منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر رواق الكُتب. (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=27)
-   -   مَجْمعُ الأمثال (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=5075)

عبد السلام بركات زريق 04-25-2021 10:32 AM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 

2742

.... فِي بَيتِهِ يُؤتَى الحَكَمُ ....

هذا مما زعمت العرب عن ألسُنِ البهائم قَالوا: إن الأرنب
التقطَتْ ثمرةً، فاختلسها الثعلب فأكلها، فانطلقا يختصمان
إلى الضب فَقَالت الأرنب: يا أبا الحِسْل، فَقَال‏:‏ سَميعًا دَعَوْتِ،
قَالت‏:‏ أتيناك لنختصم إليك، قَال‏:‏ عادِلًا حَكَّمْتُما، قَالت:
فاخرج إلينا، قَال‏:‏ في بيته يُؤتى الحكم، قَالت‏:‏ إني وجدت
ثمرة، قَال‏:‏ حُلْوَة فكُلِيها، قَالت‏:‏ فاخْتَلَسَها الثعلب، قَال‏:‏ لنفسه
بَغَى الخَيْرَ، قَالت‏:‏ فَلَطَمْتُه، قَال‏:‏ بحقِّكِ أَخَذْتِ، قَالت ‏فَلَطَمَنِي،
قَال‏:‏ حُرٌّ انتصر، قَالت‏:‏ فَاقْضِ بيننا، قَال: قد قَضَيْتُ، فذهبت
أقواله كلها أمثالًا
قلت‏:‏ ومما يشبه هذا ما حكي أن خالد بن الوليد لما تَوَجَّه من
الحجاز إلى أطراف العراق دخل عليه عبدُ المسيح بن عمرو بن
نُفَيلَة، فَقَال له خالد‏:‏ أين أقْصَى أثَرِكَ‏؟‏ قَال‏:‏ ظَهْرُ أبي، قَال‏:‏ مِنْ
أين خرجت؟ قَالَ‏:‏ من بطن أمي، قَال عَلَامَ أنت‏؟‏ قَال: على
الأرض، قَال‏:‏ فيمَ أنت‏؟‏ قَال‏:‏ في ثيابي، قَال‏:‏ فمِنْ أينَ أَقْبَلْتَ‏؟
قَال‏:‏ من خَلْفِي، قَال‏:‏ أين تريد‏؟‏ قَال‏:‏ أمامي، قَال‏:‏ ابنُ كَمْ أنت‏؟
قَال‏:‏ ابنُ رَجُلٍ واحد، قَال‏:‏ أتعقل‏؟‏ قَال نعم وأُقَيِّدُ، قَال‏:‏ أحَرْبٌ
أنت أم سَلْم‏؟‏ قَال‏:‏ سَلْم، قَال‏:‏ فما بال هذه الحصون‏؟‏ قَال:
بنيناها لسَفِيه حتى يجيء حليم فينهاه.
ومثل هذا أن عَدِيَّ بن أرْطَاةَ أتى إياسَ بن مُعاوية قاضيَ البصرة
في مجلس حكمه، وعَدِيٌّ أمير البصرة، وكان أعرابيَّ الطبع، فَقَال
لإياس‏:‏ ياهَنَاه أين أنت‏؟‏ قَال‏:‏ بينك وبين الحائط، قَال‏:‏ فاسْمَع
مني، قَال‏:‏ للاستماع جَلَسْتُ، قَال‏:‏ إني تزوجْتُ امرَأة، قَال‏:‏ بالرِّفَاء
والبَنين، قَال‏:‏ وشَرَطْتُ لأهلها أن لا أخرجها من بينهم، قَال‏:‏ أوْفِ
لهم بالشرط، قَال‏:‏ فأنا أريد الخروج، قَال‏:‏ في حِفْظِ الله، قَال:
‏فاقْضِ بيننا، قَال‏:‏ قد فعلْتُ، قَال‏:‏ فَعَلى مَنْ حكمت‏؟‏ قَال‏:‏ على
ابن أخي عمك، قالَ بشهادة مَنْ‏؟‏ قَال‏:‏ بشهادة ابن أختِ خالتك.

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:38 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3071- كَلاَبِسِ ثَوْبِىْ زُورٍ

قَال الأَصمَعي‏:‏ إنه الرجل يلبس ثيابَ أهلِ الزهد، يريد بذلك الناس، ويظهر من التَّخَشُّع أكثَرَ مما في قلبه، وفي الحديث ‏"‏المتشِّبع بما لا يملك كلابس ثَوْبِيْ زُورٍ‏"‏ وهو الرجل يتكثَّر بما ليس عنده، كالرجل يرى أنه شَبِعَان وليس كذلك‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:38 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3072- كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأدِيمُ

يضرب للأمر الذي قد انتهى فساده‏.‏ وذلك أن الجلد إذا حَلِمَ فليس بعده إصلاح‏.‏

وهذا المثل يُرْوَى عن الوليد بن عُتْبة أنه كتب إلى معاوية‏:‏

فإنَّكَ وَالكِتَابَ إلَى عَلِيٍّ * كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأديمُ

وقَال المفضل‏:‏ إن المثل لخالد بن معاوية أحَدِ بني عبد شَمْس بن سعد حيث قَال‏:‏

قَدْ عَلِمَتْ أحْسَابَنَا تَمِيْمُ * في الحرب حِينَ حَلِمَ الأدِيْمُ

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:40 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3073- كأنما أَفْرَغَ عَلَيْهِ ذَنُوباً

وذلك إذا كلمه بكلام يُسْكته به ويُخْجِله‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:40 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3074- كلَّفْتُ إليكَ عَلَقَ القِرْبَةَ

ويروى ‏"‏عَرَقَ القِرْبَةَ‏"‏ أي كلفت إليك أمراً صَعْبا شديدا‏.‏

قَال الأَصمَعي‏:‏ لا أدري ما أصله، وقَال غيره، العَرَقَ إنما هو للرجل لا للقربة، قَال‏:‏ وأصله أن القِرَبَ إنما تحملها الإماء الزَّوَافِرَ ومَنْ لا معين له، وربما افتقر الرجل الكريم إلى حَمْلها بنفسه، فيعرقَ لما يَلْحقه من المشقة والحياء من الناس‏.‏

قلت‏:‏ تقدير المثل كلفت نفسي في الوصل إليك عَرَقَ القربة، أي عَرَقاً يحصل من حمل القربة، والأصل الراء، واللام بدل منه‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:41 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3075- كُلُّ أداةِ الخُبْزِ عِنْدِي غَيْرَهُ

أصله أن رجلا استضافه قومٌ، فلما قَعَدُوا ألقى نِطَعاً، ووضع عليه رَحَى فَسَوَّى قُطْبها وأطبقَهَا، فأعجب القوم حضور آلته، ثم أخَذَ هادي الرحَى فجعل يُدِيرها بغير شَيء ‏[‏ص 151‏]‏ فَقَال له القوم‏:‏ ما تصنع‏؟‏ فَقَال‏:‏ كل أداة الخبز عندي غيره‏.‏

يضرب مَثَلاً عند إعواز الشَيء‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:41 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3076- أكُلُّ شِوَائِكُمْ هَذا جُوفَانُ

أصله أن رجلا من بني فزارة ورجلا من بني عَبْس ورجلا من بني عبد الله بن غَطَفَان صادروا عَيْرَاً، فأوقدوا ناراً، وخرج الفَزَارى لحاجة، فاجتمع رأى العَبْدِى والعَبِسِي على أن يقطعا أيْرَ الحمار ثم دسَّاه بين الشِّوَاء، فلما رجَع الفَزَاري جعل العبدى يحرك الجمر بالمِسْعَر ويستخرج القِطْعَة الطبية فيأكلها ويُطْعمها صاحبه، وإذا وقع في يده شَيء من الجُوفَان - وهو ذكر الحمار - دفعه إلى الفزَاري، فجعل الفَزَاري كلما مَضَغَ منه شيئا امتدَّ في يده، وجعل ينظر فيه فيرى فيه ثقباً، فيقول‏:‏ ناولْني غَيرَها، فيناوله مثلَها فلما فعل ذلك مرارا قَال‏:‏ أكُلُّ شوائكم هذا جُوفان، فأرسلها مَثَلاً‏.‏

يضرب في تساوي الشَيء في الشَّرَارة‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:41 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3077- كَسُؤْر العَبْدِ مِنْ لَحْمِ الحِوَارِ

يضرب للشَيء الذي لا يُدْرَك منه شَيء وأصله أن عبدا نحر حُوَارا، فأكله كله، ولم يُسْئِرْ منه لمولاه شيئاً، فضرب به المثل لما يفقد البتة‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:42 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3078- كِفْتٌ إلَى وئِيَّةٍ

الكِفْتُ‏:‏ القدر الصغيرة، والوَئِيَّة‏:‏ الكبيرة، والكفت من الكفت وهو الضم، سمي به لأنه يكفت ما يلقى فيه، والوَئِيَّة من الوأى وهو الضخم، يُقَال‏:‏ فرس وأى، إذا كان ضخماً، والانثى وَآة‏.‏

يضرب للرجل يحملك البليةَ ثم يَزِيدك إليها أخرى صغيرة‏.‏

ياسَمِين الْحُمود 04-25-2021 02:42 PM

رد: مَجْمعُ الأمثال
 
3079- كِلاَهُمَا وَتَمْرَاً

ويروى‏:‏ كليهما‏"‏

أولُ من قَال ذلك عمرو بن حُمْرَان الجَعْدِي، وكان حمرتن رجلا لَسِنَاً ماردا وإنه خَطَب صَدُوفَ، وهي امرَأة كانت تؤيد الكلام وتشجع في المنطق، وكانت ذاتَ مالٍ كثيرٍ، وقد أتاها قوم يخطبونها فردَّتهم، وكانت تتعنَّتُ خُطَّابها في المسألة، وتقول‏:‏ لاأتزوج إلا مَنْ يعلم ما أسأله عنه ويجيبني بكلام على حده لا يَعْدُوه، فلما انتهى إليهَا حُمْرَان قام قائماً لا يجلس، وكان لا يأتيها خاطبٌ إلا جلس قبل إذنها، فَقَالت‏:‏ ما يمنعك من الجلوس‏؟‏ قَال‏:‏ حتى يُؤْذَنَ لي، قَالت‏:‏ وهل عليك أمير‏؟‏ قَال رَبُّ المنزِل أحقُ بفِنَائه، ورب الماء أحَقُ بسِقَائِه، وكل له ما في وعائه، فَقَالت‏:‏ اجلس، فجلس، قَالت له‏:‏ ما أردت‏؟‏ ‏[‏ص 152‏]‏ قَال‏:‏ حاجة، ولم آتك لحاجة، قَالت‏:‏ تُسِرُّها أم تعلنها‏؟‏ قَال‏:‏ تُسَرُّ وتُعْلَن، قَالت‏:‏ فما حاجتك‏؟‏ قَال قضاؤها هَيَّن، وأمرها بين، وأنت بها أخْبَر، وبنُجْحِها أبصر، قَالت‏:‏ فأخبرني بها، قَال‏:‏ قد عَرَّضْتُ وإن شِئت بينتُ، قَالت‏:‏ مَنْ أنت‏؟‏ قَال‏:‏ أنا بَشَر، ولدت صغيراً، ونشأت كبيراً، ورأيت كثيراً، قَالت‏:‏ فما اسمك‏؟‏ قَال‏:‏ مَنْ شاء أحْدَثَ اسما، وقَال ظُلْما، ولم يكن الاسم عليه حتَمْا، قَالت‏:‏ فَمَنْ أبوك‏؟‏ قَال‏:‏ والدِي الذي وَلَدني، ووالده جَدِّي، فلم يعش بَعْدِي، قَالت‏:‏ فما مالُك‏؟‏ قَال‏:‏ بعضُه وَرِثته، وأكثره اكتسبته، قَالت‏:‏ فمن أنت‏؟‏ قَال‏:‏ من بشر كثير عدده، معروف ولده، قليل صعده، يفنيه أبده، قَالت‏:‏ ماوَرَّثَك أبوك عن أوليه‏؟‏ قَال‏:‏ حسن الهمم، قَالت‏:‏ فأين تنزل‏؟‏ قَال‏:‏ على بساط واسع، في بلدٍ شاسع، قريبُه بعيد، وبعيده قريب، قَالت‏:‏ فمن قومك‏؟‏ قَال‏:‏ الذين أنتمي إليهم، وأجني عليهم، وولدت لديهم، قَالت‏:‏ فهل لك امرَأة‏؟‏ قَال‏:‏ لو كان لي لم أطلب غيرها، ولم أضَيِّعْ خَيْرَها، قَالت‏:‏ كأنك ليست لك حاجة، قَال‏:‏ لو لم تكن لي حاجة لم أُنِخْ ببابك، ولم أتَعَرضْ لجوابك، وأتعلق بأسبابك، قَالت‏:‏ إنك لحمران بن الأقرع الجَعْدي، قَال‏:‏ إن ذلك ليقَال، فأنكحته نفسها، وفَوَّضَتْ إليه أمرها

ثم إنها ولدت له غلاما فسماه عمرا، فنشأ ماردا مُفَوَّها، فلما أدركَ جَعَله أبوه راعياً يرعى له الإبل، فبينما هو يوما إذ رُفِعَ إليه رجل قد أَضَرَّ به العطشُ والسغوب، وعمرو قاعد، وبين يديه زُبْد تمر وتامك‏(‏1‏)‏‏(‏التامك‏:‏ السنام‏)‏، فدنا منه الرجل فقال‏:‏ أطعمنى من هذا الزبد والتامك‏(‏1‏)‏، فَقَال عمرو‏:‏ نعم، كلاهما وتمراً، فأطعم الرجل حتى انتهى، وسقَاه لبنا حتى رَوِي، وأقام عنده أياماً، فذهبت كلمته مَثَلاً‏.‏ ورفع ‏"‏كلاهما‏"‏ أى لك كلامهما، ونصب تمراً على معنى‏:‏ أزيدك تمراً، ومن روى ‏"‏كليهما‏"‏ فإنما نصبه على معنى‏:‏ أطعمك كليهما وتمراً، وقَال قوم‏:‏ مَنْ رفع حكى أن الرجل قَال‏:‏ أنلني مما بين يديك، فَقَال عمرو‏:‏ أيما أحبُّ إليك زُبْد أم سَنَام‏؟‏ فَقَال الرجل‏:‏ كلاهما وتمراً، أى مطلوبى كلاهما وأزِيدُ معهما تمراً، أو وزدني تمراً‏.‏


الساعة الآن 11:24 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team