منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ ومضة ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=30)

حميد درويش عطية 04-23-2015 04:31 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
إن الذي يريد أن يصل إلى المعارف الإلهية الحقة لابد
وأن يمتلك حالة من شحذ الذهن ..

يمكن أن نشبه الفكر والذهن والإدراك بأدوات التنقيب عن النفط هذه الأيام

حميد
عاشق العراق
23 - 4 - 2015
الخميس
5 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-24-2015 01:09 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
من أرجى آيات القرآن
إن من أرجى الآيات قوله تعالى: { فلولا فضل الله عليكم ورحمته لكنتم من الخاسرين }..والسر في ذلك أنها نازلة بحق اليهود وقبائحهم من عبادة العجل ، وكفران النعم ، وقتل الأنبياء ، ونقض الميثاق ، مع ما رفع فوقهم من جبل الطور تخويفا لهم ، كما ذكر في صدر الآية: { ورفعنا فوقكم الطور.. .ثم توليتم من بعد ذلك } ..
فإذا استعمل الحق الودود ( أناتـه ) مع هؤلاء القوم ، فكيف لا يستعملها مع عصاة الأمة المرحومة ( بشفاعة ) نبيها caps]( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهم دون ما ذكر من قبائح بني إسرائيل بكثير ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.


حميد
عاشق العراق
24 - 4 - 2015
الجمعة
6رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-24-2015 01:33 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
جعل الود من الرحمن

إن قوله سبحانه : { سيجعل لهم الرحمن ودا } تشير إلى حقيقة هامة ، وهي أن الود من ( مجعولات ) الرحمن يجعلها حيث يشاء ، ولا خلف لجعله كما لا خلف لوعده ..
فمن يتمنى هذه المودة المجعولة من جانب الحق ، عليه أن يرتبط بالرحمن برابط الود..
فإذا تحقق هذا الودّ بين العبد وربه ، نشر الحق وده في قلوب الخلق بل - كما روي - في قلوب الملائكة المقربين ..
وهذا هو السر في محبوبية أهل ( وداد ) الحق ، رغم انتفاء الأسباب المادية الظاهرية لمثل ذلك ..
وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : { من أقبل على الله تعالى بقلبه ، جعل الله قلوب العباد منقادةً إليه بالودّ والرحمة }

حميد
عاشق العراق
24 - 4 - 2015
الجمعة
6رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 04-24-2015 04:14 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
الانبهار والتفاعل
تنتاب الإنسان حالة من الإعجاب عند رؤيته لمشاهد من دقة الصنع في الخلق ، وينتهي الأمر عند هذا الحد
والمطلوب من العبد تجاوز حالة الانبهار الذهني من ( دقّـة ) المخلوق إلى حالة التفاعل النفسي مع ( عظمة ) الخالق .
هذا التفاعل بدوره يفيض على الإنسان حالة من ( الاطمئنان ) في حاضره ومستقبل أموره لما يرى من أن نواصي الخلق طراً بيد ذلك المدبر للكون المترامي الأطراف .
ومن ( الخشوع ) لما يرى من أن من يقف بين يديه هو صاحب هذا الملك الواسع المتقن

حميد
عاشق العراق
24 - 4 - 2015
الجمعة
6رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 04-25-2015 07:58 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
[ حب التوابين ]
إن ( الاشمئزاز ) الذي ينتاب العبد بعد المعصية ، قد يكون - في بعض الحالات - من دواعي ( القرب ) إلى الحق ..
ومن هنا كان الحق يحب التوابين ، وهو الملفت حقا في هذا المجال ، إذ قد علمنا أن الحب إنما هو للمطيعين ، فكيف صار للتوابين ؟! وخاصة مع ما يوحيه هذا التعبير من تكرر وقوع ما يوجب التوبة ، إذ التّواب هو كثير الرجوع عما ينبغي الرجوع عنه ..
ومن هنا نجد حالات ( الطفرة
) في القرب عند بعض ذوي المعاصي ، الذين هجروا السيئات إلى الحسنات هجرة لا عودة فيها ..
والتاريخ يروي قصص الكثيرين منهم ، مما يبعث الأمل في القلوب اليائسة .
************************************************** **

حميد
عاشق العراق
25 - 4 - 2015
السبن
7 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-25-2015 08:46 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
************************************************** **
[ سعة مجال الإستجابة ]
إن من دواعي (الانصراف ) عن الدعاء ، هو ( اليأس ) من الاستجابة في كثير من المواطن ..
ولو أعتقد العبد اعتقادا يقينيا بامتداد ساحة حياته ، لتشمل حياة ما بعد الموت إلى الخلود في القيامة ، لرأى أن مجال الاستجابة يستوعب هذه الفترة كلها ، بل إنه أحوج ما يكون للاستجابة في تلك المراحل العصيبة من مـواقف القيامة ..
ولهذا يتمنى العبد أنه لم تستجب له دعوة واحدة في الدنيا ، ومن هنا ورد في الدعاء :
{ ولعل الذي أبطأ عني هو خير لي ، لعلمك بعاقبة الأُمور }..
إن وعي هذه الأمور يجعل الداعي (مصراً) في دعائه ، غير مكترث بالاستجابة العاجلة ، يضاف إلى كل ذلك تلذذه بنفس الحديث مع رب العالمين ، إذ أذن له في مناجاته ومسألته .

حميد
عاشق العراق
25 - 4 - 2015
السبت
7 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-26-2015 06:16 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
الإحساس بالتقصير العظيم
إن من الضروري الإحساس - ولو بين فترة وأخرى -
بالتقصير العظيم في حق المولى الكريم ،
كما يشير إليه تعالى بقوله :
{ وما قدروا الله حق قدره }
فكل لحظة يلهو فيها العبد عن ذكر ربه
لهي لحظة سوء أدب بين يديه
إذ كيف ( يلهو ) العبد والله تعالى ( مراقبه )
أم كيف ( يسهو ) وهو ( ذاكره ) ؟!
فلو ترادفت لحظات الغفلة في حياة العبد - كما هو الغالب -
لوجب أن يتعاظم شعوره بالتقصير ، ويشتد حياؤه منه.
حميد
عاشق العراق

26 - 4 - 2015
الأحد
8 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-26-2015 06:23 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
روح العبادة
إن روح العبادة هي ( الالتفات ) إلى الغير بشتى صور الالتفات
وإن لم نعتقد ( ربوبية ) الملتَفَت إليه
ومن هنا أعتبر الإصغاء للناطق كالعابد له لأنه في مظان الطاعة له لاحقاً
فإن روح العبادة هي الطاعة قوة أو فعلاً
وقد حذّر القرآن الكريم من الشرك بكل صوره وأشكاله
واعتبر الهوى إلها متخذا من دون الله تعالى
وذلك لالتفات العبد إلى هواه وطاعته له
وإلا فَمَن الذي يعبد الهوى بالمعنى الظاهري للعبادة كعبادة الأوثان والأصنام ؟!..
وبناء على ما ذكر فما القيمة الكبرى لعبادة من ( نعتقد ) بربوبيته
مع عدم ( الالتفات ) إليه لا إجمالاً ولا تفصيلاً ؟
حميد
عاشق العراق


26 - 4 - 2015
الأحد
8 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-26-2015 08:35 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
[معرفة سلامة القلب]
إن من مقاييس معرفة سلامة القلب ، هو البحث عن ( محور ) اهتمام القلب ومصب اهتمامه ، وما هو الغالب على همه ..
فإن كان المحور هو الحق صار القلب إلهـيّا تبعا لمحوره ، وإلا استحال القلب إلى ما هو محور اهتمامه ، ولو كان أمراً تافها ، كما ذكر أمير المؤمنين قائلاً:
{ من أحبنا كان معنا يوم القيامة ، ولو أن رجلاً أحب حجراً لحشره الله معه }
وقد ورد في الحديث القدسي ما يمكن استفادة هذا المعنى منه :
{إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي ، نقلت شهوته في مسألتي ومناجاتي ، فإذا كان عندي كذلك ، فأراد أن يسهو حلت بينه وبين أن يسهو}
وقد سمي القلب قلباً لشدة تقلبه ، ومن هنا لزم ( تعهّد ) محور القلب في كل وقت ، تحاشيا ( لانقلابه ) عن محوره ، متأثراً باهتمام قلبه فيما يفسده ويغيّر من جهة ميله .
حميد
عاشق العراق
26 - 4 - 2015
الأحد
8 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif



حميد درويش عطية 04-27-2015 02:19 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( العذر عند التعب والمرض )
قد يرى العبد نفسه معذورا في ( ترك ) الإقبال على الحق في ساعات المرض ، أو التعب الشديد ، أو اضطراب الحال في سفر أو غيره ، والحال أن وفاء العبد وشدة ولائه لمولاه يتـبين في المواقف المذكورة ..
فلا يطلب من العبد أن ( يحرز ) الإقبال الفعلي في تلك المواطن الحرجة ، بمقدار ما يطلب منه أن يكون في ( هيئة ) المقبلين ..
ومن المعلوم أن هذا السعي من العبد - في تلك الحالات الطارئة - مما يوجب له الهبات العظمى في الساعات اللاحقة لها ..
كما أن التوجه إلى المخلوقين في مثل تلك الحالات ، مما يشكر من قِـبَلِهم أيضا ..كمن يذكر صديقه في حال سفره أو مرضه أو تعبه .
-----------------------------------------------------------------------------------------

حميد
عاشق العراق

27 - 4 - 2015
الإثنين
9 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif



حميد درويش عطية 04-27-2015 04:39 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( حقيقة الركوع والسجود )
روي عن الصادق (عليه السلام ) أنه قال : { لا يركع عبد لله ركوعا على الحقيقة ، إلا زيّنه الله تعالى بنور بهائه ، وأظله في ظلال كبريائه وكساه كسوة أصفيائه ، وفي الركوع أدب وفي السجود قرب ، ومن لا يحسن الأدب لا يصلح للقرب }..
فالركوع والسجود حركتان بدنيّتان يراد بهما إظهار الخضوع والتواضع ( القلبي ) ، فمع خلوهما من الدلالة المذكورة استحالتا إلى حركة لا قيمة لهـا ، شأنهـا شأن الحركات التي يمارسها البدن في رياضة أو لهو أو غير ذلك ..ومن الملفت ذلك التدرج من الركوع وهو ( الأدب ) إلى السجود وهو ( القرب ) ، فمن لم يركع لا يؤذن له بالسجود لعدم امتثاله لقواعد الأدب ..
ومن هنا يعلم ضرورة مراعاة المتقرب إلى الحق ، لآداب المثول بين يديه في كل آن من آناء حياته .

----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق

27 - 4 - 2015
الإثنين
9 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-27-2015 04:55 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
(القلب كالمسجد)
إذا لم يرض الشارع بإبقاء الخبائث ( الخارجية ) في المسجد وحكم بفورية إزالته ، فكيف يرضى ببقاء الخبائث ( الباطنية ) في قلب عبده المؤمن الذي يفترض فيه أن يكون عرشا للرحمن ؟!..
فكما ينبغي المسارعة في طهارة ( المسجد ) ، فإنه كذلك ينبغي المسارعة في طهارة ( القلب ) قبل أن تتراكم الخبائث فيه بما يصعب معه إزالتها ، وبالتالي يتبدل ما خلق للطهارة والصفاء ، إلى مجمَع للرجس والأدناس .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق

27 - 4 - 2015
الإثنين
9 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

أماني ابراهيم 04-27-2015 05:19 PM

سلم روحك العطره وسلم ومضات فكرك @@@@@@@ اللهم أجعلنا في جنان الخلد

حميد درويش عطية 04-27-2015 05:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني ابراهيم (المشاركة 191762)
سلم روحك العطره وسلم ومضات فكرك @@@@@@@ اللهم أجعلنا في جنان الخلد

ابنتي الطيبة أماني ابراهيم
ساء الخير
سعدت بمرورك واستضاءتك بوميض الإيمان جعلك الله تعالى من سكنة الجنان
ونحن جميعا آل منابر معا
شكرا بانتظار مشاركاتك لنستضيء بها
حميد
27 - 4 - 2015

حميد درويش عطية 04-28-2015 06:48 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( إلقاء الرعب )
إن من مظاهر تصرف الحق في القلوب ، هو ما ألقاه من الرعب في نفوس المشركين بعد انتصارهم في غزوة أحد ، فلم يكن بينهم وبين القضاء على الإسلام إلا قتل النبي ( صلى الله عليه و آله وسلم ) ودخولهم المدينة واستباحة أهلها وإعادة الأمر جاهلية أخرى ..ولكن الحق قذف في قلوبهم ( الرعب ) وحال دون قيامهم بذلك كله ، فقفلوا راجعين - دون هزيمتهم للمسلمين - إلى مكة ، وهم يقولون وكأنهم استيقظوا بعد سبات:
{ لا محمداً قتلنا ، ولا الكواعب أردفنا } ..وهذا هو سبيل الحق في ( نصرة ) المؤمنين طوال التأريخ ، سواءً في حياتهم الخاصة ، أو في معركتهم مع أعداء الدين .

----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق

28 - 4 - 2015
الثلاثاء
10 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-28-2015 07:20 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( التدّرج في دخول الحرم)
إن الوضوء والأذان والإقامة بمثابة البرزخ بين ( النشاط ) اليومي ، وبين ( الإقبال ) على الحيّ القيوم ..فإن الذي يتدرج في دخول حرم كبرياء الحق ، من مقدمات وضوئه إلى أدعية ما قبل تكبيرة إحرامه ، لهو أقرب إلى أدب الورود على العظيم من غيره ..
وأما الذي يدخل الصلاة من دون الإتيان بهذه المراحل ، فكأنه دخل على السلطان مباشرة غير ( متهيبٍ ) من الدخول عليه ، ولا شك أن هذه الكيفية من الدخول ، من موجبات الحرمان أو عدم الإقبال
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
28 - 4 - 2015
الثلاثاء
10 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 04-28-2015 07:48 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( آية المراقبة )


إن من الآيات التي لو التفت إليها العبد لاشتدت ( مراقبته ) لنفسه ، بل أشفق على نفسه ولو كان في حال عبادة ، هي قوله تعالى: { وما تكون في شأنٍ وما تتلو منه من قرآنٍ ولا تعملون من عملٍ إلا كنّا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتابٍ مبين }..
وكان النبي (صلى الله عليه و آله و سلم ) إذا قرأ هذه الآية بكى بكاءً شديداً ، لأنه يعلم عمق هذا الشهود الذي لا يدع مجالاً للغفلة عن الحق ..
والملفت في هذه الآية أنها تؤكد على حقيقة ( استيعاب ) مجال الرقابة الإلهية ، لأيّ عملٍ من الأعمال ، ولأيّ شأن يكون فيه العبد .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
28 - 4 - 2015
الثلاثاء
10 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 04-29-2015 08:18 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( زيّ العبودية )

كثيرا ما يرى العبد أنه الفعال لما يريد في هذه الحياة ، لتمكّنه من علاقة السببية القائمة بين أفعاله والنتائج ، فيشرب الدواء ليتسبب منه الشفاء وهكذا في كل موارد التسبيب ..
ومن الضروري في هذا المجال الالتفات إلى أن طرفي النسبة وهو - الدواء والشفاء - منتسبان إلى الحق مباشرة ، وإن تسبّب العبد في إيجاد الربط بينهما ..
فهو ( الخالق ) للدواء والمبدع ( لسَببّيته ) في الشفاء ، كما أنه المؤثر في ( قابلية ) البدن للشفاء بذلك الدواء ، وهو الذي بمشيئته يرفع السببية بين الطرفين - لو شاء في مورد - وإن أعمل العبد جهده في إيجاد الربط بينهما ..
كما أنه بمشيئته أيضا قد يحقق المسبَّب من دون وجود سبب عادي من عبده ، كما في موارد الكرامة والإعجاز ..
وبذلك لزم على العبد الالتفات إلى كل ذلك ، لئلا يخرج من زي العبودية للحق المتعال ، أثناء تعامله مع عالم الأسباب .

----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
29 - 4 - 2015
الاربعاء
11 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 04-29-2015 08:42 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
(من أشق الرياضات)

إن من الرياضات الشاقة وعظيمة الأثر في مسيرة العبد هو الذكر ( الدائم ) للحق ..وإلا فإن الرياضات التي يستعملها أهل الرياضات الشاقة - في المذاهب المنحرفة - لها صفة ( التوقيت ) ، ويتعلق ( بالأبدان ) غالبا ، والحال أن استغراق أكثر الوقت بذكر الحق المنعكس على الأبدان والقلوب معا ، مما لا يتيسر إلا للنفوس التي بلغت أعلى درجات القدرة على ترويض النفس ، وحبْسها على التوجّـه الدائم إلى جهة واحدة ، رغم وجود الصوارف القاهرة التي لا يطيقها حتى أهل الرياضات البدنية الشاقة فضلا عن غيرهم ..
والسبب في ذلك أن انقياد ( النفس ) للإرادة أشق من انقياد ( البدن) للإرادة نفسها ..
فإن البدن أطوع قيادا للإرادة قياسا إلى النفس ، إذ أن الإرادة أشد إحاطة بالبدن مقارنة بالنفس الجموحة ، وخاصة في مجال نفي الخواطر الذهنية ، وصرف الدواعي النفسانية .

----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
29 - 4 - 2015
الاربعاء
11 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 04-29-2015 08:59 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( الصور الجميلة الفانية )
إن الأحداث التي تمر على الإنسان - حلوُها ومرّها - ما هو إلا تبدّل مستمر لما هو واقع في ( الخارج ) إلى ما هي ( الصورة ) في الذهن ، وعليه فإن المستمتع بأنواع المتع في الحياة ، لديه كمّ هائلٌ من الصور الجميلة المختزنة في ذهنه والمنعكسة من الواقع الذي عاشه ، ولطالما كلّفته هذه الصور صرف المال وتجاوز الحدود الإلهية ..

مَثَله في ذلك كمَثَل من يجمع الصور الجميلة للذوات الجميلة ، من دون أن يتمثّـل شيءٌ من الواقع بين يديه ..كما أن الأمر كذلك في الحوادث المحزنة ، إذ تذهب آلام الماضي ، لتحل محلها ذكريات لا أثر لها لولا تذكّرها ..
إن تصوّر هذا الواقع للحياة ، ( يهوّن ) على الإنسان كثيرا من المآسي ، كما يخفّف من اندفاعه المتهور نحو اقتناء اللذات التي وصفناها بما ذكر ، من التبدل المستمر من الواقع الخارجي إلى الصورة الذهنية .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
29 - 4 - 2015
الاربعاء
11 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif



حميد درويش عطية 04-30-2015 08:16 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( المتهجدون هم أولو النهى )
روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : {خياركم أولو النهى }فقيل يا رسول الله ومن أولو الـنّهى ؟ ، فقال :
{ المتهجدون بالليل والناس نيام } فالملاحظ أن الـنّهى أمر مرتبط بعالم التعقل واللب ، ومن هنا كان هو المُدرك للآيات والعلامات الدالة على الحق ، وقد ورد في القرآن الكريم: { إن في ذلك لآيات لأولي الـنّهى }..
والتهجد حالة عبادية يتمثل في توجه القلب إلى الحق المبين ، فما الارتباط إذن بين النـّهى والتهجد ؟!..
ودفعا للاستغراب نقول إن للعبادة دوراً أساسياً في تكميل العقل من جهات: فالعبادة - في نفسها - لا تخلو من ( تـدبر ) وخاصة في الأسحار ، أضف إلى أنها ( مـانعة ) لغلبة الشهوات القاضية على ازدهار العقل في الوجود البشري ، أضف إلى ( مِنَـح ) الحق الموجبة لتكميل أحب ما خلق وهو العقل في هؤلاء العباد ..
فكما أنه يكسو أصحاب الليل من أنوار جلاله ، جزاء خلوتهم به - ولهذا صاروا كما روي من أحسن الناس وجها - فإنه كذلك يكسو عقولهم من أنوار المعارف الحقة ، ما لا يُـعطاها جهابذة الفكر البعيدين عنه .


----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
30 - 4 - 2015
الخميس
12 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif




حميد درويش عطية 04-30-2015 08:42 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( مصادر المعرفة )
إن من مصادر المعرفة ( الوحي ) وهو كشف الحقيقة كشفا مباشرا مجاوزا للحس ومقصورا على من اختارته يد العناية الإلهية ..
و ( العقل ) وهو في اللغة الحَجْر والـنَّهْي ، وصار شبيها بعقال الناقة في أنه يمنع صاحبه من العدول عن سواء السبيل ، كما يمنع العقال الدابة من الشرود ..
و ( الإلهام ) وهو إلقاء الحق في نفس الإنسان أمراً يبعثه على الفعل أو الترك ، بلا اكتسابٍ أو فكرٍ وهو وارد غيبـي ..
و ( الحس ) وهو إعمال أدوات المعرفة الطبيعية في كشف مجاهل عوالم المحسوسات المرئية وغير المرئية ..
والمصادر الثلاثة الأخيرة للمعرفة ، متاحةٌ للجميع بشروطها المتناسبة مع كل واحدة منها .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
30 - 4 - 2015
الخميس
12 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif





حميد درويش عطية 04-30-2015 10:07 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( همزات الشياطين )
يستعيذ العبد بربه من همزات الشياطين ، والهمز هو النخس ، شُـبّه ذلك بهمز الدواب عند المشي ، والمهمزة عصا في رأسها حديدة مدببة ينخس بها الحمار ونحوه ، فكأن الشيطان جعل نفسه ( كالراعي ) للقطيع الذي يملكه ، فله الحق متى شاء أن يهمز من يسوقه إذا تباطأ في السير ، وفي ذلك غاية ( الـمذلة ) والهوان لمن خُلق في ( أحسن ) تقويم ..
فالالتفات إلى هذه الحقيقة المـرّة - وما أكثر تحققها في حياة البشرية - يجعل العاقل يتمرد على سلطان الشيطان الذي يوصله إلى مستوى البهائم ، التي تفقد حريتها في انتخاب السبيل الأصلح .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
30 - 4 - 2015
الخميس
12 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif



حميد درويش عطية 05-01-2015 07:42 AM


http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( المتفرج على الأحداث )
يصل العبد - بعد اجتياز مرحلة التفويض وايكال الأمر لمدبر الأمور - إلى درجة يرى نفسه فيها ( كالمتفرّج ) لسير الأحداث المرسومة بيد الحكيم .
فلا يهش فرحا للمفرح منها كما لا يأسى على المحزن منها وذلك لأنه لا يرى نفسه معنيّا بالأمر اكثر مما أمر به فهو يسعى بما هو لازم فعل العبد وهو ( التدبير )
ويوكل الأمر بعد ذلك إلى ما هو لازم فعل المولى وهو ( التقدير ) والعبد يريد والمولى يريد ، ولا يكون إلا ما يريده المولى .
وأين رتبة التدبير من رتبة التقدير ؟!
فالأولى في رتبة الأسباب والثانية في رتبة الأسباب والنتائج معا .
ومن المعلوم أن هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لأوجب له شعورا بالرضا و ( الاطمئنان ) في أشد المراحل تقلبا .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
1 - 5 - 2015
الجمعة
13 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-01-2015 07:49 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( الذاكر الغافل )
إن مَثَل الذاكر بلسانه مع عدم مواطأة قلبه للذكر باللسان كمَثَل من ( يتظاهر ) بالإصغاء إلى جليسه وهو ( شارد ) عنه .
فلو اطلع الجليس على شروده لأعرض عنه بل لعاقبه على سوء أدبه معه .
فهذا الذاكر بلسانه يجعل نفسه في موضع المتحدث مع الحق فلو أعرض بقلبه لكان عمله نوع استهتار و نفاق يستحق معه العتاب .
وعليه لو أثاب المولى - المطلع على الضمائر - عبده على هذا الذكر المقترن بالشرود والذهول لعُدّ ذلك ( تفضّلا ) منه وكرما .
يستحق عليه الشكر المشوب بالخجل لعدم قيام العبد بحق العبودية كما يليق بوجهه الكريم .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
1 - 5 - 2015
الجمعة
13 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-01-2015 09:03 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( لكل ساعة تكليفها )
إن للعبد تكليفه ( المستقل ) تجاه مولاه في كل يوم و ليلة من حياته ، ومن هنا أحتسب لكل يوم وليلة ربحه وخسارته ، مفصولا عما قبله من الليالي والأيام ..

وبذلك لا ( يجبر ) خسارة اليوم الحاضر ( بربح ) اليوم الذي سبقه أو يليه ، وتوفيق العبد في يومه ، لا يوجب له الاسترخاء فيما يليه من الأيام ، تعويلا على كسب ذلك اليوم ، كما نلحظه كثيرا بعد مواسم الطاعة كالحج أو شهر رمضان المبارك ، فيركن العبد إلى ما وُفّق له في تلك المواسم ، والحال أنه مكلف - بعد الموسم - بتكليف جديد ..
وعليه فلابد أن يكون العبد حريصا على قطف ثمار اليوم الذي لا يعود إليه أبداً .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
1 - 5 - 2015
الجمعة
13 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-02-2015 02:46 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( هداية السبل بالمجاهدة )
قد ذكر القرآن بصريح القول أن هداية السبل مترتبة على الجهاد في الله تعالى فالذي لا يعيش في حياته شيئا من المجاهدة : في نفسه أو ماله أو بدنه كيف يتوقع الاهتداء إلى تلك السبل الخاصة ؟!
ومن هنا قد يعوّض الحق تقاعس عبده في المجاهدة وذلك بتعريضه لأنواع البلاء رأفة به ولرفع آثار قعوده عن الجهاد المتمثل بحجبه عن السبل .
ولو ( كلّف ) نفسه شيئا من المجاهدة ( لاندفع ) عنه بعض البلاء .
وبذلك يكون - بتثاقله إلى الأرض - قد خسر ( العافية ) و ( بركات ) المجاهدة المباشرة التي قد لا يعوّضها البلاء تماما .

----------------------------------------------------------
حميد
عاشق االعراق

----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
2 - 5 - 2015
السبت
14 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-02-2015 03:13 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( مودة ذوي القربى )
عندما يراجع المتأمل آيات أجر الرسالة ، يلاحظ أنها مذيلة بأمور ثلاثة ..
الأول : أن أجر الرسالة يتمثل بمودة ذوي القربى لقوله تعالى :
{ قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى }
الثاني : أن ثمرة أجر الرسالة إنما تعود للمرسل إليهم لقوله تعالى :
{ ما سألتكم من أجر فهو لكم }
الثالث : أن سؤال الأجر إنما هو ممن يريد اتخاذ السبيل إلى الله تعالى لقوله تعالى :
{ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا } ..
فيستفاد من مجموع ذلك :
أن مودّة ذوي القربى بدرجة من الأهمية جُعلت ( أجرًا ) للرسالة
وذلك لأنها مقدمة لفهم الرسالة وللعمل بها
وأن الفائدة - بذلك - إنما ( تعود ) إلى أهل المودة ، وأن ذوي القربى هم ( السبيل ) إليه تعالى .
----------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
2 - 5 - 2015
السبت
14 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-02-2015 03:18 PM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( الأدب الباطني للأكل)
إن للأكل آدابا كثيرة مذكورة في محلها إلا أن من أهم آدابه شعور الإنسان العميق ( برازقية ) المنعم الذي أخرج صنوفا شتى من أرض تسقى بماء واحد
فمن اللازم أن ينتابه شعور بالخجل والاستحياء من تواتر هذا الإفضال رغم عدم القيام بما يكون شكرا لهذه النعم المتواترة
ومن الغريب أن الإنسان يحس عادة بلزوم الشكر والثناء تجاه المنعم الظاهري - وهو صاحب الطعام - رغم علمه بأنه واسطة في جلب ذلك الطعام ليس إلاّ
أوَ لا يجب انقداح مثل هذا الشعور - بل أضعافه بما لا يقاس - بالنسبة إلى من أبدع خلق ( الطعام ) بل خلق من أعده من ( المخلوقين )

----------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
2- 5 - 2015
السبت
14 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-03-2015 04:33 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( عدم الميل للحرام )
إن من الاختبارات الدقيقة الكاشفة عن درجة عبودية العبد هو عدم ( ميله ) للحرام فضلا عن عدم ( ارتكابه ) له .
فإرادته حبّـا وبغضا تابعة لميل المولى وإرادته وهذا هو السر في كرامة يوسف الصديق ( عليه السلام ) على الله تعالى إذ كان السجن أحب إليه مما يدعونه إليه .
وهذه هي المنحة التي يمنحها الحق لعبده بعد مرحلة متقدمة من المجاهدة في العبودية إذ يحبّب إليه الإيمان ويكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان .
فعندها تخـفّ معاناة العبد في رفضه للشهوات ليتفرّغ لمراحل أعلى في القرب يغلب عليه ( التلذذ ) بدلا من المعاناة و( العطاء ) من الحق بدلا من الحرمان من النفس .
----------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
3 - 5 - 2015
الأحد
15 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-03-2015 04:49 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
(مراحل الاستيلاء )
إن للشيطان مراحل في الاستيلاء على ممـلكة الإنسان ،
الأولى :وهي مرحلة ( الدعوة ) المجردة ، نفـثا في الصدور ، وتحريكا للشهوات من خلال أعوانه ،
وقد قال تعالى : { وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي } فإذا رأى تكررا في الاستجابة ، انتقل إلى المرحلة الثانية : وهي مرحلة ( الولاية ) ،
وقد قال سبحانه : { أولياؤهم الطاغوت }..
وأخيراً يصـل الأمر إلى حيث يفقد العبد سيطرته على نفسه في المرحلة الثالثة :
وهي مرحلة ( التحكّم ) المطلق ،إذ : { يتخبطه الشيطان من المس }.
----------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
3 - 5 - 2015
الأحد
15 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif


حميد درويش عطية 05-03-2015 08:14 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( القدرة المستمدة من الحق)
إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه
وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده
كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه
ولهذا يقول علي ( عليه السلام ) :
{ الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً }
هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد لجعله يعيش حالة من الاستعلاء
بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض
- فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به - لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع
أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين .
----------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
3 - 5 - 2015
الأحد
15 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-03-2015 08:32 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( عظمة الخالق في النفس)
قد ورد في وصف المتقين أنه قد : { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم }
فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟! فإن صغر ما سوى الحق عنده يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه كما لا يأسى على فوات شئ منه كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينه فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا .
---------------------------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
3 - 5 - 2015
الأحد
15 رجب 1436هج


http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

أماني ابراهيم 05-03-2015 08:37 AM

أستوقفتني كلامك وتذكرت شيئا مهما للغايه ولكنني لن أحصل على جوابه أن من يصنعون الدمى ويصنعون ريبورت ألى على شكل حيوان نملة هل هذا الذي يصنعونه يتحدى خلق الله تعالى ؟؟؟؟؟ أم هي قدره ألهية ؟ وهل هذا حرام ؟ @@@@@@@ وسلم عطاؤك

حميد درويش عطية 05-04-2015 09:35 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أماني ابراهيم (المشاركة 192043)
أستوقفتني كلامك وتذكرت شيئا مهما للغايه ولكنني لن أحصل على جوابه أن من يصنعون الدمى ويصنعون ريبورت ألى على شكل حيوان نملة هل هذا الذي يصنعونه يتحدى خلق الله تعالى ؟؟؟؟؟ أم هي قدره ألهية ؟ وهل هذا حرام ؟ @@@@@@@ وسلم عطاؤك

بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي أماني
صباح الخير
أشكرك على هذه المشاركة التي تتضمن استفسارا . وسأحاول الإجابة عنه بقدر إدراكي ومعلوماتي المتواضعة .
ولكن بداية أقول أنني لست في موقع الإفتاء حتى أفتي بأن هذا حلال أو حرام .
أما بحصوص ما قلت بأن المصنوع من قبل الإنسان والذي هو بدوره واحد من مخلوقات الله تبارك وتعالى . فإنه ليس تحديا لله سبحانه لأنه لا يمتلك روحا تمكنه من الحركة والسير والعمل والتغذي والتفكير والتناسل الخ ...................
فلا يستطيع التفكير في مستقيله وكيف يخطط لحياته .
أرجو أن أكون قد حالفني التوفيق في الرد على سؤالك يشكل مقنع ومفيد .
مع تحياتي وتقديري وسلامي .
حميد
عاشق العراق
4 - 5 - 2015
المعذرة لقيامي بإجراء تصحيح لبعض العبارات الخاطئة نحويا أو إملائيا لأن هذا من واجبي .
حميد

http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-04-2015 10:21 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( علاقة المولوية والحب )
إن العلاقة الأولية للعبد مع ربه - وان كان يغلب عليها - علاقة ( المولوّية ) القائمة على الأمر والامتثال ، إلا أنها قد ( تترقى ) بعد اجتياز مرحلة التعبد المحض إلى ما هي أرق من تلك العلاقة ، فيضاف إلى هذه العلاقة علاقة ( الأنس ) والمجالسة : { يا خير من خلا به جليس } والجوار : { ياجاري اللصيق } والرفقة : { يا شفيق يا رفيق } والخـلّة : { واتخذ الله إبراهيم خليلا ) والحب الشديد : { والذين آمنوا أشد حبا لله}..
فإذا كانت علاقة الحق معهم - كذلك - في هذه الحياة الدنيا ، فكيف تتجلى تلك العلاقة في معاملة الحق معهم يوم العرض الأكبر ، إذ يكشف الغطاء ويرفع الحجاب بين العبد وربه ؟! .
---------------------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
4 - 5 - 2015
الإثنين
16 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-04-2015 10:29 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( الوحشة من أولياء الشيطان )
لو اعتقد العبد - يقينا - بإحاطة الشياطين ( لقلوب ) الذين يتولونه ، و( لأماكن ) المعصية ، لاشتد وحشته من هؤلاء الأشخاص ولو كانوا اقرب الناس إليه ، ومن الأماكن ولو كانت آلف البلاد لديه ، لعلمه أن الاقتراب من تلك الأماكن والقلوب ، إنما هو دخول في حيّـز مرمى الشياطين ..
ومن هنا يُعـلم حذر أهل اللب من أبناء زمانهم ، لأنهم لا ينظرون إلى ( ذواتهم ) المجردة ، وإنما إلى من ( يسوقهم ) في حركاتهم وسكناتهم ، من الشيطان والنفس الأمارة بالسوء .
---------------------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
4 - 5 - 2015
الإثنين
16 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-04-2015 11:02 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( تزاوج النفوس والأبدان )
إن عملية الزواج كما يصفه القرآن الكريم بقوله : { خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها }
هي تزاوج بين النفوس لابين الأبدان ، كما هو المستفاد من كلمة ( أنفسكم )
والواقع أن كثيرا من الأزواج لا يلتفتون إلى هذه الحقيقة ، ومن هنا يُصَب اهتمامهم في ( عوارض البدن ) من الجمال وإلإلتذاذ البدني وغيره ..
ومن المعلوم أن الذي يحقق الأنس هو التزاوج النفسي الذي لا ينقطع مع تقادم العمر ، خلافا للتزاوج البدني الذي يفقد بريقه الكاذب في الشهور الأولى منه ..
ومن الملفت في هذا السياق أيضا أن القرآن جعل الغاية هي السكون والمودة والرحمة ..
كل ذلك من بركات تلاقح النفوس إذ أن السكون والمودة معان مرتبطة بعالم النفوس ، خلافا للمعاشرة والتناسل الذي هو من عوارض الأبدان ..
---------------------------------------------------------------------------------------
حميد

عاشق العراق
4 - 5 - 2015
الإثنين
16 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-05-2015 05:02 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
( داعي الذكر الدائم )
إن من دواعي الالتزام بالذكر الدائم أموراً

الأول : هو الالتفات التفصيلي إلى ( مراقبة ) الحق لعبده دائما ، فكيف يحق للعبد الإعراض عمن لا يغفل عنه طرفة عين ؟! ..
الثاني : وهو الالتفات إلى ( افتقار ) العبد الموجب للولع بذكر الحق تعالى استنـزالاً لرحمته ..
الثالث :وهو الالتفات إلى عظمة ( الجزاء ) الذي وعد به الحق نفسه - ولا خُلْف لوعده - وذلك من خلال التدبر في قوله تعالى :
{ اذكروني أذكركم }
فإن آثار ذكر الحق للعبد مما لايمكن إدراكه ، لاتساع دائرة تلك الآثار لتشمل الدنيا والآخرة بما ليس في الحسبان
إذ كيف يحيط العبد - علماً - بكيفية ذكر الله تعالى له ، وهو المالك للأسباب جميعا ؟! .
---------------------------------------------------------------------------------------
حميد
عاشق العراق
5 - 5 - 2015
الثلاثاء
17 رجب 1436هج
http://www.sheekh-3arb.info/islam/Li...e97zkhvxow.gif

حميد درويش عطية 05-05-2015 10:53 AM

http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg
_…ـ-* اللوامة والأمارة *-ـ…_
إن من المعلوم إيداع المولى في نفوس عباده ما يردعهم عن الفاحشة ، وهو ما يعبر عنه بنداء الفطرة أو حكم العقل أو النفس اللوامة .
إلا أن ( تراكم ) الذنوب وعدم الاكتراث بتلك النداءات - بل العمل بخلافها - مما ( يطفئ ) ذلك الوميض الإلهي .
فلا يجد الإنسان بعدها رادعا في باطنه ، بل تنقلب النفس اللوامة إلى نفس أمارة بالسوء ، تدعو إلى ارتكاب بوائق الأمور إذ :
{ زين لهم الشيطان أعمالهم }..
ولهذا يستعيذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قائلا :
{ أعوذ بالله من سبات العقل }
( فسبات ) العقل يلازم ( استيقاظ ) الأهواء

************************************************** *****************************************
حميد
عاشق العراق
5 - 5 - 2015
الثلاثاء
17 رجب 1436هج
http://mazika2day.com/images/images/...0358218686.gif


الساعة الآن 06:10 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team