.... إنَّمَا سُمِّيتَ هَانِئاً لِتَهْنَأ .... يقال : هَنَأْتُ الرجال أهْنَؤُه وأهْنِئُه هَنْأً إذا أعطيته ، والاسم الهِنْء - بالكسر - وهو العطاء : أي سميت بهذا الاسم لتُفْضِلَ على الناس ، قال الكسائي : لتهنأ أي لتَعُوْلَ ، وقال الأموي لِتَهْنِئَ أي لِتُمْرِئَ . |
.... إنَّهُ لَنِقَابٌ .... يعنى به العالم بمُعْضِلات الأمور ، قال أوس ابن حجر :
ويروى عن الشعبي أنه دخل على الحجاج بن يوسف فسأله عن فريضة من الجد فأخبره باختلاف الصحابة فيها ، حتى ذكر ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ، فقال الحجاج : إن كان ابنُ عباس لَنِقَاباً . |
.... إنَّه لَعِضٌّ .... أي دَاهٍ ، قال القطامي :
يعني زيد بن الكيس النمري ودغفلاً الذهلي ، وكانا عالِمَي العرب بالأنساب الغامضة والأنباء الخفية . |
.... إنَّهُ لَوَاهاً مِنَ الرِّجَالِ .... يروى واها بغير تنوين : أي أنه محمودُ الأخلاق كريم ، يعنون أنه أهل لأن يقال له هذه الكلمة ، وهي كلمة تعجب وتلذذ ، قال أبو النجم : * واهاً لريَّا ثمَّ وَاهاً وَاها * ويروى " واهاً " بالتنوين ، ويقال للئيم : إنه لَغَيْرُ وَاهاً . |
.... إنَّما خَدَشَ الْخُدُوشَ أَنُوشُ .... الخَدْشُ : الأثر ، وأنوش : هو ابن شيث بن آدم صلى الله عليهما وسلم ، أي إنه أول من كَتَبَ وأثر بالخط في المكتوب . يضرب فيما قَدمَ عهدُه . |
.... إنَّ العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ .... قال الكسائي : لم نسمع في العَوَان بمصدر ولا فعل . قال الفراء : يقال عَوَّنَتْ تَعْوِيناً وهي عَوَان بينةُ التعوين . والخِمْرَة : من الاختمار كالجِلْسة من الجُلُوس اسم للهيئة والحال . أي أنها لا تحتاج إلى تعليم الاختمار. يضرب للرجل المجرب . |
.... إنَّ النِّساءَ لَحْمٌ عَلَى وَضَمْ .... الوَضَم : ما وُقِيَ به اللحم من الأرض من بارِيَّة* أو غيرها ، وهذا المثل يروى عن عمر رضي الله عنه حين قال : لا يخلُوَنَّ رجل بِمُغِيبَةٍ ، إن النساء لحم على وضم . * البارية : الحصير المنسوج من القصب وغيره |
.... إنَّ البَيْعَ مُرْتَخَصٌ وَغَال .... قالوا : أول من قال ذلك أُحَيْحَةُ بن الجُلاحِ الأوسيُّ سيد يثرب ، وكان سبب ذلك أن قيس بن زهير العبسي أتاه - وكان صديقاً له - لما وقع الشر بينه وبين بني عامر ، وخرج إلى المدينة ليتجَهَّز لقتالهم حيث قتل خالدُ بن جعفر زهيرَ بنَ جَذِيمة ، فقال قيس لأُحَيحة : يا أبا عمرو ، نُبِّئت أن عندك درعاً فبِعْنِيهَا أو هَبْها لي ، فقال : يا أخا بني عَبْس ليس مثلي يبيع السلاح ولا يفضل عنه ، ولولا أني أكره أن أستلئم إلى بني عامر لوهبتها لك ولحملتك على سَوَابق خيلي ، ولكن اشْتَرِها بابن لَبُون فإن البيع مرتخص وغال ، فأرسلها مثلاً ، فقال له قيس : وما تكره من استلآمك إلى بني عامر ؟ قال : كيف لا أكره ذلك وخالد بن جعفر الذي يقول : إذا ما أرَدْتَ العزَّ في دارِ يثربٍ = فنادِ بصوتٍ يا أُحَيحةُ تُمْنَعِ رأينا أبا عَمْرٍو أحيحةَ جَارُهُ = يَبيتُ قريرَ العينِ غيرَ مُرَوَّعِ ومن يأتِهِ من خائِفٍ يَنْسَ خوفَه = ومن يأته من جائِعِ البطنَ يَشْبَعِ فضائلُ كانت للجُلاحِ قديمةً = وأَكْرِمْ بفَخرٍ من خصالك أربعِ فقال قيس : يا أبا عمرو ما بعد هذا عليك من لوم ، ولهى عنه . |
.... إلا حظية فلا ألية .... مصدر الحَظِيَّة : الحُظْوَة والحِظْوَة والحِظَة ، والألِيَّة : فَعيلة من الألْو ، وهو التقصير ، ونصب حظيَّةً وأليَّةً على تقدير إلّا أكُنْ حظيةً فلا أكون أليةً ، وهي فَعيلة بمعنى فاعلة ، يعني آليةً ، ويجوز أن يكون للإزدواج ، والحَظِية : فعيلة بمعنى مفعولة ، يقال : أحْظَاها الله فهي حَظِية ، ويجوز أن تكون بمعنى فاعلة ، يقال : حَظِيَ فلانٌ عند فلان يَحْظَى حُظْوَةً فهو حَظِيّ ، والمرأة حَظِية ، قال أبو عبيد : أصل هذا في المرأة تَصْلَفُ عند زوجها فيقال لها : إن أخطأتْكِ الحُظْوة فلا تألِي أن تتودَّدي إليه . يضرب في الأمر بمُدَاراة الناس ليدركَ بعضَ ما يحتاج إليه منهم . |
.... أَمَامَها تَلْقَى أَمَةٌ عَمَلَها .... أي أن الأمة أيْنَما توجهتْ لقيت عملاً . |
الساعة الآن 08:53 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.