رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَرْقُبُ لَكَ صُبْحَاً ....
يقوله الرجلُ لمن يتوعَّده ، فيقول : ستصبح فَتَرَى أنك لا تقدر على ما تتوعدني به ، ويقال أيضاً للرجل يحدثك بحديث فتكذبه ، فتقول : أرقُبُ لك صبحاً ، أي سيظهر كذبُكَ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَضِيتُ مِنَ الغَنِيمَةِ بِالإِيَابِ .... أول من قاله امرؤ القيس بن حُجْر في بيتٍ له ، وهو : وَقَدْ طَوَّفْتُ فِي الآفَاقِ حَتَّى رَضيتُ منَ الغَنِيمَةِ بالإيابِ يضرب عند القناعة بالسلامة . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَرْخِ يَدَيْكَ وَاسْتَرْخِ ، إنَّ الزِّنَادَ مِنْ مَرْخ ....
يضرب للرجل يطلب الحاجة إلى كريم فيقال له : لا تتشدَّدْ في طلب حاجتك ؛ فإن صاحبك كريم ، والمَرْخُ يكتفي باليسير فمن القَدْح . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَجَعَ بِأَفْوَقَ نَاصِلٍ ....
الناصل : السهمُ سقَطَ نصلُهُ ، والأَفْوَقُ : الذي انكسر فُوقه . يضرب لمن رَجَع عن مقصده بالخيبة ، أو بما لا غَنَاء عنده . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَمَوْهُ عَنْ شِرْيَانَةٍ ....
الشِّرْيَان : شجَر يتخذ منه القِسِيُّ ، أي اجتمعوا عليه ورَمَوْه عن قوسٍ واحدة . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَمَاهُ بِنَبْلِهِ الصَّائِبِ ....
إذا أجاب كلامَ خصمه بكلام جيد ، قال لبيد : فَرَمَيتُ القَوْمَ نَبْلاً صَائِباً لَيْسَ بِالعصلِ ولا بالمفتعلْ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... اِرْجِعْ إنْ شِئْتَ في فُوقِي ....
أي عُدْ إلى ما كنت وكُنَّا من التواصل والمؤاخاة ، قال الشاعر : هلْ أنتِ قَائلةٌ خَيْراً وتَارِكَةٌ شَرَّاً وراجِعَةٌ إنْ شِئْتِ في فُوقِي؟ |
رد: مَجْمعُ الأمثال
إذا طلبت الباطل أبدع بك
يقال : أبدع بالرجل إذا حسر عليه ظهره أو قام به أو عطبت راحلته وفي الحديث " إني أبدع بي فاحملني " ومعنى المثل إذا طلبت الباطل لم تظفر بمطلوبك وانقطع بك عن الغرض ويروى " أنجح بك " أي صار الباطل ذا نجح بك ومعناه أن الباطل يعطي الأعداء منك مرادهم وفي هذا نهي عن طلب الباطل |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَكِبَ المُغَمِّضَةَ ....
أصلها الناقة ذِيدَتْ عَنِ الحَوْضِ ، فغمضت عينيها ، فحَمَلَت على الذائد ، فوردت الحوض مغمضة ، قال أبو النجم : *يرسلها التّغميض إنْ لمْ تُرْسَلِ * وقال بعضهم : إياك ومغمضات الأمور ، يعني الأمور المشكلة ، قال الكميت : تحتَ المغمضةِ العَمَا سُ ومُلْتَقَى الأسَلِ النَّوَاهِلْ يضرب لمن ركب الأمر على غير بيان ، وتقدير المثل : ركب الخطَّةَ المغمضة ، أي الخطة التي يغمض فيها ، ويجوز أن يقال : أراد رَكِبَ ركوبَ المغمضة ، أي ركب رأسَه ركوبَ الناقة المغمضة رأسها . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَرِطِّي إنَّ خَيْرَكِ بِالرَّطِيطِ ....
أَرَطَّ : أي جلب وصاح ، والرطيط : الجلبة والصياح ، يريد جلبي وصيحي ؛ فإن خيرك لا يأتيك إلا بذاك . يضرب لمن لا يأتيه خيره إلا بمسألةٍ وكَدٍّ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَجَعَ بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ* ....
قال أبو عبيد : أصلُهُ أن حُنَيناً كان إسكافاً من أهل الحِيرة ، فساوَمَهُ أعرابي بخُفَّيْنِ ، فاختلفا حتى أغْضَبَه ، فأراد غَيْظَ الأعرابي ، فلما ارْتَحَل الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خُفَّيه وطرحه في الطريق ، ثم ألقى الآخر في موضع آخر ، فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال : ما أشبه هذا الخفَّ بخف حنين ، ولو كان معه الآخر لأخذته ، ومضى فلما انتهى إلى الآخر نَدِمَ على تركه الأولَ ، وقد كَمَنَ له حنينٌ ، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنينٌ إلى راحلته وما عليها فذهب بها ، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ ، فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟ فقال : جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين ، فذهبت مثلاً . يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة . وقال ابن السكيت : حنين كان رجلاً شديداً ادَّعَى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف ، فأتى عبد المطلب وعليه خُفَّانِ أحمرانِ فقال : يا عم أنا ابنُ أسد بن هاشم ، فقال عبد المطلب : لا وثياب ابن هاشم ، ما أعرف شمائل هاشم فيك ، فارجع ، فرجَع ، فقالوا : رجع حنين بخفيه ، فصار مثلاً . * انظر المثل " أخيب من حنين " رقم 1363 |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ نَعْلٍ شَرٌّ مِنَ الحَفَاءِ ....
قال الكسائي : يقال رجُل حَافٍ بين الحُفوَةِ والحِفْيَةِ والحِفَايَةِ والحَفَاء بالمد ، وكان الخليل بن أحمد رحمه الله تعالى يُسَايِر صاحباً له ، فانقطع شِسْعُ نعلِهِ ، فمشى حافياً ، فخلع الخليلُ نعلَهُ وقال : من الجَفَاء أن لا أواسيك في الحَفَاء . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ أَكْلَةٍ تَمْنَعُ أَكْلَاتٍ ....
يضرب في ذم الحرص على الطعام . قال المفضل : أول من قال ذلك عامر بن الظَّرِبِ العَدْوَانيّ ، وكان من حديثه أنه كان يدفع بالناس في الحج ، فرآه ملك من ملوك غَسَّان ، فقال : لا أترك هذا العَدْوَاني أو أُذِلُّهُ ، فلما رجع الملك إلى منزله أرسل إليه : أُحِبُّ أن تزورني فأحْبُوَكَ وأكرمك وأتّخذك خِلَّاً ، فأتاه قومه فقالوا : تَفِدُ ويَفِدُ معك قومُك إليه ، فيصيبون في جَنْبِكَ ، ويَتَجَيَّهُونَ بجاهك ، فخرج وأخرج معه نَفَرَاً من قومه ، فلما قدم بلادَ الملك أكرمه وأكرم قومه ، ثم انكشف له رأيُ الملك فجَمَعَ أصحابه وقال : الرأي نائم والهوى يَقْظَان ، ومن أجل ذلك يغلبُ الهوى الرأيَ ، عَجِلْتُ حين عجلتم ، ولن أعود بعدها، إنا قد تَوَرَّدْنَا بلاد هذا الملك ، فلا تسبقوني برَيْثِ أمرٍ أقيم عليه ولا بِعَجَلَةِ رأيٍ أخفُّ معه ، فإن رأيي لكم ، فقال قومه له : قد أكرمَنَا كما ترى ، وبعد هذا ما هو خير منه ، قال : لا تَعْجَلوا فإن لكل عام طعاماً ، ورُبَّ أَكْلَةٍ تَمْنَعُ أَكْلَاتٍ ، فمكثوا أياماً ، ثم أرسل إليه الملك فتحدَّث عنده ، ثم قال له الملك : قد رأيتُ أن أجعلك الناظِرَ في أموري ، فقال له : إنَّ لي كَنْزَ علمٍ لستُ أعلم إلا به ، تركتُهُ في الحيّ مدفوناً ، وإن قومي أَضِنَّاءُ بي ، فاكتب لي سِجِلَّاً بجباية الطريق ؛ فيرى قومي طَمَعَاً تطيبُ به أنفسُهم، فأستخرج كنزي وأرجع إليك وافراً ، فكتب له بما سأل ، وجاء إلى أصحابه فقال : ارْتَحِلُوا ، حتى إذا أدبروا قالوا : لم يُرَ كاليوم وافدُ قومٍ أقل ولا أبعد من نَوَالٍ منك ، فقال : مهلاً ، فليس على الرزق فَوْت ، وغَنِمَ من نجا من الموت ، ومَنْ لا يرَ باطناً يعش واهناً ، فلما قدم على قومه أقام فلم يَعُدْ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَبَضُكَ مِنْكَ وإنْ كانَ سَمَاراً ....
يقال لقوت الإنسان الذي يقيمه ويعتمده من اللبن : رَبَضٌ ، والسَّمَار : اللبن المَمْذُوق ، يقول : منك أهلُكَ وخَدَمُك ومن تَأْوِي إليه وإن كانوا مُقَصِّرين، وهذا كقولهم " أَنْفُكَ مِنكَ وإن كانَ أَجْدَعَ " |
رد: مَجْمعُ الأمثال
جَرْىُ المُذَكِّيَاتِ غِلاَبٌ.
المذكية من الخيل: التي قد أتى عليها بعد قُرُوحها سنة أو سنتان، والغِلاَبُ: المغالبة، أي أن المذكى يغالِبُ مُجَارِيه فيغلبه لقوته، يجوز أن يُرَاد أن ثاني جَرْيه أبدا أكثر من باديه، وثالثه أكثر من ثانيه، فكأنه يغالب بالثاني الأول وبالثالث الثاني، فَجَرْيُه أبدا غِلاب، وهذا معنى قول أبي عبيد حيث قال: فهي تحتمل أن تغالب الجري غلابا، ويروى "جَرْى المذكيات غِلاء" جمع غَلْوَة، يعني أن جَرْيها يكون غَلْوَاتٍ ويكون شأوُها بطينا (بطينا: أي بعيدا) لا كالجَذَع. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ مُكْثِرٍ مُسْتَقِلٌّ لِما في يَدَيْهِ ....
يضرب للرجل الشحيح الشَّرِهِ الذي لا يقنع بما أعطي . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَرِنِي غَيَّاً أَزِدْ فِيهِ ....
يضرب للرجل يتعرَّضُ للشرِّ ويُوقِع نفسه فيه . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَأَيْتُهُ بِأَخِي الخَيْرِ ....
أي رأيته بِشرٍّ ، ورأيته بأخي الشرِّ ، أي رأيته بخيرٍ. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ سَامِعٍ عِذْرَتِي لَم يَسْمَعْ قِفْوَتِي ....
العِذْرَة : المعذرة ، والقِفْوَة : الذنب ، يقال : قَفَوْتُ الرجلَ : إذا قَذَفْتَه بفُجُور صريحاً ، وفي الحديث " لا حَدَّ إلا في القَفْوِ البيّن " والاسم : القِفْوَة . والمثلُ يقوله الرجل يعتذر من أمر شتم به إلى الناس ، ولو سكت لم يعلم به . ويروى " رب سامع قِفْوَتِي ، ولم يسمع عِذْرَتِي " قال الأصمعي : معناه سمع ما أكره من أمري ولم يسمع ما يغسله عني . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رُغْبَاكَ ....
ويروى " رَهْبَاكَ خَيْرٌ مِنْ رَغْبَاكَ " والضم أجود من الفتح ؛ لأنه إذا فتح مد ، يقال : الرُّغْبى والرَّغْبَاء والنُّعْمَى والنَّعْمَاء والبُؤْسَى والبَأْسَاءُ ، اللهم إلا أن يقال : أرادوا المد فقصروا ، وكلاهما مصدر أضيف إلى المفعول ، يقول : فَرَقُهُ منك خيرٌ لك من حُبِّه لك ، وقيل : لأن تُعْطَى على الرَّهْبةِ منك خيرٌ من أن ترغب إليهم ، ومثل هذا قولهم " رَهَبُوتٌ خيرٌ مِنْ رَحَمُوتٌ " وقد مر قبل ذلك . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَآهُ الصَّادِرُ والوَارِدُ ....
يضرب لكل أمرٍ مشهورٍ يعرفه كل واحدٍ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... اسْتَرَاحَ مَنْ لَا عَقْلَ لَهُ ....
يقال : إن أول من قال ذلك عمرو بن العاص لابنه ، قال : يا بني ، والٍ عادلٌ خير من مطر وابل ، وأسد حَطومٌ خير من والٍ ظلوم ، ووالٍ ظلومٌ خير من فتنة تدوم ، يا بنيَّ عَثْرَة الرِّجْلِ عَظْم يُجْبَرُ ، وعثرة اللسان لا تُبْقِي ولا تَذَر ، وقد استراح من لا عقل له ، قال الراعي : أَلِفَ الهمومُ وِسَادَهُ وَتَجَنَّبَتْ كَسْلَانَ يُصْبِحُ في المَنَامِ ثَقِيلَا وقال بعض المتأخرين : مستراح من لا عقل له . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ لَائِمٍ مُلِيمٌ ....
أي أن الذي يلوم الممسك هو الذي قد ألام في فعله ، لا الحافظ له ، قاله أكْثَمُ بن صَيْفيّ. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
اقتباس:
أشهد أن ما قالته العرب صحيح لأن صاحب العقل كثير التفكير يحمل همّه مهمّ غيره ولا يشعر بالسعادة لأنه دوماً تنقصه سعادة الآخرين .. أما من لا عقل له .. فلا همّ له .. يبيت بلا تفكير وعقله خال يسعد مساك |
رد: مَجْمعُ الأمثال
جَرَى الْوَادِي فَطَمَّ عَلَى القَرِىِّ.
أي جرى سيلُ الوادي فطَمَّ أي دَفَن يقال: طَمَّ السيلُ الركيةَ أي دفنها، والقَرِيُّ: مَجْرَى الماء في الروضة، والجمع أقْرِيَة وقِرْيَان، و"على" مِنْ صلة المعنى: أي أتى على القَرِيٍّ، يعني أهلكه بأن دفنه. يضرب عند تجاوز الشر حده. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ سَامِعٍ بِخَبَرِي لمْ يَسْمَعْ عُذْرِي ....
يقول : لا أستطيع أن أعلنه ؛ لأن في الإعلان أمراً أكرهه ، ولست أقدر أن أوسع الناس عُذراً ،والباء في " بخبري " زائدة . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامٍ ....
أي : رُبَّ رميةٍ مُصيبة حَصَلتْ من رامٍ مخطئٍ ، لا أن تكون رمية من غير رام ؛ فإن هذا لا يكون قط . وأول من قال ذلك الحَكَم بن عَبْد يَغُوث المنقري ، وكان أرمى أهلِ زمانه ، وآلى يميناً ليذبَحَنَّ على الغَبْغَبِ مَهَاةً، ويروى ليدجنَّ ، فحمل قوسَهُ وكِنانته ، فلم يصنع يومه ذلك شيئاً ، فرجع كثيباً حزيناً ، وبات ليلته على ذلك، ثم خرج إلى قومه فقال : ما أنتم صانعون ؟ فإني قاتلُ نفسي أسفاً إن لم أذبحها اليوم ، ويروى أدجها ، فقال له الحُصَينُ بن عبد يَغُوث أخوه : يا أخي دج مكانها عَشْرَاً من الإبل ولا تقتل نفسك ، قال : لا واللاتِ والعُزَّى لا أظلم عاترة ، وأترك النافرة ، فقال ابنه المُطْعِمُ بن الحكم : يا أبت احملني معك أرْفِدْكَ ، فقال له أبوه : وما أحمل من رعش وَهِلْ ، جَبَان فشل ، فضحك الغلام وقال : إن لم تر أَوْدَاجَها تخالط أمشاجها فاجعلني وداجها ، فانطلقا ، فإذا هما بمَهَاة فرماها الحكمُ فأخطأها ، ثم مرت به أخرى فرماها فأخطأها ،فقال : يا أبةِ أعْطِنِي القوسَ ، فأعطاه فرماها فلم يخطئها ،فقال أبوه : رُبَّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامٍ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رَكِبَ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ ....
يضرب لمن جَدَّ في أمرٍ إما انهزامٍ وإما غير ذلك . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ سَاعٍ لِقَاعِدٍ .... ويروى معه " وآكِلٍ غير حامد " يقال : إن أول من قاله النابغة الذبياني ، وكان وَفَدَ إلى النعمان بن المنذر وفودٌ من العرب فيهم رجل من بني عَبْس ، يقال له شقيق ، فمات عنده ، فلما حبا النعمانُ الوفودَ بعث إلى أهل شقيق بمثل حِباء الوَفْد ، فقال النابغة حين بلغَهُ ذلك : ربَّ ساعٍ لقاعد ، وقال للنعمان : وَأَبْقَيتَ للعَبْسِيِّ فَضْلَاً ونِعْمَة ومَحْمَدَةً من باقياتِ المَحَامِدِ حباءَ شقيقٍ فَوْقَ أَعْظُمِ قَبْرِهِ وما كانَ يُحْبَى قبلَه قبرُ وَافِدِ أتى أهْلَهُ منه حِبَاءٌ ونعمةٌ ورُبَّ امرئٍ يَسْعَى لآخَرَ قَاعِدِ ويروى " اسْلَمِي أمَّ خالد ، رب ساعٍ لقاعد " قالوا : إن أولَ مَنْ قال ذلك معاوية بن أبي سفيان ، وذلك إنه لما أخَذَ من الناس البيعةَ ليزيد ابنِهِ قال له : يا بني ، قد صيرتك وليَّ عهدي بعدي ، وأعطيتك ما تمنيت ، فهل بقيَتْ لك حاجة أو في نفسك أمر تحب أن أفعله ؟ قال يزيد : يا أمير المؤمنين ، ما بقيَتْ لي حاجة ، ولا في نفسي غُصَّة ولا أمرٌ أُحِبُّ أن أناله إلا أمر واحد ، قال : وما ذاك يا بني ؟ قال : كنت أحِبُّ أن أتزوج أم خالد امرأةَ عبد الله بن عامر بن كريز ، فهي غايتي ومُنْيَتي من الدنيا ، فكتب معاوية إلى عبد الله بن عامر فاستقدمه ، فلما قدم عليه أكرمه وأنزله أياماً ، ثم خلا به فأخبره بحال يزيد ، ومكانه منه وإيثاره هَوَاه ، وسأله طلاقَ أم خالد على أن يطعمه فارسَ خمسَ سنين ، فأجابه إلى ذلك ، وكتب عهده ، وخَلَّى عبدُ الله سبيلَ أم خالد ، فكتب معاوية إلى الوليد بن عُتْبَة ، وهو عامل المدينة أن يعلم أم خالد أن عبد الله قد طَلَّقَها لتعتدَّ ، فلما انقضَتْ عدتُها دعا معاويةُ أبا هريرة فدفع إليه ستين ألفاً ، وقال له : ارْحَلْ إلى المدينة حتى تأتيَ أمَّ خالد فتخطبها على يزيد، وتعلمها أنه وليُّ عهد المسلمين ، وأنَّه سَخِيٌّ كريم ، وأن مهرها عشرون ألف دينار ، وكرامتها عشرون ألف دينار ، وهديتها عشرون ألف دينار ، فقدم أبو هريرة المدينةَ ليلاً ، فلما أصبح أتى قبرَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ، فلقيه الحسنُ بن عليٍّ ، فسلم عليه وسأله : مَتَى قدمتَ ؟ قال : قدمتُ البارحةَ ، قال : وما أَقْدَمَكَ؟ فقصَّ عليه القصةَ ، فقال له الحسن : فَاذْكُرْنِي لها ، قال : نعم ، ثم مضى فلقيه الحسينُ بن علي وعبيدُ الله بن العباس رضي الله تعالى عنهم ، فسألاه عن مَقْدَمِهِ ، فقصَّ عليهما القصة ، فقالا له : اذكرنا لها ، قال: نعم ، ثم مضى فلقيه عبدُ الله بن جعفر بن أبي طالب وعبدُ الله بن الزبير وعبد الله بن مُطيع بن الأسود ، فسألوه عن مَقْدَمِهِ فقصَّ عليهم القصة ، فقالوا : اذكرنا لها ، قال : نعم ، ثم أقبل حتى دخل عليها ، فكلَّمها بما أمر به معاويةُ ، ثم قال لها : إنّ الحَسَنَ والحسين ابني علي ، وعبدَ الله بن جعفر ، وعبيدَ الله بن العباس ، وابنَ الزبير ، وابنَ مطيع سألوني أن أذكرهم لك ، قالت : أما هَمِّي فالخروج إلى بيت الله والمجاورة له حتى أموت أو تشير علي بغير ذلك ، قال أبو هريرة : أمَّا أنا فلا أختار لك هذا ، قالت : فاختر لي ، قال : اختاري لنفسك ، قالت : لا ، بل اخْتَرْ أنت لي ، قال لها : أما أنا فقد اخْتَرْتُ لك سيّديْ شبابِ أهل الجنة ، فقالت : قد رضيت بالحسن بن علي ، فخرج إليه أبو هريرة فأخبر الحسنَ بذلك وزوَّجَهَا منه ، وانصرف إلى معاوية بالمال ، وقد كان بلغ معاوية قصته ، فلما دخل عليه قال له : إنما بَعَثْتُك خاطباً ولم أبعثك محتسباً ، قال أبو هريرة : إنها استشارتني والمستشار مؤتمن ، فقال معاوية عند ذلك : اسْلَمِي أمّ خالد ، رب ساع لقاعد ، وآكل غير حامد ، فذهبت مثلاً . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رِضَا النَّاسِ غَايَةٌ لَا تُدْرَكُ ....
هذا المثل يروى في كلام أَكْثَمَ بن صَيْفي . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... الرَّبَاحُ مَعَ السَّمَاحِ ....
الرَّبَاح : الرِّبْحُ ، يعني أن الجود يُورِثُ الحمدَ ويربح المدح . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَرِهَا أَجَلَى أَنَّى شِئْتَ ....
أجلى : مَرْعىً معروفٌ ، وهذا من كلام حُنَيفِ الحَنَاتم لما سئل عن أفضلِ مَرْعى ، وكان من آبَلِ الناس فقال: كذا وكذا ، فعدَّ مواضعَ ثم قال بعد هذا : أرِهَا - يعني الإبِلَ - أجلَى أنى شئت ، يعني متى شئت ، أي اعْرِض عليها ، ويروى " أرْعِهَا أَجَلى" يضرب مثلاً للشيء بَلَغَ الغاية في الجودة . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... ارْكَبْ لِكُلِّ حَالٍ سِيسَاءَهُ ....
السِّيسَاء : ظهرُ الحمار ، ومعناه اصبر على كل حال . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... اِرْضَ مِنَ المَرْكَبِ بِالتَّعْلِيقِ ....
أي ارْضَ من عظيم الأمور بصغيرها ، يضرب في القَنَاعة بإدراك بعض الحاجة ، والمركب : يجوز أن يكون بمعنى الركوب ، أي ارْضَ بَدلَ ركوبك بتعليق أمتعتك عليه ، ويجوز أن يراد به المركوب ، أي ارْضَ منه بأن تتعلق به في عُقْبتك ونَوْبتك . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... أَرِقْ عَلَى خَمْرِكَ أوْ تَبَيَّنْ ....
أي رَقِّقْهَا بالماء لئلا تذهب بعقلك ، أو تَبَيَّنْ فانْظُرْ ما تصنع . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ مُخْطِئَةٍ مِنَ الرَّامِي الذَّعَّافِ ....
أي رب رَمْيَة مخطئة من الرامي القاتل ، من قولهم " ذَعَفَه " إذا سقاه الذعاف ، وهو السمّ القاتل ، وهذا قريب من قولهم " قَدْ يَعْثُرُ الجَوَادُ " |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ شَدٍّ فِي الكُرْزِ ....
يقال : إن فارساً طَلَبَه عدوٌّ وهو على عقوق ، فألقت سليلها وعَدَا السليلُ مع أمه ، فنزل الفارس وحمله في الجوالق ، فَرَهَقَه العدو وقال له : أَلْقِ إليَّ الفَلُوَّ ،وقال هذا القول ، يعني أنه ابن منجبين . يضرب لمن يُحْمَدُ مَخْبَرُه. |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ حَثِيثٍ مَكِيثٍ ....
يقال : مَكَثَ فهو ماكِث ومَكِيث . يضرب لمن أراد العَجَلة فحَصَل على البطء . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رِجْلَا مُسْتَعِيرٍ أَسْرَعُ مِنْ رِجْلَيْ مُؤَدٍّ ....
يضرب لمن يُسْرِع في الاستعارة ويبطئ في الردِّ . |
رد: مَجْمعُ الأمثال
.... رُبَّ شَانِئَةٍ أَحْفَى مِنْ أُمٍّ .... يعني أنها تُعْنَى بطلب عيوبك ، فعِنَايتُها أشَدُّ من عناية الأم ؛ لأن الأم تُخْفِي عَيْبَكَ فتبقي عليه ، وهي تظهره فتتهذب بسببها . |
الساعة الآن 08:29 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.