![]() |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * المعية العامة والخاصة * ـ-…_ إن هناك فرقا شاسعا بين المعيّـة الخاصة للحق المتمثلة بقوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا } ، وبين المعيّة العامة المتمثلة بقوله تعالى : { وهو معكم أينما كنتم } . ففي الأول معيـّة ( النصر ) والتأييد ، وفي الثاني معيـّة ( الإشراف ) التكويني المستلزم للرزق والحفظ وغيره . والفرق بين المعيّـتين كالفرق بين إطلالة الشمس على الغصن الرطب واليابس ، ففي الأول معـية التربية والتنمية ، وفي الثاني المعيـة التي لا ثمرة لها غير المصاحبة المجردة . ********************************** حميد عاشق العراق 19 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * القلبان في جوف واحد * ـ-…_ نفى الحق المتعال أن يكون لرجل ( قلبان ) في جوفه ، فإن للعبد ( وجهة ) غالبة في حياته ، وهـمّاً واحداً ، يدفعه لتحقيق آماله وأمانيه ، وتلك الوجهة هي التي تعطي القلب وصفا لائقا به ، فإذا كان إلهيـّا استحال القلب إلهيـّا وكذلك في عكسه . فإذا اتخذ العبد وجهته ( الثابتة ) في الحياة ، لم تؤثر الحالات ( العارضة ) المخالفة في سلب العنوان الذي يتعنون به القلب . ********************************** حميد عاشق العراق 19 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الصبغة الواحدة * ـ-…_ إن الكون - على ترامي أطرافه وتنوّع مخلوقاته - متصف بلون واحد وصبغة ثابتة ، وهي صبغة العبادة التكوينية التي لا يتخلف عنها موجود أبدا . والموجود المتميز بصبغة أخرى زائدة غير العبادة ( التكوينية ) هو الإنسان نفسه ، فهو الوحيد الذي وهبه الحق منحة العبادة ( الاختيارية ) . وبذلك صار المؤمن وجودا ( متميزا ) من خلال هذا الوجود المتميز أيضا ، لأنه يمثل العنصر الممتاز الذي طابقت إرادته إرادة المولى حبا وبغضا . ولذلك يباهي الحق - فيمن يباهي فيهم من حملة عرشه والطائفين به - بوجود مثل هذا العنصر النادر في عالم الوجود . والسر في ذلك أن الحق تعالى مكنّه من تحقيق إرادته مع ما جعل فيه من دواعي الانحراف كالشهوة والغضب ********************************** حميد عاشق العراق 20 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * لو فرض مَحالاً * ـ-…_ لو افترض محالا أن الخلق كلهم عبيد لأحدنا ، وافترض أن عباداتهم إنما هي بحقنا ، ( لاستصغرنا ) ذلك منهم ، وتوقعنا منهم أكثر من ذلك بكثير ، بلبالسخط ولزوم التأديب ، لما نراه من حقارة تعظيمهم إيانا قياسا إلى عظيم حقنا عليهم . ومن هنا تتجلى ( أنـاة ) الحق في إحتمال عباده ، الذين يغلب - حتى على الصالحين منهم - لانتابنا شعور( الغفلة ) عنه في أكثر آناء الحياة . ومن ذلك يعلم أيضا العفو العظيم من الرب الكريم ، الموجب لإعفاء الخلق من كثير من العقوبات مصداقا لقوله تعالى : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } و { لو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابة } . ********************************** حميد عاشق العراق 20 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * القدرة المستمدة من الحق * ـ-…_ إن الالتفات إلى ( عظمة ) الحق في عظمة خلقه ، وإلى ( سعة ) سلطانه في ترامي ملكه ، وإلى ( قهر ) قدرته في إرادته الملازمة لمراده ، كل ذلك يضفي على المرتبط به - برابط العبودية - شعورا بالعزة والقدرة المستمدة منه . ولهذا يقول علي ( عليه السلام ) : { الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي رباً } هذا الإحساس لو تعمّق في نفس العبد ، لجعله يعيش حالة من الاستعلاء ، بل اللامبالاة بأعتى القوى على وجه الأرض - فضلاً عن عامة الخلق الذين يحيطون به - لعلمه بتفاهة قوى الخلق أجمع ، أمام تلك القدرة اللامتناهية لرب الأرباب وخالق السلاطين . ********************************** حميد عاشق العراق 20 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * عظمة الخالق في النفس * ـ-…_ قد ورد في وصف المتقين أنه قد : { عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم } . فلنتصور عبدا وصل إلى هذه الرتبة المستلزمة لصغر ما سوى الحق في عينيه ، كيف يتعامل مع كل مفردات هذا الوجود ؟!. فإن صغر ما سوى الحق عنده ، يجعله لا ( يفرح ) بإقبال شئ عليه ، كما لا يأسى على فوات شئ منه ، كما لا ( يستهويه ) شئ من لذائذها ، ما دام ذلك كله صغيرا لا يستجلب نظره ، كالبالغ الذي يمر على ما يتسلى به الصغار غير مكترث بشيء من ذلك . وفي المقابل فإن من صغُر الحق في نفسه ، فإنه ( يكبر ) كل شئ في عينه ، فاللذة العابرة يراها كاللذة الباقية ، والمتاع الصغير وكأنه منتهى الأماني لديه ، والخطب اليسير في ماله وبدنه كأنه بلاء عظيم لا زوال له ، وهكذا يعيش الضنك في العيش الذي ذكره القرآن الكريم . وليعلم في هذا المجال أن كبر الدنيا في عين العبد ، تدل بالالتزام على صغر الحق المتعال في نفسه ، وفي ذلك دلالة على ( خطورة ) ما فيه العبد وإن ظن بنفسه خيرا . ********************************** حميد عاشق العراق 21 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الحركة حول محور واحد * ـ-…_ إن في عالم الطبيعة حركةً دائبةً حول محور واحد لا تتخلف أبدا ، كحركة النواة والمجرّات والمجموعات الشمسية حول محاورها . فالمطلوب من العبد المخـتار أيضا أن ينسجم مع هذه الحركة ( الكونية ) ، فتكون له حركته الدائبة والثابتة حول محور واحد في الوجود بلا انقطاع . وقد طالب الحق المتعال عباده بهذه الحركة المادية أيضا و( المشابهة ) لحركة الطبيعة ، وذلك بالأمر بالطواف حول محور بيته الحرام . ومن الملفت في هذا المجال أن جهة الطواف - بعكس حركة الساعة - تشابه الحركة الدائرية ( للتكوينيات ) وفي الاتجاه نفسه ، والتي يغلب على مداراتها عدد السبعة أيضا . ********************************** حميد عاشق العراق 21 - 12 - 2013 |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الإخلاد إلى الأرض * ـ-…_ إن كلمة اثّـاقلتم في قوله تعالى : { اثاقلتم إلى الأرض } تشعر بأن الإخلاد إلى الأرض ، كسقوط الأثقال إلى الأسفل ، في أنها حركة ( طبيعية ) لا تحتاج إلى كثير مؤونة ، بخلاف الحركة إلى الأعلى ، فإنها حركة ( قسرية ) تحتاج إلى بذل جهد ومعاكسة للحركة الطبيعية تلك . ولهذا ورد التعبير ( بالنفر ) في قوله تعالى : { إنفروا في سبيل الله } . و ( الفرار ) في قوله تعالى : { فروا إلى الله } . و ( المسارعة ) في قوله تعالى : { سارعوا إلى مغفرة من ربكم } ، مما يدل جميعا على أن الوصول إلى الحق ، يحتاج إلى نفر وفرار ومسارعة . وفي كل ذلك مخالفة لمقتضى الطبع البشري ، الميال إلى الدعة والاستقرار والتباطؤ . ********************************** حميد عاشق العراق 21 - 12 - 2013 |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ-* الاشتغال بالفسيح * -…_ إن مواجهة القلب مواجهة متفاعلة مع أمور الدنيا - وخاصة المقلق منها - مما ( تضيّق ) القلب إذ أن القلب يبقى منشرحا إذا اشتغل ( بالفسيح ) من الأمور التي تتصل بالمبدأ والمعاد والقلب الذي يشتغل بالسفاسف من الأمور ، يتسانخ مع ما يشتغل به فيضيق تبعا لضيق ما اشتغل به والحل - لمن لابد له من التعامل مع الدنيا - أن يرسل إليها ( حواسه ) وفكره القريب إلى حواسه وأما ( القلب ) والفكر القريب إلى قلبه فيبقى في عالمه العلوي الذي لا يدنّـسه شئ فمَثَل القلب كمَثَل السلطان الذي يبعث أحد رعاياه لفك الخصومات وغيرها ولا يباشرها بنفسه لئلا تزول هيبة سلطانه . ************************************************** عاشق العراق 22 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ-* صُنوفُ الْكَمالِ * -…_ يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } فإن فيه كمال ( معرفة الرب ) لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام . وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم ) لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف وفيه كمال مرتبة ( العمل الصالح ) الذي يلازم نهي النفس عن الهوى إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح . ************************************************** عاشق العراق 22 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ-* كثرة الهموم* -…_ إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا فكلما ( يـئس ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه ( قلّت ) عنده فرص الفشل وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه ومن هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا وذلك لانصرافهم عما لا ينال وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن وهو النظر إلى وجهه الكريم سبحانهُ وتعالى . ************************************************** عاشق العراق 22 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
|
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * عالمٌ مترابطٌ * ـ-…_ إن المطلعين على عالم : الذرة ، والنبات ، والفلك ، والمجرات ؛ يرون المعادلات العجيبة في هذا الوجود ، والارتباط القائم : غلاف الأوزون ينثقب ، فإذا بالحرارة تزيد !. عَاَلمٌ مترابط ، ومتقن ، ودقيق !. فهل يعقل أن يكون الإنسان خليفة الله عز وجل على الأرض مُهْمَلاً يعمل ما يشاء ، بينما عالم الذرة والفضاء والغلاف الغازي عالم متقن ؟. يقول تعالى : ﴿ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ﴾ فهذا الخليفة ليس في حلٍ يفعل ما يشاء إنه محكوم !. وفي الأحاديث القدسية : ( عبدي .. خلقت الأشياء لأجلك ، وخلقتك لأجلي . وهبتُك الدنيا بالإحسان ، والآخرة بالإيمان ) ، وفي حديث آخر: ( لا تسعني أرضي ولا سمائي ، ولكن يسعني قلبُ عبدي المؤمن ) ، و ( قلب المؤمن عرش الرحمن ) ؛ فأين هذه الأوصاف من واقع حياتنا ؟. حميد عاشق العراق الاثنين 19 صفر 1435هج 23 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الوجل بعد الذكر* ـ-…_ إن وَجَل القلب عند ذكر الحق لا يلازم ( الخوف ) والرهبة فحسب بل قد يقترن ( بالإجلال ) والتعظيم وخاصة بعد الغفلة ولهذا وقع بعد الذكر الرافع لتلك الغفلة مَثَل ذلك مَثَل من كان في ضيافة عظيم تشاغل عنه الضيف وفجأة أطلّ ذلك العظيم عليه وهو في غفلة عنه فإن شعوراً بالوجل سينتاب الضيف لا لخوفه منه - إذ هو آمن من سخطه في ضيافته - بل لأجل التقصير في إجلاله وتعظيمه فالعبد قد يعيش حالة رتيبة من الغفلة يقطعها الذكر ( المفاجئ ) عند تلاوة آياته فينقلب إلى عبد وَجِل مصداقا لقوله تعالى : { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم } . حميد عاشق العراق الاثنين 19 صفر 1435هج 23 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * خطورةُ الذُّنوب * ـ-…_ إن البعض يدعو رب العالمين ، ولكن لا يجد الإجابة ، بسبب الموانع التي خلقها بيده . فإذا وجد المانع ؛ المؤثر لا يعطي أثره ، ولذلك الدعاء لا يؤثر . مثلاً : لو أخذنا عوداً رطباً ، وجعلنها في نار مستعرة ؛ فإنها لن تحترق بسبب الرطوبة . والإنسان الداعي كذلك ، هناك سقف فوق رأسه ، منع صعود دعائه . الدعاء جيد لا نقص فيه ، ولكن هذه المظلة هي التي حالت بينه وبين صعود الدعاء إلى رب العزة والجلال . فإذن كم هي خطيرة الذنوب !. حميد عاشق العراق الاثنين 19 صفر 1435هج 23 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الجوُّ الجماعيُّ * -…_ إن الجو الجماعي أرضية خصبة لكل شيء للشر وللصلاح ، لذلك نجد الشارع ينهى وبشدة عن الجلوس على مائدة الخمر ، ولو شربت ماء زمزم عليها . والجو الجماعي للطاعة ، كالجو الجماعي للمعصية . حميد عاشق العراق الثلاثاء 20 صفر 1435هج 24 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * زادُ الآخرةِ * -…_ إن العمر يمر مر السحاب ، ما الذي في هذه الحياة ؟. ما هي المحطات التي تعيننا على آخرتنا ؟. هل هي حياتنا الروتينية من : أكل ، وشرب ، ومعاشرة للنساء ، ومن تربية للأولاد ، والذهاب للعمل ؟. هذا ليس زاد الآخرة ، بل زاد البطن والفرج ليس إلا . زاد الآخرة شيء آخر !. حميد عاشق العراق الثلاثاء 20 صفر 1435هج 24 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * إعطاءُ الأجرِ * -…_ لو كان الله عز وجل يعطي الأجر على عمل الإنسان أولاً بأول ؛ لما بقي إنسانٌ غير موحد على هذه الأرض . يقول عز وجل : ﴿ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴾ . فالإنسان عندما يعبد اللهَ ، ويعمل ، ويجاهد ، ويزور . عندما يكتمل النصاب ؛ يُعطى جائزةً قيِّمة ، لا يدري ما هي ؟. قد تكون ذرية صالحة ، أو إنقاذ من مشكلات اجتماعية ، أو صحة وعافية . حميد عاشق العراق الثلاثاء 20 صفر 1435هج 24 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الغناء وتحريك الشهوات * ـ-…_ إن هناك ارتباطاً واضحاً بين الغناء والشهوة ، إذ أن الطرب في حكم ( الخمرة ) في سلب التركيز وتخدير الأعضاء وخفّتها ، ولهذا تعارف اجتماعهما في مجلس واحد ، فترى المشغول باستماع المطرب من الألحان ، يعيش حالة من الخـفّة كالسكارى من أصحاب الخمور . هذا السكر والطرب المتخذ من الغناء ، يجعل صاحبه يعيش في عالم الأحلام والأوهام الكاذبة ، فيصور له ( متع ) الدنيا - ومنها متعة النساء - وكأنها غاية المنى في عالم الوجود ، ويصور له ( المرأة ) التي يتشبّب بها في الغناء ، وكأن الوصل بها وصل بأعظم لذة في الحياة ، حتى إذ جاءه لم يجده شيئاً ، ووجد الله عنده فوفاه حسابه . حميد عاشق العراق الأربعاء 21 صفر 1435هج 25 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * كمال الجنين والأرواح* ـ-…_ كما أن الحق المتعال يوصل الجنين بمشيئته وفضله إلى كماله اللائق به ، فيصوّره في الأرحام كيف يشاء ، ليخرجه من بطن أمه في أحسن تقويم فكذلك للحق مشيئته في إيصال ( الأرواح ) البسيطة إلى كمالها اللائق بها ، لأنها نفحة من نفحاته ، أرسلها على هذا البدن الذي تولى تقويمه وتربيته . إلا أن العبد بسوء اختياره ، لا يدع يد المشيئة الإلهية لأن تعمل أثرها بما تقتضيه الحكمة البالغة ، إذ : { مقتضى الحكمة والعناية ، إيصال كل ممكن لغايتة } فيعمل بسوء مخالفته على منع تلك الرعاية التي أخرجت منه بشراً سويا من أن توصله إلى ( كماله ) المنشود ، فيكون مَثَله كمَثَل الجنين الذي آثر الإجهاض والسقوط من رحم أمه ، ليتحول إلى مضغة نتنة ، تلف كما يلف الثوب الخَـلِق ، فيرمى بها جانباً . حميد عاشق العراق الأربعاء 21 صفر 1435هج 25 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الارتياح بعد التفويض* ـ-…_ إن على العبد المتوكل الذي ( فوّض ) أمره إلى بديع السماوات الأرض ، أن يعيش حالة من ( الارتياح ) والطمأنينة بعد ذلك التفويض ، كالمظلوم الذي أوكل أمر خصمه إلى محامٍ خبير ، فكيف إذا أوكل أمره إلى السلطان الحاكم في الأمور كلها ؟!. ولهذا عندما آثر أهل الكهف الاعتزال عمن يعبدون غير الله تعالى ، أمروا بأن يأووا إلى الكهف ، وما الكهف إلا تجويف في جبل لا مجال للعيش فيه ، إلا أن الحق المتعال يردف ذلك قائلاً : { ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا } . وما حصل لهم من غرائب ما وقع في التاريخ ، إنما هو ( ثمرة ) لهذا التفويض والتوكل على من بيده الأسباب كلها . حميد عاشق العراق الأربعاء 21 صفر 1435هج 25 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * هدوءُ القلبِ دائماً *.ـ-…_ إن الرفق ليس قيمة نهائية ، عليك أن تخلط اللين بالشدة !. عندما يستدعي الأمر الغضب ، اجعله على الجوارح فقط ، إياك وأن تجعله ينفذ إلى داخلك !. دع القلب هادئاً تماماً !. ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الخميس 22 صفر 1435هج 26 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الرِّفقُ مع الإيمان *.ـ-…_ إن الإيمان الذي لا رفق معه ، كالبيت الذي لا قفل له، يدخله كل من هبَّ ودب . يأتي الشيطان في كلِّ لحظة للإنسان ، ليثيره على أعزِّ الناس عليه ، إثارة قد تصل للقتل . فمثل الإنسان : المؤمن ، الكريم ، قائم الليل ، ولكن لا رفق له . مثل من بنى بناء حسناً ، وأثثه بأفخر الأثاث ، ولكنه تركه بدون قفل ، في كل لحظة يدخل الشيطان لينتخب أفضل الجواهر في ذلك المنزل . وهو أمهر السراق في تاريخ البشرية ، لذا لابد من وضع أقفال من الرفق على أبواب بيوتنا !. ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الخميس 22 صفر 1435هج 26 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
_…ـ- * فقر الإنسان إلى الله*.ـ-… القرآن يحكم على الإنسان بأنه فقير ، حتى السلطان والأمير والحاكم هؤلاء أخرجهم اللهُ من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا ، ( وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاًوَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ – النحل 78 ) إذا أراد هذا الطفل الماء والحليب يبكيكما تبكي أيُ دابةٍ من دواب الأرض ( يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّٱلْحَمِيدُ – فاطر 15 ) هذا هو المبدأ الأول الذي يتوجب علينا الإيمان به أن الناس كلهم فقراء والله هو الغني ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الخميس 22 صفر 1435هج 26 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
|
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخت الفاضلة أ. هند طاهر صباح الخير شكراً لكِ على التواصل , أرجو دوامه تحياتي حميد عاشق العراق الجمعة 23 صفر 1435هج 27 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * الاشتغال بالفسيح *.ـ-… إن مواجهة القلب مواجهة متفاعلة مع أمور الدنيا - وخاصة المقلق منها - مما ( تضيّق ) القلب . إذ أن القلب يبقى منشرحا إذا اشتغل ( بالفسيح ) من الأمور التي تتصل بالمبدأ والمعاد . والقلب الذي يشتغل بالسفاسف من الأمور ، يتسانخ مع ما يشتغل به ، فيضيق تبعا لضيق ما اشتغل به . والحل - لمن لابد له من التعامل مع الدنيا - أن يرسل إليها ( حواسه ) وفكره القريب إلى حواسه . وأما ( القلب ) والفكر القريب إلى قلبه ، فيبقى في عالمه العلوي الذي لا يدنّـسه شئ . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الجمعة 23 صفر 1435هج 27 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * صنوف الكمال *.ـ-… يمكن القول أن جميع صنوف الكمال مجتمعة في قوله تعالى : { وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى } . فإن فيه كمال ( معرفة الرب ) ، لأنه لولا هذه المعرفة لما عرف مقام الرب ، وبالتالي لم يتحقق منه الخوف من صاحب ذلك المقام . وفيه كمال مرتبة ( القلب السليم ) لأن الخوف من مقام الرب لا ينقدح إلا من القلب السليم ، الذي خلي من الشوائب بما يؤهله لنيل تلك المرتبة من الخوف . وفيه كمال مرتبة ( العمل الصالح ) الذي يلازم نهي النفس عن الهوى ، إذ أن الذي يصد عن العمل الصالح ، هو الميل إلى الهوى الذي لا يدع مجالا لتوجه القلب إلى العمل الصالح . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الجمعة 23 صفر 1435هج 27 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * كثرة الهموم *.ـ-… إن كثرة الهموم والغموم تنشأ من تعدد مطالب العبد في الحياة الدنيا ، فكلما ( يـئس ) من تحقيق مأرب من مآربه ( انتابه ) همّ الفشل ، فإذا تعددت موارد الفشل تعددت موجبات الهموم ، وتبعاً لذلك تتكاثف الهموم على القلب بما تسلبه السلامة والاستقامة . فلو نفى العبد عن قلبه الطموحات الزائفة ، وتضيّقت عنده دائرة المحبوبات ، واقتصرت همّته على ما يحسن الطمع فيه والطموح إليه ، ( قلّت ) عنده فرص الفشل ، وبالتالي نضبت روافد الهموم إلى قلبه . وقد أشار أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) إلى هذه الحقيقة بقوله : { قد تخلّـى من الهموم إلا هما واحداً } . ومن هنا يعيش الأولياء حالة من ( النشاط ) والانبساط الذي يفقده - حتى المترفون - من أهل الدنيا ، وذلك لانصرافهم عما لا ينال ، وتوجّههم إلى ما يمكن أن ينال في كل آن ، وهو النظر إلى وجهه الكريم . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الجمعة 23 صفر 1435هج 27 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * السعة المذهلة للوجود *.ـ-… ورد في الحديث : { ما السموات السبع والأرض عند الكرسي إلا كحلقة خاتم في فلاة ، وما الكرسي عند العرش إلا كحلقة في الفلاة } . إن استشعار هذه الحالة - وخاصة - عند مواجهة الحق في الصلوات والدعوات ، يجعل العبد يعيش حالة ( التذلّل ) والانبهار أمام هذه القدرة التي لا تتناهى ، والسلطان الذي لا يدرك كنهه . فمن موجبات ( تعميق ) محبة المحبوب هو الالتفات التفصيلي لما عند المحبوب من صفات وقدرة ، ولما يتمتع به من جمال وجلال . والأمر عند عشاق الهوى كذلك ، إذ أنهم يختارون من يجتمع فيهم الجمال والاقتدار . فالأول عنصر ( اجتذاب ) يوجب دوام محبة المحبوب . والثاني عنصر ( ارتياح ) يوجب قضاء مآرب الحبيب . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق السبت 24 صفر 1435هج 28 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * حقيقة الاسترجاع *.ـ-… إن حقيقة آية الاسترجاع : { إنا لله وإنا إليه راجعون } لو تعقلها العبد بكل وجوده ، لأزال عنه الهمّ الذي ينتابه عند المصيبة . والسر في ذلك أن الآية تذكّره بمملوكية ( ذاتـه ) للحق ، فضلا عن ( عوارض ) وجوده . وهذا الإحساس بدوره مانع من تحسّر العبد على تصرف المالك في ملكه - وإن كان بخلاف ميل ذلك العبد - إذ أنه أجنبي عن الملك قياسا إلى مالكه الحقيقي . كما تذكره ( بحتميّة ) الرجوع إليه المستلزم ( للتعويض ) عما سلب منه وهو مقتضى كرمه وفضله ، وإن ذكرنا آنفا أن سلب الملك من شؤون المالك لا دخل لأحدٍ فيه ، كما يقال في الدعاء : { لاتضادّ في حكمك ولا تنازع في ملكك } . كل هذه الآثار مترتبة على وجدان هذه المعاني ، لا التلفظ بها مجردة عما ذكر . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق السبت 24 صفر 1435هج 28 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VgBKjo.jpg _…ـ- * روح الدعاء *.ـ-… أن حقيقة الأدعية المأثورة تتحقق بالالتفات الشعوري إلى مضامينها . إذ أن الدعاء حالة من حالات القلب ، ومع عدم تحرك القلب نحو المدعو وهو ( الـحق ) والمدعو به وهي ( الحاجة ) ، لا يتحقق معنىً للدعاء . وبذلك يرتفع الاستغراب من عدم استجابة كثير من الأدعية ، رغم الوعد الأكيد بالاستجابة ، وذلك لعدم تحقق الموضوع وهو ( الدعاء ) بالمعني الحقيقي الذي تترتب عليه الآثار . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق السبت 24 صفر 1435هج 28 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * زادُ الآخرةِ * -…_ إن العمر يمر مر السحاب ، ما الذي في هذه الحياة ؟. ما هي المحطات التي تعيننا على آخرتنا ؟. هل هي حياتنا الروتينية من : أكل ، وشرب ، ومعاشرة للنساء ، ومن تربية للأولاد ، والذهاب للعمل ؟. هذا ليس زاد الآخرة ، بل زاد البطن والفرج ليس إلا ، زاد الآخرة شيء آخر !. ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الإثنين 26 صفر 1435هج 30 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * إعطاءُ الأجرِ * -…_ لو كان الله عز وجل يعطي الأجر على عمل الإنسان أولاً بأول ؛ لما بقي إنسانٌ غير موحد على هذه الأرض . يقول عز وجل : ﴿ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ وَهُمْ مِّنَ ٱلسَّاعَةِ مُشْفِقُونَ ﴾ . فالإنسان عندما يعبد اللهَ ، ويعمل ، ويجاهد ، ويزور . عندما يكتمل النصاب ؛ يُعطى جائزةً قيِّمة ، لا يدري ما هي ؟. قد تكون ذرية صالحة ، أو إنقاذ من مشكلات اجتماعية ، أو صحة وعافية . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الإثنين 26 صفر 1435هج 30 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * شُكرُ اللهِ سبحانهُ * -…_ مشكلتنا أننا نشكر الله عز وجل على النعم الإيجابية ، مثل الحصول على مبلغ من المال مثلاً . ولا نفعل ذلك بالنسبة إلى النعم السلبية ، كأن يُدفع عنا بلاء أو مرض .. فلو كشف لنا الغيب لرأينا أن نعم الله عز وجل لا تحصى ، وخاصة البلاءات التي دُفعت عنا ، ولكن لم نُخْبر بذلك لمصلحة ما . ولو أخبرنا بذلك ، لانتابنا شعورٌ عميق بالشكر والخجل والوجل . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الإثنين 26 صفر 1435هج 30 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * القعود على الصراط المستقيم * -…_ ينحصر طلب الداعي في سورة الفاتحة - بعد مقدمات الحمد والثناء - في ( الاستقامة ) على الصراط ، كما انحصر تهديد الشيطان من قبلُ ، ( بالقعود ) على الصراط المستقيم نفسه . ومن مجموع الأمرين يُعلم أن معركة الحق والباطل إنما هي في هذا الموضع ، والناس صرعى على طرفيها ، وقد قلّ الثابتون على ذلك الصراط المستقيم . ومن هنا تأكدت الحاجة للدعاء بالاستقامة في كل فريضة ونافلة . وليُعلم ان الذي خرج عن ذلك الصراط : إما بسبب ( عناده ) وإصراره في الخروج عن الصراط باختياره وهو المغضوب عليه ، وإما بسبب ( عماه ) عن السبيل وهو الضال . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الإثنين 26 صفر 1435هج 30 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * عبادة الحق كما يريد * -…_ طلب إبليس من الحق أن يعفيه من السجود لآدم ( عليه السلام ) ، مقابل عبادة لم يعبدها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، أن العبادة المطلوبة للحق هي ما طابقت إرادة ( المعبود ) لا رغبة ( العابد ) . ومن هنا يكتشف العبد ضلالة سعيه إذا لم يكن مطلوبا للحق ، وإن وجد العبد سعيه حسناً ، مصداقا لقوله تعالى : { الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً } . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الإثنين 26 صفر 1435هج 30 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * القشر واللب * -…_ إن لعالم الوجود قشراً ولبـّا ، قد عبر القرآن عن الأول بظاهر الحياة الدنيا ، بما يفهم منه أن له باطنا أيضا وهو اللب . فإذا أعمل الحق المتعال خلاّقيته بما يُذهل الألباب في الظاهر ، فقال تعالى : { تبارك الله أحسن الخالقين } و { بديع السموات والأرض } و { أعطى كل شئ خلقه ثم هدى } و { ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح } . فكيف بآثار خلاقيته في عالم الألباب ؟! ، وهي الأرواح التي نسبها الحق إلى نفسه فقال : { قل الروح من أمر ربي } و { ونفخت فيه من روحي } . ومن هنا يعلم شدة تقصير العبد في ( تزيين ) أكثر المخلوقات قابلية للجمال والكمال ، وهي ( نفسه ) التي بين جنبيه . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الإثنين 26 صفر 1435هج 30 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * التركيز في غير الصلاة * -…_ يتذرع الكثيرون الذين لا يملكون القدرة على التركيز - في الصلاة والدعاء - بذرائع واهية من عدم القدرة على مثل ذلك ، بما يوهم سقوط التكليف بالصلاة الخاشعة . والحال أن هؤلاء أنفسهم يملكون أعلى صور التركيز في مجال عملهم ، بل في مجال العلوم التي تتطلب منهم التركيز الذهني المتواصل . والسر في ذلك واضح وهو رغبتهم ( الأكيدة ) في مثل هذا التركيز فيما يحبون ، طمعا لما وراءه من المنافع . ولو تحققت فيهم مثل هذه ( الرغبة ) في التركيز - عند الصلاة والدعاء - طلبا لعظيم المنافع فيهما ، ( لأمكنهم ) مثل هذا التركيز أيضا بل أشد من ذلك . من كان قلبه متعلقاً في صلاته بشيء دون الله ، فهو قريب من ذلك الشيء ، بعيد عن حقيقة ما أراد الله منه في صلاته . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الثلاثاء 27 صفر 1435هج 31 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
http://www.foxpic.com/VIgq2n.jpg _…ـ- * الحسنة في الدنيا والآخرة * -…_ إن من يهوى الدنيا ، يطلبها بكل متعها ، من دون ( تقييدها ) بكونها حسنا عند الحق المتعال . وذلك لأن كل ما فيها - مما يطابق الهوى - مطلوب لديه . وهذا بخلاف المؤمن الذي لا يريد من الدنيا والآخرة ، إلا ما كان ( حسناً ) عند مولاه . ولهذا يوكل أمر آخرته ودنياه إليه ، لأنه الأدرى بالحسن الذي يلائمه بالخصوص . { ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة } ( رضوان الله والجنة في الآخرة ، والسعة في الرزق ، وحسن الخلق في الدنيا ) . ---------------------------------------------------------- حميد عاشق العراق الثلاثاء 27 صفر 1435هج 31 - 12 - 2013 http://img03.arabsh.com/uploads/imag...444867fa00.gif |
الساعة الآن 02:07 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.