منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر العباسي ( أبو فراس الحمداني ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1588)

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:52 PM

عجبتُ ، وقدْ لقيتَ بني " كلابٍ "
( أبو فراس الحمداني )


عجبتُ ، وقدْ لقيتَ بني " كلابٍ "
و أرواحُ الفوارسِ تستباحُ
و كيفَ رددتُ غربَ الجيشِ عنهمْ
وَقَدْ أخَذَتْ مَآخِذَهَا الرّمَاحُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:52 PM

علونا " جوشنا " بأشدَّ منهُ ،
( أبو فراس الحمداني )


علونا " جوشنا " بأشدَّ منهُ ،
وَأثْبَتَ عِنْدَ مُشْتَجَرِ الرّماحِ
بجيشٍ جاشَ ، بالفرسانِ ، حتى
ظننتَ ، البرَّ بحراً منْ سلاحِ
و ألسنة ٍ منَ العذباتِ حمرٍ
تخاطبنا بأفواهِ الرماحِ
و أروعَ ، جيشهُ ليلٌ بهيمٌ ،
و غرتهُ عمودٌ منْ صباحِ
صفوحٌ عندَ قدرتهِ كريمٌ
قليلُ الصفحِ ما بينَ الصفاحِ
فكانَ ثباتهُ للقلبِ قلباً
وَهَيْبَتُهُ جَنَاحاً للجَنَاحِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:53 PM

عَدَتْني عَنْ زِيَارَتِكُمْ عَوَادٍ
( أبو فراس الحمداني )


عَدَتْني عَنْ زِيَارَتِكُمْ عَوَادٍ
أقَلُّ مَخُوفِهَا سُمْرُ الرّمَاحِ
وَإنّ لِقَاءَهَا لَيَهُونُ عِنْدي،
إذَا كَانَ الوُصُولُ إلى نَجَاحِ
وَلَكِنْ بَيْنَنَا بَيْنٌ وَهَجْرٌ
أأرجو بعدَ ذلكَ منْ صلاحِ؟
أقمتُ ، ولوْ أطعتُ رسيسَ شوقي
ركبتُ إليكَ أعناقَ الرياحِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:54 PM

عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ في عِذَارِي،
( أبو فراس الحمداني )


عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ في عِذَارِي،
وَمِنْ رَدّ الشّبَابِ المُسْتَعَارِ!
و ثوبٍ ، كنتُ ألبسهُ ، أنيقٍ
أجررُ ذيله، بينَ الجواري
و ما زادتْ على العشرينَ سني
فما عذرُ المشيبِ إلى عذاري ؟
و ما استمتعتُ منْ داعي التصابي
إلى أنْ جَاءني داعي الوَقَار
أيا شيبي ، ظلمتَ ‍! ويا شبابي
لقَد جَاوَرْتُ، مِنكَ، بشَرّ جارِ!
يُرَحِّلُ كُلّ مَنْ يَأوِي إلَيْهِ
و يختمها بترحيلِ الديارِ
أمرتُ بقصهِ ، وكففتُ عنهُ ،
وقرَّ على تحمُّلهِ قراري
وَقُلْتُ: الشّيبُ أهوَنُ مَا أُلاقي
مِنَ الدّنْيا وَأيْسَرُ ما أُدارِي!
وَلا يَبْقَى رَفِيقي الفَجْرُ حَتى
يضمَّ إليهِ منبلجَ النهارِ "
"و إني ما فجعتُ بهِ لألقى
بهِ ملقى العثارِ منَ الشعارِ"
و كمْ منْ زائرٍ بالكرهِ مني
كرهتُ فراقهُ بعدَ المزارِ !
متى أسلو بلا خلٍّ وصولٍ
يُوَافِقُني، وَلا قَدَحٍ مُدَارِ؟
و كنتُ ، إذا الهمومُ تناوبتني ،
فزعتُ منَ الهمومِ إلى القفارِ
أنَختُ وَصَاحِبَايَ بذي طُلُوحٍ
طَلائِحَ، شَفَّهَا وَخْدُ القِفَارِ
وَلا مَاءٌ سِوَى نُطَفِ الأدَاوِي،
وَلا زَادٌ سِوَى القَنَصِ المُثَارِ
فَلَمَّا لاحَ بَعْدَ الأينِ سَلْعٌ،
ذكرتُ منازلي وعرفتُ داري
ألَمّ بِنا، وَجُنْحُ اللّيلِ داجٍ،
خيالٌ زارَ وهناً منْ نوارِ
أبَاخِلَة ٌ عَلَيّ، وَأنتِ جارٌ،
وَواصِلَة ٌ عَلى بُعْدِ المَزَارِ!
تلاعبُ بي ، على هوجَ المطايا ،
خلائِقُ لا تَقُرّ عَلى الصَّغَارِ
و نفسٌ ، دونَ مطلبها الثريا
وَكَفّ دُونَهَا فَيضُ البِحَارِ
أرى نفسي تطالبني بأمرٍ
قَلِيلٌ، دُونَ غَايَتِهِ، اقتِصَاري
و ما يغنيكَ منْ هممٍ طوالٍ
إذا قرنتْ بأعمارٍ قصارِ؟
وَمُعْتكِفٍ عَلى حَلَبٍ بَكِيٌّ،
يقوتُ عطاشَ آمالٍ غزارِ
يقولُ ليَ : " انتظرْ فرجاًَ " ومن لي
بأنَّ الموتَ ينتظرُ انتظاري؟ !
عليَّ لكلِّ همٍ ، كلُّ عيسٍ
أمونُ الرحلِ موخدة ُ القفارِ
وَخَرّاجٌ مِنَ الغَمَراتِ خِرْقٌ،
أبو شبلينِ ، محميُّ الذمارِ
شَدِيدُ تَجَنّبِ الآثَامِ وَافٍ،
عَلى عِلاّتِهِ، عَفُّ الإزارِ
فَلا نَزَلَتْ بيَ الجِيرَانُ إنْ لمْ
أُجَاوِرْهَا مُجَاوَرَة َ البِحَارِ
أُصَاحِبْهَا بِمَأمُونِ الفِرَارِ
وَلا صَحِبَتْنيَ الأمْلاكُ إنْ لمْ
أُصَبّحْهَا بِمُلْتَفّ الغُبَارِ
بجيشٍ لا يحلُّ بهمْ مغيرٌ
وَرَأيٍ لا يَغِبّهُمُ مُغَارِ
شددتُ على الحمامة ِ كورَ رحلٍ
بعيدُ حلهُ ، دونَ اليسارِ
تَحُفّ بِهِ الأسِنّة ُ، وَالعَوَالي،
و مضمرة ُ المهاري ، والمهاري
يعدنَ ، بعيدَ طولِ الصونِ ، سعياً
لِمَا كُلّفْنَ مِنْ بُعْدِ المَغَارِ
و تخفقُ حوليَ الراياتُ حمراً ،
وتتبعني الخضارمُ منْ "نزارِ "
وَإنْ طُرِقَتْ بِدَاهِيَة ٍ نَآدٍ
تدافعها الرجالُ بكلِّ جارِ
عَزِيزٌ حَيثُ حَطّ السّيرُ رَحْلي،
تداريني الأنامُ ولا أداري !
و أهلي من أنختُ إليهِ عيسي ،
وَدَارِي حَيثُ كُنتُ مِنَ الدّيَارِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:54 PM

عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ
( أبو فراس الحمداني )


عَرَفْتُ الشّرَّ لا لِلشّرِّ
لَكِنْ لِتَوَقّيهِ
وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِ الشّرَّ
منَ الناسِ يقعْ فيهِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:55 PM

عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما
( أبو فراس الحمداني )


عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَ بَعدَما
تَعَرّضَ مني جانِبٌ لَهُمُ صَلْدُ
ولا خيرَ في هجرِ العشيرة ِ لامريءٍ
يَرُوحُ عَلى ذَمّ العَشِيرَة ِ أوْ يَغْدُو
وَلَكِنْ دُنُوٌّ لا يُوَلّدُ هِجْرَة ً،
وَهَجْرٌ رَفِيقٌ لا يُصَاحِبُهُ زُهْدُ
نباعدهمْ طوراً ؛ كما يبعدُ العدا ؛
وَنُكرِمُهُمْ طَوْراً كمَا يُكرَمُ الوَفدُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:56 PM

عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّ عَيْنَانِ
( أبو فراس الحمداني )


عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّ عَيْنَانِ
تبوحُ للناسِ بكتمانِ
يَا ظَالِمي، لِلشَّرْبِ سُكْرٌ وَلي
منْ غنجِ ألحاظكَ سكرانِ
وجهكَ والبدرُ ، إذا أبرزا ،
لأعينِ العالمِ ، بدرانِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:57 PM

غلامٌ فوقَ ما أصفُ ،
( أبو فراس الحمداني )


غلامٌ فوقَ ما أصفُ ،
كَأنّ قَوَامَهُ ألِفُ
إذَا مَا مَالَ يُرْعِبُني
أخَافُ عَلَيْهِ يَنْقَصِفُ
و أشفقُ منْ تأودهِ ،
أخافُ يُذِيبُهُ التّرَفُ
سُرُورِي عِنْدَهُ لُمَعٌ،
و دهري ، كلهُ ، أسفُ
وَأمْرِي، كُلّهُ، أمَمٌ،
وَحُبّي وَحْدَهُ سَرَفُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:58 PM

غنى النفسِ ، لمنْ يعقـل
( أبو فراس الحمداني )


غنى النفسِ ، لمنْ يعقـ
ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنى المَالِ!
وَفَضْلُ النّاسِ، في الأنْفُـ
ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ في الحَال

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:58 PM

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،
( أبو فراس الحمداني )


غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي،
و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَ لمْ يَدُمْ
عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِ الإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتي بهِ
عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ
وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ، حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً،
فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي،
و مروءتي ، وفتوتي ، وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِ بزائدي
شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِ الضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌ نَفعُها
بينَ الصوارمِ ، والقنا الرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي
مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً
حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَا يَافِعٌ،
وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:59 PM

فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍ مُسَمّى
( أبو فراس الحمداني )


سَلي فَتَيَاتِ هَذَا الحَيّ عَنّي
يَقُلْنَ بِمَا رَأيْنَ وَمَا سَمِعْنَهْ
ألستُ أمدهمْ ، لذويَّ ، ظلاَّ ،
ألستُ أعدهمْ ، للقومِ ، جفنهْ
ألستُ أقرهمْ بالضيفِ ، عيناً
ألستُ أمرهمْ ، في الحربِ لهنهْ
رَضِيتُ العَاذِلاتِ، وَمَا يَقُلْنَهْ،
وَإنْ أصْبَحْتُ عَصّاءً لَهُنّهْ
و كمْ فجرٍ سبقنَ إلى ملامي
فَعُدْتُ ضُحى ً وَلمْ أحفِلْ بهِنّهْ
وَرَاجِعَة ٍ إليّ، تَقُولُ سِرّاً:
أعودُ إلى نصيحتهِ لعنَّهْ
فَلَمّا لمْ تَجِدْ طَمَعَاً تَوَلّتْ،
وقالتْ فيَّ ، عاتبة ً وقلنهْ
أريتكَ ما تقولُ بناتُ عمي
إذا وصفَ النساءُ رجالهنَّهْ
أما واللهِ لا يمسينَ ، حسرى ،
يلفقنَ الكلامَ ، ويعتذرنهْ
و لكنْ سوفَ أوجدهنَّ وصفاً
و أبسطُ في المديحِ كلامهنَّهْ
متى ما يدنُ منْ أجلٍ كتابي
أمُتْ، بَينَ الأعِنّة ِ وَالأسِنّهْ

ناريمان الشريف 10-03-2010 02:59 PM

فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي
( أبو فراس الحمداني )


فديتكَ ، ما الغدرُ منْ شيمتي
قديماً وَلا الهَجرُ مِن مَذْهَبي!
وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً ‍!
أما تقبلُ العذرَ منْ مذنبِ ؟
وَأوْلى الرّجالِ، بِعَتْبٍ، أخٌ
يكرُّ العتابَ على معتبِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:00 PM

فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ
( أبو فراس الحمداني )


فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِ
فبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ،
إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُ مُذَلَّلِ،
وعزمٌ كحدِّ السيفِ ، غيرُ مفللِ
أأُغْضِي عَلى الأمْرِ، الذي لا أُرِيدُهُ،
وَلَمّا يَقُمْ بِالعُذْرِ رُمحِي وَمُنْصُلي
أبى اللهُ ، والمهرُ المنيعيُّ ، والقنا ،
وَأبْيَضُ وَقّاعٌ عَلى كلّ مَفصِلِ
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ من غَطارِيفِ وَائِلٍ
إذا قيلَ ركبُ الموتِ قالوا لهُ : انزلِ‍
يَسُوسُهُمُ بِالخَيْرِ وَالشّرّ مَاجِدٌ،
جَرْورٌ لأِذْيَالِ الخَمِيسِ المُذَيَّلِ
لهُ بطشُ قاسٍ ، تحتهُ قلبُ راحمٍ ،
ومنعُ بخيلٍ ، بعدهُ بذلُ مفضلِ
وعزمة ُ خراجٍ منَ الضيمِ ، فاتكٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ
عزوفٌ ، أنوفٌ ، ليسَ يقرعُ سنهُ،
جريءٌ، متى يعزمْ على الأمرِ يفعلِ
شَدِيدٌ عَلى طَيّ المَنَازِلِ صَبْرُهُ،
إذا هوَ لمْ يظفرْ بأكرمِ منزلِ
بِكُلّ مُحَلاّة ِ السّرَاة ِ بِضَيْغَمٍ،
وكلِّ معلاة ِ الرحالِ بأحدلِ
كَأنّ أعَالي رَأسِهَا وَسَنَامِهَا
منارة ُ قسيسٍ ، قبالة َ هيكلِ
سريتُ بها، منْ ساحلِ البحرِ، أغتد
على " كفر طاب"، صوبها لمْ يحولِ
وقدمتً نذري أنْ يقولوا : غدرتنا ‍
وأقبلتُ ، لمْ أرهقْ ، ولمْ أتحيلِ
إلى عربٍ ، لا تختشي غلبَ غالبٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ
تَوَاصَتْ بِمُرّ الصّبْرِ، دونَ حريمها
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَ من عَلِ
فَلَمّا أطَعتُ الجَهلَ وَالغَيظَ، ساعَة ً،
دَعَوْتُ بحلمي: أيّها الحِلمُ أقْبِلِ!
بُنَيّاتُ عَمّي هُنّ، لَيسَ يَرَينَني:
بَعيدَ التّجَافي، أو قَلِيلَ التّفَضُّلِ
شِفِيعُ النّزَارِيّاتِ، غَيرُ مُخَيَّبٍ،
وداعي النزارياتِ ، غيرُ مخذلِ
رَدَدتُ، برَغمِ الجَيشِ، ما حاز كلَّهُ،
وَكَلّفْتُ مَالي غُرْمَ كُلّ مُضَلِّلِ
فأصبحتُ، في الأعداءِ ، أيَّ ممدحٍ
وإنْ كنتُ في الأصحابِ ، أيَّ معذلِ
مضى فارسُ الحيينِ "زيدُ بنُ منعة ٍ "
ومنْ يدنُ منْ نارِ الوقيعة ِ يصطلِ
وقرما " بني البنا : تميمُ بنِ غالبِ "
همامانِ ، طعانانِ في كلِّ جحفلِ
وَلَوْ لمُ تَفُتْني سَوْرَة ُ الحَرْبِ فيهِما
جَرَيْتُ عَلى رَسْمٍ من الصّفحِ أوّلِ
وعدتُ ، كريمَ البطشِ، والعفوِ ، ظافراً ،
أُحَدِّثُ عَنْ يَوْمٍ أغَرّ، مُحَجَّلِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:00 PM

في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ،
( أبو فراس الحمداني )


في النّاسِ إنْ فَتّشْتَهُمْ،
منْ لا يعزَّكَ أو تذلهْ
فاتركْ مجاملة َ اللئيـ
ـمِ، فَإنّ فِيهَا العَجْزَ كُلَّهْ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:01 PM

فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ من قَصْدِهِ
( أبو فراس الحمداني )


فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ من قَصْدِهِ
فَقَبِلْتُهُ وَقَرَنْتُهُ بِذُنُوبِهِ
و لربَّ فعلٍ جاءني من فاعلٍ
أحمدتهُ وذممتُ منْ يأتي بهِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:01 PM

قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ ،
( أبو فراس الحمداني )


قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ ،
أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُ الدّلالِ
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى :
يَا لَثَأرِ الأعْمَامِ وَالأخْوَالِ!
كيف أرجو ممن يرى الثأر عندي
خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْ وِصَالِ؟
بعدما كرتِ السنونَ ، وحالتْ
دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُ الخَوَالي
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَ قَوْمِي،
بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي !
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا، عَلِمَ الله،
و إني لحرِّها ، اليومَ ، صالِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:02 PM

قامتْ إلى جارتها
( أبو فراس الحمداني )


قامتْ إلى جارتها
تشكو ، بذلٍ وشجا
أما ترينَ ، ذا الفتى ؟
مَرّ بِنَا مَا عَرّجَا
إنْ كانَ ما ذاقَ الهوى ،
فَلا نَجَوْتُ، إنْ نَجَا

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:04 PM

قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِ القتالِ بهِ ،
( أبو فراس الحمداني )


قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِ القتالِ بهِ ،
وقدْ شكتكَ إلينا الخيلُ والإبلُ !
وَقَد درَى الرّوم مُذْ جاوَرْتَ أرْضَهُمُ
أنْ لَيس يَعْصِمُهمْ سَهلٌ وَلا جَبَلُ
في كل يومٍ تزورُ الثغرَ ، لا ضجرٌ
يثنيكَ عنهُ ، ولا شغلٌ ولا مللُ
فالنفسُ جاهدة ٌ ، والعينُ ساهدة ٌ ،
وَالجَيشُ مُنهَمكٌ، وَالمالُ مُبتذَلُ
تَوَهّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قَاصِدِهَا،
وقدْ تكنفكَ الأعداءُ والشغلُ
حتى رأوكَ ، أمامَ الجيشِ ، تقدمهُ
وَقَدْ طَلَعتَ عَلَيْهِمْ دونَ ما أمِلُوا
فاستقبلوكَ بفرسانِ ، أسنتها
سودُ البراقعِ ، والأكوارُ ، والكللُ
فكنتَ أكرمَ مسؤولٍ وأفضلهُ ،
إذا وَهَبْتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:05 PM

قدْ أعانتني الحمية ُ لمَّا
( أبو فراس الحمداني )


قدْ أعانتني الحمية ُ لمَّا
لَمْ أجِدْ مِنْ عَشِيرَتي أعْوَانَا
لا أُحِبّ الجَمِيلَ مِنْ سِرّ مَوْلى ً
لمْ يدعْ ما كرهتهُ إعلانا
إنْ يكنْ صادقَ الودادِ فهلاَّ
تركَ الهجرُ للوصالِ مكانا ! ؟

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:06 PM

قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا
( أبو فراس الحمداني )


قدْ عذُبَ الموتُ بأفواهنا
والموتُ خيرٌ منْ مقامِ الذليلْ
إنّا إلى الله، لِمَا نَابَنَا،
و في سبيل اللهِ خيرِ السبيل ‍!

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:06 PM

قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ
( أبو فراس الحمداني )


قدْ عرفنا مغزاكَ ، يا عيارُ
وَتَلَظّتْ، كمَا أرَدْتَ، النّارُ
لم أزلْ ثابتاً على الهجرِ حتى
خفَّ صبري ، وقلَّتِ الأنصارِ
وَإذَا أحْدَثَ الحَبِيبَانِ أمْراً
كانَ فيهِ على المحبِّ الخيارُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:07 PM

قولاَ لهذا السيدِ الماجدِ
( أبو فراس الحمداني )


قولاَ لهذا السيدِ الماجدِ
قَوْلَ حَزِينٍ، مِثْلِهِ، فَاقِدِ
هَيهَاتَ! ما في النّاسِ من خَالِدِ
لا بدَّ منْ فقدٍ ومنْ فاقدِ
كُنِ المُعَزّى ، لا المُعَزّى بِهِ،
إنْ كانَ لا بدَّ منَ الواحدِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:07 PM

قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ
( أبو فراس الحمداني )


قَلْبي يَحِنّ إلَيْهِ
نعمْ ، ويحنو عليه ِ
و ما جنى أوْ تجنى
إلاَّ اعتذرتُ إليه ِ
فَكَيْفَ أمْلِكُ قَلْبي،
وَالقَلْبُ رَهْنٌ لَدَيْهِ؟
وَكَيفَ أدْعُوهُ عَبدي،
و عهدتي في يديهِ ؟

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:08 PM

قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ،
( أبو فراس الحمداني )


قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ،
وَكَثِيبٌ مِنَ النّقَا، مُسْتَعَارُ
و غزالٌ فيهِ نفارٌ ، ولاَ بدْ
عَ فَمِنْ شِيمَة ِ الظّبَاءِ النّفَارُ
لا أُعَاصِيهِ في اجْتِرَاحِ المَعَاصِي،
في هَوَى مِثْلِهِ تَطِيبُ النّارُ
قَد حَذِرْتُ المِلاحَ دَهْراً، وَلكن
ساقني ، نحوَ حبهِ ، المقدارُ
كمْ أردتُ السلوَّ فاستعطفتني
رقية ٌ منْ رقاكَ يا عيَّارُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:09 PM

قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِ صَلِيبَة ٌ،
( أبو فراس الحمداني )


قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِ صَلِيبَة ٌ،
وعودي ، على ما تعلمانِ صليبُ
صبورٌ على طيِ الزمانِ ونشرهِ ؛
و إنْ ظهرتْ للدهرِ في ندوبُ
و إنَّ فتى لمْ يكسرِ الأسرُ قلبهُ
وَخَوْضُ المَنَايَا جِدَّهُ لَنَجِيبُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:09 PM

قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
( أبو فراس الحمداني )


قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِ المَلالِ!
إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْ غَيرِ جُرْمٍ
لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاً بالوصالِ
أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْ أسِيئُوا!
لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّ حَالِ!

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:10 PM

قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَاب
( أبو فراس الحمداني )


قِفْ في رُسُومِ المُسْتَجَا
بِ وَحَيّ أكْنَافَ المُصَلّى !
فـ" الجوسقِ " الميمونِ ، فـ" السـ
قيا" بها ، فالنهر أعلى !
تلكَ المنازلُ ، والملا
عبُ ، لا أراها اللهُ محلا !
أوطنتها زمنَ الصبا ؛
وَجَعَلْتُ مَنْبِجَ لي مَحَلاَّ
حيثُ التفتَّ رأيتَ ما
ءً سَابِحاً، وَسَكَنْتُ ظِلاً
ترَ دارَ " وادي عينِ قا
صرَ" منزلاً رحباً ، مطلاَّ
وَتَحُلّ بِالجِسْرِ الجِنَا
نَ ، وتسكنِ الحصنَ المعلى
تَجْلُو عَرَائِسُهُ لَنَا
هَزْجَ الذّبَابِ إذَا تَجَلّى
و إذا نزلنا بـ "السوا
جيرِ" اجتنينا العيشَ سهلاَ
والماءُ يفصلُ بينَ زهـ
رِ الروضِ ، في الشطينِ، فصلا
كَبِسَاطِ وَشْيٍ، جَرّدَتْ
أيْدِي القُيُونِ عَلَيْهِ نَصْلاَ
مَنْ كَانَ سُرّ بِمَا عَرَا
ني ، فليمتْ ضراً وهزلاَ
لَمْ أخْلُ، فِيمَا نَابَني،
منْ أنْ أعزَّ ، وأنْ أجلاَّ
رُعْتُ القُلُوبَ، مَهَابَة ً،
وَمَلأتُهَا، فَضْلاً وَنُبْلاَ
ما غضَّ مني حادثٌ؛
وَالقَرْمُ قَرْمٌ، حَيْثُ حَلاّ
أنَّى حللتُ فإنما
يدعوني السيفَ المحلَّى
فَلَئِنْ خَلَصْتُ فَإنّني
شرقُ العدا ، طفلاً وكهلاَ
ما كنتُ إلا السيفَ ، زا
دَ عَلى صُرُوفِ الدّهرِ صَقلاَ
ولئنْ قتلتُ ، فإنما
موتُ الكرامِ الصيدِ قتلاَ
يغترُّ بالدنيا الجهو
لُ، وَلَيسَ في الدّنيا مُمَلاّ!

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:11 PM

كأنما تساقطُ الثلجِ
( أبو فراس الحمداني )


كأنما تساقطُ الثلجِ
ـجِ بِعَيْنَيْ مَنْ رَأى
أوراقُ وردٍ أبضٍ
وَالنّاسُ في شَاذكُلَى

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:12 PM

كانَ قضيباً لهُ انثناءُ
( أبو فراس الحمداني )


كانَ قضيباً لهُ انثناءُ
و كانَ بدراً لهُ ضياءُ
فَزَادَهُ رَبُّهُ عِذَاراً
تَمّ بِهِ الحُسْنُ وَالبَهَاءُ
كذلكَ اللهُ كلّ َ وقتٍ
يزيدُ في الخلقِ ما يشاءُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:13 PM

كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِ قومٍ
( أبو فراس الحمداني )


كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِ قومٍ
ضيعوا الحزمَ فيه أيَّ ضياعِ؟
فَمُطَاعُ المَقَالِ غَيْرُ سَدِيدِ،
وسديدُ المقالِ غيرُ مطاعِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:14 PM

كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ
( أبو فراس الحمداني )


كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِ الجِسْرُ
دَرْجُ بَيَاضٍ خُطّ فيهِ سَطْرُ
كأننا ، لمَّا استتبَّ العبرُ،
أسرة ُ " موسى " يومَ شقَّ البحرُ
!

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:14 PM

كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ
( أبو فراس الحمداني )


كَيْفَ السّبِيلُ إلى طَيْفٍ يُزَاوِرُهُ
والنّوْمُ، في جُملَة ِ الأحبابِ، هاجرُهُ؟
الحبُّ آمرهُ ، والصونُ زاجرهُ ،
وَالصَّبْرُ أوّلُ مَا تَأتي أوَاخِرُهُ
أنَا الّذي إنْ صَبَا أوْ شَفّهُ غَزَلٌ
فللعفافِ ، وللتقوى مآزرهُ
وأشْرَفُ النّاسِ أهْلُ الحُبّ منزِلَة ً،
وَأشرَفُ الحُبّ مَا عَفّتْ سَرَائِرُهُ
ما بالُ ليليَ لا تسري كواكبهُ ،
وَطَيْف عَزّة َ لا يَعْتَادُ زَائِرُهُ؟
منْ لا ينامُ ، فلا صبرٌ يؤازرهُ
و لا خيالٌ ، على شحطٍ ، يزاوره ُ
يَا سَاهِراً، لَعِبَتْ أيْدِي الفِرَاقِ به
فالصبرُ خاذلهُ ، والدمعُ ناصرهُ
إنَّ الحبيبَ الذي هامَ الفؤادُ بهِ ،
يَنَامُ عَن طُولِ لَيلٍ، أنتَ ساهرُهُ
ما أنسَ لا أنسَ ، يومَ البينِ ، موقفنا
والشّوْقُ يَنهَى البُكَى عنّي وَيأمُرُهُ
و قولها ، ودموعُ العينِ واكفة ٌ :
هَذَا الفِرَاقُ الّذِي كُنّا نُحَاذِرُهُ
هلْ أنتِ ، يا رفقة َ العشاقِ ، مخبرتي
عنِ الخليطِ الذي زمتْ أباعرهُ ؟
وَهَلْ رَأيتِ، أمَامَ الحَيّ، جَارِيَة ً
كالجُؤذَرِ الفَرْدِ، تَقفُوهُ جآذِرُهُ؟
و أنتَ ، يا راكباً ، يزجي مطيتهُ
يَسْتَطْرِقُ الحَيَّ لَيْلاً، أوْ يَباكِرُهُ
إذا وصلتَ فعرضْ بي وقلْ لهمُ :
هَلْ وَاعِدُ الوَعدِ يَوْمَ البَينِ ذاكِرُهُ؟
ما أعجبَ الحبَّ يمسي طوعَ جارية ً
في الحيِّ منْ عجزتْ عنهُ مساعرهُ
وَيَتّقي الحَيَّ مِنْ جَاءٍ وَغَادِية ٍ
كيفَ الوصولِ إذا ما نامَ سامرهُ ؟
يا أيّها العاذِلُ الرّاجي إنَابَتَهُ،
و الحبُّ قدْ نشبتْ فيهِ أظافره ُ،
لا تشغلنَّ ؛ فما تدري بحرقتهِ ،
أأنتَ عاذلهُ ؟ أمْ أنتَ عاذرهُ ؟
و راحلٍ أوحشَ الدنيا برحلتهِ ،
و إنْ غدا معهُ قلبي يسايرهُ
هلْ أنتَ مبلغهُ عني بأنَّ لهُ
وداً ، تمكنَ في قلبي يجاورهُ ؟
و أنني منْ صفتْ منهُ سرائرهُ ،
وَصَحّ بَاطِنُهُ، مِنهُ، وَظَاهِرُهُ؟
وَمَا أخُوكَ الذي يَدْنُو بِهِ نَسَبٌ،
لكنْ أخوكَ الذي تصفو ضمائرهُ
و أنني واصلٌ منْ أنتَ واصلهُ ،
و أنني هاجرٌ منْ أنتَ هاجرهُ
و لستُ واجدَ شيءٍ أنتَ عادمهُ ،
وَلَسْتُ غَائِبَ شَيْءٍ أنْتَ حَاضِرُهُ
وافى كتابكَ ، مطويا على نزهٍ ،
يَحَارُ سَامِعُهُ فِيهِ، وَنَاظِرُهُ
فالعينُ ترتعُ فيما خطَّ كاتبهُ ،
و السمعُ ينعمُ فيما قالَ شاعرهُ
فإنْ وقفتُ ، أمامَ الحيِّ أنشدهُ ،
ودَّ الخرائدُ لوْ تقنى جواهرهُ
" أبا الحصينِ " وخيرُ القولِ أصدقهُ ،
أنتَ الصديقُ الذي طابتْ مخابرهُ
لَوْلا اعْتِذَارُ أخِلاّئي بِكَ انصَرَفوا
بِوَجْه خَزْيَانَ لمْ تُقْبَلْ مَعَاذِرُهُ
أين الخَلِيلُ الذي يُرضِيكَ بَاطِنُهُ،
معَ الخطوبِ ، كما يرضيكَ ظاهرهُ ؟
أمّا الكِتَابُ، فَإني لَسْتُ أقْرَؤهُ
إلاّ تَبَادَرَ مِنْ دَمْعي بَوَادِرُهُ
يجري الجمانُ ، كما يجري الجمانُ بهِ ،
وَيَنْشُرُ الدّرَّ، فَوْقَ الدّرّ، نَاثِرُهُ
أنَا الذي لا يُصِيبُ الدّهرُ عِتْرَتَهُ،
ولا يبيتُ على خوفٍ مجاورهُ
يُمْسِي وَكُلّ بِلادٍ حَلّهَا وَطَنٌ،
وكلُّ قومٍ ، غدا فيهمْ ، عشائرهُ
و ما تمدُّ لهُ الأطنابُ في بلدٍ ،
إلاّ تَضَعْضَعَ بَادِيهِ وَحَاضِرُهُ
ليَ التخيرُ ، مشتطاً ومنتصفاً ،
وللأفاضلِ ، بعدي ، ما أغادرهُ
زاكي الأصولِ ، كريمُ النبعتينِ ؛ ومنْ
زَكَتْ أوَائِلُهُ طَابَتْ أوَاخِرُهُ
فمنْ " سعيدِ بنَ حمدانٍ " ولادتهُ ،
و منْ " عليِّ بنِ عبدِ اللهِ " سائرهُ !
ألقَائِلُ، الفَاعِلُ، المَأمُونُ نَبوَتُهُ
والسيدُ الأيدُ ، الميمونُ طائرهُ
بَنى لَنَا العِزَّ، مَرْفُوعا دَعَائِمُهُ،
وشَّيدَ المجدَ ، مشتدا ً مرائرهُ
فَمَا فَضَائِلُنَا إلاّ فَضَائِلُهُ،
وَلا مَفَاخِرُنَا إلاّ مَفَاخِرُهُ
لقدْ فقدتُ أبي ، طفلاً ، فكانَ أبي ،
منَ الرجالِ ، كريمُ العودِ ، ناضرهُ
فهوَ ابنُ عمي دنيا ، حينَ أنسبهُ
لَكِنّهُ ليَ مَوْلى ً لا أُنَاكِرُهُ
ما زالَ لي نجوة ً، مما أحاذرهُ ،
لاَ زالَ ، في نجوة ٍ ، مما يحاذرهُ
مِنْهُ، وَعُمّرَ للإسْلاَمِ عَامِرُهُ
وَقَد سَمَحتُ غَداة َ البَيْنِ، مُبتَدِئاً
مِنَ الجَوَابِ، بوَعدٍ أنتَ ذاكِرُهُ
بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما
استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ،
من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ
بقيتَ ، ماغردتْ ورقُ الحمامِ ، وما
استهلَّ منْ مونقِ الوسميِّ باكرهُ
حَتى تُبَلَّغَ أقْصى مَا تُؤمّلُهُ،
من الأمُورِ، وَتُكفَى ما تُحاذِرُهُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:15 PM

لأيكممُ أذكرُ ؟
( أبو فراس الحمداني )


لأيكممُ أذكرُ ؟
وَفي أيّكُمْ أفْكِرُ؟
و كمْ لي على بلدتي ،
بُكَاءٌ وَمُسْتَعْبَرُ؟
فَفي حَلَبٍ عُدّتي،
وَعِزّيَ، وَالمَفْخَرُ
وفي " منبجَ " ، منْ رضا
هُ، أنْفَسُ مَا أذْخَرُ
وَمَنْ حُبّهُ زُلْفَة ٌ،
بهَا يُكْرَمُ المَحْشَرُ
وَأصْبِيَة ٌ، كَالفِرَاخِ،
أكْبَرُهُمْ أصْغَرُ
وَقَوْمٌ ألِفْنَاهُمُ،
و غصنُ الصبا أخضرُ
يخيلُ لي أمرهمْ
كأنهمُ حضَّرُ
فَحُزْنيَ لا يَنْقَضِي،
و دمعي ما يفترُ
و ما هذهِ أدمعي ،
وَلا ذَا الّذي أُضْمِرُ
وَلَكِنْ أُدارِي الدّمُوعَ،
وأسْتُرُ مَا أسْتُرُ
مخافة َ قولِ الوشا
ة ِ، مِثْلُك لا يَصْبِرُ
أيا غفلتا ، كيفَ لا
أرجي الذي أحذرُ ؟
و ماذا القنوطُ الذي
أراهُ فَأسْتَشْعِرُ؟
أمَا مَنْ بَلاني بِهِ،
على كشفهِ أقدرُ ؟
بلى َ ، إنَّ لي سيداً
مواهبهُ أكثرُ
وإني غَزيرُ الذّنُوبِ،
و إحسانهُ أغزرُ
بِذَنْبِيَ أوْرَدْتَني،
وَمِنْ فَضْلِك المَصْدرُ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:16 PM

لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
( أبو فراس الحمداني )


لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
فإنَّ لها عندي يداً لا أضيعها
أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها ،
إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَ ربوعها
أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَ رحلة ٍ
تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها ؟
فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌ نِزَاعُه،
وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌ نُزوعُهَا
لحَى الله قَلْباً لا يَهِيم صَبَابَة ً
إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُ دُمُوعُهَا

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:16 PM

لا تطلبنَّ دنوَّ دا
( أبو فراس الحمداني )


لا تطلبنَّ دنوَّ دا
رٍ مِنْ حَبِيبٍ، أوْ مُعَاشِرْ
أبقى لأسبابِ المودَّ
ة ِ أنْ تَزورَ وَلا تُجَاوِرْ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:20 PM

لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ
( أبو فراس الحمداني )


لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَ بِالْـ
ـلَحَظَاتِ فَاتِرَة ُ الجُفُونِ
فمصارعُ العشاقِ ما
بَينَ الفُتُورِ إلى الفُتُونِ
اصْبِرْ! فَمِنْ سُنَنِ الهَوَى
صبرُ الظنينِ على الظنينِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:20 PM

لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ
( أبو فراس الحمداني )


لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُ راضعٌ
إلى أنْ تَرَدّى رَأسُهُ بِمَشِيبِ
و بتنا كغصني بانة ٍ عابثتهما
إلى الصّبْحِ رِيحَا شَمْألٍ وَجَنُوبِ
بحالٍ تردُّ الحاسدينَ بغيظهمْ
و تطرفُ عنا عينَ كلِّ رقيبِ
إلى أنْ بَدَا ضَوْءُ الصّبَاحِ كَأنّهُ
مَبَادِي نُصُولٍ في عِذَارِ خَضِيبِ
فَيَا لَيْلُ قَد فَارَقْتَ غَيرَ مُذَمَّمٍ،
و يا صبحُ قدْ أقبلتَ غيرَ حبيبِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:21 PM

لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ
( أبو فراس الحمداني )


لحبكَ منْ قلبي حمى لا يحلهُ
سواكَ ، وعقدٌ ليسَ خلقٌ يحلهُ
وَقَدْ كُنتَ أطْلَقتَ المُنَى لي بمَوْعِدٍ
و قدرتَ لي وقتاً ، وهذا محلهُ !
ففي أيِّ حكمٍ ؟ أو على أيِ مذهبٍ
تُحِلّ دَمي؟ وَالله لَيسَ يُحِلّهُ!

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:21 PM

لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ،
( أبو فراس الحمداني )


لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني ،
اعْتِدَاءً، وَلَسْتُ بالمُسْتَضَامِ
أبذلُ الحقَّ للخصومِ ، إذا ما
عَجَزَتْ عَنْهُ قُدْرَة ُ الحُكّامِ
لا تَخَطّى إلى المَظَالِمِ كَفّي،
حَذَراً مِنْ أصَابِعِ الأيْتَامِ

ناريمان الشريف 10-03-2010 03:22 PM

لطيرتي بالصداعِ نالتْ
( أبو فراس الحمداني )


لطيرتي بالصداعِ نالتْ
فوقَ منالِ الصداعِ مني
و جدتُ فيهِ اتفاقَ سوءٍ
صدعني مثلُ صدَّ عني


الساعة الآن 06:30 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team