منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر البوح الهادئ (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=30)
-   -   ماذا سأكتب؟ (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=27161)

ياسَمِين الْحُمود 01-26-2021 04:19 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
مللتُ من الشعور الضخم الذي يغتالني يرفعني لقمة السعادة
ثم يخسف بي في ثانية إلى باطن الأرض أتحسس وجعي ببطء
أُخفض صوت الألم، أُراهن الحياة على سقوطي…
مللت من الشتائم التي تقف وسط حنجرتي
والمعارك التي تحدث تحت وسادتي
والأنين الذي يُصاحبه اليأس واستعمار العدمية لعقلي!
والملل الذي يستمد قوته من قلبي
والفراغ الذي يعبث بي وجحيم الأشياء
التي كنت ممتلئة بإيماني بها
مللتُ كوني فرداً لا يُغادر اليقين عقله
بينما العواطف تتسرب من الثقوب أمام عينيه
أتمنى لو أنني أتقيّأ العالم من داخلي .

ياسَمِين الْحُمود 01-27-2021 10:01 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب عن الخيال

أجمل مافي الخيال
أنه لا يخضع لقوانين ومقاييس وأبعاد الواقع
في الخيال تستضيف من تشاء
تختار الزمان، تخلق المكان، تكتب الحوار
وتخرج المشاهد كيفما تشاء…

في الخيال
تصنع لقاءً لك مع من استحالت معه فرصة اللقاء
تحقق حلماً، مازلت في واقعك تجر قدميك مجهدا خلفه…

في الخيال
تذهب إلى من ينهرك كبرياؤك عنه
تعانقه دون أن يشعر بك، تُبكيه دون أن يراك
تُخبره بأنّك تفتقده دون أن يسمعك
ثم تغادره دون أن تخسر من كرامتك مقدار صاع…

في الخيال
تحدث المعجزات و يصحو الأموات…

في الخيال
تسافر بلا تذاكر، ترتحل بلا أمتعة
تُشفى بلا أدوية،تنجح بلا جهد
وتخرج من المضمار بلا هزائم

في الخيال فقط
بإمكانك أن تستعيد كل مالا يمكن استعادته
و إن تعود إلى ما ليس له طريق عودة…

ياسَمِين الْحُمود 01-28-2021 10:12 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
يوماً أو بعض يوم عادةً لا أنام كثيراً
وتتسلطن على جبين الوسادة حكايا
مبطنة من الأثر تقصص أنجزتَها بطاولة مصيرية
ولا تكنس أوجه النعاس ولا تفاصيل الاغتراب
بمدينة تهتز أمامها الطرقات مجهضةً رحم البغايا
ووشاح اللهب بقرى الغيوم مشرع بباطن رجّيم
تُنبت منه الذّكرى بسوء
ليس من السّهل أن يكون مستهل حياتك
مع بشر لا ينظرهم غيرك ، يقدون قميصك
من جليد لتموت غرقاً وقهراً
وتنام تأكل رأس الحقارة أطنانً من زبد
تريد أن تنسى يومياتهم الخشنة بأجزاء منزلك الكبير
عبثا تلوث أطراف الدفاتر
بحشرات من اسوداد محترق
وقلوب من كارثة تدّعي الإنسانية
وهي لا تمت للنسيان بصلة
تسكنك مجبراً وبإتقان
تتوسد أحلامك النائية
لحظة اليقظة المروعة أصحو جيّداً
ولا أحاول أن أتذكر من طفولتي المعجونة بالشغب
شيئا جميلا وله رائحة ياسمين أحمر
عدى أمّي سيدة الغواية بشخصيتها القلقة الحنونة
وأبي رائد السفر خلف كتب النحو وألسنة الصرف لأمي…
وأصدقاء كحفحفة الرؤى الهادئة
يهيمون بأرض الحب
يفترشون خبز الذاريات بأريحية تدفئ القلب اللغم
ذويّ الوصيد
قدّر لي أن لا ألتقي بما ينافي معنى البشرية
ويعكس أوجههم السوداء فيّ الماء الأبيض
حتى غدت أظافرهم مرتعا للسم
وأطباقهم المرسلة إليّ واديّ من الحرقة وإثارة القولون

ياسَمِين الْحُمود 01-29-2021 10:05 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
لم يُخلق عقلي عبثاً ولا أطلب الكمال ولا ينقُصني غير نفسي
بما أنني أتنفس كل ثانية وأرى وأسمع ، وأقرأ وأكتب وأحب الحياة
سأتعلّم بمفردي كل ما أحتاجه
ولن يقف بطريقي أحد ولن أكترث للعثرات
سأحلّق في السماء وأصل لهدفي بنفسي
إنني أرى الأنثى هي التي تسند الرجل
الأنثى ليست فقط حناناً وجمالاً وغنجاً
الأنثى هي الواثقة من خُطاها دائماً
هي التي تتعلّم من نفسها
وتعمل على نفسها وتتفوق من أجلها فقط…

ياسَمِين الْحُمود 02-01-2021 08:26 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
كتبتك في سمائي طُهراً لكي لا يصل إليك أحد
بعثرت كل ما كتبته فيك
و لأجلك

ياسَمِين الْحُمود 02-07-2021 01:56 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
لأغلب الأشياء جهتان لا ثالث لهما
العملات،،، نقش وخط
البحر ،،، ماء قاعه يابس
الأرض فوقها السماء
الولادة يعقبه موت
الصوت يهذبه الصمت
تتم الأشياء بعكسها تمامًا ليُكوّنا قالباً أو معنًى
ونستغرب كيف إن الضدان يلتئمان!
وننكرهما أحياناً
رغم أن التجربة العملية تقول:
" الأشياء المتشابهة تتنافر والمختلفة تتجاذب"
هي قاعدة ندرسها منذ الصغر كــ" ثوابت "
ونصرّ أن ننكرها في الكبر كــ " قواعد"

ياسَمِين الْحُمود 02-08-2021 12:34 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
في إحدى الجامعات بين ضجيج أصوات الطلاب
أخرج المعلم ورقة نقدية بقيمة عشرين دولار
أشار بها إلى طلابه قائلاً: من يريد هذه الورقة؟
رفع جميع الطلاب أيديهم مبتسمين و مبتهجين،
أنزل الورقة النقدية، وضمها بقبضته القوية ،
فأصبح شكلها غير سوي، ثم رفعها للطلاب
وسألهم نفس السؤال : من يريد هذه الورقة بعد أن أصبحت متضررة؟
رفع جميع الطلاب أيديهم طلباً للورقة…
ثم رمى الورقة أرضاً لتصبح غير نظيفة
وأوشح بها من جديد قائلا :( من يريد…؟)
لم يستطع إكمال حديثه، إلا ورفع الجميع يده …
قال المعلم: هل رأيتم كيف كانت رغبتكم اتجاه الورقة أكثر من شكلها؟
لأنكم تعلمون قيمتها ، وتعرفون كيف تستخدمونها
وقد تكون هي من أولوياتكم لتوفير الحياة الكريمة…!
فالورقة النقدية أساساً لاتوجد لها قيمة حقيقة،
بل وُلدنا ورأينا الجميع يستخدمها، ويوليها تلك الأهمية
نعم هي وسيلة مهمة لتبادل المنافع بيننا…
ولكن حين يُسقط أصحاب السلطة قيمتها، تفقد وجودها
وهذا ما يحصل في حياتكم على جميع الأصعدة
فإننا، وفي العمق نجمع المعلومات عمّا يدور حولنا
لنرتبها من الأهم إلى المهم،
نحن من نجعل لذلك الشخص قيمة خاصة ومعاملة خاصة
نحن من نولّي تلك الوظيفة بذلك المسمى شعوراً خاصا…
نخصّه بشيء ما…
نحن مننجعل من الألوان المفضلة،
نحن من نرفع شأن الثّري على الفقير ،
نحن من نفضل المسلم على غيره،
نحن من نعامل بعضنا البعض بحب أو بكره!
إذاً نحن المسؤولون عمّا يحدث في عالمنا …
تأملها…!

ياسَمِين الْحُمود 02-10-2021 08:29 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
أي نفاق يدعونه ذاك!!
( بعض البشر يتحدثون بثقة عن الطيبة ويمارسون النفاق بمنتهى الإبداع) وليم شكسبير
وأتمنى لو أنّ تُقطع ألسنتهم وتوارى التّراب
وأعينهم التي تهمز وتلمز كل عابر بودّي لو تسقط في زيت محموم
أقذر الصفات يمتلكون بل أوسعها شتيمة في مفردات لغتي.
يُمارسون النهيق ويجتمعون فوق طاولة السّذاجة والغباء
يتبادلون الضحكات بصوت مسموع ، وما أن ينتهوا
فيولوا ظهورهم حتى يتبادلوا الطعنات ويقذفوا بالشتائم
بعضهم على بعض ويدعوا أنهم الصّادقون الأبرار
وخزيهم وعفنُ نفوسهم كجيفة لا يراها ولا يشتمها
إلا من اقترب منها…
أيّ حُثالة هُم وأيّ معنى للصّداقة لديهم؟!

ياسَمِين الْحُمود 02-13-2021 07:35 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب اليوم ما أرسله لي والدي
حفظه الله وأطال في عمره عبر الوتس أب وطلب منّي نشره من دون تعديل



سلام الله على الحيطان العتيقة
على قطعة الفحم
وسبورة الكلمات
على المنازل القديمة
على أزقة الحنين
على مقاعد الطرقات
سلام الله على
أنقياء الزمن الجميل
على الرفاق
على الجيران والجارات
على التفاصيل المهجورة
على الحكايات المبتورة
على الطّيبين والطيبات
على أشياء مبعثرة
لم أتعلمها من المدارس، لكنني تعلّمتها من الحياة
فوددتُ لو أنني كتبتها على حيطان الجيران
في ذلك الزمن الأبيض
حين كانت قطعة الفحم قلمي المفضل
وكانت الحيطان شهيّة ككراسة رسم مدرسة
حين كان لي جد وجدة
وكان عدد أصدقائي أكثر
وأحلامي أكثر، وأفراحي أكثر
وكان اسم رفيقتي ………
وكان سريري أصغر، وغطائي أقصر
حين كنتُ أصادق كل الكائنات
الطيور، والكلاب ، والماعز
وقطط الطرقات
لكن الأيام أخذتني، فكبرت قبل أن أكتبها
وتغيرت الحيطان، كما تغير الجيران










ياسَمِين الْحُمود 02-14-2021 07:56 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب عن الحنين
فعنده قد نتحول إلى أشياء أخرى
أشياء وهنة ، نشبه كرات القطن في بركة ماء

حين أركل كل الأشياء في طريقي كمراهقة متمردة على وصايا والدها فأنا في حالة حنين.
حين تؤلمني الأشياء التافهة وأتحسس من كل الملاحظات الجادة فأنا ……………
حين أبحث عن صديق أتشاجر معه وأختلق الأسباب لشجار فأنا………
حين أعبث على الأوراق بالرصاص وأرسم متاهة وخطوطاً ودوائر بلا معنى فأنا …………
حين أرسم بحراً وقارباً تائها في البحر وشجرة وحيدة هجرتها عصافير عاشت بها كالوطن فأنا…
حين أثور بلا سبب وأبكي بلا سبب وأنهي العلاقات بلا سبب وأتخلص من أشياء لطالما أحببتها بلا سبب فأنا ………

ولحالة الحنين بقية

ياسَمِين الْحُمود 02-19-2021 01:04 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
حوار بيني وبين صديقة

قالت: رغم أنني سعيدة في حياتي مع زوجي فإني لا أشعر معه بالأمن التام!
قلت : هل يقصر في أداء مالك عليه من حقوق؟
قالت: أبداً.
قلت: هل يصدر منه عنف بدني أو فحش لفظي تجاهك؟
قالت: أبداً أبداً، هو في غاية الرفق واللطف.
قلت: ما الذي ينقص إحساسك بالأمن في حياتك معه؟
قالت: أخشى عليه من النساء الأخريات.
ابتسمت وقلت: أليس متديناً؟
قالت: بلى، ولكن تدينه يمنعه الاتصال بالنساء عن طريق الحرام، وأنا أخشى عليه من الحلال.
ضحكت وقلت: تخشين أن يتزوج؟
قالت: أجل.
قلت: وتريدين أن تمنعيه من أن يتزوج سواك؟
قالت: بصراحة ، نعم.
قلت: وهل اهتديت إلى وسيلة تمنعينه بها من ذلك؟
قالت: خطرت في بالي وسائل كثيرة، لكني لم أرتح إلى أيّ منها.
قلت: مثل ماذا؟
قالت: أن أخبره أنني لن أواصل عيشي معه إذا تزوج.
قلت: ولم ترتاحي إلى هذه لأنك تحبينه ويصعب عليك أن تتركيه لامرأة أخرى.
قالت: صدقتِ.
قلت: وماذا خطر في بالك أيضاً؟
قالت: أن أحول بينه وبين ادخار المال، حتى لايجتمع عنده منه ما بجعله قادراً على الزواج.
قلت: وما الذي صرفك عن ذلك؟
قالت: وجدتها فكرة حمقاء مع صعوبة تنفيذها.
قلت: وتريدينني الآن أن أرشدك إلى وسيلة حكيمة تمنعينه بها من الزواج دون أن تفقديه ومن دون أن تخسري محبته!
قالت: أجل ، أجل هذا ما أتمنى أن ترشديني إليه.
قلت : باختصار أقول لك، افعلي مثلما فعلت السيدة خديجة.
قالت: و من السيدة خديجة ؟ زوجة النبي؟
قلت: نعم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
قالت: وهل منعته"صلى الله عليه وسلم" الزواج عليها؟
قلت:لايمكن أن تمنعه فعل شيء حلال، كما أنها رضي الله عنها لم تكن تمنعه من أي شيء يحبه "صلى الله عليه وسلم"
قالت: إذن كيف أفعل مثلها لأمنع زوجي الزواج من امرأة أخرى؟
قلت: اسمحي لي قبل أن أجيبك عن سؤالك أن أذكر أن النبي "صلى الله عليه وسلم" عاش مع السيدة خديجة خمساً وعشرين سنه، وهي سن شبابه "صلى الله عليه وسلم" وما بعد شبابه، فقد تزوجها رضي الله عنها وهو في الخامسة والعشرين، وعاشت معه حتى توفيت رحمها الله وهو في الخمسين من عمره "صلى الله عليه وسلم" ولم يتزوج معها غيرها رغم أن التعدد كان عادة في العرب وقتها، وبغير قيد ولا شرط.
قالت: سبحان الله، لم يتزوج "صلى الله عليه وسلم" سواها رغم أنها تكبره بخمس عشرة سنة.
قلت: أحسنت بملاحظتك هذه التي تؤكد لنا أنها رضي الله عنها لم تُغنِ النبي "صلى الله عليه وسلم"
عن الزواج بصغر سنها وشبابها، إنما أغنته بما وفرته له من راحة وطمأنينة وسكينة في نفسه وقلبه وحياته.
قالت: إلهذا بُشِّرت ببيتٍ في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب؟
قلت: بارك الله فيك، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي "صلى الله عليه وسلم"فقال:" يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام ، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنّي وبشّرها ببيتٍ في الجنة من قصب، لا صَخَب فيه ولا نَصَب".
قالت: بيت من قصب، هل هو القصب الذي نعرفه؟
قلت: لا إنما هو اللؤلؤ المجوّف.
ولقد ذكر العلماء أن نَفْي الصخب والنصب عن البيت الذي بُشرت به في الجنة إنما كان لأنها رضي الله عنها أجابت النبي "صلى الله عليه وسلم" فكانت أول من آمنت به طَوْعا، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا مُنازعة ولا تعب، بل أزالت عنه كل تعب ، وآنسته من كل وحْشة وهوّنت عليه كل عسير،فناسب أن يكون منزلها الذي بشّرها ربها به بالصفة المقابلة لفعلها.
قالت: كأنّكُ تريدين أن تقولي لي : إذا أردت أن تمنعي زوجك الزواج فأزيلي عنه كل تعب ، وآنسيه من كل وحشة، وهوّني عليه كل صعب ،واملئي قلبه وحياته بحبك وبيته بالسكينة والسلام، فلا يفتقد شيئا يضطر لالتماسه سواك.
قلت: جميل جدا ، هذا هو ما أردت قوله لكِ.
قالت:ألا نفهم من هذا أن التعدد ليس سُنة، إنما الزواج هو السّنة فأحسب أن النبي "صلى الله عليه وسلم" لم يكن ليتزوج على السيدة خديجة لو عاشت معه بقية عمره "صلى الله عليه وسلم".
قلت : أجل، وهو ما ذكره بعض العلماء من أن السنة تتحقق بالزواج بواحدة، والتعدد إنما هو مباح وليس بِسُنة.
قالت: لقد حفظ النبي "صلى الله عليه وسلم" قلب زوجته السيدة خديجة من الغيرة وصانها من نكد الضرائر.
قلت: هذا ما ذكره ابن حجر رحمه الله فقد قال: أغْنَتْه عن غيرها واختصّت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين، لأنه "صلى الله عليه وسلم"عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاماً، انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاما، وهي نحو الثلثين من المجموع، فصان قلبها، مع طول المدة من الغيرة ومن نكد الضرائر .
قالت: شكراً جزيلاً لكِ

ياسَمِين الْحُمود 02-27-2021 08:47 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
بعد يوم مشمس طويل
في الظل هواءه بارد
وشمسه عندما تحاصرك أشعتها تحيط كل شبر منك
تظن أنها واقعة في غرامك:cool:
قررت أن أخلو بنفسي في غرفتي
ماء ساخن أعاد انتعاشي
وعصير ليمون مع النعناع زاد من استرخائي
طرأ على بالي أشاهد فلم من مجموعة أفلام
مهما أعدت مشاهدتها لا أمل
فلم لازال يشدني من أوله إلى خاتمته
لازال مقطع {المنظار} يبكيني
Love in the Time of Cholera
الحب في زمن الكوليرا
رواية رائعة حولت بإتقان إلى سطور مرئية
كل مافي هذا الفلم متقن وجميل
من أداء الممثلين الأساسيين
إلى عاملة البطلة التي تخدمها بتفاني
الملابس، الموسيقى، المناظر، درجات الصوت
فنان المكياج الذي رسم تحول أعمارهم باحتراف
الأثاث، حتى مقدمة الفلم وخاتمته
كل مافي هذا الفلم يجعلك تتأمله بصمت حواس
رسالة فهمتها من البطل في كيفية رؤيا معشوقته
سأكتب أنا رسالته عوضه عنه

تغيبين ولا يضرك غياب الغائبين
تغيبين ويبقى جزء مني يستدعيك
تغيبين فأبحث عنك بين النساء
لعلّي أجد فيهن ما يُسليني عنك
وما أمره من عذاب
كل النساء ثمر
وأنتِ شجرة تثمر جذور تستوطن الأعماق
تبقين أنتِ
سيدة النساء بل امرأة الفصول وكل النساء


أمسية وفلم

ياسَمِين الْحُمود 02-28-2021 08:46 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
مذكراتي بين السماء والأرض

لعل مقعد الطائرة هو الموضع الوحيد الذي يتيح لك الجلوس مع شخصيات من مختلف الجنسيات لا تعرف منهم أحداً، بطبيعة الحال هم بشر مثلك، ولكن وجه الاختلاف أنهم يعيشون في أماكن متفرقة، وهذه الأمكان جعلتهم يختلفون عنك، قد يكون في اللون أو اللغة أو الدين، لكنهم في أول الأمر ومنتهاه بشر مثلك ومثلي…
في فترات من حياتي كنت أتواصل مع من يجاورني في مقعد الطائرة، أتحدث معه في أمور شتى وفق الأشخاص والمواقف، لهذا تمر في حياتي صور مازالت في الذاكرة قد تكون في السماء أو على الأرض، وقد أدون جانباً منها:
في رحلة قادمة من لندن وكان ذلك بالتحديد 22 يناير 2019 ، جلس بجانبي شاب أسيوي وقد ظل نائماً طوال الرحلة، لم يستيقظ حتى لتناول الطعام، بل إنه امتنع عن ذلك، وعندما اقتربنا من الكويت وأفاق من نومه، فتحتُ حواراً معه وسألته: طوال الرحلة لِمَ لمْ تأكل؟ فكان جوابه "إن طعام الطائرات ليس جيداً، وأنا مهندس بهذه الطائرة وأعرفُ ذلك" وفعلا عدتُ بذاكرتي إلى الوراء قبل أسبوع من وصولي لندن فقد كنتُ أعاني أثناء رحلتي بتوعك معوي حتى أن والدي يقول ربما أصبت بكرونا وحماكِ الله لأن وقتها كان المرض منتشراً في أوروبا ، لا أعلم ، المهم قررت أنا وأسرتي تجنب أكل الطائرات، ما عدا الخبز والجبن، بينما نمتنع تماماً عن الوجبات المطبوخة المجهزة، وقد كانت نتائج هذا الامتناع إيجابية، واستبدلنا وجبات المطاعم بطعام الطائرات، إذ نتناول وجبتنا في مطعم بأول مطار ننزل فيه.

وفي رحلة كنت قادمة فيها من جدة للكويت ، جلست بجانبي شابة كويتية ، وبينما رحنا نتحدث معا، مرت الطائرة بعدد من المطبات الهوائية التي سببت لنا بعض الإزعاج، فأخبرتني عن تجربة أخيها الذي كان يعمل طياراً فترة وبعدها تقاعد،ولكن الطيار المتقاعد تبين له أنه لم يعد قادراً على العيش حياة طبيعية على الأرض بينما طوال حياته كان معلّقا في الفضاء وهكذا قرر التقدم للعمل مرة أخرى والعودة لعمله طياراً. فاستعاد إحساسه بالعودة لحياته الطبيعية بكل مافيها من مطبات هوائية.

وفي إحدى الرحلات إلى أمريكا أثناء دراستي كان يجلس بجانبي رجل أعمال أمريكي، أخبرني أنه مسوق لأشرطة برامج المصارعة الحرة الأمريكية وأنه كان في طهران وقبلها بغداد فسألته كيف ذهبت إليهما؟ قال حكومتي منحتني جوازي سفر، وهكذا تمكنت من دخولهما، فغايتي أن أسوق أعمالي ولا علاقة لي بأمور إخرى..

بعد عدة رحلات وأنا معلقة في الفضاء، فقد زادت مخاوفي وقلقي أنا وغيري ، من التعرض للسرقة أو النصب عندما تطأ قدمك الأرض، لهذا لا يغيب عن ذاكرتي أول عملية نصب تعرضت لها، ففي رحلة من الكويت إلى الإمارات تعرّفت على راكبة أكبر منّي سنا، ادّعت إنها خليجية، لكني شككت في ذلك، لكن حديثها بدى طيّباً ومرحا، حتى أنني شعرت وكما لو أني أعرفها منذ زمن طويل، والتقيتها بعد ذلك في أحد الفنادق على دعوة منها، و بعد اللقاء وقبل أن أغادر، جاءتني محرجة طالبة منّي أن أدفع تكلفة الفندق الذي تسكن فيه ،قائلة أنها نسيت محفظتها في مدينة أخرى، ولم أتردد في مساعدتها، ودفعت المبلغ من بطاقة ائتماني، وشكرتني لإنقاذي الموقف،ووعدتني أن تحول ما دفعته لها لحسابي في الكويت مع أنني لم أطلب منها ذلك، وودعتني الوداع الحار !
لكن بعد عدّة ساعات اكتشفت مُصادفة أنها انتحلت شخصيتي وذهبت لمكتب بطاقة الائتمان وادّعت أنها أنا وأنها فقدت كل أوراقها الثبوتية وطلب بطاقة جديدة.
أبلغتُ المسؤول الذي اتصل بي أن هناك عملية نصب وأن بطاقتي معي ولم أفقدها.

أما السرقة التي تعرضت لها فكانت في محطة المترو في روما، عندما دخلت القاطرة فوجئت بازدحام مفاجئ وتدافع رهيب، واكتشفت أن محفظتي قد سُرقت، وتبينت أن صناعة الازدحام تتقنه عصابات تمتهن السرقة، خاصة في محطات القطارات.
وبعد عقود من السفر علقت هذه الحكايات وغيرها في ذاكرتي ، لكنني أخذت درساً وخاصة في أخذ الاحتياطات اللازمة من التعرض للسرقة، لهذا في الفترة الأخيرة كنت أضع خطة احتياطية عند السفر، فلا أحمل معي إلا كل ماهو رخيص الثمن من ساعة أو قلم أو محفظة أو حقيبة أو نظارة، وكذلك أكثر من بطاقة ائتمان وجهازي موبايل أحدهما أحتفظ فيه بكل المعلومات، وقد أنقذتني الخطة عندما تعرضت للسرقة في روما إذ كان صندوق الأمانات في غرفتي به هاتف إضافي وبطاقة ائتمان إضافية وجواز سفري وبعض النقود، لهذا أكملت سفري بدون أن أتأثر بالسرقة.

وفي رحلتي الأخيرة لأمريكا قبل أسبوع قمت بتصرف أثار انتباه شاب يجلس على مقعد في الجانب الآخر ودفعه فضوله لسؤالي عندما هبطت الطائرة، وكان قد لاحظ أنني أمسكتُ بكتاب واستغرقتُ أقرأ فيه طوال الرحلة، وقد كانت تلك عادتي دائماً، وفي الحقيقة لم أستغرب سؤاله، فنادرا ما تشاهد عربياً يقرأ في الطائرة .


ياسَمِين الْحُمود 03-04-2021 02:22 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
تمر بك أيام تزدحم وتكتظ بغيرك، وتظن أنك لن تنجو، لن تنجو من كل هذه الفوضى التي تكتظ فيك.
أهناك حقاً ما هو بمقدوره أن يذهب بك أو يُذهب بكل ما بك!!
هل هناك فرصة للنجاة…!!
تحدثت إليه، ربما كان آخر حديثهما وآخر عهد لصوتيهما…!!
ألا أنه لم ينقطع ولا تزال خيوط صوته تمتد نحو جيدها وصرير أنفاسه يتهشم في صدرها وهو يقول لها بكل هدوء(( أيقوى قلبك عني السفر ))…!!
قالها وهنا انتهى كل مالم يقال، ومكث كل ماقيل في نبضها ساكناً.
لم تكن تعلم أنها ستسافر لا أحد كان يعلم…!
وفي طريقها كتبت : في كل سفر تذهب إليه بقلبك وروحك فإنك ستجد فيها نفسك نحو نفسك تتجه، تتعمق فيك وتتجذر لتصير لك أرضاً راسية.
في كل سفر ستفقد جزءاً هشا منك وستجد جزءا آخر ينمو فيك ويربت عليك، سيتلاشى جزءٌ مهترئٌ ويتلبسك جزءٌ آخر يريك اتساع نفسك وعمقها.
سافر كلما ازدحمتَ بالحياة. واكتظت مشاعرك بالناس.سافر لتصفو مشآرب روحك وتتجلى لك نفسك من بين ركام الحياة…
لاتحمل هم الطريق، ففي الطريق ستجد صورة منك، صورة من رحلتك الحقيقية فما أنت فيها سوى عابر سبيل.
سافر ففي الطريق ستجد متسعاً لتسمع صوتك دون أن تمل سماعه، سيكون هو حديثك ومحدثك، صديقك ورفيقك، سترى ما أنت عليه ونحو ماذا أتيت…!!
سافر فتحت كل سماء وفوق كل أرض تسير عليها ستجد آلاف المعاني والعبر…!
سترى نفسك في كل غيمة ،وتتساءل كم هي تشبه قلبك الأبيض الذي مسّته لوثة الفوضى والازدحام…
سافر وستجد الأرض ليست التي تراها أسفلك، بل ستجد نفسك ممتد داخلها كجذور شجرة أصلها في الأرض وأغصانها تصافح السماء ستمشي وتراها تمشي معك، فهي منك وأنت منها..
سافر سترى مالاتراه في مُقامك، ستعود من سفرك بملامح أقرب للحقيقة إليك، ملامح تشبهك أكثر لا تلك التي كنت تظن أنك تعرفها..
سافر وستتعلم معنى آخر من معاني الحياة، ستختبر حينها قيمة مشاعرك..!
ستعرف حينها كيف لقلبك المحب ألا يعيش أي غربة، فروح الحبيب وأنفاسه تسكنك، ترافقك، تظللك،ستعرف أن المسافات ماهي إلا خدعة يصدقها المزيفون..!!
سافر لتعيش مع نفسك، لعزلتك، لصمتك،للحب فيك،للكون المنحبس في أغوارك، وسترى مالم تره من قبل…
أنهت كتابتها ثم طوت ورقتها، فهي لم تكن تعلم إنها حين سافرت، سافرت عنه بقلبها أيضا…!!
ولا أحد لم يكن يعلم…!
كان في عينيها لمعة، كلما ابتسمت سقطت من السماء نجمة.

ياسَمِين الْحُمود 03-05-2021 10:26 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب عن آدم:53:
أخبروني أن استقلالي بذاتي يجعلني أتلألأ كوهج النجوم في وسط ليلة ظلماء
وصوّروا لي أن لا سبيل لي إلى ذلك إلا ؟؟!!
في تمردي على آدم واستقلاليتي عنه!
فكرت مليا في ذلك وأمعنتُ التفكير، احترت في الإجابة على تلك التساؤلات التي ضاج بها فكري؟
أنا خلقت من ضلع آدم ولولا آدم اما حظيتُ بشرف الأمومة، فكيف بدونه أصبح أما؟
آدم سكن لي وأنا سكن له، فأين بعد التمرد سأسكن؟
آدم علمني العشق ولولا آدم لما ذقت لذة الحب وأي لذة تعادل لذة عشقي لآدم؟
في عيون آدم أرى جمال الصبح وهدوء المساء، في حضن آدم فقط أجد سكني وأشعر بالأمان…
فعذراً منكم ،كيف لي أن أتوهج كنجمة بدون سماء، فآدم سمائي، كيف لي أن أستقل بدون وطن وآدم وطني،
كيف لي أن أرى جمال الوجود بدون آدم، فلولا عيناه، لمات جمال الوجود، آدم نصفي وأنا نصف آدم.

ياسَمِين الْحُمود 03-07-2021 11:24 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
في زمن السياسة
كتاباتنا الوجدانية أصبحت كثوبٍ قديم
ترتديه فتاةٌ يتيمةٌ على رصيف مهجور
تشعر هي بدفئه
بينما يشعر المارّة بغرابة مظهرها.

ياسَمِين الْحُمود 03-13-2021 01:51 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب عن أصابع النّدم


أصابعي تركتها على الكيبورد
تركتها هناك
لتحررني من نص غامض
لم يفتح بابه لليالٍ طويلةٍ…

تركتها هناك
لتربت على كتف العم محمود
الذي أغلقتُ عليه مسودّة قصتي
منصرفة إلى عمل آخر
دون أن أعالج عينه المفقوءة.

تركتها هناك
لترسم " خارطة" لمدن صديقتي
التي علقت ذاكرتها على جناح طائرة
أضاعت مسارها
لقاء خطأ في الطباعة
وآخر في النشر…

تركتها هناك
لتخلق عائلة " للولد التائه"
الذي حصد " رواجاً "باهراً
بالرغم من كونه وحيداً قابعاً أسفل سُلم الكراج

تركتها هناك
لأنسى أن لي يداً عاجزة
عن استرداد
باب نص مغلق
وعين العم محمود المفقوءة
ومدن الصديقة
والتائه
وأصابعي التي قرضها الندم

ابتسام السيد 03-13-2021 08:13 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 264365)
أوراقي مبعثرة وأقلامي جافة
هكذا شعوري الآن حين أبتعد عن أشخاص تركوا بصمة في حياتي
أربط نفسي بهم ولا أستغنى عن وجودهم
أشعر معهم بدفء المشاعر ونغم الحياة
ساعات أو دقائق أو ثوان تفرق معي
أشتاق إليهم وتختلط دماؤهم بعروقي
وتتوقف نبضات قلبي حين يغادرون
كم من أُناس عرفتهم أحببت العيش معهم كل لحظات حياتي
فهم طاقة أبدية سرمدية
في ظني أن هذا مؤلم بالنسبة لي
أن أعيش هواءهم وهم غير موجودين
وأن أصاحب الأمل وقت حضورهم وأفقده حين يغادرون
هذا سيقيني حتما في أعماق أبجدياتهم وقت مجيئهم
أين أنا بعد ذهابهم؟
هي مسألة تحتاج مني إلى إعادة نظر وتأمل

من ترك سعادته رهن وجود الأخرين سيشقى
كوني طيرا حرا من هذا القيد الدامي كي تستطيعي العيش
محبتي وأنت

ياسَمِين الْحُمود 03-18-2021 12:10 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسام السيد (المشاركة 289482)
من ترك سعادته رهن وجود الأخرين سيشقى
كوني طيرا حرا من هذا القيد الدامي كي تستطيعي العيش
محبتي وأنت

صدقتِ يا صديقتي
لاتبكِ خلف إنسان أدبر عنك بإرادته:22-41:
فربما كانت سعادتك مع المقبل إليك
لا المدبِرِ عنك!

محبتي:44:

ياسَمِين الْحُمود 03-18-2021 12:14 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
عندما أكتب، أشعر بأن الله جعل لي نافذة صغيرة فُتحت في قلبي وجعل الضوء يُشع بداخلي ويقتل ذلك الظلام.
عندما أكتب أجدني في موطني الدافئ وسكانها الرائعون.
عندما أكتب أتجرد من جميع ما أملك…
عندما أكتب أشعر بأني ذهبت لحياة أخرى مليئة بالورود الزاهية…
عندما أكتب أشعر بأني بخير للغاية حتى نسيت أنني كتبت متعبة.

ابتسام السيد 03-18-2021 08:33 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسمين الحمود (المشاركة 286678)
حوار بيني وبين صديقة

قالت: رغم أنني سعيدة في حياتي مع زوجي فإني لا أشعر معه بالأمن التام!
قلت : هل يقصر في أداء مالك عليه من حقوق؟
قالت: أبداً.
قلت: هل يصدر منه عنف بدني أو فحش لفظي تجاهك؟
قالت: أبداً أبداً، هو في غاية الرفق واللطف.
قلت: ما الذي ينقص إحساسك بالأمن في حياتك معه؟
قالت: أخشى عليه من النساء الأخريات.
ابتسمت وقلت: أليس متديناً؟
قالت: بلى، ولكن تدينه يمنعه الاتصال بالنساء عن طريق الحرام، وأنا أخشى عليه من الحلال.
ضحكت وقلت: تخشين أن يتزوج؟
قالت: أجل.
قلت: وتريدين أن تمنعيه من أن يتزوج سواك؟
قالت: بصراحة ، نعم.
قلت: وهل اهتديت إلى وسيلة تمنعينه بها من ذلك؟
قالت: خطرت في بالي وسائل كثيرة، لكني لم أرتح إلى أيّ منها.
قلت: مثل ماذا؟
قالت: أن أخبره أنني لن أواصل عيشي معه إذا تزوج.
قلت: ولم ترتاحي إلى هذه لأنك تحبينه ويصعب عليك أن تتركيه لامرأة أخرى.
قالت: صدقتِ.
قلت: وماذا خطر في بالك أيضاً؟
قالت: أن أحول بينه وبين ادخار المال، حتى لايجتمع عنده منه ما بجعله قادراً على الزواج.
قلت: وما الذي صرفك عن ذلك؟
قالت: وجدتها فكرة حمقاء مع صعوبة تنفيذها.
قلت: وتريدينني الآن أن أرشدك إلى وسيلة حكيمة تمنعينه بها من الزواج دون أن تفقديه ومن دون أن تخسري محبته!
قالت: أجل ، أجل هذا ما أتمنى أن ترشديني إليه.
قلت : باختصار أقول لك، افعلي مثلما فعلت السيدة خديجة.
قالت: و من السيدة خديجة ؟ زوجة النبي؟
قلت: نعم زوجة النبي صلى الله عليه وسلم.
قالت: وهل منعته"صلى الله عليه وسلم" الزواج عليها؟
قلت:لايمكن أن تمنعه فعل شيء حلال، كما أنها رضي الله عنها لم تكن تمنعه من أي شيء يحبه "صلى الله عليه وسلم"
قالت: إذن كيف أفعل مثلها لأمنع زوجي الزواج من امرأة أخرى؟
قلت: اسمحي لي قبل أن أجيبك عن سؤالك أن أذكر أن النبي "صلى الله عليه وسلم" عاش مع السيدة خديجة خمساً وعشرين سنه، وهي سن شبابه "صلى الله عليه وسلم" وما بعد شبابه، فقد تزوجها رضي الله عنها وهو في الخامسة والعشرين، وعاشت معه حتى توفيت رحمها الله وهو في الخمسين من عمره "صلى الله عليه وسلم" ولم يتزوج معها غيرها رغم أن التعدد كان عادة في العرب وقتها، وبغير قيد ولا شرط.
قالت: سبحان الله، لم يتزوج "صلى الله عليه وسلم" سواها رغم أنها تكبره بخمس عشرة سنة.
قلت: أحسنت بملاحظتك هذه التي تؤكد لنا أنها رضي الله عنها لم تُغنِ النبي "صلى الله عليه وسلم"
عن الزواج بصغر سنها وشبابها، إنما أغنته بما وفرته له من راحة وطمأنينة وسكينة في نفسه وقلبه وحياته.
قالت: إلهذا بُشِّرت ببيتٍ في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب؟
قلت: بارك الله فيك، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي "صلى الله عليه وسلم"فقال:" يارسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام ، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومنّي وبشّرها ببيتٍ في الجنة من قصب، لا صَخَب فيه ولا نَصَب".
قالت: بيت من قصب، هل هو القصب الذي نعرفه؟
قلت: لا إنما هو اللؤلؤ المجوّف.
ولقد ذكر العلماء أن نَفْي الصخب والنصب عن البيت الذي بُشرت به في الجنة إنما كان لأنها رضي الله عنها أجابت النبي "صلى الله عليه وسلم" فكانت أول من آمنت به طَوْعا، فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا مُنازعة ولا تعب، بل أزالت عنه كل تعب ، وآنسته من كل وحْشة وهوّنت عليه كل عسير،فناسب أن يكون منزلها الذي بشّرها ربها به بالصفة المقابلة لفعلها.
قالت: كأنّكُ تريدين أن تقولي لي : إذا أردت أن تمنعي زوجك الزواج فأزيلي عنه كل تعب ، وآنسيه من كل وحشة، وهوّني عليه كل صعب ،واملئي قلبه وحياته بحبك وبيته بالسكينة والسلام، فلا يفتقد شيئا يضطر لالتماسه سواك.
قلت: جميل جدا ، هذا هو ما أردت قوله لكِ.
قالت:ألا نفهم من هذا أن التعدد ليس سُنة، إنما الزواج هو السّنة فأحسب أن النبي "صلى الله عليه وسلم" لم يكن ليتزوج على السيدة خديجة لو عاشت معه بقية عمره "صلى الله عليه وسلم".
قلت : أجل، وهو ما ذكره بعض العلماء من أن السنة تتحقق بالزواج بواحدة، والتعدد إنما هو مباح وليس بِسُنة.
قالت: لقد حفظ النبي "صلى الله عليه وسلم" قلب زوجته السيدة خديجة من الغيرة وصانها من نكد الضرائر.
قلت: هذا ما ذكره ابن حجر رحمه الله فقد قال: أغْنَتْه عن غيرها واختصّت به بقدر ما اشترك فيه غيرها مرتين، لأنه "صلى الله عليه وسلم"عاش بعد أن تزوجها ثمانية وثلاثين عاماً، انفردت خديجة منها بخمسة وعشرين عاما، وهي نحو الثلثين من المجموع، فصان قلبها، مع طول المدة من الغيرة ومن نكد الضرائر .
قالت: شكراً جزيلاً لكِ

أللهم صل سلم على نبينا محمد
ورضى الله عن أمنا خديجة وأرضاها
وهنا سيكون المُقام
اسلوب لا يفوت
محبتي

ياسَمِين الْحُمود 03-24-2021 09:03 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسام السيد (المشاركة 290075)
أللهم صل سلم على نبينا محمد
ورضى الله عن أنا خديجة وأرضاها
وهنا سيكون المُقام
اسلوب لا يفوت
محبتي

:21: :21::21:

ياسَمِين الْحُمود 03-24-2021 09:58 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب اليوم عن سعة الدنيا وضيق الحذاء

تأخرت طائرة الخطوط الجوية الكويتية المتوقع لها أن تقلنا من نيويورك إلى لندن وسط تلك الليلة الجليدية العاصفة ومع كل ساعة تأخير كانت زحمة قاعة المغادرين تستقبل فوجاً مرتجفاً جديداً، كنا أجناساً من مختلف بقاع الدنيا، ألواناً شتى، لهجات عديدة، لغات عجيبة وملابس وعادات أغرب وأكثر عجباً، لكن العين لا يمكن أن تخطئه هو !!!
نظرة واحدة على انكسار نفسيته وعلى انطفاء مختلف مشاعل الأمل لا يكاد أن يستقر إلا على حالة ثبات واحدة ، هي حالة شكوى ضعف الحال، تلك الشكوى التي لاتملك أمامها سوى أن تستنفر كافة حواسك الإنسانية لتتظاهر تأييداً لهذا المخلوق ضد كافة العوامل الخفية التي جعلت من كيانه عاصمة وموطناً أزلياً لكل ما يبعث على الرثاء.
تأخرت طائرتنا تلك لنتابع من بين كل هذه الحشود والمزيج العالمي مواطنين لثلاث جنسيات عربية، لم نكن كَسِوانا بحاجة للتعرف على جنسياتهم من خلال متابعة اللافتات الإلكترونية التي تعلو قاعات الإقلاع التي تجمعوا فيها، تلك اللافتات التي كانت تحمل رقم كل رحلة ووجهتها ومسمى الشركة الناقلة التي تكشف بوضوح جنسية الغالبية العظمى إن لم يكن كل جنسيات زبائنها.
لم نكن بحاجة إلى معرفة كل جنسية من جنسيات هؤلاء على حدة، بل يكفي أن تراقب الوجوه المرهقة وتتابع الخطوات المثقلة وتصغي قليلاً لالتقاط بعض العبارات المتطايرة والتي تلخص نوعية التيه اذي ينتظر هؤلاء!!
لا تحتاج إلى مهارة خاصة أو علم متأصل لتكتشف أن هناك رابطاً مشتركاً يجمع مابين كل هؤلاء الذين لو قدر لهم الله روائيا عربياً على وزن فيكتور هيجو، لخرج للدنيا بأسرها بملحمة تتقزم أمامها رائعة البؤساء، ولن يحتاج ( فيكتور هيجو) العرب للخوض في بحار حزن الشارع المعاصر،ولن يكون مضطراً لتتبع ومطاردة سائر خيوط جذور تاريخ الألم والوجع العربي، بل يكفيه أن يلتقط وبصورة عشوائية عدداً بسيطاً من أي جمع عربيّ ليبدأ بعدها بتأليف روايته دون حتى الاستماع لأي منهم بل يكفيه مراقبة الخطوات وتأمل الوجوه والتسلل بحذر لاحتواء كل ما ستبوح به العيون وآه من بوح العيون بني يعرب هذا القرن!!
ذاك البوح الذي نحمد الله أن رجال ضبط وأمن الشارع العربي واستخبارات الأنظمة لم تتوصل بعد إلى طريقة لتسجيل وتحليل و كشف سر أقوال العيون وإلا خلت قرى ومدائن عربية بكاملها من قاطنيها!!
ونعود لخليطنا العربي الذي التقى من غير ميعاد وسط قاعات مطار كيندي في نيويورك ليتيح لكل متأمل إنساني محايد وراصد متجرد لأحوال الشعوب فرصة حقيقية لرسم لوحة لمخلوق هذا الجزء من العالم، لوحة لا يحتاج فيها لكثير من الاجتهاد أو التحليق بعيداً عن جنح خيال الإبداع، بل كل ما يحتاجه فقط حدود دنيا من الحس الإنساني وخبرة بسيطة للربط فيما بين الأمور، ولو كان بيدي من الأمر شيئاً لاخترعت تلك اللوحة التي سيخرج بها هذا المتأمل المحايد مسمى " هذا المسكين" ولجعلت مركز اللوحة وموضوعها الأساسي هو عينات هذا اليعربي المسكين!!
مسكين مواطنك ومواطني اليعربي…
مساكين أنت وأنا وكل هؤلاء الناطقين بلغة الضاد بغض النظر عن مستوى ما يأكل أو يلبس أو يسكن بعضنا، كلنا في المسكنة عرب، فلا يمكن أن تكون سعيداً مهما توافرت لك أسباب السعادة وأنت محاط ببحر كلي من التعاسة لا يمكن أن تصل لقمة جبل الراحة والسفح كله واقع تحت خط الشقاء، ولا يمكن للعين الهانئة أن تنعم طوال الوقت بالهناء وهي ترقب كل تلك الأجساد التي أحالها الانكسار إلى ما يشبه الأشباح أو ما يوازي بقايا الشبح بعد هدأة ثورة بركان نار.
كم أنت مسكين يا هذا المخلوق الذي قدر للصراع داخله أن يعزله عن سائر صخب وضجيج حياة أهل الدنيا، عزله صراعه الداخلي ليس عن دنيا الله الواسعة فقط بل حتى عن الدنيا بمفهومها الضيق جدا فلم يعد يحس حتى بمن حوله لأن ما بداخله أعنف وأقسى من أن يعطيه رفاهية تأمل حال الجالس على مسرته أو إلقاء التحية على ذلك الجار القابع على يمينه!!
هو سجين زنزانة انكساره، أو لنقل أسير إحباطاته
على رأي (الدكتور مشعل المشعل)
صاحب منطق" ماذا يفيدني وسع الدنيا كلها مادام حذائي ضيقاً"
وليت مفهوم ضيق هؤلاء المساكين توقف عند حدود ضيق الحذاء، فالحذاء إن ضاق ما أكثر بدائله وإن لم يتوفر البديل أو القدرة على شراء البديل فما أسهل شق ذاك الحذاء اللعين أو حتى التخلي عنه ورميه بأقرب سلة مهملات ودوس الأرض ولو بعاري القدم.
ولكن المصيبة أنها زنزانة انكسار وإحباط أكثر ضيقاً على النفس من الحذاء، وأبلغ وأشنع آثاراً وأعقد كثيراً من أن يفكر البعض حتى مجرد تفكير بكيفية الخروج منها لأن مجرد ضبطه متلبساً بمحاولة التفكير أو بتهمة التفكير في بعض أرجاء( بلاد العرب أو طاني) سينقله مجانا هذه المرة لمقابلة جده الأول في نعيم أو جحيم الآخرة، " الخيار والعلم عند الله"
وهنا تبلغ مأساوية المسكنة مداها!!
وتبلغ مأساوية المسكنة مداها حين ينظرون لك بعد كل هذا عن العرب وتحديات المستقبل أو حين يطلبون منك التفاؤل بمستقبل هذه الأمة.

ياسَمِين الْحُمود 03-29-2021 11:24 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
أحلامنا ومطالبنا ليست جميعها متاحة
لحكمة الله وحسن تدبيره
نتذمر لتأخر الأماني،
على الرغم من مداومتنا على الدعاء
وعندما يتجلى قبح الحقيقة
وتنكشف العورات
ويتبدى لنا سوء الحال، نحمد الله.
الأحلام وكر يُختبأ فيها سفالة الناس
أو مرّ الحياة.

ياسَمِين الْحُمود 04-05-2021 08:05 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
المستحيل هو ذلك الشيء الذي نفكر بصعوبة حدوثه
فيتجلى في رغبتنا بعدم حدوثه…
( مستحيل أضعف)، ( مستحيل أصير أحلى) ،(مستحيل ألقى البنت التي أرغب بالزواج منها) ووووو الخ…
مستحيل، نعم راقبها ، كثيرا ما نستخدمها لعدم حدوث رغباتنا،
ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الاستحالة عند حصولنا على نعمة أفضل منها مما نتخيلها في أذهاننا…
( لا مستحيل على خالقه) عبارة تسكن جوف قلبي قبل عقلي، دائما أتفكر وأتأمل فيها ، رغم نحن من نمتلك الفكرة في أذهاننا
نتفكر بها، ونبحر إلى مالا نهاية المطاف…
فنحن من نختار الأشخاص الذين يدخلون حياتنا، ونعطيهم المسميات والأهمية التي نعتقد بأنها المناسبة لهم!
فعلا ، لا مستحيل على خالقه، عندما تولد الفكرة في أذهاننا ،فنحن من قام بابتكارها وصنعها…
كالنجار مثلاً، هو الذي يخطط لعمل كرسي من خشب، ثم يحول هذا المخطط إلى واقع، فيجعل من أفكاره، واقعا فيزيائياً ملموساً!
وعندما يكتشف عطباً ما ، يستطيع إصلاحه دون تعطل!
هكذا تعمل أدمغتنا، تبتكر الفكرة، أو الرغبة التي يريدها، ثم يغذيها بمشاعر متفاوتة، لتصبح واقعاً فيزيائياً أمامه ، وعند مواجهة أي مشكله ، يمكن للعقل البشري البسيط إصلاحه، فهو من قام باختيار هذا الحدث بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
فعلا ، لا مستحيل على خالقه
لا مستحيل على عقولنا البشرية…
لا مستحيل على أفئدتنا بالدعاء للخالق…
لا مستحيل على الله…
فكما خلق السموات والأرض،. إن أراد له قال: كن، فيكون!

ياسَمِين الْحُمود 04-13-2021 02:39 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
رمضان … الدين والدنيا

إنه رمضان..
البيوت تتطيب بالبخور والصلوات
والمؤمنون يطوون أجنحتهم عن آفاق السعي الدنيوي الحثيث إلى سكينة نفوسهم
أملا بالتّطهر وتأمل الذات وهي أقرب ما تكون إلى خالقها

إنه رمضان إذاً…

الأجساد تطرح شحومها، والنفوس تتخفف من آثامها على إيقاعٍ مختلف
جديد ومتجدد للحياة، القطار السريع يأوي إلى محطة ليست كالمحطات،
والركاب ينزلون من دون أن تكون بهم أدنى رغبة لحمل أي متاع..
يتوقف نظام الزلاقات التي تدفع قطارات الأيام على سكك الصخب،
ويتوقف معها نظام زلاقات الرغبات الإنسانية الدنيا على سكك الحياة،
فينسكب الضوء على ما أظلم منها، ويشع النور على ما أعتم من جوانبها
ويندفع الحب من النفوس التي ماتت- أو تكاد - مثلما تنبت الوردة من الحجر.

هو رمضان إذاً…

يطل مثل براق، ليقطع بالمؤمنين طرق العبادة
فتشف أرواحهم، ويصبحون أكثر جمالا، وقربا من الله…
تشرق سماوات نفوسهم في أيامه التي تنحفر كزمن خاص
ليس بالمعنى الديني فحسب، بل بالمعاني الاجتماعية
التي تبلورت على مرّ القرون في المجتمعات العربية الإسلامية،
كنمط حياة سمحة وعادات وتقاليد متسامية.

إنه رمضان إذاً…

زمن خاص، يجلو النفوس، ويبث روح التعاضد والأخوّة،
ويقرب القلوب إلى القلوب والخليقة إلى خالقها.
زمن خاص نتذكر قدسنا السليبة وآلامها
من أجل أن نعمل على إعداد ما استطعنا
من قوة لتخليصها ن براثن الاحتلال الصهيوني
ويدور بنا المدار كما ينبغي لنتذكر أيضا ما حققه العرب
من انتصار تاريخي في شهر رمضان
انتصار كاد يغير مجرى التاريخ
لولا مزالق التغريد خارج السرب

إنه رمضان
فلنعشه ، ولنفعله.

ياسَمِين الْحُمود 04-21-2021 10:38 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب عن الحب كله..

اسمها " كانتي"
أما أنا فأسميها " الحب كله"
كانت تمسك بيدي بقوة، بدت لي للحظات وأنا ألج قاعة المغادرين في مطار ستيوارت الدولى بصحبتها ، وكأنها طفل صغير تائه بنظرات زائغة لا تدري أين توجه بالضبط، كانت تضغط على يدي بقوة تزداد مع كل خطوة تخطوها، لكنني وأنا التي لا أقل عنها حيرة وضياعاً حاولت أن أحافظ على ابتسامتي فأحدثها عن قرب رؤيتها لأولادها بعد غياب أربع سنوات.
"ساعات قليلة وستكونين بينهم يا كانتي وهذه المرة ستكونين معهم دائما"، قلت لها ذلك وأنا أغالب دمعتي اليتيمة التي سقطت بهدوء وأخيراً على خدّي الأيمن معلنة استسلامي للأسى الذي هيمن علي منذ أن قررت كانتي فجأة ترك العمل ومغادرتي نهائياً.
لكن دموعها حازت قصب السبق فتدفقت بغزارة عندما هممت بتوديعها الوداع الأخير، احتضنتني وهي تهمس في أذني" ماما…ماما" ولعلها أجمل " ماما" سمعتها من تلك السيدة التي تكبرني في السن، ولكنها اعتادت أن تناديني " ماما" منذ قدومها للعمل في المنزل منذ عدة سنوات،
رُغم أن بقية العاملين والعاملات لديّ يناديني " مدام" لكنها أبت أن تكون مثلهم، كنت أستلذ بهذه الـ" الماما" وأشجعها عليها فأعاملها كابنة لي تماما، لولا أنها لم تكن تزعجني بأي طلبات كما يزعج الأبناء أمهاتهم عادة.

قبل قليل ودعت ابنتي " كانتي" للأبد ، وعلي أن أغالب ذلك الأسى الذي تضاعف في تلك اللحظات الأخيرة واستولى على بقية مشاعري تجاهها.
منذ أن أرتني بعد فترة من عملها صورة أطفالها الثلاثة،. أنا في حيرة من أمر مشاعري التي لا أعرف كيف أصفها تماماً، كانت " نوشادي" ابنتها الصغيرة، جميلة كقرنفلة قرمزية، لها عينان تشعان بالذكاء الذي كاد أن يخترق بؤس الفوتوغرافيا، ولها ابتسامة ساحرة، لا أدري كيف أظهرها، ذلك البؤس بكل هذا الإشراق والعفوية والحبور، ورغم أن " كانتي" لم تكن تأتي على ذكر " نوشادي" إلا نادراً ألا أنني كنت أتحين الفرص لأسألها عنها، وخصوصاً عندما أرى غيوم كآبة سوداء تتجمع تحت عينيها في تلك المساءات المليئة بالشجن والتعب والغضب المكتوم.
كانت كانتي قد حكت لي بما يشبه الأغنيات حكايا سيريلانكا بكل ما أوتيت من ذكريات ومفردات عربية اجتهدت لتجميعها في سياق مفهوم وحنين لا ينضب أبداً، حكت لي عن البحر وعن النهر وعن الجبل وعن الغابة ، وعن الأشجار التي كانت تملأ محيط بيتها وتشم رائحتها كلما اشترينا فاكهة غريبة.
لكن سيريلانكا التي نقشت لتلك العاملة الخمسينية تفاصيلها على صفحة الحكايا المتقطعة بيننا أجمل بكثير من الدمعة الساقطة من شبه القارة الهندية في غفلة من الزمن وانتباهة المستعمر البريطاني في ذلك الزمن البعيد.
لا أعرف إن كانت " كانتي" تعرف تاريخ بلادها وجغرافيتها كما قرأته في الكتب، لكنني أعرف أنها تحن إليه كلما طرا طارئ، أو كلما لمحت مشهداً عابراً عن كارثة حلت بقومها على شاشة التلفزيون دون أن تعرف التفاصيل، ولعلها كانت تحن إليه دائماً لكن التعبير عن الشوق المغلف بالحنان لم يكن ليظهر إلا في لحظات علنية مشتركة يبثها التلفزيون كمشاهد إخبارية.
أنا أحب " كانتي" ولا أحتاجها بالضرورة، أعلنت لنفسي بوضوح شديد بعد تردد طال طويلا، كان الجميع يقترح علي أن أطلب من مكتب الخدم واحدة بديلة عنها قبل أن تسافر، وهكذا تجد " كانتي" فسحة من الوقت لتدريب القادمة البديلة على عادات السيدة العتيقة، لكنني لم أستسغ الفكرة من أساسها، الواقع ليست لي عادات محددة أريد لخادمة أن تعرفها، والأهم أن " كانتي" لم تكن خادمة ، كانت ببساطة صديقتي، فكيف أستبدل بها وافدة جديدة، هكذا بهذه الطريقة البعيدة عن اختيار صديق لصديقه؟!
صحيح أنها جاءت هكذا… بنفس الطريقة، لكنها أصبحت صديقتي، فكيف أخون عاطفتي تجاهها بهذا السلوك المستهلك؟
لا أحد يفهم علاقتي بها، فهل كانت هي تفهم تلك العلاقة حقا؟!
لا أدري، ولا يهمني، ما يهمني حقاً أنها أصبحت صديقتي للأبد رغم غيابها، ورغم تقشفي الموروث في اختيار الأصدقاء والصديقات.
فليس. من السهل أن أضيع فرصة أن تكون لي علاقة بحجم صداقة مع امرأة مخلوقة من مادة الحب الخالص وأضيعها.
عندما عبرت " كانتي" البوابة المؤدية إلى طائرة السفر الأخير، كنت قد فقدتُ قطعة من قلبي…
ولا أدري حتى هذه اللحظة كيف سيعمل قلب بكفاءة قادرة على استمراره في الحياة وهو مستمر في فقدان ذاته قطعة بعد أخرى
.

ياسَمِين الْحُمود 04-26-2021 11:30 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
ماري لستون كرافت والظلم المضيء


ماري لستون كرافت، هل سمعت هذا الاسم من قبل؟
إنه أشهر من نار على علم في أمريكا
لأن هذه المرأة تعتبر رائدة الحركة النسائية في العالم وكتبها تعتبر الأكثر رواجاً ومبيعاً.
وهي امرأة صنعت نفسها بنفسها حتى تخطت جبال القسوة والظلم التي اعترضت مسيرتها،
وتغلبت على كل ما واجهها من صعاب، بفضل إرادتها واتخاذها من هذه العقبات
وسيلة لتعبر دروب التقدم والمجد، تلك العقبات التي أكسبتها صلابة لم تكن لتتوفر لها ربما لو عاشت حياة عادية.
فماري في طفولتها تعرضت لأب ظالم سامها وأمها ألوان العذاب، وجعل أيامها تعيسة لتعرضها لتصرفاته
وحاول قتل كل شرايين الأمل في حياة كريمة حولها، لكنها قاومت ظلمه وهي بعد لم يشتد عودها
وعندما استعادت ثقتها بدأت تشق طريقها قدما برغم ما في الطريق من أشواك،
وحين تزوجت ضابطاً في الجيش الأمريكي ، اعتقدت أن الحظ قد ابتسم لها
وأن هذا الرجل سيمحو من ذاكرتها كل الشقاء الذي عاشته مع أبيها،
لكن الزوج كان ظالماً فرفض إن يتزوجها زواج كنسي، ورضيت هي بالعيش في ظل زواج مدني
لعل الأيام تصلح الأحوال، لكن سوء الطالع كان يلازمها فظل الزوج يضرب بعلاقتها عرض الحائط،
ويقيم مايشاء من علاقات آذتها في الصميم، وأخيراً اتفقا على الانفصال،
وبرغم ذلك لم تضعف ولم تستسلم لظروفها وإنما خرجت مرة أخرى للحياة
والتقت بالفيلسوف" بالدوين" الذي أحبها وأصر على
أن يتزوجها في الكنيسة ليعوضها من فاتها من إحساس،
كما أنه زوج ابنتها الوحيدة للشاعر " برس" وعاملها كما لو كانت ابنته وأغدق عليها عطفه،
لقد أضاء الظلم الذي مر بها في جوانب نفسها وحرك إرادتها واستطاعت أن تصمد ولا تيأس وأن تواجه أعتى الظروف.
وكانت من القوة بحيث لفتت نظر فيلسوف بمستوى بالدوين فأحبها وعوضها عن كل شيء.
وحاولت ماري أن تفعل الكثير للحركة النسائية ليس في بلدها، بل في العالم كله
فناصرت وكتبت وتظاهرت من أجل قضايا الأمومة والمرأة
وحين أضاء الحب حياتها كتبت أروع انطباعاتها وسجلت أجمل ما ادخرته من تجربتها الفريدة
ولكن الموت عاجلها ،قبل أن يرى كتابها النور، لكن كلماتها وتجربتها الفريدة
ستظل مضيئة في دنيا الكلمة
وستبقى حياتها مثالاً للظلم المضيء
.

ياسَمِين الْحُمود 05-07-2021 11:13 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
لماذا الكلام؟
يقولون لي مستغربين: الكلام في هذه الأيام سلاح ذو حدين، فما بالك تمشقين الصوت بعد صمت الدهور؟
ويقولون لي محذرين: القوم اليوم يغلقون آذانهم لأن الإنصات تهمة لا تقل خطورة عن الكلام، فما بالك الآن اخترتي أن تتكلمي؟
ويقولون لي متهكمين:
امتلأت الريح بأصداء المواعظ والقصائد، واكتظت البطاح بالمنابر والمنشدين، فماذا ستضيفين، وعلى أي منبر تقفين؟
ويقولون لي مشفقين : الكلام اليوم كنقش حروف اسمك على رمل الشواطئ، لا تأملين أن تبقى إلى الغد، فلماذا العناء؟
وأقول:
يا سادتي العارفين
إن كان الصمت من ذهب فالكلام من نور، هو الفرق بين الموت والحياة ، العدم والوجود.
لا يجب أن تروعنا الكلمة ولو كانت بألف حد لأن كلمة الصدق حين تجرح ، فيها الدواء.
لست امتشقها سيفًا يهاجم في الظلام، بل أرفع صفحته مرأة صقيلة تعكس وهج النجوم البعيدة.
ربما تضيء عتمات الدرب، غدا تشرق الشمس، ولكن حتى نلمس الفجر بأيدينا
أليس الأجدى أن نشعل جذوة صغيرة، من أن نلعن الظلام؟!.
أتكلم لأنني أؤمن بأن المضمون أهم من الإناء، وأن الباحثين عن صدى الحقيقة في متاهات المعرفة يتوالدون مع انبعاثات الحرف.
وإذا سدوا آذانهم عن هزيم الريح ووعيد الرعود، فهم يفتحون آذانهم لنداءات العقل وأنغام العاطفة.
ولو لم يكن هنالك من يستمع لما بقيت فينا القدرة على الكلام ولا الشوق للغناء.
أتكلم لا رغبة في الإضافة ولا إثباتًا للوجود، بل لأن العين يبكيها ما ترى، والقلب يشطره ما يعاني، والعقل يهدده الجفاف
فلا الدمع في الصمت يتوقف، ولا الجرح في الصمت يلتئم ، ولا الغيث في الصمت ينهمر، يحاصرنا الصمت بالموت البطيء.
دفاعا عن النفس يا سادتي تنفجر الكلمة، علها تغسل الصدأ عن العيون فتعيد أبصارها وتلتحم بشظايانا فترأب تصدعاتنا، وتبني جسورًا للمستقبل، وتفتح مسارب الوعي فتروينا لنتبرعم نبتًا جديدًا.
ياسادتي العارفين…
من يستطيع الوقوف على قدميه ويتكئ على إيمانه لا يحتاج إلى ارتقاء منبر ولا إلى مكبر صوت.
ها أنتم تسمعون همسات الأعماق تعبر كل المسافات وتنتشر في الآفاق، في الريح تضيع الصرخات المتشنجة التي لا يتعدى منبعها الشفاه، تضيع، لأنها إذ لاتأتي من القلب لاتحمل شعورًا ولا معنى.
أتكلم لأنني في الحروف لا أجد نفسي فقط، بل أجدكم أيضًا، وأجد معالم الوطن، والطريق إليه،وعندئذ قد نبنيه معًا.
ليست الحروف هي المهمة وإنما المعاني التي تحملها، للقدرة الكامنة في الأصابع…
تتولد حين نمسك بالقلم، تفح مصاريع الحقيقة، وتغلق الأبواب في وجه الظلال المشبوهة.
ألم تكن " اقرأ" هي كلمة البدء؟
فليكن بدء غدنا في الكلمة.

ياسَمِين الْحُمود 05-13-2021 12:58 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
غنّ لي ياعيد أغنيتي البيضاء التي ترقص بها مسامعي..
وتصقُلني ككفًّ مقبوض بالحنّاء
غنّ لي أغنيةً كنت أرددها كثيرًا
حين كنت طفلة، وغنّ لي عن أمّي وجدتي
وانتظاراتي لأبي
غنّ لي عن أمنياتي التي كبرت
وعن مولدي
وعن حريتي
فلا تتوقف عن الغناء
وردد لي ما يبهجني وما يسعدني
غنّ يا عيد عن موعدي الذي رحلت به
فغدى يرتب على كتفي
وعن شوقي الذي مازالت جدرانه تعلو
في قلبي و أن أختلس من خلفه النظر
فأعود إلى مضجعي منهكة
ومرقدي الذي تسربت منه
الأحلام فضممتها على صدرى فتبخرت
فقط غنّ لي يا عيد من أجل الذكريات
ومن أجل النسيان من أجلي...

ياسَمِين الْحُمود 05-18-2021 09:56 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
الأشياء ليست كما تبدو عليه دائمًا
كم من مزحة مبطنة بحقيقة بشعة.
كم من ابتسامة كانت تصريحًا غير معلن عن حربٍ باردة.
كم من تعاطفٍ أقامت الشماتة خلف ستاره كرنفالًا صامتًا.
وكم من نصيحة تأبّطت ذراعها المكائد والدسائس.

ياسَمِين الْحُمود 05-20-2021 02:43 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
جريت في دروب الوطن
أبحث عن قبر أمّي
أرشدني إليه أحد الجيران
لاتزال البوابة في مكانها لم يمسسها أحد
جلست إلى جوارها
استسلمت للتعب
غلبني النعاس
طافت بأحلامي أطياف تستعذبها روحي
الوجه الملائكي الطيب الحنون يغمرني بابتسامة عذبة
مدّت إليّ يدها
قبّلت اليد الطاهرة
وتعجّبت من الذين قالوا أنها ماتت
أيقظني صوت أبي
كرهت النور تفتحت عليه عيناي
الرجل الذي يقف إلى جوار أبي يحمل فأسًا
غاصت روحي في بئر العذاب
نظرتُ إلى أبي بعيونٍ متوسلة
ربت على كتفي قائلًا:
" يا بنيتي، الأجساد خرقة بالية، والأرواح عنّا لا تغيب"

ياسَمِين الْحُمود 06-23-2021 12:37 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
سأكتب عن لحظة رهان

كان الرهان الصامت لعبتنا
أنت وأنا مغرمان بالألعاب
تتحدى أن تكسر حاجز الخرس، لتحدثني
وأتحدى أن أكسر حاجز الكرامة لأحدثك
تكابر أن أخترق خاطرك
وأتعالى أن ألمح خيالا منك
راهنت بي في سباق الحياة
راهنت بك في ساحة المحبين
ظفرنا بالرهان في كل مرة
وأضاع أحدنا الآخر
نسيت أن ،، أهنئك
كنتَ جديرًا أن تكون خصمي
في اللعب…

ياسَمِين الْحُمود 06-26-2021 01:00 AM

رد: ماذا سأكتب؟
 
أعشق الليل وأتنفس الوحدة
أميل للعزلة واستفراغ ما أوهمني
بعيدًا عن الغرباء والأقرباء
أستفرغ الكلمات والأحرف لإراحة نفسي المثقلة
فجميع الوسائل الأخرى باءت بالفشل
ضاقت ، وضاقت، وضاقت
حتى احتُجزت بفوهةٍ ضيقةٍ أطبقت على أنفاسي
أكاد لا أتنفس، أشعر بالاختناق
أحاول الهروب او الانزلاق فيها
لكنها محكمة الإطباق عليّ تحشرني وترعبني
لا منفذ لها إلا بإذن ربي…

ياسَمِين الْحُمود 06-26-2021 08:17 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
أكتب
حين لا يكون الحضور إلا أنت
والبقية في طيّ السفر الطويل
أكتب
حين يتماهى الحلم والوهم
حتى تجد ذاتك كما يبدد النور.. الظلام

ولا أتوقف
أعبر سياج اكتفائي
من ورقة إلى ورقة
وأمشي بمحاذاة السطر
إلى أن ينساب حبري الربيعي
للضفة الأخرى من اليباس..

ولن أترك حيزًا صغيرًا عبثًا، مللًا سهوًا
سأتخلص من فوضاي
فلا أحد يجمعني سواه
سأودّع الأشياء
فلا أحد يتبنى ثقل كاهلي ويعولني
سأودع خرابي
ولن أُؤَثث متحفي بمشاعر ليست لي
لن أعشها، وسأرميها بين دفّتي دفتري الكتابي
وأنساها كما ينسى أن يسأل الفلاح نفسه:
ما ذنب تلك الشجرة حين أسرقُ الدفء منها؟
سأكتب حتى لا أبقَ وحيدة
فالكتابة حياة أخرى نعيشها
والعبور إلى المنفى لا يحتاج تذكرة
أحيانًا تقتلنا كلمات عابرة
وتحيينا جملة قالها شخصٌ:
لا نعرفه ولا يعرفنا
تفعل الكلمات
ما لا تقوي عليه البنادق
وما الكلمات؟!
سوى أجنحة تحلق بك
إلى ما وراء الأشياء… والخيال
وما الخيال؟
سوى أن تكتب ما لا تستطيع تحقيقه


ياسَمِين الْحُمود 06-27-2021 03:33 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
عندما يرحل من تحب تحرص على أخذ قطعة تذكارية منه لتبقى بحوزتك
تتذكره عبرها…
روايتها تبعث فيك الشوق والارتياح الذي يرسمه تواجده في حياتك
هكذا صورتكم بالنسبة لي
تبعث لي البسمة رغم قسوة الحياة
وتبعث لي الأمل حين ينسدل الظلام
أحيانًا أصارع نفسي والهوى
أرحل في صمت أم أبقى على هاوية منحدرة؟
أريد أن أكتب عنكم ولكن يخذلني قلمي أحيانًا
فيبقى صمتي خير رسالة أبعثها لمن أحب…

ياسَمِين الْحُمود 06-27-2021 11:19 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
لن يصلك حديثي
لن تصلك أحرفي
ستكون نجواي بين أوراقي وقلمي
أصرخ بين السطور
وأخفي ذاك الشعور
عندما أكتب
أنا أناديك بلا صوت
وأخاطبك من دون أن أتكلم
وأكتب لأنك الفكرة
ثم أمحو لأنك الغياب
تلهمني الأشعار
وحروفي ترقص على الأوتار
لك كلماتي في محيط رسائلي
فالحب باقٍ في تاريخي
وما أعظمه من تاريخ
سطر حكاية حب على مرّ الأزمان

ياسَمِين الْحُمود 06-28-2021 11:17 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
أريد القصر من مرمر
وباب الدار من جوهر
وعطر لم تلامسه
نساء الروم أو قيصر
وحراسٌ وجاريةٌ
وسورٌ حوله عسكر


أناجي الله يُكرمني
بستر الحال لا أكثر
ويُبقيني بعافيتي
لأتلو الحمد والكوثر
فلا أموال تأسرني
ولا مسكٌ ولا عنبر


فكثر المال لا ينفع
بلا عزوة تواسيني


وقلبي منعمٌ فرِحٌ
وحب الأهلِ يُغنيني


ظننتم أني مُسعدةٌ
فضاق القصر في عيني


ورغم الضيق في بيتي
هموم الناس تأتيني

ياسَمِين الْحُمود 06-29-2021 11:59 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
تقودني السعادة لأن أكتب منهمرة دونما توقف

ويقودني الحزن لأن أفيض كنهر هارب من مجراه…!!

كلتا الحالتين تدفعاني لأمارس جنوني الكتابي

لأفض شرنقة مشاعري

لأنسكب كالهطل على أديم الثرى…

فحين يُغرقني الحب أكتب…

وحين تصفر أغصان قلبي أكتب…

وحين تملئني بحضورك أكتب

وحين أعيش غيابك أكتب

ولا أملك أمام قلبك سوى أن أكتبك

لا أجيد الحديث إليك

ولا أُتقن رسمك في أوراقي

فحين أحدثك فأنا أهمس بيني وبيني

بكل الحب الذي أيعن في أعماقي…!!

في حضورك، لا تُحسن شفتاي غير الصمت

وينام صوتي بين أوتار نبضك

ولا شيء يتحدث غير عيناي

الكتابة عنك هي الموسيقى التي أعزفها لأجلك حين تأفل

وحين تؤوب…!!

هو الفراغ الذي يُحيطك

الصمت الذي يغلف طبقات الكون…

الكتابة عنك

هو الشروع لممارسة الحياة كما أحب

هي فكرة البقاء على قيد الأمل

هي فسيفساء تحكي أسطورتها القديمة

بين كلّ رخامك و أخرى شطر قصيدة وخواء مدينة!

أكتبك، لأنني لا أُجيد النبض إلا من خلالك

ولا أملك حق العودة لروحي إلا من بين يديك

أكتبك لأنني أبصرت بعينيك الدهشة

وعدتُ لأعانق طفولتي

وأنا أرتب الكلمات والجمل وأرصفها كثوب راهب

امتلأ بالرُقع…

أكتب ، لأنني أجيد الحياة وأنا أكتب …

ياسَمِين الْحُمود 07-04-2021 02:53 PM

رد: ماذا سأكتب؟
 
الاختلاف في الراي

قد اختلف معك في الراي، ولكني على استعداد لأقدم حياتي في سبيل سماع رأيك، هكذا يقول فولتير.
فالساحة تتسع للجميع خلقنا لنصلح الكون من حولنا، نحن الذين نزرع الورد؟، ونعشق الحرية ، ونمقت الازدواجية ، أكثرنا في هذا الحقل يعمل، نحارب سوسة القمح كما المحسوبية، ونكره عفن الزوايا المهملة كاشمئزازنا من تفشي الغلط.

قد أختلف معك في الرأي، فلا تتهمني بسوء الفهم وعدم الدراية ، فربما تكون أنت كذلك ، أنا وأنت وغيرنا ، جئنا لنبني العالم لا كما يريد سماسرة السوق ، بل كما يهوي كورال أصوات الكدح والتب والعرق، تعال نعزف لهم موسيقى الحياة الحقيقية ، تعال نزرع في دروبهم بساط أمان ، وفانوس إنارة يرشدهم ليلًا إلى بيوتهم الطينية الدافئة، فلا تصف ما أشرد به إلى الجنون ولا إلى بؤرة الألم، فتضحك ملء فيك استهتارًا ، فالصح سيبقى أبدًا ولو تراكم على صدقة غبار السنين
، وصار لحافه من إتيان الكذب في العلاقة، وإغلاق بوابة التلاقي بين الإخلاص ومثيله.

تعال نبني جسرًا للتواصل، أنت بصدقك ، وأنا إيماني بهذا الصدق، فالريح العاتية آتية ، والجسر الذي نبني أداة الرجوع إلى البيوت الممتلئة بالأزهار المنثورة والعطرة والريحان ، فلا تتبجح باندثار هذه وإتيان مزارع البيوت البلاستيكية التي لا تُشيع أفواهها بنتاج أوفر وأجمل ، ونسيت يا هذا غياب الصدق وطمس الشخصية للهوية الحقيقية للورد الجوري، الذي لا يرتاح إلا في الأصائص المعدنية المهترئة، ولا ينبت إشراقًا إلا في باحات الدور العربية المكشوفة للشمس والرياح ولعصافير الدوري وطيور اليمام.

قد أختلف معك في الرأي ، ولكن دعنا نعمل على وقف المجازر التي تُطال البساتين ، نتاج جشع لا ينتهي إلا بالوقوف معًا ، نعمل على دخول الشمس لبيوت الفقراء، فهذه تحمل بعض الفيتامينات الخاوية منها بيوتهم
وتعال لا نختلف لتقديم الخبز المشبع خميرة ونارًا للذين يشربونه ثلاث مرات في اليوم ، فهذا صديق العمر، ولا أعتقد بأننا سنخون الصداقة، ربما أختلف معك، ولكن لكلٍّ رأيه
وكل نبتة مهما تواضع حجمها، لها ظلها على الأرض في دورة يومية تكون الشمس فيها ساطعة.


الساعة الآن 10:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team