عبده فايز الزبيدي 06-05-2014 11:09 PM

حمد الجاسر
هو علامة الجزيرة و نسابتها حمد بن محمد بن جاسر، من أسرة آل جاسر المنتمية إلى الكتمة من بني علي من قبيلة حرب . ولد سنة 1328 هـ في قرية البرود من إقليم السر في منطقة نجد من أب فقير فلاح .
نشأ ضعيف البنية عليلاً لم يستطع مساعدة أبيه فأدخله في المدرسة (كتّاب القرية) حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن .
ذهب به أبوه إلى مدينة الرياض عام 1340 هـ فبقي عند قريب له من طلبة العلم يدعى عبد العزيز بن فايز، وتعلم قليلا من مبادئ العلوم الدينية ( الفقه والتوحيد ).
عاد من الرياض بعد موت الرجل الذي كان يعيش في كنفه سنة 1342هـ، ولم يلبث أبوه أن توفي فكفله جده لأمه علي بن عبد الله بن سالم، وكان إمام مسجد قرية البرود، وصار يساعد جده في الإمامة ثم اشتغل معلما لصبيان القرية حتى سنة 1346هـ .
نُدب سنة 1346هـ مرشداً لفخذ من قبيلة عتيبة تدعى الحواما من النُّفعة من برقا يصلي بهم رمضان، ويعلمهم أمور دينهم، وكانوا يعيشون في البادية وكان ينتقل معهم فيها .
في آخر سنة 1346هـ ذهب إلى الرياض واستقر لطلب العلم على مشايخها، فقرأ شيئاً من المتون كـ (الآجرومية) لابن آجروم ، و(الأصول الثلاثة)، و(آداب المشي إلى الصلاة) للشيخ محمد بن عبد الوهاب و(ملحة الإعراب) للحريري ، ثم جاءت مرحلة زمنية مهمة في حياته ، حيث ترك الرياض قاصداً مكة المكرمة .
وفي سنة 1348هـ ، التحق بالمعهد الإسلامي السعودي ، أول مدرسة نظامية تنشأ في العهد السعودي .
وبعد أن أنهى مرحلة الدراسة في ذلك المعهد ( متخصصا في القضاء الشرعي) تحول إلى الخدمة، فعمل مدرساً في ينبع من عام 1353 حتى عام 1357هـ بعد أن أصبح مديرا للمدرسة . ثم انتقل إلى سلك القضاء فعمل قاضيا في ظبا في شمال الحجاز وذلك عام 1357هـ. ولم ينقطع حنينه وشوقه إلى المعرفة بعد أن أنهى الدراسة في المعهد، بل كان يرغب في المزيد حتى جاءته الفرصة المواتية فسافر إلى القاهرة. وفي عام 1358هـ التحق بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ولكن الظروف العامة لم تساعده على إنهاء الدراسة في تلك الكلية، فتركها قبل أن يحصل على درجتها العلمية حيث قامت الحرب العالمية الثانية وأعيدت البعثة السعودية من هناك. رجع إلى التدريس فدرس في مناطق عديدة في المملكة العربية السعودية وشغل مناصب تربوية مختلفة، منها رئيس مراقبة التعليم في الظهران، ثم مديرا للتعليم في نجد عام 1369هـ. كان أول مدير لكليتي الشريعة واللغة العربية في الرياض اللتين كانتا النواة لإنشاء (جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) . أنشأ أثناء إدارته للتعليم في نجد مكتبة لبيع الكتب هي (مكتبة العرب) التي كانت أول مكتبة عنيت بعرض المؤلفات الحديثة تحت إشرافه.
نشر مقالات عديدة في الجرائد والمجلات العربية في موضوعات مختلفة أبرزها النواحي التاريخية والجغرافية ووصف الكتب المخطوطة ونقد المؤلفات والمطبوعات الحديثة.
كان عضواً عاملاً في (مجمع اللغة العربية في القاهرة) و( المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمّان) وعضواً مراسلاً في (مجمع اللغة العربية بدمشق) و(مجمع اللغة العربية في عمّان) و(المجمع العراقي في بغداد) و( المجمع العلمي في الهند).

أنشأ سنة 1372هـ صحيفة “اليمامة” أول صحيفة صدرت في مدينة (الرياض) كما انشأ أول مطبعة فيها باسم (شركة الطباعة والنشر الوطنية) في عهد الملك سعود – رحمه الله – ثم حدث في رمضان سنة 1381هـ ما اضطره للإقامة في (لبنان) بعد مصادرة صحيفة “اليمامة” والبقاء هناك حيث أنشأ (دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر) نشر فيها بعض مؤلفاته وما حققه من مخطوطات، ثم في عهد الملك فيصل – رحمه الله – عاد إلى الرياض، ومنح – مع إخوة آخرين سماهم – امتياز إنشاء (مؤسسة اليمامة الصحفية) التي يصدر عنها جريدة “الرياض” اليومية، ومجلة “اليمامة” الأسبوعية، و”رياض ديلي” باللغة الإنجليزية، و”كتاب الرياض”، ثم لظروف خاصة تخلى عن العمل في المؤسسة، وأصدر مجلة “العرب” الشهرية في رجب سنة 1386هـ إلى هذا العام 1420هـ، حيث أصدرت أربعة وثلاثين مجلداً، ودخلت عامها الخامس والثلاثين، ولا تزال مستمرة في الصدور .
مؤلفاته:
كتب في الرحلات : “رحلات حمد الجاسر للبحث عن التراث”، “في الوطن العربي”، “إطلالة على العالم الفسيح”، “في سراة غامد وزهران”، “في شمال غرب الجزيرة” .
كتب في الأنساب : “معجم قبائل المملكة العربية السعودية” جزءان، “جمهرة أنساب الأسر المتحضرة في نجد” جزءان، “باهلة القبيلة المفترى عليها”.
كتب في تحديد المواضع : من أقسام “المعجم الجغرافي للبلاد العربية السعودية” (مقدمة المعجم) جزءان، (قسم شمال المملكة) ثلاثة أجزاء، (قسم المنطقة الشرقية) أربعة أجزاء، (المعجم المختصر) ثلاثة أجزاء .
كتب في تاريخ البلدان : “بلاد ينبع”، “مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ”.
كتب عن الخيل : “معجم أسماء خيل العرب وفرسانها”، “أصول الخيل العربية الحديثة” .
كتب في التراجم : “مع الشعراء”، تراجم لبعض شعراء مجهولين، نشره (نادي القصيم الأدبي)، “ابن عربي موطد الحكم الأموي في نجد”، ترجمة إبراهيم بن إسحاق الحربي في مقدمة كتاب “المناسك” الطبعة الأولى، “معجم المطبوعات العربية” إشراف، “رحالة غربيون في بلادنا” .
كتب في المباحث اللغوية : “نظرات في كتاب تاج العروس”، “ملاحظات على المعجم الكبير” بالاشتراك .
وحقق من الكتب :
“رسائل في تاريخ المدينة”، “الأماكن” للحازمي جزءان، “الأمكنة والمياه والجبال” لنصر الإسكندري ثلاثة أجزاء تحت الطبع، “المناسك” أو “الطريق” – الطبعة الثانية، “المغانم المطابة في معالم طابة” قسم الجغرافية، “البرق اليماني في الفتح العثماني” لقطب الدين النهروالي، “التعليقات والنوادر” للهجري أربعة أجزاء في الشعر واللغة والمواضع والأنساب – دراسة وتحقيق -، “الجوهرتين” للحسن بن أحمد الهمداني مع بحث في المعادن والتعدين، “الإيناس في علم الأنساب” للوزير المغربي، “أدب الخواص” للوزير المغربي، “المحمدون في الشعراء” للقفطي – إشراف، “شعر الشنفرى الأزدي” إشراف، “معجم الشيوخ” لابن فهد بالاشتراك، “الدرر الفرائد المنظمة في أخبار الحاج وطريق مكة المعظمة” للجزيري في ثلاثة أجزاء، “جمهرة نسب قريش” للزبير بن بكار – إشراف، جزءان .
تكريمه في حياته
منح جائزة الدولة التقديرية في الأدب عام 1404هـ؛ لإسهامه وعطائه الزاخر من إثراء ميادين الفكر والأدب.
منح وسام التكريم من مجلس التعاون الخليجي عام 1410هـ.
منح وسام الملك عبد العزيز عند ما اختير الشخصية السعودية المكرمة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام 1415هـ.
منحته جامعة الملك سعود(الدكتوراه) الفخرية عام 1416هـ؛ لما قدّمه للساحة الثقافية السعودية من عطاء وافر متواصل، وما قدّمه للمكتبة العربية والإسلامية من إثراء تاريخي وجغرافي وأدبي ولغوي.
نال جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي عام 1416هـ/1996م.
نال جائزة سلطان العويس الأدبية في الإمارات العربية المتحدة في مجال الإنجاز الثقافي والعلمي، عام 1416هـ.
نال جائزة الكويت للتقدم العلمي عن كتاب(أصول الخيل العربية الحديثة)، عام 1416هـ.

و في يوم الخميس 16/6/1421هـ(14/9/2000م) انتقل الشيخ حمد الجاسر إلى رحمة الله، بعد حياة حافلة بالعطاء، وقد عمت مشاعر الحزن كل محبيه على جميع المستويات داخل المملكة وخارجها، فرحمه الله رحمة واسعة.

عبده فايز الزبيدي 06-05-2014 11:49 PM

عبدالرزاق بليلة
هو أبو نزار عبد الرزاق بن محمد بن صالح بَلِيـْلَة ، المولود في حوالي 1339 هحري و الموافق لعام 1922 للميلاد و المتوفي في مكة في 16 سبتمبر من عام 2010 ميلادي عن عمر يناهز الـ (88 عاما)، و بليلة تضبط بباء مفتوحة و لام مكسورة و ياء ساكنة و لام مفتوحة و تاء مربوطة ساكنة ، و هو أحد مؤسسي جمعية البر بمكة المكرمة.

في مكة المكرمة، تلقى تعليمه الأولي فيها ثم التحق بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية وحصل منها على البكالوريوس 1383 هـ، 1963م، التحق بوظيفة كاتب بمديرية الأمن بمكة المكرمة 1357 هـ - 1364 هـ ليتفرغ بعدها لتأسيس مكتبة الثقافة بمكة المكرمة مع زميلة الشيخ صالح محمد جمال، في 1368 هـ 1949م التحق بالعمل موظفا بمديرية المعارف بمكة المكرمة وتنقل في عدد من وظائفها الإدارية والتعليمية حتى أحيل للتقاعد في عام 1404 هـ، إشتغل بالعمل الصحفي خلال فترة عمله بالمعارف كمحرر غير متفرغ في جريدة البلاد وقد زاول التعليق الرياضي خلال الفترة ويعتبر من الرواد في هذا المجال، وكان أول من حرر صفحة أسبوعية طريفة تحتوي على أخبار خفيفة ومقتطفات أدبية تحت مسمى (مجلة البلاد) وكان يوقع مقالاته بـ(عين) سواء في البلاد أو حراء أو الندوة، شغل عضوية العديد من الهيئات واللجان من أبرزها الهيئة التأسيسية لصندوق البر بمكة المكرمة، ولجنة النشر العربية التي تأسست في عام 1366 هـ 1947م
و قد تتلمذ على يديه كبار الكتاب السعوديين من أمثال: محمد عبده يماني و هاشم بن عبده هاشم و غيرهم .

و من أبرز ما يجب ذكره هنا أن الناس تنسب أشهر قصيدة وطنية سعودية التي تعرف بـ ( وطني الحبيب) و التي غناها طلال مداح للشيخ عبدالرزاق بليلة و الحقيقة أنها : ( ... للدكتور مهندس (مصطفى محمد بليلة) الأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود في كلية العمارة والتخطيط [و مرد الخطأ أن أول ظهور لها على التلفزيون السعودي كانت منسوبة لعبدالرزاق بليلة لشهرته و كبير جاهه ، و كان عبدالرزاق بليلة ينسبها لصاحبها حفظا للحقوق الفكرية]*
. والأبيات المغناة هي أجزاء مقتطعة من القصيدة الكاملة ذات الخمسة وعشرين بيتاً التي كتبها (مصطفى بليلة) تحت نفس الاسم (وطني الحبيب).. وهذه أبيات القصيدة كاملة: وطني الحبيب
كلمات الدكتور مهندس:
مصطفى محمد بليله

روحي وما ملكت يداي فداه
وطني الحبيب وهل أحب سواه؟
وطني الذي قد عشت تحت سمائه
وهو الذي قد عشت فوق ثراه
منذ الطفولة قد عشقت ربوعه
إني أحب سهوله ورباه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟
وطني الحبيب وأنت موئل عزة
ومنار إشعاع أضاء سناه
في كل لمحة بارق أدعو له
في ظل حام عطرت ذكراه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟
في موطني بزغت نجوم نبيه
والمخلصون استشهدوا لحماه
في ظل ارضك قد ترعرع أحمد
ومشي منيباً داعياً مولاه
يدعو الي الدين الحنيف بهديه
زال الظلام وعززت دعواه
في مكة حرم الهدى وبطيبة
بيت الرسول ونوره وهداه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟
وطني وينبوع العدالة والنهي
لهو الحياة وكلنا نهواه
هذي التلال ومن عليها كلها
حتى الصحارى يعشقون بهاه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟
وطني الحبيب وأرضه وربوعه
فكل شيء قد يهون سواه
كل النفائس سوف أرخص بذلها
والنفس أرخص فدية والجاه
في كل حين نحن نرعى وده
في كل حين بيننا ذكراه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟
ان حل يوماً غاصب في ارضه
فله الهوان اجابة لغزاه
وإذا العدو اراد شراً قاصداً
فلك الفداء ولن نهاب لقاه
وطني الفداء له وكل جوارحي
نفسي الفداء لأرضه وسماه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟
دم موطني ترعاك عين إلهنا
ومليكنا وجهاده وحجاه
ترعاه عين الشعب وهو مجند
وهو المقدم دائماً لفداه
إني لأهتف باسم مجدك عالياً
إني لأدعو دائماً رباه
وطني حباك الله كل سعادة
وطني أفاخر باسمه وعلاه
وطني الحبيب
وهل أحب سواه؟ ) **
__________________
* ما بين المعقوفتين ليس من نص الجريدة فانتبه بارك الله فيك!
* من مقال بعنوان( الدكتور مصطفى بليلة كاتب أشهر الأغاني الوطنية) لمصطفى بليلة، بجريدة الرياض في عددها رقم: ( 14338) الصادر في 14 رمضن 1428 هجري و الموافق لـ 142 26 سبتمبر 2007 ميلادي

عبده فايز الزبيدي 06-06-2014 12:13 AM

سعيد الهندي
( ... هو أبو محمد سعيد الهندي ، شخصية إعلامية من أصل لبناني حضرت للسعودية عند إفتتاح أول إذاعة سعودية عام 1368هـ 1948م
وهي إذاعة جدة الإذاعة السعودية الوحيدة آنذاك .وقد عمل في بدء حياته في قسم الإخراج مع محمود عصمت ومحمد غنيم وخميس سويدان وأحمد سالم وأخرج العديد من التمثليات الإذاعية الهادفة منذ السبعينات الهجرية الخمسينات ميلادية وكتب وصاغ مئات القصائد التي دخلت لمكتبة إذاعة جدة قبل أي قصائد أخرى فكان له السبق الأول في ذلك .

ويعتبر سعيد الهندي أول من كتب قصيدة سجلت رسمياً يإذاعة جدة عام 1375ـ 1955م ، لتكون أول مادة سعودية تدخل مكتبة الإذاعة وليكون هو أول شاعر للإذاعة وأطلق عليه اسم : شاعر الإذاعة لأجل ذلك .

وتوالت أعماله الأدبية والبرامجية حتى أخرج وألف العديد من التمثيليات والسباعيات وكتب الكثير من القصائد الخالدة .
وله العديد من القصائد الدينية والوطنية وبعض الأناشيد التي كانت خاصة بتحرير الجزائر وعن واحة البريمي .

أما القصائد الدينية التي كانت تذاع عبر الإذاعة السعودية فمعظمها صاغ كلماتها سعيد الهندي وقد كتب عن المناسبات السياسية أثناء سفريات الملك سعود وعودته كذلك كتب العديد من القصائد عن الملك فيصل حسب المناسبات السياسية لها.

وكتب عن أهم المناسبات والشعائر الدينية وهي مناسبة الحج فقد كتب في ذلك قصائد عديدة منها ما تم إنشاده مثل : ركب الحجيج . ولبيك إلهي يا سندي .
أما برامجه فقد حاز على إخراج أضخم برنامج إذاعي أسري ديني أستمر لأكثر من خمس سنوات كان يذاع كل صباح عبر اذاعة جدة منذ منتصف الستينات ميلادية وهو برنامج : طريق النور . الذي كان يعد حلقاته : عاطف الجعار .
فقد بلغت حلقات هذا البرنامج أكثر من ألفي حلقة .والبرنامج كان حواري بين أب وزوجته وأبنائه يتناول مسائل وقضايا إجتماعية ويقوم بحلها والتعامل معها وفق الكتاب والسنة على شكل حوار أسري جميل كان يشد السامعين له وكنا نحرص على سماعه قبل ذهابنا للمدارس .

وأستمر سعيد الهندي في الإخراج حتى عام 1395هـ 1975م وعندها كان عمره قد جاوز السبعين عاماً وهنا أصبح في سن لا يستطيع أن يجهد نفسه وتركيزه بإدارة البرامج وإخراجها فتحول لقسم التنسيق بالإذاعة وأصبح منسقاً للبرامج .
وأستمر على عمله بقسم التنسيق حتى عام 1402هـ 1982هـ حيث توفي في هذا العام أثناء إجازته السنوية وهو بصحبة زوجته أم محمد في اليونان .
من شعره:
هذه المقطوعة من قصيدة:
شريعة الله رفت في مآذنها

وفي الحنايا دعاء سبح الله

تروي العطاش على الأزمان زمزمها

كما روى عن لهيف الخطو مسعاها

من كان في كنف البطحاء مسكنه

كانت سجاياه بعضا من سجاياها

ومن تكن كعبة الإسلام قبلته

فإنما الخلد والرضوان عقباها) *

قلت:
و أظن أن قصيدة ( موطن الصقر) التي غناها محمد عبده له :

أكبرت مجدك تياهاً على الشهب
يا موطن الصقر من أبطاله العرب
أكبرت فجرك مخطلاً بما نديت
به البساتين من زهر ومن حبب
أكبرت عزك .. فيك العز منطلق
لوحدةٍ حقةٍ لا وحدة الخطب

درعية الصيد من بدوٍ ومن حضرٍ
صقر الجزيرة من أبنائك النجب
ان الغطاريف من فرسانك أنطلقوا
كومضة البرق او كاللمح في القضب
هبوا لتوحيد أشلاء مبعثرةٍ
قد مزقتها يد الآرزاء والنوب

مرحى بخير أبي .. من ديرة العرب
مرحى لنا وطن .. يسموا على الشهب

فعانق الساحل الغربي في فرحا
شواطيء الساحل الشرقي في حدب
وقبلت نجد في الصحراء أخوتها
من شط عنها ومن تلقاه عن كثب
فوشوشت زهرة الريحان جارتها
قالت لها : هات بعض الطيب واقترب
فاليوم يوم العلى .. هيــــا لنبلغه
بالزهر والعطر والانشاد والطرب
_________________
*هذا ما كتبه صالح المسند عن سعيد الهندي أوردته بتصرف بسيط.

عبده فايز الزبيدي 06-06-2014 12:51 AM

عاطف الجندي



هو عاطف بن محمد بن سالم بن أحمد الجندي المولود في 21 يونيو 1965 ميلادي في قرية الزمام مركز - حوش عيسى - محافظة البحيرة بمصر.
صدر له :
1. " بلا عينيك لن أبحر" هيئة قصور الثقافة 2002
2. " مرايا النفس " هيئة الكتاب 2006
3. " صباح الخير يا سارة " ( شعر للأطفال ) هيئة الكتاب طبعة أولى 2006 - طبعة ثانية 2008
4. " للنار أغنية أخيرة " عن سلسلة أدب الجماهير 2007
5. " لا أريد " عن اتحاد كتاب مصر في يناير 2010
6. " أنت ِ القصيدة " عن دار المحروسة في فبراير 2010
7. " قطرات المسك " ( ديوان مشترك ) عن منتدى عاطف الجندي الأدبي 2011
· " العيون السود " ( شعر بالعامية المصرية ) عن منتدى عاطف الجندي الأدبي يناير 2012
· 9 – بين مطارين شعر عن هيئة الكتاب المصرية 2014
· له تحت الطبع : بين مطارين / سفر التحريض / مغرم قديم ......إلخ
من ألقابه الأدبية ( يعسوب الشعر / الرومانسي الثائر / الشاعر الثائر )
* له العديد من الأعمال تحت الطبع بالفصحى والعامية وشعر الأطفال ومسرحية للأطفال بعنوان " الأشرار و الثعلب المكار "
* حاصل على ليسانس آداب وتربية جامعة الإسكندرية
* عضو عامل بكل من
1. مجلس إدارة اتحاد كتاب مصر ورئيس شعبة الفصحى به وعضو لجنة القيد
2. جمعية دار الأدباء
3. جماعة الجيل الجديد
4. ملتقى الأربعاء بنقابة الصحفيين
5. ندوة المساء بنقابة الصحفيين
6. جماعة فضفضة بكرمة ابن هانئ
7. رابطة الأدب الحديث
8. أتيليه القاهرة
* رئيس نادى أدب الريحاني بالقاهرة من ( 2002 -2009 )
* صاحب منتدى عاطف الجندي الأدبي على الإنترنت
* صاحب ومدير ندوة منتدى عاطف الجندي الأدبي باتحاد كتاب مصر السبت الأول من كل شهر
* مدير عام دار الجندي للنشر والتوزيع بالقاهرة
* الجوائز
1- جائزة أفضل ديوان والمركز الأول في مسابقة جمعية دار الأدباء عن ديوان لا أريد 2010
2– المركز الأول في مسابقة تجليات القاهرة عن أفضل قصيدة في 2000
3- المركز الأول فى مسابقة جريدة الرأي في 2005
4 – المركز الأول فى مسابقة القاهرة في عيون الشعراء 2002
5 – جائزة تشجيعية من المجلس الأعلى للشباب و الرياضة في 1998
6 – جائزة أفضل ديوان في مسابقة جريدة المساء 2012 عن ديوان ( أنت القصيدة )
7 - حاصل على العديد من الدروع و شهادات التقدير من أماكن مختلفة
* تم تكريمه في أكثر من مهرجان أدبي
* كرمته جامعة عين شمس لاشتراكه في الثورة المصرية وقصائده عنها وأطلقت عليه لقب الشاعر الثائر
* كرم فى تونس والمغرب وكرمته ليبيا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2013
* شارك في العديد من المؤتمرات الأدبية
* الأمين العام لمؤتمر أدباء القاهرة يونيو 2008
* الأمين العام لمؤتمر شعبة الفصحى باتحاد كتاب مصر مارس2014
* له العديد من الأعمال الشعرية والنقدية تحت الطبع
* محاضر مركزي بهيئة قصور الثقافة
* قدم العديد من الأبحاث في عدة مؤتمرات
* شارك في تحكيم العديد من المسابقات الأدبية
* ناشط في مجال حقوق الإنسان
* ترجمت بعض أعماله إلى التركية و الإنجليزية و الفرنسية
* مثل مصر شعريا في تونس و المغرب و إيطاليا وسلطنة عمان

تعرفت عليه في منتديات مجلة أقلام في حدود عام 2010 ميلادي .

من شعره:
1. قصيدة (المُعوَّذة)

إني أعيذكِمن دروب الغيْ = وأرد عنكِ اللصَّ و الشرطيْ
وأظل منتبهًاإذا نام المدى = أتلو على اسمكآية الكرسيْ
وأشد ما أخشى عليك من الدُّنا = وأموت خوفا في دجًى مَنْسِيْ
إن راح طيفك ِللضلال ِ بعينه ِ = ورأى السلامة في هوًى عِبريْ
ورأيت ِ إبليس َ اللعين َ فخلته ِ = قمرًا ينيرُ على جبين نبيْ
ياحلوتي أضحيت شاحبة ً .. و ما = كنت ُ الطبيبَ..ولا أنا بِوَلِيْ
أنا عاشق ٌيهواك ِ صبحًا طازجًا = أو كنت ِ حتفا يشتهي لِسَمِيْ
ما خُيِّرَ العشاق ُ في لون الهوى = قدرًا نذوب ُ .. ونشتهي للكي ْ!
فتدللي ما شئت أن تتدللي = سأظل أحيافي هواك ِ صَبيْ
أسترجع الأحلام َدفئا ضمنا = في حضن ِ شوق ٍ طاهر ٍ ونَديْ
أرضعتنيحبَّ التراب ، فطمتنيعن أي ِّ شاردة ٍ تشين ُ نقيْ
مازلت أذكرُوالعبيرُ على فمي = قصصَ الطفولة ِ والهوى العذريْ
ونشيدُك َ المزروع ُ في قلب الفتى = قد أثمرَ الإحساس َ بالوله الشجيْ
فإذا ذكرتك ِ فالدموعُ قصيدتي ويرف ُّ طيفُك ِ شائقا و بهيْ
وأظلُّ أهتف ُأنت ِ نبضُ حكايتي = والعمر دُونك ِ مُرهِق ٌ و شقي ْ
وأعوذ ُ بالرحمن ِ أن تتكسري = أو أن أراك ِ مدانةً.. كبغيْ
مادام صبح ٌيحتوي أملا ً لنا = سأظل أهتف ُ بكرة ً .. وعَشِيْ
إني أعِيذك ِ من دروب الغي = وأرد عنك ِ اللص والشرطيْ
وأظل منتبهاإذا نام المدى = أتلو على اسمك ِ آية الكرسيْ
***
2. قصيدة (هل كان طيفا ؟!) :

أحان َ الوداع ُ ؟! فأومى ( ب ..هلَّ) = ومد الفؤاد َ فعانقت ُ فُلا
بكيت ُ فقالَ: انتظرني قليلا = لكيلا أموتَ فقلتُ: الأقلا
يد ٌ من حنان ٍ تثنَت و مُدَّت = و راحت لدمع ٍ سجين ٍتجلى
فقلتُ: الهوى منكَ نهر ٌ فرات ٌ = أتانا بسمت ٍ لكملن يملا
فقالَ: الحياة التي أشتهيها = هي النيلُ في حبكم يتجلى
أتنسى صديقاً يحب التراب َ = الذي سرت فيه ِوكنت َ الأجلا ؟!
فقلت : الهوى سوف يدني الرجوع َ = وأنت المقيم ُوإن غبت ظِلا
فقال ائتني منكَ يا صاحبي بسمة = تعتريني إذاالحزن ُ طلا
تبسمتُ لكنني كدت أفنى = فقد صار مثلي وفي الدمع صلى
فصرنا شعاعًا يذوب التياعًا = وشيئا فشيئا خبا واضمحلا
فناديت يا صاحبًا ملء عيني = ويا صدفة ًفي الدنا تتجلى
فما غيرُ صمت ٍطواني بليل ٍ = وأجهشَ في خافقي واستهلا
فهل كان طيفا رماني بزهر ٍ = وأورق في خاطريواستظلا ؟!
***

3. قصيدة ( من ذا سواكْ):
***

أختارُ وجهك َ فرقدا بسمائي
يا نفحة ً بالطيب ِ في العلياء ِ
فتشتُ في كل الوجوه ِ عن الذي
يسمو بشعري ، في ربا الجوزاء ِ
ما غير سمتك شدني نحو العلا
واختصني بســـماحة النبلاء ِ
ما كنتُ يومًا مادحًا بشرا و لا
باركت يوما صحبة ً لعزاءِ
لولا الوضاءةُ في جبينك َ والندى
والطـهرُ عـانـق َ سـائرَ الأحياء ِ
فوق الملوك ِ فأنت أنت مليكهم
ومـع الشـــعـوب ِ تحـن ُّ للـفقراء ِ
وبساحة الفرسان نجمٌ ساطع ٌ
ولك الـقـيـادة ُ في دنا الحكماء ِ
يا من قدَمْتَ إلى البسيطة ناشرا
أملا ً لكـون ٍ ضـاعَ في الأهــواء ِ
في حِضن بكة َ ، عام فيل ٍ جاءنا
خيرُ الورى بالطلعة ِ السمحاء ِ
فالفيل ولى هاربًا و جنود جيـ
ش ٍ مُـزِّقوا بالطير في الـبـيـداء ِ
سَلْ نارَ كسرى ما أصابَك من ضنى ً
كي تصبحي كالليلة الظلماء ِ ؟!

والقصرُ هد َّ وبُعثرت أشلاؤه
وأرتاعَ قـومُ الـنار في الأشــلاءِ
بشراك يا جدَّ الحبيب فقد أتى
من ذا يـوحِّدَ خـالـقَ الأرجــاء ِ
ويكون نورًا سائرًا يهدي الورى
ويكون أحــمدَ طاهرَ الأســماء ِ
ذاك اليتيمُ يجيءُ أطهرَ من مضى
فـوقَ الثرى أو مـرَّ في الأجــواء ِ
فهو الأمينُ ولا أمانة َ ترتجى
إلا لـدى ذي الـجـبهة ِ الغـرَّاء ِ
وهو المُحَكَّمُ دائما بين الورى
ومصالحُ الـفـرقـاءِ بالـفـرقاء ِ
لما أتى الوحيُ الكريمُ مبلغا
أن يـقـرأ الـقـرآنَ ، خيرَ نداءِ
أرْسِلتَ للكون الفسيح هداية ً
إنسًا وجـنـَّا دونمـا اســـتثناء ِ
حَطمْتَ أصنامَ الضلالة بانياً
جيلاً جديداً في ربا الأضــــواء ِ
غيرتَ وجه الكون ، أصبح ناصعا
وأزلـت جَــوْرا كان في الأنحــاء ِ
أعْطيتَ درسًا - للقيامة - حاضرًا
في روعــة الأخــلاق للأحـيـاء ِ
زكاك ربك فوق سبع ٍ سيدي
وأذل من عـــاداك بالـبـغـضـاء ِ
أنت الذي لولاه ما كان الورى
أو فج َّ ضــوءٌ في رؤى الظــلـمـاء ِ

بك قد توسل آدم ٌ لما عصى
وبـك الخـليلُ وقـد نجى بدعــاء ِ
وبك المسيحُ مبشرًا لما أتى
وكذا الـكـلـيـمُ مـواعـداً بعطـاء ِ
والماءُ فاضَ من الأصابع راوياً
ولك الـغـمـام مُـظـللا بـغـطـاء ِ
والضب يشهد بالرسالة ، والغزا
لةُ تشتكي من فـرقة الأبـنـاء ِ
وبيوم بدر ٍ والملائك جُمِّعت
كـيـمـا تقاتلَ عـصـبـة َ الأعــداء ِ
لك معجزات ٌ ما لغيرك مثلها
وأجـلـها في لـيـلـة الإســراء ِ
هذا براق ٌ يا جلاءَ نفوسِنا
فاركبْ ، فداك النفسُ دونَ عناء ِ
واصعد بمعراج الإله فإنه
يلـقاك بالترحـاب و الإطــراء ِ
ولقد سَألتَ شفاعةً من أجلنا
ولـقـد جُـزيت بـمـنة ٍ وعـطــاء ِ
ولك السقاية ُعند حوضك كوثرا
تروي جـمـوعَ الـمـلـة ِ الـغــراءِ
قد غاصتْ الأحجار بالقدم التي
مـاعـلـمـتْ في صفحة الصحراء ِ
والشاة درَّتْ بعد طول قطيعة ٍ
وشــكا البعيرُ بســجـدة ٍ وبــكـاء ِ
أعطيتَ ما لم يعطه بشر ٌ فلا
ظـل ٌ لـديـك َ يسـيـرُ في الرمـضاء ِ

مهما كتبتُ يظل حرفي عاجزاً
عن وصف كل سماتك الحسناء ِ
فاشفع بحق هداك للعبد الذي
قد ضاع في التقصير والأهواء ِ
أنا من رضاك و عفو ربك آملا
فـلـيـنـجـني مـن لـيلةٍ لـيـلاء ِ
فإذا القيامة أصبحت من بعدها
وتـنـكرت كـلُّ الـدنا لســمائي
من لي سواكَ وأنت أكرمُ شافع ٍ
ومـشــفـع ٍ في هـبَّةِ الأنـــواء ِ
فأنا أحبك فوق ما كتبت يدي
أو صاغ حُـسـنك ثُلةُ الشــعـراء ِ
هذا قليل ٌ من كثير ٍ سيدي
في حبكم 00 يختال في أعضائي
ولسوف أبقى ما حييت ُ أجلكم
مهما كتبت ُ فما وفيت ثنائي !
***

4. قصيدة ( سامنتا):
هل هذه روما التي
قد قبلتني
نشوة ً
أم وجه ُ سامنتا يضئ ْ
لا أعرف ُ التفسير َ
لكني قتلت ُ بسحرها
وأنا البريء ْ
فلاح ُ هذا العصر ِ أصبح تائهاً
في حي بورجيزي
جمال ٌ صعَّب الأشياء من حولي
وصَعب ٌ أن أرى شبرا تقومُ
من المنام ْ
شبرا و روما توأم ٌ بين النقيض ِ
من الحضور و في الغياب ْ
تبدو كشاحبة ٍ تتوه معالم ُ الماضي
وطائرة ٌ تعود ُ إلى الأمام ْ
أترى ولدت ُ الآن أم أني أموت ْ ؟!
أم كانت الصحراءُ
- في رجع الصدى -
وهم َ الحضورْ
وأهز نفسي هل أنا حقاً هنا
في اللا هناك ْ
أم أنها الأحلام ُ سامنتا
تقول وما تقول سوى النشيد ْ
عينان زرقاوان تكتشفان
سر َّ السحر ِ
تفترشان ِ
ما جعل التداخل َ و التضاد َ
أريكتين ِ
تضيعان ِ شقاء َ عمر ٍ مجدب ٍ
وتحيران ِ الظل ِ
ما بين احتمالات ِ الزبرجد
واشتعالات ِ النصوص ْ
يا أيها القروي ُّ لا تنسْ البنفسج َ
عندما اختلط َ الشعورُ
و قدُّ سامنتا
يشدُّ القارة َ السَّمراء َ
نحو الألب ِ
لا بحرُ البياض ِ يردُّني
شبرا تهاجر من دمي
لا وقت للتفكير ِ
في كوبري عرابي الآن
أو كيف المعيشة ُ تحت خط الفقر ِ
من هذا الجمال ْ
(بيجام ُ ) تنأى أن تقول الآن شيئاً
عن شوارعِها القديمة ِ
لا تقول الآن شيئاً
عن صغار الشارع العبثي
في فوضى الشقاء ْ
( بيجام ُ ) تخجل أن تكاشف عُرْيها
لا تذكر الولد َ الذي
قد خط َّ بالطبشور شيئاً
عن حكايا حزبها الوثني
فاهتاج َ التتار ْ
لا وقت عندي الآن كي
أهبَ الخلودَ لبائع الغاز الذي
قرع َ السكون َ منادياً
كي يحْرم َ العينين من ألق البراح ْ
ويحرَّم َ الأُرز َ الذي
دومًا تقاسمني الملائكة ُ الكرام ُ
بطعمه ِ
لا وقت َ للتعبير ِ
عن شكري العميق ِ
لمطعم ٍ باع امتلاء ً
للبطون ْ
لا وقت للحلاج ِ أو قفطانه ِ
لا شيء أقنعني بالاستدعاء ِ
حتى أنني حقاً نسيت ُ
الموعدَ اليوميَّ للأوجاع ِ
لا ( بلهارسَ ) أذكره ُ
و لا وصفات ِ جارتنا العجوز ْ
كوب ٌ من النعناع يطفئ ُ
لوثةَ القولون ِ
خذ هذا الحجاب َ
سيمنع ُ البنت َ التي ..
نادتْ بروما أنها الأنثى الوحيدة ُ
أن تخط َّ هناك في عينيك َ
أحرف َ سحرِها
باللازورد ِ
لكي تكون َ كما تريد ْ

لم أستعذ بالحسن ِ
من قول الذين عرفتهم
ستكون عنترَ .. حاملا ً للسيف ِ
في هذي البلاد ْ
فاضبط عقارب َ ساعة ٍ
خمس ٌ من اليورو
تقوم الآن ، فاحسب غلة َ الأجساد ِ
في يوم الحصاد ْ
لا تنس في ( سانتا تريفي )
أن ترج َّ الأمنيات ِ بدرهم ٍ
أو درهمين
و قل لها قد جاء قبلي واحد ٌ
من جِلدَتي
ماذا جرى ، ما قلت ِ أو قال الذهولْ ؟!
لم أحترس للقلب ِ
أعرف أنني
ما دمت أمشي خلف َ فارهة ِ الجمال ِ
فلن أتوه .
لكنه القلب ُ الذي
قد هدَّه ُ هذا الطريق ْ
لم أعرف الذهب َ الأصيل َ
سوى المدلى خلف قد ٍّ سامق ٍ
قولي وهبتك َ ...
لم تقل ..
رومية ٌ ..
سبي ٌ
و ما كنت الرشيد ْ
هل تشعرين الآن بالفرح الشديد ؟!
يا ( ذئبة الكابيتول ) إني
قد أكون الآن ( ريموس ) القتيل ْ
هيا امنحيني الثدي
حتى لا أصير إلى العَراء ْ
مازلت أشتاق ُ الغواية َ
فارسميني
فوق قلبك ِ وردة ً
مازال نهر النيل تسكنه الأفاعي
بينما الجيش ُ المقدس ُ
يسحق الثوار في التحرير ِ
أبعد ْ يا مشير الآن سامنتا
تجرب أن تموت َ بقسوة ٍ
شبرا اختبارُ الملح ِ
في جرح الأبد ْ
شبرا هناك
وما هُناي
سوى اختطاف ِ الحلم ِ
من سجن الكَبَدْ
شبرا تمشط ُ حزنها
يومين كي ترتاحَ
من طول الكَمَدْ
وهنا تضيع ُ الآن
في أيام عيدْ
يا أيها المصري رفقاً
قلب روما منهك ٌ
فاقرأ برفق ٍ ما تريد ْ
روما تجرب خلطة الفلاح ِ
في حقل الفصول ْ
هذى النوافير التي
قد أسكرتني
رعشة ً
ماذا عساها الآن
من شدو ٍ تقول ؟!
وتقول خذني لا أطيق العيش َ بعدك َ
عندما ابتدأ الرجوع ْ
أنا من بلاد تحفظ الماضي
و حاضرُها فقيد ْ
أنا من بلاد ٍ تعشق الألوان باهتة ً
و يُسرق حلمُها اليوميِّ
يُسرق خبزُها المعجون ُ بالعرق الغزيرْ
خذني .. تقول .. فهل ستحتمل ُ البراءة ُ
وجه َ شمشون َ العقيد ْ ؟!
أنا من بلاد الملح ِ
نقتل بعضَنا ، بالدين و التاريخ ِ
و الخبز الشحيح !
أنا من بلاد ٍ تقتل الأحباب َ
لا رأي ٌ هناك لقلب عاشقة ٍ
تموت ْ
للحاكم الشرقي آلاف ُ
العساكر للحماية ِ
والقداسة ُ في النصوصْ
والحاكمُ الشرقيُّ لا يهوى
اختبارَ الصدق ِ
بل يهوى اقتساماً
واللصوص !
لا هذه العينان تحتملان أسْودَ عَصْرِنا
أو عَصْرَنا كالبرتقالة ْ
ما بين خيط الصبح و الوجع المداوم ِ
في اشتهاء السَّتر ِ
في ليل استقالة ْ
فدعي التمسك يا فتاتي
فالجراحُ تُقلُّني حتى الثمالة ْ
أنا محض طيف ٍ عابر ٍ
في الريح ِ
لا أقوى على
أن أبتلى
من بحر عينيك ِ
الإقالة !
****

عبده فايز الزبيدي 06-06-2014 10:38 PM

الشاعر القروي *
هو رشيد بن سليم بن طنوس الخوري ،ولد في قرية الب
ربارة بلبنان القريبة من البحر بين جبيل والبترون وذلك يوم الأحد في 17 نيسان سنة 1887 تلك الضيعة الصغيرة الغافية على ذراع البحر الأبيض المتوسط ، كان أبوه مُعلِّماً ثم ترك التعليم بعد زواجه ومارس تجارة التبغ والحرير . تعلّم رشيد في مدرسة القرية وحين بلغ الثالثة عشرة من عمره انتقل إلى صيدا فدرس في مدرسة الفنون الأميركية ثم في مدرسة سوق الغرب ثم في الكلية السورية الإنجيلية في بيروت ( التي عُرفت فيما بعد بالجامعة الأميركية ) . بعد ذلك عمل بمهنة التعليم في مدارس مختلفة بين بيروت وطرابلس وزحلة وسوق الغرب ونظم خلال ممارسته التعليم مقطوعات وقصائد شعرية ظهرت فيما بعد في ديوان (الرشيديات) وكانت بمثابة تعريف عن شاعريته وهذا ليس غريباً فقد نشأ في جو عائلي مشبع بحب الأدب . فوالده كان ينظم وينثر وأخوه قيصر شاعر ممتاز الذي لُقِّبَ ( الشاعر المدني ) وأخته فكتوريا وُلِدَت لتكون شاعرة العرب لولا أن القدر صرفها إلى غير مصير فتزوّجت وأقامت في ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية ولم يكن شاعرنا سعيداً بعمله ولا راضياُ عنه لا سيما بعد أن توفي والده عام 1910 تاركاً له مسؤولية كبيرة وهي والدته وإخوته قيصر وفؤاد وأديب وأختيه فكتوريا ودعد وبعد أن انقضى ربع قرن من حياته قرّر الهجرة إلى البرازيل برفقة أخيه قيصر عام 1913 قبل بدء الحرب العالمية الأولى بعد تلقّيه دعوة من عمّه اسكندر القبطان في الجيش البرازيلي مرفقاً مع الدعوة المال اللازم للرحلة ولم يكن السبب الرئيسي لهذه الهجرة سوى الحاجة إلى المال حيث نجد الفاقة والفقر دافعين قويين للهجرة إذا ما أضيف إليهما الحالة السياسية والاقتصادية في بلده لبنان .

ما أن وصل رشيد إلى البرازيل حتى اندفع إلى العمل سعياً وراء الرزق الحلال ، فحمــل ( الكشّة ) وهي قطعة من الخشب يحمل عليها القماش وطاف بها في المدن الداخلية من مدينة إلى أخرى حتى استقر به المطاف في مدينة ( صنبول ) وكان بارعاً في صنع ربطات العنق كما اشتهر بعذوبة صوته وبراعته في العزف على آلة العود حيث عمل على تعليم العزف لبعض الهواة واستلاف الأجر منهم ، كما أنشأ مصنعاً لربطات العنق ثم أغلقه بخسارة بعد ثلاث سنوات . في عام 1924استقدم والدته وإخوته من لبنان إلى البرازيل .

كان ينظم الشعر إلى جانب عمله وأصدر أول مجموعة من أشعاره بعنوان (الرشيديات) كان رشيد على اختلاف في العقيدة الوطنية وفي أدب السلوك مع الصحافي نجيب قسطنطين حداد الذي راح يطعن بالشاعر رشيد وديوانه وينتقده وينتقد شعره في مقالات عنيفة نشرها في جريدته ( المؤدب ) وقال في إحداها : مَن هو هذا القروي شاعر (جرن الكبّة) ؟ فردّ عليه رشيد بمقال وقّعه باسم ( القروي ) . وتبنّى هذا اللقب منذ ذلك الحين وراح يوقّع به كل ما يكتب وينظم . تولّى رئاسة تحرير (مجلة الرابطة) لمدة ثلاث سنوات وكان من أهم المساهمين في إنشاء ( العصبة الأندلسية )سنة 1932 وأصبح رئيساً لها بعد وفاة ميشيل معلوف سنة 1938 ثم أصدر ديوانه ( القرويات) نسبة للقبه ( الشاعر القروي ) ثم أتبعه بديوان (القروي)

الذي حوى جميع ما كان قد أصدره من شعره . ثم توالت طباعته في مصر والعراق وليبيا وسوريا .

عاد شاعرنا القروي إلى وطنه العربي بعد أن غاب عنه خمسة وأربعين عاماً تلبية لدعوة من حكومة الوحدة ( وحدة سورية ومصر ) عام 1958 . فقبَّلَ تراب الوطن وبكى وشكر الله على هذه النعمة ولقيَ من الحفاوة والتكريم ما يليق بجهاده وشاعريّته ، وفي عام 1983 أصدر اتحاد الكتّاب العرب بدمشق طبعة جديدة لديوانه تُعَدّ من أكمل الطبعات .

فارق شاعرنا الحياة وهو متّجه بالسيارة إلى قريته البربارة سنة 1984 . بعد أن ملأ دنيا العروبة بعطائه المبدع . وقد طلب رشيد في وصيّته أن يُصَلّى على جثمانه كاهن وشيخ والاقتصار على الصلاة المسيحية وتلاوة الفاتحة وأن يُنصَب على قبره شاهد خشبي متين في رأسه صليب وهلال متعانقان رمزاً للديانتين المسيحية والإسلامية . ونعلم بأن القروي مسيحي الديانة على المذهب الأرثوذكسي وانه اتّخذ من العروبة ديناً له حيث قال أثناء عودته إلى الوطن :


بنت العروبة هيّئي كفني أنا عائد لأموت في وطني


كان شاعرنا النموذج الفريد للسفراء العرب في المهجر الذين وهبوا أنفسهم للعروبة والوحدة العربية وللقضايا القومية بشكل عام والقضية الوطنية بشكل خاص وهو الذي حمل راية العروبة واتخذها شرعاً ومنهاجاً حتى لُقِّبَ " بشاعر العروبة " و " قديس الوحدة العربية " فالعروبة عنده كما ورد في مقدّمة ديوانه : ( هي أن يشعر اللبناني أن له زحلة في الطائف . ويشعر العراقي أن له فُراتاً في النيل . هي دم ذكي يجري في عروق الجسد الواحد . أعضاؤه الأقطار العربية . وكل ما يعوق دورة هذا الدم يُعَرِّض الجسد كله للأخطار ) .

إن قصائده الثائرة كانت تُحَرِّض أبناء جلدته على الاستماتة في سبيل نيل الحرية وصون الكرامة وكانت هذه ميّزة الأدب العربي في المهجر الجنوبي حيث يقول الأديب المهجري الحمصــي" نظير زيتون " (1896 ـ 1967 ) : (( وميّزة الأدب العربي في البرازيل أنه يستمدّ وحيه من الواقع العربي في الدرجة الأولى ، ومن الحياة والتسامي الفكري في الدرجة الثانية ‘ في حين أن الأدب العربي في الولايات المتحدة وبالتالي " أدب الرابطة القلمية " كان طابعه الرئيسي وجدانياً صوفياً ، وقد وقف بمعزل عن الواقع العربي والقضايا العربية وإن كان ينزع بعض الأحيان إلى الاتصال الروحي والاجتماعي )) .

مــؤلّفاتــه :

1 ـ الرشيديات : أول مجموعة شعرية طبعت له في البرازيل عام 1916 .

2 ـ القرويـات : طبع في البرازيل عام 1916 .

3 ـ الأعاصير : شعر قومي طبع في البرازيل عام 1933 .

4 ـ الزمـازم : مختارات حماسية طبعت عام 1962

5 ـ اللاميات الثلاثة : منها قصيدتان للقروي والثالثة للأمير شكيب الرسلان .

6 ـ له ترجمات قصائد عن البرتغالية والإنكليزية

7 ـ ديوان القروي : يضم عدة مجموعـــات ( فجر على شفق ، البراكين ، الأعاصير ،

الزمازم ، الجماهير ، زوايا الشباب ، الموجات القصيرة ، الأزاهير ) .

من شعره:
1. قصيدة ( عيد البرية) و مع كونه مسيحياً إلا أنه احتفل بمولد النبوي و هو بدعة جلبتها الدولة الفاطمية الرافضة و تبناها الروافض و المتصوفة:

عيد البرية عيد المولد النبوي
في المشرقين له والمغربين دويْ
عيد النبي ابن عبد الله من طلعت
شمس الهداية من قرآنه العُلوي
بدا من القفر نوراً للورى وهدى
يا للتمدن عم الكون من بدوي
يا صاحب السيف لم تُفلل مضاربه
اليوم يقطر ذلاً سيفك الدموي
يا فاتح الأرض ميداناً لدولته
صارت بلادك ميداناً لكل قوي
يا حبذا عهد بغداد وأندلس
عهد بروحي أفّدي عوده وذوي
من كان في ريبة من ضخم دولته
فليتلُُ ما في تواريخ الشعوب رُوي
يا قوم هذا مسيحيّ يذكركم
لا ينهض الشرق إلا حبُّنا الأخوي
فإن ذكرتم رسول الله تكرمة
فبلغوه سلام «الشاعر القروي»

2. قصيدة ( الفتنة الكبرى):


عرتني خشــيـةٌ لله لـما = رأيت الشمس تأذن بالشروق
فلم أرفع يدي بالحمد حتى = ذكرت بضاعتي وكساد سوقي
ولما قمت منصرفاً لشأني = تذكرت الصلاة على الطريق
حملت بضاعتي .. ألقي اتكالي = على المولى ووعد من صديق
فلم أبصر جمال الروض حتى = عرتني هزة الشعر الرقيق
ولما عدت من نظم القوافي = تذكرت الصديق على الطريق
وإني في ذهول الشعر يوماً = أحوم به على غصن وريق
إذا بحمامةٍ تبكي بكاءً = له جمدت دمائي في عروقي
فلما ذاب في سمعي صداها تذكرت القريض على الطريق
سمعتُ كمنجةً في كفّ أعمى = تثير كوامن الحس العميق
فلما كنتُ منجذباً إليها = ومِلْتِ إلي ّ بالقدِّ الرشيق
ذُهلتُ عن الصلاةِ وكسبِ رزقي = وشِعْري والكمنجة والطريق

3. و قال عند وعد بلفور:
الحقُّ منكَ ومن وعودِكَ أكبـرُ = فاحسب حسابَ الحقِّ يا متجبّرُ
تعِدُ الوعودَ وتقتضي إنجـازها = مهجَ العبادِ خَسِئْتَ يا مُسـتَعمرُ
لو كنتَ من أهل المكارم لم تكن = من جيب غيركَ مُحْسِناً يا بلفورُ
فقلد نفوزُ ونحنُ اضعفُ أمــةٍ = وتؤوب مغلـوباً وأنت الأقـدرُ

4. و من قصيدة له:

صياماً إلى أن يُفطِرَ السيفُ بالدمِ
وصمتاً إلى أن يصدح الحقُّ يا فمي
أَفِطرٌ وأحرار الحمى في مجاعـة؟
وعيدٌ وأبطال الجهــاد بمأتـم؟!
بلادك قدِّمها على كـلِّ ملَّـة
ومن أجلها أَفطِر ومن أجلها صُمِ!
فما مسَّ هذا الصوم أكبادَ ظلَّمٍ
ولا هزَّ هذا الفـطرُ أرواح نـوَّمِ
هبونيَ عيداً يجعل العُربَ أمَّـةً
وسيروا بجثماني على دين بَرهمِ!!
فقد مزَّقت هذي المذاهب شملنا
وقد حطمتنا بين نابٍ ومنسمِ
سلامٌ على كفرٍ يوحِّد بينــنا
وأهلاً وسهلاً بعـده بجهـنَّم

5. قصيدة ( لو ترين) أوردها الدكتور / محمد بن عبدالمنعم خفاجي في كتابه ( قصة الأدب المهجري) و هو صديق للشاعر القروي :
أين يا هند أنت أين = لتري آه لو ترين
شبحاً باسطَ اليدين = يسكب الدمع جدولن
أحمرين
شفه الحزن و الجوى = فهو أضنى من الهوا
كلما أنَّ للنوى = أرسلَ الآه مرتين
مرتين
إن شكا اغرورق النسيم = و بدت في السما غيوم
و تجلت على النجوم= حيرة الدمع و هو بين
عامِلِين
لاصق الجسم بالتراب = عالق الجفن بالسحاب
كل أيامه عذاب =ليس يروي عن عاشقين
هائمَين
تارة يركب القطار = تارة يركب الحمار
يشهد الليل و النهار = أنه بين تارتين
مرتين
من وداعٍ إلى وداع = ليس في ليلة شعاع
ضربات بلا انقطاع= أيها الدهر بين بين
بين بين
كلَّ حظي من الوجود = قلم ناحِلُ و عود
و أنا و الورى هجود = أتسلى ببلبلين
شاديين
إيه لبنان هل يراك = هائم شفه هواك
حبذا العيش في حماك = حبذا العيش ليلتين
ثم حين

6. قال الخوري:
يا من يعدُّ عليَّ كلَّ صغيرةٍ = إن لم تكن متساهلاً ، كن عادلاً
إن كنت مثلي ناقصاً فاعذرْ ، و إن تكُ كاملاً فاعذر لتبقى عادلاً

7. و يقول الخوري:
هو الحب حتى ليس في الأرض مجرم = و لا مدمع يجري عليها و لا دمُ
و حتى كأن القلب في خفقانه =يودُّ به نطقاُ كما نطق الفمُ
فقل للذي لم يعرف الحبَّ قلبُه = و لم يُلفَ إلا شاكياً يتألمُ
أيا صاحبي إن العداء جهنمُ = و ما فيه مِن عزٍّ لتحلو جهنمُ
و يا صاحبي إن التجهم يقتضي من الجهد = ما لا يقتضيه التبسم
ألا كلَّ دينٍ ما خلا الحبَّ بدعة = ألا كلَّ علم ما عداه توهم **

و قد أوصى عند وفاته أن يصلي عليه شيخ و كاهن و أن تقرأ الفاتحة و الصلوات المسيحية و يوضع على قبره شاهد به صليب و هلال كرمز للديانتين : المسيحية و الإسلام.

________________
*جاء في الموسوعة العربية: و الشاعر القروي هو لقب أطلقه عليه نجيب قسطنطين على سبيل الذَّم .و هناك رواية أخرى جاءت في منتدى القصةالسورية :
(... يذكر بأن يعقوب العودات "البدوي الملثم" سأله يوماً: كيف اخترت اسم الشاعر القروي.. فيسرد له الشاعر حكاية مؤداها بأن الشاعر ولدى صدور ديوانه "الرشيديات" لم يُرق لأحد النقاد وهو "قسطنطين الحدَّاد" فظل لفترة ينقده في جريدة "المؤدب" واصفاً الشاعر بنعوت هدفها التقليل من شأنه وشأن شعره، وذات يوم وهو يقرأ الصحيفة متابعاً نقد الناقد له، ظل يقرأ إلى أن وصل إلى قوله "من هو هذا الشاعر "الـ.. شاعر" جرن الكبَّة.. ألشاعر القروي". وبما أن الناقد كان يحاول من خلال إطلاق هذا اللقب التقليل من شأن شعره لكن الشاعر استهوته هذه التسمية وجذبه هذا اللقب فأصرَّ على التشبث به، وقد كان له ما أراد...)

** أورده محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابه ( قصة ألدب المهجري) ، في طبعته الصادرة عن دار الكتاب اللبناني ببيروت عام 1980 ميلادي ،هكذا:
ألا كلَّ دينٍ ما خلا الحبَّ بدعة = ألا كلَّ علم ما عدا توهم
و يبدو أنه خطأ عند الطباعة و لا يستقيم إلا بهاء الغيبة التي أثبتها.

عبده فايز الزبيدي 06-06-2014 11:05 PM

جورج صيدح
كتب خليل الموسى في الموسوعة العربية السورية:
جورج بن ميخائيل بن موسى صيدح، وسُمّيت أسرته بصيدح لاشتهار بعض جدوده برخامة صوته، وهو شاعر رحالة أديب، ولد بدمشق قرب مكتب عنبر، ثم دخل إحدى المدارس الابتدائية، وكان مبرّزاً باللغة العربية، فأرسله ذووه إلى كلية عينطورة بلبنان ليتعلّم الفرنسية، فتخرج فيها سنة 1911، وترك الدراسة ليلتحق بإخوته في مصر ويعمل في التجارة، فأقام فيها ثلاثة عشر عاماً، وأصيب بنكبة مالية بعد نجاح كبير، فاتجه إلى أوربا سنة 1927، وتزوج من فتاة فرنسية، ثم سافر في نهاية عام 1927 إلى كركاس عاصمة فنزويلا، فأقام فيها عشرين عاماً يعمل بالتجارة، ولما بلغ الخمسين انصرف إلى المطالعة والسياحة، فانتقل في عام 1947 إلى الأرجنتين، وأسّس فيها «الرابطة الأدبية» (1949ـ1951) التي ضمّت مجموعة من الأدباء المهاجرة في الأرجنتين، وقد نشر صيدح في الصحف العربية دعوة شعرية لعقد أول جلسة في منزله، ومنها هذه الأبيات:
مساء يوم الأربعاء المقبلِ
موعدنا يا سيّدي في منزلي
غايتُنا الترويحُ عن أنفسنا
بنفحةٍ من نفحاتِ الأمـــل
بجرعةٍ من أدبٍ مقــطّرٍ
وحقنةٍ من سمرٍ معلَّـــلِ
تجمعنا رابطة روحيـــة
من يعدل الدنيا بها لم يعـدلِ
وانفرط عقد الجمعية التي كانت تجتمع مساء كلّ أربعاء في منزله بعد عودة صيدح إلى الوطن، واستقرّ في بيروت مابين عامي 1952و1959، ثمّ عاد إلى باريس وتوفي فيها.
أنشأ صيدح في كرا كاس مجلة «الأرزة»، كما أنشأ فيها صحيفة «الرابطة الأدبية». وأصدر خمس مجموعات شعرية ودراسة في الشعر المهجري،وهي:«النوافل» طبعها في كراكاس عاصمة الأرجنتين سنة 1947، و«النبضات»، صدرت بباريس سنة1950، و«حكاية مغترب في ديوان شعر»، طبع في بيروت 1960، و«شظايا حزيران»، بيروت، 1969، و«شظايا أيلول»، باريس 1971، و«أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأمريكية»، طبع ثلاث طبعات في القاهرة وبيروت (1956 و1957 و1965).
وجورج صيدح شاعر الحنين والقومية، وهو في هذا لا يخرج عن منظومة شعراء المهجر الجنوبي الذين عاشوا بأجسادهم في المهاجر، ولكنّ أرواحهم لم تغادر مساقط رؤوسهم، فظلّوا يحنّون إلى تفاصيل صغيرة، لأنّهم احتفظوا بهذه التفاصيل وصورها في مخيّلاتهم، وقد غادروا أوطانهم وهم في مقتبل العمر، ومنهم الشاعر القروي وإلياس فرحات وإلياس قنصل وزكي قنصل وسواهم، ثمّ إن هؤلاء الشعراء، وفي مقدمتهم جورج صيدح قد واكبوا الأحداث القومية صغيرها وكبيرها،وعاشوا نضالات واسعة في مهاجرهم دفاعاً عن هذه القضايا وخاصة قضية فلسطين، وقد وقف صيدح جانباً كبيراً من شعره على هذه القضية، وله في هذا المقام قصيدة يصف فيها جهاد فلسطين في مجموعة «النوافل»، ومنها هذه الأبيات:
أرضٌ تحجُّ لها الدنيا مبايعــة
بيعتْ بفلسِ مرابٍ غيرِ محتشــمِ
واهاً فلسطينُ كم غازٍ قهرتِ وكم
جيشٍ رَدَدْتِ عنِ الأسوارِ منهزمِ
حتى لُطِمْتِ بكفّ لاسوارَ لـها
شعب بلا وطنٍ، جند بلا علــمِ
حثالةُ القومِ من شتَّى الديار أتــتْ
ببرقعِ الدين تخفي وصمةَ النَّهــمِ
فأين سيفُ صلاح الدين يَرْدَعُـهُمْ
أمالَهُ خَلَفٌ في العربِ كلِّهــــِمِ
وشارك جورج صيدح شعبه العربي في الدعوة إلى الوحدة والتضامن، ووقف ضد الاستعمار الفرنسي الذي ضرب دمشق بوحشية في قصيدته «دمشق الجريحة»، ثم غنّى لها أغنية النصر المؤزر حين تمّ الجلاء، وأوصى المحتفلين بالوحدة العربية الشاملة وبالنهوض لاسترجاع فلسطين، وهذا ما جاء في قصيدته «جلوة الحرية» في مجموعته «حكاية مغترب»، ومنها هذه الأبيات:
هيّئي يا دمشقُ أقواسَ نصــــر
من عناقِ الأعلامِ والمشرفيّهْ
وانظمي موكبَ الجلاءِ وسيري
أمّةً بالجهادِ تُبعثُ حيـــّه
في طريقٍ تعبَّدتْ بالمواضـــي
كلُّ باعٍ بها ضريحُ ضحيّــهْ
كم شهيدٍ تحتَ الجنادلِ مُصْـــغٍ
إنْ وقفتمْ عليه ردّ التحيّـــهْ
يا حداةً لهودجِ النصرضجــّوا
بدعاءٍ للوحدةِ العربيـــــهْ
وحذاراً يا حامليه فأنــــتم
تحملونَ الكرامةَ القوميـــــه
إنْ أراقتْ يومَ الزفافِ دموعــاً
ففلسطينُ بالدموعِ حَرِيـــــَّهْ
أما حنينه إلى دمشق موطن أجداده وملعب صباه فهو مبثوث في كثير من قصائده، فهو يتعبّدها كما يتعبد الوثني الصنم:
يا دياراً عبدْتُهـــا
مثلما يُعْبَدُ الصَّنَـــمْ
لكِ قربتُ مهجتـي
وشبابي الذي انصرمْ
ومتاعي وصحّتي
وشعوري وما نظــمْ
وهو مقيم على حبّه لوطنه مسقط رأسه، ويتمنّى ألاّ يقضي نحبه بعيداً عنه، فيقول:
يا مسقطَ الرأسِ، والأرحامُ تجمعُنا
حاشا تغيِّرُني في حُبِّكَ الْغِيَـــرُ
أنسى يميني ولا أنساكَ يا وطنـا
فيكَ ابتدا ـ ليتَهُ فيك انتهى ـ العُمُرُ
ومن جميل ما قاله هذا الشاعر في صلة المهاجر بوطنه دمشق هذه الأبيات:
دمشقُ أعرفُها بالقبَّةِ ارتفعتْ
بالمرجةِ انبسطتْ، بالشاطىء ِابتردا
بالطيبِ يَعْبَقُ بالوادي وأَطْيَبُهُ
في تربةِ الأرضِ غذّاها دمُ الشّـهدا
حلمتُ أنّي قريبٌ منكَ يا بردى
أبلُّ قلبي كما بلّ الهشيمَ نـــــدى
ملأتُ منكَ يدي قبلَ امتلاء فمي
ولو قدرتُ ملأتُ الصدرَ والكبدا
أما كتابه «أدبنا وأدباؤنا في المهاجر الأميركية» فهو يعدّ من الدراسات الأكاديمية الجادة في الأدب المهجري، وهو في الأصل محاضرات ألقاها المؤلف على طلبة الدراسات العليا في معهد الدراسات العربية العالية في القاهرة سنة 1956 بدعوة من مديره ساطع الحصري، وهو كتاب وحيد في بابه تحدّث فيه صاحبه عن الهجرة وأدب المهاجرين وخصائص هذا الأدب ومناحيه ومآخذ النقاد عليه، كما تحدث فيه عن أدباء المهجر في الولايات المتحدة والبرازيل والأرجنتين والبلاد الأخرى.
يعدّ جورج صيدح من الشعراء والأدباء الذين قدّموا خدمات عظيمة لقضايا العرب أينما حلّ، وشعره صورة عن حياته وهمومه، وهو مثال للإنسان المهاجر الذي ظلّ لصيقاً بتراب وطنه وهو بعيد عنه، ثمّ إنه من الشعراء الذين تركوا بصماتهم على الشعر العربي الحديث.


عبده فايز الزبيدي 06-06-2014 11:27 PM

محمد الثبيتي
(ولد الشاعر محمد بن عوَّاض الثبيتي عام 1952م في منطقة الطائف. حصل على بكالوريوس في علم الاجتماع وعمل في وزارة التربية والتعليم.
أعماله الشعرية:
_ ديوان ( عاشقة الزمن الوردي)
_ ديوان ( تهجيت حلما .. تهجيت وهما) .
_ديوان ( بوابة الريح).
_ ديوان ( التضاريس).
_ ديوان ( موقف الرمال ).
أصدر النادي الأدبي في حائل مؤخراً أعماله الكاملة في مجلد واحد، يضم جميع إنتاجه الشعري.
حصل على عدد من الجوائز أهمها:

• الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة سنة 1397هـ. عن قصيدة "من وحي العاشر من رمضان" .
• جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991 عن ديوان (التضاريس).
• جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000 م، عن قصيدة (موقف الرمال.. موقف الجناس).
• جائزة ولقب ( شاعر عكاظ) عام 2007م في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول.) *

قلت: و يلقبه محبوه بـ ( سيد البيد ) و هو رمز الشعر الحداثي في المملكة العربية السعودية اليوم ، توفي الثبيتي في عام 1423 هجري الموافق لعام 2011 ميلادي و رثاه جملة من الشعراء منهم: محمد خريص المرحبي و أحمد حلواني .
من شعره في موقعه :
1. قصيدة ( القصيدة ):

إمَّا قَبَضْتَ عَلَى جَمْرِهَا
وأذَبْتَ الجَوارحَ فِي خَمرِهَا
فَهْيَ شَهدٌ علَى حدِّ مُوسْ
فَحَتَّامَ أَنْتَ خلالَ الليَالِي تَجُوسْ
وعلامَ تَذودُ الكَرَى
وتُقِيمُ الطُّقوسْ
وأَلْفٌ مِنَ الفَاتِنَاتِ الأنِيقَاتِ يَفْرَحْنَ
مَا بينَهُنَّ عرُوسْ
ولا أنتَ أوتيتَ حكمة لُقْمَا
ولا هُنَّ أوتِينَ فِتنَةَ يُوسْ
***
كيفَ تأتِي القَصِيدةُ
ما بينَ ليلٍ كئيبٍ ويومٍ عبوسْ ؟
وماذَا تقولُ القصيدةُ بعدَ
غروبِ المُنَى
واغتِرَابِ الشُّمُوسْ

فَعَلَى الطُّرَقَاتِ تُدَارُ المنايَا
وفِي الشُّرفَاتِ تُدورُ الكؤُوسْ

والقَصَائدُ كالنَّاسِ تَحْيا
لهَا يومُ سعدٍ
لها يومُ بُوسْ



2. قصيدة ( سألقاك يوماً ):

_سَألقَاكِ يَوماً ورَاء السَّديمِ
ضِفَافاً منَ الضوءِ
يَختالُ فيهَا شَمِيم العِرَارِ
ونَكْهَة مَاءِ المَطَرْ


سَأَلْقَاكِ
يَا زمَناً يتَجَدَّدُ دَوماً
ويَمْتَدُّ فَوقَ حُدُودِ القَمَرْ
سَألقَاكِ
أَعرِفُ أنَّ الطَّرِيقَ إليكِ
مرَافِئَ للحُزنِ
وأَرْصِفَةً للسَّرَابْ
وأنَّ مَسَافَاتكِ الدَّائريّةَ
تَتْعَبُ فِيهَا جِيَادُ السَّفَرْ
وأعْلَمُ أنّكِ هَاجَرْتِ فِي ذَاكرةِ
الرَّمْلِ
أَزْمِنَةً وعُصُوراً
تَعُبُّ لهُاثَ الهَجِيرِ
ولَمْ تَتَعَودِ شُرْب الهَزِيمَةْ
أعلَمُ أنَّكِ
شببْتِ عن الطَّوقِ
غَامَرْتِ فِي حَلَبَاتِ التَّحَدِّيَ
صِرْتِ وُعُوداً تُثِيرُ الغَضَبْ
وصِرْتِ وُجُوداً يُحَرِّكُ فِي الليلِ
أفْقاً جَدِيداً
ويَخْفقُ أَجْنحةً مِنْ لَهَبْ
***
سألقاكِ .. يا أنتِ
يا مَنْ شَرِبتُ وإيّاكِ نَخبَ البُطولةِ
صرفاً
علَى رَقصَاتِ السُّيُوفِ
ويا مَنْ نَقَشْتُ خيَالَكِ وشْماً
علَى سَاعِدَيَّ
وصغْتُ علَى شَفَتَيكِ الفَرَحْ
***
رَبِيعِيَّةُ الشَّوقِ
يَسْكُنُنِي الصَمْتُ والوجْدُ
يَلتَاثُ حَرفِيَ
أَبْتَلِعُ الزَّمَنَ المُتَرَهَّلَ
والخوفَ والاغْتِرابَ
أثِيرُ وراءَ الغُيومِ غبارِي
وأبعثُ مَع كلِّ رِيحٍ
بَقَايَايَ،
هَمِّيَ، خَوفِي
لألقَاكِ عِشقاً يُجَسِّدُ عُمْقَ
انْتِمَائِي
فَأنزفُ بين يديكِ العَذَابَ
لألقاكِ حُلْماً
أعانقُ فيهِ جُذورَ كيانِي:
التَّمَرُّد والكِبْرِيَاءْ
وألثمُ فيهِ سماءً مُضَرَّجةً
بالدَّمَاءْ
***
رَبِيعِيَّةُ الحبِّ
حينَ تصيرُ المواسِمُ أَشْرِعةً
تَلْطُمُ المَوجَ
كُونِيَ أَنْتِ النَّسِيمْ
وحَينَ تصيرُ الشَّواطِئُ ظِلاً
لِعَينَيكِ
كُونِي الرَّبَابَةَ واللحْنَ
والذكرياتِ
وكُونِي النَّدِيمْ


3. قصيدة ( آيات لأمرآة تضيء):


حينَ تَنْطَفِئُ امْرأةٌ فِي السَّرابْ
أَمتطِي صهوةَ الرملِ
أشْهرُ أجنحتي للعذابْ
أمُدُّ لها كَفَناً في المدى
وأعَمِّدها بالترابْ
**********

حينَ تَنطفِئُ امرأةٌ في العراءْ
أرافقها للمدينةِ
أَصلبها في جذوع النخيلْ
أقاسمها موعداً للرحيلْ
وأرسم دائرة من ضياءْ

*************

حينَ تَنْطفئُ امرأةٌ في الطريقْ
أناولهَا السيفَ والأرغفةْ
وأشعلُ من حولها الأرصفةْ
أعلِّمها لغةَ النهرِ
بين المصبِّ وبين المضيقْ

**********

حينَ تَنْطفِئُ امرأةٌ فوقَ كَفِّي
أَرفعُهَا للقمرْ
أعِدُّ لَها وطناً من جراحْ
أَحْتسِي وجهَهَا في الصباحْ
فيأتِي المطرْ

***************

حينَ تَنطفِئُ امرأةٌ فِي دمِي
أَكْتَوِي بالزمانِ الرَّدِيءْ
أكَلِّلُهَا بالودَعْ
وأَسكُبُهَا فِي مكانِ الوجَ



أخيرا : و الثبيتي من الثبتة و هم من عتيبة.
_________
*هذا ما ورد في موقعه الشخصي .

عبده فايز الزبيدي 06-06-2014 11:58 PM

سعيد السِّرَيْحي
هو سعيد بن مصلح بن سعيد السريحي الحربي، و السريحي بسين مشددة مكسورة و راء مفتوحة و ياء ساكنة، و شاعر و ناقد و صحفي سعودي ، ، حداثي المنهج و الطريقة، من مواليد مدينة جدة عام 1373هـ / 1953م ،حصل على درجة البكالريوس في اللغة العربية عام 1396هـ ،حصل على درجة الماجستير في النقد الأدبي بجامعة أم القرى عام 1402هـ ،عمل مدرساً في ثانوية الفيصل بجده عام 1396هـ .
و معيداً بقسم اللغة العربية بكلية الشريعة ، فمحاضر في جامعة أم القرى ، حصل على درجة الدكتوراة في الأدب العربي حول التجديد في اللغة الشعرية عند المحدثين بالعصر العباسي وبعد سنوات قدمت الأطروحة لمناقشة وبعد دراستها من قبل المسئوليين استحق عليها درجة الدكتوراه عين نائباً لرئيس تحرير جريدة عكاظ.
نشاطاته:
• شارك بالعديد من الملتقيات الثقافية كمهرجان أصيلة ومهرجانات الجنادرية وغيرها .
• يملك العضوية في ما يقارب عشر جمعيات ثقافية في أرجاء المملكة العربية السعودية وعضو مجلس إدارة النادي الأدبي الثقافي بجدة .
• لدية الكثير من الإسهامات الثقافية والأدبية المنتشرة هنا وهناك .
مؤلفاته:
1- حركة اللغة الشعرية
2- حجاب العادة .
3- الكتابة خارج الأقواس
4- شعر أبو تمام بين النقد القديم والنقد الحديث .
5- تقليب النار على الحطب .

و للعلم فقد سحبت من السريحي درجة الدكتوراة لخروج منهجه عن قيم جامعة أم القرى بمكة المكرمة و تحدث في برنامج إضاءات على شاشة العربية مع تركي الدخيل حول هذه الحادثة قائلا:
(
وقال: بعد 7 أشهر على منحي الدكتوراه عام 1989 تلقيت خطابا يتضمن رفض الرسالة لغموض المنهج فيها ومخالفته للقيم التي تسير عليها الجامعة.
وأضاف: وكذلك جاء خطاب من مدير الجامعة موجه لعميد الكلية يطلب استتابتي، فقال لي عميد الكلية ألا تقول أستغفر الله، فقلت له بالطبع، فقال لي امنحني وقتا حتى أخبرهم بذلك.
وتابع " قلت إذا كانت الاستتابة أن أستغفر الله فأنا أتوب ليل نهار، وإذا كانت أن أتخلى عن منهجي فأنا لم أتخل عنه قيد أنملة وتمسكت به".)

من شعره:
_ قوله من قصيدة له :

أرى الليل يخرج
من قبة الوقت عند الظهيرة
والشمس عمياء
يوزع بعض النجوم على السائرين،
يعلق أحلامه في الشوارع
يرفع مشكاته والرماد
فيتبعه الناس.. وحدي أراهم ،
وقد قادهم في طريق المجرة..

- أورد معجم البابطين له هذا المقطع من قصيدة ( الدخول في دائرة التشابه ):
نمضي ..
وتأخذنا البحار رهينة للملح
للشمس الغريبة
سائل من فوق جبهتها لهاث الموج
للريح واقفة تخثر نبضها
لتعفن الخشب الذي التصقت به
أجساد من فقدوا توازنهم
لقيء من دوار البحر
دود أبيض ينسل
قد ورث السفينة
والمسافر
والشراع
نمضي.. ويأخذنا الضياع
أحلامنا ... سمك
نجففه على سطح السفينة
والرياح الهوج تأخذه لموتى
يسكنون القاع
سمك نجففه فيجتمع الذباب عليه والجوعى
أحلامنا سمك
والروح تشهر عريها
وقلوبنا.. طوق نعلقه على جنب السفينة
هذا غراب خارج من بين أضلاع من وهبوا السفينة ما تبقى من غبار الروح
هذا غراب واقف
والبحر تابوت
وقلوبنا انفرطت
فحم وياقوت
والموت وحّدنا
فالأرض بيروت
هذا غراب واقف
...................
وقصيدتي افتضحت
خرجت من البحر الذي اختارته للبحر الخليج
خرجت إلى البحر المحيط
خرجت إلى الموت المحيط
هذا غبار الموت ينثر رمله بين الحروف
فكيف يأتي الشعر?
كيف تحتفظ القصيدة بالقصيدة?
(درويش) يدخل حاملاً بيروت
جثته الأخيرة...
وأنا أدافع عن حدود الشعر:
- درويش لا تدخل..
فهذي غرفة سرية للقلب
هذه غرفة لولادة الكلمات
لا تدخل
والتتار على حدود القلب قد وقفوا
وأنا أدافع عن حدود الشعر..
(درويش يخرج حاملاً بيروت جثته الأخيرة)..
وأعيد ترتيب القصيدة مرة أخرى
فتحتج الجزيرة
- (هذا زمان الموت
فأخرج من تقاسيم الكلام العذب
وأدخل في تفاصيل المكان) .

أخيرا :
السريحي يعرف ناقداً أكثر من كونه شاعراً ، و قد قال حول تركه الشعر للنقد :
(
ربما يعود السبب في توجهي نحو هذا المجال إلى تعلقي بالنظرية، وكذلك شعوري بالرهبة أمام الإبداع.)

عبده فايز الزبيدي 06-07-2014 12:34 AM

عوض القرني
هو الشيخ الدكتور عوض بن محمد بن سعد القرني.باحث و داعية إسلامي مشهور ولد بالأحساء من المملكة العربية السعودية في عام 1376 هجري ،حصل على الشهادة الجامعية 1401 هـ في الشريعة و الفقه الإسلامي ،حصل على درجة الماجستير في عام 1407 هجري في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بفرعها بأبها ثم حصل على الدكتوراة عام 1417 هـ .

الأعمال التي قام بها خلال العمل الوظيفي:
1- معيداً في كلية الشريعة بأبها .
2- مديراً للأنشطة في فرع جامعة الإمام بأبها .
3- مديراً لشؤون الطلاب والقبول والتسجيل في فرع جامعة الإمام بأبها .
4- محاضراً بكلية الشريعة بأبها .
5- محاضراً بكلية الدعوة والإعلام في المدينة المنورة.
6- عضو مجالس إشرافية على بعض الجامعات الإسلامية خارج البلاد .
7-أشرف ويشرف على بعض رسائل الماجستير والدكتوراه.
8-المشرف العام على موقع الرسالة نت،أمين عام الهيئة التنفيذية لموقع علماء الشريعة ويشرف على الموقع.
المواد التي قام بتدريسها خلال فترة العمل الرسمي:
أصول الفقه ، أسباب اختلاف الفقهاء ، تاريخ التشريع ، مقاصد الشريعة ، الفقه الإسلامي.أعمال أخرى:
- كُلّـف ببعض الأعمال خارج وداخل المملكة في فترات مختلفة من قبل الجامعة
ومن قبل سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله.
- شارك في التوعية في الحج لعدة سنوات.
- دُعي من قبل عدد من الجمعيات خارج المملكة في فترات مختلفة .
- ألقى العديد من المحاضرات والدروس والندوات في داخل المملكة .
- شارك في العديد من الندوات الصحفية وكتب العديد من المقالات
وأجري معه العديد من المقابلات الصحفية في أزمنة مختلفة داخل المملكة وخارجها .
- قدم بعض البرامج الإذاعية والتلفازية في فترات متفاوتة .
- حاصل على شهادة مدرب معتمد من الاتحاد العالمي في البرمجة اللغوية العصبية. Nlp
- رئيس فرع الإتحاد العالمي للبرمجة اللغوية العصبية في المملكة.
-عضو المنتدى الوطني للحوار الفكري.
- عضو مؤسس في الحملة العالمية لمقاومة العدوان.
- المشرف العام على مجلات ، الجسور ، المنار ، الفتيان، فراس.
والمشرف العام على موقع الرسالة
ألـّف وحقـق العديد من الكتب الشرعية منها:
1 – تحقيق كتاب كاشف الرموز ومظهر الكنوز شرح مختصر ابن الحاجب ، في أصول الفقه الشافعي ( مجلدان) .
2 – تحقيق أربعة مجلدات من كتاب التحبير شرح التحرير في أصول الفقه الحنبلي.
3 – أسباب وآداب الخلاف .
4 – من معالم الدعوة الراشدة .
5 – الصحوة الإسلامية وكيف نحافظ عليها .
6 – الحداثة في ميزان الإسلام .
7 – حتى لا تكون كلاً " طريقك إلى التفوق والنجاح " .
8 – المختصر الوجيز في مقاصد التشريع .
9 – فقه الخلاف .
10 – تحقيق ودراسة مخطوطة في الاجتهاد والتقليد .
تحت الإعداد الكتب التالية :
1 – حقوق الإنسان في الإسلام .
2 – أحكام الحرية في الإسلام .
3 – فقه الصراع بين الحق والباطل من خلال قصة موسى وفرعون .
4 – أحكام الشهادة في الشريعة الإسلامية .
5 – أحكام القرعة في الشريعة الإسلامية .
6 – قضية فلسطين في ميزان الإسلام .
ترك العمل الوظيفي الرسمي في 24 / 8 / 1416 هـ ويمارس الآن الأعمال الحرة،
و كتابه ( الحداثة في ميزان الإسلام ) هو أشهر كتبه و أكثرها ذيوعا، و كان إمام العصر عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله مثنياً عليه و على كتابه فلقي القبول بفضل الله. .

و القرني أول من تصدى لخطر الحداثة و فضح شأنها و جلَّى حقيقتها و عرَّى أصحابها و بين أنها لا تعنى الجانب الأدبي فحسب بل هي في حقيقتها الانعتاق من الدين و القيم في كل مجال من مجالات الحياة و لا يستثنى من ذلك لا دين و قيم، حتى إذا ذكرت الحداثة ذكر عوض القرني و غذا ذكر عوض القرني ذكرت الحداثة.
رأيته في محاضرة بعنوان ( ثقافة التصنيف) نضمتها اللجنة الثقافية بالقنفذة التابعة لنادي جدة الأدبي في عام 2010 ميلادي ،و كان قدم لها الشاعر الراحل عبدالله بن علي الزبيدي رحمه الله .
و يعده المتابعون للمشهد الثقافي السعودي من جماعة (الإخوان المسلمون) .

عبده فايز الزبيدي 06-07-2014 10:15 PM

زياد بنجر
هو أبو عاصم زياد زواوي ياسين بنجر ، شاعر و أديب سعودي ، حصل على شهادة الثانوية العامة في مدارس الثغر النموذجية ، و شهادة هندسة الطيران من تلسا / أوكلاهوما بالولايات المتحدة الأمريكيّة، له نشاط بارز في المنتديات الثقافية حيث التقيته في عدة منتديات منها : ملتقى مكة الأدبي لمؤسسه الشاعر حازم العرافي ،و ملتقى الأدباء و المبدعون العرب لصاحبه الشاعر عبدالرحيم محمود.
من شعره:
1. قصيدة (
قُلوبُ الْخَيْرِ):


قُلوبُ الْخَيْرِ جَنَّاتُ التَّثنِّي
وَ أنْهارُ التَّأمُّلِ وَ التَّمَنِّي

فَرَقْرَقَةٌ تُشِيرُ إِلى أَساها
وَ لِلْأشْواقِ تَغْرِيدُ الأَغَنِّ

إذا وَهَجَ السَّنا بِالصَّفْوِ مِنْها
فَإنَّ الليلَ سِتْرٌ لِلتَّظَنِّي

وَ لَثْمُ النَّسْمةِ الْأوْراقَ عَتْبٌ
وَ حَثٌّ لِلتَّهَوُّرِ بِالتَّأَنِّي

وَ ما وَصَفَ النَّدى كَالغَيْثِ يَهْمِي
فَيُحْيِي الأرْضَ لا يُتْلى بِمَنِّ

وَ مَيْلُ الغُصْنِ بالأزْهارِ حُزْنٌ
تَأسَّفَ لِلْعَداوةِ وَ التّجَنِّي

وَ لَوْلا الْعَفْوُ ما هَدَأَتْ جُفُونٌ
فَدَعْ ما قِيلَ عَنْكَ وَ قِيلَ عَنِّي

وَ لِلْأوْغامِ مَرْغَمَةٌ وَ وَحْلٌ
فَرَعْياً لِلْفُؤادِ الْمُطْمَئِنِّ

وَ كَيْفَ يُراوِدُ الْأسْيَانَ شَوْقٌ
لِقَفْرٍ ما بِهِ طَيْرٌ يُغَنِّي ؟

وَ ما الْأوْهَامُ إلَّا مُدَّعُوها
وَ مَا الأحْلامُ إلّاَ بِالتَّبَنِّي

وَ صَوْتُ الْبَحْرِ لِلْأطْماحِ دَاعٍ
فأبْحِرْ يا مُغامرُ وَ ادْنُ مِنِّي

نَرَى فِي الأفْقِ لَمْعاً مِنْ مَنَارٍ
لَوِ ارْتَبْنا لَقُلْنا عَرْشُ جِنِّ

فَيَا فُلْكُ امْخُرِي الأمْواجَ عَزْماً
إلَيْهِ و أَمْعِني شَوْقاً وَ حِنِّي

طَرِبْنا لِلنَّوارِسِ شَامِخاتٍ
عَلى بَحْرٍ يُزَمْجِرُ وَيْكَ أنِّي

تَعُودُ إِلى الشَّواطِئِ سالِماتٍ
فَثَمَّ مُبَرِّزٌ في كُلِّ فنِّ

2. قصيدة (
الصَّبْرُ أجْمَلُ ):


هذا هَوىً يَزْدَرِيهِ الْعَقْلُ وَ الدِّينُ
إِبْلِيسُ خَلْفِي إذا غَامَرتُ إِشْبِينُ

نَكَّرْتُهُ فَإِذا حَالي مُعَرَّفَةٌ
وَ الْقَوْلُ مِنْ أَفْصَحِ الْعُشَّاقِ مَلْحُونُ

لِمَنْ أُسِرُّ وَ مَنْ أَلْقى الْأمانَ بِهِ
وَ كَيْفَ أُخْفي وَ مَنْ دَاجَيْتُ مَلْعُونُ

تَهَكَّمُوا بي فَخِفْتُ الْوالِهِينَ بِها
وَ لا يَزالُ وَراءَ السِّرِّ تَخْمِينُ

غَدَتْ عَلَيَّ إِلى غَيْرِي مُحَرَّمَةً
فَأوِّبِي بَعَذابِي يَا بَساتِينُ

وَ يا طُيُورُ صِفِي الْأحْزانَ أُغْنِيَةً
وَ مَيْلَ قَلْبِي فَمِيلي يا أَفانِينُ

أَهكَذا الْحُبُّ آمالٌ مُعَلَّقَةٌ
آهٍ مِنَ الْحُبِّ إنِّي فِيهِ مِسْكِينُ

إِنْ لَمْ أبُحْ بِاسْمِها فالْقَلْبُ رَدَّدَهُ
كَأنَّهُ مِنْ أسَامِي الرَّوْضِ تَلْقِينُ

تَجْتاحُنِي كَشُعاعِ الشَّمْسِ ساطِعَةً
فَأَغْتَدِي وَ صَبَاحُ الْحُبِّ مَفْتُونُ

وَ كَمْ حَكَتْ بِدُجايَ الْبَدْرَ مُكْتَمِلاً
فَجُدِّدَتْ وَ قَدِيمُ الْعَهْدِ عُرْجُونُ

الصَّبْرُ أجْمَلُ أنْ تُغْتَالَ مَنْزِلَتِي
وَ أَنْ يُقالَ لِلَيْلَى الْقَيْسُ مَجْنُونُ

إِنِّي إِذا كانَ قَلْبِي ذاهِباً شَطَطاً
لَيَنْبَرِي بِي حَصِيفُ الرَّأْيِ مَوْزُونُ

لا يَسْتَخِفُّ أَناتِي مَنْ يُسَافِهُنِي
إِذا أُعادَى تَمَادَى الْقَدْرُ وَ الدُّونُ


3. قصيدة (
أيُّها الطَّيْف ):


هاجِعٌ بَعْدَ سُهْدِهِ وَ ضِرارِهْ
وَ مِنَ الطَّيْفِ زَوْرَةٌ لِاخْتِبارِهْ

لَمْ يَجِدْهُ كَما أًحَبَّ سَقِيماً
أَيُّ سُقْمٍ يَنالُهُ بِـمَزارِهْ ؟

أيُّها الطَّيْفُ لا سُلُوَّ وَ لكِنْ
كانَ هذا اللِّقاءُ مِنْ أَوْطارِهْ

طَلَبَ النَّوْمَ جاهِداً لِتُواتي
فَابْقَ تَجْزِ الْقَلِيلَ عَنْ إِكْثَارِهْ

وَارْضَ عَنْ حِيلَةِ الْوِصالِ وَ إِلاَّ
قالَ يا نَوْمُ إِنَّنِي لَكَ كارِهْ

وَ مَتَى طافَ بِالرُّقادِ سَناً مِنْكَ ..
.. رَأَى اللَّيْلَ مُبْصِراً كَنَهارِهْ

طِبْتَ مَجْرىً لِأَدْمُعِي بِدَياجِيهِ ..
.. وَ مَسْرىً لَهُنَّ فِي أَسْحارِهْ

نُبْتَ عَنْ شَخْصِكَ اللَّطِيفِ فَدَمْعِي
هانِئٌ بَعْـدَ هَتْكِهِ بِقَرارِهْ

رَقَّ أَهْلاً لِذِكْرهِ وَ هَواهُ
وَ رَقا أَهْلَ قَدْرِكُمْ وَ وَقارِهْ

نَبِّنِي عَنْ مُعَذِّبي أيُّها الطَّيْفُ ..
.. وَ هاتِ الْجَديدَ مِنْ أَخْبارِهْ

وَ ارْوِ عَنِّي لَهُ قَصائِدَ حُبٍّ
غارَ مِنْها الرَّبيعُ فِـي آذارِهْ

حُبَّ إِيمانَ قَدْ غَنِيتَ بِقَلْـبٍ
فَقْدُ إِيمانَ مُنْتَهَى إِقْتارِهْ

لَوْ تَسَلَّيْتُ ما تَقَرَّحَ جَفْنايَ ..
.. لِشَوْقٍ وَ لا اصْطَلَيْتُ بِنارِهْ

أَيَّ سِحْرٍ أَرَى بِطَرْفِكِ إِيمانُ ..
.. إِذا ما أَعَرْتِني لِغِرارِهْ ؟

أَنْتِ فِي الْحُسْنِ جَنَّةٌ وَ خَيالٌ
ما وَعَيْتُ الْأَقَلَّ مِنْ أَسْرارِهْ

أَنْتِ رَوْضٌ حَوَى الْمَحاسِنَ زاهٍ
شَجْوُ قَلْبي عُلالةٌ لِهَزارِهْ

لا يُجارِيهِ فِي الْمَلاحَةِ شِعْرِي
عَلِمَ اللهُ لَمْ أَقُلْ : لِنُجارِهْ

إِنَّما هُـذِّبَ الرَّجـاءُ عَلَى أَنْ
يَدَعَ الْوَصْفُ فَقْـرَهُ لِيَسارِهْ

عبده فايز الزبيدي 06-07-2014 10:50 PM

عمر أبو ريشة
هو عمر بن شافع بن الشيخ مصطفى أبو ريشة ، شاعر و كاتب مسرحي و سياسي سوري مشهور جدا ،ولد في 10 أبريل 1910 هذا ما جاء في الموسعو ويكيبديا ، بيد أن الموسوعة العربية أوردت تأريخ ولادته في عام 1908 ميلادي ،ثم قالت عته:
وكان والده شافع قائم مقاماً في مدينة منبج بسورية، ولكنه نفي إلى قرية بتركية لمجاهرته بمعارضة الحكم التركي، فأقامت زوجته (خيرة الله) * لدى والدها إبراهيم بن علي نور الدين شيخ الطريقة اليشرطية الشاذلية في عكا، وهناك ولد عمر. وحين سمح لوالده بالعودة إلى سورية استقر في حلب، فانتقل الطفل مع أمه إليها، وفيها تلقى علومه الابتدائية والثانوية، ثم أرسله والده إلى بيروت ليتابع دراسته في الجامعة الأمريكية.

وفي لبنان تفتحت موهبة عمر الشعرية فنظم الشعر وهو في ريِّق صباه. ولا غرو أن تتفتح شاعريته في وقت مبكر فقد كان سليل أسرة اشتهرت بالشعر، إذ كان أبوه وأخوه وأخته شعراء. ولقد حاول أبوه أن يبعده عن الشعر، إلا أن هذه المحاولة لم تكن لتخمد شاعريته الفيّاضة. وكان للانبعاث القومي أثره في نفس الشاب فاندفع في تياره، وقيل إنه وقف خطيباً وشاعراً وهو لم يتجاوز الخامسة عشر من سنه.
وقد رغب والده في تعليمه صناعة صباغة النسيج، فأرسله في عام 1929 إلى لندن، ولكن الفتى لم يستطع مغالبة نزوعه إلى نظم الشعر، وأسره سحر الطبيعة هناك فانصرف إلى تأملها وتصوير مفاتنها في شعره، وكانت لـه تجربة عاطفية مع فتاة بريطانية اسمها نورا، ولكن الموت عاجلها، وقد تركت هذه التجربة أثرها البليغ في نفس عمر وفي شعره.
وفي عام 1932 عاد عمر إلى حلب، وكان قد نظم قبل مسرحية عنوانها «ذو قار» نشرها عام 1931. واستقبلها القُراء بالإعجاب والترحيب. وبعد عودته إلى حلب انخرط في النضال الوطني شاعراً مناضلاً يقارع الاستعمار الفرنسي، فكانت قصائده تلهب عواطف أبناء الوطن. ووجه طائفة منها إلى رجال السياسة وزعماء البلاد، آخذاً عليهم تقاعسهم في أداء واجبهم الوطني والقومي.
وبدءاً من عام 1949 انتظم عمر في السلك الخارجي، فعين سفيراً لسورية في البرازيل ثم في الأرجنتين ثم في تشيلي ثم في الولايات المتحدة فالنمسة، واستقر به المطاف أخيراً سفيراً لبلده في الهند.
وكانت هذه المرحلة من حياته خصبة، فقد أتقن فيها عدة لغات، واتصل بعدد من الزعماء والقادة في الشرق والغرب وربطته بجواهر لال نهرو صداقة متينة.
وبعد إحالته على التقاعد كانت إقامته موزعة بين لبنان وسورية والمملكة العربية السعودية، حيث أصيب فجأة بجلطة دماغية توفي على أثرها، فنقل جثمانه إلى حلب ودفن فيها.) أ.ه
و تحديدا كانت وفاته في الثاني و العشرين من ذي الحجة من عام 1410 هجري الموافق للرابع عشر من يوليو في عام 1990 ميلادي.

جاء في ويكبيدا جملة من نتاجه كما يلي :

  • ديوان بيت وبيان .
  • ديوان نساء.
  • ديوان كاجوارد. فقببيس
  • غنيت في مأمتي.
  • أمرك يا رب.
  • مسرحية تاج محل
  • مسرحية علي
  • مسرحية سمير اميس
  • مسرحية محكمة الشعراء
  • مسرحية الحسين
  • مسرحية شعرية رايات ذي قار
  • مسرحية الطوفان
وللشاعر الكبير ديوان شعر باللغة الإنجليزية، من شعره:
1. قصيدة ( أمتي هل لك بين الأمم) و هي أشهر قصائده بل هي من أشهر الشعر المعاصر:

أمتي هل لك بين الأمم *** منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق *** خجلاً من أمسك المنصرم
أين دنياك التي أوحت إلى *** وترى كل يتيم النغم ؟
كم تخطيت على أصدائه *** ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ساحب *** مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية *** خنقت نجوى علاك في فمي
ألإسرائيل تعلو راية *** في حمى المهد وظل الحرم ؟
كيف أغضيت على الذل ولم *** ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى *** موجة من لهب أو دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم

2. قصيدة ( قفي):


قفي ، لا تخجلي مني = فما أشقاك أشقاني
كلانا مرَّ بالنعمى = مرور المُتعَبِ الواني
وغادرها .. كومض الشو =ــق في أحداق سكرانِ
قفي ، لن تسمعي مني = عتاب المُدْنَفِ العاني
فبعد اليوم ، لن أسأل عن كأسي وندماني
خذي ما سطرتْ كفاكِ من وجدٍ وأشجانِ
صحائفُ ... طالما هزتْ = بوحيٍ منك ألحاني
خلعتُ بها على قدميـ=ــك حُلم العالم الفاني!
لنطوٍ الأمسَ ، ولنسدلْ = عليه ذيل نسيانِ
فإن أبصرتني ابتسمي = وحييني بتحنانِ
وسيري ، سير حالمةٍ = وقولي .... كان يهواني!

3. هذه القصيدة يقال أنها ألقيت في حضرة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمهما الله:

أنـا فـي مـوئل الـنبوة يا دنيا***** أؤدي فــرائـض الأيــمـان
أســأل الـنفس خـاشعا أتـرى***** طـهرت بـردي من لوثة الأدران
كـم صـلاة صـليت لم يتجاوز***** قــدس آيـاتها حـدود لـساني!
كـم صـيام عـانيت جوعي فيه***** ونـسيت الـجياع مـن إخواني!
كـم رجمت الشيطان والقلب مني***** مـرهق فـي حـبائل الشيطان!
رب عـفوا إن عشت ديني ألفاظا *****عـجـافا ولـم أعـشه مـعاني
أنـا مـن أمـة تـجوس حـماها *****جاهلياتها بــلا اسـتـئذان
مـزقـت شـملنا شـعائر شـتى***** وقـيـادات طغمة عـبـدان
مـرنتنا عـلى الـهزيمة والجبن***** وبـعض الـحياة بـعض مـران
فـاسـتكنا لا بــارك الله فـي***** صـبر ذلـيل ولا بـكاء جـبان
يا بن عـبد العزيز وانتفض العز *****وأصـغى وقـال : مـن ناداني ؟
قـلت : ذاك الـجريح في القدس***** في سيناء في الضفتين في الجولان
_____________
* و خيرة الله إمرأة فلسطينة من عكا ، كما ورد في ويكيبديا

عبده فايز الزبيدي 06-08-2014 01:34 PM


إلياس فرحات*
وُلِدَ الشاعر و الوشاح المهجري الياس بن حبيب بن جرجس فرحات في اليوم الثّامن من شهر كانون الأوّل عام 1893 ميلادي ، في قرية كفرشيما الواقعة في الجنوب الشّرقي من مدينة بيروت، ويرجع نسبه إلى أسرة حيدر أو أبي حيدر في بِسكنتا. ولقرية كفرشيما الصّغيرة في تاريخ الأدب العربي الحديث ذكر ممتاز؛ فمِنها بزغت نجوم آل الشّميل وآل تقلا واليازجي وكسباني وغيرهم. تعلّم في مدرسة الدّير القراءة عند أحد القساوسة. ترك المدرسة وله من العمر عشر سنين، ولم يدخل بعدها مدرسةٍ. اشتهر منذ صغره بقول الزّجل المعروف بالقرادي، وامتهن في أوّل أمره صناعة تقشيش الكراسي، أي نسج مقاعدها، ثم تردّد واشتغل تارةً في معمل نجارةٍ عربيّةٍ وطورًا في معمل نجارةٍ افرنجيّةٍ. واتّسعت دائرة شهرته كزجّال، فكان شباب القرية يأخذونه إلى مجالس الطّرب والأفراح لينازل فحول القوّالين.
دخل مستخدماً ينضد الحروف في جريدة “الوطن”، لصاحبها الشّاعر شبلي ملاط؛ تعلّم صفّ الحروف، ثم اشتغل في جريدة “الحقيقة”، لصاحبها الشّيخ أحمد عبّاس الأزهري، واستفاد من معاشرة الأدباء ومطالعة الكتب والمجلاّت.
في سنة 1909، زار دمشق ولبث فيها نصف سنةٍ، قضى معظمها في الفراش لورمٍ ألمّ برجليه فتعذّر عليه المشي، ثم رجع إلى كفرشيما.
وفي 27 تشرين الثاني سنة 1910، وصل إلى البرازيل وعاش مع أخويه وديع وأسعد، وكلّه آمالٍ بأن يبقى مدّة سنتين أو ثلاث، ثم يعود بالنّقود ويتحقّق حلمه بالزّواج ممّن أحبّ. ولكن ما كلّ ما يتمنى المرء يدركه، فقد تزوّجت حبيبته وصارت أماً، وما زالت ذكريات حبّه تجول بخاطره.
إستُخدِمَ فرحات في محلاّتٍ تجاريّةٍ، ثم تعاطى مع أخويه نجيب ورشيد صُنع الصّناديق الخشبيّة، ثم رحل إلى بلدة “ديقينو بولس” ومنها أرسل أوّل قصيدةٍ للنّشر في جريدة “أبو الهول” التي كانت تصدر في سان باولو، وكان قد أخذ ينظم الشّعر الفصيح. نظم قصيدةً في وصف حفلات المرافع، فنالت الإستحسان مع تقريظٍ زَعم فيه كاتبه أنّه، وإن كان الشّاعر فرحات غير متعلّمٍ، إلاّ أنّ شعره قد بزّ المُتعلّمين.
ضاقت عليه ولاية ميناس فرحل إلى سان باولو وبعث به صديقه شكري الخوري لجباية بدلات اشتراكات الجريدة. ثم فارقه لإختلاف النّزعات والعقيدة فيما بينهما، لأنّه ما كادت فرنسا تظهر على مسرح السّياسة السّورية حتى استحال احتلالياً فرنسياً من الطّراز الأوّل.
تعرّف الياس في سان باولو بالشّاعر القروي وكان يُسمعه شعره فيقول له: “إنّ أحسن ما في شعرك أنّك تُنظّمه ولا تعرف أن تقرأه…” ، ذلك لأنّه كان يجهل أبسط قواعد الإعراب.
اشترك الشّاعر مع توفيق ضعون على إصدار مجلة “الجريد” ولم يطِل عمر هذه الشّراكة.
في أواخر الحرب العالمية الأولى، ابتدأ الجهاد ضدّ الإستعمار الفرنسي والإنكليزي، وأخذ النّزاع يتفاقم بين أماني السّوريين ومطامع الإستعماريين. وكانت صحافة الجالية كلّها تقريباً إلى جانب فرنسا ومع الصِّحافة معظم المهاجرين. وكانت العِزّة الوطنية تظهر في جريدتين اثنتين في كل البرازيل، وهما “الزهراوي” -لجورج أطلس، و”المقرعة” -وهي لأوّل شهداء الوطنيّة في المهجر، سليم اللّبكي. وانضمّ الشّاعر فرحات والأستاذ توفيق ضعون لتحريرها، وأصبحت جريدة “الأحرار”. كانت الصِّحافة العربية الأخرى تشيد بفضل فرنسا على السّوريين وعلى العرب وعلى الدّنيا كلّها؛ وكان على هذه الجريدة أن تحاربها حرباً لا هوّادة فيها، داحضين حججها ومُظهرين فسادها ومُبطلين مزاعمتها. ولم يرق لأخصامهم أن تكون نزعة الجريدة وطنية، فكانت مؤامرة دُبِّرَت لإغتيال صاحب الجريدة المرحوم سليم اللبكي، إذ إغتاله المدعو الياس مسرّة غدراً بالرّصاص. وكان مأتم الشّهيد على جانبٍ عظيمٍ من الأهميّة، وقد أبّنه الشاعر فرحات، فقال: “إنّ الشاعر لم يعُد يستطيع البقاء في سان باولو بعد أن أُنذِرَ بالقتل، وهي المدينة التي شقي فيها وتعذّب ونام اللّيالي من دون عشاء. ومع هذا، فقد كان يريد أن يبقى فيها قريباً من أصدقائه الأدباء. سافر إلى ولاية ماطو غروسو كمتجوّلٍ تجاريٍ لمحلّ السّيدين سليم وابراهيم طعمة.
ولما اندلعت نيران الثّورة في سوريا، كان ينظم قصائده الوطنيّة وينشرها في جريدة “الأفكار”؛ ونقلتها جريدة “القِبْلَة” التي كانت تصدر في مكّة مع تقريظٍ لها بقلم المغفور له الملك حسين. وأرسله المرحوم الملك فيصل، إثر نظمه قصيدةٍ بدخول الجيش العربي، إلى دمشق.
تزوّج سنة 1920 من ابنة مغتربٍ لبنانيٍّ، و هي جوليا بنت بشارة جبران التي تمت بقرابة للشاعر جبران خليل جبران وأقاما في مدينة كوبروتيبا، وهنا بدأ بنظم الرّباعيات. وفي سنة 1925، طبع ديوانه بإسم “رباعيّات فرحات”. وفي سنة 1932، تألّفت لجنة من أدباء سان باولو لطبع “ديوان فرحات”- وكان يريد طبعه في جزأين، فأبت عليه اللّجنة ذلك. وصدر في عام 1951 ديوانه “أحلام الرّاعي” عن دار “مجلّة الشّرق” بالبرازيل التي وزّعته هديةً على مشتركيها.
توفي إلياس فر حات في عام 1976 ميلادي .

من شعره:
1. موشحة (خصلة الشَّعر) و يقال انه كان يحبا فتاة و هو في السابعة غير أنها تزوجت بغيره فأحتفظ منها بخصلة شعر ذهب بها إلي مهجره:

خُصْلَةُ الشَّعْـرِ التي أَعْطَيْتِنِيهَا عِنْدَمَا البَيْـنُ دَعَانِي بِالنَّفِيـرْ
لَمْ أَزَلْ أَتْلُو سُطُـورَ الحُبِّ فِيهَا وَسَأَتْلُـوهَا إِلَى اليَوْمِ الأَخِيـرْ
***
خُنْتِ عَهْدَ الحُبِّ لا بَأْسَ فَإنِّي مُكْتَـفٍ بِالأَثَـرِ الغَالِي الثَّمِينْ
فَإِذَا مَا عُـدْتُ أَحْيَا بِالتَّمَنِّي بَعْدَ أَنْ مَنَّيْتِنِـي عَشْرَ سِنِيـنْ
أَحْمَـدُ اللهَ فَمَا الإخْلافُ مِنِّي إِنَّنِي كُنْتُ لَكِ الصَّـبَّ الأَمِينْ
رَاجِعِي سِيـرَةَ حُبِّي .. رَاجِعِيهَا فَهْيَ نُـورٌ سَاطِـعٌ لِلْمُسْتَنِيرْ
وَإِذَا مَـرَّتْ بِكِ الرِّيحُ سَلِيهَا إِنَّهَا تَعْـرِفُ مِنْ أَمْرِي الكَثِيرْ
***
هَيْكَلُ الحُـبِّ تَدَاعَى وَتَرَامَى تَارِكَاً لِلْعَيْـنِ أَطْلالَ الوَفَـاءْ
كُتُبَاً تُوقِـظُ فِي قَلْبِي الهِيَامَا كُلَّمَا نَامَ عَلَى ذِكْـرِ الجَفَـاءْ
إِنَّنِي أَرْنُـو إِلِى الخَطِّ احْتِرَامَا فَأَرَى فِي الخَطِّ أَنْقَاضَ الرَّجَاءْ
وَأَرَى الأَسْطُـرَ آثَارَاً تَقِيهَا غَيْرَتِي الشَّمَّاءُ مِنْ عَبَثِ العُصُورْ
وَأَرَى الحِبْرَ وَقَدْ جَـفَّ شَبِيهَا بِدَمٍ جَفَّ عَلَى بَعْضِ الصُّخُورْ
***
وَأَرَى فِيمَا أَرَى شَكْـلاً فَظِيعَا خُصْلَـةَ الشَّعْرِ أَرَاهَا فَإِخَالْ
جُثَّـةَ الحُبِّ وَقَدْ خَـرَّ صَرِيعَا تَحْتَ أَنْقَاضٍ عَلَيْهَا الدَّمْعُ سَالْ
فَيَفِيض القَلْبُ مِنْ عَيْنِي دُمُوعَا وَتَرُوح الرُّوحُ عَنْ دُنْيَا الضَّلالْ
تِلْكَ آثَـارُ هَوَانَا فَانْظُـرِيهَا تَعْلَمِي مَاذَا جَنَى ذَاكَ الغُـرُورْ
وَدُمُـوعٌ صُنْتِهَا لا تَذْرِفِيهَا لَيْسَ يَمْحُو جُرْمَكِ الدَّمْعُ الغَزِيرْ
***
رَبْطَة القَلْبَيْنِ حَلَّتْهَا يَـدَاكِ وَيَدِيْ تَأْبَى امْتِهَانَ الشَّعَـرَاتْ
لَمْ يُحَرِّكْهَا إِلَى الإِثْمِ جَفَـاكِ فَهْيَ لا تَعْرِفُ غَيْرَ الحَسَنَـاتْ
لَمْسُهَا مَجْمُوعَة الشَّعْـرِ يُحَاكِي لَمْسَ هَذَا الثَّغْر تِلْكَ الوَجَنَـاتْ
إِنْ أَعُدْ بَعْـدَ التَّنَائِي تُبْصِريهَا مِثْلَمَا سَلِّمْتِهَا يَـوْمَ المَسِيـرْ
فَهْيَ كَالطِفْلَـةِ فِي حِضْنِ أَبِيهَا لا تَرَى إلا حَنَانَاً وَشُعُـورْ
***
هِيَ أَصْفَى مِنْكِ حُبَّـاً وَودَادَا هِيَ أَوْفَى مِنْكِ رَعْيـَاً لِلذِّمَمْ
هِيَ فِي غَيِّ الصِّبَا لَمْ تَتَمَـادَى هِيَ لَمْ تَتْبَعْ هَوَىً جَـرَّ نَدَمْ
أَنْتِ قَوَّضْتِ مِنَ الحُـبِّ العِمَادَا أَنْتِ خُنْتِ العَهْدَ عَمْدَاً وَهْيَ لَمْ
لَمْ تُرَاوِغْ، لَمْ تُرِ الصَّـبَّ بِفِيهَا عَسَلاً ، وَالخَلّ فِي القَلْبِ يَفُورْ
قَد وَفَتْنِـي ، وَأَنَا أَيْضَاً أَفِيهَا فَكِلانَا حَافِـظٌ عَهْـدَ العَشِيرْ
***
كُلَّمَا أَذْكُـرُ أَيَّـامَ صِبَانَا وَلَيَالِيهَا اللَّذِيـذَاتِ العِـذَابْ
تَصْهَرُ الأَحْزَانُ فِي صَدْرِي الجَنَانَا فَأُقَاسِي كُلَّ أَنْـوَاعِ العَـذَابْ
فَإِذَا أَيْقَنْتُ أَنَّ الْمَـوْتَ حَانَا وَتَصَـوَّرْتُ نُزُولِي فِي التُّرَابْ
نَشْقَةٌ مِنْ خُصْلَـةِ الشَّعْرِ تَلِيهَا قُبْلَةٌ تُخْمِـدُ ذَيَّـاكَ السَّعِيرْ
فَتَخُوض النَّفْسُ بَحْرَ الأُنْسِ تِيهَا وَيَزُول اليَأْسُ عَنْ قَلْبِي الكَسِيرْ

2.
فى سنة 1918 حلَّت به النكبة الكبرى باحتراق طرف ثوبه واتفق أصحابه على شراء بدلة له بالأجل _ من شدة فاقته و فقره _ ليستطيع الانتقال بين مختلف ولايات البرازيل، باعتباره ممثلاً لمجلة الدليل في العاصمة. ولكن لازمه سوء حظه فاحترق كُمّ ردائه الجديد، الذي أحرقته شرارة من مدخنة القطار قبل المحطة الأولى وبعث لأصحابه أبيات شعر يقول فيها: كأنّ الهواء مع النار لَمَّا رآني لبست الجديد اتفق
فجاء بها من دخان القطار ونثرها فوقـه فاحتـرق
فقلت أعاتب ربى مشيراً إلى الحرق وهو كباب النفق
إلهي، تضن علىّ بثوب وتكسو الغصون ثياب الورق
ولو كنت غصناً لجددته حتى إذا ما الربيع انطلق

عبده فايز الزبيدي 06-08-2014 01:35 PM


إلياس فرحات (2)
3. قصيدة ( حياة مشقات ):

أُرَاقِبُ فِي الظَّلْمَاءِ مَا اللَّيْلُ يَحْجُبُ
وَأَقْرَأُ فِي الأَسْحَارِ مَا اللهُ يَكْتُـبُ
وَأَسْتَعْرِضُ الأَيَّامَ يَوْمِي الَّذِي مَضَى
دَلِيلٌ عَلَى يَوْمِـي الَّذِي أَتَرَقَّـبُ
فَلاَ تَسْأَلُوا عَنِّي وَحَظِّـي فَإِنَّنَـا
لأَمْثَالِ أَهْلِ الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ مَضْرَبُ
طَوَى الدَّهْرُ مِنْ عُمْرِي ثَلاثِينَ حِجَّةً
طَوَيْتُ بِهَا الأَصْقَاعَ أَسْعَى وَأَدْأَبُ
أُغَرِّبُ خَلْفَ الرِّزْقِ وَهْوَ مُشَـرِّقٌ
وَأُقْسِمُ لَوْ شَرَّقْـتُ كَانَ يُغَـرِّبُ
وَأَنْفُـرُ مِنْ وَادٍ لِطَـوْدٍ كَأَنَّنِـي
وَقَدْ بَوَّقَ الدَاعُونَ لِلصَّيْدِ رَبْـرَبُ
لِئَنْ غَـرَّدَتْ لِلشَّاعِرِينَ بَلاَبِـلٌ
فَإِنَّ غُرَابَ الشُّـؤْمِ حَوْلِيَ يَنْعَـبُ
وَإِنْ كَانَ عِلْمَاً ثَابِتَاً قَوْلُ بَعْضِهِمْ
لِكُلِّ امْرِئٍ نَجْمٌ فَنَجْمِي الْمُذَنَّـبُ
وَمَرْكَبَـةٍ لِلنَقْلِ رَاحَتْ يَجُـرُّهَا
حِصَانَانِ : مُحْمَـرٌّ هَزِيلٌ وَأَشْهَبُ
لَهَا خَيْمَةٌ تَدْعُو إِلَى الْهُزْءِ شَدَّهَا
غَرَابِيـلُ أَدْعَى لِلْوَقَـارِ وَأَنْسَـبُ
جَلَسَـتْ إِلَى حُوذِيِّهَا وَوَرَاءَنَـا
صَنَادِيـقُ فِيهَا مَا يَسُـرُّ وَيُعْجِبُ
حَوَتْ سِلَعَاً مِنْ كُلِّ نَوْعٍ يَبِيعُهَا
فَتَىً مَا أَسْتَحَلَّ البَيْعَ لَوْلا التَّغَـرُّبُ
وَرَاحَتْ كَأَنَّ البَرَّ بَحْـرٌ نِجَـادُهُ
وَأَغْوَارهُ أَمْوَاجـهُ ، وَهْيَ مَرْكَـبُ
تَبِينُ وَتَخْفَى فِي الرُّبَـى وَحِيَالهَا
فَيَحْسَبُهَا الرَاؤُونَ تَطْفُو وَتَرْسُـبُ
وَتَدْخُلُ قَلْبَ الغَابِ وَالصُّبْحُ مُسْفِرٌ
فَتَحْسَبُ أَنَّ اللَّيْلَ لِلَّيْـلِ مُعْقِـبُ
تَمُـرُّ عَلَى صُمِّ الصَّفَـا عَجَلاتُهَا
فَنَسْمَعُ قَلْبَ الصَّخْرِ يَشْكُو وَيَصْخَبُ
وَتَرْقُصُ فَوْقَ النَّاتِئَـاتِ مِنَ الحَصَى
فَنُوشِـكُ مِنْ تِلْكَ الخَلاَعَـةِ نُقْلَبُ
نَبِيتُ بِأَكْوَاخٍ خَلَتْ مِنْ أُنَاسِهَـا
وَقَامَ عَلَيْهَا البُومُ يَبْكِي وَيَنْـدُبُ
مُفَكَّكَـة جُدْرَانُـهَا وَسُقُوفُـهَا
يُطِلُّ عَلَيْنَا النَّجْـمُ مِنْهَا وَيَغْـرُبُ
عَلَيْهَا نُقُوشٌ لَمْ تُخَطَّطْ بِرِيشَـةٍ
تَظُنُّ صِبَاغَاً لَوْنَهَا وَهْوَ طُحْلُـبُ
يُغَنِّـي لَنَـا فِيهَا الْهَـوَاءُ كَأَنّـَهُ
يُنَوِّمُنَـا ، وَالْبَرْدُ لِلنَّـوْمِ مُذْهِـبُ
فَنُمْسِي وَفِي أَجْفَانِنَا الشَّوْقُ لِلْكَرَى
وَنُضْحِي وَجَمْرُ السُّهْدِ فِيهِنَّ يَلْهَبُ
وَمَأْكَلُنَـا مِمَّـا نَصِيـدُ وَطَالَمَا
طَوَيْنَا لأَنَّ الصَّيْـدَ عَنَّـا مُغَيَّـبُ
وَنَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُ الخَيْـلُ تَارَةً
وَطَوْرَاً تَعَافُ الخَيْلُ مَا نَحْنُ نَشْرَبُ
حَيَاةُ مَشَقَّـاتٍ وَلَكِنْ لِبُعْدِهَـا
عَنِ الذُّلِّ تَصْفُو لِلأَبِـيِّ وَتَعْـذُبُ
* * *
وَقَدْ نَلْتَقِي بَعْضَ الجَمِيلاَتِ صُدْفَةً
فَيُطْرِبْنَنَـا وَالْمُبْـدُع الغِيدمُطْرِبُ
وَكُلُّ مَكَانٍ فِيهِ لِلْحُسْنِ مَرْتَـعٌ
وَلِلطَّرْفِ مَلْهَـىً فِيهِ لِلْحُبِّ مَلْعَبُ
وَمَا تَلْتَقِـي عَيْنَا فَتَـاةِ حَيِيَّـةٍ
وَعَيْنَا فَتَىً إلاَّ لِكُوبِيـدَ مَـأْرَبُ
وَهَلْ أَنَا إِلاَّ شَاعِـرٌ لاَنَ قَلْبُـهُ
فَلَيْسَ لَـهُ مِنْ صَوْلَـةِ الحُبِّ مَهْرَبُ
نَفَتْنِي مِنَ الْمُدْنِ العَوَاصِمِ عِزَّتِـي
فَرُحْتُ بِأَطْرَافِ الوِلايَاتِ أَضْـرِبُ
أُعَاشِرُ مَنْ لَوْ عَاشَرَ القِرْدُ بَعْضَهَمْ
لَمَا رَدَّ عَنْ دَرْوِين قَبْـرٌ مُقَبَّـبُ
وَأُنْصِتُ مُضْطَّـرَاً إِلَى كُلِّ أَبْلَـهٍ
كَأَنِّي بِأَسْرَارِ البَلاهَـةِ مُعْجَـبُ
وَأَكْـرَهُ أَشْيَاءً رَفِيقِـي يُحِبُّهَـا
وَأَرْغَبُ فِي أَشْيَاءَ عَنْهُنَّ يَرْغَـبُ
وَأَرْهَـبُ قُطَّـاعَ الطَّرِيقِ وَرُبَّمَا
تَعَمَّدْتُ إِظْهَارَ السِّـلاَحِ لِيَرْهَبُـوا
فَعِزُّ الفَتَى الطَّاوِي الفَيَافِي مُسَدَّسٌ
كَمَا أَنَّ عِزَّ اللَيْثِ نَابٌ وَمِخْلَـبُ
وَمَا صِينَ حَـقٌّ لاَ سِلاَحَ لِرَبِّـهِ
وَأَضْعَفُ أَنْـوَاعِ السِّلاَحِ التَّـأَدُّبُ
وَلْولاَ نُيُوبُ الأُسْدِ كَانَتْ ذَلِيلَـةً
تُسَاطُ وَتَعْنُو لِلشَّكِيـمِ وَتُرْكَـبُ
وَكَمْ ظَالِمٍ يَسْتَعْبِـدُ النَّاسَ عُنْـوَةً
وَحُجَّتـُهُ الكُبْرَى الحُسَامُ الْمُشَطّبُ
* * *
أَقُولُ لِنَفْسِي كُلَّمَا عَضَّهَا الأَسَـى
فَآلَمَهَا : صَبْرَاً فَفِي الصَّبْرِ مَكْسَبُ
لِئَنْ كَانَ صَعْبَاً حَمْلُكِ الْهَمَّ وَالأَذَى
فَحَمْلُكِ مَنَّ النَّاسِ لاَ شَكَّ أَصْعَبُ
فَلَوْلاَ إِبَاءٌ مَازَجَ الطَّبْعَ لَمْ أَكُـنْ
لِمِثْلِي مَجِيءٌ فِي البَرَارِي وَمَذْهَبُ
وَلَوْلاَ رَجَائِي أَنْ تَظَلَّـي بَعِيـدَةً
عَنِ الضَّيْمِ لَمْ يُوطَـأْ بِرِجْلِيَ سَبْسَبُ
فَلاَ تَعْذِلِي صَحْبَاً دَرُوا بِي وَمَا عَنَوا
بِأَمْرِي فَهُمْ مِنِّي إِلَى الفَقْرِ أَقْـرَبُ
وَلاَ تَأْمَلِي مِنْ غَيْرِ صَحْبِي مَعُونَـةً
فَمَا تُخْضَبُ الكَفَّانِ وَالقَلْبُ مُجْدِبُ
وَلاَ تَرْتَجِي الإِخْلاَصَ مِنْ كُلِّ بَاسِمٍ
فَفِي البَاسِمِينَ الْمُبْغِضُ الْمُتَحَبِّـبُ
وَلَوْ كَانَ كُلُّ المُظْهِرِينَ لِيَ الوَفَـا
وَفِيِّيـنَ لَمْ يُعْجِزْكِ يَا نَفْسُ مَطْلَبُ
عَتِبْتُ عَلَى نَاسٍ أَضَاعُوا مَوَدَّتِـي
وَكُلُّ كَرِيمٍ خَانَهُ الصَّحْبُ يَعْتَـبُ
فَقَدْ زَعَمُوا أَنِّي هَجَـوْتُ حَبِيبَهُمْ
وَأَنِّي سَأَهْجُو غَيْرَهُ حِينَ أَخْطُـبُ
وَلَسْتُ بِهَجَّـاءٍ .. وَلَكِنّـَهُ الْهَوَى
إِذَا قَادَ نَفْسَ الْمَرْءِ فَالنُّورُ غَيْهَبُ
أَنَا مَنْ يَرَى أَنَّ الرِّيَـاءَ مَعَـرَّةٌ
وَأَنَّ خَبِيثَ القَوْلِ فِي الصِّدْقِ طَيِّبُ
وَمَا أَنَـا إِلاَّ كَالزَّمَـانِ وَأَهْلِـهِ
أَعَافُ وَأَسْتَحْلِي وَأَرْضَى وَأَغْضَبُ
فَأَيُّ هِجَاءٍ فِي مَقَالِي لِعَقْـرَبٍ
لَـهُ وَلَـعٌ بِالشَّرِّ إِنَّكَ عَقْـرَبُ
فَيَا نَفْسُ إِلاَّ أَنْتِ مَا لَكِ وَاعْلَمِي
بِأَنَّ كُلَّ بَرْقٍ غَيْر بَرْقِـكِ خُلَّـبُ
تَعِبْتِ إِذَا إسْتَنْظَرْتِ خَيْرَاً مِنَ الوَرَى
وَمُسْتَقْطِرُ السَّلْوَى مِنَ الصَّابِ يَتْعَبُ

4. يقول إلياس فرحات ذاماً الطائفية:

مادمت محترماً حقي فانت أخي =آمنت بالله ام آمنت بالحجر
دع آل عيسى يسجدون لربهم = عيسى وآل محمد لمحمد
أنا لا أصدق أن لصاً مؤمناً = أوفى لربك من شريف ملحد

________________
* إلياس فرحات زجال كبير و لكن هذا البحث لا يعتني بغير الفصيح نثرا و شعرا.

عبده فايز الزبيدي 06-08-2014 02:46 PM

عبدالرحمن العشماوي
هو عبدالرحمن بن صالح بن حسين عشماوي الغامدي ، ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة العربية السعودية في عام 1956م، تلقى دراسته الابتدائية هناك وعندما أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397 للهجرة ثم نال شهادة الماجستير عام 1403 للهجرة وبعدها حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409 للهجرة ..
تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة
العربية في هذه الجامعة .. وعمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدبالإسلامي حتى تقاعد.

وهو شاعر كبير ملتزم و يعد شاعر الصحوة الإسلامية في القرن العشرين و ما بعده ، و يقول محبوه أنه أعاد إليه بريقه ورونقه.

جابه العشماوي حملات مغرضة من الحداثيين للنيل منه فلم يزده الله رفعةو توهجا .

عبدالرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن

كما أن للعشماوي مشاركات في الأمسيات الشعرية
والندوات الأدبية ، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية و على سبكة الانتلرنت.

للشاعر دواوين كثيرة مثل :
_ ديوان ( إلى أمتي).
_ ديوان ( صراع مع النفس ).
_ ديوان ( بائعة الريحان )
_ ديوان ( مأساة التاريخ ).
_ ديوان ( نقوش على واجهة القرن الخامس عشر ).
_ ديوان ( عندما يعزف الرصاص ).
_ ديوان ( شموخ في زمن الانكسار)


كما أن الشاعر عبدالرحمن العشماوي أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب مثل :
_ كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير .
_ كتـــاب من ذاكرة التأريخ الإسلامي . ،
_ كتاب ( بلادنا والتميز و إسلامية الأدب) .

كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟)


من شعره:
1. من قصيدة ( يا قدس):
ما كلُّ مَنْ نطقوا الحروفَ أبــــانوا = فلقد يَذوبُ بما يقولُ لـــــــــــسانُ
لــــغة الوفاءِ شريفةٌ كلماتُـــــــــــها = فيها عن الحبِّ الأصيلِ بَيـــــــانُ
يسمو بها صدقُ الشعور إلى الذُّرا = ويزُفُّ عِطْرَ حروفها الوجـــــدانُ
لـــــــغةٌ تَرَقْرَقَ في النفوس جمالُها = وتألَّقتْ بجلالها الأَذهــــــــــــــانُ
يــجري بـــــــها شعري إليكم مثلما = يجري إلى المتفضِّل الــــــعِرْفانُ
لغةُ الوفاء، ومَـــــنْ يجيــد حروفَها = إلا الخبير الحـــــــــــــاذق الفنَّانُ؟
أرسلتُها شعراً يُحــــاط بمــــــوكبٍ = من لهفتي، وتزفُّه الألحـــــــــــانُ
ويزفُّه صدقُ الشــــــــــــعور وإِنَّما = بالصدق يرفع نفسَه الإِنســـــــانُ
أرسلتُ شعري والسَّفينـــــةُ لم تزلْ = في البحر، حار بأمرها الــــرُّبَّانُ
والقدس أرمـــــــلةٌ يـلفِّعـــها الأسى = وتُميت بهجةَ قلبها الأحــــــــزانُ
شلاَّلُ أَدْمُعِــــها على دفَــــقاتـــــــه = ثار البخار فغامت الأَجفــــــــــانُ
حسناءُ صبَّحــــــها العـــــدوُّ بمدفعٍ = تَهوي على طلقاته الأركـــــــــانُ
أَدْمَى مَحاجرها الرَّصاص ولم تزلْ = شمَّاءَ ضاق بصبرها العُــــــدوانُ
لْــــــقى إلـــــــــيها السَّامريُّ بعجله = وبذاتِ أَنواطٍ زَهَا الشَّيْطَــــــــــانُ
نَســــــــي المكابرُ أنَّ عِجْلَ ضلالِه = سيذوب حين َتَمُّسه النـــــــــيرانُ
حــــــسناءُ، داهمَها الشِّتاءُ، ودارُها = مهدومةٌ، ورضيعُها عُريــــــــانُ
وضَـــــــجيج غاراتِ العدوِّ يَزيدها = فَزَعاً تَضَاعف عنده الَخَفقـــــــانُ
بالأمــــــــــسِ ودَّعها ابنُها وحَليلُها وابنُ اْختها وصديقُه حـــــــــسَّانُ
واليــــــــــوم صبَّحتِ المدافعُ حَيَّها = بلهيبها، فتفرَّق الجــــــــــــــيرانُ
باتــــت بـــــــــلا زوجٍ ولا اِبنٍ ولا = جارٍ يَصون جوارَها ويُصَـــــــانُ
يــــــــــــا ويحَها مَلَكتْ كنوزاً جَمَّة = وتَبيت يعصر قلبَها الِحرْمـــــــانُ
تـَـــــســتطعم الجارَ الفقيرَ عشاءَها = ومتى سيُطعم غيرَه الُجــــــوْعَانُ
صـــــــارتْ محطَّمةَ الرَّجاء، وإنَّما = بـــــــــــرجائه يتـــــقوَّت الإِنسانُ
يا قدسُ يا حسناءُ طال فراقُنا = وتلاعبتْ بقلوبنا الأَشجانُ

2. قصيدة ( لغة الحجارة):
أبتاه ما زالت جراحي تـــــــنزفُ = واللــــــــيل أعمى والمدافع تقصفُ
بيني وبين مطامحي ألف يـــــــــد = هـــــــــذي تريق دمي وهذي تغرفُ
ليل التخاذل سيطرت ظلماتــــــــه = والقــــــــلب بالهمّ الثــــــقيل مغلفُ
وتثائب الصمت الطويل ومقـــلتي = تـــــــرنو الى الافق البعيـد وتذرفُ
وأمام باب الدار يرقبني الــــردى = وعـــــلى النوافذ ما يخيف ويرجفُ
من أين أخرج يا أبي والى متــــى = أحيــــا على خدر الوعود وأضعفُ
نشقى وتجار الحروب قلوبهــــــم = بلقــــــــاء من شربوا دمي تتشرفُ
ويسومنا الاعداء شر عذابـــــــهم = فــــــــــإلى متى لعدونـــا نتلطف ؟
ها نحن يا أبتي نعيد لقومـــــــــــنا = شــرف الدفاع عن الحمى ونشرّفُ
طال انتظار صغاركم فتحــــركوا = لمـــــــا رأوا أن الكبار توقــــــــفوا
وتلفتوا نحو السلاح فــــــــما رأوا = إلا الحصــــــى من حولهم تــتلهف
عزفوا بها لحن البطولة والحصى = في كـــــــف من يأبى المذلة تعزف
هذي الحجارة يا أبي لغة لنــــــــا = لمــــــــا رأيـــــنا أننا لا نـــــنصف
لما رأينا أن حاخـــــاماتهــــــــــم = يـــــــتلاعبون بنا فيرضى الأسقف
لما رأينا أن أمتــــــــــنا علـــــــى = أرض الخـــــــلاف قطارها متوقف
ماذا نؤمل يا أبي مــــــــــن فاسق = يلهـــــو ومن متـــــــدين يتطرف ؟
جيش الحجارة يــــا أبي متقـــــدم = والمعتـــــدي بسلاحــــــــه متخلف
أنا لا أتوق الى الفناء وإنمــــــــــا = مـــوت الكريم على الشهادة أشرف
بيني وبين حصى بلادي موعــــد = ما كـــــــان يعرفــه العدو المرجف
يتعوذ الرشاش مــــــــــن طلقاتها = ويفــــــــر منها المستـــــبد الأجوف
لغة الحجارة يـــا أبي ، رسمت لنا = وعــــــد الإباء ووعـــدها لا يخلف
وغدت تــــــــنادينا نداء صــــادقا = وفؤادهــــــــا من ضعفنــــــا يتألف
لا تألفوا هذا الـــــركون الى العدا = فالـــمرء مشدود الى مـــــا يألــــف
هزوا سيوف الــحق في زمن على = كـــتــفيه من ظلم الــعدا ما يجحف
عفواً أبي فقصائدي مجــــــروحة = تـــــشكو معانيها وتبكي الأحرف
وقلوبنا مشحونة باليأس فـــــــــي = زمـن يداس به الضعيف ويجرف
يتطلع الاقصى الــــيّ وحولــــــه = عــــــين تراقبه وسمع مـــــرهف
ويد مجمدة على الرشاش لــــــــم = تـــغسل بماء منذ ســـــاء الموقف
في وجه صاحبها نفور صــــارخ = وعــــــلامة للغدر ليست توصف
هذا هو الاقصى وطائر مجـــــــده = يشدوا بألحان الهـــــدى ويرفرف
تتحلق الاعوام في ساحـــــــــــاته = حِلَقــــــــــاً تسبّح للإــــله وتهتف
ويقبّل التاريخ ظــــــاهر كـــــــفه = وبثــــــوبه جســـــد العلا يتلحف
واليوم يرقبنا بطرف ساهــــــــــر = ويـــداه من هول المصيبة ترجف
ما زال يدعو يا أبي وفـــــــــؤاده = من كـــــــــل معنى للتخاذل يأنف
يا أمة ما زلت أنشد مجــــــــــدها = شعـــراً يطاوعني صداه ويسعف
المجد مجدك إنمـــــا أزرى بـــــه = راع يـــتيه وعالم يتـــــــزلـــــف
وشبيبة هجرت مبــــادئ دينهـــــا = وغـــــدت لأفكار العــدا تـتلقــف
يا زورق أحلام في بـــحر الأسى = هـــــــذي يدي رغم القيود تجدف
وبوارج الأعداء تخـــتزن الردى = ربـّــــــانها متطاول متعجــــرف
واجهت يا أبتي الخطـوب وعدتي = قـــــــلب عصاميّ وحسٌ مرهف
وتوجهٌ لله يجـــــــــعل هامــــــتي = أعلى ، وإن جار الطغاة وأسرفوا
أبتاه لن يحمي حمى أوطانــــــــنا = إلا حـــــسام لا يُـــــفلّ ومصحفُ




عبده فايز الزبيدي 06-08-2014 02:48 PM

( عبدالرحمن العشماوي (2):
3. قصيدة ( مشاهد يوم القيامة ) أثبتها مع طولها لنفاستها:
وقــفت جميع مشاعري تـــــتأمل = وفـــمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقــــــظة = بــــــــــل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فــــما أرى = إلا دخــــــــــــــــانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيـــــــــــولها = نحوي وباب الذهــــن عنها مقفل
أحســــست أن إرادتي مــــسلوبة = وشعــــرت أن مخاوفـي تــترهل
وشــــعرت أني في القيامة واقف = والنــــاس في ساحاتها قد هرولوا
يـــسعون كالموج العنيف عيونهم = مـــــــشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب = والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخــــــــرجت أثقالها وتأهبـت = للحــــشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثــــال الفراش تقاطروا = من كـــــل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحـــــولت من حولهم = عـــــهنا وكـل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حــولي بما في نفسهم = لاه فلا معـــــــط ولا متــــفضــل
كل الخلائق في صعــــــيد واحـد = جمعت فـــــسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بيــــــنهــــم = هـذا بــــــــــــه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بــــــعضهـا = يقتص من بـــعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنــصفت = من بعضها نــزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم .. عــــندهـا = صاح الطـــغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثـــــــــــــلهــا = يا ليتـــــــــنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بــــعدما = نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومــضيت أقرأ في الوجوه حكاية = إجـــــــمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيـــت مالا كنت أحلم أن أرى = حــولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يــندب حـــــظـه = والـدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون الـــــــمألـه نفسـه = يــــسعى بغـير بــــصيرة ويولول
وهـــــناك كسرى تـاه عند إيوانه = مـــترنـح فـي سـيـــــــره متملمـل
وهـــــــناك قيصر نفسـه مكسورة = وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجــــــــــل
وهــــــــنا أبو جهل يراجع نفسـه = عينـاه توحـي أنـه يتـــــــــــوسـل
يــــــارب أرجعنا لنعمـل صالحـا = غير الذي كنـا نقـــــــول ونعمـل
هــيهات قد طوي الكتاب ألم يكن = فيكـم نـبي بـــــــــالهدايـة مرسـل
سبـــــــحان ربك هؤلاء جميعهـم = كانـت لـــــــهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كـــــفروا بمن أعــــطاهــم = ملكـا وعــــاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم = عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانــوا علـى = ربـي وعــــــــد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حـــــولهـم == فاليوم يـــنظر في الأمور ويبطل
واليـــــــــوم يسعـد مؤمـن بيقينـه = واليوم يـــــــشقى الفاسق المتحلل
واليـــــوم يمتد الصراط فمسـرع = نحو النعــــــــــيم وزاحف متمهل
ومحـــــــمل بالذنب زلـت رجلـه = فهوى ونـــــار جهنم تسـتــقـــــبل
فأجلت طــرفي ساعة فرأيت من = أمر القيامة ما يـــــــروع ويذهل
هذا أب يســـــــــعى إلـيه وحيـده = وبـــــــمقلته تــــــــرقب وتـوسل
أبتاه أرهقني الـــمسـير وحاجـتي = شيء يــــــسير لايمض ويثـقــــل
شيء من الحســـنات ينقذني وقـد = خـــــــفـــت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتــــني فيما مضـى = بــــذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبــــــيه عنه مـرددا = نــــــفـسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البــال يسأل نفسه = مــــاذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجــــــــموع حليلة = كانت تفضـــــــــله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويــــــدك زوجتي = فأنا الحبــــيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الـــــــــصبا = أيام كـــــــــــنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي مـــــنزل = مــــــــا كان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقـــــد = خـــــــفت موازيــني وفيك أؤمـل



قـــــــــــالت له والهـم يشعـل قلبهـا = لــــــــــهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنـــــــت رفيق عمري إنمـا = نــــفسي أحـــــق بما تقول وأمثـل
ومضى كســيف البال حتى لاح في = وسط الزحـــــام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يـــــــركـض نحوهـا = جـــذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحـــــــــشائهـا وتحملـت = مـــــن أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه يا أمــــــــــــــاه مـدي لي يـدا = فـــــــــــلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الـــــــحسنات ينقذني وقد = خفـــــت مــوازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمـــــــع يغلب صـبرها = نـــفسي أحــــق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحــــــظة فرأيت مـا = لا تــــستريح لــه النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قــــــــد مشـوا = مــــــشيا ثــقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يـــدري بهم : = أهــــل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يــــــتورعـوا = عـــــن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ما صدهم عن أكلـه بـــــــــــطلانـه = وكـــــــذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالــــــــــــذي = يــــجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يـــــــحيـط برأسـه = طـــــوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التــعيس ؟ فقال لي = من عـــــــــــنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العــــهود وعاش في = دنــــــياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه = واليــــوم يجـني ما ثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يـــــــــــــقابلـه هنا = سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيـــــــــت قومـا يدعسون كأنـهم = نـــمل وقد ذاقـــوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البـــــــــــائسـون أراهـم = هـــانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كــــــــــل مختـال لـه = فــــيما مضى كـبــر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصــــر ناظري = رجل يساق الى الجحيم ويعتــل

ووراءه امــــــرأة يحـــــــيـط بجيدهـا = حـــــبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشـــــــقي وهـــــــذه = تـــــجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجــــــــتـه الـــــــتي = كانــت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لــــــــــــناظـري = روض وأزهـــــــار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربـــــــــها = مسك بمــــــــاء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجـــه مـــــــــشـرق = كالشمس ساطـــعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخـــــــــــــــمـر لـذة = للشاربـين وشربــــــــهـا لايثمـل
وبناؤها من فـــــــضـة من فوقــــــهـا = ذهب وعند الله مــــــا هو افضـل
أقـل من فيهـا نصيـــــــبا حـــــــــظـه = أضعاف دنيانا وربـــــــك يجـزل
رأيت فيها السـاكنين ربـــــــــــوعهـا = نحو الجنان وفي المنــازل أنزلـوا
على الأرائـــــك يــــــجلسون حديثهم = مستبشرين بما رأوه وحــــصلـوا
يتذكرون حـــــــــــــوادث الدنيا الـتي = صمدوا لها وعلى الإله توكـــلـوا
طوبى لكم هذي مـــــــــــــنازلكم فمـا = خابـت مساعي من يجد ويـــعمل
أجلت طرفي في الوجوه فــــــلاح لي = وجه بدا وكــــأنما هـو مـــــشعـل
وجه الرسول يشع نورا صـــــــــادقـا = قد جاء في حــــــلل السعادة يغفل
ورأيت أصحـاب الرسول وقد مضوا = نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيــــــت مؤمن آل فرعـــون الـذي = نبذوا .. وصــــــفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لا تــــــــــسـأل فمـا = مـــــثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نـــــــــهر كأن الـــــــدر يجـري بينـه = أو أنـــــــه الـــنور الذي يتسلسـل
سبــــــــحـان ربك هاهنا حصل الذي = ما كــــان لولا فضل ربك يحصل
ورفــــــعت طرفي لحظة فرأيت مـن = لاشيء يـــــــــشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـــــــــــــــــى للخـلائـق كلهـا = فتواضعـــــــوا لجــــلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلــــــــهجون بــــذكـره = والكـــون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فـــــــــحاولـوا = أن يــــــسجدوا لكـــنهم لم يفعلـوا

وعــلمت إن الله يمــــــهـل عبــده = عــــــطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
وهــــنا وقفت وفي فؤادي دوحـة = تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها = عذبـا ويـــشدوا في رباها البلبل


و أخيرا أختم بمقارنة العشماوي بين أدب الحداثة و الأدب الإسلامي :
( الحداثة هي: التمرُّد على الثوابت الدينية والثقافية والفكرية والاجتماعية وعدم الالتزام بالمعطيات الإيجابية للسياق التاريخي للإنسان، وإحداث صدمة حضارية تحول مسار الإنسان من الالتزام الواعي، إلى الانطلاق المتمرِّد.

وبعكس ذلك يأتي مدلول مصطلح الأدب الإسلامي، فهو يقوم على الالتزام الواعي بالثوابت وبمعطيات السياق التاريخي الإيجابية، مع تحقيق التجديد والمعاصرة بصورة أدبية مشرقة بعيدة عن التمرُّد والغموض والإبهام.)

عبده فايز الزبيدي 06-08-2014 03:22 PM

الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
هو العلامة المفسر آية عصره محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي ، ولد رحمه الله بالقطر المسمى شنقيط من دولة موريتانيا ، وكان مولده في عام 1325هـ / 1905م .


نشأ رحمه الله يتيمـًا فقد توفي أبوه وهو صغير يقرأ في جزء " عم " فنشأ في بيت أخواله ، وكان بيت علم ، فحفظ القرآن على يد خاله ، وعمره عشر سنوات ، وتعلم رسم المصحف على يد ابن خاله ، وقرأ عليه كذلك التجويد .
وأخذ الأدب وعلوم اللغة على يد زوجة خاله ، فكانت مدرسته الأولى بيت خالته ، فنعم البيت كان .
أما بقية الفنون فتعلم الفقه المالكي وهو السائد في بلاده ، فدرس مختصر خليل على يد الشيخ محمد بن صالح إلى قسم العبادات ، ثم درس عليه أيضـًا ألفية بن مالك ، ثم أخذ بقية العلوم على مشايخ متعددين ، وكلهم من الجكنيين ، وهي القبيلة التي ينتمي إليها الشيخ ، وكانت معروفة بالعلم حتى قيل:" العلم جكني " وكانت الطريقة المعهودة في بلاده هي أن يبدأ الطالب بفن واحد من الفنون ، ويبدا بكتابة المتن في اللوح الخشبي فيكتب قدر ما يستطيع حفظه ، ثم يمحوه ثم يكتب قدرًا أخر ، غير أنه ـ رحمه الله ـ تميز في طلب العلم فألزمه بعض مشايخه بأن يقرن بين كل فنين ، حرصـًا على سرعة تحصيله ، وقد انشغل ـ رحمه الله بطلب العلم حتى تأخر في الزواج ، ولما كلمه البعض في أمر الزواج رد عليهم قائلاً :

فقلت لهم دعونـي إن قلبـي من الغي الصراع اليوم صاح

كان الشيخ ـ رحمه الله ـ ذا قريحة وقادة ، وكانت شاعريته رقراقة ، ومعانيه عذبة فياضة ، وأسلوبه سهل جزل ، وبالرغم من هذا كله فقد كان رحمه الله يتباعد عن قول الشعر .
سأله تلميذه الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ عن سبب تركه للشعر مع قدرته عليه وإجازته فيه فقال : تذكرت قول الشافعي فيما ينسب إليه :

ولولا الشعر بالعلماء يزري = لكنت اليوم أشعر من لبيـد
ومثل هذا قاله ابنه عبد الله ، وقال أيضـًا : وجدت شعرًا لأبي عند أحد الناس فأردت حفظه ، فقال لي : استأذن أباك ، فاستأذنته فزجرني بشدة ، ونهاني عن تعلمه ونسبته إليه .
وحدث أن قدم يومـًا ـ رحمه الله ـ وهو في مقتبل شبابه ، ولم يكن يعرفه فسأله من يكون فأجاب الشيخ ـ رحمه الله ـ مرتجلاً :

هذا فتى من بني جاكاني قد نــزلا =به الصبا عن لسانالعــرب قد عدلا
رمت به همــــة عليــاء نحــــوكـــم= إذ شام برق علوم نـــــوره اشتـعـلا
فجـاء يرجو ركامــــًا من سحائبـــــه =تكســو لسان الفتـى أزهـــاره حللا
إذا ضــــاق ذرعـًا بجهل النحو ثمَّ = أبا ألا يمــــيـز شكل العيـن من فــعــلا
قد أتـى اليـوم صبـــا مولعـــــًا كلفـا = بالحـــــمـد للــه لا أبغـي لـــه بــدلا
أعماله وجهـوده في نشر العلم قبل قدوم المملكة :
كانت أعماله ـ رحمه الله ـ كعمل غيره من العلماء : الدرس والفتيا ، واشتهر ـ رحمه الله ـ بالقضاء وبالفراسة فيه ، وقد كان الناس يفدون إليه من أماكن بعيدة ، وكان عضوًا في لجنة الدماء التي تعرض عليها أحكام القصاص من القتلى والتي كانت تتكون من عضوين للتصديق على أحكام الحاكم الفرنسي .

أخلاقــه :
أما عن أخلاق الشيخ ـ رحمه الله ـ فحدث ولا حرج ، فهو آية في أخلاقه ، كرمه ، وعفته ، وشجاعته ، وزهده ، وترفُّع نفسه ، فهو صاحب ميزة فيها يقول تليمذه الشيخ عطية محمد سالم : فهذا ما يستحق أن يفرد بحديث وإني لا أستطيع إلا تصويره ولا يسعني في هذا الوقت تفصيله .
لم تكن الدنيا تساوي شيئـًا عنده ، وكان غير مكترث بها ، على طول فترة إقامته بالمملكة لم يطلب عطاء ولا راتبـًا ولا ترفيعـًا لمرتبه ، ولا حصولاً على مكافأة ، ولكن ما جاء من غير سؤال أخذه ، وما حصل عليه لم يكن ليستبقيه لنسفه ؛ بل يوزعه على غيره كما يقول الشيخ عطية محمد سالم ـ رحمه الله ـ : كان كثير التغاضي عن أمور تخصه هو ، وتتعلق بنفسه فإن سئل عن ذلك تمثل قول الشاعر :

ليس الغبي بسيد في قومه = لكن سيد قومه المتغابي
تواضعــه :
أما عن تواضعه فقل إنه صاحبه ، كان إذا سئل مسألة في أخريات حياته ، تباعد عن الفتيا ، فإذا اضطر قال : لا أتحمل في ذمتي شيئـًا العلماء يقولون كذا ، وكذا .
يقول الشيخ عطية محمد سالم : سألته مرة عن ذلك ـ أي تحفظه في الفتيا ـ فقال : إن الإنسان في عافية ما لم يبتلى ، والسؤال ابتلاء ، لأنك تقول عن الله ولا تدري أتصيب حكم الله أم لا ، فما لم يكن عليه نص قاطع ـ من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وجب التحفظ فيه ويتمثل بقول الشاعر :

إذا ما قتلت الشيء علمـًا فقل به = ولا تقل الشيء الذي أنت جاهله
فمن كان يهوى أن يرى متصــــدرًا = ويكـــره لا أدري أصيــــب مقاتــله

ألا ليت شعري ألا يتأمل المتعجلون في الفتوى لمثل هذا ، ألا يرحم ناشئة طلاب العلم أنفسهم والناس من الفتاوى السريعة ، والأجوبة الجاهزة ، والأحكام الجريئة .
بل وأعجب من هذا كله أنه كان يردد على مسامع تلامذته " صار أمثالنا علماء لما مات العلماء " وكأنه كان يعلم تلامذته الإقلال من الفتوى ، والتثبت من العلم .

موقف رائع :
على الرغم من أن الشيخ كان جوهرة ثمينة ،وقد ملئ علمـًا من مفرق رأسه إلى أخمص قدميه ، أو كما يقول عنه الاستاذ محمد المجذوب ـ رحمه الله ـ : " ثقافة موسوعية ، حتى ليخيل إليك وهو يحضر تقريراته منها أنها تخصصه الذي لا يكاد يعدوه ، شأنه في ذلك شأن الأسلاف الكبار " .

جهود الشيخ الدعوية في المملكة :
خرج الشيخ في رحلته إلى الحج والتي ألف فيها كتابـًا خاصـًا احتوى على نكات فقهية ودروس علمية ومحاورات أدبية ، وقد كانت نيته الحج ولم يكن في خلده أن يقيم بالمملكة ، ولكنه أراد أمرًا وأراد الله خيرًا وفيرًا ، فمكث الشيخ في المملكة واستقر به المقام في المدينة المنورة ورغب ـ رحمه الله ـ في هذا الجوار الكريم ، وقام بتفسير القرآن مرتين وتوفي ـ رحمه الله ـ ولم يكمل الثالثة .
وفي سنة 1317 هـ افتُتح معهد علمي بالرياض وكلية للشريعة وأخرى للغة ، واختير الشيخ للتدريس بالمعهد والكليتين فتولى تدريس التفسير والأصول إلى سنة 1381هـ .
ومكث الشيخ بالرياض عشر سنوات وكان يقضي الإجازة بالمدينة ليكمل التفسير ، وكان ـ رحمه الله ـ يدرس في مسجد الشيخ محمد آل الشيخ في الأصول ،كما كان يخص بعض الطلاب بدرس آخر في بيته ، وقد كان بيته أشبه بمدرسة يؤمها الصغير والكبير والقريب والبعيد .
ولما أنشئت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة كان الشيخ ـ رحمه الله ـ علمـًا من أعلامها ووتدًا من أوتادها ، يرجع إليه طلابها كما يرجع إليه شيوخها ، وفي سنة 1386هـ افتتح معهد القضاء العالي بالرياض فكان الشيخ يذهب لإلقاء المحاضرات المطلوبة في التفسير والأصول .
ولما شكلت هيئة كبار العلماء ، كان ـ رحمه الله ـ عضوًا من أعضائها ، وكان رئيسـًا لإحدى دوراتها .
كما كان ـ رحمه الله ـ عضوًا في رابطة العالم الإسلامي .

مشايخه:

  1. الشيخ محمد بن صالح
  2. الشيخ أحمد الأفرم بن محمد المختار الجكني.
  3. الشيخ محمد بن النعمة بن زيدان
  4. الشيخ أحمد بن عمر
  5. الشيخ أحمد فال بن آدُّو الجكني.
  6. الشيخ أحمد بن مُودْ الجكني.
تلاميذه

للشيخ تلاميذ كثيرون في بلاده وفي المسجد النبوي والرياض ولا يمكن إحصاؤهم، منهم على سبيل المثال: الإمام عبد العزيز بن باز درس عليه في المنطق والشيخ العلامة عطية سالم والشيخ العلامة حمود بن عقلاء الشعيبي والشيخ العلامة حماد الأنصاري والشيخ عبد الرحمن بن عبوده بل قد درس عليه في المعهد العلمي مثل الشيخ العلامة محمد صالح بن عثيمين والشيخ عبد الرحمن البراك والشيخ بكر أبوزيد وغيرهم الكثير الذين درسوا عليه في الجامعة والمعهد ودروسه في أنحاء المملكة.
مؤلفاته :
خاض الشيخ ـ رحمه الله ـ غمار التأليف منذ نعومة أظفاره ، فألف وهو في بلاده :
1-نظمـًا في أنساب العرب .. وكان ذلك قبل البلوغ .
2-رجزًا في فروع مذهب مالك .
3-ألفية في المنطق .
4-نظمـًا في الفرائض .
وهذه المؤلفات الأربعة مازالت مخطوطة
وألف في بلاد الحجاز :
1-منع المجاز في المنزل للتعبد والإعجاز .
2-دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب .
3-مذكرة الأصول على روضة الناظر .
4-آداب البحث والمناظرة .
5-أضواء البيان لتفسير القرآن بالقرآن .
كما أن هناك العديد من المحاضرات .

وفاته :
توفي ـ رحمه الله ـ بعد أدائه فريضة الحج في ضحى يوم الخميس 17 من ذي الحجة 1393هـ بمكة المكرمة مرجعه من الحج ودفن بمقبرة المعلاة بريع الحجون في مكة ـ رحمه الله ـ وجمعنا به في مستقر رحمته يوم القيامة .
أخيرا: نال الشيخ الحظوة العالية في السعودية حيا و ميتا و ثناؤهم عليه متصل ومن هذا أقوالهم :
  • قال فيه الشيخ محمد بن إبراهيم : (مُلئَ علماً من رأسه إلى أخمص قدميه)
  • وقال أيضاً: (هو آيةٌ في العلم والقرآن واللغة وأشعار العرب)
  • وقال عنه الشيخ ابن باز : (من سمع حديثه حين يتكلم في التفسير، يعجب كثيراً من سَعة علمه واطلاعه وفصاحته وبلاغته، ولا يملُّ سماع حديثه)
  • وقال عنه العلامة الألباني: (من حيث جمعه لكثير من العلوم، ما رأيت مثله) وشبهه بشيخ الإسلام ابن تيمية .
  • وقال الشيخ بكر أبو زيد : (لو كان في هذا الزمان أحد يستحق أن يُسمّى شيخ الإسلام لكان هو)
  • وقال الشيخ حماد الأنصاري : (له حافظةٌ نادرةٌ قوية، ويُعتبر في وقته نادراً)
  • وقال الشيخ بكر أبو زيد : (كان متقللا من الدنيا،وقد شاهدته لا يعرف فئات العملة الورقية)

عبده فايز الزبيدي 06-09-2014 01:49 PM

طلعت سقيرق
شاعر فلسطيني و لد في طرابلس لبنان يوم 18 آذار 1953، نشأ منذ الطفولة في دمشق وفيها تلقى علومه حتى نهاية الثانوية، حيث درس بعدها في جامعة دمشق وحاز على الإجازة في الأدب العربي عام 1979..
-عمل في الصحافة -ومازال- منذ العام 1976.. وهو المسؤول الثقافي في مجلة ((صوت فلسطين)) منذ العام1979..
-ومدير مكتب /سورية ولبنان/ لجريدة ((شبابيك)) الأسبوعية التي صدرت في مالطا منذ العام1997 ثم مستشار التحرير فيها حتى توقفها عن الصدور..
-ومدير دار (المقدسية) للطباعة والنشر والتوزيع في سورية حتى العام 2001م..
-صاحب ورئيس تحرير مجلة ((المسبار)).... ..رئيس رابطة المسبار للإبداع العربي ...
-صاحب دار المسبار للطباعة والنشر والتوزيع ..
-صاحب موقع أوراق 99 الالكتروني ..
توزعت كتاباته بين الشعر والقصة والرواية، والقصة القصيرة جدا، والنقد الأدبي، كما كتب المسرحية ذات الفصل الواحد، وقد قدم بعضها على خشبات المسرح، وكتب الأغنية الشعبية التي غنتها فرق كثيرة وقدمت في الإذاعة والتلفزة في عدة دول عربية.. كتب في الكثير من الصحف والمجلات العربية.. كما أذيعت بعض أعماله الشعرية والنقدية من عدة إذاعات.. تناول النقد أعماله الإبداعية في الكثير من الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزة العربية.. أجريت معه حوارات كثيرة تناولت أدبه في التلفزة والإذاعة والصحف والمجلات .. عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين.. عضو اتحاد الصحفيين في سورية..عضو اتحاد الكتاب العرب ..
-عضو رابطة الأدب الحديث / مصر...
-ترجمت بعض أشعاره وقصصه إلى الإنكليزية .. من الجوائز التي نالها جائزة تحية لأطفال الانتفاضة / وزارة الثقافة في سورية 2001... /

من أعماله:
في الشعر:
• ((لحن على أوتار الهوى)) 1974..
• ((في أجمل عام)) 1975..
• ((أحلى فصول العشق)) 1976..
• ((سفر)) قصيدة طويلة 1977..
• ((لوحة أولى للحب)) 1980..
• ((هذا الفلسطيني فاشهد)) 1986
• (( أنت الفلسطيني أنت)) 1987
• ((أغنيات فلسطينية)) شعر محكي/1993
• .. ((قمر على قيثارتي)) 1993
• "طائر الليلك المستحيل" 1998
• ((ومضات)) شعر/بطاقات ديوان مفتوح زمنيا ـ صدرت منه بطاقات متفرقة في الأعوام 1996، 1997، 1998 ،19999 ،2000
• ..((القصيدة الصوفية)) 1999
• "خذي دحرجات الغيوم" / وزارة الثقافة 2002
• "نقوش على جدران العمر" 2008 / دار المسبار

في الرواية:
• ((أشباح في ذاكرة غائمة)) 1979
• ((أحاديث الولد مسعود)) 1984

في القصة القصيرة:
• (( الأشرعة )) اتحاد الكتاب العرب بدمشق/1996
• ((احتمالات)) اتحاد الكتاب العرب 1998..
• ((الريشة والحلم )) اتحاد الكتاب العرب / 2001..
• (( امرأة تسرج صهوة الروح )) اتحاد الكتاب العرب / 2003

في القصة القصيرة جدا:
• ((الخيمة)) 1987..
• ((السكين)) 1987

ببلوغرافيا:
• " دليل كتاب فلسطين " دار الفرقد 1998

نقد:
• ((الشعر الفلسطيني المقاوم في جيله الثاني)) اتحاد الكتاب العرب / 1993....وطبع عدة مرات في الوطن المحتل ..
• ((عشرون قمراً للوطن)) دار النمير- دمشق 1996
• ((الانتفاضة في شعر الوطن المحتل )) دار الجليل /1999

نصوص:
• .. (( زمن البوح الجميل )) / مشترك مع ليلى مقدسي/1999....
• .. " إشارات " زوايا صحفية / نشر الكتروني / 2001

قصص للأطفال:
• .. " هيفاء وضوء القمر " / نشر الكتروني / 2000.


من شعره:


سنرجع لن نرد الخطوَ
عن درب مشيناهُ

سنرجع للبلاد غداً ..
إلى وطن حملناهُ

إلى دنيا ملامحنا ..

إلى معنى توهجنا ..

سنرجع شمسنا اقتربتْ

وحيفا ترقب الطرقات ..

لن نرتد .. واقتربتْ

تلاحمت الزنود دنتْ

وحيفا ترقب الطرقات

عودتنا هنا اشتعلتْ

وحيفا ترقب الطرقات

يزهر ثوبها الأخضرْ ..

تشد القلب والخطوات

تصرخ .. إنهمْ عادوا ..

مع الطلقات قد عادوا

مع البرقوق قد عادوا

لطرحة عرسهم عادوا ..

لموال الجذور السمر قد عادوا

وحيفا لا تنام الآن

خطوتهم على الأبواب قد عادوا

وعادوا للجذور السمر

قد عادوا...

2. قصيدة (أشجار الضفة )
:

لا تفصلْ ..

مابينَ ضلوعي .. وضلوعي

أشجارُ الضفةِ في قلبي

أتقدمُ حتى أغنيتي

أتداخلُ في هذي الأغصانْ

لدمي الألحانْ ..

والأرضُ وريدي .. ونشيدي

لا تفصلْ ..

ما بينَ السرّةِ والميلادِ

وعشقي ..

من لم يعرفْ بعدُ شوارعَ حيفا

من لم يعرف بعدُ أزقةَ عكا

فليدخلْ في عظمي

وليدخلْ في لحمي ..

وليقرأ كلَ تراتيلِ الزمنِ الذاهبِ

في لونِ كرياتي ..

من لم يعرف جدي الأولْ

لم يعرف تاريخَ الأرضِ

وموالَ المنجلْ

فليحفرْ

وليقرأ في كلِ جذوعِ الأشجارْ

فليرفع حجراً

قطرةَ ماءٍ

حبةَ رملٍ

ستحدثهُ

عن زندٍ عربيٍ أسمرْ

عن أصلٍ وجذورْ

عن جدي الأولْ

عن عشقِ الأرضِ ..

وموالِ المنجلْ


* * *

يا هذا الحب تقدمْ

يا هذا العشق تقدمْ

موالي أطولُ من كلِ مواويلِ العشاقْ

أشعاري

حينَ تعانقها حيفا

تنتفضُ بآلافِ الأشواقْ

جسمي من حبكِ يا حيفا

جسمي والروحْ ..

كم أصرخُ يا قلبي المجروحْ

كم أمضي في هذا الترحالْ

ودمي الموّالْ ..

أتعبدُ أنْ ..

أو أشهدُ أنْ ..

بلدي والرمل حدود يدي

ويدي من ضلعكَ يا بلدي

وعلى أوراقكَ شمسُ غدي

أتعبد أنْ ..

أو أشهد أنْ ..

لهواكَ .. هواكْ

يا وطني تلتهب الأسلاكْ

ويضيء دمي ..

لأراكَ .. أراكْ ..

أتوقد حتى قافيتي

أتوقد حتى أغنيتي ..

أتعبد أنْ ..

أو أشهد أنْ ..

أرسمكَ على صدري المفتوحْ

و أسوح على كفيكَ .. أسوحْ

يا وطني .. يا مفتاح الروحْ ..

* * *

لا تفصلْ

ما بينَ الضلعِ وقلبي

لا تفصلْ

ما بينَ الروحِ وجسمي

قدرُ الأحجارِ أنا .. قدري

صور الأشجار أنا .. صوري

ويدايَ على كل الأبوابْ

أنفاسي في كلِ الجدرانْ

حتى الغدرانْ

تصرخُ من شوقٍ .. يا ولدي

جاعتْ ليديكَ حدودُ يدي

حتى الألحانْ

والثوب الشعبي المزدانْ

ما زالتْ تحمل تاريخي

تتلونُ بالعبقِ الأخضرْ

بالزندِ العربيِ الأسمرْ ..

تتحدى أغلالَ الجلادْ

وتصيحُ .. تصيحْ ..

ما زالت رائحةُ الأجدادْ ..

* * *

لا تفصل

ما بين الشوقِ وعشقي

لا تفصل

ما بينَ ترابِ الأرضِ .. وخفقي

سأشد على ضلعِ الأشجارْ

سأعض على شمسِ المشوارْ

بدمي .. والروح .. وأغنيتي ..

ليكونَ نهارْ ..

ليكونَ نهارْ ..

ليكونَ نهارْ ..

3. قصيدة ( صرت في الخمسين):
صرت في الخمسين
شعر : طلعت سقيرق
صرتُ في الخمسينَ
فاتئدي قليلا ...
صار قلبي فضة ً
ودمي نخيلا ..
كلما يممتُ نحوك ِ
عدتُ من شوق قتيلا
تطلبين الوجدَ خيلا
أيّ خيل ٍ !!
تلك نار العمر
قد مدّتْ على سكك الهوى
من قبل أن ألقى النوى
في كلّ ثانية ٍ صهيلا
مرّت الأيام ُ
وانكسرتْ وسالتْ!!..
ها أنا أمشي إليك ِ
ولست أدري أيّنا
ضلّ السبيلا
أرتدي كفيك في برد الشتاء ِ
وأمتطي في ليلة الحنّاء
من مطر ٍ ذهولا ..
***
كلما ذاب السؤالُ
يشدني همس ٌ
فأضحك من نهاراتي وليلي
أرتجي حدّ الجواب ِ
فتهطل الدنيا
على سقف الأصابع عريها
وتمرّ في البال الظلالُ
وأنحني فوق الرصيف لعلّ
دقات الخطى تبني على حرف
الشبابيك انتظارات ٍ
تطول إذا مررتُ
وتضحك الدنيا قليلا
آه كم تاهتْ خطايَ
وما وجدتُ بطول هذا العمر
في برٍّ وصولا
***
خبئيني
حاولي أن تعبري ضلعين مني
واحضنيني
واسكني جلدي ولحمي
وانتباهاتي وعريي
واصهلي بين الكريات
انتشاء مستحيلا
ربما من ثلج هذا العمر
من شك ٍ وآه ٍ
أرتدي بعض اليقين ِ
فخبئيني
خبئي وجدا جميلا
***
صرت في الخمسين
والأيام ما عادت بكفّي
صرت في الخمسين
أصرخ من جراح الروح
من أعماق قلبي
هل ترى أبقى الزمان
لشعلة الشعر البهيّ
لبسمتي
بعض الذي في العمر يكفي؟؟!!..
صرت في الخمسين
فاقتربي طويلا
أو ..طويلا
كي أحسّ بنبضة ٍ
تجتاح حرفي ...
ترجع الزمن الذي ولّى
قليلا...



أخيرا: توفي في الخامس عشر من شهر أكتوبر عام 2011 ميلادي.

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:16 AM

محمد أحمد االعقيلي
محمد بن أحمد العقيلي الهاشمي ، شاعر ومؤرخ سعودي، ولد في صبياء التابعة لمنطقة جازان عام 1336 هـ الموافق 1947، ودرس على يد المدرس محمد خميس باجبير في صبياء، ثم قرأ على يد والده مبادئ الفقه والنحو، ثم درس على يد الشيخ أحمد الأهدل بصبياء أيضا، ثم درس في حلقة الشيخ عقيل بن أحمد بجازان .

- عمل العقيلي في وزارة المالية فرع جازان عام 1356 هـ وتنقل في إداراتها المختلفة حتى وصل إلى مرتبة مدير قسم الإيرادات عام 1369 هـ، وفي عام 1377 هـ اختير العقيلي للعمل بدار الأيتام بجازان، ثم التحق بمكتب العمل للعمل به، اختير العقيلي أيضا عضو بالمجلس البلدي والمجلس الإداري بجازان، وفي عام 1395 هـ أسس العقيلي نادي جازان الأدبي واستمر رئيساً له حتى عام 1400 هـ ، وقد منح العقيلي في مؤتمر الأدباء السعوديين الأول في مكة المكرمة عام 1394 هـ الموافق 1974 ميدالية الريادة الذهبية للرواد السعوديين، وقد أهدى مكتبته الخاصة لجامعة الملك سعود بالرياض عام 1408 هـ 1987 .

للعقيلي الكثير من المؤلفات من كتب الأدب والشعر والتحقيق ما يتجاوز الثلاثين كتابا منها :
ديوان شعري بعنوان الأنغام المضيئة عام 1392 هـ.
ديوان شعري بعنوان أفاويق الغمام عام 1402 هـ.
ديوانين السلطانين دراسة وتحليل وتحقيق عام 1374 هـ.
الشاعر الجيزاني ابن هتيمل دراسة وتحليل وتحقيق عام 1380 هـ.
الشاعر الجيزاني ابن شاجر دراسة وتحليل وتحقيق عام 1385هـ.
نفح العود في سيرة دولة الشريف حمود العبد الرحمن بن احمد البهكلي.
الحسن بن احمد بن عاكس تحقيق ودراسة عام 1402هـ.
المخلاف السليماني في التاريخ السياسي والاجتماعي ثلاثة أجزاء عام 1378 هـ.
التصوف في تهامة دراسات عام 1389هـ.
المعجم الجغرافي عن منطقة جازان عام 1389 هـ.
الأدب الشعبي في الجنوب دراسات ونصوص عام 1389 هـ.
الآثار التاريخية في منطقة جازان عام 1399 هـ.
أضواء على الأدب والأدباء في منطقة جازان عام 1400هـ.
معجم اللهجات المحلية دراسات لغوية مقارنة عام 1403 هـ.
سوق عكاظ في التاريخ عام 1404 هـ.
الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته العلمية والعملية عام 1404 هـ.


وفاته
بدأت معانات العقيلي مع المرض قبل شهر من وفاه حيث أدخل مستشفى الملك فهد في جازان، وتم تشخيص مرضه على أنه جلطة وبعد أن بدأت صحته تتدهور صدر أمر من الديوان الملكي بأن تقوم طائرة إخلاء طبي بنقله إلى المستشفى التخصصي بجدة، وتبين بعد الفحوصات الطبية أن العارض لم يكن جلطة وإنما آلام شديدة في الصدر مع متاعب في المسالك البولية، ثم بدأت المتاعب الصحية تتزايد عليه، حتى توفي في مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة عام 1323 هـ الموافق 2002 عن عمر يناهز 86 عام .



من قصائده :


1. (جـازان) و هذه القصيدة ذكرتها في سيرة محمد بن علي السنوسي

جـازان إنـي مـن هـواك لـشـاكـي
أفـتـعـطـفـيـن لـمـدنـف يـهـواك
أصـغـى إلـى هـمـسـات قـلـب طـامـح
مـتـوثـب الالـهـام والإدراك
مـشـبـوب أرجـاء الـشـغـاف يـلـوح مـن
خـلـل الأضـالـع كـالـسـراج الـذاكـي
ولقد نظرت إليك نظرة شاعر
سامي الخيال مدله بهواك
يرعى شواطئك الجميلة هاتفا ً
ومغردا ً بجمالها ورؤاك


فيفا

فيفا هل لي بأن اجلوك للفكر
في معرض الفن كالرسام للصور
فاليوم قد آن أن تجلي محاسنها
ويبرز الفن منها درة الفكر
وآن للشاعر الموهوب معتز ما
بأن يزفك للأجيال والعصر

"الرحلة الملكية "
وقيلت بمناسبة الجولة الاستطلاعية التي قام بها جلالة المغفور له الملك عبد العزيز على ربوع نجد على متن طائرة سعودية بطيارين سعوديين.. ومنها :

على صهوات الجو قد حلقوا سربا
وفي عالم الأفلاك قد زاحموا الشهبا
مضوا فوق أثباج السديم وأمعنوا
يشـقـون أمـواج الأثـيـر وقــد عــبا
وحول متاهات الكواكب حوموا
يخفون بالمصور قـد ملـؤوا عجـبـا
وأنت على أفـق الغمام محـلـق
ترود الأماني الغر والأمـل الرحبـا
فجست سما أرض تكاد صخورها
تشع حماسا أو يمور الـثرى رعـبا
مـررت عـلى أرحائـها مـتـنـقـلا
تنقل بدر التـم قـد صـدع السـحـبـا

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:17 AM

خير الدين الزركلي *
العلامة "خير الدين الزركلي" أديب ومؤرخ وباحث وسياسي دمشقي بلغت شهرته الآفاق خلالالقرن العشرين، حيث قام برحلات كثيرة بين دول العالم العربي والإسلامي، جمع فيهابين الأدب والسياسة والبحث والتاريخ، واكتسب شهرة واسعة بموسوعته "الأعلام" التيبوّأته منزلة كبيرة بين مؤرخي القرن العشرين من أصحاب كتب التراجم، وأخفت بشهرتهابين الباحثين والكتاب والدارسين جانباً من مواهب الزركلي الأدبية فلا يعلم الكثيرونأنه كان شاعراً مجيداً، له ديوان من الشعر العذب، وكان في حياته مثالاً للثائروالشاعر والباحث، ونهج في الشعر مدرسة التجديد مع الحفاظ على ديباجة الشعر القديم،وعبّر عن الكفاح التحرري للشعب العربي خلال فترة الاستعمار.
المولد والنشأة
ولد خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارسالزركلي الدمشقي من أبوين دمشقيين في بيروت يوم 9 من ذي الحجة 1310هـ 25 يونيو 1893م، وقد أتم دراسته في المدرسة الهاشمية بدمشق، وعمل فيها مدرساًبعد التخرج، وأصدر مجلة الأصمعي الأسبوعية ، انتقل إلىبيروت لدراسة الآداب الفرنسية ، بعد التخرج عين في نفس الكليةأستاذاً للتاريخ والأدب العربي.
وبعد الحرب العالمية الأولى، أصدر في دمشق مع أحدأصدقائه عام 1918م جريدة يومية أسماها لسان العرب .
وفي عام 1934م عينه الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعودمستشاراً للوكالة ثم المفوضية العربية السعودية بمصر، كما عُيّن مندوباً عنالسعودية في مداولات إنشاء جامعة الدول العربية، ثم كان من الموقعين على ميثاقها،ومثل الأمير فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في عـدة مؤتمرات دولية، وشارك فـي الكثير منالمؤتمرات الأدبية والاجتماعية.
وفي عام 1946م عين وزيراً للخارجية في الحكومةالسعودية متناوباً مع الشيخ يوسف ياسين، وكذلك متناوباً معه العمل في جامعة الدولالعربية، واختير في العام نفسه عضواً في مجمع اللغة العربية بمصر، وفي عام 1951معين وزيراً مفوضاً ومندوباً دائماً لدى جامعة الدول العربية، فاستقر في مصر، وافته المنيـــــة على ضفاف النيل في 25 نوفمبر 1976م عن 83سنة عاشها باحثاً ومؤرخاً وسياسياً بارعاً .
_____________________________________
* عن موقع جامعة الملك سعود.

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:20 AM

الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ *
هو العلامة المحقق الجليل الشيخ عمر ابن الشيخ حسن ابن الشيخ حسين ابن الشيخ علي
ابن الشيخ حسين ابن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب ، ولد بمدينة الرياض عام
1319هـ في بيت علم وشرف ودين ونشأ في كنف والده العلامة الشيخ حسن نشأة دينية علمية
ولما بلغ السابعة من عمرة أدخله والدة مدرسة تحفيظ القرآن عند مقرئ يدعى إبراهيم بن رضيان ، أتقن القرآن حفظاً وتجويداً .
تقلد وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معاوناً لابن عمه الشيخ عبدالعزيز ابن الشيخ عبداللطيف بتكليف من الإمام عبدالرحمن بن فيصل عام 1336هـ وعمره لا يتجاوز السابعة عشر، وفي عام 1345هـ ولاه جلالة الملك عبدالعزيز رئاسة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن النكر .
كان رحمه الله مقلاً في التأليف فلم يؤثر عنه إلا الرسائل والأجوبة العلمية وكان يتعاطى النظم وكان نظمه لا يخرج عن نظم العلماء، له مجموعة رسائل وأجوبة علمية تبلغ ثلاث مجلدات وله عدة قصائد منها قصيدته في رثاء والده العلامة الشيخ حسن تبلغ سبعين بيتاً توفي ليلة الأحد الموافق 23/9/1395هـ وقد صلي عليه في جامع ابن عباس بعد صلاة الظهر وامتلاء الجامع بالمصلين..يتقدمهم جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز رحمه الله، ثم نقل جثمانه بطائرة خاصة إلى الرياض
هو العلامة المحقق الجليل الشيخ عمر ابن الشيخ حسن ابن الشيخ حسين ابن الشيخ علي
ابن الشيخ حسين ابن الشيخ المجدد الإمام محمد بن عبدالوهاب ، ولد بمدينة الرياض عام
1319هـ في بيت علم وشرف ودين ونشأ في كنف والده العلامة الشيخ حسن نشأة دينية علمية
ولما بلغ السابعة من عمرة أدخله والدة مدرسة تحفيظ القرآن عند مقرئ يدعى إبراهيم بن رضيان ، أتقن القرآن حفظاً وتجويداً .
تقلد وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معاوناً لابن عمه الشيخ عبدالعزيز ابن الشيخ عبداللطيف بتكليف من الإمام عبدالرحمن بن فيصل عام 1336هـ وعمره لا يتجاوز السابعة عشر، وفي عام 1345هـ ولاه جلالة الملك عبدالعزيز رئاسة هيئات فصلى عليه جمع غفير من الناس بعد صلاة العصر في جامع الأمام تركي بن عبدالله يتقدمهم فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وقبر في مقبرة العود وصلي علية صلاة الغائب في الحرم المكي والحرم النبوي الشريف وفي مدن أخرى بالمملكة العربية السعودية.
_______________________
* عن موقع جامعة الملك سعود.

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:20 AM

ابن عثيمين
ولد الشيخ محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين ببلدة السلمية بالخرج سنة 1270هـ وفيها نشأ عند أخواله ودرس على الشيخ عبد اللّه بن محمد الخرجي ثم درس على الشيخ سعد بن حمد بن عتيق [بالأفلاج] ثم رحل إلى الخليج، وفي قطر درس على الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع ثم على أحمد الرجباني في عُمان.

وربطته صلات وثيقة بآل ثاني أمراء قطر، وآل خليفة أمراء البحرين. وفي آل خليفة نظم أقدم شعره الفصيح.

وحين فتح الملك عبد العزيز الأحساء وفد عليه ابن عثيمين ومدحه ببائيته المشهورة.

وحين استقرت الأحوال في نجد على يد الملك عبد العزيز رحمه الله عاد ابن عثيمين إليها واتخذ من حوطة بني تميم- موطن آبائه- مقرًا له تنطلق منه قصائده في

الملك عبد العزيز وابنه سعود فتصله الهبات، وفي سنة 1356هـ هجر ابن عثيمين قول الشعر وأقبل على العبادة إلى أن توفي رحمه اللّه سنة 1363 هـ.
يعد ابن عثيمين الرائد الأول للشعر الحديث في جزيرة العرب شأنه في ذلك شأن البارودي في مصر، وذلك أنه لم يقنع من الشعر بما في أيدي معاصريه بل رجع إلى الشعر القديم يستظهر عيونه ويحاكي فحوله حتى بلغ بشعره من التجويد ما جعله يشبه أشعار الأقدمين.

وإنك لتجد في شعره من غريب اللفظ مالا تجده إلا فيِ شعر الجاهليين وأمثالهم ولعل منشأ ذلك نوع الثقافة التي تثقف بها، حيث أقبل على كتب الأدب واللغة ككتَاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وكتب الجاحظ، ودواوين الشعراء الأقدمين ونحو ذلك، تدل على ذلك ألفاظه وأساليبه ثم الشروح والتعليقات والمقدمات التي كتبها لقصائده.

أضف إلى ذلك الرسالتين اللتين رد بهما على من عاب شعره، ثم إن شعره يدل دلالة واضحة على اتساع ثقافته، وأنه كان ذا إلمام بعلوم اللغة والدين فأما علوم اللغة فشاهد ذلك ما أشرنا إليه إلى ما في شعره من دلائل الأصالة والفصاحة والرصانة. وأما علم الدين فشاهدها ما تضمنه شعره من إشارات إلى الكتاب والسنة وبعض المسائل الفقهية.

غير أن ثقافته العلمية الغزيرة لم تصبغ شعره بصبغة النظم التعليمي بل صهرتها بوتقة شاعريته في فنه فجاءت كالأزاهير في الرياض الغناء.


أغراض شعره:
توفي ابن عثيمين رحمه الله ولم يجمع شعره فبقي مبعثرًا حتى نشط له الشيخ سعد ابن رويشد فجمع ما جمع منه فصنفه في ستة فصول هي:
1- مدح الملك عبد العزيز.
2- مدح ولي العهد، الملك سعود.
3- مدح الأمير محمد بن عيسى آل خليفة.
4- مدح الشيخ عبد الله بن قاسم آل ثاني.
5- متفرقات وفيه قصيدة واحدة.
6- الرثاء.


ثم وضع لكل قصيدة عنوانا وعلق على ما لم يعلق عليه الشاعر. مما يغلب على الذهن احتياجه لذلك، ثم أخرجه في مجموعة سماها [العقد الثمين من شعر ابن عثيمين].
وصدره بترجمة للشاعر ثم طبعه في 518 صفحة من القطع الكبيرعلى نفقة آل سليمان. ثم أعيدت طباعته مرتين آخرهما على نفقة آل سليمان ويوزع بالمجان. ويمكن أن يقسم الديوان إلى ثلاثة أغراض رئيسية:
1- المدح. 2- التهنئة. 3- الرثاء.
ولما كان بناء القصيدة عنده يسير على نمط الأقدمين، فإن أغراضاً كثيرة تتداخل في شعره كالوصف والحكمة والنصح والإرشاد ثم النسيب. وإليك تفصيل هذه ا لأغراض:


1- المدح:
ولم يمدح ابن عثيمين مرتزقاً بشعره، وإنما مدح لمكرمة أسديت إليه فكافأ عليها بالمدح، أو لخلال حميدة أعجب بها في الممدوح، ولذا نجد مدحه مقصوراً على أربعة رجال كما سبق.
وهو في مدحه يعنى بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة، ويهتم بالنصح والإرشاد، وجل شعره في هذا الميدان.


2- التهنئة:
وهو فرع للمدح ومتمم له ولكن بعض القصائد تنمي إليها لكونها الباعث على النظم، كتهنئته للملك عبد العزيز بعودة ابنيه سعود ومحمد من الخارج.


3- الرثاء:
ولم يرث ابن عثيمين إلا عالماً أو أميراً صديقاً أو أديباً وذلك لأنه لم يكن من المرتزقين بشعره، وإنما تبعثه إلى الرثاء دوافع نفسية وشعورية وعلاقات علمية واجتماعية.


4- الوصف:
وهو فن كبر نصيبه في شعر ابن عثيمين حيث وصف فيه الإبل والخيل والسحاب والمطر والجبال والقفار والمفازات والأسفار.
وهو وصف فيه دقة وتقصٍّ وتصميم بديع لمدركات الحس والشعور فيما وصف.

5- النسيب:
وهو نوع من الغزل قد يكون صادقا وقد يكون ادعاءً غير أن ابن عثيمين نهج فيه- فيما يبدو- نهج السالفين في اتخاذهم إياه وسيلة إلى الغرض المقصود.
6- وهناك أغراض أخرى:
كالحكمة والنصح والإرشاد والفخر وتأتي مبثوثة في ثنايا شعره، ولعل ابن عثيمين نظم في غير هذه الأغراض لأن الذي وصلنا من شعره قليل جاء في النصف الأخير من حياته بل بعدما جاز الخمسين عاماً ومن غير المعقول أن يكون شاعر متمكن مثل ابن عثيمين ثم لا يقول في أكثر من نصف حياته شعرا،
أما الهجاء فقد ذكر الشيخ ابن رويشد نصا يفيد زهده فيه تورعا وترفعا لا عجزاً.


من قصائده

1. قصيدة في رثاء العالم العلامة الشيخ/ سعد بن حمد بن عتيق

أَهكَذا البَدرُ تُخفي نورَهُ الحَفرُ *** وَيُفقَدُ العِلمُ لا عَينٌ وَلا أَثَرُ
خَبَت مَصابيحُ كُنّا نَستَضيءُ بها *** وَطَوَّحَت لِلمَغيبِ الأَنجمُ الزُهُر
وَاِستَحكَمَت غُربَةُ الإِسلامِ وَاِنكَسَفَت *** شَمسُ العُلومِ التي يُهدى بها البَشرُ
تُخُرِّمَ الصالحونَ المُقتَدى بهمُ *** وَقامَ منهُم مقامَ المُبتَدا الخَبَرُ
فَلَستَ تَسمَعُ إِلّا كان ثمَّ مَضى *** وَيَلحَقُ الفارِطُ الباقي كما غَبَروا
وَالناسُ في سَكرَةٍ من خَمرِ جَهلِهِمُ *** وَالصَحوُ في عَسكَرِ الأَمواتِ لَو شَعَروا
نَلهو بِزُخرُفِ هذا العَيشِ من سَفهٍ *** لَهوَ المُنَبِّتِ عوداً ما لهُ ثَمَرُ
وَنَستَحثُّ منايانا رَواحِلُنا *** لِمَوقِفٍ ما لنا عَن دونهِ صَدَرُ
إِلّا إِلى مَوقِفٍ تَبدو سَرائِرُنا *** فيهِ وَيَظهَرُ لِلعاصينَ ما سَتَروا
فَيا لهُ مَصدراً ما كانَ أَعظَمَهُ *** الناسُ مِن هو لهِ سكرى وَما سَكِروا
فكُن أخي عابِراً لا عامِراً فَلَقد *** رَأَيتَ مَصرَعَ من شادوا وَمن عَمَروا
اِستُنزِلوا بَعد عزٍّ عن مَعاقِلِهم *** كَأَنَّهُم ما نَهَوى فيها وَلا أَمَروا
تُغَلُّ أَيديهِمُ يومَ القِيامةِ إن *** بَرّوا تُفَكُّ وفي الأَغلالِ إن فَجروا
وَنُح على العِلمِ نوحَ الثاكلاتِ وَقُل *** وَالهفَ نفسي على أَهلٍ لهُ قُبِروا
الثابتينَ على الإيمانِ جُهدَهُمُ *** وَالصادِقينَ فما مانوا وَلا خَتَروا
الصادِعينَ بِأَمرِ اللَهِ لَو سَخطوا *** أَهلُ البَسيطَةِ ما بالوا وَلو كثُروا
وَالسالِكينَ على نَهجِ الرَسولِ على *** ما قَرَّرَت مُحكَمُ الآياتِ وَالسوَرُ
وَالعادِلينَ عن الدُنيا وَزَهرَتِها *** وَالآمرينَ بخيرٍ بعدَ ما اِئتُمِروا
لَم يَجعَلوا سُلَّما لِلمالِ عِلمَهُم *** بَل نَزَّهوهُ فَلَم يَعلُق بهِ وَضَرُ
فَحيَّ أَهلاً بهِم أَهلاً بِذِكرهِمُ *** الطَيّبينَ ثَناءً أَينَما ذُكِروا
أَشخاصهُم تَحتَ أَطباقِ الثَرى وَهُمُ *** كَأَنَّهُم بَينَ أَهلِ العِلمِ قَد نُشِروا
هذي المَكارمُ لا تَزويقُ أَبنِيَةٍ *** وَلا الشُفوفُ التي تُكسى بها الجدُرُ
وابك على العَلَمِ الفَرد الذي حَسُنَت *** بِذِكرِ أَفعالِهِ الأَخبارُ وَالسِيَرُ
مَن لم يُبالِ بحقِّ اللَهِ لائِمَةً *** وَلا يُحابي امراءً في خدِّهِ صَعَرُ
بَحرٌ من العِلمِ قد فاضَت جداوِلهُ *** أَضحى وَقد ضَمَّهُ في بَطنهِ المَدرُ
فَلَيتَ شِعريَ مَن لِلمُشكِلات إِذا *** حارَت بِغامِضِها الأَفهامُ وَالفِكَرُ
مَن لِلمَدارس بِالتَعليمِ يَعمُرُها *** يَنتابُها زُمرٌ من بَعدِها زُمَرُ
هذي رُسومُ عُلومِ الدينِ تَندبهُ *** ثَكلى عَليهِ وَلكن عَزَّها القَدرُ
طَوَتكَ يا سَعدُ أَيّامٌ طَوت أُمَماً *** كانوا فَبانوا وَفي الماضينَ مُعتَبَرُ
إِن كان شَخصُكَ قد واراهُ مُلحِدهُ *** فَعِلمُكَ الجَمُّ في الآفاقِ مُنتَشِر
وَالأُسوَةُ المُصطَفى نَفسي الفِداءُ لهُ *** بِمَوتهِ يَتَأَسّى البَدرُ وَالحَضَرُ
بَنى لكُم حمدٌ يا لِلعَتيقِ عُلا *** لم يَبنِها لكمُ مالٌ وَلا خَطَرُ
لكنَّهُ العِلمُ يَسمو من يَسودُ بهِ *** عَلى الجهولِ وَلو من جدُّهُ مُضرُ
وَالعِلمُ إن كان أَقوالاً بلا عملٍ *** فَلَيتَ صاحبهُ بِالجَهل مُنغَمِرُ
يا حامِلَ العِلمِ وَالقُرآنِ إِنَّ لَنا *** يَوماً تُضَمُّ بهِ الماضونُ وَالأُخرُ
فَيَسأَلُ اللَهُ كلّاً عَن وَظيفَتهِ *** فَلَيتَ شِعري بماذا منهُ تَعتَذِرُ
وَما الجَوابُ إِذا قالَ العَليمُ أَذا *** قالَ الرَسولُ أَو الصَدّيقُ أَو عُمَرُ
وَالكُلُّ يَأتيهِ مَغلولَ اليَدينِ فمن *** ناجٍ وَمن هالكٍ قَد لَوَّحَت سَقَرُ
فَجَدِّدوا نِيَّةً لِلَّهِ خالِصَةً *** قوموا فُرادى وَمَثنى وَاِصبِروا وَمُروا
وَناصِحوا وَاِنصَحوا مَن وَليَ أَمرَكمُ *** فَالصَفوُ لا بُدَّ يَأتي بَعدهُ كَدرُ
وَاللَهُ يَلطُفُ في الدُنيا بِنا وَبكُم *** وَيومَ يَشخَصُ مِن أَهوالهِ البَصَرُ
وَصَفِّ رَبِّ على المُختارِ سَيِّدِنا *** شَفيعِنا يَومَ نارُ الكَربِ تَستَعِرُ
محمدٍ خيرِ مَبعوثٍ وَشيعَتِهِ *** وَصَحبِهِ ما بَدا من أُفقِهِ قَمَرُ



2. حين فتح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الأحساء مدحه ابن عثيمين ببائيته المشهورة:
عز والمجد في الهندية القضب = لا في الرسائل والتنميق للخطب
نقضي المواضي فيمضها حكمها أمما = إن خالج الشك رأى الحاذق الأرب
وليس يبنى العلا إلا ندى ووغى = هما المعارج للأسنى من الرتب
ومشمعل أخو عزم يشيعه = قلب صروم إذا ما هم لم يهب
لله طلاب أوتار أعدلها سيرا حثيثا بعزم غير مؤتشب
ذاك الإمام الذي كادت عزائمه تسمو به فوق هام النسر والقطب
عبد العزيز الذي ذلت لسطوته شوس الجبابر من عجم ومن عرب
ليث الليوث أخو الهيجاء معرها= السيد المنجب ابن السادة والنجب
قوم هم زينة الدنيا وبهجتها وهم لها عمد ممدودة الطنب
لكن شمس ملوك الأرض قاطبة عبد العزيز بلامين ولا كذب
قاد المكانب يكسو الجو عثيرها سماء مرتكم من نقع مرتكب
حتى إذا وردت ماء الصراة وقد صارت لواحق أقرب
من السغب
قال النزال لنا في الحرب شنشة تمشي إليها ولو جثيا على الركب
فسار من نفسه في جحفل حرد وسار من جيشه من عسكر لجب
حتى تسور حيطانا وأبنية لولا القضاء لما ادركن بالسبب
لكنها عزمة من فاتك بطل حمى بها حوزة الإسلام والحسب
فبيت القول صرعى خمر نومهم وآخرين سكارى بابنة العنب
في ليلة شاب قبل الصبح مفرقها لو كان تعقل لم تملك من الرعب
القحتها في هزبع الليل فامتخضت قبل الصباح فألقت بيضة الحقب
كانوا يصدونها نحسا مذممة والله قدرها مزاجة الكرب
صب الإله عليهم سوط منتقم من كف محتسب لله مرتقب
في أول الليل في لهو وفي لعب وآخر الليل في ويل وفي حرب
الله أكبر هذا الفتح قد فتحت به من الله أبواب بلا حجب
فتح تورج هذا الكون نفحته ويلبس الأرض زي المارح الطرب
فتح به أضحت الإحساء طاهرة من رجسها وهي فيما مركا لجنب
شكرا بني هجر للمقرني فقد من قبله كنتم في هوة العطب
قد كنتم قبله نهبا بمضيعة ما بين مفترس منكم ومستلب
روم تحكم فيكم رأى ذي سفه إحكام معتقد التثليث والصلب
وللأعاريب من أموالكم عبث يمرونكم مرى ذات الصفر في الحلب
وقبلكم حين نجد واستطير به فماذه بشفار البيض واليلب
شوارد قبيتها صدق عزمته فظللن يرفسن بعد ألوخذ والخبب
ملك يؤود الرواسي حمل همته لو كان يمكن أرقنه إلى الشهب
ويركب الخطب لا يدري نواجذه تفتر عن ظفر من ذاك أو شجب
إذا الملوك استلانوا الفرش وأتكئوا على الأرائك بين الخرد العرب
ففي المواضي وفي السمر اللدان وفي الجرد الجياد له شغل عن الطرب
يا أيها الملك الميمون طائره اسمع هديت مقال الناصح الحدب
اجعل مشيرك في أمر تحاوله مهذب الرأي ذا علم وذا أدب
وقدم الشرع ثم السيف أنهما قوام ذا الخلق في بدء وفي عقب
هما الدواء لأقوام إذا صعرت خدودهم واستحقوا صولة الغضب
واستعمل العفو عمن لا نصير له إلا الإله فذاك العز فاحتسب
واعقد مع الله عزما للجهاد فقد أوتيت نصر عزيزا فاستقم وثب
وأكرم العلماء العاملين وكن بهم رحيما تجده خير منقلب
واحذر أناسا أصاروا العلم مدرجة لما يرجون من جاه ومن نشب
هذا وفي علمك المكنون جوهره ما كان يغنيك عن تذكير محتسب
وخذ شوارد أبيات مثقفة كأنها درر فصلن بالذهب
زهت بمدحك حتى قال سامها الله أكبر كل الحسن في العرب
ثم الصلاة وتسليم الإله على من خصه الله بالأسنى من الكتب
المصطفى من أروم طاب عنصرها محمد الطاهر بن الطاهر النسب
والآل والصحب ما ناحت مطوقة وما حدا الرعد بالهامر من السحب

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:21 AM

زكي قنصل
قال جورج فارس رباحية الحمصي عنه:
( وُلِدً زكي قنصل في الأرجنتين عام 1916 من أبوين سوريين من مدينة يبرود في محافظة ريف دمشق ، وفي عام 1923 عاد إلى يبرود مع أهله وتلقّى مبادئ القراءة والكتابة في بيروت مدة ست سنوات سافر بعدها إلى البرازيل مع أهله عام 1929 ثم انتقلوا جميعاً مع أخيه الياس الذي سبقهم إليها بنفس العام إلى بوينس آيرس عاصمة الأرجنتين .


حمل زكي ( الكشّة ) فور وصوله وانطلق يجول الشوارع والأسواق ليبيع قطع القماش التي يحملها على كتفه ، وكان يحمل معه كتاباً يعكف على مطالعته أثناء استراحته . فدرس اللغة العربية والإسبانية على نفسه حتى أتقنهما وأصبح بمقدوره نظْمَ الشِعر فيهما ، فترك تجارة الكشّة وانضمّ عام 1935 إلى أسرة تحرير ( الجريدة السورية اللبنانية ) التي كان يُصدرها موسى يوسف عزيزة وكان شقيقه الياس رئيساً لتحريرها . في عام 1939 ترك العمل في الجريدة بسبب خلافه الفكري مع صاحبها وأسّس مع شقيقه الياس محلاً تجارياً صغيراً في إحدى ضواحي العاصمة بوينس آيرس ، لكنه لم ينجح في أعمال التجارة حيث اهتمامه كان منصبّاً على الشِعر والأدب ، فعمل أخيراً موظّفاً في السفارة السورية بالأرجنتين حتى وفاته .

في عام 1950 تزوّج من فتاة سورية اسمها ( وردة ) ورُزِقَ منها طفلة أسماها ( سعاد ) لكنها توفّيت في الشهر الثامن من عمرها . فرثاها بديوان صغير الحجم أسماه ( سعاد ) صدر عام 1953 ، ولاقى هذا الديوان شهرة واسعة نظراً للعواطف الجيّاشة التي أضافها على القصيدة الطويلة التي احتلّته بالكامل ، ثم رُزِقَ بعدها طفلاً واحداً أسماه ( عمر ) تعبيراً عن حبّه وتقديره لصديقه الشاعر عمر أبو ريشة ( 1910 ـ 1990 ) .

بالرغم من غربة الشاعر زكي قنصل التي امتدّت خمسة وستين عاماً فقد بقي متعلّقاً بوطنه ، يحنّ إليه ويتذكّر فيه طفولته وصباه حتى أتيح له أن يزوره أربع مرّات في أعوام : 1968 و 1984 و 1986 و 1992 حيث قوبل في هذه الزيارات بكل حفاوة وتكريم على الصعيدين الرسمي والأدبي ، فأقيمت له أمسيات شعرية في يبرود وفي عدد من المحافظات السورية كما احتفت به الصحافة السورية وأجرت معه لقاءات شرح فيها نظرته إلى الشِعر ، وموقفه الثابت من الشعر الحديث الذي كان حرباًً عليه .

في عام 1986 خلال زيارته للوطن أشرف على طبع المجلّد الأول من أعماله الشعرية الكاملة في منشورات وزارة الثقافة ، لكن المشروع توقّف عند هذا المجلّد إلى أن تبرّع الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجة بطبع أعماله الكاملة على نفقته في ( جدّة ) في ثلاثة مجلّدات فاخرة سنة 1995 .

توفي شاعرنا ببوينس آيرس في الرابع عشر من شهر تموز عام 1994 إثْرَ انفجار في الدماغ ، وبوفاته انطفأت آخر شمعة في سماء المهجر الجنوبي وفقدته ( الرابطة الأدبية ) التي تأسّست سنة 1949 في منزل الشاعر جورج صيدح وكانت تضم الياس وزكي قنصل وعبد اللطيف اليونس وجواد نادر وسيف الدين الرحّال وجبران مسوح وملاتيوس خوري وغيرهم والتي لم تدم سوى سنتين حيث عاد بعدها صيدح إلى وطنه فانحلّت الرابطة وبدأ أجل الأدب العربي يغيب في الأرجنتين .

حصل زكي قنصل على جائزة ابن خلدون للشعر في اسبانيا عام 1989 وعلى جائزة جبران خليل جبران العالمية في استراليا عام 1991 وعلى جائزة مجلة الثقافة الدمشقية من سوريا وعلى جائزة إذاعة ( bbc ) العربية بلندن . كما أن المجلات والصحف السعودية مثل ( مجلة الفيصل ـ مجلة المنهل ـ المجلة العربية ـ جريدة المسائية ـ جريدة الرياض ) نشرت له معظم قصائده وأجرت معه لقاءات وحوارات عندما زار السعودية بدعوة من وزارة الإعلام عام 1992 .

كان زكي قنصل شاعر العروبة والوطنية والقومية في المهجر الجنوبي ، فقد غنّى أمجاد الأمة العربية وتغنّى بمفاخرها ، وعبّر عن مشاعره نحوها بصدق وإيمان وعفوية ، له القدرة الفائقة على تطويع اللغة واللعب بالقوافي . كان غيوراً على لغة الضاد ، حريصاً على إحيائها في المهجر ، تميّز شعره بصفاء النبرة ، وجزالة الألفاظ ، وعزوبة الجرس ، والعاطفة الصادقة ، والخيال المرهف الشفّاف .

أعمـــاله :

1 ـ ديوان شظــايا 1939

2 ـ مسرحية نثرية : الثورة السورية 1939

3 ـ ديوان سعــاد 1953

4 ـ مسرحية نثرية : تحت سماء الأندلس 1965

5 ـ ديوان نـور و نـار 1970

6 ـ ديوان عطش وجوع 1974

7 ـ ديوان ألوان وألحان 1978

8 ـ ديوان هــواجس 1981

9 ـ ديوان في متاهات الطريق 1984

10 ـ ديوان سداسية الوطن المحتلّ

11 ـ ديوان أشــواك ( خُماسيّات من الهجر ويضم 215 خماسية )

12 ـ ديوان شعري أنـا

13 ـ ديوان شـذى جروحي

14 ـ ديوان زكي قنصل الجزء الأول 1986 دمشق ـ وزارة الثقافة .

15 ـ الأعمال الشعرية الكاملة لزكي قنصل ( 3 مجلدات في 1600 صفحة ) 1995: الناشر

عبد المقصود خوجة ـ جدة ـ المملكة العربية السعودية .

مقتطفـــات من أعمــاله :

1 ـ قال في قصيدة : من قبر تاريخي طفل الحجارة يُخاطب الغاصب المحتل :
أطلق رصاصك ... لا أخاف النـارا إني أردّ لك الرصــاص حجارا
صدري على الغضب الرهيب طويته وعلى الندى ... فعليك أن تختارا
هذا التّــراب أدوســه وأبوسـه لن يستحيــل لغاصبيه وِجـارا
بحجــارتي ، لا بالمـدافع والقنـا سأزود عن عرضي وأمحو العارا
بحجارتي ســأذبّ عن حــرّيتي وأردّ عن حرماتــها الأظفـارا
بحجارتي سأحيل عُرسـك مأتمــاً وأرُمّ من آمــالنا مـا انهــارا
بحجارتي سـأخطّ قصّــة مولدي كي لا تُـزَوِّرَ عني الأخبــارا
لا لاحتـلالك ، لا لسلطتــك التي تتجاهـــل الأعمار والأقـدارا
اليــوم قد أردى ، وقد أردى غدا لكننـي سأخــلف الأحــرارا
بالعزم أبني ـ والرجا ـ مستقبلي وبصحة الإيمـان أحمــي الدارا


2 ـ قال في قصيــدة : أرض الرسالة عندما حلّ ضيفاً على المملكة العربيــة

السعودية بدعوة من وزارة الإعلام سنة 1992 :
الحمد لله استجــاب لمطـــلبي فعقلت في أرض الرسالة مركبي
جاء البــريد مضمـخاً بولائكـم فنعمت منه بالأريـج الأطيــب
ما كنت أحـلم أن سأبلغ عندكــم شأوا يعز على النسور الجــوب
طالت مراحل غربتي يــا رب لا تجعل ضريحي في تراب أجنبـي
أني اغتسلت من الذنــوب فلفّني بجميل عفوك وأرض عن متقرب
لم يبــق لي ناب أذود به العـدا أو مخلب ، فلقد تقطّع مخلبــي
سبعون من عمري مضت في حرقة أوليس لي من مخرج أو مهـرب
إني أحب النــاس دون تفـاوت لكـن أقـربهم إلى قلبـي أبـي
مهما يك لبـلد الغـريب محبّبـا فالشـرق غير الغـرب للمتغرّب
لولا فـراخ يفرحـــون لعودتي وابن أكـاد أقـول غيـر مهذب
أخفي تبـاريحي كرامــة عينهم وأضـل غصّـات الفؤاد المتعب
لأنخت في بلــد السعود مطيّتي وحلفـت أني لن أعـود لمكتبـي
ولقلــت للأيام لســت بخائف ما تضمرين فسالمي أو فاغضبـي
أنا من قلوب عشيرتي في مأمـن من كان في كنف الشَرَى لم يطلب
الآن ألقى وجــه ربّي راضيـاً فرحاً ، وأنسى كل ضيم حلّ بـي


3 ـ وقال في قصيدة : لولا الجمــال
قالو تُحب الشّقرَ ؟ قلت واشتـهي لو متّ في حضن الجمال الأشقرِ
والسّمرَ ؟ قلت وكيف لا يُغرينني وقصائدي من وحي خدٍّ أسـمرِ
والحمر ؟ قلت وهبتهنّ حشـاشتي روحي فدى الورد الندي الأحمرِ
والصّفر ؟ قلت قلائــد ذهبيـة تزهو على صدر الأصيل الأصفرِ
والسّود ؟ قلت وكيف أنزعهنّ من قلبي وهنّ حلاوة العيش الطّـري
لا لـون إلاّ فيه حسْـن ظاهـر للعين ، متصل بحســنٍ مضمرِ
سبحان من خلق الخمائل متعـة للناظرين على اختــلاف الأشهرِ
لولا الجمــال لما ترنّم شاعـر يا قلب سـبّح للجمـال وكَبِّـــرِ


4 ـ وقال يرثي ابنته سعاد :
طويتُ بساط الشّراب وودّعت عهد الشّـباب
فلا يُغرينّي رجــاء ولا يخدعنّي ثـــواب
كتاب الحياة فصـول وهذا ختام الكتـــاب
أأضحك بعـد سعـاد ويروي غليلي سحـاب؟
كفـرتُ إذاً بثـراها وأرخصت أغلى شراب


ثم يعود إلى رشده فيقول :
إن الذي أعطي استردّ عطاءه يا ليته استأنى فما أعطاني
ما أبخل الساقي تغصّ بكأسه وتعود منه بحرقة الظمآن


5 ـ وقال يوصي ولده عمر :
يا ابني طريق المجد محفوف الجوانب بالخطر
فحذار أن ينهاك عن غمراته ناهي الحــذر
إن القناعة في الرجال لمن علامات الخــور
ما أنت من لحمي ومن روحي إذا خفت القدر


6 ـ ومن حسناته في الغـزَل قوله :
حديثك أم رقرقات النـدى تهادت على قلبيَ الظامئ
وصوتك أم دندنات النسيم على وجنة الجدول الهانئ
سأنساك لولا اختنـاقة آه ورفّة حفن على الشـاطئ
ولولا اختلاجـة حلم نديّ على برعمَيْ صدرك الناتئ


7 ـ وفي الخماسية السابعة والعشرين من ديوان ( أشواك ) تمنّى فيها أن تكون وفاته على ثرى وطنه فقال :
وطني وما وطني سوى أهزوجةٍ يحْدو بها الحادي ويشدو الشّادي
أغْليْتُ ألاّ عند ذكرك مدمــعي وحسبتُ إلاّ عن هواكَ فـؤادي
روحي وما ملكتْ يدايَ بغَفــوةٍ شِعريةٍ في ظـلِّ أكــرم زادِ
ماتتْ على شفتي أنغامُ الصبـا وكبا بمضمار الرّجاء جــوادي
لمْ يبق من أمسي ومن أحلامـهِ بالعَـوْدِ إلاّ أن تكونَ وســادي


لكنّ رغبته لم يُقدّر الله لها أن تتحقّق .* أ.هـ

قلت: و زكي قنصل وشاح من طراز رفيع.

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:21 AM

رشيد أيوب
رشيد بن نصر الله أيوب* ، شاعر و وشاح لبناني مهجري، ولد في لبنان بقرية بسكنتا** بجبل لبنا في عام 1288 هجر الموافق لعام 1871 ميلادي ، ورحل سنة 1889 م، إلى باريس، فأقام ثلاث سنوات، وانتقل إلى مانشستر فأقام نحو ذلك، وهو يتعاطى تصدير البضائع، وعاد إلى قريته، فمكث أشهراً.وهاجر إلى نيويورك، فكان من شعراء المهجر المجلين، و شارك مع زملائه في تكوين الرابطة القلمية *** ، واستمر إلى أن توفي عام 1360 هجري الموافق لعام 1941 ميلادي ، ودفن في بروكلن. كان ينعت بالشاعر الشاكي، لكثرة ما نظمه من شكوى عنت الدهر.
من شعره:

- قصيدة يقول فيها :

ما أنسَ لا أنسَ إذ جاءت على حَذّرٍ = خوف الرّقيبِ وقالت خفّفِ الشكوَى
فقلتُ من أين لي صبرٌ ولي كَبِدٌ = من نار حبّكِ إن جنّ الدّجى تكوى
ما كنتُ أشكو الهوَى لولا مقاطعةٌ = تُشجي فشكوايَ عندي المنّ والسلوَى
ثم انثنينا إِلى رَوضٍ وقَد لعبَت = يدُ النّسائِمِ فِيه كَيفما تهوَى
هُنَاك بتنا ولا مأوى يُحَجّبنَا = حتى جعلنَا لنا من حبّنَا مأوَى

- و قوله:

سأجمعُ ما تَكسّرَ من فُؤادي =وأحملُ ما بصدري من معانِ
وأرحلُ عن ربوعكِ يا سُليمى =إلى دنيا تصحّ بها الأماني
فأنفخ في سماءِ الحبّ نايي =وأنشدُ ما بنَفسي من أغاني
وأشربُ من عصير الروح خمراً =يحول شعاعها دون العيانِ
فإن جاءت همومُ الدهر يوماً =تُفَتّشُ في مكاني لا تراني

_

- له موشح أقرع ( هي دنيا):

هيَ دنيا لا تقل ماذا دهاها = مثلما قد نشر الدهر طواها
ذكّرتنَا عندما الناعي نَعاها = رُبّ دارٍ بالغضا طالَ بلاها
عكف الرّكبُ علَيها فَبَكاها
خمدت نيرانها في محشرٍ = بعدما قد أومضَت من أشهرٍ
فهي في عرف الوَرَى من أعصرٍ = درست إِلاّ بقايا أسطُرٍ
سمح الدهرُ بها ثمّ محاها
يا بلاداً كم فتاةٍ وفتىً = يبعَثُ الشوقَ إِليها زَفرَةً
يا رَعى الرّحمنُ فيها بُقعَةً = وقَفَت فيها الغواني وَقفَةً
ألصقت حرّى حشاها بثراها
مُهجَتي خلّفتَها ذائبَةً = في ربوعٍ أصبَحَت سائِبَةً
ناحَتِ الوُرقُ بها دائِبَةً = وبَكَت أطلالها نائِبَةً
عن جفوني أحسنَ الله جَزَاها
خُلفاءَ الشرقِ عَنّا بنتُمُ = وَوَهى الإسلامُ لمّا هنتُمُ
لم يَكُن مني الجفا بل منكمُ = كنتُ مشغوفاً بكم إِذ كنتُمُ
شَجَراً لا تبلغ الطيرُ ذراها
دولةً للعرب مدّت طَولَهَا = في زمَانٍ قد تحاشى صَولَها
ونمت والغربُ يخشى هَولَهَا = لا تَبِيتُ الليلَ إِلاّ حَولَهَا
حَرسٌ ترشح بالموتِ ظُبَاها
يومَ كان العدلُ من أركانها = ولها عطفٌ على أوطانها
تستَمِدّ العزمَ من فتيانها = وإِذا مُدّت إِلى أغصَانها
يدُ جانٍ قُطعت دون جناها
كم بساحات العُلى قد مرَحت = قبلما الأتراك فيها سَرَحَت
عصبَة ثوب الخمول اتّشَحَت = فترَاخى الأمرُ حتى أصبَحَت
هملاً يطمعُ فيهَا مَن يَراهَا
قد قضَيتُ العمرَ لا أطلُبُهَا = نائِياً في غربتي أندُبها
فميَاهُ الذلّ لا أشربها = تخصبُ الأرض فَلا أقرَبها
رائداً إِلاّ إِذا عَزّ حماها
إنّني أرجو إِلَيهَا عَودَةً = يومَ تُمسي في حماها دولةً
إن حَمَتها مَلأتها صَولَةً = لا أراني الله أرعى رَوضَةً
سهلة الأكناف من شاء رعاها
________

* هكذا أورد نسبه معجم البابطين ** وردت في موسوعة ( أدب adab ) سبكتنا و هو خطأ و الصحيح ما أثبتنا من أنها ( بسكنتا) ، و هي بلدة ميخائيل نعيمة كما ذكر محمد عبدالمنعم خفاجي في كتابة ( قصة الأدب المهجري).
*** قصة الأدب المهجر ، لمحمد عبدالمنعم خفاجي.

عبده فايز الزبيدي 06-11-2014 09:22 AM

عبدالرحمن بدوي
ولد الدكتور عبد الرحمن بدوي بقرية شرباص- دمياط في الرابع من فبراير عام 1917, ويعتبر أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشدة تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.أنهى شهادته الابتدائية في 1929 من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة عام 1932 من المدرسة السعيدية في الجيزة. وفي عام 1934 أنهى دراسة البكالوريا، حيث حصل على الترتيب الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، وهي مدرسة اشتهرت بأنها لأبناء الأثرياء والوجهاء. إلتحق بعدها بجامعة القاهرة، كلية الآداب، قسم الفلسفة، سنة 1934، وتم إبتعاثه إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وعاد عام 1937 إلى القاهرة، ليحصل في مايو 1938 على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.
بعد إنهائه الدراسة تم تعينه في الجامعة كمعيد ولينهي بعد ذلك دراسة الماجستير ثم الدكتوراه عام 1944 من جامعة القاهرة، والتي كانت تسمى جامعة الملك فؤاد في ذلك الوقت. عنوان رسالة الدكتوراة الخاصة به كان: "الزمن الوجودي" التي علق عليها طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "أشاهد فيلسوفا مصريا للمرة الأولى". وناقش بها بدوي مشكلة الموت في الفلسفة الوجودية والزمان الوجودي.
عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرساً بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة فؤاد في ابريل 1945 ثم صار أستاذا مساعدا في نفس القسم والكلية في يوليو سنة 1949. ترك جامعة القاهرة (فؤاد) في 19 سبتمبر 1950، ليقوم بإنشاء قسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة عين شمس، جامعة إبراهيم باشا سابقا، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى. عمل مستشارا ثقافيا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا مارس 1956 - نوفمبر 1958
غادر إلى فرنسا 1962 بعد أن جردت ثورة 23 يوليو عائلته من أملاكها. وكان قد عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، (1947-1949) في الجامعات اللبنانية، (فبراير 1967 - مايو 1967) في معهد الدراسات الاسلامية في كلية الاداب، السوربون، بجامعة باريس، (1967 - 1973) في بالجامعة الليبية في بنغازى، ليبيا، (1973-1974) في كلية "الالهيات والعلوم الاسلامية" بجامعة طهران، طهران و(سبتمبر سنة 1974-1982) أستاذا للفلسفة المعاصرة والمنطق والاخلاق والتصوف في كلية الاداب، جامعة الكويت، الكويت. أستقر في نهاية الأمر في باريس.
في عام 2000 نشر مذكراته في كتاب ضخم من جزئين، وصل عدد صفحاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وكان لنشر الكتاب صدى ضخم لدى الكثير من المثقفين المصرين وذلك لأن بدوي هاجم الكثير ممن أعتبرهم المثقفين العرب رموزا للفكر. كما هاجم بقوة النظام المصري وحكم جمال عبد الناصر موجها انتقادات شتى. وعلق على حجم المشاركة في تشييع جنازة جمال عبد الناصر بأن هذا "أمر عادي ولا يمت بصلة إلى وجود علاقة حب بين المصريين وعبد الناصر"، مشيرا إلى أن "هذه هي طبيعة شعب هوايته المشي في الجنازات".

توبته:
كتب الشخ أحمد بن عبدالرحمن الكوس * :
( ... كان يؤمن بالالحاد وهو مذهب الوجودية الذي اتخذه مذهبا له ومعنى الوجودية: الخروج من الشيء، وجاء في المعجم الوسيط: أي: فلسفة ترى ان الوجود سابق على الماهية، ويذهب سارتر الى انها: تقوم على الحرية المطلقة التي تمكن الفرد من ان يصنع نفسه، ويتخذ موقفه كما يبدو له تحقيقا لوجوده الكامل.
ويذهب بدوي الى ان الله تعالى ليس موجودا وان وجوده ليس حقيقيا، وان الله غيب ويقول: انا موحد وفي توحيدي حيوية الوثنية، بل انا وثني، وفي وثنيتي صفاء التوحيد...
وقد حاول ربط الوجودية بالصوفية التي تقوم على الحلول والاتحاد وهي لها نزعات فلسفية يونانية ونصرانية، لذلك درس الصوفية وألف حولها العديد من الكتب والدراسات ودعا الى وجودية عربية.
في آخر حياة بدوي اهتم بالبحث في القضايا الاسلامية والعقيدة الاسلامية والفرق والقرآن وعن النبي محمد صلى الله عليه وسلم والدفاع عن الاسلام على الرغم من مذهبه الوجودي.
ثم بفضل الله تعالى رجع الدكتور عبدالرحمن بدوي الى الاسلام وقد بلغ من عمره 85 عاما حيث كان في باريس ثم مرض هناك ورجع الى بلده مصر حيث مكث اربعة اشهر قبل وفاته، ومما يدل على توبته اللقاء المشهور الذي اجراه الصحافي المشهور صلاح حسن رشيد والذي نشر في مجلة الحرس الوطني في السعودية، حيث ظل ستين عاما في مذهب الوجودية معاديا للاسلام حيث قال: «لا استطيع ان اعبر عما بداخلي من احساس الندم الشديد، لأنني عاديت الاسلام والتراث العربي لأكثر من نصف قرن، اشعر الآن انني بحاجة الى من يغسلني بالماء الصافي الرقراق، لكي اعود من جديد مسلما حقا، انني تبت الى الله وندمت على ما فعلت..».
كان هذا الملخص الذي استفدناه من رسالة للدكتوراه للدكتور عبدالقادر بن محمد الغامدي بعنوان: (عبدالرحمن بدوي ومذهبه الفلسفي ومنهجه في دراسة المذاهب عرض ونقد)أ.هـ

توفي في مستشفى معهد ناصر في القاهرة صباح الخميس 25 يوليو عام 2002 ميلادي ،عن عمر يقارب 85 سنة. حيث كان قد عاد من فرنسا إلى مصر قبل وفاته بأربعة أشهر بسبب إصابته بوعكة صحية حادة, إذ سقط مغشيًا عليه في أحد شوارع باريس وأتصل طبيب فرنسي بالقنصلية المصرية بأن أمامه شخصًا مريضآ يقول إنه فيلسوف مصري يطلب مساعدتهم.

______________
* في مقلة له بعنوان (
توبة د.عبدالرحمن بدوي من الوجودية والإلحاد) في جريدة الوطن الكويتية في تأريخ 20 - 3 - 2010 ميلادي .

عبده فايز الزبيدي 06-14-2014 01:39 AM

رياض المعلوف
( رياض بن عيسى إسكندر المعلوف [شاعر مهجري متميز بفلسفة الحزن ]* ولد في مدينة «زحلة» (شرقي لبنان)، وفيها توفي.
ينتمي إلى أسرة المعلوف الشهيرة باهتمامها بالثقافة والأدب، التي قدمت للشعر العربي عددًا غير قليل من الشعراء.
عاش في لبنان، ومصر، وسورية، وفرنسا، وأمريكا، والبرازيل.
تلقى تعليمه المبكر في عدد من مدارس زحلة، ثم انتقل إلى المدرسة اللعازرية بدمشق، وبعدها التحق بمدرسة الفرير الجميزة ببيروت متتلمذًا على الشاعر إلياس أبوشبكة.
أنهى دراسته الثانوية بمدرسة عينطورة - قضاء كسروان - لبنان.
درس الحقوق بالمراسلة بمعهد بباريس.
أتقن العربية، والفرنسية، والإنجليزية، والبرتغالية، والإسبانية.
تلقى دروسًا في الموسيقى بمعهد عينطورة، وعزف على الكمنجة مع أوركسترا المعهد.
رافق والده إلى مصر (1933) وأتاحت له علاقات والده أن يلتقي كبار مثقفيها وأدبائها آنذاك، وقصد باريس وقضى فيها مدة انتقل بعدها إلى نيويورك مرافقًا الشاعر شارل قرم واجتمع بشعراء الرابطة القلمية (1939) وأقيم له عدد من الاحتفالات والندوات ألقى فيها قصيدته الشهيرة «شلالات نياجرا»، وقد اضطرته ظروف الحرب العالمية إلى البقاء في المهجر، فانتقل إلى البرازيل (1939) وعمل بالتجارة مع شقيقه شفيق المعلوف، ثم عاد إلى لبنان (1945) منفقًا وقته في رعاية المكتبة المعلوفية حتى لقب بحارسها، واهتم بنشر مؤلفات والده التاريخية.
انتخب عضوًا في العصبة الأندلسية بسان باولو، وكان عضوًا في عدد من المؤسسات والهيئات الثقافية، منها: نادى القلم الدولي بالريودي جانيرو، ومجمع إقليدس داكونيا الثقافي ببونتا كروسا، ورابطة الصحافيين والكتاب اللاتين بروما.
دعي للمشاركة في عدد من المؤتمرات والمهرجانات الأدبية: مؤتمر الشعر العالمي بدعوة من حكومة بلجيكا (1952) حيث ألقى شعره بالفرنسية، ومؤتمر الشعر العربي بالإسكندرية (1962)، ومؤتمر الشعر بمونتريال (1978)، ومؤتمر المربد الشعري بالعراق (1987).
مثل بلاده في مهرجاني مؤسسة علي بن أبي طالب بطهران (1987، 1990).
أسهم في تأسيس منتدى النهضة الزحلية،والندوة الزحلية، وأسس المجلس الثقافي لزحلة والبقاع.
ربطته علاقات بعدد من كبار مثقفي العربية، في مقدمتهم: عباس محمود العقاد، وطه حسين، وخليل مطران.

الإنتاج الشعري:
- له عدد من الدواوين الشعرية، منها: «الأوتار المتقطعة» - المطبعة العصرية - القاهرة 1933 (مطولة شعرية من عشرة أناشيد برسوم فنية لقيصر الجميل)، و«خيالات» - دار الطباعة والنشر العربية - سان باولو 1945 (مع لوحات فنية له والرسامة جيل لايل)، و«زورق الغياب» - دار المكتبة العصرية للطباعة والنشر - بيروت 1955 (مع رسوم له وللرسام الروسي كوروليف)، و«أشواك وبراعم» (رباعيات وثلاثيات شعرية) - دار الجبل - درعون - 1982، و«وكأنما في شعرها قمر» - طبعة محدودة صدرت عن الكوخ الأخضر - زحلة 1985، و«غمائم الخريف» - المطبعة السريانية الأرثوذكسية بدير العطشانة - بكفيا 1974، و«نفحات الرياض» - منشورات الكوخ الأخضر - زحلة 1994، و«همسات شعرية» - ديوان (مخطوط). وكذلك له قصائد تغنى بها عدد من مطربي لبنان وملحنيه، منها: قصيدة «عودة القمر» تلحين الأخوين رحباني، وغناء فيروز، وقصيدة «لبنان» التي لحنها وغناها وديع الصافي، كما تغنى بقصائده عدد من المطربين العرب، وله عدد من الدواوين الشعرية باللغة الفرنسية، منها: «تلاوين» - دار ألبير ميسان - باريس 1939، و«غيوم» - سان باولو 1943 (مع مقدمة بالبرتغالية لمينوتي دل بيكا) ونشر الديوان في ترجمة إنجليزية - دار المستقبل - الأرجنتين 1947 - ترجمة: ج.ت. سدلر، ونشر في ترجمة أسبانية بواسطة: يوسف الغريب، و«حبات رمال» ، و«الفراشات البيضاء» مجلد واحد - بيونس آيرس 1945 (مع رسوم لعدد من الفنانين: كيناكا لامارتين، بللالي، دييكس)، و«مسامير العاج» , - نشر المجلة العصرية - باريس 1948، وقصائد (مع رسوم للشاعر وللإسباني بللالي، والإيرلندي فرنندس دييكس)، و«العصفور الأعمى» , - قدم للمسابقة الشعرية الفرنكفونية - باريس ونال لقب مميز.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من الأعمال الإبداعية والأدبية، منها: «شعراء المعالفة» - المطبعة الكاثوليكية - بيروت 1962، و«صور قروية» - دار الكتاب اللبناني - بيروت 1968، و«ريفيات» - دار النهار للنشر - بيروت 1975، و«الشاعر فوزي المعلوف» - المطبعة البولسية - جونيه 1979، و«شاعر عبقر، شفيق المعلوف» - دار زحلة 1991، وله عدد من الأعمال المخطوطة، منها: حكايات جدتي وهواجسها - وزعت منه عدة نسخ خطية 1986، ولبنانيات من قلب الماضي - وزعت منه عدة نسخ خطية 1986، وله عدد من الأعمال النثرية باللغة الفرنسية، منها: «الديارات النصرانية في الإسلام» - نشر جريدة الأوريان - بيروت 1950، و«شعراء الخمرة والمرأة عند العرب» - باريس 1951، و«مغامرات شاعر حطم قلبه الحب» - منشورات الكوخ الأخضر - زحلة 1986.
شاعر وجداني أخلاقي، كتب عن الأم، ورثى الأخ، ووشح أشعاره الحنين إلى الوطن وتمجيده، انشغلت تجربته بالأغراض التي تخدم العاطفة الإنسانية وتكشف عن تذوق الإنسان للطبيعة في مهدها اللبناني وأينما أدركتها عين الشاعر (نياجرا)، والكون بكل ما يحويه من علاقات كامنة بين الإنسان والطبيعة، اعتمدت قصائده العروض الخليلي والقافية الموحدة، وجاءت في أسلوب محكم ولغة منتقاة، واهتمام بالصور الجزئية، وخرجت بعض قصائده عن الإطار التقليدي فجاءت معتمدة نظام المقطوعات متغيرة القوافي. في قصيدته «الله والشاعر» يتجلى إيمانه ورحابة شعوره الديني، أما رباعياته عن المغترب فإنها تمثل محورًا أساسيًا في تكوينه وتلوينه الشعري، كما انعكست خبرته بالموسيقى في غير قطعة.
منحته وزارة التربية والتعليم اللبنانية الوسام اللبناني الفضي (1939)، وحصل على جائزة جريدة الأنوار البيروتية للشعر عن قصيدته «إطلالة من الشباك» (1993)، ومنحه الرئيس اللبناني (إلياس الهراوي) وسام الأرز برتبة ضابط (1997)، وحازت قصيدته «الحب» على جائزة إذاعة لندن التي بثتها مرات ونشرتها في مجلة «هنا لندن العربية»، ولقب بشاعر الكوخ الأخضر، وأقامت له الندوة الزحلية مهرجان تكريم بقاعة المحاضرات الكبرى بالكلية الشرقية، حضره شارل الحلو رئيس الجمهورية السابق، وبمشاركة نخبة من الأدباء والشعراء.)**

قلت: و رياض المعلوف هو آخر شعراء العرب المهاجرين خلال القرنين التاسع عشر و العشرين الميلاديين.

يتبع إن شاء الله!

_
* هكذا نعته محمد عبدالمنعم خفاجي في ( قصة الأدب المهجري).

عبده فايز الزبيدي 06-14-2014 01:40 AM

عمر خلوف
هو عمر بن علي خلوف ، أديب عروضي سوري ، من مواليد مدينة حماة في عام 1955 للميلاد، حصل على شهادة البكالوريوس في الطب البيطري ، له نشاط كبير في المنتديات الأدبية في مجال العروض و تسهيله للنشء ،و له مساهمات شعرية. و هو مقيم بالمملكة العربية السعودية. تعرفت على نشاطه لأول في رابطة الواحة الثقافية لمالكها سمير العُمَري في حدود 2008 للميلاد.
من مؤلفاته:
_ كتاب ( كن شاعرا).
_ كتاب ( البحر الدبيتي)

من شعره:

1. قصيدة (كيف نمضي ):
كيفَ تمضي ولَمْ يُوافِ اللقاءُ
إنّ عهدي بمَنْ أُحبُّ الوفاءُ
كيفَ تمضي بمُهْجتي ؟ .. وفؤادي
باتَ يسري بساحَتَيْهِ الخَواءُ
أجَفاءً ؟‍ يضيقُ للهَجْرِ صدري
وأنا البّرُّ ليسَ مني جَفاءُ
لا وعينيْكَ .. ما هَجَرْتُ ولكنَّ
شراعي جَرَتْ بهِ الأنواءُ
أنا إنْ بتُّ في البلادِ غريباً
فسِوانا رغْمَ الثَّوى غرَباءُ
طارَ للبيْنِ والوداعِ فؤادي
فاستطالتْ أمامَهُ الأمداءُ
*
*
أينَ تمضي ، وهلْ لأُنسِكَ عَوْدٌ
ينتشي منهُ خاطرٌ مسْتاءُ ؟
أينَ ذاكَ الحديثُ والأدبُ الجمُّ
وأينَ البشاشةُ الغَرّاءُ ؟
أينَ ذاكَ الصفاءُ يُضفي جلالاً
وسناءً .. وأينَ منكَ الضياءُ ؟
أَانْطوى ذلكَ الشروقُ ؟‌‌ ولمّا
أمْ لشمسٍ بعدَ الشروقِ انطفاءُ ؟
ما خبا ذلك الشعاعُ بعيني
لا ولا غامَ منكَ فيها الرُّواءُ
*
*
كان ظنّي بأنْ تقولَ رثائي
يا سخيَّ العَطاءِ أينَ الرّثاءُ ؟
إنْ تكنْ ضاقتِ الحياةُ بِحُرٍّ
فمنَ الخُلْدِ منزِلٌ وثَواءُ
وعزائي ذِكْرٌ بهِ أتغنّى
طابَ منهُ الشذى ورفَّ البَهاءُ

2. قصيدة ( ملحمة النور):

ضمّي جناحَيْكِ، هذا الحبُّ ما نَضَبا
وسَلسِلي الخيرَ هَدْياً أثْمَرَ العَجَبا
هاتي من الحبِّ أسراراً مُعَتَّقَةً
وأهْرقيها طيوباً تُسْكِرُ الحِقَبا
هاتي طيوبَكِ، ما التاريخُ يُنكِرُها
إذا تَنَكَّرَ للتاريخِ مَنْ كَتَبا
واهْمي على الكونِ ماشاءَ الهوى عَبَقاً
وأمْطِريهِ.. فخيرُ الحبِّ ما انسَكَبا
ودثّري مقلتي بالنور مؤتَلِقاً
وهَدْهِدي قلبيَ المحرومَ والعَصَبا
******
يا قِبْلةَ الكونِ أرواحاً وأفئدةً
تَهْوي إليكِ أفانينُ الهُدى طَرَبا
وتوأمَ الشمسِ تاريخاً وملحمَةً
بالنورِ تَخفِقُ، جَلَّ النورُ ما وَهَبا
صَبَتْ مآذِنُكِ البيضاءُ فاتّخَذَتْ
سبيلَها للعُلا تمضي بهِ سَرَبا
على جبينِكِ رشَّ الصبْحُ قُبلَتَهُ
وفي إزارَيْكِ صلّى الفجْرُ مُنْسَكِبا
ومنْ عيونِكِ هَزّتْتني فُجاءَتُها
كادتْ مفاتِنُكِ الغرّاءُ أنْ تَثِبا
******
إنّي أتيتُكِ .. جَفَّ الشعرُ في شَفَتي
وبُحَّ قافيةً عذراءَ واغتُصِبا
إنّي أتيتُكِ .. شقَّ الصوتُ حَنجَرَتي
وأشعَلَ القَهْرَ في أنحائها لَهَبا
وجئْتُ تحملُني الأوهامُ نِضْوَ ضَنىً
قلباً تكسّرَ بالآلامِ واضطرَبا
ومُهجَةً أسلَمَتْ للآهِ بسمتَها
ومُقلةً أرَّقَتْ من حزنِها الهُدُبا
على مآقيَّ أحلامُ النبيِّ غفَتْ
وفي عروقِيَ صوتُ الحقِّ قد رَسَبا
بكَتْ خيولِيَ فرساناً لها، نزلَتْ
عن صهوةِ المجدِ، تنضو العزَّ والغَلَبا
بكَتْ سيوفِيَ سِفْراً من ملاحِمِها
أخْنى عليهِ زَمانٌ بالخَنا نُكِبا
******
إنّي أتيتُ.. طيوفُ الحقِّ قد ذَبُلَتْ
على عيونِيَ أبراداً لهُ قُشُبا
زادي من الأمسِ ما تحلو مَواسِمُهُ
بيتٌ من الشعرِ آخى الغيمَ فانسَكَبا
وفارسٌ صاغتِ الأفلاكُ جبهتَهُ
وساعدٌ بمِِدادِ الشمسِ قد خُضِبا
******
يا شامةَ الأرضِ أنداءً وذَوْبَ سَنًى
مدّي لقلبيَ من فيضِ الهُدى سَببا
مدّي يدَاً بَلْسَماً سِرُّ المسيحِ بها
تستنقِذُ المجْدَ والحُلْمَ الذي سُلِبا
ألقي على الأرضِ ظِلاًّ تسْتَفيءُ بهِ
لقدْ تَهَتَّكَ سِتْرُ الأرضِ فانتُهِبا
وأترعي مُقَلَ الأيامِ فَيْضَ رؤىً
من بعدِ ما شرِبَتْ أهدابُها النَّصَبا
وبلّلي تربةَ الأرواحِ، كم صرَخَتْ
جذورُها ظَمأً تستمطِرُ السُّحُبا

عبده فايز الزبيدي 06-14-2014 08:49 AM

نزار قباني
هو أبو توفيق نزار بن توفيق بن أبي خليل خليل قباني ، شاعر سوري حداثي مشهور ،ولد في 21 مارس من عام 1923 للميلاد و توفي في 30 أبريل من عام 1999 ميلادي ،و جده ابو خليل قباني هو رائد المسرح العربي ،صل على البكالوريا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1944 .

عمل فور تخرجه بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السورية ، وتنقل في سفاراتها بين مدن عديدة ، خاصة القاهرة ولندن وبيروت ومدريد ، وبعد إتمام الوحدة بين مصر وسوريا عام 1959 ، تم تعيينه سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة في سفارتها بالصين .

وظل نزار متمسكاً بعمله الدبلوماسي حتى استقال منه عام 1966 .

طالب رجال الدين في سوريا بطرده من الخارجية وفصله من العمل الدبلوماسي في منتصف الخمسينات ، بعد نشر قصيدة الشهيرة " خبز وحشيش وقمر " التي أثارت ضده عاصفة شديدة وصلت إلى البرلمان .

كان يتقن اللغة الإنجليزية ، خاصة وأنه تعلّم تلك اللغة على أصولها ، عندما عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952- 1955.

الحالة الاجتماعية :
تزوّج مرتين .. الأولى من سورية تدعى " زهرة " وانجب منها " هدباء " وتوفيق " وزهراء .

وقد توفي توفيق بمرض القلب وعمره 17 سنة ، وكان طالباً بكلية الطب جامعة القاهرة .. ورثاه نزار بقصيدة شهيرة عنوانها " الأمير الخرافي توفيق قباني " وأوصى نزار بأن يدفن بجواره بعد موته .وأما ابنته هدباء فهي متزوجة الآن من طبيب في إحدى بلدان الخليج .

والمرة الثانية من " بلقيس الراوي ، العراقية .. التي قُتلت في انفجار السفارة العراقية ببيروت عام 1982 ، وترك رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة شهيرة تحمل اسمها ، حمّل الوطن العربي كله مسؤولية قتلها ..

ولنزار من بلقيس ولد اسمه عُمر وبنت اسمها زينب . وبعد وفاة بلقيس رفض نزار أن يتزوج .

وعاش سنوات حياته الأخيرة في شقة بالعاصمة الإنجليزية وحيداً .)
و من المحطات الهامة في حياة نزار و التي أراها ساهمت في انتشاره هي قصيدة ( قارئة الفنجان ) و التي غناها الفنان المصري عبدالحليم حافظ صاحب الجمهور العريض فامتدت شهرة نزار قباني من الخليج إلي المحيط، ثم جاء الفنان العراقي كاظم الساهر ليجدد العهد بشعر نزار قباني ، و غالب شعر نزار بين عهر و كفر.
و نزار بين محب مفرط في حبه و بين كاره مفرط في كرهه و كذا شأن الشعراء الجريئين المجاهرين بالخير و الشر، و لقد جاهر نزار بما يخشى عليه في آخرته و بما يذم به في الحياة الدنيا.
و من شواهد ضلال هذا الشاعر ما قدمه الشيخ ممدوح بن علي الحربي في كتابه ( السيف البتار في نحر الشيطان نزار) بقوله:
( ...

من صور استهزاء نزار قباني بالله : ادعاؤه بأنَّ الله تعالى قد مات وأن الأصنام والأنصاب قد عادت، فيقول :
(من أين يأتي الشعر يا قرطاجة..
والله مات وعادت الأنصاب)[الأعمال الشعرية الكاملة (3/637)]
كما يُعلن ويُقر بضياع إيمانه فيقول :
(ماذا تشعرين الآن ؟ هل ضيعتِ إيمانك مثلي، بجميع الآلهة)[المصدر السابق (2/338)]

كما يعترف نزار قباني بأن بلاده قد قتلت الله عز وجل فيقول:
(بلادي ترفض الـحُبّا
بلادي تقتل الرب الذي أهدى لها الخصبا
وحوّل صخرها ذهبا
وغطى أرضها عشبا..
بلادي لم يزرها الرب منذ اغتالت الربا..)(يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 620]

وهنا يعترف نزار قباني بأنه قد رأى الله في عمّان مذبوحاً على أيدي رجال البادية فيقول في مجموعة (لا) في (دفاتر فلسطينية) صفحة 119:
(حين رأيت الله.. في عمّان مذبوحاً..
على أيدي رجال البادية
غطيت وجهي بيدي..
وصحت : يا تاريخ !
هذي كربلاء الثانية..)

أما هنا فيذكر نزار قباني بأن الله تعالى قد مات مشنوقاً على باب المدينة، وأن الصلوات لا قيمة لها، بل الإيمان والكفر لا قيمة لهما فيقول في مجموعة (لا) أيضاً في (خطاب شخصي إلى شهر حزيران) صفحة 124:
(أطلق على الماضي الرصاص..
كن المسدس والجريمة..
من بعد موت الله، مشنوقاً، على باب المدينة.
لم تبق للصلوات قيمة..
لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة..)

أما عن استهزائه بالدين ومدحه للكفر والإلحاد فيقول:
(يا طعم الثلج وطعم النار
ونكهة كفري ويقين)[الأعمال الشعرية الكاملة (2/39)]

كما أن نزار قباني قد سئِمَ وملَّ من رقابة الله عز وجل حين يقول :
(أريد البحث عن وطن..
جديد غير مسكون

ورب لا يطاردني
وأرض لا تعاديني)[(يوميات امرأة لا مبالية) صفحة 597]
ويعترف نزار قباني بأنه من ربع قرن وهو يمارس الركوع والسجود والقيام والقعود وأن الصلوات الخمس لا يقطعها !! وخطبة الجمعة لا تفوته، إلا أنه اكتشف بعد ذلك أنه كان يعيش في حظيرة من الأغنام، يُعلف وينام ويبول كالأغنام، فيقول في ديوانه (الممثلون) صفحة 36-39:
الصلوات الخمس لا أقطعها
يا سادتي الكرام
وخطبة الجمعة لا تفوتني
يا سادتي الكرام
وغير ثدي زوجتي لا أعرف الحرام
أمارس الركوع والسجود
أمارس القيام والقعود
أمارس التشخيص خلف حضرة الإمام
وهكذا يا سادتي الكرام
قضيت عشرين سنة..
أعيش في حظيرة الأغنام
أُعلَفُ كالأغنام
أنام كالأغنام
أبولُ كالأغنام
وكما يصف نزار قباني (الشعب) بصفات لا تليق إلا بالله تعالى فيقول في ديوانه (لا غالب إلا الحب) صفحة 18:
أقول : لا غالب إلا الشعب
للمرة المليون

لا غالب إلا الشعب
فهو الذي يقدر الأقدار
وهو العليم، الواحد، القهار...
كما أن للشيطان نزار قصيدة بعنوان (التنصُّت على الله) ينسب فيها الولد لله ويرميه بالجهل، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً فيقول في صفحة 170 :
ذهب الشاعر يوماً إلى الله..
ليشكو له ما يعانيه من أجهزة القمع..
نظر الله تحت كرسيه السماوي

وقال له: يا ولدي
هل أقفلت الباب جيداً ؟؟..)

و يقول الحربي في موضع آخر :
( ...
كما يدعي نزار قباني أن الله عز وجل يغني ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 135:
آهٍ.. يا آه..
هل صار غناءُ الحاكم قُدسيّاً
كغناء الله ؟؟.

وهنا يثبت نزار قباني المنحدر من سلالة الشياطين أن الله عز وجلله رائحة، تعالى الله وتنزه عن ذلك، فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 455:
الاقتراب من ناديا تويني صعبٌ..
كالاقتراب من حمامةٍ
مرسومةٍ على سقف كنيسة..
كالاقتراب من ميعاد غرام..
كالاقتراب من حورية البحر..
كالاقتراب من ليلة القدر..
كالاقتراب من رائحة الله.. )
و يضيف الحربي عنه :
( ...
كما أن نزار قباني يُصرح بلا خجل ولا خوف من الله تعالى بأن هناك مِن الكائنات والمخلوقات مَن قدَّمت استقالتها الجماعية إلى الله !! وذلك بعد موت الشاعرة اللبنانية ناديا تويني فيقول في أعماله السياسية الكاملة صفحة 462:
ولأن ناديا تويني كانت جزءاً من سفر العصافير
وسفر المراكب
ورائحة النعناع
وبكاء الأمطار على قراميد بيروت القديمة
فلقد قدَّمت كل هذه الكائنات
استقالتها الجماعية إلى الله...
لأنها بعد -ناديا تويني- تشعر أنها عاطلة عن العمل.

ومن صور زندقته وجراءته على دين الله تعالى: جعله الزنا عبادة، وتشبيهه إياه بصلاة المؤمن لربه وخالقه كما ينقل ذلك منير العكش في كتابه ( أسئلة الشعر ) في مقابلة أجراها مع نزار قباني صفحة 196حيث يقول :
(كل كلمة شعرية تتحول في النهاية إلى طقس من طقوس العبادة والكشف والتجلي…
كل شيء يتحول إلى ديانة
حتى الجنس يصير ديناً
والسرير يصير مديحاً وغرفة اعتراف
والغريب أنني أنظر دائماً إلى شِعري الجنسي بعينيْ كاهن، وأفترش شَعر حبيبتي كما يفترش المؤمن سجادة صلاة، أشعر كلما سافرت في جسد حبيبتي أني أشف وأتـطهـر وأدخل مملكة الخير والحق والضوء..
وماذا يكون الشعر الصوفي سوى محاولة لإعطاء الله مدلولاً جنسياً ؟ )

ومن صور استهزائه وسخريته بالجبار جل وعلا: وصفه بأن له حُجرةً قمرية يدخل فيها، يقول الملحد:
(يكون الله سعيداً في حجرته القمرية)
[مجموعة الأعمال الشعرية (2/188)]

ويتمادى نزار قباني بوصف ربه وخالقه سبحانه وتعالى بكل صفات النقص والاستهزاء والعيب واصفاً إياه بأنه سبحانه: خالف كتبه السماوية، وأنه انحاز إليه بصورة مكشوفة عياذاً بالله تـعالى، وزعمه أن لله بيتاً يذهب إليه، تقدس ربنا وتنـزه، وأنه صديق لله، فيقول:
(حين وزع الله النساء على الرجال
وأعطاني إياك
شعرت أنه انحاز بصورة مكشوفة إليّ
وخالف كل الكتب السماوية التي ألفها
فأعطاني النبيذ وأعطاهم الحنطة
ألبسـني الحرير وألبسهم القطن
أهدى إليَّ الوردة وأهداهم الغصن
حين عرّفني الله عليك ذهب إلى بيته
فكرت أن أكتب له رسالة.. على ورق أزرق
وأضعها في مغلف أزرق.. وأغسلها بالدمع الأزرق أبدأها بعبارة : يا صديقي، كنت أريد أن أشكره..
لأنه اختاركِ لي..
فالله كما قالوا لي لا يستلم إلا رسائل الحب
ولا يجاوب إلا عليها..
حين استلمت مكافأتي، ورجعت أحملك على راحة يدي، كزهرة مانوليا..
بُستُ يد الله، وبُستُ القمر والكواكب واحداً واحداً)

و يقول الحربي:
( ...
(لأنني أحبكِ، يحدث شيءٌ غير عادي، في تقاليد السماء، يصبح الملائكة أحراراً في ممارسة الحب، ويتزوج الله حبيبته)[المصدر السابق (2/442)]


عبده فايز الزبيدي 06-14-2014 08:50 AM

( نزار قباني 2):
ومن نماذج كفره العفن تشبيهه الخالق بالـمخلوق فيقول :
(إلهٌ في معابدنا نصليه ونبتهل
يغازلنا وحين يجوع يأكلنا …
إلهٌ لا نقاومه يعذبنا ونحتمل

إلهٌ ماله عمر إلهٌ اسمه الرجل).
و في موضع آخر يقول الحربي عن قباني:
( ... كما يرفض الشيطان نزار أن يتلقى الأوامر من ربه ومولاه جلَّ في علاه بقوله:
(لا تستبدي برأيك فوق فراش الهوى..
لأني من الله.. لا أتلقى الأوامر)[قصيدته (سيبقى الحب سيدتي) صفحة 140]

وهنا يبدأ الشيطان نزار مرة أخرى بالاستهزاء من الله تعالى وأنبيائه الكرام، فيقول:
(وطن بدون نوافذ..
هربت شوارعه.. مآذنه.. كنائسه..
وفر الله مذعوراً..
وفر جميع الأنبياء)[قصيدته (هل تسمعين صهيل أحزاني) صفحة 188]
كما يتخذ نزار قباني إلـهه هواه فيقول:
(هو الهوى.. هو الهوى..
الملك القدوس
والآخر القادر)..) أ.هـ




و هذه الزندقة الواضحة و التهتك الفاضح قامت عليه مؤسسات سياسية و ثقافية و اجتماعية تدعمه و تروج له تارة باسم الحضارة و تارة باسم الحداثة و ثالثة باسم الفن ، و حقيقة الأمر كفر و عهر.

و من الناحية الفنية فشعر نزار قباني أشبه بالنثر منه بالشعر لولا الوزن .

أصدر نزار قباني عدة دواوين ، طبعت في كتاب باسم ( المجموعة الكاملة لنزار قباني).
من شعره:
_ قصيدة (أصهار الله

1
إلا دعا الناس إلى المسجد ..
يوم الجمعه ..
وقال في خطبته العصماء
بأنه من أولياء الله ...
وأصفياء الله ..
وأصدقاء الله ...
2
لهذه المدينة المقهورة ،
المكسورة ،
الحزينه ...
إلا ادعى ، بأنه الممثل الشخصي ،
والناطق باسم الله ..
فهل من المسموح ،
أن أسأله تعالى ..
هل أنت قد أعطيتهم وكالةً
مختومةً .. موقعه ؟ ..
كي يجلسوا على رقاب شعبنا
إلى الأبد ....
هل أنت قد أمرتهم
أن يخربوا هذا البلد ؟
ويسحقونا كالصراصير ،
بأمر الله ..
ويضربونا بالبساطير ،
بأمر الله ...
فإن سألت حاكماً منهم
من الذي ولاك في الدنيا على أمورنا ؟
قال لنا : يا جهله ..
أما علمتم أنني ..
أصبحت صهر الله ؟؟
3
أريد أن أصرخ:
هل أنت عينت وزير المال ؟
إذن .. لماذا انفجر الفقر ؟
لماذا انفجر الصبر ؟
لماذا ساءت الأحوال ؟
وأصبح الصحن الرئيسي هو الزباله ...
وأصبح العصفور في بلادنا ..
لا يجد النخاله ...
فهل غلاء الخبز ..
شأنٌ من شؤون الله ؟؟
وهل غلاء الفول ؟. والحمص ..
والطرشي ..
والجرجير ..
شأنٌ من شؤون الله ؟...
وهل غلاء الموت، والأكفان،
شأنٌ من شؤون الله ؟
إذن لماذا يأكل الكبار كافياراً
ونحن نأكل النعال ؟
إذن .. لماذا يشرب الضباط وسكياً
ونحن نشرب الأوحال؟
إذن.. لماذا لا يفرق الفقير في بلادنا
بين رغيف الخبز .. والهلال ...
إذن.. لماذا في بطون أمهاتهم
ينتحر الأطفال؟...
4
أريد أن أسأله تعالى.
هل أنت قد علمتهم
ويغسلوا دماغنا ..
ويستبوا نساءنا ..
ويركبونا بدل الحمير والخيول ..
أريد أن أسأله تعالى
هل أنت قد أمرتهم ؟
أن يكسروا عظامنا ..
ويكسروا أقلامنا ...
ويقتلوا الفاعل والمفعول
ويمنعوا الأزهار أن تنبت في الحقول ؟؟.
5
أريد أن أسأل:
يا الله ..
هل أنت قد أعطيتهم
ليشتروا فرساي .. والمملكة المتحدة
ويشتروا بابل.. والحدائق المعلقه
ويشتروا الصحافة المرتزقة ...
هل أنت قد أعطيتهم شكاً على بياض ؟
ليشتروا التاج البريطاني .. والقصور ..
ويشتروا النساء في الأقفاص ، كالطيور
والقمر الأخضر في سماء نيسابور ؟؟
6
أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقاً؟..
يصبح صهر الله ؟؟
أريد أن أسأل:
يا الله..
هل أنت قد صاهرتهم
حقاً؟..
وهل من قاتلٍ لشعبه
يصبح صهر الله ؟؟

- قصيدة (

أشهد أن لا أمرأه إلا أنت

أشهد أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري
ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنت ..
2
أشهد أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع
والتعلق السريع
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذت
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
3
أشهد أن لا امرأة ً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنت ..
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ً
كانت معي كريمة كالبحر
راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت
وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت
4
أشهد أن لا امرأة ً
تقدرأن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سرتها
مركز هذا الكون
أشهد أن لا امرأة ً
تتبعها الأشجار عندما تسير
إلا أنت ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي
إلا أنت ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ً
إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي علي
إلا أنت ..
5
أشهد أن لا امرأة ً
توقف الزمان عند نهدها الأيمن
إلا أنت ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر
إلا أنت ..
أشهد أن لا امرأة ً
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت
خريطة الحلال والحرام
إلا أنت ..
6
أشهد أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني .. تغرقني
تشعلني .. تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهد أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني
وردا دمشقيا
ونعناعا
وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها
تلمس بالذهن ولا تقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهد أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهد أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور
8
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية
الدائمة الطفوله
أشهد أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم
وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيله
9
أشهد أن لا امرأة ً
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهد أن لا امرأة ً
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت
10
أشهد أن لا امرأة ً
مارست الحب معي بمنتهى الحضاره
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهد أن لا امرأة ً
قبلك حلت عقدي
وثقفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثاره
أشهد أن لا امرأة ً
إلا أنت ..

عبده فايز الزبيدي 06-15-2014 01:01 PM

أبو مسلم البهلاني
هو الشاعر أبو مسلم ناصر بن سالم بن عديم الرواحي العماني ، ينحدر من سلسلة عريقة النسب ، حيث كان جده عبدالله بن محمد البهلاني قاضيا في أيام دولة اليعاربة على وادي محرم ، كما أن أباه الشيخ سالم بن عديم البهلاني كان قاضيا للإمام عزان بن قيس _ رحمه الله _ الذي كان إماما لعمان سنة 1285هـ إلى 1287هـ.
ولد الشاعر سنة 1273هـ في قرية محرم موطن آبائه ، وهي من أعمال ولاية سمائل التي اشتهر أهلها بالشعر والأدب والفقه
غادر الشاعر عمان إلى شرق أفريقيا - زنجبار - وكان سفره إليها سنة 1295 هـ في زمن السلطان برغش بن سعيد سلطان زنجبار ؛ حيث كان والده سالم بن عديم البهلاني قاضيا للسلطان المذكور في زنجبار ، بعد وفاة الإمام عزان بن قيس
بقي الشاعر في زنجبار خمس سنوات ثم رجع إلى عمان سنة 1300هـ ، ثم عاد إلى زنجبار مرة ثانية سنة 1305هـ ، حيث بقي هناك حتى وافته المنية ، في شهر صفر سنة 1339هـ / 1920م.
انصب جل شعره في مجالين مجال التسابيح و الاذكار و مجال التحريض على الثورة ضد الظم و الاستعمار .

قلت : و هو إباضي المذهب صوفي الطريقة يؤمن بعقيدة ( وحدة الوجود) .و للإباضية و المتصوفة احتفاء كبير به و بشعره.
و أبو مسلم يدعي أن شعره من قبيل الوحي أو الإلهام الإلهي على طريقة أتباع وحدة الوجود من كل مذهب:
( صرّح أبو مسلم البهلاني في مطالع الأشعار/ الأذكار في أكثر من موضع أنها إلهام رباني جرى على لسانه، أو هبة من الله تعالى أخرجها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة. وقد يثير هذا الأمر إشكالاً حول المسؤولية الفنية والفكرية لهذا الشعر، ونسبة أبي مسلم هذه الأشعار إلى الإلهام يدل على أنه نظمها في حالة روحية وفكرية وشعورية استغرق فيها في الذكر إلى الحد الذي جعله يحسّ أنها إلهام، وهذه بعض أقواله في نسبة شعره إلى الإلهام: قال في حديثه عن شروط الذكر الأول: “فإن مفيض النور جل جلاله وتقدست أسماؤه ببركة أسمائه وصفاته أفاض على لسان عبده العاجز منظوماً يحتوي أسماءه الحسنى الواردة بها السنّة المطهرة، ثم على ما ورد به القرآن العزيز مِمَّا زاد على الوارد به أصح الأحاديث النبوية. ولفيض شعابه بالأنوار والأسرار والبركات لما تمّ بوهب الله وهدايته سميته الوادي المقدس”(، وقال في شروط الذكر الثالث “قال أبو مسلم: نزلت بقضاء الله وقدرته نازلة لم أجد للخلاص منها سبيلاً حتى تداركني الله برحمته ولطفه، فوهبني هذا الذكر بأن أخرجه من عالم الغيب إلى عالم الشهادة إجراءً على لساني”.
وليس شعر أبي مسلم وحده هو الفيض الرباني، بل كذلك رأى شعر سلفه من أهل الطريقة فهو يرى أن ما صدر عن الشيخ “القطب الجليل العارف بالله سعيد بن خلفان الخليلي” من شعر أو نثر “برهان قاطع على أن علمه كشفي وهبي لا يطيق أداءه إلاّ من أكرمه الله بالوصول، وأقامه مقاماً رفيعاً من المدد والفتح، ومن جملة ما أفاضه الله عليه هذه القصيدة الجليلة …) *

و المعجم الصوفي الداعي لوحدة الوجود و وحدة الشهود ماثل بجلاء في شعر أبي مسلم البهلاني:
( ...

من شعره ومن هذه المصطلحات: “الجمع” في قوله:
هو اللهُ باسمِ الله في كل لحظة بأسرار سِرّ الجمع جمع تشتتي
و”الفناء” في قوله:
هو الله باسم الله شاهدت اسمه فتاهت بأفناء الفناء أنيّتي
و”الشهود” في قوله:
هو الله باسم الله أنسي شهوده ولو غيبته العين متّ بوحشتي
و”المحق” و”المحو”(:
هو الله باسم الله محق إرَادتي مرادي وإثباتي لمحوي بغيتي
وقد جاء في التوسل إلى الله تعالى بهم قوله:
بالسادة الأبدال بالأقطاب بالسادة الأفراد بالأحباب
وبرجال الغـيب بالأنْجاب بالنقبـاء الطهر بالأطـياب
بالسـادة الأوتـاد بالغـوث الأبـر
ومن فكر الصوفية الذي يتجلى لدى أبي مسلم “الحقيقة المحمدية” وأجدها في قوله:
فلا كمال لمخلوق وليس به بل إنما فاض منه الفيض للفطر
لا عرش لا فرش لا كرسيّ لا ملك لا إنس لا جنّ لم يمدده بالخَير
أب لكل وجود أصل مبدئه منه، ومنه مداد الأنفس الطهر ) **

من شعره الوجودي :
_ قصيدة (خمرة الله) :

نصبت لهم من نير الذكر معلما = وبوأتهم من أنفع الذخر مغنما
وصيرت نفسي خادما ً لطريقة = بها هام أهل الله في الأرض والسما
فيا لرجال الحب والكأس مفعم = هلم اشربوا هذا المغنى ترنما
عصرت لكم من خمرة الله صفوها = فموتوا بها سكراً فما السكر مأثما
لقد هام أهل الاستقامة قبلنا = بها فانتشوا بين الخليقة هيما
تراهم سكارى ينشر الجمع فهمهم = ويطويه نور الفرق في أبحر العمى
ملأت لكم دني شرابا مروقا = وحركت أوتاري فأنطقت أعجما
وغنيت في شرب هم الرسل كلهم = تقدم إلى باب المليك مقدما"
من كمثلي وذا الشراب شرابي = والنبيون كلهم ندماني
هام قبلي به الخليل وموسى = ثم عيسى وصاحب القرآن
هذه حالتي وهذا مقامي = فاعرفوني وانكروا عرفاني
بنور وجهك يا نور السموات = أشعل مصابيح عرفاني بمشكاتي
واملأ بحبك قلبي واجتذب رمقي = من بين أبحر أوهامي وغفلاتي
هذا النار وذا الوادي المقدس = فاخلع النعيلين والذلة فالبس
واجد أنت هدى أو قبساً = لا تجاوز أن هذا الليل عسعس
طرق الله نصبَ عيني واسرا = رأساميه أبحري وسفيني
ما الذي صدني عن الله إلـ = ا سوء أمارتي وسوء يقيني
رب غوثاه جلها ظلمات = بؤت فيها بصفقة المغبون
أنت نور الأنوار نور يقيني = في حياتي الدنيا بنور مبين

- مخمسات بعنوان ( أوجه باسم اللّه وجه شهودي) :
أوجه باسم اللّه وجه شهودي
لعز جلال اللّه رب وجودي
تسابيح اخلاصي له وصمودي
سموط ثناء في سموط فريد
__
بكل لسان قد بثثن وجيد
وحب له في لب قلبي وقشره
وخوف يوازيه رجاء لبره
وشكر ومن لي أن أقوم بشكره
وحمد تغص الكائنات بنشره
إذا نشرت منه أجل برود
-----
وشوق يذيب النفس لا عج حره
ووقفة مضطر أسير بفقره
واخلاص سر نوره حشو سره
وذكر له تحيا النفوس بذكره
ويبعث قبل البعث من هو مودي
----
صرفت مرادي فيه طوعاً لصرفه
حقيقة ذكري أنني عين ظرفه
حباني به طيباً عرفت بعرفه
تعطرت الآفاق من طيب عر
فه فما مسك دارين يشاب بعود
-----
يبشر بالزلفى كريم مقامه
ويستغرق الأسرار سكر مدامه
يصب حيا الأنوار صوب غمامه
ويزري بنور الشمس نور ابتسامه
إذا ما تجلى في صحائف سود
-----
تجردت من نفسي فلم يبقَ لي أنا
وطارت هوى روحي بأجنحة الفنا
لمن هو أهل المجد والعز والغنى
لمن هو أهل الحمد والمدح والثنا
لذي الفضل والألاء خير مفيد
------
لمن وحدته المبدعات سواجدا
لمن عرفته الموجدات حوامدا
لمن مجدته الممكنات صوامدا
لمن سبحته الكائنات شواهدا
بتوحيده واللّه خير شهيد
-----
لمن سخر الأشياء في الأرض والسما
لمن كان بالمخلوق أحفى وأرحما
لمن بسط النعماء منا وتمما
أعاد وأيدى من أياديه أنعما
فيا أنعم المولى بدأت فعودي


__________________
*من مقالة بعنوان ( الخِطَابُ الإِلَهِيُّ فِي شِعْرِ أبي مُسْلِمٍ البَهْلانيِّ ملامِحُ وظَوَاهر)للدكتور / مأمون فريز محمود جرَّار ،وردت في موقع : تادارات موقع الدراسات الإباضية

عبده فايز الزبيدي 06-16-2014 01:28 AM

سعدي يوسف
ترجم لنفسه في موقعه بقوله: (سعدي يوسف ولد في العام 1934، في ابي الخصيب، بالبصرة (العراق)، أكمل دراسته الثانوية في البصرة. يحمل ليسانس شرف في آداب العربية.
عمل في التدريس والصحافة الثقافية ، تنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية.
نال جوائز في الشعر:
جائزة سلطان العويس،
وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية.
وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ .
عضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".
عضو الهيئة الإستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine
عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال Banipalللأدب العربي الحديث .
مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999 ميلادي)
قلت:
و هذا الدعي سعدي شاعر ملحد ذو نزعة شيعية رافضية بغيضة و من زندقته قصيدته المسماة ( عيشة بنت الباشا):
و التي تطاول فيها على زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين الصديقة بينت الصديقة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها و عن أامها و ابيها حيث يقول _ عامله الله بما يستحق _:

طِلْعَت الشُمّيسهْ
على شَعَرْ عيشهْ
عيشه بنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرْخاشةْ !

*

لَكأنّ عائشةَ الجميلةَ تستجيرُ . تقولُ لي : سعدي !
أوَلستَ مَن يهوى الجميلاتِ ؟ الحرائرَ … والصبايا ؟
كيفَ تخذلُني ، إذاً ؟
أنتَ العليمُ بأنني ، بنتٌ لتاسعةٍ ، وأني كنتُ ألعبُ بالدُّمى.
لكنهم
جاؤوا
وقالوا: ثَمَّ تطْريةٌ لوجهِكِ …
(كان وجهي وجهَ طفلتكم ، وليس من معنىً لتطريةٍ … )
أجابوني:
النبيُّ أرادكِ !

*

طِلْعَت الشمّيسةْ
على شعَر عَيشة
عيشة بنت الياشا
تلعبْ بالخرخاشة ْ

*

وعائشةُ، الحـُـمَيراءُ …
الجميلةُ مثل إيرلنديّةٍ ، والشَّعْرُ أحمرُ .
يا عطاءَ الله !
كان محمّدٌ ، ما بين رُكعته ، وتالي رُكعةٍ ،ينوي يُباشرُها
وأحياناً يرى ما بين ساقَيها ، صلاةً …
هكذا
ذاقتْ عُسَيلَتَهُ
وذاقَ محمدٌ ، دبِقاً ، عُسَيلَتَها …
هيَ مَنْ هيَ : الـحَوّاءُ
عائشةُ الحـُمَيراءُ ،
الجميلةُمثل إيرلنديّةٍ …
صنمُ النبي ّ !

*

طِلْعَت الشمّيسة
على شَعَر عيشة
عيشة بنت الباشا
تلعبْ بالخرخاشة …

*

لكنّ عائشةَ الجميلةَ ، سوفُ تُعْلي أن ناعمَ شَعرِها سيظلُّ أحمرَ
سوف تُعْلِنُ أنها ، أبداً ، محاربةٌ …
لقد قهرتْ نبيّاً في السريرِ
وهاهي ذي ، على جملٍ ، تقاتلُ .
إن عائشةَ الـحُمَيراءَ
النبيّةُ
بعدَ أن ذهبَ الذكورُ الأنبياءُ إلى الهباء …

*

طِلعت الشمّيسة
على شعَر عَيشةْ
عيشةبنت الباشا
تِلْعَبْ بالخرخاشة !


و قام المنافقون و الملاحدة ممن هم على شاكلته بالدفاع عنه ، أما أهل الإسلام المحبون لله و لكتابه و نبيه و آله و صحبه فقد عبروا عن صادق غضبهم ، و من هذا الموقف الكريم الصادر في بيان رابطة شعراء بلا حدود و نصه:
(
تعلن منظمة شعراء بلا حدود عن سحب اسم الشاعر العراقي الطائفي سعدي يوسف من قائمة الفائزين بلقب أفضل مئة شاعر عربي ضمن (مبادرة منظمة شعراء بلا حدود لاختيار أفضل مئة شاعر عربي) لسنة 2013 ، وذلك لقيامه بنسج قصيدة رخيصة فنيا وأخلاقيا ، يسيء فيها لأم المؤمنين السيدة عائشة إساءات بالغة ، تؤشر على نفسه المريضة وطائفيته البغيضة، وهو ما تم استهجانه من أبناء الأمة ومثقفيها على اختلاف عقائدهم وتوجهاتهم ..
إننا إذ نتألم لهذا الفعل الشيطاني البغيض لنؤكد على عدم استحقاقه لمثل هذا اللقب ، مع أننا في منظمة شعراء بلا حدود لا نخلط الفن والأدب بالتوجهات والعقائد ولن نفعل هذا، ونربأ بأنفسنا عنه، إلا أن إساءته هذه تعد مما يحط من منزلته ويدني من مكانته ، هذا وقد تم سحب اللقب بناء على موافقة معظم أعضاء لجان التحكيم .
رئيس منظمة شعراء بلا حدود
محمود النجار) أ.هـ


سنتكمل سيرته قريبا ، إن شاء الله تعالى!


الساعة الآن 10:54 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team