![]() |
التقديم.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على إيمان الأمة واستقامتها على دين الله حرصا زاد وفاض ، حتى وصفه الله في ذلك بقوله : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم } [ سورة التوبة :128 ] والمعنى : لقد أرسل الله لكم رسولا من خالص العرب ، هذا الرسول يصعب عليه مشقتكم وهو حريص على إيمانكم ، وهو { بالمؤمنين رءوف } يحرص على إبعاد المكروه عنهم { رحيم } يسعى لإيصال الخير لهم . ولقد بذل صلى الله عليه وسلم كل جهده وطاقته في سبيل إيمان الأمة ، حتى قال الله له : { فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا } [سورة الكهف : 6 ] والمعنى : لا تبخع نفسك أي لا تقتلها هما وغما لعدم إيمانهم . وقال سبحانه : { فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون} [ سورة فاطر : 8 ] . والمعنى : لا تهلك نفسك حسرة على إعراض هؤلاء الكفرة عن الحق. وقال سبحانه : { لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين } [ سورة الشعراء:3 ] . لقد بذل صلى الله عليه وسلم كل ما في وسعه في سبيل إخراج الناس من الكفر إلى الإيمان ، وجاءت مواقف في السنة النبوية تبين ذلك : • فلقد دل على الخير وحبب فيه بكل السبل. • وحذر من الشر ونفر منه بكل الحيل. • واستعمل كل الأساليب الكفيلة بالإرتقاء بالأمة . • ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته دعا الله أن يحفظها على طول عمرها من كل مهلك . • واستجاب الله الكريم دعوات نبيه صلى الله عليه وسلم ، وطمأنه والأمة بحفظه سبحانه أمة الإسلام ومعافاتها . • لقد دعا صلى الله عليه وسلم للأمة دعوات جامعة متعددة : • سأل الله ألا تنقلب عن الإسلام إلى الكفر ، وألا تجتمع على ضلالة . • وسأل الله ألا تهلك بالقحط ـ الجفاف ـ ولا بالغرق . • وسأل الله ألا يهلكها عدو . • وعمم في دعوة فسأل الله ألا يهلكها بأي بلاء أهلك أمة من الأمم السابقة. • وهكذا سأل الله لها الاستقامة على الصراط المستقيم ، والسلامة من كل مهلك ، واستجاب الله تبارك وتعالى كل هذه الدعوات . • ومما ينبغي التنبيه له أن دعواته صلى الله عليه وسلم المستجابة هذه إنما هي لرفع البلاء العام ، فلا تنحرف الأمة كلها عن الحق ، ولا تهلك كلها بالقحط أو الغرق . . . إلخ . • أما أن يقع نوع بلاء لبعض الأمة فهذا ممكن ، وهنا رسم الإسلام طريق الخلاص ،ولهذا فلقد ركزت أثناء شرحي أحاديث هذه الدعوات على : - إبراز وجه إعجاز الحديث ، وأنه صلى الله عليه وسلم أخبر فوقع الأمر تماما كما أخبر ، وأن الله سبحانه أجار الأمة مما دعا الله به صلى الله عليه وسلم. - توضيح منهج الإسلام في سلامة بعض الأمة من هذه الابتلاءات التي استعاذ منها صلى الله عليه وسلم للأمة كلها ، كالتحصين ضد الانحراف عن الحق ، والتحصين ضد القحط والغرق . . . إلخ . - وكما حظيت هذه الأمة بحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على الخير لها ، فلقد كان فضل الله علينا أعظم ، فعلم سبحانه رسوله دعوات يدعو بها للأمة ، وطمأنه الله على استجابتها . وهذه الدعوات والتي هي في سورة الفاتحة وخواتيم سورة البقرة ، هي دعوات بالهداية والتيسير والرحمة والنصر على الأعداء . وهكذا اجتمع للأمة كاملة أسباب البقاء الدينية والعملية ، فلن تهلكها جائحة ، ولن تهلك بالانحراف عن دين الله ، وإنما ستظل على الهدى القويم ، محوطة بالعناية الإلهية ، مشمولة بالعفو والمغفرة والتأييد. إن هذه الدعوات أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باستجابتها ، وفعلا نعيش في بركة تحققها ،وهذا من أعلام نبوته ، ودليل قاطع على كمال المنهج الإسلامي ، وصحة وسلامة نصوصه . ومما يعلي شأن السنة النبوية في ساحة هذه الدعوات ، أن يخبر صلى الله عليه وسلم أن دعوة من دعواته صلى الله عليه وسلم تلك لم تستجب له ، فلقد سأل الله ألا تختلف هذه الأمة ولا تقتتل ، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله لم يستجب له هذه الدعوة ، وإنما الأمة في هذا موكولة للقرآن والسنة ، فهما كفيلان بكفاية الأمة ذلك ، واشتمال السنة على ذلك دليل على صدق النبوة ، وأمانة المحدثين ، وسلامة السنة وثبوتها . |
تشكري أختنا الفاضلة : أمل على عرض بعض المعجزات النّبوية
وبارك الله بعملك وجعله في ميزان حسناتك |
أهلاً بكِ عزيزتي ~ ماجدة الخطيب
شكرًا لـ تواجدكِ ولكِ التحيّة والتقدير ~ |
الساعة الآن 09:38 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.