منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر الحوارات الثقافية العامة (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   [ " وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ " ................. ] (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=754)

حميد درويش عطية 08-28-2011 10:53 AM

قال أمير المؤمنين عليٌ عليه السلام :
ألا أخبركم بالفقيه حقا ؟
من لم يقنط الناس من رحمة الله
ولم يؤمنهم من عذاب الله
ولم يؤيسهم من روح الله
ولم يرخص في معاصي الله
ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره
ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم
ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه .
____________________________________________
*
*
*
حميد
28
8
2011

حميد درويش عطية 08-28-2011 11:14 AM

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( في حديث ) :
إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم
فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع وما حل مصدق
ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة
ومن جعله خلفه ساقه إلى النار
وهو الدليل على خير سبيل
وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل
وهو الفصل ليس بالهزل
وله ظهر وبطن فظاهره حكم باطنه علم
ظاهره أنيق وباطنه عميق
له نجوم وعلى نجومه نجوم
لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه
مصلبيح الهدى منار الحكمة ودليل على المعرفة
لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج من عطب
ويتخلص من نشب
فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور
فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص .
____________________________________________
*

*
*
حميد
28
8
2011





حاتم بن عبيد 09-02-2011 07:03 AM

شكراًاااااااا

حميد درويش عطية 09-02-2011 11:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم عبيد الغنامي (المشاركة 84227)
شكراًاااااااا

الشكر لك
أخي
الأستاذ حاتم عبيد الغنامي
على مرورك العطر
جُزيتَ خيرا ً
حميد
2
9
2011

حميد درويش عطية 11-13-2011 08:25 PM

وعي ولاية اللّه
ليس كل أحد يعي ولاية اللّه
وأكثر الناس ينعمون برعاية اللّه ونصره، ورزقه، وتأييده لهم، وتسديده إياهم
دون أن يعرفوا ذلك للّه ، ودون أن يشكروا اللّه عليه.
وقليل من الناس من يعرف ولاية اللّه وهم أصحاب البصائر من المؤمنين
وأعز بشيء في نعم اللّه البصيرة فإذا رزق الإنسان البصيرة
لمس يد اللّه تعالى في كل جزء من حياته
ولمس رحمة اللّه وتسديده إياه في كل منعطفات حياته
ولم يفقد رعاية اللّه وتدبيره وتوفيقه حيث يحتاجها .
والذين آتاهم اللّه البصيرة والمعرفة يعرفون يد اللّه تعالى ورعايته لهم وعطفه عليهم في أحلك الظروف وفي ظروف البأساء والضراء .
وقد يدخل الإنسان أزمة شديدة وضيقاً شديداً في حياته الفردية أو الاجتماعية
فحسب أن اللّه تعالى قد أوكله إلى نفسه ونسيه وحاشاه
وإنما يرى ما لا نراه من صلاح عبده .
ويحتاج الإنسان إلى درجة عالية من الوعي والمعرفة
حتى يعلم أن اليد التي تعصر قلبه في المحن والشدائد يد أرحم الراحمين .
يقول تعالى :
( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) .
( فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل اللّه فيه خيراً كثيراً ) .
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق
13
11
11
الأحد 17 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-14-2011 06:41 AM

تاثير
اخلاق الفرد
في المجتمع
أول لبنة في المجتمع هو الفرد فبالفرد صلاحه
وبالفرد فساده والأمة النشيطة هي التي تنشط أفرادها
والأمة الخاملة هي التي تخمل أفرادها
فنشاط المجتمع بدون نشاط الأفراد تناقض
وخمول الأمة مع عدم خمول أفرادها أضداد
فهو كمرض الأعضاء مع صحة الجسم
أو صحة الأعضاء مع مرض الجسم كلاهما ممتنع
لا يكون .إذن ،
فلخلق الفرد المدخلية التامة في خلق الاجتماع
ولذا يبتدئ كل مصلح في إصلاح المجتمع
بتصقيل الأفراد وتجلية جنايا النفس الملوّثة في كل فرد فرد .
وهذا شأن الكون :
فبالقطرات يجتمع البحر
وبحبات الرمال تتكون الصحارى
وبأفراد النجوم الزواهر تتكون السماء الوضاءة
كما أن ذلك مبدأ تكون الأحزاب والعساكر
فإنها فرد ، ثم فرد ، ثم فرد
حتى يتكون حزب قوي أو جيش عزوم .
وللفرد شهوات وميول ونزوات ونزعات ،
ولا صلاح له إلا بإصلاحها وأخذ الوسط :
لا إفراط ولا تفريط ولا سرعة ولا بطء .
فكل من الكبت المطلق والحرية المطلقة
خروج عن الاعتدال وهوي في مهوىً سحيق .
لا كبت ولا حرية بل عدالة ووسط
والإسلام أول ما يعتني بالمجتمع يتوجه إلى الفرد :
يريه مواضع الزيغ والانحراف ويزين له العدل والنصفة
ثم يدعمها بترغيب وترهيب وثواب وعقاب
حفظاً للفرد ثم المجتمع عن الانهيار والبوار .
الإنسانية العامة :
الإنسان ـ كما يقال ـ اشتق من الأنس فكل فرد يأنس بالآخرين
وان اختلفوا في النوازع وتباينوا في الأفكاروتشاجروا بل وتحاربوا .
وليس لقطر أن يسخر من قطرأو يهمزه ويلمزه وإلا سخر بلد من بلد
وحي من حي ودار من دار و ـ بالآخرة ـ فرد من فرد .
وبذلك ينفصم الاجتماع ويفسد الجو ويكثر ضياع الدم والمال .
إذن فالعلاج ـ العلاج الوحيد ـ ان يترك الإنسان دواعي التبتروالانتثار .
والإسلام يحيط المجتمع بسياج من الأخلاق حفظاً له عن عبث العابثين وإفساد المفسدين
ولتبقى للأمة وحدتها وودها وألفها
فيجتاز الإنسان عقبات الطبيعة ويبني صرحاً مجيداً وحضارة إنسانية شاملةيعيش في ظلها رغداً كريماً ،
ولم التفرق ؟ ولأي علة التباغض والتشاحن ؟
ليس الجميع من أب واحد وأم واحدة ؟
وأخيراً كلهم أقرباء وأبناء عم !( إنا خلقناكم من ذكر وأنثى ... ) آدم وحواء عليهما السلام
( وجعلناكم شعوباً وقبائل ... )
تأكيداً على أواصر القرابة ووشائج النسب كل ذلك ( لتعارفوا ) لا لتناكروا وتباغضوا
هذه هي البداية والختام واحد :
( إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
وقد جعل الإسلام للحياة الجماهيرية الفضلى حدوداً وأعلاماً
إن اتبعها المجتمع فقد أفلح
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق
14
11
11
الاثنين 18 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-15-2011 06:28 AM

آفاق التعامل
لقد قرر القرآن أن التحزب إنما هو لله سبحانه لا لسواه
لأن هذا هو الذي يحقق الأهداف الإلهية السامية .
وهذا ما يؤكد حقيقة شمولية النظرة الإلهية
في نطاق توجيه الإنسان إلى التعامل مع كل ما يرتبط بالله سبحانه وينتهي إليه،
لإن أي تعامل أو ارتباط يقوم على أساس ومحور آخر
كالجغرافيا، والعرق، والفئة، وغير ذلك ـ
فسيكون قاصراً عن تحقيق الهدف المنشود
لأنه سيكون محدوداً بحدود ذلك المحور ومقيداً بقيوده وتنعكس عليه سلبياته
كما أن من شانه أن يكرس التمزق والتشتت
وأن يحد من القدرة على استقطاب الطاقات
لاستخدامها في سبيل هذا الإنسان وخيره وسعادته ومجده
هذا إن لم يبرر لكثير من الفئات أن تقف في وجهه وتستأثر عنه بما يمكنها الاستئثار به
إن لم تعمل على سلبه ما حصل وإضعاف قدراته عن الحصول على المزيد
أو على شيء جديد .
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق

15
11
11
الثلاثاء 19 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-16-2011 06:26 AM

الذكر
والذكر هو استشعار علاقة العبودية
وذلك باستحضار صفات الله وأسمائه تعالى الحسنى
فعندما يستحضر الإنسان صفات الله وأسمائه الحسنى
يحدّد بشكل دقيق ـ في قلبه وعقله ـ موضعه الدقيق من الله تعالى
وهو موقع العبودية .
وفي كل ذكر استحضار لصفة من صفات الله وأسمائه الحسنى
وفي كلا استحضار لصفات الله وأسمائه الحسنى
وعي وتشخيص لموقع الإنسان من الله تعالى .
ولهذا السبب فإن في "الذكر" تكريساً لعلاقة العبودية بالله تعالى
وهذه العلاقة تحدّد الأنا وتضعه في موضعه الصحيح من العلاقة بالله تعالى .
فللذكر إذن دور تربوي مؤثّر في مكافحة العجب
وفي مقابل ذلك "الغفلة" عن ذكر الله فإنها من مصادر العجب
وبقدر ما يغفل الإنسان عن ذكر الله يصيبه العجب
ولا شيء يؤدي إلى طيش الأنا وحجبه عن الله وطغيانه وتمرّده على الله
كالغفلة عن ذكر الله .
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق

16
11
11
الأربعاء 20 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-17-2011 06:30 AM

حملة القرآن
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
"أهل القرآن هم أهل الله وخاصته."
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
"أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل."
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
" إن أهل القرآن في أعلى درجة الآدميين ما خلا النبيين والمرسلين، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم، فإن لهم من الله العزيز الجبار لمكاناً عليا."
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
"إن أكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء ثم حملة القرآن، يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء، ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء، ويمرون على الصراط مع الأنبياء، ويأخذون ثواب الأنبياء، فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف."
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
"حملة القرآن المخصوصون برحمة الله، الملبسون نور الله ،المعلمون كلام الله، المقربون من الله."
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) :
"حملة القرآن هم المحفوفون برحمة الله، الملبوسون نور الله، المعلمون كلام الله، من عاداهم فقد عادى الله، ومن والاهم فقد والى الله."
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق

17
11
11
الخميس 21 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 11-23-2011 01:41 PM


من روائع البيان في قوله تعالى
( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان )
ذكر علماء اللغة و البيان عنها ما يلي:
1- أنها الآية الوحيدة التي خالفت بقية الآيات التي تبدأ بسؤال الناس للنبي الكريم
حيث كلها تأتي بصيغة ( يسألونك ) مثل ( يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل ...
يسألونك عن الخمر و الميسر قل …، يسألونك عن الأنفال قل …
و يسألونك عن اليتامى قل … ،يسألونك ماذا أحل لهم قل …
و يسألونك ماذا ينفقون قل … ، يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل …
ويسألونك عن الروح قل … ، و يسألونك عن الجبال فقل … )إلا هذه الآية !
فمن عظمة الله أنه سبق المؤمنين بالسؤال و هم لم يسألوا بعد !
و كأنه سؤال افتراضي ، فإن الله هو الذي وضع السؤال و بادر بالإجابة من قبل أن يُسأل
حباً منه بالدعاء و بسرعة الإجابة ! فانظر إلى واسع رحمته !
2- على غرار ( و يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا ))
كان القياس أن يقول ( و إذا سألك عبادي عني فقل ربي قريب يجيب دعوة الداع )
لكنه تبارك و تعالى تكفل بالإجابة بنفسه وقال ( فإني قريب أجيب دعوة الداع )
فابتدأ جوابه بأنه قريب للدلالة على عدم حاجته للوسطاء أولاً
وللدلالة على حفاوته بالدعاء و بالسائلين ثانياً
فلم يتحدث بضمير الغائب عن ذاته فلم يقل
( يجيب دعوة الداع ) لأنه يدل على البعد و العلو
بل نسبها لنفسه للدلالة على دنوه و قربه من السائلين !
3- أنه تعالى لم يعلق الإجابة بالمشيئة كأن يقول ( أجيبه إن أشاء )
بل قطع و أكد بأنه يجيب دعوة الداع .
4- أنه قدم جواب الشرط على فعل الشرط فلم يقل ( إذا دعان أستجب له ) و ذلك للدلالة على قوة الإجابة و سرعتها .
5- أنه قال ( أجيب دعوة الداع إذا دعان) و لم يقل ( أجيب دعوة الداع إن دعان )
و في هذا معانٍ بلاغية غاية في الدقة
منها أنه استخدم أداة الشرط ( إذا ) و لم يستخدم أداة الشرط ( إن )
، فما الفرق بينهما؟
السبب أن ( إن ) تستخدم للأحداث المتباعدة و المحتملة الوقوع و المشكوك فيها
و النادرة و المستحيلة
كقوله ( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين ) و قوله ( و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ) لأن الأصل عدم اقتتال المؤمنين
و قوله ( ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني ) و لم يقل (إذا) استقر مكانه
و قد علمنا أن الجبل دك دكاً ! و كقوله ( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمدا ) .
بينما ( إذا ) تعني المضمون حصوله أو كثير الوقوع مثل قوله
( كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت ) لأن الموت واقع لا محالة !
و قوله ( و ترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ) و قوله ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم )
و قوله ( فإذا قضيت الصلاة )
و لذلك نرى أن كل أحداث يوم القيامة تأتي ب ( إذا ) و لم تأت بـ ( إن )
مثال ذلك قوله ( إذازلزلت الأرض زلزالها )
و قوله ( إذا الشمس كورت و إذا النجوم انكدرت و إذا الجبال سيرت … )
و قوله ( إذاوقعت الواقعة ) و غيرها من أحدث يوم القيامة
حيث لم تأت أيا ًمنها بأداة الشرط ( إن ) لأنها تحتمل الندرة و عدم الوقوع
و من روعة هذا البيان هو
حينما تأتيان معاً في موضع واحد فيستخدم ( إذا ) للكثرة و ( إن للندرة )
مثل قوله تعالى ( إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم .. و إن كنتم جنبا )
فجاء بِ ( إذا ) للوضوء لأنه كثير الوقوع و ( إن ) للجنب لأنه نادر الحصول
و مثل قوله ( فإذا أحصن فإن أتين بفاحشةٍ ) فالإحصان متكرر و الفاحشة من النوادر!
فمن هذا نفهم أنالمعنى من قوله تعالى ( إذا دعانِ )
أنه يشير إلى كثرة الدعاء و بأنه دعاء متكرر مستمر كثير و ليس نادراً قليلاً !
لأن الله يغضب إن لم يدعَ و القلب الذي لا يدعو قلبٌ قاسٍ
ألم تر إلى قوله تعالى( فأخذناهم بالبأساء و الضراء لعلهم يضرعون ، فلولا إذ جاءهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم )
و قوله ( و لقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم و ما يتضرعون ).
6- ثم لاحظ أنه قال ( أجيب دعوة الداع ) و لم يقل ( أجيب الداع ) !
لأن الدعوة هي المستجابة و ليس شخص الداع ،\و في هذا إشارة دقيقة جداً إلى مكانة الدعوة بغض النظر عن شخصية الداع !
7- قال ( عبادي ) بالياء و لم يقل ( عبادِ ) فما الفرق؟
( عبادي ) تشير إلى عدد أكبر من ( عباد ) فالياء تعني أن مجموعة العباد أكثر
أي يجيبهم كلهم على اختلاف ايمانهم و تقواهم
كقوله تعالى للدلالة على الكثرة ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) و المسرفون كثر
و كقوله (قل لعبادي يقولوا التي هي أحسن ) لأن أكثرهم يجادل
أما للقلة فيقول ( فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ) و هؤلاء قلة
و قوله ((وقل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم)) و المتقون قلة !
8- لاحظ أنه قال : ( أجيب دعوة الداع ) و كان القياس أن يقول ( أجيب دعوتهم )!
و ذلك للدلالة على أنه يجيب دعوة كل داع و ليس فقط دعوة السائلين
فوسع دائرة الدعوة و لم يقصرها على السائلين .
9- قال ( فإني قريب ) و لم يقل ( أنا قريب ) و هذاتوكيد بـ ( إن ) المشددة للتوكيد
لأن أنا غير مؤكدة.
10 – أن الآية توسطت آيات الصوم ، وهذا يعني أن الدعاء ديدن الصائم و أن للصائم دعوة لا ترد كما ورد في الأثر ( ما لم تكن بقطيعة رحم ) .
الدعاء شعار الصائمين ومن عظمة الدعاء و منزلته عند الله أن الله أحاطه بآيات الصوم
الذي قال عنه في الحديث القدسي ( الصوم لي و أنا أجزي به )
لأن الصوم من شعائر الإخلاص لله لأنه شَعيرة غير ظاهرة الأثر على صاحبها ما لم يرائي
فكذا الدعاء أراده الله أن يكون خالصاً له و هو الذي يجزي به
من دون شرك فيه لأحد
من دون واسطة نبي أو ولي أو شرطي أو موظف. !
************************************************** ******************************
حميد
عاشق العراق
23
11
11
الأربعاء 27 ذو الحجة 1432

حميد درويش عطية 12-16-2011 02:07 PM

إلهي
أزهرتَ القلوبَ بدعائك وأينعت براعم الايمان بندائك
وأوسقتَ ثمار العقيدة بمناجاتك وهديتنا بما أنزلت من صحفك ورسالاتك
فدعوتنا في محكم كتابك لدعائك وجعلته مفتاح الباب بينك وبين عبيدك وإمائك
والصلاة والسلام على أشرف من دعاك من خلائقك أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله
فإن من مننك سبحانك ورأفتك ولطفك ونعمتك وعطفك وشفقتك
أن جعلتَ الدعاء وسيلة مقدسة يتقرب بها العبد إليك تعاليتَ وتنزهت
فتسمو روحه إلى مدارج الكمال فيسألك تفريج غمه وتنفيس كربه وجلاء همه
فقلتَ عز من قائل :
" ادعوني أستجب لكم "
وقلتَ :
" واسألوا الله من فضله "
. وقلتَ :
" وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي "
فأي فضل أكبر من هذا ؟
وأي نعمة تضاهي سماح الرب الجليل للعبد الذليل بمخاطبته ودعوته
بما شاء وأنى شاء ومتى شاء وكيف شاء
في ابتغاء مرضاته والتقرب إليه ؟
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق
16
12
11
الجمعة 21 محرم الحرام 1433هج

حميد درويش عطية 12-24-2011 10:33 PM

( الذكر الدائم )
إن من صفات المؤمن أن يكون لسانه لهجا بذكر الله عز وجل
فطبيعة بني آدم تغلب عليه الغفلة ولعل كلمة " إنسان " أطلقت عليه لغلبة النسيان
كيف يذكر الإنسان ربه ؟
هناك عدة عوامل تجعل الإنسان في ذكر دائم :
أولا : المصيبة والبلاء
إن الإنسان عندما يقع في مصيبة يخرج من جو الغفلة ولهذا فإن إيمان السفينة إيمان معروف

فالمؤمن وغير المؤمن عندما يكون الطوفان يذكر الله عز وجل . يقول تعالى في كتابه الكريم :
( فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ )
فإذن إن المصيبة تذكّر ولكن مادامت قائمة ولهذا فإن المسجون يكون في محرابه وعلى سجادته يصلي
فإذا أطلق سراحه ينسى كل شيء .
ثانيا : النعمة
إن النعمة هي أيضا تذكر حيث يكون الإنسان في غفلة فيأتيه خبر مفرح مثلا :
جاءه صبي أو مال أو فرج فيذكر الله - عز وجل - وهذا أمر جيد !
ثالثا : الاستفتاح بالتسمية
إن الإنسان ليس دائما في مصيبة وليس دائما في نعمة لذا علينا أن نجعل الأعمال لله
- عز وجل - دائما مثلا :
عندما يريد أن يذهب الرجل إلى المنزل فإن أول خطوة يقوم بها هي ركوب السيارة
فبإمكانه أن يقرأ هذه الآية :
( سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ )
هذه الآية البعض يقرأها في الطائرة ولكن أيضا يمكن أن يقرأ هذا الدعاء عند الركوب في السيارة
وعندما يدخل المنزل فليقل :
بسم الله أدخل هذا البيت
وهناك دعاء عند الخروج من المنزل :
ورد أن الإنسان إذا خرج من منزله قال حين يريد أن يخرج :
" الله أكبر الله أكبر ثلاثا " بالله أخرج وبالله أدخل وعلى الله أتوكل - ثلاث مرات
اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير واختم لي بخير
وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم
لم يزل في ضمان الله - عز وجل - حتى يرده الله تعالى إلى المكان الذي كان فيه
وعندما يريد أن يتناول الطعام يبدأ بالبسملة وينتهي بالحمد
وعندما يتوضأ كذلك يبدأ بالبسملة
وقد ورد عن النبي ( صلى الله عليه و آله و سلم ) عن الله عز وجل :
( كل أمرٍ ذي بال لم يُذكر فيه بسم الله فهو أبتر )
فإذن إن كل الأمور الهامة هي من موجبات ذكر الله كثيرا
إن من آثار ذكر الله عز وجل غير إخراج العمل عن كونه أبترأنه يحمي الإنسان من الوقوع في المعاصي
مثلا :
عندما يركب الإنسان الطائر ة ويقول :
بسم الله أفتتح سفري هذا سوف لن يعصي الله سبحانه
فالذي يلتفت إلى مضمون التسمية قهريا لا شعوريا لا يمكن أن يكون هذا العمل
الذي باركه ببسم الله مقدمة لحرام يرتكبه .
ما معنى بسم الله ؟
في اللغة العربية :
كل جار ومجرور لا بد أن يكون متعلقا بشيء
مثلا : إذا قلنا : في الدار فإن هذه الجملة ناقصة
ولا بد أن تقدر تقديرا بـ : مررت أو دخلت
وهنا ( بسم الله ) جار ومجرور و ( الرحمن الرحيم ) صفة للفظ الجلالة
فالجملة ناقصة جدا ولابد أن نقدر والتقدير المعروف :
أني أفتتح عملي هذا ببسم الله الرحمن الرحيم .
منقول
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
حميد
عاشق العراق
24
12
11
السبت 29 محرم الحرام 1433هج

حميد درويش عطية 12-25-2011 07:39 PM

كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟
إن هناك حيرة عند المسلمين حيث يقولون :
لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى :
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
فالله - عز وجل - أوكل أمور المؤمن إلى نفسه لا أن يذل نفسه
ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .
ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير حيث يقول تعالى في كتابه الكريم :
* ( رُحَمَاء بَيْنَهُمْ )
* ( فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )
وعن علي ( عليه السلام ) قال ‏:‏
قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :
‏( ‏ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين ‏؟قال ‏:‏ قلت : يا رسول الله نعم
قال ‏:‏ تعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك )
فكيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن زلل الغير ؟ وهذه من المشاكل الأخلاقية .
إن القضية تختلف باختلاف الموارد فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد
وكذلك العفو له موارد والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ولكن إجمالا
إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما
ولكن من باب دفع الظلم وعدم تمادي الغير في الباطل .
أما إذا كانت القضية بالعكس أي أن عفوي عمن ظلمنييوجب احترام الطرف المقابل فإنه يجب العفو
فهذه قاعدة معروفة عندما تغضب المرأة على الرجل ويسكت ويحسن إليها بسكوته
فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة
هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ولكنه احتواها بتصرفه هذا
وعليه فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ويدرسه دراسة ودية
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول :
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )
وهناك قاعدة أخرى تقول :
( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
نحن عندما نتخاصم مع أحد فإن الحل عندنا هو المحاكم ولكن القرآن يقول :
( فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )
وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول :
( إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا )
فإذن إن القاعدة العامة هي :
رحماء بينهم
وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة لا بد له من سبيل
حميد
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
25-12-2011
الأحد 30 محرم الحرام 1433هج

حميد درويش عطية 12-26-2011 10:02 AM

التعامل مع الغيرمن خلال الصورة الذهنية :
إن هناك فكرة مصيرية ومؤثرة في حياتنا
وهي أن تعاملنا مع الغير يكون من خلال الصورة الذهنية للآخرين
نحن لا نعلم بواطن الأشخاص ولا نعلم ما في النفوس لكل منا ريشة يرسم بها صورة الأشخاص في ذهنه
هنا تتدخل عوامل الشر وتأخذ دورا مهما في الرسمةيحاول الشيطان أن يوسوس للإنسان
ويلقنه أن هذه الصورة هي الصورة الصحيحة
مثلاُ : إنسان يتعامل مع مؤمن تقي ورعولكن الشيطان يجسده له على أنه شخص فاسق
إنسان له زوجة صالحة إجمالا ولكن في ذهنه أنها سيئة وهكذا بالعكس
فإذن إن كلمة يوسوس فعل مضارع تعني أن هذه العملية مستمرة
من موجبات رسم الصورة القبيحة :
- سوء الظن :
كأن يرى الإنسان من أحدهم فعلا يقبل التفسير الصالح ويقبل التفسير الطالح
مثلاُ : يرى مؤمنا مع امرأة ولا يعلم : هل هذه أجنبية أم زوجة لهذا الشخص !
إذن هناك احتمالان :
احتمال أنه عقد عليها واحتمال أنها علاقة غير شرعيةفلماذا يرجح جانب السوء على جانب الخير ؟!
- الاستماع إلى شياطين الإنس :
هناك قوم لا يريدون إلا الشر للآخرين وإذا رأوا حسنة حسدوا صاحبهافهؤلاء أيضا لهم دور الوسوسة
ولهذا في سورة الناس نجد رب العالمين يقول :
( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ )
هؤلاء دورهم دور الشياطين تماما في أنهم يوسوسون في الصدور .
كيف نبطل هذا الكيد ؟
أولا : الاستعانة بالله عز وجل
قبل أن تفكر في شخص وقبل أن تفكر في أمروقبل أن تفكر في قرار
قل : يا رب سددني خذ بيدي لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا
وخاصة في القرارات المصيرية
إذا أردت أن تقوم بعمل هام جدا صلّ ركعتين وقل :
يا رب خر لي واختر لي في عملي هذا
وصورة الاستخارة هذه هي التي يتفق عليها جميع المسلمين
حيث أن هناك استخارة بالمصحف واستخارة بالسبحة
وهناك استخارة بمعنى أن يلقي في القلب وفي الروع ما فيه الصلاح .
ثانيا : الحمل على الأحسن ..
وكذلك من موجبات كيد الشياطين والنفس الأمارة بالسوء ومن يوسوس من الناس :
هناك قاعدة إسلامية تقول :
( إحمل فعل أخيك على أحسنه)
وتقول :
(إحمل فعل أخيك على سبعين محملاً)
أي حاول أن تبرر لأخيك ما يقوم به حتى أنهم قالوا :
لو شممت رائحة الخمر من فم أخيك قل : لعله تمضمض به ولم يشربه
إلى هذه الدرجة يريد الإسلام منا أن نعيش حالة الحصانة في أنفسنا .
حميد
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
25-12-2011
الاثنين 1 صفر 1433هج

حميد درويش عطية 12-30-2011 12:37 AM

وكذلك علاقة الأنسان برب العالمين أيضا لها صور ومن هذه الصور :
- علاقة المحبة :
وهي علاقة الحب العميق . فأفضل مثل يضرب للدلالة على العلاقة المتميزة هي علاقة الأمومة
إذ أن علاقة الأم بولدها هي أرقى علاقة ، حتى في الحيوانات الوحشية !
ولا ننسى أن الأم برمتها : بوجودها الفسيولوجي ، والمادي ؛ كل ذلك من خلق الله عز وجل
هو الذي أودع هذه المحبة في قلوب الأمهات الرواحم
فكما جعل المودة والرحمة بين الزوجين ، جعل الحب في قلب الأم .
وعليه ، فإنه من الطبيعي أن المنبع الذي وهب هذا الحب للأم الذي له ما له من المعاني
بإمكانه أيضا أن يقذف درجة أعلى وأعلى من هذا الحب في قلوب عباده المؤمنين
فالذي جعل المودة الزوجية والذي جعل مودة الأمومة
ما المانع أن يجعل ما لا يقاس بذلك في قلب المؤمن ؟
ففي حياة النبي وآل النبي ( صلى اللهُ عليهِ و آلهِ )
هذه العلاقة كانت تصل إلى درجة أنهم يستبشرون في التضحية في مجال القرب إلى الله عز وجل
-علاقة البهت :
أي الوجوم والتحير
فالمؤمن - بعض الأوقات - وهو أمام الكعبة أو أمام الطبيعة
أو في المشاهد المشرفة
يعيش حالة :
التحير والبهت وانشغال الفؤاد بالعظمة الإلهية
إلى درجة يُسلب فيها الحديث والمناجاة مع رب العالمين .
- علاقة الخوف :
لا مانع أبدا أن تجتمع المحبة مع الخوف ؛ لا الخوف من الانتقام فالمحبوب لا ينتقم من حبيبه
بل الخوف الذي كان يؤرق مضاجع الأولياء طوال التاريخ ألا وهو :
الخوف من مقام رب العالمين ، { مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ }
والخوف من سلب حالة الإقبال ، والخوف من وضع حجاب بينه وبين العبد .
- المراقبة المستمرة :
أي أن الإنسان يستشعر وجود ربه معه دائما :
( ألغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك ؟ ! متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك ؟! أو متى بَعُدتَ حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك ؟ )
هو يرى بأن الله أقرب إليه من حبل الوريد ومن نفسه فيعيش هذه العلاقة المتصلة
وهذا الإحساس هو نعم الضمانة لعدم الاقتراب من المعصية
هل رأيتم إنسانا في محضر السلطان يعصي أوامره ؟
نعم قد يعصيه إن غاب عن عينه ولكن إذا كان السلطان في قصر رئاسته
وهذا الإنسان يرى أن السلطان مهيمن على كل حركاته وسكناته
هل يفكر في معصيته ؟..
منقول
حميد
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif
29-12-2011
الجمعة 5 صفر 1433هج

حميد درويش عطية 01-04-2012 04:33 PM

آية الكرسي سيدة آي القرآن وبيان الاسم الأعظم
آية الكرسي هي سيدة الآيات
أن معرفة الله تعالى ومعرفة ذاته وصفاته هي المقصد الأقصى من علوم القرآن
وأن سائر الأقسام مرادة له وهو مراد لنفسه لا لغيره فهو المتبوع وما عداه التابع
وهي سيدة الاسم المقدم الذي يتوجه اليه وجوه الأتباع وقلوبهم فيحذون حذوه وينحون نحوه ومقصده
وآية الكرسي تشتمل على ذكر الذات والصفات والأفعال فقط ليس فيها غيرها
فقوله تعالى : [ الله ] اشارة الى الذات وقوله : [ لا اله الا هو ] اشارة الى توحيد الذات
وقوله : [ الحي القيوم ] اشارة الى صفة الذات وجلاله
فان معنى القيوم هو الذي يقوم بنفسه ويقوم به غيره فلا يتعلق قوامه بشيء ويتعلق به قوام كل شيء
وذلك غاية الجلال والعظمة
وقوله : [ لا تأخذه سنة ولا نوم ]
تنزيه وتقديس له عما يستحيل عليه من أوصاف الحوادث والتقديس وعما يستحيل أحد أقسام المعرفة بل هو أوضح أقسامها
وقوله : [ له ما في السموات وما في الأرض ]
اشارة الى أن جميعها - منه مصدرها واليه مرجعها -
وقوله : [ من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه ]
اشارة الى انفراده بالملك والحكم والأمر وأن من يملك الشفاعة فانما يملك
بتشريفه اياه والاذن فيه وهذا نفي للشركة عنه في الملك والأمر
وقوله: [ يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء ]
اشارة الى صفة العلم وتفضيل بعض المعلومات والانفراد بالعلم حتى لا علم لغيره من ذاته
وإن كان لغيره علم فهو من عطائه وهبته وعلى قدر ارادته ومشيئته
وقوله : [ وسع كرسيه السموات والأرض ]
اشارة الى عظمة ملكه وكمال قدرته وفيه سر لا يحتمل الحال كشفه
فان معرفة الكرسي ومعرفة صفاته واتساع السموات والأرض
معرفة شريفة غامضة ويرتبط بها علوم كثيرة
وقوله : [ ولا يؤوده حفظهما ]
اشارة الى صفات القدرة وكمالها وتنزيهها عن الضعف والنقصان
وقوله : [ وهو العلي العظيم ]
اشارة الى أصلين عظيمين في الصفات
والآن اذا تأملنا جملة هذه المعاني ثم تلونا جميع آيات القرآن لم تجد جملة هذه المعاني من التوحيد والتقديس وشرح الصفات العلى
مجموعة في آية واحدة منها فلذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم ) إنها سيدة آي القرآن فان ( شهد الله )
ليس فيها الا التوحيد و( قل هو الله احد ) ليس فيها الا التوحيد والتقديس
و( قل اللهم مالك الملك ) ليس فيه الا الأفعال وكمال القدرة
و( الفاتحة )
فيها رموز الى هذه الصفات من غير شرح وهي مشروحة في آية الكرسي والذي يقرب منها في جميع المعاني
آخر الحشر وأول الحديد اذ اشتملتا على أسماء وصفات كثيرة ولكنها آيات لا آية واحدة
وهذه آية الكرسي آية واحدة اذا قابلتها باحدى تلك الآيات وجدتها أجمع المقاصد فلذلك تستحق السيادة على الآي
وقال ( صلى الله عليه وآله وسلم )هي سيدة الآيات كيف لا
وفيها ( الحي القيوم ) وهو الاسم الأعظم وتحته سر ويشهد له ورود الخبر بأن الاسم الأعظم في آية الكرسي وأول آل عمران وقوله وعنت الوجوه للحي القيوم .
حميد
4-1-2012
الأربعاء 10 صفر 1433هج
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif


ماجد جابر 01-05-2012 06:32 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لك أستاذ حميد درويش عطية اختيارك الماتع من المعاني الإسلامية المعزّزة بالآيات القرآنية
بارك الله فيكم وفي حُسن اختيارك..
وجزيتم خيرا.

حميد درويش عطية 02-06-2012 08:34 PM

إدمان السجود
إن هناك حركة من المناسب أن يتنبه لها المؤمن سواء كان في المسجد أو كان في المنزل
فمن يقدم على هذه الخطوة يصبح مدمنا عليها مثلما يدمن الإنسان الذي يتناول تلك الحشيشة التي تنبت في الأرض وتفرز مادة حمضية فإن تناولها لمرة واحدة لا يستطيع تركها
فهل رب العالمين الذي جعل خاصية الإدمان في حشيشة صغيرة لا يمكن أن يجعل الإدمان الإيجابي أي الإدمان الروحي والإدمان التكاملي في حركة من الحركات ؟
إن السجدة بالنسبة للأولياء والصالحين ليست مجرد دقائق وسويعات بل لعلهم كانوا يمضون بعض لياليهم في السجود
حيث أن من أفضل موجبات الاطمئنان هو الذكر في حال السجود وهو مقتضى قول النبي ( صلى اللهُ عليهِ وسلَّم ) :
( أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد )
فالسجود هو أشرف حركة بدنية وذلك لأسباب منها :
أولا :
لأن الإنسان يكون منبطحا على الأرض فالواقف شامخ بأنفه والراكع نصف التكبر خلق منه أما عندما يسجد فإنه يتكور ولعل أصغر حجم لبني آدم يكون أثناء السجود
ثانيا :
إن رأس الإنسان عادة ما يرمز إلى العظمة والتكبر والكبرياء والعلو وهو في البدن يمثل القيادة
فيلاحظ أن هذا الرأس في السجود يتطأطأ أمام رب العالمين سجوداًوكذلك فإن أشرف بقعة في الرأس وهو الموضع الذي يحاذي المخ وهو مكان التفكير ألا وهي الجبهة
وهذه الجبهة المحاذية لأشرف بقعة في الجسم على الإطلاق وهو المخ المفكر يلاحظ بأنها تلتصق بأرخص بقعة في الوجود ألا وهو التراب
يجعل الرأس وهو أشرف بقعة في الجسم والجبين وهو أشرف بقعة في الرأس يضع هذه القطعة على أرخص بقعة في الأرض.
فإذن إن الحركة هي بنفسها تواضعية بعض الناس يصلي صلاة الليل وعندما ينتهي يسجد وينام في سجوده فيكون جسمه في الأرض وروحه في السماء
هذا العبد يباهي الله تعالى به الملائكة لأنه لم يلزمه بشيء بل هو ألزم نفسه
عن رسول الله ( صلى الله عليه وآلهِ وسلَّم ) :
( يا أبا ذر إنّ ربك عزَّ وجلَّ يباهي الملائكة بثلاثة نفر -- إلى أن قال صلى الله عليه وآله وسلم ـ-
ورجل قام من الليل فصلّى وحده فسجد ونام وهو ساجد فيقول الله تعالى : اُنظروا إلى عبدي روحه عندي وجسده في طاعتي )
إن تذوق السجدة من ألذ لذائذ العيش عند أهلها وعليه فإن السجود عملية مباركة ولكن ماذا نقول في السجود ؟
إن أفضل ذكر هو الذكر اليونسي الذي لم يفارق الأولياء والصالحين طوال التاريخ ( لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ )
هذا الذكر عجيب جامع لمعانٍ عظيمة منها :
أولا : ( لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ ) هو سيد الأذكار
لم يقل : ( لا إله إلا الله ) لأن الإنسان عندما يكون قريبا من المخاطب يخاطبه مباشرة يقول : يا رب أنا أخاطبك أنت مباشرة.
ثانيا : ( سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) تنزيه أي أن ما حصل لم يكن جزافا بل أنا الذي ظلمت نفسي
فأوقعت نفسي ببطن الحوت وأنا الذي ظلمت نفسي فأوقعت نفسي في الكآبة المزمنةوأنا الذي ظلمت نفسي، فكتبت عاقبتي
وعليه فإن هذا الذكر فيه اعتراف جميل !
إن القرآن الكريم لم يذكر أن يونس ( عليهِ السلام ) قال هذا الذكر مائة مرة لعله ذكره مرة واحدة ولكن بحالة يونسية
فهنيئا لمن ذكر الذكر اليونسي بحالة يونسية ولو مرة واحدة في عمره عندها يرى الأعاجيب .
حميد
عاشق العراق
6 - 2 -2012
الاثنين 14 ربيع الأول 1433هج
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif

حميد درويش عطية 02-13-2012 10:31 PM

مقدمات الصلاة
نفهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة
فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب
إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية فكيف بلقاء جبار السموات والأرض ؟
إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب :
المقدمة الأولى :
الإتيان إلى المساجد قبل الأذان ولو بفترة قصيرة وهذه الحركة هي علامة الشوق مثلا :
إنسان يدعوك لبيته فتذهب مبكرا فهذا الذهاب المبكر دليل على أن هناك شوقا في البين .
المقدمة الثانية :
الإتيان ببعض المستحبات . هناك فرق بين الواجب والمستحب :
فالإنسان يقوم بالواجب خوفا من غضب الله أو طمعا في جنته ولكن الذي يأتي بالمستحب لا يأتيه بداعي الخوف
فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب وإذا ما قام به لا يعاقب إذن ليس فيه خوف نعم فيه طمع
وعليه فإن التقرب بالمستحبات من الممكن أن تكون من هذه الزاوية أقوى من التقرب بالواجبات .
المقدمة الثالثة :
الإتيان بركعتين بعنوان تحية المسجد
قد يقول قائل : كيف نحيي المسجد وهل هو موجود حي ؟ هناك عدة أجوبة منها :
أولا :
إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة
فإن بيت الله- عز وجل - أولى بهذه الملائكة . قال رسول الله ( صلى اللهُ عليه ِوآلهِ وسلَّم ) :
( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول فإذا جلس الإمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر)
ثانيا :
ما المانع أن نحيّي المسجد قال تعالى في كتابه الكريم : ( وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ )
هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح :
فالكعبة لها روح ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول :
( الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً وهدىً للعالمين )
فإذن ركعتان قبل الصلاة الواجبة من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء .
حميد
عاشق العراق
13 - 2 -2012
الاثنين 21 ربيع الأول 1433هج
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif

حميد درويش عطية 02-16-2012 05:04 AM

تشتت الفكر
إن المصلين يشتكون من تشتت الفكر في الصلاة ولعل الخواص من الناس، مبتلون بهذه المسألة
وهناك شيء عجيب ! أن الإنسان قادر على ضبط فكره في غير الصلاة كأن يقرأ دعاء طويلا وهو مقبل
فإذا وقف للصلاة بين يدي الله -عز وجل - يذهب فكره يمينا وشمالا فما هو تفسير هذه الظاهرة ؟
والأعجب من ذلك ليالي القدرحيث أن المؤمنين من أذان المغرب إلى طلوع الفجر
يتقلبون من إحياء إلى إحياء ولكن مجرد أن يدخل موعد صلاة الفجر ويقف الإنسان ليصلي ركعتين يصعب عليه الالتفات ولا يضبطهما .
أسباب تشتت الفكر:
أولا:
إن الله - عز وجل - لا يُدخل في دائرته الخاصة إلا من ارتضاه فالصلاة لقاء مع رب العالمين وليلة القدر اجتماع في ساحة السلطان
في الليالي العبادية الإنسان يدخل في قاعة السلطان العامة أما الصلاة فهي معراج المؤمن أي اللقاء الخاص
ولهذا يقولُ القرآن الكريم :
( وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ )
ومنها صلاة الفجر التي هي ركعتان ولكنها كبيرة على النفس إلا على الخاشعين وأما غير الخاشع - وهو أغلبنا - فهي كبيرة عليه
كأن الله - عز وجل - لا يسمح لكل أحد أن يقبل في صلاته إقبالا خاصا
ثانيا :
إن الشياطين تكثف جهودها على بني آدم حسب حجم العمل كلما كان حجم العمل كبيرا ًويعتد به كلما كانت الجهود كبيرة
مثلا : إنسان يريد أن يقرأ القرآن الكريم يأتيه الأمر : استعذ ( فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ) هناك أمر بالاستعاذة
والصلاة فيها قرآن وفيها ركوع وفيها سجود وفيها قنوت وفيها دعاء فالصلاة معجون متكامل
والذي نفهمه أن المصلي لا يصل إلى الصلاة الخاشعة إلا بشق الأنفس
عن النبي الأكرم ( صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ ) :
( فإذا أحرم العبد بالصلاة جاءه الشيطان فيقول له : اذكر كذا و اذكر كذا ! حتى يضل الرجل فلا يدري كم صلى )
فإذن إن هناك جوا شيطانيا يحيط بالقلب ولهذا أمرنا بالاستعاذة قبل قراءة الحمد في الصلاة والمؤمن قبل أن يكبر يستغيث بالله أن يعينه
ومن أفضل ما يقرأ قبل الصلاة الواجبة :
( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ ) وكذلك : ( اللهم اجعلني من الذاكرين و لا تجعلني من الغافلين ) فالاستنجاد بالله قبل الصلاة من موجبات الإقبال فيها .
حميد
عاشق العراق

16 - 2 -2012
الاثنين 21 ربيع الأول 1433هج
http://hh7.net/Sep/hh7.net_b091fe99205.gif

حميد درويش عطية 02-19-2012 06:10 PM

▂▃▅▆▇ تعويض التقصير▇▆▅▃▂
إن الإنسان - بعض الأوقات - يخجل من صلاته إلى درجة أنه يقف بين يدي الله مستغفرا من صلاته
مع العلم أن بعض الصلوات ليس فقط لا ترفع درجة وإنما قد توجب له إيلاما كما ورد في الروايات :
( بَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ " صلى الله عليه وآله وسلَّمَ " جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَقَامَ ـ الرجلُ ـ يُصَلِّي فَلَمْ يُتِمَّ رُكُوعَهُ وَلَا سُجُودَهُ
فَقَالَ " صلى الله عليه وآله وسلَّمَ " : نَقَرَ كَنَقْرِ الْغُرَابِ لَئِنْ مَاتَ هَذَا وَهَكَذَا صَلَاتُهُ لَيَمُوتَنَّ عَلَى غَيْرِ دِينِي)
هو كان يصلي في مسجد النبي ولكن كيفية صلاته توجب التشبيه بنقر الغراب
ما العمل فنحن صلاتنا - إلا من عصمه الله - فيها كل شيء إلا ذكر الله ؟
إن هناك حلين كي يعوض هذا التقصير:
أولا :
التعقيب / لعل التعقيب اليومي التالي من أجمل صور التعقيب :
( إلهي هذه صلاتي صليتها لا لحاجة منك إليها ولا رغبة منك فيها إلا تعظيما وطاعة وإجابة لك إلى ما أمرتني
إلهي إن كان فيها خلل أو نقص من ركوعها أو سجودها فلا تؤاخذني وتفضل على بالقبول والغفران برحمتك يا أرحم الراحمين )
ي أنا يا رب لا أطمع في القبول ولكن لا تؤدبني بصلاتي هذه .
ثانيا :
السجود / نعم الفرصة كي يعوض المصلي الركعات الثلاث أو الأربع، تكون في اللحظات الأخيرة من مفارقة الصلاة أي في السجدة الأخيرة
وبالتالي تتم المصالحة عند المغادرة فإذا بلحظات من المصالحة أذهبت الضغائن
إذن اغتنموا السجدة الأخيرة في الصلاة الواجبة
فإذا أدركت الإنسان الرقة فليطِلْ في سجدته الأخيرة أكثر من الركعات الثلاث والأربع عندئذ تحقق الغرض
فهو لعدة دقائق في سجدته الأخيرة يناجي ربه مستغفرا فلعل الله تعالى يقول لملائكته : عبدي هذا عوض تقصيره في صلاته فالإنسان المشرف على النهاية معنوياته عالية فليكن السجود بعد الصلاة الواجبة أيضا
سجود اعتذار بين يدي الله إذ أنه بالإمكان من خلال هذه السجدة أن ينفخ الروح والحياة في الصلاة الميتة .
إن صلاة القضاء قد يكون لها دور في تكامل العبد أكثر من صلاة الأداء
والصلاة غير الخاشعة قد يكون لها دور في تقريب العبد إلى ربه أكثر من الصلاة الخاشعة
والسبب هو حالة الاستحياء والخجل وعدم العجب الذي ينتاب العبد
فيسدده رب العالمين ببركة حالته هذه ولهذا جاء في الحديث :
( أنين المذنبين أحب إلي من تسبيح المسبحين )
حميد
عاشق العراق

19 - 2 - 2012
الأحد 27 ربيع الأول 1433
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png


حميد درويش عطية 02-20-2012 11:59 AM

▂▃▅▆▇ الصلاة ▇▆▅▃▂
صلاتك وجه دينك وعاموده وحسنك من سطوات الشيطان وقربانك إلى الله وهي أول ما تسأل عنه يوم القيامة
فإن صحت نظر في بقية أعمالك وإلا أهملت وردت ما سواها
فإذا كانت صلاتك بهذه الأهمية فلا بد لك من الاهتمام بها وإعطائها وقتها فلا تستعجل في أدائها
فإنك مهما أسرعت فالوقت سيسبقك والموت ينتظرك
وستوضع في مكان لا ينفعك فيه الناس الذين استعجلت في صلاتك لتقضي الوقت معهم ولن تفيدك الدنيا التي لهثت وراءها متهاونا في عبادتك
بل ستكون وبالا عليك فيه لذلك انتبه لنفسك واقض مع حبيبك الحق المتعالي أكبر وقت ممكن .
وللصلاة آداب لا بد من مراعاتها نذكر بعضها في المقام :
۞الصلاة في أول الوقت :
فلا تترك ذلك إلا إذا كان فيه هدر للدماء وهتك للأعراض وأي عمل آخر لن يكون أولى من تلبية نداء ربك جل شأنه
ويكفيك في ذلك الأسوة برسول الله صل الله عليه وآل وسلم حيث يقول إمام المتقين عليه السلام :
" كان رسول الله صل الله عليه وآله وسلم لا يؤثر على الصلاة عشاء ولا غيره وكان إذا دخل وقتها كأنه لا يعرف أهلاً ولا حميما " .
۞ التمهل في الركوع والسجود :
فإنهما يجسدان أقصى حالات العبودية لله سبحانه وتعالى وعن الأمير عليه السلام :
" لا يقرّب من الله سبحانه إلا كثرة الركوع والسجود " .
۞ الخشوع :
وهو نوعان خشوع الجوارح فلا تأتي لغير حركات العبادة وخشوع القلب الذي لا يحصل إلا بعد خشوع الجوارح . ومعناه أن لا يشغل القلب بغير المحبوب الحقيقي جل شأنه .
۞ الفصل بين الأذان والإقامة :
بسجدة أو جلسة أو خطوة والدعاء خلال ذلك ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن الدعاء بين الآذان والإقامة لا يرد " .
۞ التفكر في الصلاة :
فعن رسول الله صل الله عليه وآله وسلم " يا أبا ذر ركعتان مقتصدتان في تفكر خير من قيام ليلة والقلب ساه ٍ " .
۞ترك التكاسل والتناعس والتثاقل :
والإقبال على الصلاة بنشاط ويكفيك في ذلك التفكر في نفسك بين يدي من تقف .
۞ إبعاد الشيطان عن الصلاة والعبادات :
بالاستعاذة الدائمة منه بجانب الخالق المقدس .
۞ الصلاة في المسجد
( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ) سورة التوبة / 18 .
۞ الصلاة جماعة :
ففي الروايات أنها إذا زادت على سبعة لا يحصي فضلها إلا الله سبحانه وتعالى .
۞ الاهتمام بالتعقيب :
فإن له الأثر البالغ في تكميل الصلاة وتتميمها وكذلك سجود الشكر فالسجود هو وسيلة الاقتراب الأسرع إلى الله حيث يقول تعالى : ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) سورة العلق .
وسجود الشكر مستحب عند تجدد كل نعمة وزوال كل نقمة ودفع كل بلاء وأي نعمة أكبر من الصلاة .
۞ الالتفات إلى أن حضور القلب :
ولا يأتي إلا بمسألتين :
الأولى - معالجة فرارية الخيال وهذه تحتاج إلى صبر ووقت بحيث يعيد خياله ويضبطه كلّما شرد خلال العبادة .
والثانية - ترك حب الدنيا لأن من أحبها ولو في الأمور الصغيرة لن يستطيع أن يلتفت إلى المحبوب الأصلي .
منقول بتصرف
حميد
عاشق العراق

20 - 2 - 2012
الاثنين 28 ربيع الأول 1433هج
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 02-22-2012 11:40 AM

▂▃▅▆▇العدالة الجوانحية ▇▆▅▃▂
إن المؤمن بين وقت وآخر يتفقد قلبه ، حيث أن هناك معاصي تصدر من الجوارح : معاصي النظر - النظر إلى الأجنبية , ومعاصي السمع - الغيبة , ومعاصي اللسان - الفحش في القول .
فالمؤمن بعد فترة من المجاهدة - ولا أعتقد أنها مجاهدة مرهقة جدا - يصل إلى مرحلة العدالة الجوانحية بحيث يصح الإئتمام خلفه .
إن ضبط الجوارح ليس بالصعب جدا ، ولكن المشكلة الأرقى - ونحن غير مكلفين بها شرعا - هي السيطرة على المعاصي الجوانحية .
فالجوارح تحت السيطرة : لك جفنان تغمضهما عند النظر إلى أجنبية , عندك شفتان تطبقهما عند الغيبة , لك أذنان صحيح لا تغلقان ولكن بإمكانك السماع لا الاستماع .
فإذن ، البصر واللسان والسمع بإمكان الإنسان أن يحترز بها عن المحرمات .
ولكن المهم هو معاقبة الجوانح على تلك الحركات السلبية التي في أعماق القلب .
منقول بتصرف
حميد
عاشق العراق

22 - 2 - 2012
الأربعاء 30 ربيع الأول 1433هج

http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 05-15-2012 07:50 PM

المقياس الحقيقي والدقيق للسمو والعظمة والتقدم
يكمن فيما يمكن أن نسميه ( التفوق على الذات )
وهو يكون حين يشعر المرء أنه في هذا
العام أفضل من العام السابق على صعيد :
التدين والخلق والعلم والتعامل مع الناس !
حميد
عاشق العراق
15 - 5 - 2012
الثلاثاء 24 جمادى الثانية 1433هج
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

شيخه المرضي 06-04-2012 08:02 PM

وجدت الكثير ..الكثير
افادك ربي ..

حميد درويش عطية 06-04-2012 08:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخه المرضي (المشاركة 120579)
وجدت الكثير ..الكثير
افادك ربي ..

أشكرك ِ أختي أ. شيخة المرضي
لمرورك ِ الكريم
أملي أن تزودينا ببعض ما لديك ِ من زاد التقوى
فنحن بالإنتظار
تحياتي
حميد
عاشق العراق
4 - 6 - 2012

العروبه بنت عيدان 06-04-2012 09:23 PM

قرات اليسير مما كتب هنا اعتقد ان الاستزادة ستعينني
في اعادة الترميم الدوري لذاتي
حفظك الباري

حميد درويش عطية 06-04-2012 10:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العروبه بنت عيدان (المشاركة 120584)
قرات اليسير مما كتب هنا اعتقد ان الاستزادة ستعينني
في اعادة الترميم الدوري لذاتي
حفظك الباري

الأخت الفاضلة العروبة بنت عيدان
أسعدني مرورك العطر
بوركت وجزاك الله تعالى خيرا ً
ومنه العون في إعادة ترميم الذات
تقبلي تقديري وتحياتي
حميد
عاشق العراق
4 - 6 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 06-10-2012 06:34 PM


حميد درويش عطية 09-06-2012 04:56 PM

▂▃▅▆▇ حقٌ على كلِّ مسلمٍ أن يَعرضَ عملَهُ في كلّ يومٍ وليلة على نفسه فيكونَ محاسبَ نفسِه
فإنْ رأى حسنةً استزادَ منها , وإن رأى سيئةً استغفرَ منها .

طوبى لعبدٍ لم يَغْبِطِ الخاطئين على ما أُوتُوا من نعيمِ الدنيا وزهرتِها .

طوبى لعبدٍ طلبَ الآخرةَ وسعى لها .

طوبى لمنْ لمْ تُلهِهِ الأماني الكاذبة .

رحم الله قوماً كانوا سراجاً ومناراً . ▇▆▅▃▂
الإمام
جعفر الصادق
عليه السلام
************************************************** *************
حميد
عاشق العراق

6 - 9 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 10-03-2012 10:01 PM

هل تعرف متى يموت قلبك ؟
---------------------------------------
يموت قلبك - عندما تكثر مشاكلك وهمومك
يموت قلبك - عندما تفقد الثقة بمن حولك
يموت قلبك - عندما تنسى ذكر الله
يموت قلبك - عندما تيأس من رحمة الله
يموت قلبك - عندما تشعر بكره الآخرين لك
يموت قلبك - عندما تستهزء بقدرات الآخرين وآرائهم
يموت قلبك - عندما تتوانى عن أداء العبادات
يموت قلبك - عندما لا تصارح نفسك بأخطائك
يموت قلبك - عندما لا تجد لك صديقا صدوقا
يموت قلبك - عندما تعتقد ان لا مكان لك في هذه الدنيا
يموت قلبك - عندما لا تقرأ القرءان وتنسى حفظه
يموت قلبك - عندما لا تشكو لله ضعف قوتك وقلة حيلتك وهوانك على الناس
يموت قلبك - عندما تقابل الاساءة بالاساءة أو الأحسان بالاساءة
▂▃▅▆▇ اللهم يا مقلب القلوب و الابصار ثبت قلوبنا على دينك ▇▆▅▃▂
حميد
عاشق العراق
3 - 10 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png


حميد درويش عطية 10-06-2012 09:25 AM

▂▃▅▆▇ رسالة إلى الإسلاميين المتشدّدين و التكفيريين ▇▆▅▃▂
________________________________
قالَ فضيلة الشيخ محمد متولّي شعراوي - يرحمه االلهُ تباركَ و تعالى بإذنه :
كنتُ أناقشُ أحد الشباب المتشدّدين فسألته :
هل تفجيرُ ملهىً ليليٍّ في إحدى الدول الإسلامية حلالٌ أم حرام ٌ ؟
فقالَ لي : طبعا ً حلالٌ و قتلهم جائزٌ .
فقلتُ له : لو أنَّك قتلتهم و هم يعصونَ الله سبحانه ما هو مصيرهم ؟
قالَ : النارُ طبعا ً .
فقلتُ لهُ : الشيطان أينَ يُريدُ أن يأخدَهم ؟
فقالَ : إلى النار ِ طبعا ً .
فقلت ُ له : إذن تشتركونَ أنتم و الشيطان في نفس الهدف وهو إدخال الناس إلى النّار !!!!
و ذكرتُ لهُ حديث رسول اللهِ صلّى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلّمَ لمّا مرَّت جنازةُ يهوديٍّ أخذَ الرسولُ صلّى اللهُ عليهِ و آلهِ و سلَّم يبكي فقالوا : ما يُبكيكَ يا رسولَ الله ؟ قالَ - عليه السلام :
" نفسٌ أفلتت منّي إلى النّار "
فقلتُ : لاحظ الفرقَ بينكم و بينَ رسول ِ الله صلّى اللهُ عليه و آلهِ وسلَّمَ الّذي يسعى لهداية النّاس وإنقاذهم من النّار .
( أنتم في واد ٍ و الحبيبُ المصطفى صلّى اللهُ عليه و آلهِ و سلّمَ في واد ٍ آخر )
حميد
عاشق العراق
6 - 10 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 10-12-2012 12:54 PM

قال تعالى :
( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ ) البقرة214
فهذا خطاب لأصحاب العقول الواعية التي يهمها مستقبلها فوق الأرض وتحت الأرض
ويوم العرض فكيف ندخل الجنة ونحن لم ننظر في الذين خلوا من قبلنا من الثابتين والثابتات الذين زكاهم رب البريات فانظري إلى أخلاقهن واسمعي أخبارهن
فهاهي امرأة لا شك أنكِ تحبينها ومن أعماق قلبك تجلينها كيف لا وهي ابنة أحب الخلق - صلى الله عليه وآلهِ وسلم - إنها الزهراء فاطمة سلام الله عليها
أريدك يا غالية وأنتِ تقرئين هذه السطور أن تستشعري الموقف وكأنك تسمعين كلامها وتحسين بإحساسها
لما كانت جالسة سلام الله عليها مع أسماء بنت عميس وكانت أسماء مسترسلة في حديثها لفاطمة عليها السلام وتقول : كنا في الحبشة وحصل لنا كذا وكذا ..
وبينما هي كذلك إذ نظرت إلى فاطمة سلام الله عليها سارحة الذهن شاردة البال فسألتها
قائلة : يا فاطمة مالي أحدثك فلا تستمعين إليَّ ؟
فإذا بالغالية ترد وتلقي بالدرر التي لا يدركها إلا من اختصه الله بنفس تلك المشاعر
قالت : عذراً يا أسماء لكني كنت أفكر
ما الذي تظنين أنه أشغل فكرها ؟ هل هو الفستان الذي ستلبسه في إحدى المناسبات ؟
أم تفكر بالتسريحة و المكياج ؟
قالت : يا أسماء إني أفكر في نفسي غداً إذا أنا مت والله إني لأستحي أن أخرج عند الرجال في وضح النهار ليس علي إلا كفن ...!
سبحان الله تستحي وهي ميتة مكفنة في خمسة أثواب ما الذي سيظهر منها ؟ ومن الذين سوف يحملونها ؟ وهل هو موقف فيه أي نوع من أنواع الفتنة ؟ فهي ليست في سوق أو حديقة أو منتزه بل في موقف حزن
فقالت لها أسماء : ألا أصنع لكِ شيئاً رأيته في الحبشة , نضع أعمدة على أركان النعش حتى يرتفع الغطاء على الأعمدة فلا يبين أي شيء .
فردت فاطمة عليها السلام قائلة : اللهم أسترها كما سترتني
لله درها تستحي وهي ميتة فما بال الأحياء لا يستحون ؟
فلو مرت فاطمة سلام الله عليها في أسواقنا اليوم ورأت من مات حياؤها فخصّرت العباءة ولونت أطرافها وتكسرت في مشيتها وعلت ضحكاتها وفاحت رائحة عطرها فماذا ستقول عليها السلام ؟ بل أين من تقول للمحتشمات إنهن معقدات فهل فاطمة معقدة ؟ إذا كانت معقدة فهنيئاً للمعقدات
لأن الله سبحانه وتعالى قد أرسل ملكاً من الملائكة لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم برسالة عظيمة تهز الجبال الراسيات وبشارة من أعظم البشارات
يقول فيها سبحانه
" بشر فاطمة أني كتبتها هي سيدة نساء أهل الجنة "
الله أكبر سيدة نساء أهل الجنة ما الذي أوصلها لهذه المنزلة ؟
قال عليه الصلاة والسلام ( الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري .
فماذا عنك أُخَيَّه هل أنتِ من نساء أهل الجنة أم لا ؟ انظري إلى نفسك قليلاً وفكري في حالك هل قدرك عال ٍعند الله سبحانه كفاطمة عليها السلام ؟ أم أنه كالممثلات والمطربات
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :( من تشبه بقوم فهو منهم )رواه أبو داود .
حميد
عاشق العراق
12 - 10 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 10-15-2012 04:08 PM


حميد درويش عطية 10-18-2012 01:45 PM

قد يغلب على البعض حالة المرح والدعابة المبالغ فيها فيظن البعض انهم في درجة عالية من الصحة النفسية والحال انه لا تلازم بينهما .
فإن البعض يحاول أن يغطي على مشاكله وذلك بالتظاهر أمام الآخرين بمظهر الفرح والسرور، بينما هو يعيش الغليان الباطني في داخله .
إن الحل الأمثل للفرح الواقعي هو أن يسعى الإنسان في أن يصل إلى درجة اليقين بأن الله - تعالى - راض عنه ، وحيئنذ لا يخشى أن يداهمه الموت في أى وقت ،
بل أن سيكون سعيدا بلقاء الحبيب ، أوَ رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه
حميد
عاشق العراق
18 - 10 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 10-18-2012 02:18 PM

( طائر النفس )
إن هناك عنوانا يتردد في الكتب الأخلاقية ، وهو: كيف يتعامل المؤمن مع مسألة الخواطر، أو ما يسمى بـِ( طائر النفس ) ؟..
إن الإنسان من الممكن أن يضبط سلوكه وجوارحه؛ لأن الأعضاء تأتمر بأوامر الإنسان الإرادية . ولكن المشكلة في هذا البعد اللاإرادي ، لأن الإنسان الذي يفكر تفكيرا سودويا ، أو شهويا ، أو غضبيا ؛ تنعكس آثار هذه الأفكار على بدنه وكأنه واقع .. فإذن ، إن المسألة مهمة من ناحيتين لأنها :
أولا : غير إرادية . والتعبير عن الخواطر بطائر النفس ، تعبير جيد ؛ لأن الإنسان كلما أراد أن يضبط هذه الخواطر لا يستطيع ، مثل الإنسان الذي يملك طائرا ، وهذا الطائر تحت يده ، ويتصرف به كيف يشاء . ولكن بمجرد أن يطير ويحلق في السماء ؛ فإن صاحبه يفقد السيطرة عليه . وكذلك فإن مسألة ضبط الخواطر صعبة جدا ، ولكن ليست مستحيلة ؛ لأنه يوجد هناك أناس يسيطرون على خيالهم .
ثانيا : تنعكس على سلوك الإنسان . إن هذه الخواطر، تنعكس على وضع الإنسان، وإن كانت في الخيال .
إن الإنسان بإمكانه أن يتخلص من هذه الخواطر، أو يضبطها من خلال اتباع بعض الخطوات ، ومنها :
1- لا يوسع من دائرة خياله . إن الإنسان الذي يسمع كثيرا ، ويتكلم كثيرا ، وينظر كثيرا ؛ فإن جهازه الباطني جهاز مشوش. والعلماء يشبهون الذهن البشري بحوض الماء : تارة لا ترسبات في هذا الحوض ، وتارة هناك ترسبات ولكنها راكدة في القاع . والإنسان بعض الأوقات بسوء اختياره ، يأخذ عصا ويحرك هذا الحوض . وبالتالي ، فإنه يتسبب في أن يعيش التكدر الباطني .
يقول الإمام علي ( عليه السلام ) :( وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ) ؛ أي أن هذه الأذن لا يدخل فيها إلا ما كان نافعا، وكذلك بالنسبة إلى النظر.. ومن هنا هذا المعنى: إذا أردت أن تقيّم إنسانا تقييما أوليا، أنظر إلى مشيه!.. إن كان يديم النظر إلى الأرض، ولا يلتفت يمينا ولا شمالا، وكذلك الذي لا يتكلم كثيرا؛ فإنه يرجى منه الخير وقد ورد:
( وإذا رأيتم الرجل صموتاً وقوراً، فاقتربوا منه؛ فإنه يلقي الحكمة )
فإذن ، إن الخطوة الأولى ، هي عدم إعطاء المجال لطائر النفس أن ينتشر، وبعبارة أخرى إذا أردت أن يكون الطائر معك ، فلا تنثر أمامه الحبوب والبذور؛ لأنك عندما تنثر الحبوب في أرض واسعة ، فإنه من الطبيعي أن يطير ليقتات من تلك الحبوب .
2- التدرج في المحاولة . إن الإنسان لا يستطيع ضبط خواطره في كل ساعات نهاره وليله، لأن السيطرة على الخواطر تحتاج إلى مجاهدة كبيرة . لذا فلنبدأ بالتدريج لمدة دقائق ، فنحاول ذلك أولا في الصلاة ؛ لأن الصلاة دقائق . الذي يريد أن يضبط خواطره، فليمتحن نفسه في صلاته . وبالتالي ، فإنه يضرب هدفين بسهم واحد : الهدف الأول : أنه أوجب له الإقبال في الصلاة ،
والهدف الثاني : أنه دخل دورة تدريبية في ضبط فكره في الصلاة . إن نجح في ذلك ، يعديه إلى ما قبل الصلاة من الأذان والإقامة ، وإن نجح في ذلك أيضا يعديه إلى المقدمات عند الوضوء ، ثم يعديه إلى ما بعد الصلاة إلى التعقيبات وغيرها . وإذا به يعيش أجواء مركزة لمدة ساعة ، من قبل الصلاة وأثناء الصلاة وبعدها . إن الإنسان الذي يعيش التركيز ، هو على طريق الفوز في هذا المجال .
حميد
عاشق العراق
18 - 10 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 11-19-2012 07:12 PM

اذا لمْ تكُنْ لك صدقة ٌجارية ٌ بعدَ الموتِ ،
فأحْرِصْ أنْ لاّ يكونَ لكَ ذنبٌ جار ٍ بعدَ موتِكَ ،
( تأمَّلوها جيداً )
______________________________
حميد
عاشق العراق

19 - 11 - 2012
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 01-18-2013 11:38 AM

كيف نجمع بين العزة الإيمانية وبين الصفح عن أخطاء الآخرين ؟.
إن هناك حيرة عند المسلمين ، حيث يقولون : لا ندري ما هو التكليف في هذه الحالة حيث يقول تعالى : { وَ لِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } . فالله عز وجل أوكل أمور المؤمن إلى نفسه ، إلا أن يذل نفسه .
ليس له الحق أن يجعل نفسه في مواضع الذل والوهن ، وهذه قضية بديهية واضحة في الشريعة .
ولكن من ناحية أخرى أمرنا بالصفح عن زلل الغير ، حيث يقول تعالى في كتابه الكريم : { رُحَمَاء بَيْنَهُمْ } ، { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ } .
عن الإمام علي ( عليه السلام ) قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ‏(‏ ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين‏ ؟.. قال ‏ :‏ قلت : يا رسول الله ، نعم .‏ قال ‏:‏ تعطي من حرمك ، وتعفو عمن ظلمك ، وتصل من قطعك ) . فكيف نجمع بين العزة الإيمانية ، وبين الصفح عن زلل الغير ؟. وهذه من المشاكل الأخلاقية .
إن القضية تختلف باختلاف الموارد ، فالعزة الإيمانية أو إثبات الشخصية الإيمانية لها موراد ، وكذلك العفو له موارد .
والقوانين غير منضبطة في هذا المجال ، ولكن إجمالا : إذا كان العفو عن الظالم يوجب له مزيدا من الظلم ، نعم في هذا المورد يجب أن يأخذ موقفا حاسما ؛ ولكن من باب دفع الظلم ، وعدم تمادي الغير في الباطل .
أما إذا كانت القضية بالعكس ؛ أي أن عفوي عمن ظلمني يوجب احترام الطرف المقابل؛ فإنه يجب العفو .
فهذه قاعدة معروفة ، عندما تغضب المرأة على الرجل ، ويسكت ويحسن إليها بسكوته ؛ فإنه يدخل إلى قلب المرأة بهذه الحركة .
هو أراد أن يملكها بالعنف وغيره ، ولكنه احتواها بتصرفه هذا . وعليه ، فإن المؤمن في هذا المجال ينظر إلى الأمر ، ويدرسه دراسة ودية .
هناك قاعدة في القرآن الكريم تقول : { وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ } ، وهناك قاعدة أخرى تقول : { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
نحن عندما نتخاصم مع أحد ، فإن الحل عندنا هو المحاكم ، ولكن القرآن يقول : { فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } . وبالنسبة إلى الزوجين المتخاصمين يقول تعالى : { إِن يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا } .
فإذن ، إن القاعدة العامة هي : رحماء بينهم ، وإذا أراد الإنسان أن يخرج من الرحمة ؛ لا بد له من سبيل !.
حميد
عاشق العراق

18 - 1 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png

حميد درويش عطية 02-06-2013 05:41 PM

مقدمات الصلاة
نفهم من بعض المستحبات أن الإنسان الذي يريد أن يدخل ببحر الصلاة بقوة وبإقبال، لا بد وأن يعتني بالمقدمات السابقة للصلاة .
فالإنسان الذي يقف للصلاة بدون توجه؛ من الطبيعي أن لا تفتح له الأبواب .
إن لقاء الشخصيات المهمة في العالم هذه الأيام، يحتاج إلى اجتياز عدة مراحل كي يلتقي بتلك الشخصية . فكيف بلقاء جبار السموات والأرض ؟
إن من تلك المقدمات التي توجب فتح الأبواب :
المقدمة الأولى : الإتيان إلى المساجد قبل الأذان، ولو بفترة قصيرة . وهذه الحركة هي علامة الشوق .
مثلا : إنسان يدعوك لبيته ، فتذهب مبكرا . فهذا الذهاب المبكر، دليل على أن هناك شوقا في البين .
المقدمة الثانية : الإتيان ببعض المستحبات . هناك فرق بين الواجب والمستحب : فالإنسان يقوم بالواجب ؛ خوفا من غضب الله ، أو طمعا في جنته . ولكن الذي يأتي بالمستحب، لا يأتيه بداعي الخوف .
فالمستحب هو الفعل الذي إذا قام به العبد أثيب ، وإذا ما قام به لا يعاقب . إذن، ليس فيه خوف ، نعم فيه طمع .
وعليه، فإن التقرب بالمستحبات، من الممكن أن تكون من هذه الزاوية، أقوى من التقرب بالواجبات .
المقدمة الثالثة : الإتيان بركعتين بعنوان: تحية المسجد . قد يقول قائل : كيف نحيي المسجد، وهل هو موجود حي ؟.
هناك عدة أجوبة، منها :
أولا : إننا نحيّي الملائكة الموكلة في المساجد .فكما أن للأشجار المثمرة ملائكة، وللأنهار والبحار والمحيطات ملائكة .
فإن بيت الله عز وجل أولى بهذه الملائكة . قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) :
( إذا كان يوم الجمعة، كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول.. فإذا جلس الإمام، طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر ) .
ثانيا :ما المانع أن نحيّي المسجد، قال تعالى في كتابه الكريم : { وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ } .
هنالك معنى من معاني التعقل نحن لا نفقهها . هناك روح نحن لا نلامس هذه الأرواح : فالكعبة لها روح، ولهذا عندما نقف أمام الكعبة نقول :
(الحمدُ لله الذي عظمك وشرفك وكرمك، وجعلك مثابةً للناس وأمناً مباركاً، وهدىً للعالمين).
فإذن،ركعتان قبل الصلاة الواجبة، من الممكن أن تكون من موجبات انفتاح أبواب السماء.
إن هناك فرقا بين المستحب والواجب . في الواجب : المصلي يراعي مخارج الكلمات؛ لأن هناك فريضة . ويراعي حركته؛ لئلا تسلب منه الطمأنينة .
في الصلاة الواجبة، تكون عينه على الظاهر، وعينه على الباطن؛ فيتوزع اهتمامه . أما في المستحب : فهو معفي من هذه الأمور .
ولهذا يجوز الصلاة المستحبة، ولو بدون سورة؛ أي يقرأ الحمد ويركع ويسجد، وإن أخطأ بقراءته لا ضير عليه . وهناك صلاة الماشي :
في الفريضة لا يحق للمصلي أن يحرك بدنه، ولكن في المستحب يمكنه أن يصلي وهو يمشي .
وهنيئا لمن يصلي ويختم القرآن أثناء الطواف حول البيت !.
حميد
عاشق العراق
6 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png














حميد درويش عطية 02-07-2013 03:58 PM


التعامل مع الدنيا
إن تعامل الناس بالنسبة إلى الدنيا ، على نوعين : هناك قسم توطدوا بالدنيا ، ورضوا بالمتاع العاجل . وبتعبير القرآن : { اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا } .
وهناك قوم انقطعوا إلى الآخرة ، وأهملوا الدنيا ؛ أي لا يشتغلون للدنيا ، فهم غير فعالين فيها، ويغلب عليهم الذكر اللفظي مثلا ، ولا يبالون لا بمجتمعهم ولا بأسرهم . وهذه أيضا حالة مرفوضة .

إن الكلمة الفصل في هذا المجال لأمير المؤمنين ( عليهِ السلام ) :
( إعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) إنه تعبير رائع جدا !.
فالمؤمن يستثمر كل ما لديه من طاقات وقدرات ، لتثبيت دعائم الحياة المادية . والمؤمن من اهتماماته في الدنيا ، أن يجمع مالا وفير ا، ليوقف بها أمرا ماديا ، يكون له زادا في عرصات القيامة .
( إذا مات ابن آدم ، انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولدٍ صالح يدعو له ) .
من هم أصحاب الصدقات الجارية ؟. هم أصحاب المال ؛ فالمؤمن الفقير: رأس ماله الدعاء، والصبر . أما المؤمن الغني : هو الذي بإمكانه أن يبني ما يكون له صدقة جارية ، وأن يتكفل الأيتام .

فإذن ، إن الدنيا مزرعة الآخرة . في عالم الزراعة : كلما اتسعت رقعة المزرعة ، كلما زاد المحصول . وكلما زاد المحصول ، زادت الزكاة الواجبة لذلك المال .
إن الإمام ( عليه السلام ) يقول : ( واعمل لآخرتك ، كأنك تموت غداً )
إن المؤمن قد لا يخشع في صلاة الصبح ، وقد لا يخشع في صلاة الظهر ؛ لأنه يكون في قمة الانشغال اليومي . أما في خصوص صلاة العشاء ، فإن لها حالة خاصة وذلك لأن الإنسان عندما يصلي صلاة العشاء ، يصلي صلاة المودع ، فهي آخر فريضة لهذا اليوم ، وبعدها سوف ينام ، والله تعالى يقول في كتابه الكريم :
{اللهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى } ؛
فالموت والنوم أخوان قريبان . من أين للإنسان الضمان أن الله يرجع له الروح بعد النوم ؟.
ولهذا عندما يستيقظ من النوم ، يخر ساجدا لله ويقول : ( الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني، وإليه النشور ) .
فالعبارة حقيقية !.
إن بعض الحجاج - مع الأسف - يحجون حجة ، هم لا يرضون بها ، على أمل الحج السنة المقبلة !. من قال أنه سيوفق لذلك ؟.
لذا عليه أن يحج حجة مودع ، وفي ليلة القدر كذلك عليه أن يقوم بأعمال مودع . ومعنى قول الإمام ( عليه السلام ) : ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً ) بعبارة أخرى: ( ليس الزهد ألا تملك شيئًا، ولكن الزهد ألا يملكك شيء ) . مثلا: هناك فقير له عصا وله سبحة ، ولكن قلبه متعلق بهما ؛ فهذا الإنسان عابد للدنيا . وهناك إنسان آخر عنده مصانع كثيرة ، ولكن قلبه غير متعلق بها ؛ فهذا الإنسان زاهد بالدنيا .
حميد
عاشق العراق
7 - 2 - 2013
http://www.3almsbaya.com/vb/storeimg...407020_657.png


الساعة الآن 12:15 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team