منتديات منابر ثقافية

منتديات منابر ثقافية (http://www.mnaabr.com/vb/index.php)
-   منبر ديوان العرب (http://www.mnaabr.com/vb/forumdisplay.php?f=48)
-   -   من شعراء العصر الجاهلي ( الأعشى ) (http://www.mnaabr.com/vb/showthread.php?t=1491)

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:23 AM

بني عمنا



بَني عَمّنَا لا تَبْعَثُوا الحَرْبَ بَينَنا
كَردّ رَجيعِ الرّفضِ وَارموا إلى السِّلمِ
وَكُونُوا كمَا كُنّا نكونُ، وَحافِظُوا
عَلَيْنَا كمَا كُنّا نُحافِظُ عن رُهْمِ
نِساءِ مَوَالِينَا البَوَاكي، وَأنْتُمُ
مَدَدْتُمْ بِأيْدِينَا حِلافَ بَني غَنمِ
فلا تَكسِرُوا أرْماحَهمْ في صُدورِكُم
فتَغشِمَكمْ، إنّ الرّمَاحَ من الغَشْمِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:23 AM

تقول بنتي



بانَتْ سُعادُ وَأمْسَى حَبلُها انقطَعَا،
وَاحتَلّتِ الغَمْرَ فَالجُدّينِ فالفَرَعَا
وَأنكَرَتْني وَمَا كانَ الذي نَكِرَتْ
مِنَ الحَوَادِثِ إلاّ الشّيبَ وَالصَّلَعَا
قَدْ يَترُكُ الدّهْرُ في خَلْقَاءَ رَاسيةٍ
وَهْياً وَيُنزِلُ مِنها الأعصَمَ الصَّدَعَا
بانَتْ وَقَد أسأرَتْ في النّفسِ حاجتَها
بَعدَ ائْتِلافٍ، وَخَيرُ الوُدّ مَا نَفَعَا
وَقَدْ أرَانَا طِلاباً هَمَّ صَاحِبِهِ،
لَوْ أنّ شَيْئاً إذا مَا فَاتَنَا رَجَعَا
تَعْصِي الوُشَاةَ وَكَانَ الحُبُّ آوِنَةً
مِمّا يُزَيِّنُ لِلْمَشْغُوفِ مَا صَنَعَا
وَكَانَ شَيءٌ إلى شَيْءٍ، فَفَرّقَهُ
دَهْرٌ يَعُودُ على تَشتِيتِ مَا جَمَعَا
وَمَا طِلابُكَ شَيْئاً لَستَ مُدْرِكَهُ،
إنْ كانَ عَنكَ غُرَابُ الجهل قد وَقعَا
تَقولُ بِنتي، وَقد قَرّبْتُ مُرْتحَلاً:
يا رَبّ جَنّبْ أبي الأوْصَابَ وَالوَجَعَا
وَاستَشفَعتْ من سَرَاةِ ذا شَرَفٍ،
فَقَدْ عَصَاها أبُوها وَالّذي شَفَعَا
مَهْلاً بُنيّ، فَإنّ المَرْءَ يَبْعَثُهُ
هَمُّ، إذا خالَطَ الحَيْزُومَ وَالضِّلَعَا
عَلَيكِ مثلُ الذي صَلّيتِ فاغتَمضِي
يَوْماً فإنّ لجَنْبِ المَرْءِ مُضْطَجَعَا
وَاستَخبرِي قافلَ الرّكبانِ وَانتَظرِي
أوْبَ المُسَافِرِ، إنْ رَيْثاً وَإنْ سَرَعَا
كُوني كمِثْلِ التي إذْ غَابَ وَافِدُهَا
أهْدَتْ لَهُ مِنْ بَعيدٍ نَظرَةً جَزعَا
وَلا تَكُوني كَمنْ لا يَرْتَجي أوْبَةً
لذي اغترَابٍ وَلا يَرْجُو لَهُ رِجَعَا
مَا نَظَرَتْ ذاتُ أشْفَارٍ كَنَظْرَتِهَا
حَقّاً كمَا صَدَقَ الذّئْبيُّ إذْ سَجَعَا
إذْ نَظَرَتْ نَظْرَةً لَيسَتْ بِكاذِبَةٍ،
إذْ يَرْفَعُ الآلُ رَأس الكَلبِ فارْتفعَا
وَقَلّبَتْ مُقْلَةً لَيْسَتْ بِمُقْرِفَةٍ،
إنْسَانَ عَيْنِ وَمُؤقاً لمْ يكُنْ قَمعَا
قَالَتْ: أرَى رَجُلاً في كَفّهِ كَتِفٌ
أوْ يَخصِفُ النّعلَ لـهفي أيّةَ صَنَعَا
فكَذّبُوها بمَا قالَتْ، فَصَبّحَهُمْ
ذو آلِ حَسّانَ يُزْجي المَوْتَ وَالشِّرَعَا
فاستَنزَلوا أهلَ جَوٍّ مِن مَساكِنهِم،
وَهَدّمُوا شَاخِصَ البُنْيانِ فاتّضَعَا
وَبَلْدَةٍ يَرْهَبُ الجَوّابُ دُلْجَتَها،
حتى تَرَاهُ عَلَيْهَا يَبْتَغي الشّيَعَا
لا يَسْمَعُ المَرْءُ فِيهَا مَا يُؤنّسُهُ
بِاللّيلِ إلاّ نَئِيمَ البُومِ وَالضُّوَعَا
كَلّفتُ مَجهولـهَا نَفسِي وَشايَعَني
هَمّي عَلَيْهَا، إذا مَا آلُهَا لَمَعَا
بِذاتِ لَوْثٍ عفَرْنَاةٍ، إذا عَثَرَتْ،
فالتَّعْسُ أدْنَى لـها مِن أنْ أقولَ لَعَا
تَلوِي بعِذقِ خِصَابٍ كُلّما خَطَرَتْ
عَنْ فَرْجِ مَعْقُومَةٍ لمْ تَتّبعْ رُبَعَا
تَخَالُ حَتْماً عَلَيها كُلّمَا ضَمَرَتْ
مِنَ الكَلالِ، بِأنْ تَسْتَوْفيَ النِّسعَا
كَأنّهَا بَعْدَمَا أفْضَى النّجادُ بِهَا
بالشّيّطَيْنِ، مَهَاةٌ تَبْتَغي ذَرَعَا
أهوَى لـها ضَابىءٌ في الأرْضِ مُفتَحِصٌ
للّحمِ قِدْماً خَفيُّ الشخص قد خشعَا
فظَلّ يَخدَعُها عن نَفسِ وَاحِدِها
في أرْضِ فَيْءٍ بِفعلٍ مِثلُهُ خَدَعَا
حَانَتْ ليَفْجَعَهَا بابْنٍ وَتُطَعِمَهُ
لحماً، فَقَدْ أطعَمَتْ لحماً، وَقد فجعَا
فَظَلّ يَأكُلُ مِنْها وَهيَ رَاتِعَةٌ
حَدّ النّهَارِ تُرَاعي ثيرَةً رُتُعَا
حتى إذا فِيقَةٌ في ضَرْعِها اجتَمَعتْ
جاءتْ لتُرْضعَ شِقّ النّفسِ لوْ رَضَعَا
عَجْلاً إلى المَعهَدِ الأدنَى ففاجأهَا
أقْطاعُ مَسكٍ وَسافتْ من دَمٍ دُفَعَا
فَانصَرَفَتْ فَاقِداً ثَكْلَى على حَزَنٍ،
كُلٌّ دَهَاهَا وَكلٌّ عِندَها اجتَمَعَا
وَذاكَ أنْ غَفَلَتْ عَنهُ وَمَا شَعَرَتْ
أنّ المَنِيّةَ يَوْماً أرْسَلَتْ سَبُعَا
حتى إذا ذَرّ قَرْنُ الشّمْسِ صَبّحَهَا
ذُؤالُ نَبْهَانَ يَبْغي صَحبَهُ المُتَعَا
بِأكْلُبٍ كَسِرَاعِ النَّبْلِ ضَارِيَةٍ،
تَرَى مِنَ القِدّ في أعْنَاقِها قِطَعَا
فتِلْكَ لمْ تَتّرِكْ مِنْ خَلْفِها شَبَهاً
إلاّ الدّوَابِرَ وَالأظْلافَ وَالزَّمَعَا
أنْضَيْتُهَا بَعْدَمَا طَالَ الـهِبَابُ بها،
تَؤمّ هَوْذَةَ لا نِكْساً وَلا وَرَعَا
يا هَوْذَ إنّكَ من قَوْمٍ ذَوِي حَسَبٍ،
لا يَفْشَلُونَ إذا مَا آنَسُوا فَزَعَا
همُ الخَضَارِمُ إنْ غابوا وَإنْ شَهِدوا،
وَلا يُرَوْنَ إلى جَارَاتِهِمْ خُنعَا
قَوْمٌ بُيُوتُهُمُ أمْنٌ لِجَارِهِمُ،
يَوْماً إذا ضَمّتِ المَحْضُورَةُ الفَزَعَا
وَهُمْ إذا الحَرْبُ أبدَتْ عَن نَوَاجذها
مِثلُ اللّيُوثِ وَسُمٍّ عاتِقٍ نَقَعَا
غَيْثُ الأرَامِلِ وَالأيْتَامِ كُلّهِمُ،
لمْ تَطْلُعِ الشّمْسُ إلاّ ضرّ أو نَفَعَا
من يلقَ هَوْذةَ يَسجُدْ غَيرَ مُتّئِبٍ
إذا تَعَصّبَ فَوْقَ التّاجِ أوْ وَضَعَا
لَهُ أكَالِيلُ بِاليَاقُوتِ زَيّنَهَا
صُوّاغُهَا لا تَرَى عَيْباً، وَلا طَبَعَا
وَكُلُّ زَوْجٍ مِنَ الدّيباجِ يَلْبَسُهُ
أبُو قُدَامَةَ مَحْبُوّاً بِذاكَ مَعَا
لمْ يَنْقُصِ الشّيْبُ مِنهُ ما يقالُ لـهُ،
وَقَدْ تجَاوَزَ عَنْهُ الجَهلُ فانْقَشَعَا
أغَرُّ أبْلَجُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِهِ،
لوْ صَارَعَ النّاسَ عن أحلامهمْ صرَعَا
قَدْ حَمّلُوهُ فتيّ السّنّ مَا حَمَلَتْ
ساداتُهُمْ فأطاقَ الحِملَ وَاضْطلَعَا
وَجَرّبُوهُ فَمَا زَادَتْ تَجَارِبُهُمْ
أبَا قُدَامَةَ، إلاّ الحَزْمَ والفَنَعَا
مَنْ يَرَ هَوْذَةَ أوْ يَحْلُلْ بساحَتهِ،
يَكُنْ لِهَوْذَةَ فِيمَا نَابَهُ تَبَعَا
تَلْقَى لَهُ سَادَةَ الأقْوَامِ تَابِعَةً،
كلٌّ سَيَرْضَى بأنْ يُرْعَى لـهُ تَبَعَا
يا هَوْذُ يا خَيرَ من يَمْشِي على قَدَمٍ،
بَحْرَ المَوَاهِبِ لِلْوُرّادِ وَالشَّرَعَا
يَرْعَى إلى قَوْلِ ساداتِ الرّجالِ إذا
أبْدَوْا لَهُ الحَزْمَ أوْ ما شاءَهُ ابتدَعَا
وَمَا مُجاوِرُ هِيتٍ إنْ عَرَضْتَ لَهُ
قد كانَ يَسمو ءلى الجُرْفَينِ وَاطّلَعَا
يَجِيشُ طُوفانُهُ إذْ عَبّ مُحْتَفِلاً
يَكَادُ يَعْلو رُبَى الجُرْفَينِ مُطّلِعَا
طابَتْ لـهُ الرّيحُ، فامتَدّتْ غَوَارِبُهُ،
تَرَى حَوَالِبَهُ مِنْ مَوْجِهِ تَرَعَا
يَوْماً بِأجْوَدَ مِنْهُ حِينَ تَسْألُهُ،
إذْ ضَنّ ذو المَالِ بالإعطاءِ أوْ خدَعَا
سَائِلْ تَمِيماً بِهِ أيّامَ صَفْقَتِهِمْ،
لَمّا أتَوْهُ أسَارَى كُلّهُمْ ضَرَعَا
وَسْطَ المُشَقَّرِ في عَيْطَاءَ مُظْلِمَةٍ،
لا يَسْتَطِيعُونَ فِيهَا ثَمّ مُمْتَنَعَا
لَوْ أُطْعِموا المَنّ وَالسّلْوَى مكانَهمُ،
مَا أبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فيهِمُ نجَعَا
بظُلْمِهِمْ، بِنطاعِ المَلْكَ ضَاحيةً،
فقد حَسَوْا بعدُ من أنفاسهمْ جُرَعَا
أصَابَهُمْ مِنْ عِقابِ المَلكِ طائِفَةٌ،
كُلُّ تَمِيمٍ بِمَا في نَفْسِهِ جُدِعَا
فَقالَ للمَلْكِ: سَرّحْ مِنهُمُ مائَةً،
رِسْلاً من القَوْلِ مخْفوضاً وَما رَفَعَا
ففَكّ عَنْ مائَةٍ مِنْهُمْ وِثَاقَهُمُ،
فأصْبَحُوا كُلّهُمْ مِنْ غُلّةِ خُلِعَا
بهِمْ تَقَرّبَ يَوْمَ الفِصْحِ ضَاحِيَةً،
يَرْجُو الإلَهَ بِمَا سَدّى وَما صَنَعَا
وَمَا أرَادَ بهَا نُعْمَى يُثَابُ بِهَا،
إنْ قالَ كَلْمَةَ مَعْرُوفٍ بها نَفَعَا
فَلا يَرَوْنَ بذاكُمْ نِعْمَةً سَبَقَتْ،
إنْ قالَ قائِلُهَا حَقّاً بهَا وَسَعَى
لا يَرْقَعُ النّاسُ ما أوْهى وَإنْ جَهَدوا
طُولَ الحَياةِ، وَلا يُوهونَ ما رَقَعَا
لَمّا يُرِدْ مِنْ جَمِيعٍ بَعْدُ فَرّقَهُ،
وَما يُرِدْ بَعدُ من ذي فُرْقةٍ جَمَعَا
قَد نالَ أهْلَ شَبامٍ فَضْلُ سُؤدَدِهِ
إلى المَدائِنِ خَاضَ المَوْتَ وَادّرَعَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:24 AM

ثاروا وثرنا



فِدًى لَبنى ذُهلِ بنِ شَيبانَ ناقَتي
وَرَاكِبُهَا، يَوْمَ اللّقَاءِ، وَقَلّتِ
هُمُ ضَرَبُوا بِالحِنْوِ، حنوِ قُرَاقرٍ،
مُقَدِّمَةَ الـهَامَرْزِ حَتى تَوَلّتِ
فَلِلّهِ عَيْنَا مَنْ رَأى مِنْ عِصَابةٍ
أشَدَّ عَلى أيْدي السُّقاةِ مِنَ الّتي،
أتَتهُمْ مِنَ البَطحاءِ يَبرُقُ بَيْضُها،
وَقَدْ رُفِعَتْ رَايَاتُهَا، فَاستَقَلّتِ
فَثَارُوا وَثُرْنَا، وَالمَنِيّةُ بَيْنَنَا،
وَهَاجَتْ عَلَيْنَا غَمْرَةٌ، فتَجَلّتِ
وَقَدْ شَمّرَتْ بالنّاسِ شَمطاءُ لاقحٌ
عَوَانٌ، شَديدٌ هَمزُها، فأضَلّتِ
كَفَوْا إذْ أتَى الـهَامَرْزُ تَخفِقُ فوْقَه
كَظِلّ العُقابِ، إذْ هوَتْ، فتَدلّتِ
وَأحمَوْا حمَى ما يَمنَعونَ فأصْبَحتْ
لِنَا ظُعُنٌ كانَتْ وُقُوفاً، فَحَلّتِ
أذاقُوهُمُ كأساً مِنَ المَوْتِ مُرّةٍ،
وَقَدْ بَذِخَتْ فُرْسَانُهُمْ وَأذَلّتِ
سَوَابِغُهُمْ بِيضٌ خِفافٌ، وَفَوْقَهم
من البَيْضِ أمْثالُ النّجومِ استَقَلّتِ
وَلمْ يَبْقَ إلاّ ذاتُ رَيْعٍ مُفاَضَةٌ،
وَأسْهَلَ مِنْهُمْ عُصْبَةٌ فأطَلّتِ
فَصَبّحَهُمْ بالحِنْوِ حِنْوِ قُرَاقِرٍ،
وَذي قَارِهَا مِنْهَا الجُنُودُ فَفُلّتِ
عَلى كلّ مَحْبُوكِ السّرَاةِ، كأنّهُ
عُقابٌ هَوَتْ، من مَرْقَبٍ إذْ تَعَلّتِ
فجادَتْ عَلى الـهَامَرْزِ وَسطَ بيوتهِمْ
شآبِيبُ مَوْتٍ، أسْبَلَتْ وَاستَهَلّتِ
تَناهَتْ بَنُو الأحْرَارِ إذْ صَبَرَتْ لـهم
فَوَارِسُ من شَيْبَانَ غُلْبٌ فوَلّتِ
وَأفْلَتَهُمْ قَيْسُ، فَقُلْتُ لَعَلّهُ
يَبِلّ لَئِنْ كانَتْ بِهِ النّعْلُ زَلّتِ
فَمَا بَرِحُوا حتى استُحِثّتْ نِساؤهم
وَأجْرَوْا عَلَيها بالسّهامِ، فذَلّتِ
لَعَمْرُكَ ما شَفّ الفَتى مثلُ هَمّهِ،
إذا حَاجَةٌ بَينَ الحَيَازِيمِ جِلّتِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:25 AM

حامي الحيّ



ألا مَنْ مُبْلِغٌ عَنّي حُرَيْثاً،
مُغَلْغَلَةً أحَانَ أمِ ازْدَرَانَا
فإنّا قَدْ أقَمْنَا، إذْ فَشِلْتُمْ،
وَإنّا بِالرِّدَاعِ لِمَنْ أتَانَا
مِنَ النَّعَمِ الّتي كَحِرَاجِ إيلٍ،
تَحُشّ الأرْضَ شِيماً أوْ هِجَانَا
وَكُلِّ طُوَالَةٍ شَنِجٍ نَسَاهَا
تَبَدُّ بَدَا المَعَارِقِ وَالعِنَانَا
وَأجْرَدَ مِنْ فُحُولِ الخَيْلِ طِرْفٍ
كَأنّ عَلى شَوَاكِلِهِ دِهَانَا
وَيَحْمي الحَيَّ أرْعنُ ذُو دُرُوعٍ،
مِنَ السُّلاّفِ تَحْسَبُهُ إوَانَا
فَلا وَأبِيكَ، لا نُعْطِيكَ مِنْهَا،
طِوَالَ حَيَاتِنَا، إلاّ سِنَانَا
وَإلاّ كُلَّ أسْمَرَ، وَهْوَ صَدْقٌ،
كَأنّ اللِّيطَ أنْبَتَ خَيْزُرَانَا
وَإلاّ كُلَّ ذِي شُطَبٍ صَقِيلٍ،
يَقُدّ، إذا عَلا، العُنُقَ الجِرَانا
أكَبّ عَلَيْهِ مِصْقَلَتَيْهِ يَوْماً،
أبُو عَجْلانَ يَشْحَذُهُ، فَتَانَا
فَظَلّ عَلَيْهِ يَرْشَحُ عَارِضَاهُ
يَحُدّ الشّفْرَتَينِ، فَمَا ألانا
وَلا نُعْطي المُنى قَوْماً عَلَيْنَا،
كمَا لَيْسَ الأمُورُ على مُنَانَا
وَلا كُشُفٌ، فنَسْأمَ حْرْبَ قَوْمٍ،
إذا أزَمَتْ رَحىً لَهُمُ رَحَانَا
يَسُوقُ لَنَا قِلابَةَ عَبْدُ عَمْرٍو
ليَرْمِيَنَا بِهِمْ، فِيمَنْ رَمَانَا
وَلَوْ نَظَرُوا الصّباحَ، إذاً لَذاقُوا
بِأطْرَافِ الأسِنّةِ، مَا قِرَانَا
وَإنّا بِالصُّلَيْبِ وَبَطْنِ فَلجٍ،
جَميعاً، وَاضِعِينَ بِهَا لَظَانَا
نُدَخِّنُ بِالنّهَارِ لِتُبصِرينَا،
وَلا نَخْفَى عَلى أحَدٍ بَغَانَا
فَإنْ يَحْتَفْ أبُو عِمْرانَ عَنّا
فَإنّا، وَالثّوَاقِبِ، لَوْ رَآنَا
لَقَالَ المُعْوِلاتُ عَلَيْهِ مِنْهُمْ:
لَقَدْ حَانَتْ مَنِيّتُهُ وْحَانَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:25 AM

خير من ألف ألف



مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،
وَسُؤالي، فَهَلْ تَرُدّ سُؤالي؟
دِمْنَةٌ قَفْرَةٌ تَعَاوَرَهَا الصّيْـ
ـفُ بِرِيحَيْنِ مِنْ صَبأ وَشَمَالِ
لاتَ هَنّا ذِكْرَى جُبَيْرَةَ أوْ مَنْ
جَاءَ مِنْهَا بِطَائِفِ الأهْوَالِ
حَلّ أهْلي بَطْنَ الغَمِيسِ فَبادَوْ
لى، وَحَلّتْ عُلْوِيّةً بِالسِّخَالِ
تَرْتَعي السّفْحَ، فالكَثِيبَ، فَذاقَا
رٍ، فَرَوْضَ القَطَا فَذاتَ الرّئالِ
رُبّ خَرْقٍ من دُونِها يُخرِسُ السّفْـ
ـرَ، وَمِيلٍ يُفْضِي إلى أمْيَالِ
وَسِقَاءٍ يُوكَى عَلى تَأَقِ المَلْ
ءِ، وَسَيْرٍ وَمُسْتَقَى أوْشَالِ
وَادّلاجٍ بَعْدَ المَنَامِ، وَتَهْجِيـ
ـرٍ، وَقُفٍّ وَسَبْسَبٍ وَرِمَالِ
وَقَلِيبٍ أجْنٍ كَأنّ مِنَ الرّيـ
ـشِ بِأرْجَائِهِ لُقُوطَ نِصَالِ
فَلَئِنْ شَطّ بي المَزَارُ لَقَدْ أغْـ
ـدُو قَلِيلَ الـهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ
إذْ هيَ الـهَمُّ وَالحَدِيثُ، وَإذْ تَعْـ
ـصِي إليّ الأمِيرَ ذَا الأقْوَالِ
ظَبْيَةٌ مِنْ ظِبَاِ وَجْرَةَ أدْمَا
ءُ تَسَفُّ الكبَاثَ تَحتَ الـهَدالِ
حُرّةٌ طَفْلَةُ الأنَامِلِ، تَرْتَـ
ـبّ سُخَاماً، تَكُفُّهُ بخِلالِ
كَأنّ السُّمُوطَ عَكّفَها السّلْـ
ـكُ بعِطْفَيْ جَيْدَاءَ أُمّ غَزَالِ
وَكَأنّ الخَمْرَ العَتِيقَ مِن الإسفنـ
ـطِ مَمْزُوجَةً بِمَاءٍ زُلالِ
بَكرَتْهَا الأغرَابُ في سِنّةِ النّوْ
مِ فتَجرِي خِلالَ شَوْكِ السَّيَالِ
فَاذْهَبي مَا إلَيكِ أدْرَكَني الحِلْـ
ـمُ، عَداني عَنْ ذِكْرِكُمْ أشغالي
وَعَسِيرٍ أدْمَاءَ حَادِرَةِ العَيْـ
ـنِ، خَنُوفٍ عَيْرَانَةٍ شِمْلالِ
مْن سَرَاةِ الـهِجَانِ، صَلّبَهَا العُـ
ـضّ وَرَعيُ الحِمى وَطولُ الحِيالِ
لمْ تَعَطّفْ عَلى حُوَارٍ، وَلمْ يَقْـ
ـطَعْ عُبَيدٌ عُرُوقَها مِنْ خُمالِ
قَدْ تَعَلّلْتُهَا عَلى نَكَظِ المَيْـ
ـطِ، وَقَدْ خَبّ لا مِعَاتٌ الآلِ
فَوْقَ دَيْمُومةٍ تَغَوّلُ بِالسَّفْـ
ـرِ قِفَارٍ إلاّ مِنَ الآجَالِ
وَإذا ما الضّلالُ خِيفَ مَكانَ الْـ
ـوِرْدُ خِمْساً يَرْجُونَهُ عَن لَيالِ
وَاسْتُحِثّ المُغَيِّرُونَ مِنَ القَوْ
مِ وَكانَ النّطافُ ما في العَزَالي
مَرِحَتْ حُرّةٌ كَقَنْطَرَةِ الرّومِـ
ـيّ تَفْرِي الـهَجِيرَ بِالإرْقَالِ
تَقْطَعُ الأمعَزَ المُكَوْكِبَ وَخداً
بِنَوَاجٍ سَرِيعَةِ الإيغَالِ
عَنْتَرِيسٌ، تَعدُو إذا مَسّها السّوْ
طُ، كَعَدْوِ المُصَلصِلِ الجَوّالِ
لاحَهُ الصّيْفُ وَالصِّيَالُ وَإشْفَا
قٌ عَلى صَعدَةٍ كَقَوْسِ الضّالِ
مُلْمِعٍ لاعَةِ الفُؤادِ إلى جَحْـ
ـشٍ، فَلاهُ عَنْهَا فَبِئْسَ الفَالي
ذُو أذاةٍ عَلى الخَليطِ، خَبيثُ الـ
ـنّفْسِ، يَرْمي مَرَاغَهُ بالنُّسَالِ
غَادَرَ الجَحشَ في الغُبارِ، وَعَدّا
هَا حَثِيثاً لِصُوّةِ الأدْحَالِ
ذَاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي عَن يمينِ الـ
ـرَّعْنِ، بَعْدَ الكَلالِ وَالإعْمَالِ
وَتَرَاهَا تَشْكُو إليّ، وَقَدْ آ
لَتْ طَلِيحاً تُحذى صُدورَ النّعالِ
نَقَبَ الخُفِّ للسُّرَى، فَتَرَى الأنْـ
ـسَاعَ من حِلّ ساعَةٍ وَارْتِحَالِ
أثّرَتْ في جَنَاجِنٍ كَإرَانِ الـ
ـمَيتِ، عُولينَ فوْقَ عُوجٍ رِسَالِ
لا تَشَكّيْ إليّ مِنْ ألَمِ النِّسْـ
ـعِ، وَلا مِنْ حَفاً، وَلا من كَلالِ
لا تَشَكّيْ إليّ، وَانْتَجعي الأسْـ
ـوَدَ أهلَ النّدى، وَأهلَ الفِعَالِ
فَرْعُ نَبْعٍ يَهْتَزّ في غُصُنِ المَجْـ
ـدِ غَزِيرُ النّدى شَديدُ المِحَالِ
عِندَهُ الحَزْمُ وَالتّقى وَأسا الصَّرْ
عِ، وَحَمْلٌ لمُضْلِعِ الأثقالِ
وَصِلاتُ الأرْحَامِ قَدْ عَلِمَ النّا
سُ، وَفَكُّ الأسرَى من الأغْلالِ
وَهَوَانُ النّفْسِ العَزِيزةِ للذّكْـ
ـرِ، إذا ما التَقَتْ صُدُورُ العَوَالي
وَعَطَاءٌ إذا سَألْتَ، إذا العِذْ
رَةُ كَانَتْ عَطِيّةَ البُخّالِ
وَوَفَاءٌ، إذا أجَرْتَ، فَمَا غُرّ
تْ حِبَالٌ وَصَلْتَهَا بحِبَالِ
أرْيَحيٌّ، صَلْتٌ، يَظَلّ لَهُ القَوْ
مُ رُكُوداً، قِيَامَهُمْ للـهِلالِ
إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً، وَإنْ يُعطِ
جَزِيلاً، فَإنّهُ لا يُبَالي
يَهَبُ الجِلّةَ الجَرَاجِرَ، كالبُسْـ
تَانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أطْفَالِ
والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أكسِيَةَ الإضْـ
رِيجِ وَالشّرْعَبيَّ ذا الأذْيَالِ
وَجِيَاداً كَأنّهَا قُضُبُ الشّوْ
حَطِ، تَعْدُو بِشِكّةِ الأبْطَالِ
وَالمَكاكِيكَ وَالصّحافَ من الفِضّـ
ـةِ وَالضّامِزَاتِ تَحتَ الرّجَالِ
رُبّ حيٍّ أشْقَاهُمُ آخِرَ الدّهْـ،
ـرِ وَحَيٍّ سَقَاهُمُ بِسِجَالِ
وَلَقَدْ شُبّتِ الحُرُوبُ فَمَا غُمّـ
رْتَ فيها إذْ قَلّصَتْ عَن حِيَالِ
هَؤلَى ثُمّ هَؤلَى كُلاًّ اعْـ
طَيْتَ نِعَالاً مَحْذُوّةً بِمِثَالِ
فأرَى مَنْ عَصَاكَ أصْبَحَ مْخذُو
لاً، وَكَعبُ الذي يُطيعُكَ عَالي
أنتَ خَيرٌ مِنْ ألْف ألْفٍ من القَوْ
مِ إذا مَا كَبَتْ وُجُوهُ الرّجَالِ
وَلِمثْلِ الذي جَمَعتَ مِنَ العُدّ
ةِ، تَأبَى حُكُومَةَ المُقْتَالِ
جُنْدُكَ التّالِدُ العَتِيقُ مِنَ الـ
ـسّاداتِ أهْلِ القِبابِ وَالآكَالِ
غَيرُ مِيلٍ وَلا عَوَاوِيرُ في الـهَيْـ
ـجا وَلا عُزّلٍ وَلا أكْفَالِ
وَدُرُوعٌ مِنْ نَسجِ داوُدَ في الحَرْ
بِ وَسوقٌ يُحمَلن فوْقَ الجِمالِ
مُلْبَسَاتٌ مِثْلَ الرّمَادِ مِنَ الكُـ
رّةِ مِنْ خَشْيَةِ النّدى وَالطِّلالِ
لمْ يُيَسَّرْنَ للصّدِيقِ، وَلَكِنْ
لِقِتَالِ العَدُوّ يَوْمَ القِتَالِ
لاِمْرِىءٍ يَجْعَلُ الأداةَ لرَيْبِ الـ
دّهْرِ، لا مُسْنَدٍ وَلا زُمّالِ
كُلَّ عَامٍ يَقُودُ خَيْلاً إلى خَيْـ
لٍ، دِفَاقاً غَداةَ غِبّ الصّقَالِ
هُوَ دَانَ الرِّبَابَ، إذْ كَرِهُوا الـ
دّينَ دِرَاكاً بِغَزْوَةٍ وَصِيَالِ
ثُمّ أسْقَاهُمْ عَلى نَفَدِ العَيْـ
شِ فأرْوَى ذَنُوبَ رِفْدٍ مُحَالِ
فَخْمَةً يَلْجَأُ المُضَافُ إلَيْهَا،
وَرِعَالاً مَوْصُولةً بِرِعَالِ
تُخْرِجُ الشّيخَ من بَنِيهِ وَتُلْوِي
بِلَبُونِ المِعْزَابَةِ المِعْزَالِ
همّ دَانَتْ بَعْدُ الرِّبَابُ، وَكانَتْ
كَعَذَابٍ عُقُوبَةُ الأقْوَالِ
عَنْ تَمَنٍّ وَطُولِ حَبسٍ وَتَجميـ
عِ شَتَاتٍ، وَرِحْلَةٍ وَاحتِمَالِ
مِنْ نَوَاصي دُودانَ إذْ كَرِهُوا الـ
بأسَ وَذُبْيانَ وَالـهِيجانِ الغَوَالي
ثُمّ وَصّلْتَ صِرّةً بِرَبيعٍ،
حِينَ صَرّفْتَ حالَةً عَنْ حَالِ
رُبّ رَفْدٍ هَرَقْتَهُ ذَلِكَ اليَوْ
مَ وَأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أقْتَالِ
وَشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطّيْ أرِيكٍ،
وَنِسَاءٍ كَأنّهُنّ السّعَالي
وَشَرِيكَيْنِ في كَثيرٍ مِنْ المَا
لِ، وَكَانَا مُحَالِفَيْ إقْلالِ
قَسَمَا الطّارِفَ التّلِيدَ مِنَ الغُنْـ
مِ، فَآبَا كِلاهُما ذو مَالِ
لَنْ تَزَالُوا كَذَلِكُمْ، ثمّ لا زِلْـ
تَ لـهُمْ خَالِداً خُلُودَ الجبَالِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:28 AM

ربيعة الوهاب



وَإذا أرَدْتَ بِأرْضِ عُكْلٍ نَائِلاً،
فَاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ
يَهَبُ النّجيبَةَ وَالنّجيبَ بِسَرْجِهِ،
وَالأُدْمَ بَينَ لَوَاقِحٍ وَعِشَارِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:30 AM

رحل العز



ألَمْ تَرَ أنّ العِزّ ألْقَى بِرَحْلِهِ
إلى الغُرّ مِنْ أوْلادِ بَكْرِ بنِ عامِرِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:31 AM

رياحاً لا تهنه



رِيَاحاً لا تُهِنْهُ إنْ تَمَنّى
مَعارِفَ مِنْ شِمالي في رِيَاحِ

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:31 AM

زندك أثقب أزنادها



أجِدَّكَ لمْ تَغتَمِضْ لَيْلَةً،
فَتَرْقُدَهَا مَع رُقّادِهَا
تَذَكَّرُ تَيّا وَأنّى بِهَا،
وَقَد أخلَفَتْ بَعضَ مِيعادِهَا
فَميطي تَمِيطي بصُلْبِ الفُؤادِ،
وَصُولِ حِبَالٍ وَكَنّادِهَا
وَمِثْلِكِ مُعْجَبَةٍ بالشّبَا
بِ صَاكَ العَبِيرُ بِأجْسَادِهَا
تَسَدّيتُهَا عَادَني ظُلْمَةٌ،
وَغَفْلَةُ عَيْنٍ وَإيقَادِهَا
فَبِتُّ الخَلِيفَةَ مِنْ زَوْجِهَا،
وَسَيّدَ نُعْمٍ وَمُسْتَادِهَا
وَمُسْتَدْبِرٍ بِالّذِي عِنْدِهُ،
عَلى العَاذِلاتِ وَإرْشَادِهَا
وَأبْيَضَ مُخْتَلِطٍ بِالكِرَا
مِ لا يَتَغَطّى لإنْفَادِهَا
أتَاني يُؤامِرُني في الشَّمْو
لِ لَيْلاً، فَقُلْتُ لَهُ غَادِهَا
أرَحْنَا نُبَاكِرُ جِدّ الصَّبُو
حِ، قَبْلَ النّفُوسِ وَحَسّادِهَا
فَقُمْنَا، وَلمّا يَصِحْ دِيكُنَا،
إلى جَوْنَةٍ عِنْدَ حَدّادِهَا
تَنَخّلَهَا مِنْ بِكَارِ القِطَافِ،
أُزَيْرِقُ آمِنُ إكْسَادِهَا
فَقُلْنَا لَهُ: هَذِهِ هَاتِهَا،
بِأدمَاءَ في حَبْلِ مُقْتَادِهَا
فَقَالَ: تَزِيدُونَني تِسْعَةً،
وَلَيْسَتْ بِعَدْلٍ لأنْدَادِهَا
فَقُلْتُ لمِنْصَفِنَا: أعْطِهِ،
فَلَمّا رَأى حَضْرَ شُهّادِهَا
أضَاءَ مِظَلّتَهُ بِالسّرَا
جِ، وَاللّيْلُ غَامِرُ جُدّادِهَا
دَرَاهِمُنَا كُلّهَا جَيّدٌ،
فَلا تَحْبِسَنّا بِتَنْقَادِهَا
فَقَامَ، فَصَبّ لَنَا قَهْوَةً،
تُسَكّنُنَا بَعْدَ إرْعَادِهَا
كُمَيْتاً تكَشّفُ عَنْ حُمْرَةٍ،
إذا صَرّحَتْ بَعْدَ أزْبَادِهَا
كَحَوْصَلَةِ الرّألِ في دَنّهَا،
إذا صُوّبَتْ بَعْدَ إقْعَادِهَا
فَجَالَ عَلَيْنَا بِإبْرِيقِهِ،
مُخَضَّبُ كَفٍّ بفِرْصَادِهَا
فَبَاتَتْ رِكَابٌ بِأكْوَارِهَا،
لَدَيْنَا، وَخَيْلٌ بِألْبِادِهَا
لِقَوْمٍ، فَكَانُوا هُمُ المُنْفِدِين
شَرَابَهُمُ قَبْلَ إنْفَادِهَا
فَرُحْنَا تُنَعّمُنَا نَشْوَةٌ
تَجُوزُ بِنَا بَعْدَ إقْصَادِهَا
وَبَيْدَاءَ تَحْسِبُ آرَامَهَا
رِجَالَ إيَادٍ بِأجْلادِهَا
يَقُولُ الدّلِيلُ بِهَا للصّحَا
بِ: لا تُخطِئوا بَعضَ أرْصَادِهَا
قَطَعْتُ، إذا خَبّ رِيْعَانُهَا،
بِعَرْفَاءَ تَنْهَضُ في آدِهَا
سَدِيسٍ مُقَذَّفَةٍ بِاللّكِيـ
ـكِ، ذاتِ نَمَاءٍ بِأجْلادِهَا
تَرَاَهَا إذا أدْلَجَتْ لَيْلَةً،
هَبُوبَ السُّرَى بَعْدَ إسْآدِهَا
كَعَيْنَاءَ ظَلّ لـهَا جُؤذُرٌ
بقُنّةِ جَوٍّ، فأجْمَادِهَا
فَبَاتَتْ بِشَجْوٍ تَضُمّ الحَشَا
عَلى حُزْنِ نَفْسٍ، وَإيحَادِهَا
فَصَبّحَهَا لِطُلُوعِ الشرُوق
ضِرَاءٌ تَسَامَى بِإيسَادِهَا
فَجَالِتْ وَجالَ لـهَاأرْبَعٌ
جَهَدْنَ لـهَا مَعَ إجْهَادِهَا
فَمَا بَرَزَتْ لِفَضَاءِ الجَهَادِ
فَتَتْرُكَهُ بَعْدَ إشْرادِهَا
وَلَكِنْ إذا أرْهَقَتْهَا السّرَا
ع كَرّتْ عَلَيْهِ بمِيصَادِهَا
فَوَرّعَ عَنْ جِلْدِهَا رَوْقُهَا،
يَشكّ ضُلُوعاً بِأعْضَادِهَا
فَتِلْكَ أُشَبّهُهَا إذْ غَدَتْ
تَشُقّ البِرَاقَ بِإصْعَادِهَا
تَؤمّ سَلامَةَ ذا فَائِشٍ،
هُوَ اليَوْمَ حَمٌّ لمِيعَادِهَا
وَكَمْ دونَ بَيْتِكَ من صَفْصَفٍ،
وَدَكْداكِ رَمْلٍ وَأعْقَادِهَا
وَيَهْمَاءَ بِاللّيْلِ غَطْشَى الفَلا
ةِ، يُؤنِسُني صَوْتُ فَيّادِهَا
وَوَضْعِ سِقَاءٍ وَإحْقَابِهِ،
وَحَلِّ حُلوسٍ وَإغْمَادِهَا
فَإنْ حِمْيَرٌ أصْلَحَتْ أمْرَهَا،
وَمَلّتْ تَسَاقَي أوْلادِهَا
وُجِدْتَ إذا اصْطَلَحوا خَيْرِهُم،
وَزَنْدُكَ أثْقَبُ أزْنَادِهَا
وَإنْ حَرْبُهُمْ أُوقِدَتْ بَيْنَهُمْ
فَحَرّتْ لَهُمْ بَعْدِ إبْرَادِهَا
وَجِدْتَ صَبُوراً عَلى رُزْئِهَا،
وَحَرّ الحُرُوبِ وَتَرْدَادِهَا
وَقَالَتْ مَعَاشرُ: مَنْ ذا لَنَا
بِحَرْبٍ عَوَانٍ وَتَطْرَادِهَا
وَكَانُوا بِشَحْمِ الكُلَى قَبْلَهَا،
فَقَدْ جَرّبُوهَا لِمُرْتَادِهَا
كَثِيرُ النّوَافِلِ تَبْرِي لَهُ
مَرَازِىءُ لَيْسَ بِعَدّادِهَا
وَمَنْكُوحَةٍ غَيْرِ مَمْهُورَةٍ،
وَأُخْرَى يُقالُ لَهُ: فَادِهَا
وَمَنْزُوعَةٍ مِنْ فِنَاءِ امْرِىءٍ،
لِمَبْرَكِ آخَرَ مُزْدَادِهَا
تَدُرّ عَلى غَيْرِ أسْمَائِهَا
مُطَرَّفَةً بَعْدَ إتْلادِهَا
هَضُومُ الشّتَاءِ، إذا المُرْضِعَا
تُ جَالَتْ جَبَائِرُ أعْضَادِهَا
وَقَوْمُكَ، إنْ يَضْمَنُوا جَارَةً،
يَكُونُوا بِمَوْضِعِ أنْضَادِهَا
فَلَنْ يَطْلُبُوا سِرّهَا لِلْغِنَى،
وَلَنْ يُسْلِمُوهَا لإزْهَادِهَا
أُنَاسٌ، إذا شَهِدُوا غَارَةً
يَكُونُونَ ضِدّاً لأنْدَادِهَا

ناريمان الشريف 09-24-2010 09:32 AM

صددت عن الأعداء



يَلُمْنَ الفَتى، إنْ زلّتِ النعلُ زَلّةً،
وَهُنّ عَلى رَيْبِ المَنُونِ خَوَاذِلُ
يَقُلْنَ حَيَاةٌ بَعْدَ مَوْتِكَ مُرّةٌ،
وَهُنّ إذا قَفّينَ عَنْكَ ذَوَاهِلُ
مَتى تأتِنَا تَعْدُو بِسَرْجِكَ لِقْوَةٌ
صَبُورٌ تَجَنّبْنا وَرَأسُكَ مَائِلُ
صَدَدْتَ عَنِ الأعداءِ يَوْمَ عُبَاعبٍ
صُدُودَ المَذاكي أقرَعَتها المَساحِلُ


الساعة الآن 12:13 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

Security team