.... إنَّ أَخِي كانَ مَلِكِي .... قال أبو عمرو : إن أبا حَنَش التغلبي لما أدْرَك شَرَحْبيل عمّ امرئ القيس ، وكان شَرَحْبيل قتل أخا أبي حَنَش قال : يا أبا حَنَش الَّلبن الَّلبن ، أي خُذْ مني الديَةَ ، فقال له أبو حنش : هَرَقْتَ لبناً كثيراً ، أي قتلت أخي ، فقال له شَرَحْبيل : أَمَلِكاً بسُوقة ؟ أي أتقتلُ ملكاً بدل سوقة ، فقال أبو حنش : إن أخي كان مَلِكِي . |
.... إنَّهُ لَأَشْبَهُ بِهِ مِنَ التَّمْرَةِ بالتَّمْرَةِ .... يضرب في قرب الشبه بين الشيئين . |
.... إنَّ الحَبِيْبَ إلَى الإخْوَانِ ذُو المَالِ .... يضرب في حفظ المال والإشفاق عليه . |
.... إنَّ في المَرْنَعَةِ لِكُلِّ كَرِيمٍ مَفْنَعَة .... المرنعة : الخِصْب ، والمفنعة : الغنى والفَضْل . ويروى " مقنعة " من القَنَاعة ، وبالفاء من قولهم " مَنْ قَنَعَ فَنَع " أي استغنى ، ومنه قوله : أظِلَّ بيتيَ أم حَسْناءَ ناعِــمَةً حَسَدْتَنِي أم عَطَاء الله ذَا الفَنَعِ |
.... إذَا طَلَبْتَ البَاطِلَ أُبْدِعَ بِكَ .... يقال : أُبْدِعَ بالرجل ، إذا حَسَرَ عليه ظهره ، أو قام به ، أو عطبت راحلته ، وفي الحديث " إنِّي أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي " . ومعنى المثل إذا طلبت الباطل لم تَظْفَرْ بمطلوبك وانقطع بك عن الغرض . ويروى " أنجح بك " أي صار الباطل ذا نجح بك ، ومعناه أن الباطل يعطي الأعداء منك مُرَادهم ، وفي وفي هذا نهي عن طلب الباطل . |
.... إذَا نَزَا بِكَ الشَّرُّ فَاقْعُدْ بِهِ .... يضرب لمن يؤمر بالحلم وترك التسرُّع إلى الشرِّ . ويروى " إذا قام بك الشر فاقعد " . |
.... إيَّاكَ ومَا يُعْتَذَرُ مِنْهُ .... أي لا ترتكب أمراً تحتاج فيه إلى الاعتذار منه . |
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر الرائع عبد السلام بركات ... ما أجمل ما خطته يداك ... أجد وأفدت ... |
اقتباس:
السلام عليك الأخ زهير سيد شعبان أشكر حضورك البهي كن هنا يا صديقي محبتي |
.... إذَا زَلَّ العَالِمُ زَلَّ بِزَلَّتِهِ عَالَمٌ .... لأن للعالم تبعاً فهم به يقتدون ، قال الشاعر : إنَّ الفقيه إذا غَـوَى وأطاعه قَومٌ غَوَوْا معهُ فَضَاعَ وَضَيَّعا مثل السفينة إن هَوَتْ في لُجّةٍ تَغْرَقْ ويَغْرق كلُّ ما فيها مَعَا |
.... أَنْتَ أَعْلَمُ أمْ مَنْ غَصَّ بِهَا .... الهاء للقمة . يضرب لمن جرّب الأمور وعَرَفها . |
.... إنَّهُ لَدَاهِيَةُ الغَبَرِ .... قال الكذاب الحِرْمَازِيّ : أنْتَ لها مُنْذِرُ مِنْ بَيْنِ البَشَرْ دَاهية الدَّهْر وَصَمّاء الغَبَرْ أنْتَ لها إذ عَجَزَتْ عَنْها مُضَرْ قالوا : الغَبَر الداهية العظيمة التي لا يهتدي لها ، قلت : وسمعت أن الغَبَر عينُ ماء بعينه تأْلَفُها الحيَّاتُ العظيمة المنكرة ، ولذلك قال الحرمازي " وصماء الغَبَرْ " أضاف الصماء إلى الغَبَر المعروفة ، وأصل الغبر الفساد ، ومنه العِرْقُ الغَبِر ، وهو الذي لا يزال ينتقض ، فصماء الغبر بلية لا تكاد تنقضي وتذهب كالعرق الغبر . |
... إلَّا دَهٍ فَلَا دَهٍ .... روى ابن الأعرابي " إلّا دَهْ فلا دَهْ " ساكن الهاء ، ويروى أيضاً " إلا دِهِ فلا دِهِ " أي إن لم تعط الاثنين لا تعط العشرة ، قال أبو عبيد : يضربه الرجل يقول أريد كذا وكذا ، فإن قيل له : ليس يمكن ذا ، قال : فكذا وكذا ، وقال الأصمعيّ : معناه إن لم يكن هذا الآن فلا يكون بعد الآن ، وقال : لا أدري ما أصله ، قال رؤبة : * وَقُوّل إلّا دَهِ فَلَا دَهِ * قال المنذري : قالوا معناه إلا هذه فلا هذه ، يعني أن الأصل إلا ذه فلا ذه - بالذال المعجمة - فعربت بالدال غير المعجمة ، كما قالوا : يَهُوذا ، ثم عرب فقيل : يَهُودا ، وقيل : أصله إلا دهى أي إن لم تضرب ، فأدخل التنوين فسقط الياء ، قال رؤبة : فاليومَ قدْ نَهْنَهَنِي مُنَهْنِهِي وَأَوْلُ حِلْمٍ لَيْـسَ بِالمُسَفِّهِ وَقُـــوَّلٌ إلّا دهِ فَلَا دهِ وحَـقَّةٌ لَيْسَتْ بِقولِ التُّرَّهِ يقول : زَجَرني زواجر العقل ورجوعُ حلم ليس يُنْسب إلى السَّفَه وقُوّل ، أي ورجوع قُوَّل يقلن : إن لم تتب الآن مع هذه الدواعي لا تَتُبْ أبداً ، وقَوْلة حَقَّة ، أي وقَالَة حقة ، يقال : حَقٌّ وحَقّة كما يقال : أهْلٌ وأهْلَة ، يريد الموتَ وقربه . روى هشام بن محمد الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عن عَقيل عن أبي طالب قال : كان عبد المطلب بن هاشم نديماً لحَرْبِ بن أمّيَّة حتى تنافَرَا إلى نُفَيْل بن عبد العُزَّى جدّ عمر بن الخطاب رضيَ الله عنه ، فأنفر عبدَ المطلب فتفرقا ، ومات عبد المطلب وهو ابن عشرين ومائة سنة ، ومات قبل الفِجَار في الحرب التي بين هَوَازن ، ويقال : بل تَنَافرا إلى غزي سلمة الكاهن ، قالوا : كان لعبد المطلب ماء بالطائف يقال له ذو الهرم ، فجاء الثَّقَفِيُّون فاحتفروه ، فخاصمهم عبد المطلب إلى غزيّ أو إلى نُفَيْل ، فخرج عبد المطلب مع ابنه الحارث ، وليس له يومئذ غيره ، وخرج الثففيون مع صاحبهم ، وحَرْبُ بن أمية معهم على عبد المطلب ، فنفِدَ ماءُ عبد المطلب ، فطلب إليهم أن يَسْقوه فأبوا ، فبلغ العَطَشُ منه كل مبلغ ، وأشرف على الهلاك ، فبينا عبد المطلب يُثير بَعيره ليركب إذ فَجَّرَ اللهُ له عَيْناً من تحت جِرَانِه ، فحمِدَ الله ، وعلم أن ذلك منه ، فشرب وشرب أصحابه رِيَّهُمْ ، وتزوَّدُوا منه حاجتهم ، ونفِدَ ماء الثقفيين فطلبوا إلى عبد المطلب أن يَسْقيهم ، فأنعم عليهم ، فقال له ابنه الحارث : لأنحنيَنَّ على سيفي حتى يخرج من ظهري ، فقال عبد المطلب : لأسقينَّهم فلا تفعل ذلك بنفسك ، فسقاهم ، ثم انطلقوا حتى أتوا الكاهن وقد خَبَؤُوا له رأسَ جرادة في خَرَزَة مَزَادة ، وجعلوه في قِلادة كلبٍ لهم يقال له سَوَّار ، فلما أتوا الكاهنَ إذا هم ببقرتين تَسُوقان بينهما بَخْرَجَاً* كلتاهما تزعم أنه ولدها ، ولدتا في ليلة واحدة فأكل النّمر أحد البَخْرَجَيْنِ ، فهما تَرْأمان الباقي ، فلما وقَفَتَا بين يديه قال الكاهن : هل تدرون ما تريد هاتان البقرتان ؟ قالوا : لا ، قال الكاهن : ذهَبَ به ذو جسد أربد ، وشدق مرمع ، وناب معلق ، ما للصغرى في ولد الكبرى حق ، فقضى به للكبرى ، ثم قال : ما حاجتكم ؟ قالوا : قد خَبأْنا لك خَبْأً فانبئنا عنه ثم نخبرك بحاجتنا ، قال : خبأتم لي شيئاً طار فَسَطَع ، فتصوَّب فوقع ، في الأرض منه بُقَع ، فقالوا : لا ده ، أي بينه ، قال : هو شيء طار فاستطار ، ذو ذَنَب جرار ، وساق كالمنشار ، ورأس كالمسمار . فقالوا : لا ده ، قال : إن لا ده فلا ده ، هو رأس جرادة ، في خرز مَزَادة ، في عنق سَوّار ذي القلادة ، قالوا : صدقت فأخبرنا فيما اختصمنا إليك فأخبرهم ، وانتسبوا له ، فقضى بينهم ورجعوا إلى منازلهم على حكمه . * البَخْرَج - بِزِنة جعفر - ولدُ البقرة |
.... إذَا كانَ لَكَ أَكْثَرِي فَتَجافَ لِي عَنْ أَيْسَرِي .... يضرب للذي فيه أخلاق تُسْتَحْسَن وتَبْدُرُ منه أحياناً سَقْطة : أي احتمل من الصديق الذي تحمده في كثير من الأمور سيئةً يأتي بها في الأوقات مرة واحدة . |
.... أَنَا غَرِيرُكَ مِنْ هذَا الأَمْرِ .... أي أنا عالم به فاغْتَرَّنِي ، أي سَلْنِي عنه على غرة أخبرك به من غير استعداد له ، وقال الأصمعي : معناه أنك لست بمغرور من جهتي ، لكن أنا المغرور، وذلك أنه بلغني خبر كان باطلاً فأخبرتك به ، ولم يكن ذاك على ما قلت لك . |
.... أنا مِنْهُ فالِجُ بْنُ خَلَاوَةَ .... أي أنا منه بريء ، وذلك أن فالج بن خلاوة الأشجعي قيل له يوم الرقم لما قتل أنيس الأسْرَى : أتنصر أنيساً ؟ فقال : أنا منه بريء ، فصار مثلاً لكل مَنْ كان بمعزلٍ عن أمر ، وإن كان في الأصل اسْماً لذلك الرجل . |
.... أَنْتَ تَئِقٌ ، وأَنا مَئِقٌ ، فَمَتَى نَتَّفِقُ ؟ .... قال أبو عبيد : التَّئِقُ : السريعُ إلى الشرِّ ، والمَئِقُ : السريع إلى البكاء ، وقال الأصمعي : هو الحديد يعني التئق ، قال الشاعر يصف كلباً : أصْمَع الكَعْبين مَهْضُوم الحَشَا سـرطم الَّلحْيَيْن مـعاج تَئِقْ والمَأَق بالتحريك : شبيه الفُوَاق يأخذا الإنسان عند البكاء والنَّشِيج ، كأنه نَفَس يقلعه من صدره ، وقد مَئِقَ مَأَقاً . والتَّأق : الامتلاء من الغضب . يضرب للمختلفين أخلاقاً . |
.... إنَّهُ لَنَكِدُ الحَظِيْرَةِ .... النَّكَد : قلة الخير ، يقال نَكِدَتِ الركيَّة ، إذا قلَّ ماؤها ، وجمع النكِدِ أنكَاد ونُكد ، قال الكميت : نزلت به أنف الربيـ ـع وزايلت نُكْدَ الحظائر قال أبو عبيد : أراه سمى أمواله حَظِيرة لأنه حَظَرها عنده ومَنَعها ، فهي فَعِيلة بمعنى مَفْعُولة . |
.... أَنْتَ مَرَّةً عَيْش ، وَمَرَّةً جَيْش .... أي أنت ذو عيش مرة وذو جيش أخرى ، قال ابن الأعرابي : أصله أن يكون الرجل مرة في عيش رَخِيّ ومرة في شِدّة . |
.... إنْ لَمْ يَكُنْ شَحْمٌ فَنَفَشٌ .... النَّفَشُ : الصوف ، قاله ابن الأعرابي ، يعني إن لم يكن فعل فرياء ، وقال غيره : النَّفَش القليل من اللبن . يضرب عند التَّبَلُّغِ باليسير . |
.... آهَةً وَميهَة .... قال الأصمعي : الآهة التأوّه والتوجع ، قال المُثَقَّبُ العَبْدِيُّ : إذَا ما قُمْتُ أَرْحَلُهَا بِلَيْلٍ تَأوَّهُ آهَةَ الرَّجُلِ الحَزِينِ وقال بعضهم : الآهة الحَصْبَة . والمِيهَة : الجدَرِي ، يعني جُدَرِيَّ الغنم . قال الفراء : هي الأمِيهة أسقطت همزتها لكثرة الاستعمال كما أسقطوا همزة هو خَيْرٌ مني وشَرٌّ مني ، وكان الأصل أخْيَر وأشَرُّ ، ويقال من ذلك : أُمِهَت الغنم فهي مَأْمُوهة . وقال غيره : مِيهة وأمِيهة واحد ، قال الشاعر : طَبيخ نُحَــازٍ أو طبيـخ أمِيهَةٍ صَغِيرُ العِظام سَيِّءُ القِشْمِ أَمْلَط * * النحاز - بالضم - داءٌ يصيب الإبل . الأميهة : جدري الغنم كما قال المؤلف . القشم - بالكسر - الجسد . الأملط : الذي ليس على جسده شعر . |
.... إلَيْكَ يُسَاقُ الحَدِيثُ .... قال ابن الكلبي : جَمَع عامر بن صَعْصَعَة بنيه ليُوصِيَهم عند موته ، فمكث طويلاً لا يتكلم ، فاستحثّهُ بعضهم ، فقال له : إليك يساق الحديث . |
.... أنَا النَّذِيرُ العُرْيَانُ .... قال ابن الكلبي : كان من حديث النذير العريان أن أبا دُوَاد الشاعرَ كان جاراً للْمُنْذِر بن ماء السماء ، وأن أبا دُوَاد نازَعَ رجلاً بالحِيرة من بَهْراء يقال له رقبة بن عامر ، فقال له رقبة : صالحني وحالفني ، قال أبو دُوَاد : فمن أين تعيش أبا دُوَاد ؟ فوالله لولا ما تصيب من بَهْراء لهلكت ، ثم افترقا على تلك الحالة ، وإن أبا دُوَاد أخرج بَنِينَ له ثلاثةً في تجارة إلى الشام ، فبلغ ذلك رقبة ، فبعث إلى قومه فأخبرهم بما قال له أبو دُوَاد عند المنذر ، وأخبرهم أن القوم وَلَدُ أبي دُوَاد ، فخرجوا إلى الشام فقتلوهم ، وبعثوا برؤوسهم إلى رقبة ، فلما أتته الرؤوس صنَعَ طعاماً كثيراً ، ثم أتى المنذر فقال له : قد اصطنعت لك طعاماً فأنا أحب أن تَتَغَدّى ، فأتاه المنذر وأبو دُوَاد معه ، فبينا الجِفان تُرْفَعُ وتوضعُ إذ جاءت جَفْنةٌ عليها أحد رؤوس بني أبي دُوَاد ، فقال أبو دُوَاد : أبَيْتَ الَّلعْنَ إني جارُكَ وقد ترى ما صُنِع بي ، وكان رقبة جاراً للمنذر ، قال فوقَع المنذر منهما في سوأة ، وأمر برقبة فحبس ، وقال لأبي دُوَاد : ما يرضيك ؟ قال : أن تبعث بكتيبتيك الشَّهباء والدَّوْسَر إليهم ، فقال له المنذر : قد فعلْتُ ، فوجَّه إليهم الكتيبتين قال : فلما رأى ذلك رقبة مِنْ صُنْعِ المنذر قال لامرأته : الحَقِي بقومك فأنذريهم ، فعمدت إلى بعض إبل البَهْرَاني فركبته ثم خرجت حتى أتت قومها فعرّفت ، ثم قالت : أنا النَّذِيْرُ العُرْيَان ، فأرسلتها مثلاً ، وعرف القومُ ما تريد ، فصَعَدوا إلى علياء الشام ، وأقبلت الكتيبتان فلم تصيبا منهم أحداً ، فقال المنذر لأبي دُوَاد : قد رأيتَ ما كان منهم ، أفَيُسكِتُكَ عني أن أعطيك بكل رأسٍ مائتي بعير ؟ قال : نعم ، فأعطاه ذلك ، وفيه يقول قيس بن زهير العبسي : سأفْعَلُ مَا بَدَا لِيَ ثُمَّ آوِي إلى جارٍ كَجَارِ أبي دُوَادِ وقال غيره : إنما قالوا " النذير العريان " لأن الرجل إذا رأى الغارة قد فَجَأَتْهم ، وأراد إنذار قومه تجرَّد من ثيابه وأشار بها ليعلم أنه قد فجأهم أمر ، ثم صار مثلاً لكل أمر تُخَاف مفاجأته ، ولكل أمر لا شبهة فيه . |
.... إيَّاكِ أَعْنِي واسْمَعِي يَا جَارَةْ .... أول من قال ذلك سَهْل بن مالك الفَزَاري ، وذلك أنه خرج يريد النعمان ، فمر ببعض أحياء طيء ، فسأل عن سيد الحي ، فقيل له : حارثة بن لأم ، فأَمَّ رَحْلَه فلم يُصِبْه شاهداً ، فقالت له أخته : انْزِلْ في الرَّحْبِ والسَّعَة ، فنزل فأكرمته ولاطفته ، ثم خرجت من خِبائها فرأى أجْمَلَ أهل دهرها وأكملهم ، وكانت عَقِيلَةَ قومِها وسيدة نسائها ، فوقع في نفسه منها شيء ، فجعل لا يَدْرِي كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك ، فجلس بِفِناء الخِباء يوماً وهي تسمع كلامه ، فجعل ينشد ويقول : يَا أُخْتَ خَيْرِ البَدْوِ وَالحَضَارَةْ كَيْفَ تَرَيْنَ فِي فَتَـى فَزَارَةْ أَصْبَحَ يَهْوَى حُرَّةً مِعْطَارَةْ إيَّاكِ أَعْنِي وَاسْمَعِي يَا جَارَةْ فلما سمعت قوله عرفت أنه إياها يعني ، فقالت : ماذا بِقَوْلِ ذي عقلٍ أريب ، ولا رأيٍ مصيب ، ولا أنفٍ نجيب ، فأقِمْ ما أَقَمْت مكرَّماً ، ثم ارْتَحِلْ متى شئت مسلماً ، ويقال أجابته نظماً فقالت : إنِّي أَقُولُ يَا فَتَــى فَزَارَةْ لَا أَبْتَغِي الزَّوْجَ وَلَا الدَّعَارَةْ وَلَا فِرَاقَ أَهْلِ هَذِي الجَارَةْ فَارْحَلْ إلَى أَهْلِكَ بِاسْتِخَارَةْ فاسْتَحْيَا الفتى وقال : ما أردتُ منكراً ، واسوأتاه ، قالت : صَدَقْتَ ، فكأنها اسْتَحْيَتْ من تسرُّعِها إلى تُهْمَته ، فارتحل ، فأتى النعمان فَحَبَاه وأكرمه ، فلما رجع نزل على أخيها ، فبينا هو مقيم عندهم تطلَّعت إليه نفسُها ، وكان جميلاً ، فأرسلت إليه أنِ اخْطُبْني إن كان لك إليَّ حاجةً يوماً من الدهر ، فإني سريعة إلى ما تريد ، فخطبها وتزوجها وسار بها إلى قومه . يضرب لمن يتكلم بكلام ويريد به شيئاً غيره . |
.... أَبِي يَغْزُو ، وأُمِّي تُحَدِّثُ .... قال ابن الأعرابي : ذكروا أن رجلاً قَدِم من غَزَاة ، فأتاه جيرانُه يسألونه عن الخبر ، فجعلت امرأته تقول : قَتَل من القوم كذا ، وهَزَم كذا ، وجُرِح فلان ، فقال ابنها متعجباً : أبي يغزو وأمي تحدث . |
.... إنَّمَا هُمْ أكَلَةُ رَأْسٍ .... يضرب مثلاً للقوم يَقِلُّ عددهم . |
.... أُكْلَةُ الشَّيْطَانِ .... قالوا : هي حَيَّةٌ كانت في الجاهلية لا يقوم له شيء ، وكانت تأتي بيتَ الله الحرامَ في كل حين فتضرب بنفسها الأرضَ ، فلا يمر بها شيء إلا أهلكته ، فضُرب بها المثل في كل شيءٍ ذهب فلم يوجد له أثر . وأما قولهم " إنما هو شَيْطان من الشَّياطين " فإنما يراد به النشاط والقوة والبَطَر . |
.... إلَيْكَ أَنْزلَتِ القِدْرُ بِأَحْنَائِهَا .... أي : جوانبها . هذا مثلُ قولهم " إليكَ يُسَاق الحديث ". |
.... الأَمْرُ يَعْرِضُ دُونَهُ الأَمْرُ .... ويروى " يحدث ". يضرب في ظُهُور العَوَائِقِ . |
.... إحْدَى عَشِيَّاتِكِ مِنْ نَوْكَى قَطَنٍ .... النَّوْكى : جمع أَنْوَكَ ، وقَطَن : هو قَطَنُ بن نَهْشَل بن دارم النَّهْشَلي ، وحَمْقَاهم أشدُّ حُمْقاً من غيرهم ، ولعل إبل هذا القائل لقيَتْ منهم شراً فضرب بهم المثل ، وهذا مثل قولهم " إحدى لياليك من ابن الحرّ " " وإحدى لياليك فَهِيسِي " |
.... أحَدَ حِمَارَيْكِ فَازْجُرِي .... أصلُه في خطاب امرأة . يضرب لمن يتكلف ما لا يَعْنيه . |
.... إحْدَى عَشِيَّاتِكِ مِنْ سَقْيِ الإِبِلِ .... يضرب للمُتْعَب في عمل . |
.... أخَذُوا في وَادِي تُوُلِّهَ .... من الوَلَه ، وهو مثل تُضُلِّل - بضم التاء والضاد وكسر اللام - في وزنه ومعناه ، والوَلَه : التحير . يضرب لمن وقع فيما لا يهتدي للخروج منه . |
.... أَخُوكَ أَمِ الذِّئْبُ .... أي : هذا الذي تَرَاه أخوك أم الذئب ، يعني أن أخاك الذي تختاره مثل الذئب فلا تأمنه . يضرب في موضع التَّمارِي والشك . |
.... أَدَّى قِدْراً مُسْتَعِيْرُهَا .... يضرب لمن يعطي ما يلزمه من الحق . |
.... إذَا كَوَيْتَ فَأَنْضِجْ وإذَا مَضَغْتَ فَادْقِقْ .... يضرب في الحثِّ على إحكام الأمر . |
.... إنَّكَ لَتُمَدُّ بِسُرْمٍ كرِيمٍ .... ويروى " بشلو كريم " وأصله أن رجلاً امتنع من الأكل أَنَفَةً من الاستفراغ حتى ضعف ، فافترسه الذئب وجعل يأكله وهو يقول هذا القول حتى هلك . يضرب لمن يفتخر بما لا افتخار به . |
.... إنَّكَ مَا وَخَيْراً .... " ما " زائدة ، ونصب " خيراً " على تقدير إنك وخيراً مجموعان أو مقترنان . يضرب في موضع البشارة بالخير وقُرْب نَيْل المطلوب . |
.... إنَّ الهَوَى يَقْطَعُ العَقَبَةَ .... أي : يحمل على تحمُّل المشقَّة ، وهو كقولهم " إن الهَوَى ليميلُ ". |
.... إنَّ في مِضِّ لَسِيْما .... ويروى " لَمَطْمعاً ". مضّ : كلمة تستعمل بمعنى لا ، وليست بجواب لقضاء حاجة ولا ردّ لها ، ولهذا قيل : إن فيه لمطعما ، وإن فيه لعلامة ، قال الراجز : سألتُ هَلْ وَصْلٌ فَقَالتْ مِضِّ وحَرَّكَتْ لـيْ رأسَهَا بالنَّغْضِ وسِيمَا : فِعْلَى من الوَسْم ، والأصل فيه وِسْمَى ، فحُوِّلَت الفاء إلى العين فصارت سِوْمَى ، ثم صارت سِيْمَا ، فهي الآن عِفْلى . ومعنى المثل إن في مض لعلامة درك . يضرب عند الشك في نيل شيء . |
الساعة الآن 02:39 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.