![]() |
متابعة باهتمام من القلب تحية .... ناريمان |
وقال بعض السلف : الحسد أول ذنب عصي الله به في السماء , يعني حسد أبليس لآدم عليه السلام . وأول ذنب عصي الله به في الأرض , يعني حسد ابن آدم لأخيه حتى قتله . وقال بعض الحكماء : من رضي بقضاء الله تعالى لم يسخطه أحد , ومن قنع بعطائه لم يدخله حسد . وقال بعض البلغاء : الناس حاسد ومحسود , ولكل نعمة حسود . وقال بعض الأدباء : ما رأيت ظالما ً أشبه بالمظلوم من الحسود , نفس دائم وهم لازم , وقلب هائم إن الحسود الظلوم َ في كرب ٍ .... يخاله ُ من يراه ُ مظلوما ذا نفس ٌ دائم ٌ على نفس ٍ ... يظهر ُ منها ما كان مكتوما . |
* جئتُ إليك معتذرآ .. قال مالك بن دينار: كان بالجهة التي أسكن بها في بغداد شاب من ذوي اليسار؛والجاه وكان من رجال الحكم وفي ذلك العهد. وكان بيته الذي ورثه عن والده مأوى للخلعاء والفساق من اخوانه و أصدقائه ومامن ليلة تمر الا وتسمع لهم فيها ضجيجا وصياحا. فشق ذلك على الجيران واِشتد عليهم فاحتالوا في تخفيف ذلك عنهم فلم يفلحوا لمكانة ذلك الشاب وجاهه ونفوذه , حتى اِن بعضهم يئس من تلك الحال فباع داره واِنتقل اِلى جهة أخرى من المدينة . وذات ليلة جائتني فئة من الجيران فشكت اِلي هذا الشاب وشرحوا لي ما هم فيه من قلق وضجر وأنهم محرومون من قيام الليل وصلاة الفجر مع الجماعة لانهم محرومون من الراحة ليلا.. قال مالك : وقد رأيت بعد تفكير عميق أن أتحدث اِلى هذا الشاب بالتي هي أحسن لعل بذرة الخير تتحرك في نفسه وتتيقظ في أحنائه فيتوب اِلى رشده ويستغفر من ذنبه. وذات يوم لقيت هذا الشاب في الطريق فأخبرته عن شكاية الجيران وتلطفت معه في الحديث محاولا أن أؤثر في نفسه.. فما كان منه اِلا أن قال: اِسمع أيها الشيخ اِن الدار داري و الاِخوان اِخواني ولا حق لجيراني في اللوم مادمت أفعل ذلك داخل بيتي , فاِن لم يستطيعوا تحملي فباِمكانهم مغادرة المكان وليفعلوا ما أرادوا.. قال مالك: يا بني اِني أخشى أن يشكوك جيرانك لولي أمرك. فقال الشاب : دعهم يفعلوا فولي أمري لا يحرم علي مايبيحه لنفسه. قال مالك:اِني أخشى أن يشكوك لله ناصر الضعفاء والمظلومين. قال الشاب : فليفعلوا فاِن الله عفو غفور رحيم خبير. قال مالك:فأعياني أمره فتركته واِنصرفت وأنا مهموم. وفي ليلتي رأيت رؤيا وسمعت كأن صوتا يحدثني وألقي في روعي أنه هو رب العزة يحدثني بلا كيفية ولا اِنحصار قائلا: يا مالك دع عنك من عرف أن له ربا عفوا غفورا رحيما خبيرا. واستيقظت من نومي مسبحا مستغفرا وكان الوقت قبيل الفجر وأنا في غاية التأثر من تلك الرؤيا . فقمت من فوري وخرجت متوجها الى بيت الشاب . قرعت بابه وناديته فخرج اِلي خادمه غاضبا يسألني عما أريده ولأي شيء جئت في مثل تلك الساعة وسيده نائم . فقلت له : ياولدي اِني جئت في أمر ذي بال هو في أشد الحاجة اِليه . قال الخادم : اِنه نائم ولا أستطيع اِزعاجه الآن. قلت:لابد ان تخبره واِلا كنت مسؤولا عن أن تضيع عنه الخير والفائدة فتكون ملوما لديه ولدى ربك. فلما سمع قولي ذلك دخل الدار ثم غاب برهة وعاد وهو يقول: قد ايقظت سيدي فادخل على الرحب والسعة قال مالك:دخلت عليه وسلمت فرد الكلام وهو كاره ثم قال : ألك حاجة؟ قلت:نعم يا بني. قال:وماهي. قلت:جئت اِليك معتذرا. قال : ومم تعتذر؟ قلت:لعلك تذكر أني تكلمت معك بشأن شكوى الجيران وتألمهم من ضجيجك مع أصحابك. قال الشاب : نعم أنا لازلت ذاكرا حديثك وقد فكرت فيه طويلا..ومالذي جرى بعد هذا؟ قال مالك : فأخبرته برؤياي العجيبة تلك ولما علم أن الله تعالى قال لي:"دع عنك من عرف أن له ربا عفوا غفورا" دمعت عيناه وتغير لون وجهه وأطرق برأسه اِلى الأرض وسكت طويلا.. ثم قال:او قال ربي ذلك؟ قلت:نعم. قال:أمدد يدك. فمددتها فعاهد الله أمامي ألا يعصيه مادام فيه عقل وروح. قال مالك:فرحت لذلك فطلبت منه أن يذهب معي اِلى المسجد لصلاة الفجر فأجاب. وخرج معي فعلمته الطهارة والصلاة فصلى معنا صلاة الفجر ثم انصرف. قال مالك:وفي اليوم الثاني لقيته في المسجد قبل صلاة الفجر يصلي صلاة ما أحسنهاوما أتمها .. وبعد صلاة الصبح لقيني فعرض علي أبياتا قالها وقد كان أديبا يحسن قول الشعر فقرأتها فاِذا منها: يا واحدا قد جل عن تقديري اِني برئت اِليك من تدبيري وبرئت من حولي اِليك وقوتي علما بأنك خالقي ونصيري ربي اِليك تذللي وتخضعي والعز عندي ان تكون مجيري أنت جليسي اذا عدمت مؤانسي ولذيذ ذكرك في الظلام سميري ومنذ ذلك اليوم لم يرى الشاب اْلا مطيعا عابدا وقد اِبتعد عن أصدقاء السوء وندمان الرذيلة فحسنت أحواله واستقام أمره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. (منقول ) |
* خير الجزاء يروى أن ثابت بن النعمان دخل أحد المزارع و كان جائعا ، فأطلق عينيه في الأشجار فرأى تفاحة، فمد يده إليها ثم أكل نصفها، وندم على فعلته وأهمته نفسه .. أراد الغفران .. فأخذ يبحث بجانب المزرعة عن صاحبها ليطلب منه أن يحلل له ما أكله من هذه التفاحة حتى وجد داره , فطرق عليه الباب فلما خرج صاحب المزرعة استفسر عن ما يريد، قال ثابت "دخلت بستانك الذي بجوار النهر و أخذت هذه التفاحة و أكلت نصفها ثم تذكرت انها ليست لي و أريد منك أن تعذرني في أكلها و أن تسامحني عن هذا الخطأ, فقال الرجل : لا أسامحك ، و لا أسمح لك أبدا إلا بشرط واحد ، قال: و ما هو هذا الشرط؟ قال صاحب المزرعة: أن تتزوج ابنتي.... قال ثابت : أتزوجها، قال الرجل : ولكن انتبه إن ابنتي عمياء لا تبصر ، خرساء لا تتكلم ، صماء لا تسمع ، علم ثابت أن الابتلاء بهذه المرأة و شأنها و تربيتها و خدمتها خير من أن يأكل الصديد في جهنم جزاء ما أكله من التفاحة وما الأيام وما الدنيا إلا أياما معدودات، فقبل الزواج على مضض و هو يحتسب الأجر و الثواب من الله رب العالمين. و جاء يوم الزفاف وقد غلب الهم عليه لكنه توكل على الله و قال((لا حول ولا قوة إلا بالله و إنا لله و إن إليه راجعون)) ودخل عليها يوم الزفاف فإذا بهذه المرأة تقوم إليه وتقول : السلام عليكم ورحمة الله و بركاته .. فلما نظر إليها تذكر ما يتخيله عن الحور العين في الجنة. قال بعد صمت: ماذا؟ إنها تتكلم تسمع و تبصر فأخبرها بما قاله أبوها عنها قالت: ((صدق أبي و لم يكذب)). قال:اصدقيني الخبر.. قالت: أبي قال عني: إنني خرساء؛ لأني لم أتكلم بكلمة حرام، ولا تكلمت مع رجل لا يحل لي، و إني صماء؛ لأني ماجلست في مجلس فيه غيبة و نميمة ولغو, و إني عمياء؛ لأني لم أنظر إلى رجل لا يحل لي. فسر بها ثابت وعلم أنها من الله خير الجزاء ( منقول بتصرف) |
الأخت الكريمة سحر جزاك الله خيراً على مجهودك وجعله الله في ميزان حسناتك قصتك الأخيرة ( خير الجزاء ) كانت أمي رحمها الله تحكي لنا هذه القصة وتقول بأنهما رزقا ولداً هو : عبدالله بن المبارك اللهم ارزقنا حب حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم وأزواجه وذريته ومن تبعهم بإحسان واحشرنا في زمرتهم واغفر لوالدينا بفضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين . تابعي , بارك الله فيك |
اقتباس:
أخي الرائع عبد السلام .. اللهم آمين أيها العابر ببهاء الدعوات .. وهل نملك إلا قصصهم أولئك الأطهار لنقتدي بها حتى نخرج من هذا الفناء بسلام ..! شكرآ كبيرة لعبورك الرائع تقديري |
* الآخرة وطن .. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أيها الناس احتسبوا أعمالكم .. فإن من احتسب عمله ... كُتب له أجر عمله وأجر حسبته قال سلمة ابن دينار : ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم , وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم قال وهيب بن الورد: إن استطعـــت ألا يسبقـــك الى الله أحـــد فافعــــــل قيل لحكيم : ما العافية ؟ قال: أن يمر بك اليوم بلا ذنب قال ابن مسعود رضي الله عنه : من كان يحب أن يعلم انه يحب الله فليعرض نفسه على القرآن فمن أحب القرآن فهو يحب الله ..فإنما القرآن كلام الله .. قال الامام أحمد : الناس الى احياء السنن والدين أحوج منهم الى الطعام والشراب لأن الرجل يحتاج الى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين وحاجته الى احياء السنن والدين بعدد أنفاسه. قال ابن القيم : الدنيـا مجــــاز , والآخرة وطـــن ,والاوطار-أي الاماني والرغبات -انما تُطلب في الاوطان قال عمر بن عبد العزيز : إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل أنت فيهما .. قال ابن تيميه رحمه الله : فالرضا باب الله الأعظم وجنة الدنيـــا.. وبستان العارفين.. ( منقول ) |
* العلم والتعليم حكى الشافعي عن نفسه فقال: كنت أتصفح الورقة بين يدي الإمام مالك تصفحاً رقيقاً - يعني في مجلس العلم - هيبة لئلا يسمع وقعها !! قال مالك : إن حقاً على من طلب العلم أن يكون عليه وقار وسكينة وخشية وأن يحي ما أندثر من الدين . عن بعض السلف قال : من لم يصبر على ذل التعليم بقي عمره في عماية الجهل , ومن صبر عليه آل أمره الى عز الدنيا والآخرة. قال الزهري رحمه الله : مــا عُـــبـِد الله بشيء أفضل من العلم قال ابن القيم رحمه الله : نور العقل يضيء في ليل الهوى فتلوح جادة الصواب .. فيتلمح البصير في ذلك عواقب الامور.. ( منقول ) |
قال سلمة ابن دينار : ما أحببت أن يكون معك في الآخرة فقدمه اليوم , وما كرهت أن يكون معك في الآخرة فاتركه اليوم. قال وهيب بن الورد: إن استطعـــت ألا يسبقـــك الى الله أحـــد فافعــــــل . قيل لحكيم : ما العافية ؟ قال : أن يمر بك اليوم بلا ذنب . الله يا أخت سحر جزاك الله خيرا ً على هذه الجواهر بارك الله فيك وأدخلك جنة الرضا . |
اقتباس:
لله ما أروع السلف!! وما أقربهم إلى ربهم قصة رائعة .. عميق شكري على هذه المختارات الرائعة ..... ناريمان |
قال أحد السلف: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها قيل: وما ذاك؟ قال محبة الله ومعرفة الله ساحرة القلم وحبيبة قلبي سحر بارك الله بك وبالسلف وبورك البطن الذي أنجبك مودتي |
وقال رجل لعبد العزيز بن عمر بن عبدالعزيز : ما رأيت أكرم أدبا ً ولا أكرم عشرة من أبيك . سمرت ُ عنده ليلة فبينا نحن كذلك إذ عشي ( يكاد ينطفئ ) المصباح ونام الغلام , فقلت ُ : يا أمير المؤمنين قد عشي المصباح ونام الغلام , فلو أذنت لي أصلحته , فقال : إنه ليس من مروءة الرجل أن يستخدم ضيفه ! ثم حط رداءه عن منكبيه وقام فصب َّ الزيت في المصباح , وأصلح الفتيلة , ثم رجع وأخذ رداءه وقال : قمت ُ وأنا عمر , ورجعت ُ وأنا عمر . |
اقتباس:
رقية صالح .. أنتِ في القلب يا بيضاء السريرة .. وهطولك هو ما ينبت القوى على روابي عزيمتي كي أستمر .. شكرآ كبيرة لغيومك الماطرة .. تقديري وامتناني |
* اللهم اجمع بيني وبينه قال القاضي (أبا بكر محمد بن عبد الباقي) بن محمد البزاز الأنصاري: كنت مجاوراً بمكة حرسها الله تعالى،فأصابني يوم من الايام جوع شديد،لم أجد شيئاً أدفع به عني هذا الجوع، فوجدت كيساً من ابريسم مشدود بخيط من ابريسم أيضاً فأخذته وجئت به الى بيتي،فحللته فوجدت به عقدا من لؤلؤ لم أر مثله أبداً. فخرجت فإذا بشيخ ينادي عليه ومعه خرقة بها خمس مئة ديناروهو يقول :هذا لمن يرد علينا الكيس الذي فيه اللؤلؤ، فقلت : أنا محتاج وجائع فآخذ هذا المال فانتفع به وارد اليه الكيس . فقلت له : تعال الي ، فأخذته وجئت به الى بيتي ، فأعطاني علامة الكيس ، وعلامة الخيط،وعلامة اللؤلؤ وعدده ، فأخرجته ودفعته اليه ، فسلم الي خمس مئة دينار ، فما أخذتها ، وقلت : يجب علي ان اعيدها لك ولا آخذ له جزاء .. فقال لي: لابد أن تأخذ وألح علي كثيراً فلم أقبل ذلك منه فتركني ومضى. وأما ما كان مني فإني خرجت من مكة وركبت البحر، فانكسر المركب وغرق الناس وهلكت اموالهم ، وسلمت انا على قطعة من المركب فبقيت مدة في البحر لا أدري أين أذهب ! فوصلت إلى جزيرة فيها قوم ، فقعدت في بعض المساجد فسمعوني أقرأ القرآن فلم يبقى في تلك الجزيرة أحد إلا قال علمنى القرآن فحصل لي من أولئك القوم شيء كثير من المال . ثم اني وجدت في ذلك المسجد اوراقا من مصحف ، فأخذتها أقرأ فيها فقالوا لي : أتحسن تكتب ؟ فقلت : نعم .. فقالوا: علمنا الخط .. فجاءوا بأولادهم من الصبيان والشباب فكنت اعلمهم ، فحصل لي أيضاً من ذلك شيء كثير، فقالوا لي : بعد ذلك عندنا صبية يتيمة ، ولها شيء من الدنيا، نريد أن تتزوج بها، فامتنعت وقالوا : لابد وألزموني فاستجبت لذلك. فلما زفوها الى مددت عيني أنظر اليها ، فوجدت ذلك العقد بعينه معلقا في عنقها ، فما كان لي حينئذ شغل الا النظر اليه ، فقالوا : يا شيخ كسرت قلب اليتيمة بنظرك إلى هذا العقد، ولم تنظر إليها ، فقصصت عليهم قصة العقد ،فصاحوا وصرخوا بالتهليل والتكبير، حتى بلغ إلى جميع أهل الجزيرة، فقلت : مابكم ؟ فقالوا:ذلك الشيخ الذي أخذ منك العقد أبو هذه الصبية، وكان يقول ما وجدت في الدنيا مسلماً إلا هذا الذي رد علي العقد، وكان يدعو ويقول:اللهم اجمع بيني وبينه حتى أزوجه ابنتي .. وقد بقيت معها مدة ورزقت منها بولدين . ثم إنها ماتت وورثت العقد أنا وولداي ثم مات الولدان فحصل العقد لي ، فبعته بمئة ألف دينار،وهذا المال الذي ترونه معي من بقايا ذلك المال. (منقول ) |
* من علامات المسلم قال الحسن البصري رحمه الله : من علامات المسلم قوة دين، وجزم في العمل وإيمان في يقين، وحكم في علم، وحسن في رفق، وإعطاء في حق، وقصد في غنى، وتحمل في فاقة (جوع) وإحسان في قدرة، وطاعة معها نصيحة، وتورع في رغبة، وتعفف وصبر في شدة. لا ترديه رغبته ولا يبدره لسانه، ولا يسبقه بصره، ولا يقلبه فرجه، ولا يميل به هواه، ولا يفضحه لسانه، ولا يستخفه حرصه، ولا تقصر به نغيته. ( منقول ) |
* يا بني ما قصتك ؟ قال الراوي : كنت بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم جالسا عند بعض أهل السوق ، فمربي شيخ حسن الوجه ، حسن الثياب ، فقام إليه البائع فسلم عليه ، وقال له : يا أبا محمد! سل الله أن يعظم أجرك ، وأن يربط على قلبك بالصبر. فقال الشيخ مجيبا له : وكان يميني في الوغى ومساعدي فأصبحت قد خانت يميني ذراعها وأصبحت حرانا من الثكل حائرا أخا كلف شــاقت علي رباعها.. فقال له البائع : يا أبا محمد! أبشر، فإن الصبر معول المؤمن ، وإني لأرجو أن لا يحرمك الله الأجر على مصيبتك . فقلت للبائع : من هذا الشيخ ؟ فقال : رجل منا من الأنصار. فقلت : وما قصته ؟ قال : أصيب بابنه ، كان به بارا، قد كفاه جميع ما يعنيه ، وميتته أعجب ميتة . فقلت : وماكان سبب ميتته ؟ قال : أحبته امرأة من الأنصار، فأرسلت إليه تشكو إليه حبها، وتسأله الزيارة ، وكانت ذات بعل ، فأرسل إليها : إن الحرام سبيل لست أسلكه ولا آمر به ما عشت في الناس فابغي العتاب فاني غير متبع ما تشتهين , فلما قرأت المرأة الكتاب ، كتبت إليه : دع عنك هذا الذي أصبحت تذكره وصر إلى حاجتي يا أيها القاسي دع التنسـك إني غــير ناسـكة وليس يدخل ما أبديت في راسي قال : فأفشى ذلك إلى صديق له . فقال له : لو بعثت إليها بعض أهلك ، فوعظتها وزجرتها، رجوت أن تكف عنك . فقال : والله لا فعلت ولا صرت في الدنيا حديثا، وللعار في الدنيا خيرمن النار في الاخرة ، وقال : العار في مدة الدنيا وقلتها يفنى ويبقى الذي في العار يؤذيني والنار لا تنقضي مادام بي رمق لكن سأصبر صبر الحر محتسبا لعل ربي من الفردوس يدنيني قال : وأمسك عنها. فأرسلت إليه : إما أن تزورني ، وإما أن أزورك ؟ فأرسل إليها : أربعي أيتها المرأة على نفسك ، ودعي عنك التسرع إلى هذا الأمر. فلما يئست منه ذهبت إلى امرأة كانت تعمل السحر، فجعلت لها الرغائب في تهييجه ، فعملت لها فيه . فبينا هو ذات ليلة جالسا مع أبيه ، إذ خطر ذكرها بقلبه ، وهاج منه أمر لم يكن يعرفه ، واختلط ، فقام من بين يدي أبيه مسرعا، وصلى واستعاذ، وجعل يبكي ، وا لأمر يزيد . فقال له أبوه : يا بني ما قصتك ؟ قال : يا أبت أدركني بقيد، فما أرى إلا قد غلبت على عقلي ، فجعل أبوه يبكي . ويقول : يا بني حدثني بالقصة . فحدثه قصته . فقام إليه ، فقيده وأدخله بيتا، فجعل يتضرب ويخور كما يخور الثور، ثم هدأ ساعة فإذا هو قد مات ، وإذا الدم يسيل من منخريه |
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نتصدق ووافق ذلك عندي مالا، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر رضي الله عنه، إن سبقته يوما قال: فجئت بنصف ما لي. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: {ما أبقيت لأهلك؟} قال: أبقيت لهم الله ورسوله! فقلت: لا أسابقه إلى شيء أبدا [أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح]. |
صفحات مشرقة بارك الله فيكم تحية ... ناريمان |
قال هرم بن حيان : ما أقبل عبدٌ بقلبه إلى الله ، إلا أقبل الله بقلوب المؤمنين إليه حتى يرزقه ودهم
|
عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام، أنه سأله رجل فقال: لأيّ شيء بعث الله الأنبياء والرسل إلى الناس؟ فقال: لئلا يكون للناس على الله حجة من بعد الرسل ولئلا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ولتكون حجة الله عليهم، ألا تسمع الله عزّ وجلّ يقول حكاية عن خَزَنَةِ جهنّم واحْتِجَاجِهِمْ على أهل النار بالأنبياء والرسل: أَ لَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إلا فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ. سورة الملك(67)، الآية: 8 و 9. بحار الأنوار(الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار(عليهم السلام): 11/39، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي |
* صف لي دواء قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمهم الله :إ ني لاأقدرعلى قيام الليل فصف لي دواء؟!! فقال:لاتعصه بالنهار وهويقيمك بين يديه في الليل ، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف ، والعاصي لايستحق ذلك الشرف. قال سفيان الثوري رحمه الله : حرمت قيام الليل خمسة أشهربسبب ذنب أذنبته. قال عطاءالخرساني رحمه الله : إن الرجل إذاقام من الليل متهجداً يجد لذلك فرحاً في قلبه ، وإذاغلبته عينه فنام عن حزبه(أي عن قيام الليل)أصبح حزيناً منكسرالقلب ، كأنه قد فقدشيئاً،وقدفقدأعظم الأمورله نفعا(أي قيام الليل). قال معمر: صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعدالعشاء الآخرة فسمعته يقرأفي صلاته: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِه ِالْمُلْكُ وَهُوَعَلَى كُلِّ شَيْءٍقَدِيرٌ} حتى أتى على هذه الآية{فَلَمَّارَأَوْهُ زُلْفَةًسِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}فجعل يرددها حتى خف أهل المسجد وانصرفوا ، ثم خرجت إلى بيتي ، فمارجعت إلى المسجدلأؤذن الفجرفإذا سليمان التميمي في مكانه كماتركته البارحة!! وهو واقف يردد هذهالآيةلم يجاوزها{فَلَمَّارَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}. (منقول ) |
* الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر مر الحافظ بن حجر وكان رئيس القضاة بالسوق فى محفل وهيئة جميله فاعترضه يهودى يبيع الزيت فى هيئة مزرية وقال : تزعم ان نبيكم قال الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر فأى سجن انت فيه ؟ واى جنة انا فيها ؟ فقال : انا بالنسية لما اعده الله لى فى الاخرة من النعيم كأنى الان فى سجن وانت بالنسبة لما اعد الله لك فى الاخرة من العذاب الاليم كانك فى جنة فاسلم اليهودى (منقول ) |
* الصبر على المكاره كان احد الصالحين مشلولا اقرع الراس ابرص البدن اعمى العينين وكان كثيرا ما يقول : الحمد لله الذى عافانى مما ابتلى به كثيرا ممن خلق وفضلنى عليهم تفضيلا . فمر به رجل فقال له : مم عافاك ؟ مشلول واعمى وابرص واقرع , وبماذا فضلك ؟ فقال : جعل لى لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وبدنا على البلاء صابرا فله الحمد وله الشكر . * قيل للأحنف بن قيس : إنك شيخ كبير ، وإن الصيام يضعفك ، فقال : إني لأعده لسفرطويل ، والصبر على طاعة الله سبحانه أهون من الصبر على عذابه . * شتم رجل بكر بن عبد الله المزنى فبالغ فى شتمه وهو ساكت فقيل له : الا تشتمه كما شتمك ؟ فقال : إنى لا اعرف شيئا من المساوئ حتى اشتمه به ولا يحل لى ان ارميه بالكذب . دخل لص بيت مالك بن دينار فما وجد شيئا يأخذه فشعر به مالك فناداه : لم تجد شيئا من الدنيا فهل ترغب فى شئ من الاخرة ؟ فقال اللص: نعم .. قال مالك : توضأ وصل ركعتين .. ففعل ثم جلس وخرج معه الى المسجد فسئل مالك من هذا ؟ فقال : جاء ليسرق فسرقناه . ( منقول ) |
* كبح جماح النفس : قال بكر بن عبد الله : إذا رأيت من هو أكبر منك فقل : هذا سبقنى بالإيمان والعمل الصالح فهو خير منى ، وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل : سبقته إلى الذنوب والمعاصى فهو خير منى ، وإذا رأيت إخوانك يكرمونك ويعظمونك فقل : هذا فضل أخذوا به ، وإذا رأيت منهم تقصيرا فقل : هذا ذنب أحدثته . ( منقول ) |
* العلماء قال يحيى بن معاذ : العلماء أرحم بأمة محمد من آبائهم وأمهاتهم قيل : وكيف ذلك ؟ قال : لأن آبائهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا ، وهم يحفظونهم من نار الأخرة ( منقول ) |
وفي الفقيه والكافي عن أبي بصيرقال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرّياح الأربع: الشّمال، والجنوب، والصبا، والدبور، وقلت له: إنّ النّاس يقولون إنّ الشّمال من الجنّة، والجنوب من النّار. فقال: إن للّه جنودا من رياح، يعذب بها من يشاء ممّن عصاه، فلكلّ ريح منها ملك موكل بها، وما ذكر من الرّياح التي يعذب اللّه بها من عصاه، وقال عليه السلام وللّه عزّ ذكره رياح رحمة لواقح، وغير ذلك ينشرها بين يدي رحمته، منها ما يهيّج السّحاب للمطر، ومنها رياح تحبس السّحاب بين السّماء والأرض، ورياح تعصر السّحاب فتمطر باذن اللّه، ومنها رياح تفرّق السّحاب، ومنها رياح ممّا عدّ اللّه في الكتاب. فأمّا الرّياح الأربع: الشّمال، والجنوب، والصبا، والدّبور، فإنّما هي أسماء الملائكة الموكلين بها، فاذا أراد اللّه أن يهب شمالا، أمر الملك الذي اسمه الشّمال، فيهبط على البيت الحرام، فقام على الرّكن الشّامي فضرب بجناحيه، فتفرّقت ريح الشّمال حيث يريد اللّه من البرّ والبحر. وإذا أراد اللّه أن يبعث جنوبا أمر الملك الذي اسمه الجنوب، فيهبط على البيت الحرام، فقام على الرّكن الشّامي فضرب بجناحيه فتفرّقت ريح الجنوب في البرّ والبحر حيث يريد اللّه. وإذا أراد اللّه أن يبعث الصّبا أمر الملك الذي اسمه الصّبا فهبط على البيت الحرام، فقام على الرّكن الشّامي فضرب بجناحيه، فتفرّقت ريح الصّبا حيث يريد اللّه عزّ وجلّ في البرّ والبحر. وإذا أراد اللّه أن يبعث دبورا، أمر الملك الذي اسمه الدّبور فهبط على البيت فقام على الرّكن الشّامي فضرب بجناحيه، فتفرّقت ريح الدّبور حيث يريد اللّه من البرّ والبحر. ثم قال أبو جعفر عليه السلام: أما تسمع لقوله: ريح الشمال، و ريح الجنوب، و ريح الدّبور، وريح الصّبا، إنّما تضاف إلى الملائكة الموكلين بها. أقول : يعني إضافة بمعنى اللاّم لا إضافة بيانيّة هذا . وعن الشّهيد في الذكرى أنّ الجنوب محلّها ما بين مطلع سهيل إلى مطلع الشّمس في الاعتدالين، والصّبا محلّها ما بين الشّمس إلى الجدى، والشّمال |
اختيارات رائعة جعلها الله في ميزان حسناتكم ورزقنا الله حب الصالحين من عبادة والسير على هدي رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم . |
في الوسائل ومجمع البيان عن أبي حمزة الثّمالي قال: قال لنا عليّ بن الحسين عليهما السّلام: أىّ البقاع أفضل؟ فقلنا: اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم، فقال: أفضل البقاع لنا ما بين الرّكن والمقام، ولو أنّ رجلا عمر ما عمر نوح عليه السلام في قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما، يصوم النّهار ويقوم اللّيل في ذلك المكان، ثم لقى اللّه بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا. وفي الوسائل أيضا باسناده عن المعلّى بن خنيس، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام يا معلّى لو أنّ عبدا عبد اللّه مائة عام ما بين الركن والمقام، يصوم النهار ويقوم الليل حتّى يسقط حاجباه على عينيه، ويلتقى تراقيه هرما، جاهلا بحقّنا لم يكن له ثواب. وفيه أيضا عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عليهما السّلام قال: نزل جبرائيل على النّبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم، فقال: يا محمّد السّلام يقرؤك السّلام، ويقول خلقت السّماوات السّبع وما فيهنّ، وخلقت الأرضين السبع ومن عليهنّ، وما خلقت موضعا أعظم من الرّكن والمقام، ولو أنّ عبدا دعاني منذ خلقت السّماوات والأرض، ثم لقيني جاحدا لولاية عليّ لأكببته في سقر. وروى عليّ بن ابراهيم القمي باسناده عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام، في حديث، قال: ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الاشياء ورضى الرّحمن: الطاعة للامام بعد معرفته، أما لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره، ولم يعرف ولاية وليّ اللّه فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته، ما كان له على اللّه حقّ في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان. |
الساعة الآن 11:06 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.