![]() |
السؤال :
ماحكم التسمى بهذه الأسماء المستعارة عبر المنتديات : عاشق الشهادة/عاشق الجنة/ عاشق الرسول / عاشق النبي / عاشق القرآن/ عاشق المدينة / عاشق مكة/ عاشق قطر/ عاشق الكويت / عاشق المجد / عاشق الرياضيات / عاشق العلم/ عاشق الإسلام/عاشق الشهادة أي كل مايتعلق بكلمة عاشق وعشق ؟ أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا. الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالعشق هو إلافراط في الحب، ويكون في عفاف الحب ودعارته، والأصل فيه الرجل يعشق المرأة. قال ابن القيم: العشق والشرك متلازمان وإنما حكاه الله عن المشركين من قوم لوط، وعن امرأة العزيز ، وذكر الشيخ بكر أبو زيد عن أكثر أهل العلم المنع من إطلاقه على الله أو على رسوله خلا فا للصوفية ( راجع معجم المناهي اللفظية ) ، أما حب البلدان وغيرها فالأولى التعبير عنه بالحب لا العشق ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حق مكة: ما أطيبك من بلد وأحبك إلي ) رواه الترمذي وصححه الألباني . وقوله: أحد جبل يحبنا ونحبه. رواه البخاري. والله أعلم. المفتـــي: مركز الفتوى بإشراف د.عبدالله الفقيه http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=52194&Option=FatwaId السؤال هل يجوز إطلاق العشق في حق الله ؟ كقول بعضهم "إني أعشق الله" أو "قلبي عاشق لله" الفتوى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فلا ينبغي إطلاق لفظ العشق في حق الله تعالى، لأن الألفاظ الشرعية ينبغي أن يقتصر فيها على ما جاء في كتاب الله تعالى أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد هذا اللفظ في شيء من نصوص الوحي ولا على لسان أحد من الصحابة رضوان الله عليهم . وإنما جاء بلفظ المحبة، كقوله تعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّه [البقرة: ة165] . وقوله تعالى: فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [المائدة: 54] . وقوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما... الحديث رواه البخاري ومسلم . وقال ابن القيم في إغاثة اللهفان : ولما كانت المحبة جنسا تحته أنواع متفاوتة في القدر والوصف، كان أغلب ما يذكر فيها في حق الله تعالى ما يختص به ويليق به، كالعبادة والإنابة والإخبات، ولهذا لا يذكر فيها العشق والغرام والصبابة والشغف والهوى.. وقد يذكر لفظ المحبة كقوله تعالى: يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه [المائدة: 54] . والحاصل، أن المسلم ينبغي له أن يتقيد بالألفاظ الشرعية ولا يجوز له أن يطلق ألفاظا في حق الله تعالى لم ترد في الكتاب ولا في السنة. وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 22296. والله أعلم. المفتـــي : مركز الفتوى بإشراف د . عبدالله الفقيه http://www.islamweb.net/ver2/Istisharat/ShowFatwa.php?lang=A&Id=38249&Option=FatwaId فتوى س 1 : إن كثيراً من الناس يسمون : عاشق الله ، ومحمد الله ، ومحب الله ، فهل يجوز التسمية بهذه الأسماء أم لا ؟ ج 1 : في التسمية بعاشق الله سوء أدب . ولا بأس بالتسمية بمحمد الله ، ومحب الله ، والأولى ترك ذلك ، والتسمية بالتعبيد لله أو نحو محمد وصالح وأحمد ونحو ذلك ، من غير إضافة . وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس : عبدالعزيز بن عبدالله بن باز نائب رئيس اللجنة : عبدالرزاق عفيفي عضو : عبدالله بن قعود عضو : عبدالله بن غديان كتبه عَـبْـد الـلَّـه بن محمد زُقَـيْـل |
|
أوردت في ما سبق قول علماء أهل السنة في مسألة العشق الإلهي ،و ما يزال هؤلاء المتصوفة المؤمنون بدين وحدة الوجود الذي هو أبشع الزندقة و أوضح الكفر في عصرنا الحالي و نحن في القرن الخامس عشر الهجري يرددون ما قاله ابن عربي و ابن الفارض من أن الله هو كل مخلوقاته و أن ما تراه هو انعكاس لذات الله ، و بهذا المقياس الآثم تكون الشجرة صورة أو انعكاس لله و القطة كذلك و ما لا يليق ذكره ... تعالى الله عن كذبهم و زيغهم علواً كبيرا ، و هنا شاهد لشاعر معاصر يقول صراحة بوحدة الوجود:
واسِـــــــعٌ هـــــــذا الـــوُجـــودُ الــضَّــيِّــقُ مُـــقْــلِــقُ فــــيـــهِ الـــــــذي لا يَـــقْــلَــقُ . وَحْــــــدُهُ الــعَــقْــلُ الــــــذي يَــحْـمِـلُـنـي حَـــيْــثُ تَــأْويــنـي الــشُّــكـوكُ الأصْــــدَقُ . لَــــيْـــسَ لــلْــعَــيْـنِ إذا مـــــــا أبْــــحَـــرَتْ فـــــــــي عُـــــبــــابِ الـــبَـــحْــرِ إلاّ الأزْرَقُ . كُـــــلُّ هـــــذا الـــــضَّوْءِ فـــــي إطْــلالَـتـي لَـــيْـــسَ ضوءاً..بَــــــلْ لأَنّــــــي أعْـــشَـــقُ رؤْيَـــــــــــةُ اللهِ عــــــلـــــى إطْـــــلاقِـــــهِ بـــانْـــعِــكــاسِ اللهِ فــــيـــمـــا يـــخْـــلُــقُ . |
محمود عبد الرؤوف القاسم
عقيدة وحدة الوجود عند عبد الكريم الجيلي الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد الأمين، وعلى آله وصحابته أجمعين. أما بعد: فهذا عبد الكريم الجيلي أحد شعراء الصوفية المبجلين الذي لاقت قصائده استحسان كثير من الصوفية، وهي تشتمل على خرافات وأساطير ما أنزل الله بها من سلطان، فلننظر في هذه الأسطر القليلة ما تحتويه بعض قصائده من القول بوحدة الوجود وغيرها من البدع والأفكار الخرافية. يقول عبد الكريم الجيلي: صفات الله فرقان وذات الله قرآن وفرق الجمع تحقيق وجمع الفرق وجدان([1]) ومن هنا نعرف أن الصوفية يعنون بعبارة: (صفات الله، أو أسمائه) أنها هي المخلوقات بجميع أشكالها وأنواعها. والجيلي هنا، يعني بكلمة (فرقان) أي مقام التفرقة، أو الفرق، وهو كما نعلم (التفريق بين الخالق والمخلوق). ويعني بكلمة (قرآن) مقام الجمع، وهو جمع الخالق والمخلوق في وحدة، هي الله، وحيثما وردت في كلام القوم عن الحقائق فيريدون بها هذا. ويقول: عجباً لذاك الحي كيف يهمه = قحط السنين وأحمد نيسانه أوج التعاظم مركز العز الذي = لِرحى العلا من حوله دورانه ملك وفوق الحضرة العليا على = الـ ـعرش المكين مثبثِ إمكانه ليس الوجود بأسره إن حققوا = إلا حباباً طفحته دنانه الكل فيه ومنه كان وعنده =تفنى الدهور ولم تزل أزمانه فالخلق تحت سما علاه كخردل = والأمر يبرمه هناك لسانه والكون أجمعه لديه كخاتم = في إصبع منه أجل أكوانه والملك والملكوت في تياره = كالقطر بل من فوق ذاك مكانه وتطيعه الأفلاك من فوق السما = واللوح ينفذ ما قضاه بنانه هو نقطة التحقيق وهو محيطه = هو مركز التشريع وهو مكانه([2]) - يظهر في هذه الأبيات، وكأن الجيلي يجعل محمداً صلى الله عليه وسلم هو الله، ولكن حقيقة الأمر ليست كذلك؟ بل هي عقيدة يؤمن بها كل الصوفية دون استثناء! ويسمونها (الحقيقة المحمدية) ويقولون: إن محمداً هو المجلي الأعظم للذات الإلهية، وبتعبير أوضح: هو أعظم جزء في الذات الإلهية، والمسيطر على بقية الأجزاء، سبحانك اللهم. وظن بعض الباحثين أن (الحقيقة المحمدية) هي عقيدة بعض الصوفية دون بعضهم الآخر، وأخطئوا، فكلهم يعتقدون نفس العقيدة! وسيأتي بيان ذلك، وهي عندهم جزء من عقيدة وحدة الوجود. ويقول: الواحدية مظهر للذات = تبدو مجمعة لفرق صفات الكل فيها واحد متكثر = فاعجب لكثرة واحد بالذات هذاك فيها عين ذا وكمثل ما = نباك في حكم الحقيقة هاتي فهي العبارة عن حقيقة كثرة = في وحدة من غير ما أشتات كل بها في حكم كل واحد = فالنفي في ذا الوجه كالإثبات فرقان ذات الله صورة جمعه = وتعدد الأوصاف كالآيات فاتلوه واقرأ منك سر كتابه = أنت المبين وفيك مكنوناتي([3]) ويقول (من العينية): خبتني فكانت فن عني نيابة أجل عوضاً بل عين ما أنا واقع فكنت أنا هي، وهي كانت أنا وما لها في وجود مفرد من ينازع بقيت بها فيها ولا تاء بيننا وحالي بها ماض كذا ومضارع وشاهدتني حقاً بعين حقيقتي فلي في جبين الحسن تلك الطلائع فأوصافها وصفي وذاتي ذاتها وأخلاقها لي في الجمال مطالع واسمي حقاَ اسمها، واسم ذاتها لي اسم، ولي تلك النعوت توابع([4]). ومنها: فما ثم من شيء سوى الله في الورى = وما ثم مسموع وما ثم سامع هو العرش والكرسي والمنظر العلي = هو السدرة اللاتي إليها المراجع هو الأصل حقاً والرسوم مع الهوى = هو الفلك الدوار وهو الطبائع هو النور والظلماء والماء والهوى = هو العنصر الناري وهو الطبائع هو الشمس والبدر المنير مع السها = هو الأفق وهو النجم وهو المواقع هو المركز الحكمي والأرض والسما = هو المظلم العتام وهو اللوامع هو الدار وهو الحي والأثل والغضا = هو الناس والسكان وهو المرابع هو الحكم والتأثير والأمر والقضا = هو العزو والسلطان والمتواضع هو اللفظ والمعنى وصورة كل ما = يجول من المعقول أو هو واقع هو الجنس وهو النوع والفصل إنه = هو الواجب الذاتي والمتمانع هو العرض الطاري نعم وهو جوهر = هو المعدن الصلدي وهو الموائع هو الحيوان الحي وهو حياته = هو الوحش والإنس وهو السواجع هو القيس بل ليلى([5]) وهو بثينة = أجل نشرها، والخيف وهو الأجارع هو العقل وهو النفس والقلب والحشا = هو الجسم وهو الروح والمتدافع هو الموجد الأشيا وعين وجودها = وعين ذوات الكل وهو الموانع حقائق ذات في مراتب حقه = تسمى باسم الخلق والخلق واسع ونزهه عن حكم الحلول فما له = سوى، وإلى توحيده الأمر راجع فيا أحدي الذات في عين كثرة = ويا موجد الأشياء، ذاتك شائع تجليت في الأشياء حين خلقتها = فها هي ميطت عنك فيها البراقع قطعت الورى من ذات نفسك قطعة = ولم يك موصولاً، ولا فصل قاطع فأنت الورى حقاً وأنت إمامنا = وإنك ما يعلو وما هو واضع وما الخلق في التمثال إلاكثلجة = وأنت بها الماء الذي هو نابع فما الثلج في تحقيقنا غير مائه = وغير انِ في حكم دعته الشرائع ولكن يذوب الثلج يرفع حكمه = ويوضع حكم الماء والأمر واقع تجمعت الأضداد في واحد البها وفيه تلاشت فهو عنهن ساطع فكل بهاء في ملاحة صورة على كل قدٍّ شابه الغصن يافع وكل اسوداد في تصافيق طرة وكل احمرار في الطلائع صانع وكل كحيل الطرف يقتل صبه بماضٍ كسيف الهند حالٌ مضارع وكل اسمرار في القوائم كالقنا عليه من الشعر الوسيم شرائع وكل مليح بالملاحة قد زها وكل جميل بالمحاسن بازع وكل لطيف جل أو دق حسنه وكل جليل وهو باللطف صادع محاسن مَنْ أنشاه ذلك كله فوحّد ولا تشرك به فهو واسع وإياك لا تلفظ بغيرية البها فما ثم غير وهو بالحسن بادع وأطلق عنان الحق في كل ما ترى فتلك تجليات من هو صانع وشاهده حقاً فيك منك فإنه = هويتك اللاتي بها أنت دالع ففي، أينما، حقاً، تولوا وجوهكم = فما ثم إلا الله، هل مَنْ يُطالع ودع عنك أوصافاً بها كنت عارفاً = لنفسك فيها للإله ودائع فقد صح في متن الحديث تخلقوا = بأخلاقه ما للحقيقة مانع وها هو سمع بل لسان أجل بدا = لنا هكذا بالنقل أخبر شارع فعم قوانا والجوارح كونه = لساناً وسمعاً ثم رجلاً تسارع ويكفيك ما قد جاء في الخلق أنه = على صورة الرحمن، آدم واقع ([6]) في الأبيات الأخيرة، نرى كيف يفسرون الآية: (فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)) [البقرة:115]، والحديث: {تخلقوا بأخلاق الله}، وهو حديث موضوع، وكيف يفسرون الحديث: {...فإذا أحببته كنت سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به ويدَه التي يبطش بها...} كما نرى في الأبيات التي قبلها تقرير الشاعر أن كل شيء هو الله، ونرى استعمالهم لعبارة: دع عنك أوصافاً...أي: دع أوصافك... ويقول: ثم كتب (أي: الحق سبحانه) على جناح الطير الأخضر، بقلم مداد الكبريت الأحمر، أما بعد؛ فإن العظمة نار، والعلم ماء، والقوى هواء، والحكمة تراب، عناصر بها يتحقق جوهرنا الفرد، ولهذا الجوهر عرضان؟ الأول: الأزل، والثاني: الأبد. وله وصفان؟ الوصف الأول: الحق، والوصف الثاني: الخلق، وله نعتان؟ النعت الأول: القِدَم، والنعت الثاني: الحدوث. وله اسمان، الاسم الأول: الرب، والاسم الثاني: العبد([7])... ويقول: اعلم أن جميع حقائق الوجود، وحفظها في مراتبها، تسمى الألوهية، وأعني بحقائق الوجود: أحكم المظاهر مع الظاهر فيها، أعني الخلق والحق، فشمول المراتب الإلهية، وجميع المراتب الكونية، وعطاء كل حقه من مرتبة الوجود، هو معنى الألوهية([8])... ويقول:.. واعلم أن الرب في كل موجود وجهٌ كامل، وذلك الوجه على صورة ذلك الموجود، وروح ذلك الوجود على صورة محسوسة وجسد، وهذا الأمر للرب أمر ذاتي...وإلى ذلك الإشارة في قوله: {خلق آدم على صورة الرحمن}، وقوله: {خلق آدم على صورته}، وهذان الحديثان، وإن كانا يقتضيان معاني قد تحدثنا عليها، فإن الكشف أعطانا أنهما على ظاهر اللفظ([9])... والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين. اقتبس هذا المقال من كتاب: (الكشف عن حقيقة الصوفية لأول مرة في التاريخ) للمؤلف: (محمود عبد الرؤوف القاسم). ([1]) الإنسان الكامل: (1/113). ([2]) الإنسان الكامل: (1/73). ([3]) الإنسان الكامل: (1/43). ([4]) الإنسان الكامل (1/61). ([5]) ليستقيم الوزن يجب أن تكون: (بل ليلاه). ([6]) فتوح الغيب، (ص:203- 207). ([7]) الإنسان الكامل: (1/24). ([8]) الإنسان الكامل: (1/37). ([9]) الإنسان الكامل: (2/6). |
للصوفية تعظيم و تقدير لأحد زنادقة الدنيا صاحب المثنوي جلال الدين الرومي ، و من كلام المتصوفة _ أنفسهم_ نورد براهين على ضلاله و ضلال من يعظم مثله:
( قراءة في الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي* أتدري لماذا لا تنبىء مرآتك؟ مولانا جلال الدين الرومي، قطب من أقطاب التَّصوف الإسلامي، إليه تُنسب الطريقة المولوية، وإن كان الرومي ليس صاحب طريقة بعينها، إذ إن الرومي إنسان كونيٌّ، يتجاوز كل الطرق والبناءات المذهبية والدينية، وكذلك الأعراق، حتى لو تنازعه أهل إيران والأفغان باعتبار أصله البلخي، ولسان ديوانه ومثنويه الفارسي، أو الأتراك باعتبار مقامه في (قونية)، أو العرب باعتباره إرثًا إسلاميًّا قرأ القرآن وتأمَّل القرب كما نصحه والده، أو بتنزيل عبارة إقبال في سيرته عليه: "قرأ القرآن كأنه أُنزل عليه".ذلك لأن الصدأ لم يُجل عن وجهها! لماذا لم يفسِّر مولانا جلال الدين الرومي القرآن الكريم ويخصه بكتاب كما فعل أهل الأذواق والعرفان؟ لأن القرآن الكريم حاضر مع مولانا في كل ما كتب وفعل، فحياته كانت قرآنًا متجسدًا لحمًا ودمًا. تذكِّرك محبته وعشقه بسورة يوسف. وحكمته بلقمان. واجتماعه بشمس تبريزي باجتماع موسى والخضر. وتحطيمه لصورة الشيخ النظامي الذي يجلس في الرواق يلقي مواعظه على تلاميذه ويكرر عليهم الأوامر بقصة إبراهيم مع قومه. تذكرك هجرته إلى الشام وبحثه عن شمسه الذي أنتجه وحققه بسورة الضحى. تذكرك كلماته بسورة الانشراح. ما من كلمة كتبها مولانا إلا وكان أثر القرآن فيها ظاهرًا، لذلك إن أردت أن تقرأ تأويلاً وقصة حياة متجددة لإنسان لا تبلى فاقرأ مولانا وكن معه حتى تصل إلى من كابد الشوق معه. لم أنظُمْ لك المثنوي لتحفظه أو تعيده، يُقدِّم الديوان العربي لمولانا جلال الدين الرومي رئيسُ المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة عبد الوهاب بوحديبة مُبديًا سعادته، وشاكرًا من قام بالعمل عليه، ومن وفَّر جزءًا من المنمنمات الفارسية، التي زادت الكتاب جمالاً وروحانية يصاحب جمال وروحانية الكلمة النورانية، والتي أشرقت على صفحاته التي تجاوزت المائتين صفحة.بل ابتغاء أن تضعه تحت قدميك لتستطيع الطيران. يُصدِّر مُعدُّ الكتاب (البشير قهواجي) الكتاب بمجموعة من المصادر والمراجع الفارسية: كليات شمس تبريزي والمثنوي المعنوي، ومقالات شمس تبريزي، ومعارف بهاء الدين ولد، وولد نامه لسلطان ولد، ومناقب العارفين للأفلاكي، ويزيد في ختام الديوان مراجع أخرى تحت عنوان جامع: بيبلوغرافيا مختصرة، يذكر فيها علاوة على ما سبق (فيه ما فيه) لمولانا، والمجالس السبعة، ومكتوبات، ويسرد قائمة من المراجع الفرنسية والإنجليزية التي أُلفت عن مولانا، بعد أن يذكر تراجم أعمال مولانا في اللغتين الإنجليزية والفرنسية. مُتْ حَسْرةً عَلى الفَهمِ الصَّحِيحِ! يبدأ قهواجي الديوان العربي بمقدمة متميزة، يروي فيها موجزًا لسيرة مولانا، الهجرة من بلخ مفتتحه، بلخ (= من أعمال أفغانستان) تلك البلدة التي تشرَّفت بميلاد مولانا فيها، كما تشرَّفت بوجود أولياء أكابر فيها من قبل، كإبراهيم بن أدهم الصوفي الشهير الذي ترك الشهرة والإمارة وسار في طريق الله متجردًا مؤمنًا بأنه (ما صدق الله من أحب الشهرة) وعازمًا عزمًا وحقيقة على أن يُدفن حتى يتحقق له الميلاد. كذلك شهدت هذه البلدة ميلاد نجم جديد ينشر على الناس فوائح الجمال وفواتح الجلال، يُعلن تجربته على الملأ دون مخافة من سلطان أو فقيه، يسيح في الأرض طلبًا للطريق وغايته الله وتحقيق إنسانه، هو نجم الدين الكُبرى صانع الأولياء، الذي ما رأى من صُنعِ الله شيئًا إلا ورأى الله فيه.كان مولانا الرومي من بيت نبالة وفقه وتقوى وأدب، فهو ابن لوالد كان يُعامل من قِبَلِ السلاطين على أنه أهل سلطة دينية وروحية. حبذا مائدة المسيح التي لا تنقص، علَّم الأبُ بالدَّمِ والروح الولد الذي أضحى آية في العالمين أن الرُّوح نفخة إلهية وأن الله هو القصد والغاية، وردد الرومي دعاء والده:وحبذا فاكهة مريم التي طلعت دون حديقة. إلهي بما أن دخيلتي وإدراكي وروحي كلها طاقة زهر بين يدي إرادتك، وبما أنك تهب ملكة إدراكي التي هي رهن يديك صفات! أعطني بلا رهق كتب حكمة مثلما ألقيت في دخيلة موسى التوراة ومحمد القرآن وعيسى الأناجيل وداود المزامير! وقبل أن ينتقل مولانا إلى جوار محبوبه الأعلى أوصى بدعوة برهان الدين محقق ترمذي ليكون عونًا لمولانا في رحلته الروحية، وكما كان يعرف والده كماله في تحصيل المعارف الشرعية والعلوم الظاهرية، حدَّث برهان محقق مولانا عن ذلك، لكنه أراد لمولانا أن يفوز باللوزة... كن كالفراشة، واهجم على النار، ولا تتجاوز هذا الأمر، والعب بطُهر، واترك القوة، وكن عاكفًا على الضراعة، فإن الرحمة تنصبُّ على المتضرع أيها الفقير.قضى مولانا جلال الدين الرومي سنوات في الشام تلبية لطلب شيخه الجديد، ومات مولانا قبل أن يموت، على سُنَّة الدراويش، حتى أرادت العناية الإلهية أن يرى العالم فتحًا جديدًا، فأرسلت إليه شمس تبريزي، ليشعل نار العشق في قلبه، وليبعث البركان الذي لن يسكن بعد. إن الشريعة كالشمعة، توفر لنا نورًا لا يقدر بثمن. فتح شمس تبريزي بابًا على ما لا ينتهي أمام مولانا الذي ترك حلقة الافتاء واعتزال المريدين وترك درس القال لتحيا روحه ويولد إنسانه بالعشق صحبة السماع، وليجعل كل أيامنا أعياد ميلاد وبعث متجدد.لكن يجب ألا ننسى أن الشمعة تساعدنا على الانتقال من مكان إلى آخر في الظلام، وإذا نسينا إلى أين نحن ذاهبون، وركزنا على الشمعة، فما النفع في ذلك؟! تشارك الشمس والقمر وجودًا استثنائيًا لا يدركه الآخرون، يحكون عنه، يقرأونه، يؤيدونه، ينكرونه، وما هم ببالغيه... هما في سماع كوني، يأخذهما إلى جذور الإنسان السماوية، كل المدارات والكواكب أمامهما تتلاشى، الزمان يرتفع، الكلمات تتضاءل عن التعبير، الأنفاس سرمدية! أنا جوعان فأطعمني... قال حسام الدين لمولانا. عطشان فاسقني لكن مولانا رأى أن الطعام الذي عناه لا تقوى أسنان مريده أو غيره على مضغه ولا تستطيع معدة احتوائه، ما لدى مولانا من طعام إذا قُدِّم يكثرُ بعده قول: "زمِّلوني... دثِّروني"! كنت أطلب شخصًا من جنسي، لكي أجعله قِبلةً وأتوجَّه إليه، فقد مللتُ من نفسي. لم تفهم الصغار علاقة المتحققين، وانتابتهم مشاعر الغيرة والضعف، فنسجوا على الباب خيوط الوهم كي يمنعوا الشمس من الإشراق، طار "الطيار" الذي ما قنع يومًا بالرقود في كهف "الاتباع". يقولون: "غاب"، يقولون: "مات". المهم أن الشمس فارقت صحبة القمر، رحل سيدنا المعظَّم شمس تبريزي بعد أن أقرَّ لمولانا بالكمال وسلَّى على قلبه قبل الارتحال قائلاً: إذا أصبح المريد كاملاً فلا يضيره أن يبتعد عن شيخه!في الصورة تبدد الشمل، لكن الثمرة قد نضجت وأزهرت شجرة الروح. غنَّى الرومي ورقص، سجَّل الأتباع حديث القمر، رويت قصة العشق الكامل، أُعلن ميلاد الإنسان الكوني، بكت الأرض والسماء. فجرًا جاءني من يغار من حسنه الملاك يقول مولانا أيضًا في كليات شمس تبريزي:مال على قلبي وبكى بكى وبكيتُ إلى الصباح سألني أيُّنا العاشق؟! غريبٌ أمرنا قال. كان هناك دائمًا كتابٌ مفتوحٌ بين يديَّ لكن الحبَّ منحني ناقوسًا ومن هذا الفم الذي لم يكن غير تراتيل خرج سيلُ قصائد وغزل ورباعي. أخجلُ من الكلام عن محياك ومع ذلك أخذت قربة مولانا بين سنة لقائه مع شمس 1244م وسنة وفاته 1273م حوالي سبعين ألف بيت من الشعر جُمعت في كليات شمس تبريزي، والمثنوي حوالي 26000 بيت. رغم أن مولانا شكى من الشعر لأنه يقيِّده ويحدُّ من انطلاقه عن التعبير عما يريد؛ وشكى أن قومه يمتهنون الشعر، وشكى أنهم يريدونه واعظًا يؤلِّف عن الزهد ويشرح علوم الدين فحسب.والله أقفلُ فمي ماذا يمكنُ أن تأخذ قربة من المحيط. إنني أفكر في القافية وترى آن ماري شيمل أن هذه المعاناة عاناها كل العارفين من مسلمين وغير مسلمين، ووجدوا حلَّها في الصمت. الصمت هو الطريق الوحيد للحديث مع الله! وهم أنفسهم الذين قدموا الموسوعات الشعرية والنثرية، يتحدثون وفجأة يأمرون أنفسهم بالصمت! يقول مولانا:ويقول حبيبي لا تفكر إلاَّ في لقائي مفتعلن مفتعلن قتلتني. الصمتُ بحرٌ والقول كالجدول... والبحر يبحثُ عنك... فلا تبحث أنت عن الجدول. ويعلِّق العلاَّمة سيد حسين نصر رحمه الله في تقدمته لكتاب العشق والسلام على نظم مولانا قائلاً:المثنوي عملٌ بشريٌّ، إنما كتبه حكيمٌ وصل إلى أعلى مستوى من الكمال البشري، وحقق أعلى درجة من المعرفة الحكيمة ومن ثمَّ يقدر على تأليف عمل يعكس الكثير من الخصائص المميزة للنصِّ المُقدَّس، الذي جاء المثنوي تعليقًا متعمقًا عليه، والذي يُضاهي إلى حدٍّ معين كلمة الله تركيبًا! أطلق عبد الرحمن الجامي على المثنوي "القرآن باللسان البهلوي-الفارسي" وإن المثنوي في أعمق معانيه هو تعليق على النصِّ المقدَّس للإسلام. فُتن البشير قهواجي بالأشعار العربية لمولانا جلال الدين الرومي بعد قراءته لديوان كليات شمس تبريزي، بتحقيق العلاَّمة بديع الزمان فروزانڤر، الذي قضى شطر حياته الأكبر محققًا وشرحًا ومعرِّفًا بمولانا وأعماله. جمع قهوجي القصائد العربية في الغزليات وقدَّم لها، وجمع الرباعيات وقدَّم لها، وكذلك الترجيعات، وكذلك المقطَّعات واللمعات، وقسَّمها على النحو التالي: احتوت كليات شمس تبريزي على: - غزليات: وعددها ثلاثة آلاف ومائتان وتسعة وعشرون غزلاً، منها بالعربية تسع وثمانون غزلاً وخمس ومائة من اللمعات، منها أربع وأربعون من المقطعات. - ترجيعات: وهي قصائد مطوَّلة عددها أربع وأربعون مع مقطع أخير، بعنوان مستدركات، منها خمس مقطعات قصيرة جدًّا بالعربية، تترواح بين البيت الواحد والمصراع. - رباعيات: وعددها ألف وتسعمائة وثلاثة وثمانون رباعيًا، منها ثمانية عشرة بالعربية. |
لماذا نظم مولانا الرومي شعرًا بالعربية على الرغم من أن العربية لم تكن لغته الأساسية؟
الشيء الذي يلفت النظر هو أنَّ مولانا كان عاشقًا للقرآن الكريم والأحاديث النبوية، يتضح ذلك من مكانة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية في آثاره. فظهور الأشعار العربية لدى شاعر إسلامي كمولانا ليس غريبًا. كما أن مولانا عاش لفترة طويلة في الشام، فمن الطبيعي أن تؤثِّر هذه البيئة عليه وعلى مشاعره، وأن توجد فيه الرغبة في أن يتحدَّث مع الناس بلغتهم، وينقل إليهم آراءه وأفكاره الدينية والعلمية. ورغم ذلك فإن من يقرأ المثنوي وديوان مولانا، ثمَّ يقارن بين أشعاره بالفارسية والعربية يرى المستوى الرفيع في شعره فارسي، ولا يلقى مثل هذا المستوى شعره العربي. من أشعار مولانا العربية: اقتبس مولانا ثلاثة أبيات مزدوجة من شعر الحلاَّج، أوردتها فرح ناز رفعت جو، وأوردها البشير قهواجي، هي: أُقتُلُوني أُقُتُلوني يا ثِقـــــــــات إنَّ فـي قَتلي حياةً فـي حَيـــاة ويظهر تصرُّف مولانا في هذه الأبيات بشكل واضح، إذ هو يستعير صوت الحلاَّج وجزءًا من كَلِمِه للتعبير عن عشقه وتجربته.يا مُنيرَ الخَدِّ يا رُوحَ البَقـــــا اجتَذِبْ رُوحي وجُدْ لـي باللِّقــا لي حَبيبٌ حُبُّهُ يشوي الحَشا لَو يشا يَمْشي على عَيْني مَشى كذلك من أشعار مولانا العربية ما أرسله إلى صِنو روحه شمس الدين تبريزي حينما ترك قونية وتوجَّه إلى دمشق، وطلب فيها العودة إلى قونية. وتتألَّف هذه الرسالة من ثلاثة عشر بيتًا، تسعة منها بالعربية، وهي: أيُّهـا النورُ في الفؤادِ تعـالْ أنتَ تَـدري حياتنا بيديــكْ أيُّها العشقُ أيّها المعشُــوقْ يَـا سليمانُ ذي الهُداهُد لك أيُّهـا السَّـابقُ الذي سبقـتْ فمـن الهجر ضجَّتِ الأرواحْ اُستـرِ العيبَ وابذُلِ المعروفْ طفـتُ فيـك البـلادَ يا قمـرًا أنت كالشمس إذْ دَنَـتْ ونـأتْ غايـة الجـدِّ والمرادِ تعـالْ لا تضيـّقْ علـى العبادِ تعالْ حـلْ عن الصَّدِّ والعنادِ تعالْ فتفقَّـدْ بالافتقــادِ تعــالْ منك مصدوقةْ الوِدادِ تعـالْ أنجزِ الوعـدَ يا معادِ تعـالْ هكـــذا عـادةُ الجـوادِ تعـالْ بــي محيطـًا وبالبـلادِ تعـالْ يا قريبًا على العبــادِ تعــالْ. *** *** *** - الشمس المنتصرة (دراسة آثار مولانا جلال الدين)، آن ماري شيمل، ترجمة د. عيسى علي العاكوب، مؤسسة الطباعة والنشر لوزارة الثقافة الإسلامية بإيران. - العشق والسلام: المثنوي تفسير جديد، سيد جاهرمان صفافي، تقديم سيد حسين نصر، ترجمة مصطفى محمود، مراجعة طارق أبو الحسن، نشرة القاهرة. - العرفان الصوفي عند جلال الدين الرومي، فرح ناز رفعت جو، دار الهادي، بيروت. - فيه ما فيه، مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة العاكوب، نشرة سوريا. - المثنوي، مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة إبراهيم الدسوقي شتا، نشرة مصر. - من بلخ إلى قونية، بديع الزمان فروزانڤر، سيرة حياة مولانا جلال الدين الرومي، ترجمة عيسى علي العاكوب، نشرة سوريا. * صدر مؤخرًا عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون ببيت الحكمة، أعدَّه للنشر وقدَّم له الكاتب والمترجم التونسي البَشِير قهْوَاجِي. |
أيها الأحبة مبدأ التقية عند الصوفية و عند الشيعة مبدأ أصيل من ديانة الفريقين و هو سلاح يواجهون به انتقادات أهل السنة و الجماعة حين يعرضون كفرياتهم على الكتاب و السنة ، و من هذا حين يجاوبون عن السؤال التالي:
( لماذا لا يزيل الصوفية الكفريات من أمهات كتبهم؟) فانظروا الجواب البارد: عد أن بينا لأخواننا السلفيين في مقالات ومشاركات سابقة مكانة تلك الكتب التي ينقلون عنها وحالها، وموقف الصوفية منها، عادوا يطالبوننا بإخراج الكفريات منها و أن لا نتهرب منها ، و يتسائلون عن سبب بقاء تلك الأمور فيها؟ أما سبب بقاء تلك الأمور فهو راجع لأمرين: أحوال النساخ وأحوال المطابع أما أحوال النساخ :فمعلوم أن الكتب التي كثر الجدل عنها كان سببها وجود نساخ قليلي الأمانة و الديانة يريدون بأعمالهم الايقاع بين المسلمين وإثارة الفتن، ولذلك تباينت مواقف العلماء في ابن العربي، كل على حسب ما تبين – وأخيرا انتدب الشعراني لحذف تلك الكفريات والمخالفات فكان من جميل الموافقة أن تبين له أن تلك الأمور لم تكن موجودة في النسخ الأصلية ، لكن الحساد لم يرضوا ذلك وسارعوا إلى التلاعب بكتبه في حياته، فما بالك بعد مماته؟ أما أحوال المطابع: فمن الملاحظ جدا أن القائمين على نشر كتب الشيخ محي الدين والشيخ الجيلي وغيرهم ما بين نصارى وشيعة، وكلاهما أسوأ من بعض فعلى سبيل المثال، دار صادر ، هي من الدور النصرانية، ومع ذلك لها إهتمام خاص بكتب الشيخ محي الدين و أمثاله من الصوفية، لماذا يا ترى؟ أترك الاجابة للقارىء اللبيب وفي جميع الأحوال فإن هذه الكتب كلها لا تلزمنا ولا تمثل طريقتنا سواء الباعلوية أو غيرها، ولن تجد الشيخ محي الدين أو الشعراني أو غيره في سلسلة هذه الطرق المباركة، ولا حتى أفكاره ومن أراد أن يعرف الكتب التي تمثل معاشر الصوفية فليقرأ الآتي: 1- كتب السيد عبد الله الحداد 2- إيضاح أسرار علوم المقربين – للعيدروس 3- مفتاح الجنة – أحمد الحداد 4- ربعي المهلكات والمنجيات- لأبي حامد الغزالي 5- رياض الصالحين للإمام النووي 6- الأذكار للإمام النووي 7- الترغيب والترهيب للحافظ المنذري 8- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني 9- الرسالة القشيرية – للقشيري 10- الحكم العطائية – وشرحها للشرنوبي هذه هي الكتب التي تمثل المشرب الصوفي الصافي الخالي من البدع والخرافات، فكل ما كان على نهج هذه الكتب فنحن نؤيده، وكل ما خالف هذه الكتب فما لنا وماله ؟ (لا تزر وازرة وزر أخرى) والسلام) * ____________________ * عن موقع صوفي هو :ملتقى حضرموت للحوار العربي http://www.hdrmut.net/vb/showthread....7#.VA_6JsJ_sXQ |
هذه جملة من فتاوي الشيخ العلامة (ابن باز) رحمه الله حول التصوف:
1. المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله أنا متابع هذا البرنامج منذ زمن طويل، وأنا مسرور جداً جداً لهذا البرنامج كما هو موعظة حسنة لعباد الرحمن، وكما هو يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر والحمد لله، كما استفدت كثيراً من هذا البرنامج جزاكم الله خيراً، وربنا يخليكم لنا رمزاً صادقاً والحمد لله الذي بعثكم لنا هداة لطريق السعادة والحق، وأتمنى من الله الكريم أن يحفظكم ويرعاكم، سماحة الشيخ السؤال هو: نحن بالسودان عندنا مشائخة الطرق الصوفية، وفي بعض من الناس يزورهم ويشكوا لهم حاجته، مثلاً لو كان هناك مريض أو أنه قد حصل عليه حاجة في وقت ضيق يشكوا لهم، ويأخذ من عند الشيخ البخورات، والمحايا، والبركة، كما هي تراب من حجرة الشيخ أو تراب من الغار، وإذا تجادلت مع بعض هؤلاء الناس الذين يزورون هذا الشيخ ويشكون حاجتهم للشيخ فيقولون لنا: هذا الشيخ من أولياء الله!! كما يقولون لنا في مجادلتهم قوله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ[يونس:62] فهذا هو الأمر الذي وضحته لكم، هل ما يقولونه صحيح أم لا؟ ومن هم أولياء الله الصالحون الذين لا خوف عليهم ولاهم يحزنون؟ أرجو أن توجهونا جزاكم الله خيراً، ونفع بعلمكم. مشايخ الصوفية فيهم تفصيل: منهم من هو كافر لأنه يتعاطى الشرك بالله -عز وجل- ودعوة غير الله من أصحاب القبور، أو الجن، أو يرى وحدة الوجود؛ كأصحاب بن عربي، هؤلاء كفار، ولا يجوز دعائهم ولا زيارتهم ولا أخذ توجيهاتهم؛ لأنهم منحرفون عن الطريق، ولا يحوز موالاتهم ولا تصديقهم بما يقولون، ولا أخذ توجيهاتهم في أي شيء. ومنهم أناس عندهم بدع وأشياء لا أساس لها في الشرع المطهر، ولكنهم ليسوا كفار ولكن عندهم بدع ما أنزل لله بها من سلطان، فالواجب نصيحتهم أيضاً وتوجيههم إلى الخير، وإنكار البدع التي عندهم. أما أن يطلب منهم البركة أو من تراب حجرهم هذا منكر لا يجوز، فلم يفعل هذا الصحابة فيما بينهم -رضي الله عنهم-، وإنما كان يفعل هذا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جعل الله في جسده من البركه، فكان يأكل ....... على عرقه فيما جعل الله فيه من بركه -عليه الصلاة والسلام-، أما الناس فلا، فلم يفعلوه مع الصديق ولا مع عمر ولا مع عثمان ولا مع علي، وهم أفضل الناس بعد الأنبياء، فلا يجوز لأحد أن يأتي الصوفي الفلاني أو الشيخ الفلاني يطلب بركة ثيابه أو بركة شعره أو بركة ........ كل هذا منكر لا يجوز، إذا اعتقد أنه ينفعه ويضره أو أنه يحصل به بركه بهذا الشيء هذا خطر عظيم، وقد يصل به إلى الشرك إذا طلب البركة منه، واعتقد أنه ينفع ويضر من دعاه أو من طلب منه، أو أنه استغاث ليشفي مرضاه، أو أنه يطلب منه الشفاء لمرض، أو ما أشبه ذلك، كان هذا من الشرك الأكبر. فالحاصل أن طلب البركة من هؤلاء أودعائهم أو الاستغاثة بهم أو اعتقاد أنهم يشفون المرضى وينفعون غيره أو يضرون بشرهم كل هذا من المنكرات العظيمة، بل من المنكرات الشركية. أما أولياء الله: هم المؤمنون المتقون المطيعون لله ورسوله، هؤلاء هم أولياء الله، ليسوا أهل البدع، أولياء الله هم أهل الإيمان والتقوى؛ لأنهم وحدوا الله، واتبعوا سبيله، وساروا على نهج نبينا محمد -عليه الصلاة والسلام-، هؤلاء هم أولياء الله، وليسوا هم الصوفية، ولكنهم المتقون قال الله -تعالى-: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ[يونس: 62-63]، الآيتين من سورة يونس، هؤلاء هم أولياء الله أهل الإيمان والتقوى الذين آمنوا بالله ورسوله، ووحدوا الله، وعبدوه وحده، ولم يعبدوا أهل القبور، ولم يستغيثوا بهم، ولم ينذروا لهم، بل عبدوا الله وحده، وساروا على نهج نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فأدى فرائض الله، وتركوا محارم الله، ووقفوا عند حدود الله، هؤلاء هم أولياء الله، وإن كانوا فقراء، وإن كانوا عمالاً يعملون عند الناس لطلب الرزق، وإن كانوا يبيعون ويشترون في الأسواق ما عندهم تصوف، هؤلاء هم أولياء الله، وقال تعالى في سورة الأنفال: وَمَا كَانُواْ أَوْلِيَاءهُ إِنْ أَوْلِيَآؤُهُ إِلاَّ الْمُتَّقُونَ[الأنفال: 34]، فأولياء الله هم أهل التقوى، هم أهل الأيمان، هم الذين أطاعوا الله ورسوله، وتركوا ما نهى الله ورسوله، ووحدوا الله وعبدوه -جل وعلا-. أما الصوفية فهم أقسام وهم يشتركون في البدعة، ولكنهم أقسام في الأحكام منهم الكافر ومنهم المبتدع الضال الذي يجب الحذر منه ونصيحته والتنبيه على بدعته، وكلهم مشتركون في البدع، لأنهم أحدثوا بدعاً ما أنزل الله بها من سلطان، فالواجب الحذر منهم وعدم الاغترار بهم، وعدم زيارتهم لأخذ دعائهم، أو التبرك بهم، أو أخذ توجيهاتهم، أونحو ذلك، وإن أمكنه أن ينصحهم، وأن يوجههم إلى الخير، وأن ينكر عليهم بدعهم فليفعل ذلك، والله المستعان. فهمت سماحة الشيخ أن الصوفية ليسوا جميعاً على الباطل. أنواع لكن يشتركون في البدعة. |
2.
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله هناك طريقة استحدثت تسمى بالبرهانية، تابعة لرجل يدعى محمد عثمان البرهاني، وهذه الطريقة تؤول القرآن العظيم، وهي سريعة الانتشار، فما حكم الشرع في هذه الطريقة، وهل هي كافرة أم كما تدعي هي أنها هي الفرقة الناجية، وما الأدلة الشرعية في تكفيرها إذا كانت كافرة؟ وجهونا جزاكم الله خيراً. جميع الطرق الصوفية، البرهانية والشاذلية وغير ذلك من الطرق الصوفية والتيجانية كلها خطيرة، يجب الحذر منها والبعد منها، وعدم الثقة بها وهم أقسام منهم الكافر ومنهم غير الكافر فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن الكتب الصوفية وقراءتها لأنها تضره وفيها من الباطل والشر الشيء الكثير فينبغي لك يا عبد الله أن تبتعد عنها وأن تقرأ كتب أهل السنة والجماعة التي فيها الخير وفيها بيان ما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وفيها الكفاية، وفي الإقبال على القرآن وعلى الإكثار من تلاوته وتدبر معانيه الخير الكثير والسعادة وفي كتب السنة الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الخير والبركة فإن السنة تشرح القرآن وتفسر معناه وتبين ما أشكل على طالب العلم من ذلك، فالله أنزل الكتاب هدى للناس كما قال عز وجل: ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ )(الإسراء: من الآية9). ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ)(فصلت: من الآية44). وقال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)(النحل: من الآية89). وقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)(ص:29). وقال عز وجل: ( وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (الأنعام:155). والنبي صلى الله عليه وسلم بين لنا ما قد يشكل علينا وأوضح للأمة ما يحتاجون إليه، فعليك يا عبد الله أن تكتفي بما جاء به الكتاب والسنة وأن تبتعد عن الكتب التي فيها الخرافات والضلالات والبدع من كتب الصوفية وغيرها مما جمعه الكفرة أو المتكلمون أو أصحاب الطرق المنحرفة فإن فيها من الشر والبلاء والمخالفة عن شرع الله ما يضر العبد إذا تمسك به أو أخذ به أو قرأه وهو على غير بصيرة نسأل الله السلامة. |
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله سائل من سوريا يقول : يوجد ناس عندنا يقولون إننا أبناء الشيخ عيسى أو أبناء غيره من الشيوخ المعروفين عندنا، ويأتون يسألون الناس وقد لبسوا لباساً أخضر على رءوسهم من حرير، في أيديهم أسياخ من حديد إذا أعطيتهم أرضيتهم، وإذا لم تعطهم غضبوا وضربوا أنفسهم بهذا الحديد في بطونهم وفي رءوسهم؟
هؤلاء من بعض الطوائف التي تسمى الصوفية. وهؤلاء يلعبون على الناس ويخدعونهم، بزعمهم أنهم أولاد فلان أو فلان، ويزعمون أنهم يستحقون على الناس المساعدة، وهؤلاء ينبغي منعهم من هذا العمل وتأديبهم عليه من جهة الدولة، لما في ذلك من كف شرهم عن الناس على السؤال بهذه الطريقة المنكرة. ولا يعطى مثل هؤلاء لأن عطاءهم يشجعهم.. وإذا ضربوا أنفسهم فلا حرج عليك من ذلك، وإنما الحرج عليهم. والواجب نصيحتهم وتحذيرهم من هذا العمل المنكر. وهو من التشويش والتلبيس الذي يخدعون به الناس، وهم في الحقيقة يعملون هذه الأمور الشيطانية بتزيين من الشيطان، وتلبيس منه، وهو ما يسمى بالتغمير، وهو من أنواع السحر، يفعلون هذا الشيء في رأي الناظر، وهم لا يفعلونه في الحقيقة، ولو فعلوه حقيقة لضرهم. لأن السلاح والحديد وأشباه ذلك يضر الإنسان إذا ضرب به نفسه، ولكنهم يسحرون العيون بما يفعلون، كما ذكر الله عن سحرة فرعون، حيث قال سبحانه وتعالى في سورة الأعراف: فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ[1]، وقال تعالى في سورة طه: قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى * قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى[2]، فلا ينبغي لأهل الإسلام أن يساعدوا مثل هؤلاء؛ لأن مساعدتهم معناها مساعدة على المنكر وعلى التلبيس وعلى الشعوذة وعلى إيذاء المسلمين وخداعهم. فالواجب منع هؤلاء والقضاء على منكرهم هذا، وحسم مادتهم بالأدب البليغ، أو السجن من جهة الدولة، حتى يرتدعوا عن هذا العمل.. وفق الله قادة المسلمين لكل ما فيه رضاه وصلاح عباده. [1] سورة الأعراف الآية 116. [2] سورة طه الآيتان 65 ، 66. مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثالث. |
المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله يقول السائل: بعض الناس عندنا يُدعون الشيخية وهي الطريقة، النقشبندية والقادرية وغيرها يجتمعون بالناس في المساجد ويدعونهم إلى التوبة والتوجّد ويقول أحدهم: أنا مأذون لذلك، فيغمضون بعضاً منهم، ويتكلمون بألفاظ مهملة مثل: ها. هي. هو، ويتكلمون بالغيب، فهل لهذه حقيقة وكرامة أم أنها من باب البدع والضلالة؟ نرجو الإجابة على ذلك وفقكم الله.
هذه الطرق وأشبابها كلها من الطرق البدعية، ولا يجوز الموافقة عليها ولا المشاركة فيها؛ لأنها بدع، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))[1]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[2]. وليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم الاجتماع على: هو هو هو، أو على كلام ليس بظاهر وليس بمعلوم، وإذا كان فيه دعوى علم الغيب صار هذا أعظم نكارة وأخبث عملاً، بل هذا هو الشرك؛ لأن دعوى علم الغيب منكر وكفر، علم الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى. والحاصل أن هذه الطرق الصوفية النقشبندية والقدرية والشاذلية وأشباهها كلها طرق مبتدعة فالواجب تجنبها وعدم الاشتراك فيها، وعلى السائل أن لا يفعل إلا الأمر بالمعروف الذي جاء به النبي صلى الله عليه سلم؛ كذكر الله وحدك أو مع إخوانك، كلُّ يذكر الله بينه وبين نفسه. أما ذكر الله بصورة جماعية على الطريقة الصوفية، أو قول: هو هو هو، أو: الله الله الله، أو ما أشبه ذلك، أو الإتيان بدعوات منكرة ليس لها أصل، بل فيها ما يدل على دعوى علم الغيب، أو فيها ما يدعو إلى منكر، أو فيها ما يدل على تعظيم المخلوق تعظيماً لا يليق به، بل لا يليق إلا بالله، كل هذا يجوز، وهذه الطرق يجب الحذر منها، ويجب تمييزها، وألا يقر منها إلا ما وافق الشرع المطهر، وما خالف ذلك يمنع منه وينكر، والله المستعان. [1] سبق تخريجه. [2] سبق تخريجه. فتاوى نور على الدرب |
لمفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله
أسألكم عن الصوفيين، وعن حقيقتهم وخرافاتهم، إذ أننا نسمع كثيراً عنهم، ولاسيما فيما يكتب في كتب محيي الدين بن العربي الصوفي؟ الصوفية أقسام: وهم في الأغلب مبتدعة عندهم أوراد، وعبادات يأتون بها ليس عليها دليل شرعي، ومنهم ابن عربي، فإنه صوفي مبتدع ملحد، وهو المعروف محي الدين بن عربي، وهو صاحب أحداث الوجود، وله كتبٌ فيها شرٌ كثير، فنحذركم من أصحابه وأتباعه؛ لأنهم منحرفون عن الهدى، وليسوا بالمسلمين، وهكذا جميع الصوفية الذين يتظاهرون بعبادات ما شرعها الله، أو أذكار ما شرعها الله مثل "الله, الله, هو, هو, هو" هذه أذكار ما شرعها الله، المذكور والمشروع "لا إله إلا الله، سبحان الله والحمد لله" أما "هو, هو, الله, الله, الله" هذا ما هو بمشروع، وهكذا ما يفعلون من الأغاني التي يرقصون عندها، مثلما يفعل بعضهم أغاني مع الرقص، وضرب آلات اللهو، أو ضرب التنكة، أو صحن، أو جعد، أو غير ذلك، كل هذه لا أصل لها، كلها من البدع، والضابط أن كل إنسان يتعبد بغير ما شرعه الله يسمى مبتدع، فاحذروا، وعليكم بأتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أهل السنة والجماعة الذين يسيرون على نهج النبي -صلى الله عليه وسلم-، وعلى ما كان عليه في أعماله عليه الصلاة والسلام، يصلون كما يصلي ويصومون كما يصوم، ويحجون كما يحج من دون إحداث البدعة، ومن أهل السنة لديكم الشيخ عبد القادر الأرناؤوط المعروفين بالسنة الشيخ عبد الله علوش المعروف بالسنة عندكم في سوريا، في الأردن الشيخ ناصر الدين الألباني، وجماعة معروفين بالسنة، فأنتم تحروا أهل السنة، واسألوا عنهم وتعلموا منهم، وعلامتهم أنهم يتحرون ما قاله الله ورسوله، ويتحرون سيرة الصحابة وما درجوا عليه ويحذرون البدع. جزاكم الله خيراً سماحة الشيخ في ختام هذا اللقاء أتوجه لكم بالشكر الجزيل بعد شكر الله سبحانه وتعالى على تفضلكم بإجابة السادة المستمعين وآمل أن يتجدد اللقاء وأنتم على خير؟ مستمعي الكرام كان لقاءنا في هذه الحلقة مع سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد شكراً لسماحة الشيخ، وأنتم يا مستمعي الكرام شكراً لحسن متابعتكم وإلى الملتقى وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته. |
الطرق الصوفية في الإسلام
يقول السائل: هل يوجد أصل للطرق الصوفية في الإسلام مثل الطريقة الرفاعية الخلوتية والبيومية والشاذلية؟ وماذا يجب علينا أن نفعل تجاه هذه الطرق، خاصة أن بعض الجهلاء يقولون: إنه لا يصح التعبد إلا إذا كان للإنسان شيخ. المفتي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله ليس للطرق الصوفية أصل في الشرع فيما نعلم، بل هي محدثة وبدع منكرة، وما كان فيها من ذكر شرعي أو عمل شرعي فيما جاء به الكتاب والسنة يغني عنه. فالواجب على أهل الإسلام أن يتلقوا علومهم وأعمالهم من كتاب الله وعن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا عن الطريق الصوفية. وما قد يوجد في بعضها من أعمال طيبة أو أقوال طيبة فإنما كانت كذلك لكونها متلقاة عن الله وعن رسوله لا عن الشيخ فلان أو صاحب الطريقة الفلانية، فالحق الذي في طريقة من الطرق الصوفية إنما يقبل؛ لأنه جاء عن الله وعن رسوله، لا لأنها مأخوذة عن الصوفية أو عن شيخ الصوفية فلان أو فلان. والواجب على المؤمن أن يتعبد بما قاله الله ورسوله وكل ما شرعه الله ورسوله، ولا يعبد بما رآه الشيخ فلان أو صاحب الطريقة فلان، لأن هذه الطرق محدثة، وقد قال عليه الصلاة والسلام –: ((من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد))[1]، يعني هو مردود، وقال جل وعلا: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ[2]، وهو صراط الله وما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم من القول والعلم والقعيدة. فليس لأحد أن يحدث شيئاً ويسميه طريقة الشيخ فلان أو طريقة الشيخ فلان، سواء كان نقشبندياً أو خلوتياً أو قادرياً أو غير ذلك، بل الواجب على المسلمين جميعاً -ومنهم الصوفية- أن يتلقوا أعمال الشريعة وعبادات الشريعة عن ربهم وعن نبيهم محمد عليه الصلاة والسلام، لا على رأي الناس، وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم العبادات بأفعاله وأقواله، ثم بيَّنها أصحابه رضي الله عنهم. فعلينا أن نتبع ولا نبتدع، وعلينا أن ندعو إلى كتاب الله وإلى سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وأن نستغني بهما عما أحدث الناس من الصوفية وغيرها. [1] سبق تخريجه. [2] سورة الأنعام الآية 153. فتاوى نور على الدرب المجلد الأول |
الشيخ محمد مصطفى عبدالقادر _ حفظه الله _ من شيوخ السودان الذين أمضوا أكثر من أربعين سنة في الدعوة إلى الله على نهج السلف نهج لا يقدم فيه على كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم كلام أحد من الناس ، و هو خبير بالتصوف يشرح لنا مفهموم ( الشطح) عند المتصوفة :
http://www.youtube.com/watch?v=uXuLA0BwKD8 |
و من باب و شهد شاهد من أهلها نورد كلاماً لأحد دعاة التصوف و هو الطيب بيتي العلوي وه من دعاة المتصوفة المؤمنين بعقيدة وحدة الوجود و هو مقيم بفرنسا و أصله مغربي:
المقامات والأحوال والشطح* ومصطلحاتها عند المتصوفة (1) م. الطيب بيتي العلوي مغربي مقيم بفرنسا باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس الصراع المذهبي بين البصرة والكوفة"..يغم ما فعل القوم من الرموز،..فانهم فعلواذلك غيرة على طريق أهل الله عز وجل أن يظهرها لغيرهم ،فيفهموها على خلاف الصواب، فيفتنوا انفسهم ،أو يفتنوا غيرهم.."....أبوالقاسم عبد الكريم القشيرى المتوفى عام751 للهجرة مقدمة توضيحية من المتعارف عليه في علم المصطلحات ،أن المصطلح لا يسمى كذلك ،الا اذا كان له مفهوم عرفي يدركه أبناء العلم أوالقبيل الواحد،فاذا لم يكن للمصطلح مدلول مشترك في ادراكه وتصور أبناء الطائفة الخاصة ،أو العلم الواحد، فانه لايرقى الى مستوى المصطلح،.،و قد أشكل الأمر على بعض الباحثين في التصوف(سواء بمنظور علم الاجتماع أو الفقه والدراسات الشرعية والإسلامية) لما لاحظوه من بعض اختلاف، أو تفاوت بصدد المصطلح عند القوم ،هذا الاشكال الذي يعزى الى اختلافات تتصل بالقدر والنوع، أي بالكم والكيف عندهم ،لكون المصطلحات الصوفيةهي من أكثر المصطلحات اللغوية تعقيدا، باعتبارها تمثل نماذج لمفاهيم تكون فريدة في الاشتراك اللفظي، حيث يتحمل المصطلح الصوفي الواحد مجموعة من الدلالات، أو المعاني التي تتمايز أو تتباين مع امكان التلاقي والتداخل فيما بينها، تبعا للأحوال والمقامات،لا بسبب اختلاف المتصوفة في فهم المصطلح ،وانما بسبب اختلاف تفاوت الحظوظ أو الأقدار والأنواع التي يصيبها كل منهم بحسب مقامه واسعداداته، وترقيه الروحي.. والصحيح، ان تنوع دلالة المصطلح أو تغيرها وتبدلها –في التصوف-انما تكون بحسب تغير المقام ،أو المنزلة، أو بتعبير اللغويين، بحسب تغير السياق،وليس بحسب تغير الأفراد كما يظن البعض ،والا لكان تعدد المصطلحات بتعدد الأفراد المتصوفة ،وهذا ما لا يمكن ضبطه وحصره، أما المقامات والأحوال ،فمحصورة ومعروفة يسلك (برفع الواو)في كل منها كل الأفراد من المتصوفة الذين تنطبق عليهم خصوصيات المقام أو الحال أو الشطح،ولهذا، فقد قام كبار المتصوفة أمثال ابن عربي، والشعراني ،وزروق، وابن عجيبة التطواني،وعبد العزير الدباغ ،والكاشاني ،والغزالي ، بتحديد مفاهيمهم ومصطلحاتهم ومنهم من وضع قاموس له بغية الدقة مثل ابن عربي وابن عجيبة والكاشاني ومن باب التدقيق أقول،بأن مصطلحات القوم تتنوع مدلولات كل واحد منها ،بحسب المقامات والمنازل،أو السياقات المتنوعة والتي هي من التعدد والثراء، بحيث تعد ظاهرة ينفرد بها المصطلح الصوفي وحده، وهو ما لا يحدث في مصطلحات العلوم أو الفنون الأخرى الا نادرا،مما يعدها البعض من عيوب المصطلح العلمي ، اذا المفترض في أي علم من العلوم ،أن يكون لكل مصطلح مدلول واحد، أو بعبارة أوضح،أن يستخدم في الدلالة على حقيقة واحدة متعارف عليها بين العلماء.، وهذه الخصوصية الصوفية تشكل صعوبة كبيرة لمن ليس له ثقافة صوفية واسعة ،باعتبار تعدد المصطلح الصوفي وتنوعه بحسب المقامات، أو ما يمكن أن نسميه في الدرس الدلالي بالسياقات المبتعدة شيئا فشئا عن المدول اللغوي العام، وقد تنقطع جزئيا في سياقات أخرى بينما قد توغل في الرمز في نوع سياقي آخر... ولما كان التصوف -كما حاولت توضيحه في فصول سابقة -،هو"سلوك له اطاره النظري والتجريبي،"فان فهم مصطلحاته تعين جيدا في التعرف اليه،.وقد انتبه الى هذا الجانب ،أولئك القدامى الذين اشتغلوا في التأليف والكتابة عن التصوف،.فنجد كتاب "اللمع" للسراج الطوسي، هواحدى أهم المصادر الأم في تاريخ التصوف، والشارح للألفاظ الخاصة الجارية في كلام القوم، يليه عبد الكريم القشيري في "رسالته" المشهورة، ثم "التعرف لمذهب التصوف " للكلاباذي مرورا بالهجويري، فالغزالي ،فالسهروردي،الى أن يصل المصطلح الى نوع من الثبات التي دونته معاجم خاصة بهم ،مع ابن عربي والكاشاني السمرقندي، الى ان يستقر المصطلح نهائيا كمصطلح من المصطلحات العلمية والفنية للحضارة الاسلامية مع الجرجاني، والتهانوي ،وابن عجيبة التطواني، مماقد يساعد الدارس الآتي من حقول معرفية أدبية تعبيرية أخرىمرتبطة بالتصوف مثل الادب 'بشكليه الشعري والنثري) ،،و الفلسفة ،،وعلم الاجتماع و علم النفس لكي يتيسر له فهم ("أعماق التصوف وسيكولوجية المتصوفة" على جميع المستويات الدينية الروحية او –النفسية-الاجتماعية او الابداعية الفنية الصرفة.. ولا بد من التنويه هنا بما للاستشراق وبعض المستشرقين من أفضال في اعادة تحقيق معاجم التصوف فأول تحقيق في هذا المجال ،هو ذلك التحقيق الذي رعته "الجمعية الاسيوية "في البنغال عام 1845م، وأعده "ألويس سبرنغر التيرولي" بعنوان "اصطلاحات الصوفية " لعبد الرزاق الكاشاني –القاشاني- السمرقندي واي اعاد تحقيقه بمصر عام 1992 الدكتور عبد العال شاهين. وسلسلة المخطوطات بالعربية والفارسية والتركية الخاصة بالمكتبية القيصرية بفيينا-بالنمسا- أو المكتبة الوطنية بباريس و نيويورك ،وهناك مخطوطات أخرى بالمكتبة العامة لجامعة الملك سعود بالرياض، أما أكثرالمعاجم الأجنبية في التصوف ومصطلحاته توثيقا ووثوقا فهو المعجم الذي وضعه شيخ المستشرقين الفرانكوفونيين "لوي ماسينيون" الكوفة والبصرة (أوالصراع المذهبي بين الفقه والتصوف) اذا كانت بغداد "عين العراق ونسيمهاالذي هو أرق من كل نسيم " كما وصفها أحدالفضلاء في (معجم البلدان)فقد فرشت في الماضي الزاهر مجالسها وطرقها ،وساحاتها للمسلم والمسيحي واليهودي والصابئي والبوذي والمجوسي ،وكلهم تجادلوا، وتناوشوافي صراع فكري ثري لم ترق فيه دماء رغم أخطاء معطم خلفائها في حق بعض مفكريها، وبقيت أرضها تضم فسيفساء من الأديان والمذاهب والأقوام تعايشت فيما بينها.. وفتحت مند نشأتها ،مجالسها لأكبر تجمع بشري للزهاد الورعين الصادقين والصابرين على أذى الناس والحكام(لم يعرف له مثيل في أية حضارة أخرى، فالحضارت القوية تفرزدوما متمرديها ) في رقعة كانت تصخب بالثراء الفاحش وكل ما يلزم ،وما لايلزم من أسباب رغد العيش ومن كل شىء سببا،فأداروا ظهورهم لها وكان بامكانهم الايفعلوا ذلك (وكم أبكي ابن السماك والفضيل بن عياض هارون الشيد في مجلسه رافضين هباته !!!!) ومنحت الأمة امام أهل السلف والعلم والتقوى والزهد ابن حنبل، وأئمة التصوف الأوائل الذين تذكر أسماؤهم في أركان الدنيا وبكل لغات اليابسة،مثل الجنيد، ورويم ، والخراز، وحاتم الأصم ،والحافي والكيلاني، ومئات غيرهم ممن ملأوا الأنام وشغلوا الناس، ناهيك عن فحول الشعراء ،وأئمة الفكر والفلسفة والفلك والرياضيات والعلوم الطبيعية في بلاط الرشيد الذين كانوا قناصلته الى العالم ، حيث لم يجتمع في بلاط ملك من ملوك الافرنج مثلهم عددا ومكانة وقيمة.. وفيها أسس البغداديون مدرستهم في الاعتزال التي عرفت بجودة متكلميها، وذكاءقائليها ،وواضعيها، الا أن البصرة والكوفة تفردتا بخصيتين أساسييتين ،وان التقيتا في كونهما بنيتا في فترتين متقاربتين في الزمن من طرف الفاروق عمررضي الله عنه البصرة أما البصرة، فقد ازدهرت فيها الحركة الصوفية المبكرة ،وعرف عنها النظرفي سرالعبادات وأحوال القلوب والمقامات ،وافتخرت بالحسن البصري ورابعة العدوية ،ومدرسة علم النجوم ،روادها ابن سيرين والجبائي ومدرسة اللغة والأدب ،ورائدها الخليل الفراهيدي ومعقل علم الكلام بلا منازع فانها وقد بزتها الكوفة في مضمار علوم الظاهر ،فقدآلت على نفسها أن تسلك اتجاهين معاكسين لاتجاه الكوفة، فوطنت نفسها على أن تكون معقل"متمردي هذه الأمة "الفكري" من المعتزلة والمتصوفة، فتغرق في "عقلنة المتكلمين" وحواراتهم في أزقتها،وسبقت بذلك عواصم غربية مثل فيينا وباريس حيث شيد المعتزلة فيها كيانهم الفكري، على مقالات تيارين معروفين هما نفاة القدر ومثبتوه(أو التيار القدري والتيار الجبري) حيث نشأ الصراع بينهما على أشده(ونعرف علاقة الفكر"الشيع-معتزلي " ودعمه للتصوف ، في منهجية جدله والتقعيد لنظرياته ،عندما اختط أهل البصرة لأنفسهم، الولع بتتبع آثار العبادات في النفس ،وأعطت رجالا أ سماهم المحاسبي والقشيري "بأرباب القلوب"،وأطلقوا على معارضيهم من الفقهاء بعلماء الرسوم وأحيانا –لسفه بعضهم وهنات خلقية (برفع العين)أطلقوا على الفقهاء اصطلاح علماء القشور-سقوطا في الشطط والسجال العقيم.. |
الكوفة
وكان من الغريب أن توجد في الكوفة القريبة منها حركة الفقه، فهي مدينة أنصار أمير المؤمنين علي وعبد الله بن مسعود، وناهيك بابن أبي طالب وابن مسعود من صحابين جلالين، وفقيهي هذه الأمة ،وكان لابن مسعود مصحفا دونه بيده وجمعه وتوثيقه ، فتعصب له الكوفيون حتى ظهور المصحف العثماني وتجمع بالكوفة فحول الفقهاء من شيوخ أبي حنيفة وهم بالعشرات ولم يكن لهم نظير بالبصرة، فآلت على نفسها نصرة علي وعلوم الظاهرمعا، ولم تزل تتداولها الهزاهز حتى أذاقهاالحجاج عذاب الهون نحوا من عشرين عاما، ولم تذق طعم الطمأنينة بعد ذلك ، وذاك قدرها مع الصرة وبغداد الى يومنا هذا..وذاك ثمن التمرد والثورة ضد الطغيان.. وخصت الكوفة نفسها بعلوم أحكام الفقه الظاهر، ودراسة الشعائر الدينية ،وتوسيع دائرة الالتزام بالنصوص ،احتماء من جور بني أمية، وطغيان بني العباس وسرفهم، فذاع صيتها في كل مايرتبط بالعلوم الفقهية والشرعية، فأخذ المتصوفة انطلاقا من البصرة، في ابتداع طرق غير مطروقة ولا مأمونة، معاكسة للتيارالكوفي، فتكلموا في الأحوال والمقامات والشطح ،وأشاروا الى القبض والبسط والخوف والرجاء وغير ذلك من مصطلحات باعدت بينهم وبين أهل الفتيا بالكوفة، بحيث تآمر الكثير من الفقهاء ضد المتصوفة، لما أشكل عليهم أمرهم ومن لغز مصطلحاتهم، فناصبوهم عداء مريرا أدى بالكثير من الطرفين الى نتائج كارثية –وخاصة من المتصوفة من اعدام وتنكيل ،فتحولوا بسبب جهل بعض الفقهاء الى ضحايا،.مما زاد من اقبال العامة عليهم، فتطورأمرهم الى فرق وطرق منظمة، وأخذ صيتهم يعلوا بسبب تأثيرهم ونفوذهم على العوام والنخب المتمردة ،(كما هو الشأن الآن في معظم الأقطار الاسلامية) فاختصوا فيما بعد باحترام بعض خلفاء بني العباس من العصر العباسي الثاني،مع ضعف واستهثار معظمهم، ثم علا صيتهم في فترة المماليك ، واكتسبوا المزيد من الشعبية في الحروب الصليبية ،مما زاد من حنق الفقهاء عليهم ثم بدأت مرحلة الصراع اللااخلاقي، الذي أظهره الكثير من الفقهاء (لأسباب سياسية أكثر منها فقهية كما هو الشأن الآن )حيث بدأوا في المبالغات في نقل أقاويل الشطحات وتضخيمها (ومازال الشأن كذلك مما استخلصته مع حوار لي مع بعض ألأقطاب المحسوبة على السلفية على قناة تلفزيونية) لاظهارهم بمظهر الملاحدة والمارقين عن الدين.. ولقد سجل لنا التاريخ مواقف المتصوفة العالية وأخلاقهم السامية ،حتى نهاية القرن الخامس الهجري ،حتى قال فيهم أحد أعمدة السلفية الكبار "ابن القيم ،في كتابه مدارج السالكين ما يلي"...واجتمعت كلمة الناطقين في العلم –يقصد التصوف- على أن التصوف هو الخلق...،وأنه علم مبني على الارادة ،فهي اساسه ومجمع بنائه، وهو يشتمل على تفاصيل ،حكام الارادة، وهي حركة القلب ،ولهذا سمي بعلم الباطن......" ويمكننا القول على أن المرحلة التي استمرت من بداية التصوف حتى القرن الخامس الهجري ،أطلق عليها "بالمرحلة الأولى" التي كان الغالب الأعم على التصوف فيها، هو تفضيل المجاهدات العملية على الجانب النظري لقول "الامير ابراهين بن ادهم البلخي'161للهجرة) المتصوف المعروف"أطلبوا العلم من أجل العمل" والذي قال عنه الثقاة من العلماء أنه كان أفقه عصره"،ومعروف الكرخي(المتوفى عام 200للهجرة) وأبو سليمان الداراني، وآخرون من الذين ذكرهم صاحب الطبقات "السلمي" ومعظهم جمعوا ما بين الزهد والتصوف والفقه، وان كانت قوال بعضهم في المقامات والأحوال لا تعبر في مجملها عن مذهب صوفي واضح المعالم ،بل كانت أقولهم مثلها مثل أقوال الفقهاء الورعين فجاء كلامهم على مضامين تنطوي على تمام الزهد في الدنيا، وطلب الآخرة، ومقاومة الشهوات ،ومغالبة حطام الدنيا وزيفها ، والترهيب والخلوة والجلوة والعزلة والطاعة والصدق والمجاهدة والمعرفة والمحبة التي تحولت فيما بعد الى علم خاص اسمه "علم الأحوال والمقامات" وفي الدور الثاني للتصوف، أي بعد القرن الخامس الهجري، انتقل الى مرحلة دقيقة، عندما بدأ يتناول أحكام الدين من حيث آثارها في القلوب، وتحليل النفس لتصفيتها، فكان من الضروري أن يتكلموا عن ترقيهم الروحي، عن طريق مصطلحات"اسمها المقامات والأحوال" لكي يصل المريد الى حال"الجذب "أو "الكشف" فسموا أنفسهم بأصحاب المكاشفات، وأصحاب" المعرفة الذوقية" فتحدد في هذه الفترة عند المتصوفة والفقهاء مصلحي "العالم" و "العارف"، لكون العالم هو الذي ينشد المعرفة عن طريق النظر العقلي، ويتخذ الأسلوب المنطقي وسيلة لتحصيلها ،أما العارف، فهو الطالب ،و الساعي الى" المعرفةالكبرى"بأعمال القلبأ وفضلا ومنة من الله –كما يقولون-و بممارسة الرياضات الروحية ،بخلاف متصوفي الدور الأول الذين كانوا لايطلبون سوى الجنة.،.بينا تحول متصوفة الدورالثاني الى نشدان القرب والانس بالله ومحبته ومشاهدته وتجليه، وطلب السعادة الذاتية، تلك السعادة التي يحصل عليها بالمعرفة الذوقية بالقلب ،والوصول الى لذة روحية غامرة ،وهي لذة مسيطرة تغشى نفس الطالب و مريدي المعرفة لدى متصوفي ما بعد الغزالي، ................... ________________ *موقع رابطة أدباء الشام : http://www.odabasham.net/show.php?sid=21173 |
(السلم الروحي) عند المتصوفة، وإشكالية المقامات والأحوال (2) م. الطيب بيتي العلوي مغربي مقيم بفرنسا باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس لقد تكلم أقطاب المتصوفة ،عن طغيان السعادة الغامرة، واللذة العارمة التي يستشعرها العارفون بالله خلال تجربتهم الباطنية القلبية، وأطلقو اعليها اسم المقامات والأحوال والشطح حيث صنفها علم النفس الحديث–جهلا- ضمن حالات الصرع ،أوحالات"باتولجيا"الخلل العصبي (حيث سأفرد لها مبحثا خاصا حول النشوة الصوفية بين التصوف وعلوم الأناسة وخاصة علم النفس الديني وعلم النفس الأعماق)وتيسيرا لفهم طريق القوم في أحوالهم ومقاماتهم وشطحهم، قام المتصوفة الكبار بتقسيم مسلكهم الى الحق أوالحقيقة الى مراحل ،ولكل مرحلة سماتها وخصائصها، وبها تتميزحتى لا يختلط على السالك في طريقهم (أوالقارئ من الخارج )،ما بين المقام والحال ، فوضعوا لكل مرحلة مقدماتها وهي"الأحوال"،وهي متحولة ومتقلبة ومتغيرة، الى أن يتم للسالك الاقامة في المرحلة على التمام المستقر،ثم ينتقل الى مرحلة أخرى وهو المقام تعريف اصطلاحي المقام والحال " الحال....ما يحل بالأسرارمن صفاء الأذكار ولا يزول "....(الطوسي ص411) " ...وهو معنى يرد على القلب من غير تعمد، ولا اجتلاب ولا اكتساب، من طرب، أو حزن، أو قبض ،أو شوق، أو انزعاج، أو هيبة، أو احتياج ،فالأحوال عندهم مواهب، والمقامات مكاسب ،والأحوال تأتي من غي الوجود ،والمقامات تأتي ببذل المجهود، وصاحب المقام ممكن (برفع الميم الأولى والفتحة على الثانية)، وصاحب الحال مترق عن حاله،لقول بعض المشايخ"الأحوال كالبروق، فان بقي فحديث نفس" وقالوا "لأحوال كاسمها"،يعني انها كما تحل بالقلب تزول في الوقت وأشار قوم الى بقاء الأحوال ودوامها، وقالوا انها اذالم تدم ولم تتوالى، فهي لوائح وبواده،ولم يصل صاحبها بعد الى الأحوال...."القشيري ص32) المقام "والمقام عبارة عن الطلب على أداء حقوق المطلوب، بشدة اجتهاده وصحة نيته،ولكل واحد من مريدي الحق مقام، كان السبب لهم في ابتداء الطلب،.....لأن المقامات والارادات من تركيب الجبلة ،لا المسلك والمعاملة، كما أخبرنا الله في قوله عز من قائل" وما منا الا له مقام معلوم'(سورة الصافات الاية167"..ويقول الامام الهجويري الفقيه الأشعري شيخ الامام الغزالي في هذا الباب "..فكان مقام آدم التوبة ،ومقام نوح الزهد ،ومقام داوود الحزن ،ومقام عيسى الرجاء، ومقام يحيى الخوف،ومقام محمد الذكر صلوت الله عليهم أجمعين ...." ويتفق معظم مؤرخي التصوف وواضعي قواميسها في تعريف الأحوال والمقامات، والتمييز بينهما على النحو السابق..،ولكن الخلاف الواضح بين المتصوفة فيهما،انما ينصب على ترتيبهما، أو وضعهما، أو اعدادهما،... والترتيب يأتي عند البعض تبعا لما عاينه كل سالك من تجربة ومعاناة ابان سلوكه بحسب موهبته واستعداده وصدق طلبه وطاقاته ،كما يرجع الترتيب الى قواعد السلوك التى يدرج عليها المريد في تربيته الروحية من مرب الى آخر، ومن طريقة الى أخرى،. ..وللتفصيل في هذا الباب يرجع الى التقسيم الذي أورده أبو طالب المكي 'المتوفى عام 386للهجرة في كتابه المعروف في علم لرقائق المسمى "بقوت القلوب" |
تعريف الشطح وحقيقته
أشرت في ما سبق الى أن التصوف منذ بداياته نهج نهجا مستقلا عن الزهد الساذج الذي تميز به بعض الصحابة والتابعين،ثم انقسم بعد ذلك الى مدرستين رئيسيتين، أو اتجاهين متعارضين، وهما : الاتجاه العراقي المحض، وهي مدرسة بغداد والبصرة ويمثلها "أبو القاسم الجنيد البغدادي"، والاتجاه الخراساني ،ويمثله أبو يزيد البسطامي ، ويمكن أن نقول عنهما،أن الاتجاه الاول يمثل 'المقام" أو"التمكين" ،..والاتجاه الثاني يمثله طريق السكر، أو طريق الحال والشطح، الشطح أما الشطح فهو الذي انتهى اليه أبو يزيد البسطامي في مواجده عن الفناء عن نفسه،والبقاء في الألوهية،والاتحاد بها، وقد عبر عن هذا الحال بالشطحات و"الشطح" في لغة العرب هو الحركة "والشطح " اصطلاحا عند القوم كما يعرفه"الجرجاني"عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ،ودعوى بحق يفصح بها العارف من غيراذن الهي بطريق يشعر(برفع الياء) بالنباهة وعرفه السراج صاحب "اللمع" بقوله"ان الشطح كلام يترجمه اللسان عن وجد يفيض عن معدنه مقرون بالدعوى"'ص346 نشرة "نيكولسون" وعند اجماع القوم"هو تعبيرعن حال وجد فائق للطبيعة لا تستطيع النفس أن تكتم أمره لشدة غلبته ،فتكشف عن حقيقيته،وهي سر بين العبد وربه،فيكون الخطاب بصيغة المتكلم ،اذ يتحدث الواصل على لسان الحق، لأنه صارهو الحق شيئا واحدا كما يقول أصحاب هذه المدرسة.،.. وقد حرم كبار المتصوفة اذاعة سرهذا اللقاء الفريد بين العبد والمعبود ،ومن أذاعه فقد شطح، وهذا ما يفسر موقف كل من الجنيد والشبلي شيخا الحلاج وفتواهما باراقة دمه، وموقفهما ضده أثناء محاكمته ،فهما قد رفضا الصورة أو الشكل، ولكنهما اتفقا معه في المضمون،ولعل ،أكبر من حلل هده الظاهرة وفسرها تفسيراجيداهوشيخ المستشرقين الفرانكوفونيين لوي ماسينيون" في بحثه القيم "بحث في أصول المصطلح الفني للصوفية المسلمين" ص99 باريس عام1922 ، حيث فسر ماسينيون ظاهرة الشطح بقوله "هو احساس المتصوف بأن ثمت "محدثا عاليا هوالذي يلهمه وينطقه"ويضيف كذلك محاولا تأويل ذلك حيث قال" ...فيجري حواربين النفس الخاشعة المستغرقة ،وبين الحكمة الالهية العالية.،.وهناك تتخذ الكلمات عند النفس امتلاأها بحقيقيتها الوقتية،وتسمع في باطنها أحاديث قدسية، ثم تصلح النفس لغتها وفقا لتك الأحاديث، وعلى رصيد الاتحاد الصوفي تقف ظاهرة الشطح،عند هذه الدعوة الى التبادل ،التي توزع العاشقين باستبدال كل منهما دوره بدور الآخر ،وترغب النفس في التعبير"بصيغة المتكلم"ومن غيرشعورمنها بذلك،عن مقاصد المحبوب نفسه،وفي هذا لاشك امتحان لتواضعها ،وانه لختم لاصطفائها"...انتهى كلام" ماسينيون" وبناء على هذا التحليل يمكن استخلاص ما يلي ان للشطح عناصر هي 1-شدة الوجد 2-ان يكون الصوفي في حال سكر(بالمفهوم الصوفي طبعا) –وقد أشرت سابقا الى أن السكر هومن أكثر العناصر بعد الوجد تأثيرا في تكوين ظاهرة الشطح، اذ يحدث بعد وارد قوي، فيغيب السالك عن أحاسيسه فتطرب روحه وتنتشي ،فيتصدع قلبه،ويفور وجدانه 3-ممارسة الواصل لتجربة الاتحاد، التي يتم خلالها استبدال الأدوار، فيسمع الواصل في داخل نفسه هاتفا يدعوه الى الاتحاد 4-أن ينطق الواصل بصيغة المتكلم متحدثا باسم الحق،ويكون في حال الغيبة عن الشهود والمحوعن ذاته ،فيقول شاعرهم عز الدين المقدسي فان كنت في سكري شطح فانني حكمت بتمزيق الفؤاد المفتت ومن عجب ان الذين أحبهم وقد أعقلوا أيدي الهوى بأعنة سقوني وقالوا لا تغن ولوسقوا جبال حنين ما سقوني لغنت ومعنى هذا، أن المتصوف في حال سكره، تنكشف له حقيقته'الآدمية أولا" ،ثم "حقيقيته الكبرى" ،وأنه ليس ثم غير وجه الله،وهو مايقصدون به ب"السقاية"،(أوالسقاية بالدارجة المغربية بنصب السين) حيث وان أسكرت المتصوف هذه الحقيقية، فهو لا يستطيع الزام نفسه بالصمت، وعدم البوح، واذاعة السر (وهنا يكمن الفرق بين الفقير ذو الحال والفقير ذو المقام كما يصر ويؤكد عليها كبار المتصوفة مثل الجنيد والكيلاني والغزالي وابن عربي والشاذلي وزروق وابن عجيبة والشعراني وابن مدين وغيرهم حيث ان ابن عربي ذكرفي كتاب "الوصايا"اياك أن تكون فقيرا ذاحال مثل الحلاج والبسطامي ،فكن فقيرا ذا مقام...."فالسكر اذن هو الامتداد الطبيعي لحال الوجد، أو التصعيد المباشر لفوران الوجد، ولا علاقة له في هدا بالهذيان أو الهلوسة كما حاول اثباته ابن تيمية وتلامذته المتأخرين (وسنأتي على ذلك لاحقا) ما هو المقصود "بتبادل الأدوار" في حال السكر ؟؟ لا يمكن لأي مراقب من الخارج الفصل فيما يعتري صاحب الوجد في حال سكره، ولا نملك 'اكلينيكيا"أية وسيلة عملية للتعرف على حقيقة "حال السكر " أو "النشوة الصوفية" عموما سوى ما يقر به المتصوفة أنفسهم بوصف ما يعتريهم أثناء هذا الحال،فيرون أن النفس وهي في حضرة الألوهية،يكشف لها عن سر الاتحاد، وذلك بضرب من" الالقاء في الروع "أو "النفث الروحاني" ،فيطوف بها طائف ،أو يهتف بها هاتف مؤذنا لها بأن تستبدل دورها بدوره، فترفع"الآنية" بينهما ،ويصبحان شيئا واحدا ،والنفس حينما تسكرها غبطتها بمعرفة سر وجودها تتحدث بصيغة المتكلم على لسان الحال. ___________ * رابطة أدباء الشام : http://www.odabasham.net/show.php?sid=21305 |
و سأعود _ إن شاء الله تعالى ! _ معلقاً حول بعض إشكاليات الطيب بيتي العلوي التي قد يشكل بها على بعضنا ، و مفسرا لما يجب التنبيه عليه .
|
مناقشة علمية لكتب الصوفية في العصر الحديث ، ناقشها فضيلة الشخ محمد مصطفى عبدالقادر في سلسلة دروس سماها : الردود العلمية على ضلالات الصوفية؟
https://www.youtube.com/watch?v=D683OhMgS5A |
الساعة الآن 12:15 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.