منتديات منابر ثقافية

تابع ... قراءة معمقة في قصة رجل الظل :

"ذلك سبب عزوفي عن الزواج, فمن تلك التي ستقبل برجل ظله كظلي, بذلك الذي سيبدو في ليلة كتابة عقدها حصانا تُلبسه خاتم زواجها, بالتأكيد سيهز صراخها الأرجاء, قبل أنيصمت للأبد.

أتذكر آخر يوم كنت قريبا فيه من الناس.. كنت وقتها أتناول العشاء في مطعم صغير بعيدا عن بيتي, وحينها لاحظ النادل ظلي, ظل حصان يلتهم همبرقر, وذلك ما سبب فزعا للجميع, وبالتحديد النساء والأطفال الذين خرجوا جماعات مزدحمة من الباب.. لا أعرف لماذا!, لقد كان مجرد ظل!!!.
مازلت أرى ذلك الحلم, على فترات متعددة, ذلك الذي أرى فيه حصانا أبيض حزين, له ظلي, المكان سيرك كبير, والجمهور المندهش يضحك عليه, وهو يأكل من تبن, شعرت أن الجمهور يضحك علي, وأن ضربات السوط كانت تؤذيني, وتؤلمني أنا."

- في هذه الفقرة ايضا نجد القاص مبارك الحمود قد حشد عددا من المحسنات البديعية فاستخدم كلمات توحي بكافة عناصر التاثير التي تزخر بها قصصه:

فهو يسخر الاضاد : برجل + ظله كظلي و ليلة + يوم و صراخها + يصمت و قريبا + بعيدا و حزين + يضحك.

وهو يسخر كلمات توحي بالحركة : كتابة عقدها + تُلبسه + سيهز + اتناول العشاء+ يلتهم + فزعا + خرجوا + مزدحمة + سيرك كبير + ضربات الصوت.

وكلمات تسخر الحواس وتوقضها : تلبسه حاسة اللمس + صراخها حاسة الذوق+ يصمت حاسة الذوق + اتناول العشاء حاسة الذوق + لاحظ حاسة البصر+ يلتهم حاسة الذوق+ ارى حاسة البصر+ ارى حاسة البصر+ يضحك حاصة الذوق+ ياكل حاسة الذوق+ يضحك حاسة الذوق.

وكلمات تسخر الالوان : أبيض .

وكلمات ذات محتوى ويرتبط بها ما يثير المشاعر: سيهز+ صراخها + فزعا + مزدحمة من الباب + حزين + المندهش + شعرت + تؤذيني+ وتؤلمني .

ولا ننسى انه باستخدامه لكلمة الحصان انما يستحضر الى ذهن المتلقي كل ما يرتبط به من حركة وعنفوان وقوة وما الى ذلك.